Skip to main content

Full text of "المتنبي بين ناقديه في القديم والحديث"

See other formats




* ”1 0 0 ربمحتخد اوس بر ض ارس لاا لتد اننا يا 








8 " 0 
سس سم و بي جم مجه سن ل سنس سوه :17 واس 9 مساح اخ وج 27 





م 3 0 د ل 2 ا بيااا.. ل اا حب - 0 
1 6 1 3 اا “ا عسي مس يم يريا ل ال لسريو في اع ان ننه ' 
7 2 "و" >-. . 








٠, 
أ‎ 
"« 
م‎ 


)]))بدة غ التلاتياتت للد . تبتسجحبح م اشع هسة 
7 5 
3 
١‏ 
. 
9 
7.1 
١‏ 








7 .1 0 
ا و يس بع ا يو اجو . مطوصسب.ه. : 
١ #4 . 7‏ 


1ل 
اا ا ا دنا 


٠ : 1 
7 0 
7 ك‎ 1 1 
١ سو‎ 8 
3 000 
م‎ 8 ١ 
7 5 
0 0 
0 . 
8 
0 
1 
ا‎ 
١ 
١ 
5 : 
1 
1-0 
7 
0 
١ 9 ” 0 2 7 


ي7 نر 

"9 01 ©. ٠ 
7 0| وى‎ 0 

© “الى , اين 7 . االو 


١ 0‏ 7 < خى يه 
7 ويا ١‏ 
5 - 30 و ١‏ و ب 
5 - “ا .ع »” 
3 00 


: ف : : ١ ١‏ 1 
7 جضبازء ؛ عم م انل :716 لالس ا ان 10 انراج شنج لسع بد > وو حو جر حي اجيج م 21 نس ك1 ادي بحج»ينة 5-5 سم سوج سج صو أ : ٠‏ ْ 1 
م بر ' 3 5" اكد . 7 1 ا 3 2 3 


, 7 ا م#لا"” ١‏ 


8 . 32 
0 9 5 0" 
عن اك 5 0 5 اي ا 7# ايا" "2 22 0 #4 5 ا 2 5 5 3 ا 5 - "7 7 


المنبىبين نائديه 


(فى القد م وطئادت» 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


عاد مكتية ١‏ لنلتراسا صضكه ا لأ د - ستيه 


وه 


المنبيىبين اديه 


(ى الغقتد مولددريتثت» 





تأيت 


الد قورت2 عيد اليهن شجيبيه 
دكتو رأه مع مرتية الشرف الآوقى ى التنقد الآدي 

من كلية دار العلوم ‏ حامعة القاهرة 

مدوس الأآدب والتقد بمدرسة الالستن العليا 


قر ع 


0 
32 5 
271 ام 
أ 
طآارا لمخادراك همححتو 
* "ه# ١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


متم الطبع والنشر : دار المعارف بمصر - 1114 كورفيش النيل - القاهرة ج .ع , م . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


لفاك 


ين صدكاليه 


موضوع البحث وأهدافه ومبجه ومصادره 


موضوع هذه الرسالة المتننى بين ناقديه ق القديم وى الحديث . وهى رسالة 
تسهدف بيان معارك النقد الى دارت حول المتنبى منذ تلقف النقاد أدبه . وتصدوا 
لتفسيره وتقوبمه وبيان حستاته وهناته » من مطلع حياته الفنية ى أوائل القرن الرابع 
المجرى حى اليوم . 

وهى فترة طويلة من الزمن تمتد أكثر من عشرة قرون حفلت بدراسات محتلفة 
المناهج عتلقة الدوافع مختلفة المآوس فى كل من حلب ومصر والعراق وإيران وغيرها . 

ويوضح عنوان الكتاب الأغراض الى تدخل فى محيط أنحائه وتندرج ف إطار 
دراساته . وهى تتبع نقاد الاتنى على اختلاف مناحيهوق الدراسة وبناهجهم فى البحث 
واتجاهانهم فى النقد . تتبعآً يكشف عن مدى قدربهم على تطبيق المقاييس النقدية 
الى كانت فى محيط حيا مهم وق متتاول أيديهم . والى غدت أسساً تتبغى مراعاءها 
فى تناول الأدم ما دامت مسلمة من الناقد . وغدت جزءاً من رصيد الآمة الأدنى . 
تتعامل على أساسها ويوحى ما . 

كا يكشف لنا عن ذوقهم ف النقد . وقدرههم على استشفاف ما بالنصوص من 
حسن وجمال أو ما بها من ضعف وقصور إلى غير ذلك مما يحتاج إلى الفطر اللطيفة 
والبصيرة الثاقبة والذوق الواعى الحميل . 

ويذلك ترى أن هدفتا من الدراسة عرض آراء النثقاد ق أدب المتنى ومناقشة 
هذه الآراء التّى تمثل جزءاً حيدًا من تاريخ التقد الأدنىعند العرب . والبى تعد أوضح 
صورة للنقد التطبيق الذى اتخذ من هذا الشاعر مجالا لدراسات واسعة ضافية . 
م تتح لسواه من شعراء العر بية على الإطلاق ‏ ولعل هذه الكيرة الكثيرة من الدراسات 
كانت السيب المباشر لنا على انختيار هذا الموضوع الذى أتقدم به لكلية دار العلوم 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5 
مجامعة القاهرة لتيل درجة الدكتوراه فى النقد الأدنى عند العرب . 

لأن أمثال هذه الدراسات الوفيرة لشاعر واحد من شعراء العربية تحمل ق 
ثناياها كثيراً من المعانى المغرية بالبحث الدافعة إلى الدراسة . 

وأول ما يوحى إلينا انشغال هذه الحمهرة العظيمة من الشراح والدارسين والباحثين 
والمؤرخين أنا أمام شاعرعظم وفحل من فحول الأدب العربى. ولولا ذلك ما حمل 
هذا العدد الحائل من الدارسين » على تتبع أدبه ودراسة ديوانه . 

ولك العظمة الأدبية الى كنا نستشفها من هذا الموقف تدفعنا إلى السير وراء 
هذا الشاعر وأولئك النقاد . لنرى أمارة هذه الفحولة الآدبية وتلك العظمة الفنية الى 
جعلته غرضاً للبحث وهدفاً للدراسة . 

تم إن هذا العدد الخائل من الدارسين لن يتناول الشاعر من زاوية واحدة أو 
بروح واحدة ومزاج واحد بل إن لكل مهم زاويته الى يحيد النظر منها فى أدب 
المتنبى كالناحية اللغوية أو الناحية الأسلوبية أو ناحية معانيه وأفكاره أو منبجه فى 
بناء قصيدته أو انتفاعه بغيره من الشعراء والمفكرين إلى غير ذلك . 

وسوف يكون تناوضم له من هذه الزوايا امختلفة محتلفا تبعا لمناهجهم ف البحث 
وأهدافهم من الدراسة ومدى ما يتمتعون به من عقلية قادرة على الفهم والإدراك . 
وما بمتازون به من ذوق قادر عل التذوق والاستشفاف . 

واحتلاف النقاد ى هذه الزوايا وتلك الأمزجة سيجعل دراساتهم الوفيرة بدورها 
ق حاجة إلى البحث والدراسة . 

ذلك لآن الناقد لن يستطيع مطلقاً أن ينسى نفسه فق أثناء دراسته للأدمف وتذوقه 

. ومهما حاول أن يكون موضوعيًا يستند إلى المقاييس المتواضع عليها والأسس 

امعان عليها . فسوف تظل انفعالاته الخاصة وتأثره الشخصى بدرجات ممختلفة 
أثناء تناوله النص ‏ 

هذا إذا سلمنا بتسلم النقاد جميعاً بما كان ف متتاول أيديهم من مقاييس 
وخضوعهم كلهم لما استفاض بيهم من قوانين . واتفاقهم جميعاً على هذهب واحد 
ورأى واحد . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


7 

فإن اختلفت النظريات وتشعيت الآراء وتعددت المذاهب ازدادت المشكلة 
مشقة وتعقيدا . لآن مهمتنا الآن أن نتحسس آثار كل ناقد ونعرف اللرن المذهى 
والصبخة الثقافية والاتجاهات التفسية الى تعامل مع الشاعر على أساسها وبوحى ميا 
ومدى تلاقيه مع الشاعر ق هذه الاعتيارات . أو مفارقته له . ومدى معرفته الدقيقة 
بظروف الشاعر وثقافته ومذهيه ومعتقده الديبى ولونه السياسبى وحالته الوجدانية أثناء 
الإنشاد . إلى غير ذلك مما لا يصح بعده عن الناقد أو تغاضيه عنه على الأقل . 

لآن عملية النقد والتقويم تحتاج إلى هذه الإحاطة الدقيقة الواعية البصيرة لتكون 
صادقة الدلالة مصورة للواقع تمام التصوير . 

وإدا سلمنا أن النقاد سلموا من هذه الاعتبارات النفسية ال مؤثرة فى النقد وأنهم 
كلهم أو فى -جملهم على الآقل كانوا بعيدين عن الاستجابة لتأثرهم الخاص . فإن 
تطبيق المقاييس نفسه يمظنة اتلحلاف والتفريق . 

لآأن لكل ناقد طاقته العقلية وقدرته اللخاصة على الفهم والإدراك والاستنياط 
والتطبيق . 

ويذلك تتشعب الارا ء وتختلف النتائج . برغم وحدة المقياس واتحاد الأساس . 

لم تكن كل هذه الاعتبارات بنجوة منا ونحن نببياً لدراسة نقاد المتننى - يل مها 
كانت من الحوافز الى دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع . لنقول كلمتنا - الى نرجو 
أن تكون فصل الحطاب قى هذا اللخحانب الدقيق من جوانب اليحث والدراسة . 

ونم تكن طريقنا ىهذا البحث سهلة ميسرة برغم ما أعددنا له أنفسنا من تحمل 
المشاق والصير على الصعاب . 

لآن كثيراً من الدراسات التقدية ليس فى متتاول أيدى الباحثين المعاصرين 
بعد أن ضاع كثير منها ضمن ما ضاع من تراثنا الأدنى على مر العصور . 

ولآن كثيراً من تللك الاراء النقدية تراه مغموراً فى ثنايا الشروح والتفاسير أو ى 
بطون كتب اللغة والأدب مما يعبى الباحث ويضاعف الصعاب أمام الدارس . 

ونم نكد نعير على رأىمن هذه الاراء حبى تقتضينا الآمانة العلمية أن نتثبت 
منه ونتأكد من صحة نسيته لقائله . وصحة صدور مثل هذا الرأى عنه ثم نضمه إلى 
شبيهه ونظيره لنتناول كل مجموعة مها بى مبحث مستقل . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ولم يكن يغيب عنا ديوان المتنى مهما طوفنا بين مصادر البحث ممراجعه لأنه 
الأساس الذى يحب أن نبداً هنه السير وأن نستمد منه الرأى لآنه المثير الآول لكل 
هذه البحوث ويلك الدراسات . 

وقد استوحيت منهعح هذا البحث من مناهج النقاد أتفسهم . فالتزمت الخانب 
التاريخى ق تقسم الداسين إلى طبقتين . 

 نيىمادقلا طيقة‎ .١ (١ 

(س) طيقة المحدثين . 

والتزمت الحانب الفبى عند عرض آراء ومناقشة كل مجموعة من مجموعات هاتين 
الطيقتين الكبيرتين . 

ومن م قسمت البحث إلى كتابين : 

)١ (‏ المتنبى بين ناقديه فى القديم ‏ 

( ست > المتنى بين ناقديه ىق اللحديث . 

وقدمت لكل كتاب من هذين الكتابين بتمهيد مناسب يوضح الإطار العام 
الذى تدور فيه هذه الدراسات واللخطوط العريضة الى سرنا عليها ق هذا البحث . 
والأهداف الى يحب أن تسنهدفها من جراء هذه الدراسة . 

كنا كتا فى كل تمهيد من هذين المهيدين تلى الأأضواء على ألوان الثقافات 
البى كانت تعج يبا الخياة من حول النقاد . والمؤثرات السياسية والمذهبية الى لا يمكن 
أن تسل مها أمثال هذه الدراسات . مهما حاول أححخابها اليعد عنها ما وسعهم الحهد 
ومكنمهم الطاقة ‏ 

ا تعرضنا 6 تمهيد الكتاب الأول إلى دواعى تقسم نصّاد المتنى إلى طبقات . 
والأساس الذى من أجله آثرنا التقسم الفنى الموضوعى على التقسم الزمانى والمكانى 
لِأولعلك الماد . 

وقد قسمت كل كتاب من هذين الكتابين إلى أيواب - 

فقسمت الكتاب الأول إلى : 

١ (‏ ) الدراسة اللغوية . 

(س» الدراصة الأدبية . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


. دراسة الماتحذ الأآدبية والفلسفية‎ <١ 

وقسمت الكتاب التانى إلى : 

. الدراسة اللغوية‎ )1١ ١ 

( س » الدراسة الآدبية . 

( -< ع الدراسة المفلسمية . 

وبذا ترى أنا سرنا فى الكتابين على منبج واحد تقريباً . وكل ما بينهما من 
حلاف أنا عرضنا آراء النقاد المحدثين فى فلسفة المتتى بدلا من دراسة الماتحذ الأأدسية 
والفلسفية . 

لأنا لم نجد من المحدثين كلفآ بتتبع السرقات ولا اهماما بها على حلاف ماكان 
الحال لدى قدا التقاد . 

وقد قسمت كل ياب من هذه الأآبواب إلى فصول حسب مقتضيات اليحث 
ومستلزمات الدراسة . 

وقد قدمت لمذه الدراسات كلها بتمهيد يشتمل على قصلين . 

)١ (‏ تكلمت ف الفصل الأول موجزاً عن المتنبى من حيث مولده ونشأته 
وشيوخه وأول عهده بالشعر وثقافته وخر وجه إلى اليادية وموقفه من رجال الحكي وحالته 
المالية وأسفاره الكثيرة . ثم قتله متصرفاً من إيران إلى العراق فى رمضان سنة 814 ه . 

سل وتكلمت ف الفصل الثانى عن نقد المتنبى فى حياته . و#وقف المتنبى 
من هؤلاء النقاد وإسهام المتنبى ىف تفسير أدبه وترتيب ديوانه ومدى تأثر المتنبى بهذه 
الحركة النشيطة الى دارت حوله فى حياته وى مجلسه فى كثير من الأحايين . 

كا أنبيت كل كتاب من هذين الكتابين بتعقيب يقصح عن رأيتا ق هده 
الدراسات وأرقاها فى نظرنا وفائدنها بالتسبة لحياتنا المعاصرة ومأ نراه فيها من قصور 
وما تقترحه من اقتراحات تكفل هذا الاون من الدراسة النهوض «الازدهار . وقد 
جعت ى ذلك إلى المصادر التقدية اللى قصرت جهودها على مناقشة الشاعر ونقاده 
أو الى تناولته ضمن من تناولهم بالشرح والتحايل كيتيمة الدهر والوساطة والإيانة 
ورسالة الخاعمى وغير ذلك . 

ولعلى أكون قد وفقت إلى خدمة الموضوع الذى نصبت نفسبى لبحثه ودراسته 
واهتديت إلى وجه الحق فيا ملت إليه من رأى ورجحته من اتجاه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١4ه‎ 

فإن أك مصيياً فبعون الله وتوفيقه . و إلا فحسبى أنى لم أعمد إلى خطأ ولم أقصد 
إلى تحريف وحسبى أن حاولت ونية المرء خير من عمله . 

على أنى أعتقد أنى وفيت الموضوع حقه من البحث وتوفرت عليه التوفر الذى 
يسمح له بالنضج والوضوح . وسرت مع الحقيقة غير متحيز لأنى الطيب ولامتعحصب 
لنقاده من مؤيدين وحانقين . 

ويعد . فهذا موضوع البحث وأهدافه ومبجه ومصادره ومراجعه ذكربها «وجزاً 
كنا تقتضيه طبيعة المقدمات العلمية . وسوف يأنى تفصيلها الضاف فى ثنايا أيراب 
وفصول هذه الرسالة إن شاء الله . 

ولا يسعبى قبل أن أضع القلم إلا أن أنجى الشكر لكل من تكرم قأولاى تصيباً 
من رعايته وأعانى على تحمل مشاق البحث ومتاعب الدراسة . 

وأخخص بالشكر العميق والثناء ازيل أستاذى االحليل الدكتور أحمد أحمد بدوى 
رئيس قسم البلاغة والنقد الأدنى والآأدب المقارن يكلية دار العلوم -جامعة القاهرة 
ووكيل الكلية والمشرف على هذا البحث ‏ 

والذى كان لإرشاده وتوجيبه اليد الطولى والفضل العمم فى إتمام هذا البحث 
على تلك الصورة الى تخرج عليها . 

جزاه الله عبى ألحسن اللخزاء ووققى دائماً للوصول إلى الحق الذى هو أمل 
العاملين ورجاء الحتّقين . والله المسثول أن يجعل هذا العمل خخالصاً لوجهه وأن بوققنا 
لا فيه رضاه . 

محمد عيد الرحمن محمد أحمد شعيب 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 


الفصل الأول 
المتنتى 

مولده ونشأته - 

ولد أبو الطيب أحمد بن الحسين الملقب بالمتنبى بالكوفة فى حى من أحيالها . 
معر وف غى كنئدة . وكانت ولادته سئة اوس ه على وجه التقريب و قال على 
ابن حمزة البصرى : سألت أيا الطيب أحمد بن اللسين المتنى عن مولده فقال : 
ولدت بالكوفة فى كتدة سنة ثلاث وثلمائة وهذا على وجه التتقر يب لا التحقيق . 
ونشأت بالبادية والشام٠)‏ » . 

ولا نتوقعم أن يفصح لنا التاريخ عن كل ما نود معرفته عن طفولة الشاعر . 
مما له أثر قى شاعريته وذوقه الفبى . وبحسيه أن أنيأنا أنه و اختلف إلى كتاب فيه 
أولاد أشراف الكوفة فكان يتعلم دروس العلوية شعراً ولغة وإعرابً 29 . 

ويفهم من هذه العيارة الاون المذهبى الذى يدين يه ذووه . والذى -حاولوا أن 
ينشئوه عليه منذ نعومة الأظافر وهوالمذهب العلوى الذى كان يناوئ الحلافة العياسية 
القائمة 1 نذاك ويعمل على القضاء عليها ووراثة الملك من بعدها . ولعل من العجيب 
أن يوجد بالكوفة ‏ فى هذه الاونة الى يتولى فيها أمورالمسلمين خليفة عبابى-كتاب 
يدين بالعلوية وينشر ميادثها بين المتعلمين . 

واككن العجب يزول إذا ما علمنا أن اللخليفة العباءيى لم يكن له من الآمر 
شى ع!") 1 

وأن السلطة الفعلية فى هذه الأونة كانت ف أيدى الوزواء وقادة اليش ومعظم 
هؤلاء من الفرس الذين ,يلون يطبعهم إلى العلويين!*' ويعتقدون أن العباسيين قد 
)١( 0‏ زيادات ديوان شعر ال:بى ص م. 

( ؟) خزادة الآدب القدادى ب ؟ ص 1717 . 


(* الكءلى لانن الأدر للم ص ه . 
() الفذرى ف الاداب السلطانية ص ١١١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١١ 
أصحاب اللحق المقدس لانهامهم‎ 2١١ غصيوا الخلافة وأخذوها من مستحقيها الشرعيين‎ 
إل الرسول الكريم فضلا عن أنبم من سلالة يزدجرد الثالث آخرملوك آل ساسان!؟).‎ 

وتعلنا نقدر مدى انتشار سلطان العلوية ىق هذه الاونة حيما نعلم أن معز الدولة 
ابن بويه فكر فى عزل اتخليفة العباسى وتعيين خليفة علوى مكاته . ولكن أصحابه 
حالفوه فى ذلك قائلين له « ليس هذا برأى فإنك اليوم مع خخليفة تعتقد أنت 
وأصحابك بأنه ليس من أهل الخلافة . ولو أمرتهم بقتله لقتلوه مستحلين دمه . ومى 
أجلست يعض العلويين كان معك من تعتقد أنت وأعصايك صعة خخحلافته . فلو أمرهم 
بقتلك لفعلوه 027 

وإلى جانب هؤلاء الأعاجم يوجد جد قائد اخيش اللسين بن حمدات . وهو بدوره 
علوى ترك بغداد مهاجراً إلى الموصل 2*7 حيث استطاع بنوه فها يعد تأسيس إمارات 
علوية!*2 فى الموصل وى حلب . 

أضف إلى ذلك كله أن الكوفة كانت مهد العلوية ومعقل سدنها منذ يدت 
ىق أفق السياسة مسألة أحقية حقية على كرم الله وجهه فى الحلافة '') . 

فلا غرابة إِذَآ وإلعلوية كل هذه الدعاتم أن نجد الها كتاباً بالكوفة ينشر ميادها 
ويلقن أسسها برغم وجود اللحليفة العبامى المغلوب على أمره ق يغداد . 

وفى هذا الكتاب تعلم الصبى فيا تعلمالقراءة والكتابة 220 مما هياً له أسباب الدراسة . 
وقد منح المتنبى حافظة قوية أثارت فضول الناس وإعجايهم فقد ذكر الرواة عنه 
ب يبروا أحفظ منه . وأنه حفظ كتاباً نحو ثلائين وسب الأولى إليه( 2)4‏ 

وأنس الفى إلى العلماء والأدياء وحوانيت الوراقين . وهى مصادر الثقافة 
العظمى فى ذلك اين لآن بائعى الكتب لم يكونوا « مجرد تجار يذ* دون الربح وإنما 
)١ (‏ الكامل لابن الآثير جم ص /الا١‏ . 
( ؟) تاربخ لإسلام السياسى ج ا ص 4 وتراث قاس ص 417 . 
() الكامل ب لم ص لالا١‏ . 
( غ ) الكامل ج لم ص "5 . 
( ه ) انظر خزاءة الآدب اليغدادى ب ٠‏ ص ١44‏ . 
( ) حركات الشيعة المتطرفين ص ١١‏ . 


70 الصبح المنى ج 1 ص 5 . 
(8) الصيح المتى ب ١‏ ص " . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 


كانوا ى أغلب الأحايين أدياء ذوى ثقاقة يسعون للذة العقلية من وراء هذه الخرفة 
الى كانت تتيح لم القراءة والاطلاع وتجذب لدكا كينهم العلماء والأدباء 2١١‏ . 


شيونحه :2 

وبنسذة خطية من الديوان مكتوبة مخط مغرنى بدار الكتب المصرية رواية 
فيها ذكرشيوخ المتنى الذين قابلهم وأخذ علهم وهى « أنجمعت الرواة على أن المتنبى 
ولد بالكوفة لسنة ثلاث وثلهاثة فى كندة وأنه من أوسطهم حسيا . وبها نش وتأدب. 
ولا اشتد ساعده هاجر إلى العلماء ولى أصحاب المبرد ألى العياس محمد بن يزيد فقرأ 
على أكابره منهم أبو إسحاق الزجاج . وأبو بكر السراج ‏ وأبو الحسن الأخفش . 

ولى أححاب أنى العياس أحمد بن يحبى ثعلب . فقراً على أنى موسى |الحخامض 
وألى عمر الزاهد وألى تصير . ولى أصعاب أنى سعيد السكرى فقرأ على نقطويه . 
وأبن درستويه . 

م لى خاتم الأدياء وبقية النجباء عالم عصره أيا بكر محمد بن دريد فقرأ عليه 
ولزمه ولى بعده أكابر أصعايه مهم أبو على الفارسى . وأبو القامى حمر بن سيف 
البغدادى . وأبىو عمران موسبى . فبرع ى الآأدب . 

ولم يكن ف وقته من الشعراء من يدانيه فى علمه ويحاريه فى أدبه'2 . 

غير أنا نشك فى صحة تلمذة المتننى لؤلاء الشيخة أو للكثير مهم على الآقل ‏ 

وإذا كان الزمن قد سمح للمتنبى بععاصرة بعضهم . فأغلب الظن أنه لم يسمح 
له بالتلمذة على أيدى كثير مهم . فنحن تعلم أن المتننى ولد ستة ثلاث ويلهائة وقد 
مات الزنجاج سنة 0١‏ أو فق سنة 7٠١‏ كنا يقول ابن النديم . وقد مات الأخفش 
سنة ١8‏ وابن السراج سنة ١‏ فهل جلس المتنى مجالس للسمع بين أيدى 
هؤلاء القطاحل وهو ابن تمانى أو اثنى عشرة أو ثلاث عشرة سنة ؟ 

وإذا كان ذلك ممكنا علىما فيه منعسر فق نظرنا . فهل انتفع المتنبى بأنى موسى 
الحامض الذى مات سنة ه٠١‏ أى قبل أن يدرج المتنى على قدميه ؟ 
(؟) انظر ديوان المتننى المخطوطة رقم ١١9‏ بدر االكتب المصربة . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 

حقنًا قايل المتنى أيا على الفارسى المتوق سنة ٠/ا‏ ه ولكنا لا نجد فيا بين 
أيديثا من المراجع ما يثبت تامذة المتنى على الفارسى . وإن تعرضت إلى سؤال 
أى على الفارسى له سؤاله المشهور . كم لنا من االخموع على وزن فعلى ؟ وسواء أكان 
ذلك السؤال اختباراً آم استفهامآ وهو ما نرجحه بدليل قوله فراجعت كتب اللغة 
ثلاث ليال إلخ فإن ذلك لايثيت أن المتنبى كان من طلابه ومريديه . 

على أن التاريخ لم محدد لنا رمن هذا السؤال . فربما كان ذلك بشيراز أثناء وجود 
المتنبى بأرض فقارس أى يعد سنة 4ه هم وبعد أن توطدت بيئهما الصحبة .)١7‏ 

وى ذلك ما يقضى على ظن تلمذة الشاعر لأنى على الفارسى ولا سما أن الفارسى 
كان ينردد على المتنى ويكتب عنه شعره ويستتزله إذا مر بداره » جما نفهم منه أن 
العلاقة بينهما كانت علاقة مودة وصداقة ومطارحة علمية أكبر منها علاقة تلمذة 
وتبعية . 
وإذا كانت المراجع لم تضع أيدينا صراحة على شيوخ التنى وأنمته . فقد 
صورته لنا طلعة يتلقف العلوم أنتى وجدها . ويجمع المؤلفات ويقضى الليل ساهراً 
يقلب أوراقها ويرتشف رضابها ويعقب عليها بما يراه . 

فقد حدثنا الصبح المنبى عن رجل من أهل الشام كان يتوكل للمتننبى فى داره 
يعرف بأنى سعيد « أن المتنى عاد من دار سيف الدولة آخر اهار وبعد أن فرع 
من تناول الطعام قدم له شمعة ودفاتر وبات يدرس حتى مفى من الليل أكثره 
وكانت تلك عادته كل ليلة » 257 

وكان المتنبى حريصا على قراءة ومراجعة دواوين الشعراء فقد ذكر أبو القاسم 
عيد الله بن عبد الرحمن الأصفهانى صاحب «١‏ إيضاح المشكل » أنه قيل للمتنبى 
معنى بيتك هذا أخذته من قول الطاتى . فأجاب المتنبى الشعر جادة وريما وقع 
حاقر على حاقر . وكان المتنبى يحفظ ديوانى - الطائيين ويستصحبهما فى أسفاره 
ويجحدهما . فلما قتل توزعت دقاتره فوقع ديوان البحترى إلى بعض من درس على" 
وذكر أنه رأى خط المتنى وتصحيحه فيه »!") . 
)1١ (‏ الصبح المنى ج ١‏ ص 57١١‏ . 


(؟) انصيح المتى جح ١‏ ص ولا يتصرف 
6 خيزاتة الآدب لليتدادى ب ٠‏ ص ١54‏ وانظر وفيات الأعيان ب ١‏ ص 75745 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ه‎ 


ويصور لنا أبو نص ر محمد ابكيى مدى حرص التنى على كتبه بقوله « وأفانى 
المتنبى ومعه يغال موقرة بكل شىء من الذهب والفضة والطيب والتجملات النفيسة 
والكتب الميئة والآ لات لأنه كان إذا سافر لم يخلف ف متزله درهما ولا شيثاً يساويه . 
وكان أكثر إشفاقه على دفاتره لأنه كان قد انتخبها وأحكمها قراءة وتصحيحا!١2‏ . 

ولعل هذه الكتب كانت من القيمة وعلو القدر نحيث أغرت ولده محسداً يعد 
أن أفلت من أيدى قتلة أبيه أن يعود لطلمبا . ولكبم أسدقوه بذوره بأنيه دون أن سوء 
بكتيه أو أمواله 7؟) 1 

ولا نعرف من أسياء هذه الكتب سوى ديوانى الطائيين وديوات ابن الر وى 0(؟) 5 

ولعلها كانت مجموعة من كتب اللغة والأدب والفلسفة والملل والنحل إلى غير 
ذلك من العلوم والمعاروف الى نجد صداها ق ديوانه ونلمح آثارها ق مجالسه 
ومناقشاته بحضرة سيف الدولة وكافور والمهلبى وابن العميد وأنى على الفارسى وغيرهم 
ما ستعرض له بعد قليل . 


أول عهده بالشعو : 
وقد تفتحت متابع الفنية ى نفس هذا الشاعر صبينًا لم يفارق كتاب الكوفة . 
فقد روى له الرواة قوله ردًا على رفاقه بالمكتب حيها تعجبوا من وفرته : 
لا تحسن الوفرة حبى ترى02 منشورة الضفرين يوم القتال 
على فى معتقل صعدة يعلها من كل واق السيال7؟) 
وليمس عجيباً أن تتفتح منايع الفنية فى نفس هذا الصبى عن تلك البا'كورة 
الدامية الرانية إلى الحرب اللحانحة إلى القتال . ما دمنا نعلم لون الدراسات الى يتلقاها 
وأنها دراسات علوية تناصب الخلافة العداء وتعمل بكل ما أوتيت من قوى وبشى 
الوسائل علل القضاء عليها . 
)١(‏ الصبح المى ب ١‏ ص 78 2 
(؟) انظر غخزانة الأدب لليغدادى ب؟ ص ١47‏ . 
( *) انظر وقيات الآعيات ترجمة أين الروى جح ١‏ ص 947 . 


( 4) الديوان ص ؛ . الوفرة : الشعر على الرأس . معتقل : اعتقل الرمح حمله . الصعدة: الرمح. 
العلل : المى مرة بعد اخخرى. ‏ السبال - الشارب . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 
وما دمنا نعل طبيعة الحياة السياسية ى الاوئة الى نشأ فيها المتنبى وأنها حياة‎ 
مضطرية لم يتوفر فيها الآمن لخاكي ولا حكوم حبى إن الحلافة نفسها لم تسلم من‎ 
. العيث بكل مقوماتها وحيانها . وغدت ألعوبة رخيصة فى أيدى القواد والوزراء‎ 
وما دمنا نعلم طبيعة البلد الذى عاش فيه المتنبى وأنه كان مسرحاً لغارات‎ 
القرامطة المرة تلو المرة وى كل مرة يدخلونه كانوا يسومون الناس العذاب قتلا وسلباً‎ 

وسبيسا واستباحة للأعراض والحرمات7١)‏ . 

فلا غرابة أن يكون هذا الشعر صدى لذلك كله . وأن يكرن على هذه الصورة 
الألمة القاسية . 

على أن هذا الافتتاح نفسه يدلنا من جانب آخر على طبيعة هذا الشاعر ونفسيته 
وألها نفسية متوثبة . مهيأة للثورات وخوض الغارات . والإسهام بما ينهي لها من 
إمكانيات فق مجريات الآمور . كا تدلنا باق أشعار صباه على شسخصية طويلة 
اللسان مرة الحفاظ عنيفة القول . شديدة التنقد”"2 . 
خروجه إلى البادية : 

وييدو أن الفبى أحس من نفسه الحاجة إلى ما يشحذ الطيع ويعين الاستعداد 
ومع عن أولئتك العلماء والأدباء الذين تعرجوا إلى البادية فأفادوا مبا أععا قائدة”") . 
فقأحب أن يكون مثلهم وأن ينتفع بمجاورة الأعراب فى بواديهم ليسلم لسانه 
من لكنة العجمى الى عمت قرى العراق وحواضره ق ذلك الزمان ‏ 

.رج الفنى إلى البادية وبكث بها ما شاء له الله أن يمكث ثم رجع يعد سنين 

بدويا قحا(*) . 

ولى تحدد ما بين أيدينا من المصادر الفترة الزمنية الى مكبها أبو الطيب بالبادية 
ولكن بلاشير يذكر أن أبا الطيب ترك الكوفة إلى البادية أواخر سنة 17 ه وأنه 

مكث ستتين فى بادية السهاوة (*22 . 

. "762 انتطر الكامل جد م ص *ه »مه‎ )١( 
. ؟'0 انطر الدبوان ص م‎ ( 
. 7١ والأغان ب م ص‎ ١4 ص‎ ١ معيم الأدياء ليادرت ب‎ )( 


( 5 الصبح المنى ج ١‏ ص " . 
ه٠‏ انطر دائرة المعارف الإسلامية مقاله بلاسير . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١١ 

ولعل عبارة الصبح المنى السابقة التيست على يلاشير فقرأها سنتين وسار على 
ذلك فق مقاله . 

كنا أن مؤرخى المتنى لم بحددوا لنا تاريخ خروجه إلى البادية . ولا تاريخ عودته 
منها . 

ولكن بلاشير يذكر أن ذلك كان سنة ”الا ه وأنه مكث بها سنتين . 

ومعبى ذلك أنه دخخل البادية وسنه تسع سنوات وظل بها إلى أن يلغ من العمر 
أحد عشر عاماً . وحن نستيعد على صبى فى مثل هذه السن أن يخرج إلى البادية 
أو أن يشعر بالحاجة إلى الحروج إليها . 

ولسنا ندرى من أين أتى بلاشير بهذا التحديد ؟ 

نعم . نحن نعلى أن كثيراً من أهل الكوفة قد هاجروا مها سنة 817 ه200 . 

ولكن ذلك لم يكن رغبة ى على أو طمعاً فى فن. بل هروبآ من وجه القرامطة 
الذين دخلوا الكوفة ى هذا العام فنشروا فيها الرعب والتوف وقتلوا الناس وسرقوا 
الأموال والمتاع (؟) 1 

فإن يكن المتنبى قد رج من الكوفة مع من خريجوا منها هذا العام قليس مرد 
"لك الحروج إلى الرغبة فى التبدى ومخالطة الأعراب بل إلى الرغبة فى النجاة من 
الحلاك الذى صبه القرامطة على أهل الكوفة فى هذا العام . 

وبرغم ذلك فإننا لا نستطيع الحزم مخروج المتنى إلى البادية فى هذا العام فراراً 
من وجه القرامطة لآن المراجع لم تضع أيدينا صراحة على ذلك . ومن الخائز -جدا! أن 
يكون قد بى بالكوفة ول يبارحها مع من يارحوها . ويذلك فا زال اعتراضنا على 
بلاشير وارداً ‏ 

وكل ما نستطيع الحزم به أن المتنبى خخرج إلى البادية وانتفع ممجاورة الأعراب . 
أما مبى كان هذا اللخروج ؟ و سنة قضاها المتنبى بين ظهرانيهم ؟ فذلك ما لا سييل 
لنا إلى حزم به مطلقآ . 


١‏ "ت 0102 ) الكامل لاين الأتير حلم صن رهم 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١م‎ 


موقفه من رجال الحكم : 

كانت يغداد فى هذه الاونة مركرز اتحلافة العياسية . وكان تخحليفة المسلمين 
الرمى فى ذلك الحين أبا الفضل جعفر بن المعتضد المعروف بالمقتدر والذى ول 
اتخلافة من سنة ©5948 إلى سنة ٠8ال‏ ا هم . 

ولاه الوزيرالعباس بن الحسن أمور الناس صبيًا لا دراية له يشئون الخلافة 
وأمور السياسة ليكون ألعوية فى يده يحركه كيف يشاء237 . 

ومن الطبيعى أن تعمل الغيرة عملها ى مثل هذه البيئة . ويحاول كل ذى شوكة 
أن يكون له من الآمر شىء . وأن يدب بين الناس الشققاق والصراع . فيحتكم 
يعضهم إلى السيف يقوى به رأيه وينصر منطقه . فى حين يلجأ التحروت إلى المراوغة 
والمككر ليسم لم الأمر أو لتسام لم حياتهم على الأقل . 

فلا غرابة أن عزل هذا الخليفة مرتين سنة 7945 ه وسنة 11 ه . ثم قتل ى 
سنة 75٠‏ ه بيد جنده الثائرين عليه بقيادة خادم من خخدامه وتركوه مكشوف العورة 
إلى أن مر يه رجل من الأكرة فستره بحشيش ثم حفر له موضعه ودفنه وعنى قيره 290 . 

ولا غرابة أيضا أن تسقط الوزارة تلو الوزارة . وأن يكثر العزل والتولية . حبى 
يلغ من وزر فى عهد المقتدر اثبى عشر وزيراً تولل بعضهم الوزارة أكير من مرة) . 

هذه هى بغداد فى الاونة الى نشأ فيبا المتنبى . وتلك حال الخلافة والوزارة فى 
الفترة الى عاشها فى العراق . وهى حال ألهة عنزية لا تبعث على ولاء ولا احترام . 
ولسنا ندرى سيب انصراف المتنبى عن الاتصال بالخليفة أو غيره من اللنا كين فى 
العراق . / 

)١(‏ آلآن نزعته العلوية أبت عليه أن يتصل بخليفة عياسى لا يدين له العلويون 
فى الحقيقة بالطاعة والولاء ؟ 

( ب) أم لآنه أنى على شاعريته أن تتمدح بقوم انصرفوا عن جد الأمور إلى 

اللهو والعيث ولم يكونوا من القوة والمنعة بحيث يوفرون للناس الأمن والاستقرار ؟ 

)١ (‏ انظر الكامل ب لم ص ٠ه‏ وكتاب تجارب الأ والملوك لمسكويه ج7١‏ ص ” . 


( ؟) انطر الكامل ب لمم ص ٠و”‏ . 
( *) انظر الفخرى من 2ه9ذ1 ٠١"‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1١9 


وإذا كان المتنى لم يحد فى حكام العراق من يستأهل المدح والثناء . فقد وجد فيهم 
الشخصية المتخاذلة الى نفرته من الملوك وبغضته فيهم . حبى وجد الخير كل الجير 
فى البعد عهم وعدم لقامهم . وإن يكن لا بد من اللقاء فليكن فى حرمة الخرب 
وساحة القتال . 

وكثير من شعر صباه حمل هذه الراية المشربة بحمرة الدم''2 . 

ولكنه يحترس . فلا يتقدم نحو واحد معين يببجاء سافر أو ذم صريح . وبذلك 
يشى نفسه مما تجد . دون أن يعرضها للعقوية والانتقام . 

أما حالة المتنى المالية ق هذه الاونة فقد كانت رقيقة بائسة أفصح عنها المتتى 
ق قوله : 

أين فضلى إذا قنتعت من الده 2 ر بعرشض معجل التنتكيد 

ضاق صدرى وطال فى طلب الرز ١‏ ق قياي وقل عنه قعودى'') 

ويبدو أن المتنبى فى هذه الاونة من حياته كان يحول حول الكوفة مادحاً بعض 
النامبين طمعاً فى رقدهم وأخعذ جوائزهم . يحدثنا عن ذلك ديوانه ى قوله : 

متهلمه قذف قلب الدليل به 2 قلب المحب قضانى يعد ما مطلا 

عقدت بالنجم طرف فى مفاوزه 2 وحر وجهى بحر الشمس إذ أفلا 

أوطأات صم حصاها خف يعملة تعش مرتنى إليك السهل وابحبلا 

لوكنت حشوقميصى فوق نت رقها ١‏ سمعت للجن فى غيطانها نجلا 

حبى وصلت بئفس مات أكيرها وليتى عشت مبا بالذى فضلا 

أرجو نداك ولا أحشى المطال به 202 يامن إذَا وهب الدنياققد عتله7”) 

فالآبيات من قصيدة فى صباه بمدح يها سعيد بن عبد الله ين الحسين الكلانى . 

والظاهر أن حالة المنتى المالية لى تتحسن إلا بعد أن استقر به المقام فى أرض 





)1١ (‏ اتطر الدبوان الصفحات لا١‏ » 75ا. 


(؟) أنطر الدروات ص .١54‏ 
المهمه : القلاة . «الحى : بعد . دعملة : ناقة عوية . تغشمرت : تعسفت . برقها : 
الوسادة يعتمد علها الراكب . غيطانها : الأرض المتخمضة . الزجل : الضجيج واختلاف الأصوات ‏ 


( *, انطر الديوانت ص ١١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


و 


الشام لأنه حتى فى أول عهده بالشام يشكو الفقر وسوء الحال . يبدو ذلك من قوله 
قصيدة بمدح بها المغيث بن على بن يش رالعجلى . 
لا أقمت بأتطاكية المختلفت< إلى بالخبر الركبان” ىق حليا 
فسرت نحوك لا ألوى عل أسحل احث راحلبى الفقر والأاديا 
أذاتى زمى باوى شرقت ما لو ذاقها لبكى ماعاش وانتحيا!!) 


المتنى بالشام - 
غادرالمتنى العراق ميمماً وجهه شطر الشام حيث كان باللاذقية سنة ١٠٠ا“إام!؟)‏ 
وهنا وجدت فى حماة الشاعر ظاهرتان ذواتا أثر إيحانى فى شخصية الشاعر أولا وى فته 
ثانياً . | 
١‏ أما أولى هاتين الظاهرتين فدخول المتنى السجن لا أشيم عنه هن دعوى 
التدرة . 
وسند هذه الدعوى ما ورد بالصبح المنى عن ألى عيد الله معاذ بن إسماعيل 
اللاذق الذى قدم عليه صاحبنا فأكر م وفادته وأعجب يفصاحته وقال له : 
والله إنك لشاب خخطير تصلح لنادمة ملك كيبير . فيجيبه المتنبى «ستتكراً : 
وحك أتدرى ما تقول ؟ أنا نى مرسل!" » . 
م يعرض عليه معجزته ويوصيه بالإسرار وعدم إذاعة النيا . 
هذا هو السند الوحيد لهذه الدعوى التى لحقت بالمتنى وعرف بين الناس يبا 
مدى اللياة . | 
أما أنا فى نفسى من هذه الرواية أشياء ‏ 
19 فنحن أولا لا تعرف شيئاً عن ألى عبد الله هذا . ولا نعرف مدى نزأاهته 
فى تقل الأخيار ورواية الأثياء .00 
( )لم نفهم سبباً لوصية المتنبى له بالإسرار وعدم إذاعة التبأ - كما زعم - 
)١(‏ انطر الديوانت ص ؟7. 
احتاعت : حاءت مرة يعد مرة . الركات : الجماعات الرا كبة . ألوى : أعرج . رومت : عصصت 2 


(؟) اعسح المدىج ١‏ ص 55 . 
() الصبح الممرى ج ١‏ ص 75 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5١ 


أكان المتنبى مرسلا إليه وحده ؟ أمأن الدعوة لم يحن بعد زمن الخهر يبا ؟ وكان وحده 
المؤيمن عليها وعلى حاملها . 

( ج) ثم إن غيره من الرواة لم يصرح بحقيقة الدعوى الى دخخل يها المتتى 
السجن . قصاحب اليتيمة يقول : « وبلغ من كبر نفسه وبعد همته أن دعا إلى 
بيعته قوماً من رائشى نبله على الحداثة من سنه والغضاضة من عوده وحين كاد يتم له 
أمر دعوته تأدى خيره إلى والى اليلدة . ورفع إليه ما هم به من ا روج فأمر بحبسه 
وتقييده!١)‏ . 

أما ما حقيقة هذه البيعة الى دعا إليها المتنتى وما ذلك الخروج الذى هم به . 
فذلك ما سكت عته صاحب اليتيمة . 

أليس من الحائز أن تكون لونا من ألوان الانحراف السياسى أو المذهبى عما عليه 
الإمارة البى حيسه واليبا ثم أطلقه . | 

أليس من اللخحائز أن يكون المتننبى يشر بدعوى العلويين وحقهم فى الخلافة 
وطغيان بى العباس عليهم . فأحنق بذلك عامل الإخشيد . لأن الدولة اللإخشيدية 
كانت إلى ذلك الحين سنة ””7١‏ ه على وقاق مع الخليفة العياسى . ولم تخرج عن 
هذا الولاء إلا سنة #7 ه حيها سير الحليفة محمد بن رائق اللتزرى إلى الشام و صر . 
فأحئق يذلك الإخشيد . ولذا ألغى الحطبة باسم الخليفة العياسى +(5) . 

يؤكد هذا قول ابن جى والمعرى « وكان قوم قد وشوا به إل السلطات ى صباه 
وتكذبوا عليه وقالوا له قد انقاد له خخلق كثير من العرب وقد عزم على أذ بلداء 
حبى أوحشوه مته فاعتقله وضيق عليه »(5) , 

وظاهر من هذا أن الأمر كان وشاية أولا . وأنه كان أمراً سياسيًا وهو رغبة 
أى الطيب فى أححد اليلد والإمارة عليها ثانياً . 
ْ والمتنى نفسه ما رأبه فى هذه المشكلة ؟ 

ينى الرجل عن تفسه الهمة ولا يرضى عنها « قال له بعض الأكابر فى مدينة 

)1١ (‏ سشمة الدهر < ١‏ صن ١١‏ يما تعدها وأقو ااطبب المتنى وما له وما عليه صن 17" 


2 تار مخ الإسلام السسامى حم ص 735 . 
(9) شرح أبن حى صن 44 واللامع العردزى ص 8" . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


؟ 
السلام أخبرق من أثق به أنك قلت إنك نى . فقال الذى قلته أنا أحمد النبى ١١»‏ 
ات * اين خعالويه التحوى يوم ق بحلس سيف الدولة وقال له : 
ولوللا أن 1 خى جاهل للا رضى أن يدعى بالمتنبى . لآن معى المتننبى كاذب . 
ومن رصى أن يدعى الكذب فهو بجاهل . فقال لست أرضى أن أدعى ذللك . وإنما 
يدعرنى يه من يريد الغض مى ولست أقدر على المنع 2 . 
ويتيرأ منها مبيناً أها بهتان من القول وزورق قوله : 
فالك تقبيل زور الكلام وقدار الشبادة قدار الشبود2”) 
ومن ذلك ترى أنه لم يصح عندنا قول اللاذق . ولم يتأكد لدينا ادعاء أنى الطيب 
التبوة ‏ | 
وكيف نقيل هذه الدعوى عن رجل يقول عنه الرواة « إنه م كدب ولا زنا 
ولا لاط( *؟) , 
وهل بعد التنيوٌ إن صح من فرية واختلاق . 
وأما الظاهرة الثانية الى أثرت ى اللتبي بأرض الشام فهى اتصاله يأمير حلب 
سيف الدولة الحمداى سنة لأعالم .( 
وذلك لأن سيف الدولة شاعر ميد وناقد ذو بصر بالشعر (0) وهو أيضاً فارس 
مغوار ذو أطماع سماسية بدعبذة خخحاص من أنجلها المعارك العديدة مع مسحدل الاخشيد 
بالشام ومع جند الروم فى الشهال ورجع من معظمها سالا منتصراً . 
وى بلاط هذا الأمير العربى الفارس الشاعر الناقد اجتمع تفر من العلماء 
والشعراء والموسيقيين والفالاسفة مما ُ جتمع بياب حل من الملرك (0) . 
وهو أهر من طبيعته أن يببى* لكل من يعيش فى هذا النللاط حظدًا وافراً من 
الثقافة والمعرفة ويثمى الشاعرية ىق ذوى الطباع والااستعداد . 
0010 الصيح المذى د ار 
(؟) الساطة ص لك . 
0») الديوانت ص ١م‏ وزور الكلام : المكذوب من اللحدىمث 
( 4 ) الصبح المى ب ١‏ صخ7 . 
٠.6 (‏ المح المرى ب ١‏ ص 5غ . 
(1) صيمة اأأدهر ب اص ٠اء‏ 4” 
(07) انظر حتيمة الدهر ج ١‏ ص ١١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


برف 


وما يخلق حولم جو من الخصومات العنيفة المستترة حينآ والمستعرة حينا آآخر 
تبعاً لموقفهم من الأمير وقريهم من مععه وقليه . 

وقد قرس سيف الدولة المتتى وأنجازه الحوائز السئية ومالت نفسه إليه وأحيه7١)‏ 
وا'كتى منه ق العام يثللاث قصائد نحيزه علييا بثلائة لاف دبتار (؟) وأعفاه من 
الوقوف أثناء الإنشاد ومن تقبيل الأرض بين يديه9) . 

قلا غرابة أن شيت حول الشاعر هنا نيران الحسد والبغض حبى كد رت عيشه 
وأحالت أيامه إلى ليال قاتمة كلها عتب ولوم . ثم قطيعة وهجر فرحيل . 

كانت جميع مقومات الحياة هنا تستدعى الإجادة والروعة . قلا يدع أن قوى 
شعر المتنبى فى هذه الفيرة وأنتج عيون قصائده وأفضل أشعاره وأجهد نفسه حبى 
لا يقول شيئآ لا يرضى عنه الأمير أو شيئا تناله الخصوم . 

ولا تعجب بقولنا أجهد نفسه فهو يصرح بذلك ف قوله « قد تجوزت فى قول 
وأعفيت طيعى واغتنمت الراحة منذ فارقت آل -حمدان9*! » . 

وإذا كانت كل هذه العوامل قد أرغمت المتنى على أن يعصر فكره ويجهد 
نفسه فقد كان هناك عامل آخر من شأنه أن يلهم الطيع ويقوى الاستعداد ويلهب 

أما هذا العامل الأاخير فهواشتراك المتننى وسيف الدولة فى التشيع إلى العلويين 
ومناصرة دعاتهم ومدهم بالملل دانعا 200 . 

م إن المتنبى تسرب سيف الدولة ؛ فهما معآ من مواليد سنة .م ه كنا يقول 
المؤرخون”2'0 فلا بدع وقد تقارب العمر واتحد الميل أن هام المتنبى بسيف الدولة 
وأخلص له الود فكان شعره فيه صادقاً . وأسفه حين فارقه صادقا . وكان شعره فيه 

. ٠ * ص‎ ١ الصيح المدى ج‎ )١( 

(؟١)‏ الصيح المى ب ١‏ ص 8" . 

() الصيح المرى 2 ١‏ ص 56 . 

( »> ) اأصيم المى ج ١‏ ص 7م . 

( هه ) حزانة الآدب < لماص 21١484‏ 


( ) سيمة الدهر ب ١‏ ووقيات الأعبات ج ١‏ فى ترجمة سف الدولة . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5 


د خخير ما أنتجت قريحته من شعر رائع التصوير صادق الشعور قوى الأسلوب سائر 
الأمثال حبى صار اسم المتنبى مرادقاً شاعر سيف الدولة ))١(‏ . 


النتى قف مضصر - 
مكث المتنبى برحاب سيف الدولة تسع سنوات ( ل#م ‏ +4 )227 رأى فيها 
مالم يره شاعر برحاب أمير . فقد حسن موقعه من نفس الأمير . فقر به منه وأنجازه 
الحوائز السنية ومالت نفسه إليه وأحبه”" وحاول أن يخلق منه الفارس الكمى . فسلمه 
إلى الرواض فعلموه الفروسية والطراد والمثاقفة!*) ‏ 
ولكن الشعراء لم ترقهم هذه العلاقة الوطيدة بين الأمير وشاعره . قعملوا على 
إفسادها وتعكير صقوها « إن هذا المتسمى كثير الإدلال عليك وأنت تعطيه كل 
سنة ثلائة آلاف ديئار على ثلاث قصائد . ويمكن أن تفرق مائبى' دينار على 
عشرين شاعراً يأتون ما هو خير من شعره »2*0 . 
وتم لم ما أرادوا . فقد تغيرت نفسية الآمير . وبدأً يعرض عن شاعره . ويعرض 
عن مماع شعره وعن النظر إليه . مما أتحجله وآلله : 
أرى ذلك القرب صار ازورارا ‏ وصار طويل السلام انختصارا 
تركتتى اليوم ى خجلة| أموت مراراً وأحيا مرارا(') 
الأمير بمغبة هذه القطيعة . ولوح له بالرحيل والفراق : 
أيا الحود أعط الناس ما أنت مالك ولا تعطين الناس ما أنا قائل )١(‏ 
ولكن سيف الدولة أعرض عن ذلك كله . وأغمض عينيه عن إهانة اين خالويه 
6 أحات ومقالات ص “47 . 
(؟) الصبح المنى جب ١‏ ص 49 6م8١١‏ . 
(7) الصبح المنى ب ١‏ ص 4ه . 
(*4) الصيح المى ج ١‏ صن هه . 
(ه) المح المذى ب ١‏ ص 0" . 


( 5) الديوات ص 777 أزورار : ميلا و إعراغساً ‏ 
0؟») الديوات ص 7 4 غخجلةه : أسددياأء . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


هه 


للشاعر فى مجلسه7') ومن ثم تحايل المتنبى للخروج من حلب وسار ميمماً وجهه 
شطر دمشق ومنبا دخل مصر فى جمادى الآخرة سنة 4" ه() . 

وى مصر نزل المتنبى على كافور الإخشيدى فأكرم وفادته وخلع عليه وحمل 
إليه ‏ لافآ من الدراهم وأمر له يمنزل تحاص وامتددحه المتنبى لأول مرة بقصيدة مطلعها : 

كى يلك داء أن ترى الموت شافياً <١‏ وحسب التايا أن يكن أمانيا 

تمنيهبا لما تمنيت أن قربى ١‏ صديقا فأعيا أو عدوا مداجيا”” 

وهو مطلع يكشف لك عن مدى تهالك الشاعر وأسفه على مفارقة صديقه . 
كا يكشف لك من جانب آخر عن رأى اللمتنبى فى القم الإنسانية وأنها غدت سراينًا 
ووهما . حى إنه قنع من الدتيا بالعدو المداجى بعد أن يكس من الصديق الوق . 
ولكن ذلك عز عليه فلل يعد يرجو سوى الموت . فهو وحده الذى يشى نفسه 
ما مسهأ من نصب ولغوب . 

وإذا كان المتنبى قد فارق بلاط سيف الدولة العامر بالعلماء والأدباء والفلدسعة 
فإن بلاط الإخشيديين فى هذه الآونة لم يكن باليلاط الذى يسمح للمتنى أن يعنى 
طبعه ويريح نفسه . بدليل أن الشاعر أنتج فى هذه المرحلة من -حياته » من القصائا 
ما يعد بحق من أروع الشعر العربى جميعه”!*) . 

ويعلل ذلك الذكتور طه -حسين بيقوله « ولست أغلو إن قلت إن شعر المتنى 
فى مصرأقل سقطًا من شعره قى حلب . لأن المتنى فها يظهر كان يقدر العلماء 
والمثقفين المصريين أكثر مما كان يقدر العلماء والمثقفين الذين كان يلقاهم فى قصر 
الحمدانيين!*) . 

وحن لا تمارى فى رق شعر المتنبى فى هذه الاونة . ولكنا لا نعزو ذلك لتقدير 
المتنى لعلماء مصر وأديائها أكير من تقديره لعلماء وأدياء حلب بل لأن نفس المتنى 
قد مرنت على الشعر . ولأن قدرته الفنية قد نضجت واستوت فيا تقدم من مراحل 
)١( 0‏ الصح المثى سج ١‏ صن 0+ وحيمة الذهر ب ١‏ ص 1١١٠7‏ 2 
(؟) الصيح المنى بج ١‏ ص م١٠‏ 
( *) الدبوان ص 884 والشاعر يخاطب عسه الى سبيل التحر بد . 
(4؛) أمحاب مقّلات ص55 . 
( ه ) مع المتننى ص 5856٠١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ان 


حياته . ولآن المتنبى متفعل انقعالا شديدا . لا يحب مصر ولا حب كافور . يل 
يحب نفسه الى يرجو لها اللخير ى تلك البلاد وعلى يدى ذلك الحاكم . 


ولكن آماله قد تبيخرت بعد وأيقن أنه لن ينال منبا شيئاً . وشعر يعد فترة ‏ 
يسيرة أنه مراقب وأن الطريق مرصودة عليه . فلم يعد يفكر إلا فى الحرب والرحيل . 

ذلك أن المتنبى قد جر على نفسه كثيراً من الصعاب عصر . بترقعه عن بيطانة 
كافور ويخاصة وزيره أنى الحسن بن الفرات المعروف بابن حتزابة . وإذا كانت 
طبيعة المتنى الإعراض عما سوى الأمير . فإن هذه السياسة لاتصلح هنا ؛ لأآن صلة 
المتنبى يكافور لم تصل إلى مستوى يجحل كافوراً يؤثره على كل رفاقه وحوارييه . 
وإذا كانت المؤامرات والدسائس قد عملت عملها مع سيف الدولة صديق المتنبى 
وتربه » قهى هنا أشد عملا وأقوى أثراً . 

كا جر المتنبى على نفسه كثيراً من الصعاب بشعره الموجه الذى كان يتندر فيه 
يلون كافور وبمساعدة الأقدار له . وعدحه لفاتك -خصم كافور ومنافسه . وبا 
كان يظهر فق شعره من حتين إلى سيف الدولة . 

فلا غرابة أن نيت به الحياة عصر وخرج منها خائفاً يرقب ميمماً وجهه شطر 
الكوفة ولم يكد يفارق مصرحتى أشبع أهلها وأميرها ذمًا وهجاء يعد من أقسبى شعر 
المجاء وأشده وقعاً على النقوس . 


المننبى بالكوفة : 

أغذ المتنبى السير إلى الكوفة قبلغها فى جمادى الآخرة سنة ١‏ هل ه وبرغم أن 
الكوفة موطن الشاعر ومدرج صباه وملهى شيابه . فإمها بدورها ضاقت به وضاق 
بالحياة فيها وأرغ على ترك العراق جملة فيا بعد سنة 614" ه . 

والرواة على أن سبب ضيق الشاعر بالعراق » ما رأى عليه الحياة فيه من و 
وعيث وترقعه عن مدح الوزير المهلى ترفعآ بنفسه عن مدح غير الملوك . مما أحفظ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يف 


عليه الوزير فألب عليه شعراء العراق وأدباءه حبى تالوا من عرضه وتباروا ى 
تجر نحه(') . 

وعتدنا أن سيب ضيقه بالعراق وتصدى الشعراء له لا يعود كله إلى كيره وترقعه 
بأل لسياسته ورأيه . 

نا نعلم مدى ثورة المتنبى على العجى » وعلى استبدادهم يأرض العرب ع 
وتملكهم مقاليد المسلمين. وكر معنا تحريضه العرب على انتزاع الأمر من أيديهم . 
أنه لا صلاح لام مادامت أمورهي ق أيدى أولعتك الأعاجم الذين لا أدب عندهم 
ولا" عهود حم ولا ذم : 

أ أدب صحدم وه سجرلدبا وله عهود” ذم وله دم 

َْ كل أرض وطشيا أمم ' ترعى بعالل كأنهم غم 

يستذشن الحز حين يلبسه وكان يبرى بظفره القالل') 

ونحن لانتوقع من بى بويه أن يفسحوا له الصدر وهو حانق عليهم حاقد على 
تسلطهم على العرب . داع إلى الخروج عليهم واستريجاع السلطة من أيديبم . 

من أجل ذلك ضيقوا عليه وأغروا به شعراءه وعلماءهم حتى شعر عرارة المقام 
بين ظهرانيهم . 

وق غضون هذه الفيرة من حمأة الشاعر تسمع عن مناظرة دادرت بيئة وبين 
أى عل الحاغعي 7') لا تنبى” عن -حيدة 2 النقد ولا عن رغبة ق العلم . ولكها تنى 
عن هجوم سافر وتحامل ظاهر ورغبة أكيدة فى التجريح والتشهير مجاملة للوزير 
المهلى ولسيده معز الدولة بن بويه . وبالمناظرة ما يؤكد ذلك وبوؤيده . ويظهر مدى 
دوران التقاد فى فلك السياسة و«السياسيين . ححتى اختات على أيديبم الموازين 
واضطربت المقاييس . 

وبالرغم من عنىف هذه أالخملا"ت وقسومبأ . فقد كانت أخيب | ملؤت 

١١75 ص‎ ١ الصاح المسدى ج‎ )١( 


20 الذديوان ص "5 . 
( ©) اتطر معجي الأدياء ج م1 ص و١١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ف1ف--95-7---7923222920----05245 


م" 


نتائج . لآأنها لم تنجح فى حمله على الإفاضة والإيداع . و يسيم أنهم استطاعوا 
حمله على مغادرة العراق وانصرافه إلى شيراز . 
0 عاد 

المتننى ق فاورس : 

غادر المتنى العراق للا وجده بالعراق من نفرة كدرت عليه عيشه . ولا وجد عليه 
العراق من فوضى واضطراب . 

فالحليفة قانع يلقب اللخلافة دون أن يكون له من الثمر شىء . والآمر كله 
بيد معز الدولة يفعل ما يشاء . حى امتدت يده إلى الخلفاء يبطش يهم كلما أراد7١).‏ 

وكانت الوزارة فى يد أنى محمد المهلبى وهو رجل استمرأ السخف والمزل واستولى 
عليه أهل اللخلاعة والجون7؟) . 1 

والمتنبى كنا تعلم مر النفس صعب الشكيمة جاد مجد يأى الحزل وينفر من 
العيث7' فكأن بيئة العراق عظهريها السياسى والاجماعى لم تكن من البيئات الى 
يطيب يها المتننى ويحرص على العيش فيها . 

من أجل ذلك هاجر إلى شيراز يرفقة صديقه وراويته على بن -حمزة البصرى7*) 
وكان ذلك ىق صفر سنة عه ه!*) . 

وف فارس اتصل المتنبى بابن العميد ومدحه وأخذ جوائزه . ثم استدعاه عضد 
الدولة بن بويه فرحل إليه يعد لأى وتمئع . فأكرم وقادته وأحسن لقاءه . 

وكانت هذه البيئة «وطنآ لأعلام م فى الأدب العرلى وعلومه قيمة وقدر . 
ولبعضهم مواقف مع المتنى سنتناوها بالتفصيل فما يعد . 

كا كانت للمتنبى الصدارة عجالس التقد والآدب بفارس . 

« فكان أبو الفضل يقرأ عليه ديوان اللغة الذى جمعه و يتعجب من -حفظه وغزارة 
علمه ١‏ )»ع ., 








)١ (‏ اتنظر الحامل لابن الاثير لم صن /ابا١‏ 

690 غعرّانة الأدب اللغدادى ب ٠١‏ ص 147 

( © ) خزانة الآدب لليغدادى + ٠١‏ ص ١48‏ . 

( 6 ) الصيح المذى ب ١‏ ص ١87‏ » خزانة لآدب ب + ص 18 . 

0( اليم المزبى  ١‏ ص "لثما . 

( >) خنزانة لآدب ج١٠‏ ص 47 ١‏ والفهرست ص ١54‏ ومعج الأدياء ب ١5‏ ص 19537. 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


؟ 

وكان أبو على الفاسبى ‏ بعد أن توطدت بينهما الصحية بفضل محاولاات 
ابن جى - يفد إلى داره ويستنشده ويكتب عنه شعره!١)‏ . 

أما ابن عباد وما أدراك بضراوة الخصومة بين ابن عياد وأى الطيب ! فلم يشتد 
أوار خحصومته إلا بعد وفاة الشاعر ”'). 

قلا بدع أن استطاب الشاعر هذه الحياة . ولعلها استطابة اليائس القانم من 
الغندمة بالآياب . وودع عصد الدولة كأحسن م يكون الوداع : 

أروح وقد ختمت على فوؤادى حك أن نحل يه سواكا 

وقد حملتبى شكراً طويلا ‏ ثقيلا لا أطيق بيه حراكا 

أحاذر أن يشق على المطايا ‏ فلا تمثى يبنا إلا سراكا 

لعل الله يجعله رحياه يعين على الإقامة فى ذرا كا<") 


ولكن الموت كان له بالمرصاد . فلم بمهله حبى يصل إلى الكوفة أو يعود ثانية 
إلى شيراز. قتله فاتك بن ألى -جهل الأسدى قريب من النعمانية فى الحانب الغرنى 
من سواد يغداد سنة “ا م وقتل معه ابته #سدا وغل"مه مقلحا”؟) . | 

والرواة على أن سبب قتله للمتنبى هجاء المتنبى لابن أخته ضبة بن يزيد العتتبى 
وإفحاشله فى الحجاء بصورة تمس العرض وتتخدش الشرق”") وهوما تأباه حمية 
العربى ولا ترضاه نفسه الآبية الثائرة . 

ونحن لا نستبعد أن يكون معز الدولة ووزيره المهلى يد فى قتل المتنبى لأنه 
استخف يهما فى أرض لهما فيها السلطة والسلطات ولم يتقدم نحوهما مادحا حينا وفد 
إليهما . مع أن شعره فى غيرجما من الملوك والولاة ملا الأرض مشرقا ومغر ينا. ويا ليته 
اقتصر على ذلك بل أعمل لسانه فى النيل من العجم وتحريض العرب ضدمم . 


)0 الصيح المنبى ب ١‏ ص 7 والفهرست ص 45 ومع الأدياء ب لا صن ٠7؟‏ 
(؟) الفهرست ص ١54‏ ومعسج الأدباء ج > ص ١58‏ 2 

() الديوانت ص 578+ . 

( 4 ) الكامل بج م ص 5787# . 

(0) الديوان ص 48.0 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


لو 

و يبدو أمهما وجدا فى وفاتك هذا المغيظ المحنق والمكلوم الموتور”') من المتننى 
فسلطوه عليه وأغروه به . 

وهكذا عاش المتننى نكد! . لايكاد يستقر بأرض حبى تشتعل حوله اللخصومات 
والمنازعات وتغلبه الدسائس والوشايات . ومات نكد ! لايجحد من يدافع عنه أو يقتص 
له من قتلته . 

هذه خلاصة سريعة لحياة المتننبى ومها رأينا أن أوفر البيئات نصيباً ى صقل 
حسه وشحذ طبعه وإثارة خاطره هى البيثة السامية والبيئة المصرية حيث عاش بين 
الطمع والأمل واليأس والرجاء والحذر والترقب . أما ما عدا ذلك من الييئات فلم تصل 
إلى هذا المدى لعرزوف الشاعر عن الخياة اللاهية الى عاشبا العياسيون وماحم من 
جانب ولعدم ارتياحه إلى حكام العراق من جانب آخر ولحلوده بعد إلى الراحة 
والسكينة وهدوء الحياة من حوله بشيراز . 


. المكلوم : المجروح . والموتور : من قتل له قتيل قل بدرك ددم +«6١/؟ القاموس‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


من 


الفصل الثانى 
نقد المتنى فى حياته 


أثار المتنى فى حياته حركة واسعة من الدراسات . وشغل الناس بفنه ىق كثير 
من اليلدان والأمصار . بحلب ومصر والعراق وقارس . وبرغم أن معظى هذه الدراسات 
كانت تفسيراً لقصائده » وشرحا لأآدبه » فإنها تضع أيدينا على حقيقة قوله : 

أنا الذى نظر الأعمى إلى أدنى وأسععت كلماق من يه صم" 

أنام ملء عيونى عن شوردها ١‏ ويسبر الحلق جراها ويمختص(١)‏ 

ونحن لاا تمارربى فى أن أدب المتننى انتشر فى حياته انتشاراً وأسع المدى . وطوف 
فى البقاع مشرقاً ومغرباً يصورة تدل على كلف الناس به واهعامهم بفنه . يؤيد ذلك 
قرل الربعى « قال لى بعض أسحعاب ابن العميد : قال « دخلت عليه يوم قبل دتحول 
المتنبى فوجدته واجمآ . وكانت قد ماتت أخته عن قريب . فظننته واجدا لأجلها 
فقلت لا يحزن الوزير ها احبر ؟ قال إنه ليغيظى أمر هذا المتنى واجتّبادى فى أن 
أخمد ذكره . فقد ورد على نيف وستون كتابآ فى التعزية . ما منهم إلا وقد صدر 


يقوله : 
طوى اللتزيرة حتى جاءنى خير ‏ فزعت فيه يآمالى إلى الكذب 
حى إذا لم يداع لى صدقه أملا شرق تيا لدمع حب ىكاديشرق لى7") 
فكيف السبيل إلى إخخاد ذكره . فقلت له القدر لا يغالب . الرجل ذو حظ 
من إشاعة الذكر واشمبار الاسم . فالآأول ألا تشغل فكرك يبهذا الأمرع”) . 
غير أن الذى يعتينا ق هذا المجال بيان الدراسات التقدية الى ظهرت عن المتنى 
فى حياته . وما ألف عنه من كتب . وما تم من بحوث . وبيان الاتجاه العام الذى 
)١(‏ الديوان صصس 57؟. 


6 الديوات ص لاا” . 
(7) الصيح المنى ب ١‏ ص 2378 ١‏ والآبيات للمتذى ف رثاء أت سيف الدولة ‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ف 
تتسم به هذه الدراسات . والدوافع المختلفة الى حركت أولئلك الدارسين لدراسة شعر 
المتتى لنستبين على ضوء من ذلك مدى نشاط نقادنا القدامى » وإخلاصيم ق 
مهمهم وانصرافهم إلى إتمام معالم هذا الفن . 

ولنقف أيضا على مدى استجاية المتنبى لنقاده وأثره فى صقل حسه وتسحذ طبعه 
ولثلم أيضا بترائنا النقدى وتطوره ق تلك الفترة من تارمحنا الحافل بالثقافات ء 
والدراسات . 

والخدير بالذكر أن المتنى قد أسهم بنفسه فى تدريس ديوانه وشرح قصائده 
وكانت له حلقات علمية تأخذ عنه شحره وتتفهم منه مراميه . 

فاين جبى ينيئنا أنه قرأ عليه الديوان''2 وأنه كانت تجرى بينه وبين الشاعر 
محاورات ومناقشات تدخل ى صمم عمل النقد ومهمة النقاد('2 . 

ويصف لنا الحاتمى مجلس المتنبى ببغداد فيقول عنه « إنه شاهد لديه فتية تأخذ 
عنه شيثً من شعره7؟)2 وحن لا يعنينا تحقير احاتمىلطؤلاء الفتية ووصقهم بما وصفهم 
به . قدر ما يعنينا أن نفهم منه أن المتنى تصدى لتدريس دبوانه بنفسه . وله فيه 
جولات مع الدارسين والمتأدبين . 

والرواة على أن المتنبى كان يعقد حلقات أدبية عسجد عمرو يعصر . وأنه كان 
مجلس إليه الأدباء والشعراء . وكانت حلقته من غير شلك أه مجلس يتدارس فيه 
شعره ويتفهم فبة أدمه (40) : 

ولعل أهم أثر قدمه المتنبى لديوانه ودارسيه هو ترتيبه لديوانه بنفسه ترتيبآ زمنيآ0*) 
فتلك خخطوة ذات بال فى بيان تطور عبقرية هذا الشاعر من جانب . وق توثيق 
النصوص والتأكد من ها » وصحة نسيبها إليه من جانب آخر . 

ولم يكن مجلس المتنبى هو الجلس الوحيد الذى يتناول فيه شعره ويتفهم فيه 
أدبه بل إن هناك حلقات أخرى . كانت تعرض فيا تعرض من فنون الدراسات 

(7) المسم المى < ١‏ صن ٠و‏ و ض ١768‏ وشرح أن حى ص ١١‏ . 

(9) وفيات الأعياد - اص 5847 . 


( 2 ) بار م الجامم الأزهر محمد عند الله عنان ص 54 . 
(ه) راح الواحدى ص >» . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ازذارا 


شعر المتننى وأدب المتنهى . وتأخذ فى دراسته دراسة متأنية مستهدفة الاستفادة 
والاستمتاع 2١7‏ . 


وقد كانت أولى هذه المجالس الى تناولت أدب المتنى بالنظر هى مجلس 
سيف الدولة محلب . حيث وصل الشاعر إلى أوج مجده القّى . ووصل يقنه إلى 
صداقة الأمير والقرب منه . 

غير أن هذه اجالس لم تكن تنظر فى أدبه نظرة علمية شاملة . فتتناوله من 
جميع أطرافه البى ينبغى أن يتناطا العالم الأديب . ولكلها كانت نظرات من هنا 
ومن هناك . لا تكون ق مجموعها دراسة متكاملة . أو وحدة منبجية مترابطة . 

كانت إذن خطرات يبديها الآمير حيناً أو غيره من رفاقه حينا آتحر”2 . 

و برغم أن هذا النجلس كان عامراً بالعلماء والأدباء ذوى الشيرة والمكانة . و برغم 
أن بعضبم قد أدرك ما يمتاز به الشاعر من قدرة فنية”'" ممتازة . قادرة على الخلق 
والابتكار وعلى تصريف الكلم كنا يروق له . فإنا لم نجد فى هذه الآونة مؤلفاً تصدى 
لدراسة المتنبى وحده . أو ضمن موضوعات بحثه . حبى إن الموسوعة الض.خمة الى 
ألفها أبو الفرج الأصفهانى ورفعها إلى سيف الدولة ( كتاب الأغانى ) لم تشر من 
قريب أو من بعيد إلى شاعر الأمير0*) . 

ولكن الخال يختلف عن ذلك ق كل من مصر والعراق وفارس فما يعد . 

فإن تلك البيقات لم تكتف بالنظرة الحزئية إلى قصيدة من قصائده أو فكرة من 
أفكاره . بل خلقت لنا كثيراً من الدراسات اغتتلفة الاتجاهات ‏ 

فنى مصر تكنر الخلقات العلمية الى تتناول أدب المتنبى . ويجلس المتنتى 
ينفسه عسجد عمرو يدرس أدبه ويفسر شعره!*2 ويتصدى لطذه المهمة عقب آخر وجه 
من مصر »© صالح بن رشيدين الكاتب''2 . 

١95* 6 1١57 ص‎ ١ انطر الصبح المدى‎ )١( 

(؟) انطر الصصح المتى ج ١‏ ص 87١١-1١91‏ 

() اتطر الصسح المدى < ١‏ ص لاه 6ه . 

( 5 ) دنواب المتدى فى العام العرى وعد المستصرقىن ص ه . 


( 6) تارمم الجامع الأرهر ص 54 1 
( ") يتيمة الدذهر - ١‏ ا ص 44“ وبلاشير ص 7١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


عض 


وقد حفظ لنا التاريخ أسماء يعض الأعلام المصريين الذين صحيوا المتنبى ورووا 
عته وتصدوا للكلام ق أدبه . وما منهم إلا شاعر أديب ناقد . من أمثال عبد الله 
اين أنى اللتوع 2١”‏ ومحمد بن موسى بن عبد العزيز المعروف يابن اللحبى والملقب 
تسببق ده المصرى 3 وصاحب المحادلاات المشبورة مع الشاعر'') مما ستعرض له قَْ 
حيته إن شاء الله . وأنى القاسم بن أنى الغفير الأنصارى!'' وكانت لهذا الآخير مع 
المتنى حاورات ومناقشات ى مجلس كافور . 

ومْهم أبو محمد الحسن بن على المعروف بابن وكيع . والذى ألف رسالة سماها : 
المنصف للسارق والمسروق من المتنى بل" 

والكتاب ليس فى متناول أيدينا الآن2*0) حبى نستطيع فهم مبجه واتجاهه 
العام 5 وإنت كان الأرجح أنه لم يتجرد تجردا ناما لبيان السرقات الأدبية 1 بدليل 
ما نراه له من تعليقات على بعض أشعار المتنى . تتناول المعبى من حيث صحعته » 
ومدى مناسبته للمقام » ومسايرته لألوف الشعراء . كا فق قوله معقباً على قول المتنى : 

مك القتطثر أعطثها ربوعآ1 وإلا فاسقها الم" النقيعا 5) 

« ونم يسيق أبا الطيب أحد ف الدعاء على الديار بالسم . ولو قال حجارة أو 
صواعق لكان أشبه و29 . 

وكقوله ىق معرض الحديث عن قول المتنبى : 

غدا بيك كل خلو مسسباما ‏ وأصبح كل مستور خليعا'*) 

ولو قال : 

غدا بك كل خلو مسلهاما ‏ و«أصبح كل ذى نسسلك خليعا 

. 7886 ص‎ ١ يثيمة الذهر ح‎ )١( 

١1١8 ص‎ ١ < والح المتى‎ 8١ ص‎ ١9 معصم الأدباء ب‎ ١ 

(') تيمة الدهر ب ١‏ ص 41١7‏ . 

ك2 بلاشير ص "١‏ ويسمة الدهر جح ١‏ ص ه8986 

( ه) تذكر بلاسير أن الكتاب محطوط فق يران رق لالاه7اء انطر لاشير ص "(١‏ هام ”# . 

(5) الدنوان ص > 


(7) انطر شرح العكترى < ١‏ ص 8 
60 الديوانب ص 54 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


لكان أحسن قى الصنعة 2008 . 

ويبدو أن الكتاب كان بعيدآ عن الإنصاف . مما أثار اين رشيق القيروانى 
فيقول معقباً عليه « ما أيعد كتاب المنصف من الإنصاف 2506 

ويعلل يلاشير هذه اللحصومة للشاعر أن ابن وكيع كان من أنصارأنى اسن 7*) 
اين القرات المعر وفاباين حنزابة وزي ركافور » والذى حنق على المتننى لرفعه عن تجلسه ع 
وعدم مدحه له مع أنه كان من الحريصين على ذلك التواقين إلى زيارة المتنبى له”؟2 . 

وإذا كان ابن -حنزابة امرك الذى دارت بتأثئير منه بعض تلك الخحركات التقدية 
عصرء فإن المهلبى ومولاه معز الدولة بن بويه كانا المثيرين ليعض الدراسات التى 
دارت حول الشاعر -حيما قدم العراق . 

وبين أيدينا الآن من تراث هده الفترة دراسات الخاتمى ٠‏ ومناظرته للمتنيى 
حيب إن للحا عمى مع المتننى جولتين . 

)١(‏ إحداهما مناظرة بينه وبين المتنى تناولت بعض مالحذه على الشاعر من 
حيث السرقة والقصور . وقد دافع فمها المتتنى عن نفسه وعرض فيها عيوك شعره الذى 
يوصحصب له الميزة والتقدس!*) 8 

(ب) ثانيهما دراسة مقارنة تسيدف بيان أصول حكم المتننى ى كلام 
أرسطو (5) ولى تتعرض مصادرنا إلى تاريخ تلك الدراسة . كا أن الخحاتمى لم يشر 
مطلقاً فى أى من دراستيه إلى الدراسة الأخرى . وداك ثما مجعلتا تنعجز عن بيات 
تاريخ كل منهما وأسيقية إحداهما للأخرى . 

ويغلب على ظننا أن تلك الدراسة المهجية القارنة بين -حكي المتننبى وفلسفة أرسطو 
جاءت بعقب متاظرته السابقة له . وأنها تمت فى حياة الشاعر أيضاً . 

يقوى هذا الظن لدينا 1٠‏ نعرفه من دوافع اخانمى إلى تلك الدراسة . قهى دراسة 

)١ (‏ ابطر جرح العكترى - ١‏ ص هو" 

( ؟ ) دنواب المتدى فى العام العري وعد المستشرقسن ص 77 . 

( 3 ) ديوان ا مدى فق العام العرن وعيد المسترقن ص "١‏ 

(4) ممم الأدناء ح لاا ص ١١8‏ 


2 مع الأدباء < 7 ص ١ 7١‏ 
( ) أنطر الرسالة الحا منة متطوطه بمكسة معهد دميط الدنى نرت 8 ؟ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5 


لم يحركها الفن . ولم تدفعها الرغبة فى العلى . وإنما دفعها رغبة الائمى فى النيل من 
الشاعر مرضاة لمعز الدولة بن بويه ووزيره أنى محمد المهلى . لأن الشاعر وفد على 
أرض ما فيها السلطة والسلطان ول يتقدم نحوهما بالمدح والثناء . مماساءهما وآذاهما 
فسلطا عليه بعض الشعراء من أمثال المسن بن لنكك”7١2‏ وغيره . ويصرح لنا 
الجحائمى نفسه يبهذا الدافعم ىق صدر متاظرته للشاعر”") ها ستبين ذاتث فما بعد . 
وهذا ما جعلنا نرجح أن الحاتمى ابتدره بتللك المناظرة العجلى . ثم عقب عليها بتلك 
الرسالة التى تحتاج إلى مزيد من البحث «التأمل . وكان ذلك غالبا فى حياة الشاعر 
إمعاناً فق الكيد له والتشبير به » وإرضاء لأسياده أرباب السلطة والساطان . هذا 
ما يغلب على ظننا وإن كنا لا نجد السبيل إلى الدليل القاطع والرأى اليقين . 

ولى يكن الجاتمى هو الناقد الوحيد بين علماء يغداد الذين تعرضوا للمتننى 
بالدراسة والنقد بل إن تلميذ المتننى وراويته أبا امسن محمد بن أحيد بن محيد 
المغرنى يعارض هذا الاتجاه المعادى للشاعر . ويتصدى لأدب المتنى مبينآ ميز نه 


وفضله فى مِوَلمَينّه (الانتصار المننبى عن فضائل المتنبى ) و( بقية الانتصار المكثر 


ص 


من الاختصار /(*) . 

ويبدو من عنوامهما الاتتجاه العام الذى يرميان إليه . والحدف الذى إليه يصويات 
وهو بيات فضل هذا الشاعر > وما له من ميزة وقدر . 

وعلى العكس من ذلاتث كتابه الثالث « التنييه المنى عن ردذائل المتنى ”)و فتميه 
يعرض ما ستحق اللؤاحذة فى ديوات هذا الشاعر )*0‏ 

ويتشككك بلاشير فى سر هذين الموقفين المتعارضين احغربى . قائلا : 

د فول كان عرض هذين الرأيين المتعارضين نتيجة التطور ؟ أو كان على 
العكس إظهاراً لرغبة عدم التحيز ؟ لا نستطيع أن نعرف . واللحلاصة الوحيدة الحقة 
هى أن رجلا واحداً فى عهد واحد أو عهدين من عهود نحياته استطاع أن يقف 

)١ (‏ العد المثى ح- ١‏ صن ١77‏ . 

0 معدم الأدياء و ب ص ”5 ١‏ وما بعذها . 

20 معسي الأدناء < ١‏ ص لم" ١‏ 


0 معجر الادياء  ١07‏ ص ١08‏ . 
( مه ) تطر ولاستر حن 1١8‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يف 

موقفين عنتلفين من ألى الطيب(20 . 

والحق أنه لا داعى مطلا لهذا التشكك ولا داعى بلعل ذاك الاختلاف فى 
موقف الرجل موضعاً للتشكلك والتساؤل . 

لآن الرجل لم يتلف رأيه فى النص الواحد مددحاً وقدحا -حبى نرميه بالتعارض 
ونحتار فى معرفة أسيابه ودواعيه . بل إنه رأى فى الديوان ما يستحق المدح قخصه 
بدراسة مستقلة . وما , يستحق القدح فشخصه بدراسة أخرى مستققلة . 

وبذلاك يكون الربجل منعلة را مع تسمه ) 5 ف دراسته للمتنبى . لأن ددواته 
قر حمل هذا وذاك . فا على المغرنى إن خص كلا مهما بدراسة مستقلة ؟ 

وتحن الآن قف معرض حديثنا عن أى شاعر أو كاتب نعرض محاسنه ثم نعققب 
عليها بذكر مساوثه ولا نجد فى ذلك أمارة من أمارات التعارض والتضارب بل دليلا 
على الصدق فق الاتجاه والحيدة فى الدراسة بعرض ما للشاعر وما عليه . 

هذا ما يغلب على ظئنا . وإن كان السبيل إلى اتقطع عدى -حيدة المغرنى ق 
الحكم وززاهته فى الدراسة مستحيلا فى هذم الآونة . لفقد تلاك امؤلفات ضمن 
ما فقدناه من ترائنا على مر العصور . 

ومن نقاد المتنى فى ححياته تلميذه وراويته وأحد المقربين لديه التخلصين له ء 
أبو الفتح عمان بن جنى )5١‏ : 

اسيم لت'اريخ هذا الرجل يعجب من تلك الكمرة من المؤلفات الى تركها دليلا 
على فضله وعلو كعيه قى الاغة والأدب27) . 

وبا يخى ابن جنى عاطفته نحو أستاذه وما يكنه له من سحب وتقدير فى أكير 
من موضعح من مؤامهاته التتلفة . ودراساته الكثيرة(7؟) . 

واين جبى يعطينا الدئيل تلو الدليل على أنه ناقش المتننى ونقده وتعقبه ىق أكير 


من مقام . وأنه لى يكن يسام له ببعض ما ممعه منه وما قرأه عليه من شعره”"؟ . 


كا خبرنا أنه قرأ عليه ديوانه ونقل عنه الكثير من الشرح والتفسير . 





)١ (‏ تطر بلاسير ص 215 

)2 أدطر ترحمته فى وفيات الأعيان < ١‏ حس 7944 ومعديم الأدياء ‏ ؟ ١‏ ص ١‏ . 
(*ع)2 راحم معي الأدياء 2 ١١‏ حى ١٠١9‏ ويا تعدها إلى ص ١ ١١‏ : 

( #4 ) انطر شرح أمن حبى دا ء بس ؟ ‏ 

(6) اتنطر سرح أين حى ج ١١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


8 


« وجميع ما فيه من تفسير معبى وشرح غريب واختلاف لغة من إملائه عند 
قراءته عليه0١)‏ . 

وقد قام اين جبى يكير من دراسة لهذا الشاعرالذى أعجب يهكل الإعجاب”5). 

فقد قام يتأليف كتاب ماه «تفسير ديوان المتنى الكبير ('2» وآخر معاه « تفسير 
معانى ديوان المتنبى '*) وله كتاب « النتقض حلى ابن وكيع فى شعر المتنبى وتخطتته”* 2 

وم يبق لنا الزمن من هذه المؤلفات سوى تفسير ديوان المتنى 257 أما الكتايان 
الياقيان آم يكتب ما البقاء . وإن أحصبهما المصادر التارخية ضمن مؤلفات 
أبى الفتح ابن جبى "2 

وتود الآن أن نعرف ما إذا كان اين ججبى قد قام بتلك الدراسات فى حياة 
الشاعر أم تأخحر إخراجها إى ما بعد وقاته . ولا سها أن ابن جبى تو يعد أنى الطيب 
عا يقرب من تمانية وثلاثين عاماً حيث توق فى صفغفر سنة 99م م140 , 

أما ما ضاع من مؤلفاته ولم يصل إلى أيدينا فن المستحيل علينا أن نهتدى إلى 
تاريخ تأليقه . لآن المصادر التاريخية لم تعطنا الدليل على ثبىء من ذلات .. ويحسبها 
أن أحصت لنا كته ومؤلماته ‏ كا أن ابن جتى لم يشر فى كتايه الذى أيقاه لتا 
النمن إلى تللث المؤلفات . وم يحدد لنا تاريخ تأليفه لحا . وبذلات فسوف يبى أمر 
هذا التاريخ سرا ى ضمير الغيب تعجز وسائلنا وأسانيدنا عن الوصول إليه . 

بى أمامنا الآن كتابه الثالث الذى أبقاه لنا الزمن والمسمى بتفسير ديوان 


لجنو 597 


 » أنطر ترح ابن جى « المقدمة‎ )١( 

(؟) ادطر عرح أبن حى ١‏ . 8 . 

(*) معج الأدياء - 11 ص 21١١١‏ 

(4) معج الآدياء < ١١‏ ص 231١١١‏ 

( 6) ممم الأدباء ج ١١‏ ص 11 

( 5) محخطوط يرقم 7 أدب بدار الكب المصر نه 

(17) أخطر ممح الأدباء ب ١١‏ ص ١١" 61١١١‏ 

060 انطر معدم الأدياء - ١١‏ ص #م ووفيات الأعياب ب ؟ ص مو" . 
( ه) عخطوط برقم +7 أدب يدار الكتب المصرية . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


َس 

ولعلنا نجد فيه ما يساعدنا على تتحديد الفيرة الزمتية الى ألف فيبا وما يكشف لتنا 
السبيل إلى معرفة تاريخ ظهوره . 

وبالكتاب ما يوحى إلينا أن ابن جرى قام بدراساته لهذا الديوان فى ححياة الشاعر 
بدليل قوله « وجميع ما فيه من تفسير معبى وشح غريب واختلاف لغة من إملائه 
عاك قراءته عليه(١)‏ . 

ولو أن الآمر انهى عند هذه العيارة لرجحنا أت ابن جبى قام بتفسير الديوان 
وشرحه والتعقيب عليه ى حياة الشاعر ورعا كان ذلاتك قى مجاسه . 

لآنا نعلم أن الشاعر كان يثق فى تلميذه . ويطمين إلى شرحه وتفسيره . وحسن 
إدراكه لما تضمنه الشعر من معان وإنحاءات . 

وكثيراً ما نوه المتنبى عن هذه الثقة فى قوله مجيباً من سأله عن معى بيت من 
أبياته . ١‏ 

« لو كان صديقنا أبى الفتح بن ججبى حاضرا فسره("2 ونسمع الإجابة عينها 
فى مقام آخر حيها سئل المتنى عن التخريج النحوى لبيت من أبياته فيقول « لو كان 
أبو الفتح هنا لأأجابك7" . 

واكن الآمر لم ينته عند هذه العبارة . ولو افترضنا أنها كانت العبارة الوحيدة 
فى هذا المقام لما كانتت الدثيل القاطع على ظهور الكتاب فى حياة الشاعر . إذ من 
امحتمل أن يكون ابن جنى قد جمع المادة العلمية الى أسس عليها دراساته للمتننى 
ف -حياة الشاعر وق يحلسه أثناء قراءته عليه. وأكنه لى يصغ هذه المادة العلمية و يجمع 
بينها فى مؤلف ضحم كهذا الكتاس إلا بعد وفاة الشاعر . 

وإذا كان هذا افتراضا نظريًا ف ى كلام ابن جنى ما يزكيه ويؤيده . وما يجعلنا 
نقطع بأن ابن جى لم يتفرغ لهذا التفسير ول ينته إلا بعد وفاة الشاعر . 

يؤيد ذلك قول ابن -حى « ولقد ذكرت شيخنا أبا على الحسن بن ألحمد الفارسى 
يمدينة السلام ليلا وقد أخلينا بالمتنبى فأخذ يقرظه ويفضاه وأنشدته من حفظى 
واحر قلياه . فجعل يستحسها فلما وصلت إلى قوله . 
)١ (‏ أدطر مقدمة سرح أين ححى . 


(؛؛1) معح الأدياء ج ١7‏ ص ٠١089‏ . 
( *) وفيات الأعيان + ١‏ ص 86و 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


. 2 


وشرما قتنتصتله راحتى قنتص" 2 شب بالبلزاة صواء “فيموالر عت )1٠”‏ 

لم يزك يستعيده مى إلى أن حفظه . وقال ما رأيت رجلا فى معناه مثله فلو لم يكن 
له من الفضيلة إلا قول أنى على هذا فيه لكفاه . لأن أبا على مع جلالة قدره فى العلم 
ونباهة مله واقتداثه بسنة ذوىالفة لى من قبله لم يكن ليطلق هذا القول عليه إلا وهو 
مستحق له عنده . اذا يتعلق به من غض أهل النقص من فضله . وهذا -حاله فى 
سرفرد الزمان فى علمه وا مجتجمع على أصالة حلمه(؟) 5 

فابن جنى يخبرنا أنه قابل الفارسى وذ كره بالمتنيى يمدينة السلام » ونحن تعلم 
أن الفارسى ولد بفارس سنة 788 ه(" وأنه قدم إلى حلب وأقام بها فى ظلال سيف 
الدولة مدة . وكان قدومه عليه فى سنة 0١‏ ه*) ثم انتقل إلى يلاد فارس - وصصب 
عذ ك الدولة بن بويه واستمر يفارس مدة لسنا نعلم مداها . وإن كنا نعلم أنه قابل 
المتنبى هناك أثناء زيارته لعضد الدولة سنة 4ه" ه(2) ٠‏ وم يكونا أول الأمر على 
شىء من -حسن الود والصحبة ثم تصافيا وحسنت بيئهما العلاقة بفضل جهود ابن 
جتى 207 ثم غادر الغارمبى أرض قارس وقدم إلى بغداد وبتى يها إى أن مات سنة 
ال فين ' 

فإذا كان الفارسبى قد قابل المتنبى يأرض فارس ف السنة البى قتل فيها المتنى 
ول تتأكد بيئهما الصحبة إلا فى أخريات أيامه فيها على قلة ما بى بهذه الأرض 7*) . 

)١ (‏ الديوان ص 00 

قتصته سه أصطادته . شهب > جمع أتهب وهو ما فيه بياض :شوبه سواد . اليزاة عه جمع باز وهو 
النسر . الرنم > طائر ضعيف . 

شير بذلك إلى دسوية سيف الدولة بيه ويس غيره من -حساس الشعراء . 


(؟) شرح أن ححبى ص 7 . 

() وقيات الأعيان ب راص ١54‏ . 

( 5 ) وشمات الأعبان جب ١‏ ص 15 . 

( 6 ) الصيم المتى ج ١‏ ص 5٠١‏ . 

(5) الصيح المنبى ج ١‏ ص ١١؟‏ وما يعدها . 

6020 وفيات الأعيان ب ١‏ ص ١54‏ ومعجم الأدياء ب با ص "مم 1 

(8) دغخل المتذى أرض قارس ق صفر سنة 4 هم ه وخرج مها للعراق ححيث قتل ى رمضان من 
نفس ألسئة انظر الصبح ألمى ب ١‏ ص امام دن 9]!؟. 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 


وقد كان ابن جبى معهما بأرض فارس فى تللك الاونة . وكان رسول السلام بيتهما . 
فى يا ترى كان لقاء الفارسى وابن جى فى مدينة السلام ؟ . 

2 : إن مراجعنا لم تحدد تاريخ دخحول الفارسى يخداد ولكلها أنيأتنا أنه دخحلها 
تم بى بها إلى أن مات سنة /ا/ا8 م كنا أنيأتنا أن المتنبى قابله بأرض فارس - سنة 
4" ه ومعبى ذلك أن الفاربى دخخل بغداد يعد موت المتنبى قطعاً . فإذا ‏ كان 
ابن جنى قد قابله ببغداد وقرأ عليه ما قرأ من شعر المتنبى وذكر ذاك ىق صدر 
كتايه الذى نود معرقة تاريخ خ تأليفه وظهوره . فإن المرائن تشير إلى أن ذلك كان بعد 
وفاة الشاعر حيث لم نجد نعي يدل على اجنام هذين العالمين بيغداد مرة قيل هذه 
أبداً . 

على أن مظاهر الود الى يحكيها ابن جبى عن الفارسى نحو المتنى لم تكن 
إلا وليدة للظروف الى جمعتهما مع يفارس منذ فترة يسيرة وى نفس السنة البى مات 
فيها أبو الطيب ويحدد لتنا هذا الاتتجاه الموانى للشاعر “اريخ هذه المذاكرة فى مجلس 
الفارسى وأمها كانت بعد وفاة الشاعر . لآن أبا على الفارسى لم يكن قبل الأيام الآخيرة 
من حياة المتنبى يطمكن إليه أو يستخض ظله . هذا على افتراض أن ابن جى لم 
لم يصرح لنا بمكان هذا اللقاء . أما وقد صرح بأنه كان فى مدينة السلام وقد تأ كد 
لدينا أمبما لم يتلاقيا فى مدينة السلام إلا بعد وفاة الشاعر . فإن القرائن تتضافر 
على أن شرح ابن جتى لديوان المتننى لم يتم إلا بعد وفاة الشاعر بمدة لا يعلم إلا الله 
مداها . وإن كانت أسس هذه الدراسات ولبناتها الأولى والدعاتم الى قامت 
عليبا . قد استقّاها الرجل من الشاعر نفسه وجمعها مته ومن إملائه فى مجلسه آنا صرح 
لنا ابن جبى بذلات . 

ولا نستطيع الانهاء من حديثنا عن ابن جنى قبل مناقشة تلك الرواية الى 
ذكرها عنه أبو الحسن الطرائى وفيها يقول « كان أبو الفتح عمان بن جى فق محلب 
يحضر عند المتنبى الكثير ويناظره فى شىء من النحو من غير أن يقرأ عليه ديوان 
شعره [كياراً لنفسه عن ذلك7١)‏ . 

ولا نعرف من أين جاء الطرائى أن ابن جبى كان يكبر نفسه عن قراءة ديوان 


.٠١07 601١١1 ص‎ ١١ معبجر الأدياء ب‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


2 


الشاعر عليه مع أن ابن جتى يصرح لنا بأنه قرأ الديوان على المتنبى ويكرر هذا 
المعبى ويؤكده فى أكير من مناسية2'0 . 

على أثالم نجد من مؤرخى ابن جنى من ذكر هذا الخلق عنه ولم يرو عنه 
حادثة تدل على شىء من ذلك”'2 ثم إن ابن جبى قابل المتنبى حلب -حدثاً صغير 
السن -حيث ولد ق -حدود سنة #”#٠‏ ه(” 

وقد كان المتنبى ف هذه الأونة ى أسعى مراتب مجده الأحق . فلا يضيره إذا 
تكبر مثل هذا الغلام عليه . على افتراض أن ابن -جبى كان على شىء من هذا 
الخلق والمعقول أن ابن جبى لم يكن قد قد يأ بعد للخوض فى هذا الديوات فاكتى 
بأخذ شىء من التحو عن هذا الشاعر م تفتحت تفتحت مداركه بعد وأنس من نفسه القدرة 
عل اللتوض فيه ويهيأت له صحبة الشاعر والأخذ عنه فقام بهذا العمل بعد . دون أن 
يصرقه الكبر كا زيم الطرائى 

وإذا كانت مصادرنا لى تسمح لنا بالقطع بزمن ظهور مؤلفات كل من 
الحاتمى وابن جبى واعتمدنا على الظن الراجح والحدس القوى . فإن موقفتا من ابن 
عباد محتلف عن ذاتك كل الاختالاف 

وذلك لآن اللتصومة بين ابن عباد والشاعر إنما شبّت على إثر امتناع المتننى 
عن زيارته بأصفهان و إجرائه مجرى عظماء الزمان . مع أن الصاحب كنتب إلى المتننى 
يضمن له مشاطرته -جميع ما له وكان ذلك حيما مر المتننى يأرض فارس قاصداً 
ابن العميد وعضد الدولة بن بويه ق صغر سنة 4ه” ه**) . 

وهى نفس السنة الى مات فيها المتنبى بعد ستة شهور تقريبا . أثناء انصراقه 
من قارس إلى العراق . -حيث توف فى رمضان سنة 255 . 

وإذا سلمنا أن هذه الشهور القلائل كفيلة بإيقاد نار الخصومة قى نفس الصاحب 
وكفياة أيضاً بطهور هذا الكتاب المعدود الصفحات . فإن الدليل المادى لا يعجزنا 


210 الصبح المتى < ١‏ ص 4٠‏ » ص ١768‏ وشرم أبن جى ص 17 . 

(؟١)‏ راجع ترجمته ق معم الأدياء ج ١١‏ ص ١م‏ ووفيات الآعيان ج ١‏ ص 4و” . 
ر *) راجع معج الأدياء جح ١8‏ ص 8م . 

( *) الصيح المدى جح ١‏ ص 1١8‏ . 

(ه) الصيح المذنى دا ص 779 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


23 
هنا فى إثيات هذه الحقيقة . وذلك لآن الصاحب يقول فى مطلع كتابه : 

و وهأنا منذ عشرين سنة أجالس الشعراء وأكاثر الأدباء وأباحث الفضلاء 
وعشرين أخرى آحذ عن رواة محمد بن يزيد المإرد . وأكتب عن أصعاب أحمد 
ابن يحبى تعلب''2 . 

أى أنه أذف هذه الرسالة بعد أن مكث أربعين عاماً يتلى العلى والأدب فإِذا . 
ما علمنا أن الصاحب ولد سنة 97 8(" وأنه كتس رسالته يعد مضى أر بعين عامآ 
فَْ طلب العلم . كان معنى ذلك أن رسالته تلك قد حرجت إى الحياة فى -حدود سنة 
ه أى بعد وفاة المتنبى باثتبى عشرة سنة ‏ 

هذا إذا افترضنا أن الصاحب بدا مختاف إلى مجالس العلم واللغة منذ اليوم 
الآول من ولادته . و برغ ,أن هذا فرض مستحيل الوقوع فبحسبه أن وصل بنا إلى 
ما نريد الوصول إليه . وهو أن تلك الرسالة الى كتيها الصاحب إنما كتبها بعد وفاة 
الشاعر بعمدة لا تقل عن اثبّى عشر عاما . 

ويذكر بيلاشير أن الصااحب ألف وسالته حوالى ستة 585 ه07" وذلاك الخلف 
بيننا فى الزمن الذى ظهرت فى حدوده هذه الرسالة لا يقدح فى أصل - القضية اللى 
نقررها هنا . وهى أن الصاحب لم يؤلف رسالته إلا بعد وفاة الشاعر . 

هذا هو موقف النقد من المتنى فى حياته وبيان للحركات التقدية الى أثارها 
المتننى . سواء أكانت مندفعة بروح فنية خالصة . أم متأثرة بغير ذلك من المؤثرات 
الختلفة . 

أما تفصيل هذه الدراسات وبيان ما دار فيها من متاقشات . وما أثير مع المتتتى 
من مجادلات ومناظرات فذلاك ما سنتناوله بالتفصيل . قما يل ذات من فصول . 


ّ + الكشف عن مساوى” شعر المتتبى ص‎ (0١0 
. ١7١ (؟) ممجى الأدياء ج 5 ص‎ 
. " ديوات المتدى فى العالم المرن وعند المستشرقين ص‎ ) * ( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ابا الأول 
لخة المتنى 


هيك 
أطوار دراستنا للمتنى : 


تناول النقاد المتنبى فى حياته . وتناولوه يعد مماته . وبى المتنى محوراً لدراسات 
مختلفة الاتجاهات . مختافة النتائئج منذ فارق الدنيا حبى اليوم . فا زلنا برغم مضى 
أكثر من ألف عام على وفاته نجد بين الفينة والفيتة مؤلفاً يتناول المتنبى من زاوية 
من زواياه الفنية أوالشخصية يما يعن له من جديد . أو مبديا وحهته ورأيه فيا قيل 
عنه ق القديم / 

ويحدثنا تاريخ المتنى أنه طوف فى الأرض وجاب كثيراً من أقطارها مهاجرا 
طلبا للعلم والمعرفة . أو رغبة فى بعد الصيت واشتهار الذكر . أو أملا فى امجد والسلطان 
أو فراراً من اللتطر وطلبآ للأمان . وكانت له ى كل جهة يحل بها مجالس وندوات ل 
تتناول أدبه بالشرح والتقوبم . وتأحذ فى دراسته على يديه آنا وعلى يدى غيره من 
نصيوا أنقسهم لدراسته 1ن تحر . 

و بذاك نجد أنفسنا أمام سيل لا يكاد يتفد من الدراسات ذات الصيغات 
امحُتلفة والمستويات المتباينة . وكل ذللك يحتاج منا إلى مهج واضح يعين على استقراء 
هذه الآراء . ودراسها دراسة موضوعية تكشف عما فيها من سلامة فى الحكم وصحة ى 
التقوبم وأصالة فى الرأى . وقوة فى الأسانيد . ودقة فى النتائج . أو عكس ذات من 
خطأ فى الححكيم . أو تجن مقصود وحيف متعمد أو غير ذلك مما تعنينا الاحاطة به 
فى هذا المقام . ونحن الآن بصدد استقراء ومناقشة هذه الدراسات فى حدود القدر 
الذى أبقاه لنا الزمن مها و بصدد تتبع أولتاث النقاد ذوى المشارب المتياينة والاتجاهات 
التافة تتبعاً يستهدف معرفة وجه الحق فيا قالوا . ومدى مراعاتهم للأسس العنية لانققد 
الأدنى البّى كانت منتشرة فى زماتهم . وق متناول أيديهم . ومدى حيدتهم فيا حكموا 


37 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


27 


به على الشاعر . وتجردهم من التنزعات» الشخصية والاعتيارات الذاتية الى كثيرا 
ما تفسد الرأى وتضلل الحكر وتعمى عن الصواب . 

ومن الطبيعى أن المقومات الثقافية لكل جيل من التاس تختلف عنها فى جيل 
آنخر . وأن معارف الناس فى تطور داثم وتقدم مستمر . تبعاً لما ييجحد فى -حياتهم من 
معارف ق شتى نواحى المعرفة لم تكن قبل فى متتاول أيدينا . ولم تكد هذه المعارف 
وتلك العلوم الى اهتدينا إليها تصبح -جزءآ من رصيدنا الثقاى . ودعامة من دعاتم 
لبضتنا العلمية والفنية -حتى يظهر أثرها ى تناولنا للأمور . وق طريقة علاجنا 
للبحوث . وف فهمنا لما بين أيدينا من نصوص . وستدفعنا هذه العلوم وتلك المعاروف 
قطعاً إلى استرجاع تراثنا العلمى والآدق نعاود النظر فيه مرات ومرات . محاولين 
استكشاف ما غمض على السالفين . أو ما جاروا عليه عن عمد وقصد مرضاة الحكم 
والخا كنين أو تقريباً إلى السياسة والسياسيين . أو غير ذلك من دواعى ابلخور والحيف. 
كالانتقام لانفس أو التعصب لجنس و«القبيل . 

من أجل ذاتث قسمنا دراستنا إلى مرحلتين : 

. المتنى بين ناقديه فى القديم‎ )١ ١ 

وس المتنى بين تاقديه فى الحديث . 

أما أولاهما : فتمتد من حياة المتنبى إلى بدء قيام الهضة الأدبية الحديثة الى 
انبعثت على إثر ابكملة الفرنسية على مصر سنة 1798 م0١24‏ تلك الحملة الى كان 
من آثارها أن ديت ححركة البعث فى مصر . وهى فيرة تربو على تمانية قرون من 
الزنمن . سارت فيها الدراسات المتنبية سيراً حثيث اللخطا ق أكر من بقعة من بقاع 
الشرق . وفى أكير من فيرة من فيرات الحياة . حى تكون لدينا ذلك الرصيد الغغتلف 
الاتجاهات من الدراسات 8 

وأما ثانيتّهما : فتمتد من بدء هذه الحملة الفرنسية على مصر سنة ١744‏ م إلى 


١ (‏ ) تاريخ الحركة القومية عيد الرحمن الرافعى يلك ج ١‏ ص 597 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4 


وقد حظى المتنبى فيها بيحانب كبير من الدراسة وتصدى له أكير من ناقد من 
نقادنا المحدثين بدراسة عميقة الغور . 


انتهينا من تقسيمنا لدركات النقد الى ثارت حول المتنبى إلى قسمين كبيرين 
متخلين من الحملة الفرنسية على مصر سنة ١44‏ م نقطة ارتكازنا فى هذا التقسم 
بناء على ما صاحيها من ملابسات أدت إى تفتح العقل العرنى وتطور النقد الآدى. 

غير أن النقاد فى كل فيرة من هاتين الفيرين قد تناولوا المتنبى من مختلف 
الخوانب الى يتناوها النقد الأدنى تناولا مختلف الاتجاه . فتناولوا لغته وأسلوبه ومعانيه 
وأفكاره وأنخيلته . واخثتلاف بياب الدراسة يقتضى آلا نتنئاول نقاد كل فيرة من 
هاتين الفيرتين الواسعتين فى باب واحد أو فصل واحد على أساس اندرابجهم جميعا 
فى الإطار الزمى الذى انهينا إليه ى تقسيمنا . 

وعلى ذات لابد من- تقسم آخر تبعآ لاختلاف جوانب النقد فى كل فيرة من 
هاتين الفيرتين الطويلتين . ولابد أن يكون هذا التقسم عحققآ لحدفنا من وراء هذه 
الدراسة و«و توضيح حركات النقد الى دارت -حول المتنى . وتفسبر اتجاهات التقاد 
الذين تناولوه . ومعرفة الأسس الى استندوا إليها ى .حكمهم وتقويمهم . وقياس 
ذاك كله بما تعارف عليه التقاد . وانهوا إليه ى كل زاوية من زوايا الفق على 
اختللاف الأمكنة وتقلب العصور . 

ومن الطبيعى أننا لن تستطيع تقسيمهم على أساس من الأمكنة الى عاشوا فها 
فتتناول نقاد المتنبى حلب ودصر والعراق وفارس وغير ذلاتث من البقاع . لآن هذه 
الطريقة برغ أنها تستند إلى البيئة وما ها من أثرى ميول بنيها وآراهم وأذواقهم وتفكيرم 
وطريقة تناوضم ما يطبع سكانها غالبآ عمجموعة من الحصاتص المشيركة يتفاوتون فيها 
قوة وضعفاً مع اشيرا كهم جميعاً فى الأصول العامة لمذه اللتصائص » طريقة تستند 
إلى رابطة شكلية ‏ وهى رابطة البيئة الى يعيشون فيها . 

وهى رابطة تسمح باختلاف الاتجاهات والمذاهب نتيجة اخختلاف الأذواق 

والممول والدراسات الخاصة . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ده 


فكآن دراسة النقد حول المتنبى على الآساس اللغراق ستؤدى بنا حتماً إلى 
تكرار القول وإعادة الحديث على أساس من الخحتلدف 0 والبلدان ‏ 

وسنجد أنفسنا مضطرين إلى تكرار القول ى ألفاظ المتنبى وأساليبه وأخيلته 
وأفكاره ومعانيه وعاطقته مرة يفارس ومرة بحصر ومرة هنا ومرة هنالك من سائر 
الأما كن الى عمرت بدراسات المتنى . يل كثيراً ما نردد الرأى نفسه تحت عثئاوين 
ابتة مثل الدراسة اللغوية بفارس والدراسة اللغوية يبغداد والدراسة اللغوية عصر 

وق ذلك ما يقطع أوصال الدراسة المتحدة الاتجاه من جانب وما يستتيع 
التكرار من <انب آخر . 

وإذا كان التقسم على أساس من الأمكنة الى عاش فيها النقاد لم يتح لنا الوحدة 
والتركيز فإن التقسم على أساس من الحقب الزمنية لا يختلف عن ذلك اضطراياً . 

ومعبى التقسم الزمبى أن نجعل من كل مجموعة عاشت معا فى عصر واحد 
وحدة تتناوطا بالدراسة المشيركة . 

وقد يكون هذا التقسم بدوره ما يبرره . لآن لأيناء العصر الواحد من التصائئمص 
المشيركة ما عخلق بينهم شبه وحدة فكرية وعاطفية تجعل كثيراً من آرائهم ذات وشيجة 
مقربة وصلة مدنية إلى حد كبير . 

غير أن انحتلاف الأمزجة وانحتلاف الثقافة واحتلاف المقاصد والأهداف من 
وراء هذه الدراسات سيوسع مدى اللخلف بين أبناء الفترة الزمنية الواحدة . يرغم وجود 
الخصائص المشيركة بينهم . وبذاك نجد أنفسنا أمام مزيج مختلف من الدراسات . 
كالدراسات اللغوية والدراسات الأدبية والدراسات النفسية والدراسات التار نحية 
والدراسات الفلسفية وغير ذلاك من التيارات انختافة الى لا يصح جمعها فى إطار 
والحد وإنت ضمها كلها زمات” واسحد . 

لأن لكل تيار من هذه التيارات امختلفة رجاله واتجاهاته بحيث تستعصى علينا 
دراستها كلها كبحدة «تجانسةلمناسبة الزمان الذى ضمها أو المكان الذى نحواها. 

أمام كل أولئك الصعاب كان لابد من تقسم آخر يتلاق هذه المشكلات 
ولا يفوت علينا لون من ألوات الدراسات الى أثيرت حول المتننى . 

ولم يبق أمامنا إذآ إلا المبج الى القائم على أساس من الدراسات امختلفة 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5ه 


الاتجاهات كالدراسة اللغوية والدراسة الأدبية والدراسة الفلسقية . 

ومعبى ذلك أنتا سنتناول كل لون من هذه الدراسات النقدية ى إطار واحد . 
وإن باعدت بين الدارسين البلدان ‏ وقرقتهم الأزمات ‏ ويكى أن تربطهم وحدة 
الموضوع الذى يعابخونه . 'كلغة المتننى أو سرقات المتنى أو الموازنة بين المتنبى وسواه 


من الشعراء . 
فهذه الرايطة وحدها هى الرابطة الحقيقية الى تقوم عنى أساس من طبيعة المادة 
الماروسة . 


احصرنا المهيج الى إذن لما السيب . ولأنه سيعصونا من التكرار الذى نجايه 
عليتا التقسيم المكانى أو التقسم الزماق . 

لأنا تح تكل اتجاه من هذه الاتجاهات ( اللغوية . والأدبية . والفلسفية) . 
سنتناول كل ما قيل فيها دون أن تلجثنا ضرورة منهجية إلى ترديده فى مقام آخر . 

ودون أن يضيع منا شبىء نجب أن تدحويه عا.ه الدراسة مما له صلة بفن المتننبى 
وأدب المتنى . 

أما الفصل بين القدامى والمنحدثين سن رواد الاتجاه الواحد قذلاك ما لاسبيل 
إلى دفعه ٠»‏ لأن النقاد ا محدثين قد أظلهم ثورة فكرية ونهضة أدبية أتاحت لم ان 
ينظروا فى ترامهم وف أحكام أسلافهم نظرة فيها مزيد من العمق والتحتيق إلى جانب 
ما فيها من -حيدة واعتدال . وفيها بالإضافة إلى ذلك أثر من آثار التيارات الآدبية 
والمدارس التقدية الور بية الحديئة . ثم إنهم نالوا حظًا أوفرمن متاهج البحث وسبل 
الاستقراء والتحقيق ‏ وأصبح تبادل الاراء والوقوف على المصادر العامية أسبل ى كان 
متاحاً للسابقين . مما يحعل الفصل بين نقاد كل فنرة وتقسيمها إلى قدبم وحديت 
عملا منهجيدًا صائيا إلى حد كبير . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ه 


الدراسات اللغوية 


يعترف أكثر التقاد لألى الطيب بالعلم باللغة وسعة الباع فيها . ويعللون ذلك 
بذ كاثه المغفرط . وعلازمته للوراقين وبرحيله إلى الصحراء . وغير ذلك ثما يعين على 
الرحاطة باللغة والتبحر قبا . 

ويسوقون فى مجال التدليل على إحاطته باللغة وتبحره فيها الأدلة الاتية : 


١‏ أن أبا على الغارسى يسأله كي لنا من الجموع على وزن فعلى . قيجيب على 
اليديهة حجئلى وظرنى . ويضطر أبوعلى أن يراجع كتب اللغة ثلدث ليال على أن 
جد لحذين اللحمعين ثالثاً فلم يحد”"2 . 

؟" ‏ أن عضد الدولة بن يويه يقرأ عليه كتاباً ق اللغة . وق ذللك دلالة على 
مدى ثقّة عضد الدولة فى المتنى من هذه الزاوية57) . 

م أن الحاتمى : وهو من أشد خصومه تحاملا عليه وتحيفا ‏ يقر له بذلك 
و فلما علوته بالكلام قال : يا هذا . مسلمة إليك اللغة . . قلت : وكيف تسلمها 
وأنت أيو عذرنها ومن نصابها وسرها وأولى الناس بالتحقق بها والتوسع فى اشتقاقها . 
والكلام على أفانيئها . وما أجد أول بأن يسأل عن لغته منك »96 . 

إلا أن ذلك لا بمنع أن تشذ من ألى الطيب كلمات بأخذها عليه رجال اللغة 
ويعدومها دن سقطاته وهناته 34 وإن كانت فى الحق ‏ من الندرة بحيث لا' تضع 
من متزلته وتسقط من شأنه حبى ولو كان من علماء اللغة المتوفرين علها . المتفرغين 
ا . هذا إذا لم يكن لما سند من الصحيح . 

اأظر صرح العكيرى ج ١‏ ص 8 . 

)0 انظر حرائة الأدب لليغدادى ج 7 ص ١*7“‏ والفهرست ص ١‏ ومعدجم الأدباء - ١‏ 


صن ١54١‏ . 
20) معجم الأدياء ليافوت ج8١‏ ص ١78‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 


وستتاقش هنا : 

)١ (‏ الماتحذ اللغوية : ( من ححيث يبنية الكلمات ع 
( ب ) الماحن الدحوية : 

: الماتحذ العر وضية‎ )< ١ 


)١ (‏ الماخخف اللغوية ( من حيث صكعة الكلمات ) : 

تكاد تنحصر ماخذهم فى مفردات المتنبى فى الأمور الآ تية : 

١‏ نقل صاحب الوساطة أن التقاد يعييون عليه استعمال كلمة لا أصل لا 
ف اللغة وهى كلمة محشلب فى قوله(١2‏ . 

بياض وجه يريك الشمس حالكة ودر لظ يريلك الدر معشلبا”؟) 

وكلمة محشليا يفسروها الشراح باللحزف أو يقطع النجاج المتكسر ‏ وأغلب الظن 
أنهم استقوا هذا المعبى من مقتضى المقابلة فى البيت بين الدر والحخشلب ول يستقوه 
من المظان اللغوية الموثوق يها . 

أما نحن فقد رجعنا إلى كثير من كتب اللغة فلم نجد هذه الكلمة أصلا ى 
أى ئا0") , 

اللهم إلا ما ورد يككتاب أقرب الموارد من قوله « المخشلب الحزف وقطع الزجاج 
المتكسر . قال المتتى ‏ 

0٠‏ ودر لفظ يريك الدر عخشلبا0؟) 

ومن الغريب أن يسوق أقرب الموارد بيت المتنبى شاهداً على وجود الكلمة قى 
اللغة مع أننا نسعى إلى معرفة مصدر لها فى اللغة لنستدل يه على صمة استعمال 
المتنى لها . 

)١ (‏ راجم الوساطة صن 8غ ؟ 


( ؟) الديوات ص 7١‏ . 

() رجعنا فى ذلك إلى القاموس . ولسان العرب . وأساس البلاغة . وتاج اللغة والصحاح . 
وا خخصص. وخحيط الحيط . 

غ0 أقرب الموارد لسعيد بن عد اله ين مبخائيل المورى شاهس الشرقيقٍ اآيثانى الماروف ب ١‏ 
ص الا . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


65 
وليس لنا أن نثق ى رواية أقرب الموارد الذى ألف سنة ١84٠‏ م أى بعد وقاة 
المتنى حوالى تسعة قروت . والذى سمح لنفسه أن يتخ من الشاهد الواحد موضوع 
المناقشة دليلا على وجود الكلمة فى اللغة . مع أنه بدوره ق حاجة إلى الأسائيد 

والبراهين . 

على أن العكبرى يريحنا من هذا الحدس والتسخمين ويحبرنا صرحا أن اللقظ 
نيبطى وليس يعرنى ف قوله « اللخش لب والمشتخلب لغتات وليستا عر بيتين . 
وإنما مما لغتان للتبط وهو خخرز من حجارة البحر وليس بدر”'! . 

وغير غريب أن يعى المتنبى لفظأ تبطينًا وهوالذى عاش فى أحد أمصار العراق 
الذى كان بموج بجنسيات مختلفة وسعتهم مسالك الحياة وآواهم الدين الذى داتوا به 
وعاشوا بين أهله وحوارييه . 

و برخم أن بعض الشعراء سيق 2*7 المتنى لالد الكلمات الأعجمية حين 
احتياجهم إليها لإقامة الوزن وإتمام القاقية فقد تعقب الناس المتنبى واستنكروا منه 
الإتيان بكلمة ليست من كلام العرب57) على أن المتنبى يزعم أن الكلمة عربية 
فصححة (؟) ون العجاج قد ذكرها فى شعره .. 

ويغلب على ظبى أن الكلمة أعبجمية استناداً إلى ٠:‏ 

. أنى لم أجد لها أصلا” فيا جعت إليه من معاجمة الاري‎ )١١ 

( ب) قول الحرجاى رد على زع الل نبى أن الكلمة وردت فى شعر العجاج 
ولست أعرفها فى شعر العجاج ولا أحفظها محكية عن العرب'*2 . 

( ج) حكم العكيرى عليها بأنها كلمة نبطية وليست بعر بية0). 

( د) أنا استقرينا أشعار العجاج فلم نقع على هذه الكلمة فى أى مها" . 

وربما كان المتنبى قد اطلع على الكلمة بيت للعجاج ند" عن جامعى ديوانه 

(0) شرح العكترى - ١‏ ص 78 . 

(؟) راحع الوساطة ص 787 صن 48" . 

(” . 4) راسع الوساطة ص 747 ص 888 . 

( ه) الوساطه ص 2*7 


20 شرم العكترى ب ١‏ ص ٠.١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


وأشعاره . لآنا لا نستطيع القطع بأن كل ما رأيتاه من شعر للعجاج هو كل ما قاله 
العجاج من أشعار وقصائد . وعلى فرض ورود الكلمة قى شعر العجاج فإن ذلك 
لا يجعلتا نجزم بأصالها فى اللغة العربية . 

إذ من اللكائز -جد! أن يكون العجاج قد استعارها من لغة أخرى منتلك اللغات 
الى تسربت بعض مغفرداتها إلى اللغة العربية على الختللاف العصور . 

وما دامت الكلمة لم ترد ى أى من معاجمنا اللغوية السابقة بذانها ولا بعادتها 
وقد ذكر بعض علماثنا نسيها إلى لغة معينة . فإنًا إزاء ذلك كله نرى أن الكلمة 
أعجمية لا أصل لا فى لغة العرب واستعمال المتننى لما أو العجاج على فرض استعماله 
ها لا يصححح نسبها إلى اللغة العربية . ولا يعارض تتيع النقاد لها ومؤاخذته عليها . 

ول يطعن فى هذا ما ورد ق تاج العروس من قوله المسشسخسلية بفتح امم وسكوت 
الشين وفتح اللخاء المعحجمتين واللام والياء وآلخرها هاء أهمله اللتوهرى . قال الليث 
هى كلمة عراقية أى استعملها العراقيون فى لساتهم . قال المتنبى : 

بياض وجه يريك الشمس حالكة ودر لفظا يريك الدر محشليا 

وهى خرز أبيض يشا كل اللؤلؤ يخرج من البحر وهو أقل قيمة . وقال الواحدى 
فى شرح الديوان هو خحرز وليست بعربية ولكنه استعملها على ما .جرت به العادة 
ويروى مسشخليا وعما لغتان للنبط فها يشيه الدر من حجارة وليس بدر)''' . 

وذلك لآن قوله إمها كلمة عراقية لا يقطع يأصالها فى اللغة العربية إذ من اللخائز 
أن يكون العراقيون تداولوها فما بِيئهم يعد أن استعاروها من لغة النبط الذينكاقت تموج 
بهم كا تموج بغيرهم من الأجناس الأخرى قرى العراق وأمصاره متنذ اتمخذها 
العياسيون حاضرة لخلافنهم ومركزاً الحكمهم . على أنه نقل يعد ذلك أنها لغة نبطية 
وأن المتنى استعملها على ما جرت به العادة من استعارة "كلمات الأعاجم . وق ذلك 
ما يدعي رأى -جمهرة اللغويين من أنها كلمة غريبة ليست من لغة العرب ولا أصل لا 
ق الفصيح . 

على أن المتنى لم يستعمل لفظأ أععجمينًا فى ديوانه سوى هذا اللفظ ولم يذكر 


. 7١١ حصن‎ ١ < ثاح العروس‎ )١ ( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


*ه 
التقاد له لفظا أعجميئًا سواه» ولعل الضر ورة أبكأته إلى استعماله فارتكبها مسايرة 
لغيره من الشعراء . 

كما نقل صاحب الوساطة أيضاً نقد العلماء لقوله7١)‏ . 

فأرحام شعر يتصلن لدانه| 2 بأرحام مال هاتنى تتقطع 

فقد أنكروا عليه تشديد التون من لدن ععبى عتد . 

والحق أنا لم نجد هذه الصيغة فى أى من مصادرنا اللغوية . وهى القاموس الحيط 
وأساس البلاغة ولسان العرب وأقرب ا موارد ٠.‏ وبرغم تعرضهم جميعاً لمادتها فإنهم 
لم يذكروا مطلقآ تلك الصيغة الى جاء بها المتنى . 

فقد نقل صاحب لسان العرب لما أريع صيغ « قال ابن برى ذكر أبو على 
فى لدن أريع لغات. لدان" . ولندان” بإسكان الدال وحذف الضمة منها كحذفها 
من عضد ولّدان يإلقاء ضمة الدال على اللام » . وإندان" بحذف الضمة من الدال 
قلما التقا ساكنان فتحت الدال ع”؟) . 

بل إن صاحب أقرب الموارد ذكر من صيغها إحدى عشرة صيغة ليس منها 
ندانة بتشديد النون كا ذكرها المتتبى . 

وحيث قال » وقبها إحدى عشرة لغة لدان" . ولد" ككر . ولد" كذ ولدآ 
كقفا . ولدن" ولد ن" ولد'ن ولند'ن كجير . ولدان . ولد ولتدكى”*" و . 

و برغم هذه الكيرة من الصيغ الى أحصاها أقرب الموارد لهذه المادة فإنه لم يذ كر 
من بينها لدانله يضم الدال وتشديد النون اللى استعملها المتنبى . ولم يتعرض ها أيضاً 
أساس البلاغة ولا القاموس المحيط . 

ولسنا ندرى من أين سوغ المتنى لنفسه اجىء بها على هذه الصيغة حين إضاقها 
إلى ضمير الغائب . مع أن مقتضى القياس عدم التشديد . لأا وردت مضافة 
إلى ضمير الغيبة دون تضعيض مثل « وإن تك حسنة يضاعفها ويؤتمن لدنه أجرآ 

)١ (‏ الوساطة ص 7؟؟ 


( ؟') اسات العرب ج/ا! ص 7594 . 
(7) أقرب الموارد ب ا ص ١١78‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


/اه 
عظما(١)‏ » ومثل و لينذر يأسآ شديداً من لدنه 256 . 
ويرى ابن جتى أن استعمال هذه الصيغة خارج عن المعروف عند العرب وأن 
المتنبى قد تجاوز المألوف فى هذه الكلمة « قال أبو الفتح قوله لدنه فيه قبح وشناعة 
وليس هو معروقا فى كلام العرب . وليس يشدد إلا إذا كان فيه نون أخرى نحو 
لدنى ولدنا 0#6) . 
غير أن العكبرى مجهد أن مجد لهذه الكلمة ميرراً يقوى استعمال المتنى لا . 
فقأحياناً يرى أن باء المتكلم كهاء الغائب قى أن كلا منهما ضمير . وما دامت 
تلك النون قد ضوعفت لدى اتصاها بياء المتكلم ساغ لتا أن نضاعفها تلدى اتصاطًا 
بهاء الغائب المشابهة لما فى النوع . 
« وقد محتج لألى الطيب فيقال شبه بعض التحويين بعضها ببعض فكما يقال 
لدانى يقال لدانلّه حمل أحد الضمير ينعلى الآخر وإن لم يكن ف الماء ما يوجب 
الإدغام من زيادة نون قبلها0*) »و . ٠‏ 
ويقررأحيانا أن التون أشيه الحروف نحرق العلة . ولذلك فإنها تحتمل ما تحتمله 
من الزيادة » والتون أقرس الحروف إلى حرق العلة الواو والياء لأثنها تدغى فيهما وتيدل 
منها الآلف ف الوقف إذا كانت خفيفة نحو يا حرسى اضربا عنقه » وجعلت إعراباً 
ف الأفعال الخمسة نحو يقعلان وأخواتها . كنا جعلت إعرايا ف التثنية وابخمع وتحذف 
إذا كانت ساكنة لالتقاء الساكنين تى نحو اضرب الغلام يقتح الباء فلما حلت 
هذا المحل احتملت ما تحتمله من الزيادة »220 . 
وأحيانآ يحتج بقول الرجانى « لما كانت الاء خحفيفة والنون ساكتة وكان من 
حققها أن تتبين عند حروف الحلق حسن تشديدها لتظهر ظهوراً شافياً ») . 
وحن مع تسليمنا يوجاهة الأسانيد الى ساقها العكبرى من الناحية العقلية تأبى 
(؟) آية مرة + سورة الكهف . 
(*) شرح المكيرى ج ١‏ ص 0م78 
(#) شرح العكبرى ج ١‏ ص 0م” . 


() شرح العكيرى ب ١‏ ص 88“ . 
(5) شرح العكيرى ج اا ص 828 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مه 
أن تسلم يصحة قول المتنبى لدانّه . لآن اللغة لا تثبت بدليل منطق ولا بقياس 
عقلى . والدليل الذى لا يصل إليه الشك فى هذا انجال هو السماع . وما دام العرب 
لم ينطقوا بها مشددة النون لدىاتصاها بضمير الغائب فليس من حق المتنى أن يقول 
ما لم يقولوه . ويخاصة إذا وردت ف الفصيح غير مشددة فى أكثر من موضع من 
مواضع اتصالها بضمير الغيبة . كما بينا ى الايتين اللتين سقتاهما من قبل . ويأى 
العكيرى أن يدع المقام دون أن يلى بآخر دليل بمكن الاحتجاج به فيقول « ويحوز 
أن يكون ثقل النون ضرورة 2١7:6‏ . 

وبرغ أن للشاعر أن يأى فى الضرورة بما لا يجوز فى السعة . فإن العكيرى 
لم مدنا يشاهد واحد شددت فيه نون لدن ضرورة عند اتصالها بضمير الغيبة . ْم نجد 
ذلك أيضاً فيا ذكره النقاد من أنواع الضرورات''2 وبدذلك فإنا مع ابن جى وغيره 

من النقاد الذين مجحدون أن المتنبى قد خرج فى هذه الكلمة عن مألوف العرب 
ا جروا عليه فى استعمام ها : 

م« اللخطأ فى استعمال كلمة الشائل . فقد تعقب اين جبى قوله : 

فلقين كس راد يسنية ومصيوحة " لين الشائل د 

فالشائل هى الناقة الى تشول بذنيها للقاح. ولا لبن لما أصلا والخمع شاول مثل 
رأ كعم وركخ . 

والشائلة من الإبل الى ألى عليبا من حملها أو وضعها سبعة أشبر فخف لبها 
والجمع شوال” ؛(4) , 

وقد اختلط الأمر على الشاعر فاستعمل الشائل فى مقام الشائلة إذ هى مقصوده 
لأنبا ذات اللبن مخلاف الشائل فإنها لا ليبن لما أصلا وقد يبه إلى ذلك ابن جبى 
قال أبو الفتحسألته عن هذا فقلت له الشائل لا لبن لما . وإنما الى لما بقية من لبن 


2000 شرم العكيرى ب ١‏ ص 07مم, 

( ؟) انظر الضرائر 14١10‏ -92). 

(©) لين - قايلن . الرديدة ع القناة المنسوية إلى الرديه وهى امرآأة كانت تقوم الرماح والمعى 
قايلت جيوس عدوه كل رمح قوى سقف وكل فريس كرب يسرب صياحاً لين التوق لكرمه والاعتزاز به . 
والييت بالديوان . 

220 أسان العرب + ” ١‏ صن 558 والقاموس ب ص 25٠0‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


هه 

يقال لا الشائلة بالحاء . فقال أردت الماء وحذفا0 2١‏ » . 

غير أنا نرى أن هذا الحذف أخل ,راد المتنى وتِقل الكلمة من معبى إنى معبى 
م يقتصده الشاعر . ولا يصلح هذا المقام . 

ونحن من جانينا نرى أن كل حذف يؤدى إلى مثل ذلك الخلط بين الكلمات 
ومعانيها اختلفة يحب على المتكلى شاعراً كان أم نائراً أن يتجنبه . حى لا يضل الناس 
ق فهم مقصوده . حيما يتفهمون المعبى طيقاآ لمدلول اللفظ الذى أمامهم دون أن 
يتنبهوا لمراد المتكلى . لأنا نفهم ما قال . لا ما أراد أن يقول . 

وإذا كنا قد سلمنا لم جما تعقبوا الشاعر قيه فى الشواهد السابقة . فإنا نجد الحق 
فى جانب المتتى فيا بى من الشواهد الى ساقوها مستدلين بها على خطته فى اللغة 
وخر ويجه عن مقاييسها . 

وسنعرض هذه الشواهد مبيتين رأيهم فييا . والأسس الى استندوا إليها فن 
الأبيات الى استوقفت التقاد قوله . 

أمحاد أم سداس فى ألنحاد ليلتنا المنوطة بالتتاد!؟) 

فقد تعددت مالخد التقاد فى هذا البيت وكرت مناقشهم فيه . وتعرضوا فيه 
لوجوه من الطعن . سنقتصر هنا على ما يدخل فى صمم البحوث اللغوية دون 
ما عذاها مما يدخخل فى دراسة الأدياء : 

١ (‏ ) وأول ما أححذ عليه قوله سداس . فقد تقل صاحب الوساطة قولم « إنما 
غير مروية عن العرب . و[نما ورد علهم أحاد وثناء وثّلاث ورباع وعشار وهذه 
معدولات لا يتجاوز بها السماع . ولا يسوغ فيها القياس7'' : . 

( ب ) ومها أنه أقام أحاد وسداس معام واحد وستة . والعرب إنما عدلوا يه عن 
واحد واحد واثتين اثنين . ولذلك لا يقولون للاثتين وإلثلاثة هذا ثناء وهذا ثلاث 





. ”# ص‎ ١ سرح العكيرى ب‎ )١( 

( ؟) الددوان ص 4ه المتوطة > المتعلقة التناد - يوم الحشر مستقل الشاعر ليلته ويسائل نفسه 
سؤال ألبرم ااعآلم قائلا أللة وا-مدة تللك أم كثرة من الليالى تلك اشلة الى طالمت على حى غلتثها متصلة بليلة 
ال مشر . 

0) الوساطة ص 0 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 
وإتما يقولون جاء القوم أحاد ومثنى وثلاث أى واحداآ واحدا واثنين اثتين وثلاثة 
ثلخثة 2١7‏ . 

فكاأنهم عابوا عليه استعمال صيقغة لم تويجد ىق كلام العرب . وهى كلمة 
سداس . 

وعابوا عليه استعماله لا والأحاد بمعبى واحد وستة . وذلك خخلاف المدلول الأصيل 
لتلك الصيغة ولذلك نجد الصاحب ابن عباد ينبرى للبيت بروح ساخرة مبكمة 
فى قوله . 

« ومن حيون قصائده الى تحير الأفهام وتفوت الأوهام وتجمع من المساب 

ما لاا يدرك بالارماطيى وبالأعداد الموضوعة قوله . 

أحاد أم سداس فى أحاد ع ا ل ا ل 0 

فهذا كلام الحكل ورطانة الزط . وما ظنك مدوح قد تشمر للسماع من مادحه 
فصلك مععه يبذه الألفاظ الملفوظة والمعاتى المنبوذة »(؟) . 

ويعقب العكيرى على البيت بقوله « والمشهور أن هذا البناء لا يكون إلا إلى 
الأربعة نحو أحاد وثناء وثْلاث ورياع . وربما جاء ف الشاذ إلى عشار "7٠‏ 
أما صاحب لسان العرب فإنه يقطع « أن العرب وقفت يبهذا الوزن عند كلمة 
)عم 
أما 7 الكلمة لم توجد ى كلام العرب فقد جاب المتتى عبا بقوله و أنه قد 

عن العرب حماس وسداس إلى عشار حكاه أبو عمرو الشيبانى وابن السكيت . 
0 أيو حاتم فى كتاب الإبل »2*0 . 

ويؤيد ابن جبى رواية المتنبى بقوله « والمشبور علهم أن هذا البناء لا يجاوز يه 
الأربعة نحو أنحاد وثناء وثلاث ورباع . ورآيت أبا حاتم قد حكى ى كتاب الإبل 
أنه يقال أحاد إلى عشار 8»6*) . 

)1١ (‏ الوساطة ص *لا . 

(؟) الكشف عن مساوئ شعر المتدى ص 7١‏ 

(؟!) شرح العكيرى ب اا ص 7١8‏ . 

( # ) لسات' العرب جد ص 7407 . 


( ه ) الساطة ص 7894 . 
(0) شرح ابن حجى ص ١٠١7‏ 


رباع 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


55 


ثم إن كلمة سداس قد وردت ف الشعر فى قول الشاعر . 
ضربت خاس ضربة عبشمى أدار سداس ألا يستقما(١)‏ 
وبذلك نجد أن الكلمة موجودة ف اللغة وأمبا وردت عن العرب . وإن كانت 
غير مشهورة اشهار أخواتها أحاد وثناء وثلاث ورياع . 
أما أنه خرج يهما عن مدليفما الأصلى . وهو إفادة معى التكرير . وأنه قصد 
بهما معبى واحد وست . ققد نقل صاحب الوساطة أن العرب تكلمت يها على معى 
الأعداد المفردة . واحد وست مما لا مدخل فيه للتكرير”؟) . 
وبذلك سم استعمال المتنبى لما من الناحية اللغوية سواء من حيث وجودها أم من 
حيث دلالبا على معبى الأعداد المفردة . 
أما أمبا نادرة وغير مشهورة عبهم وأن دلالها على معبى الأعداد المفردة على 
خلاف المعهود فى مدلول هذه الصيغ . فإن ذلك لا يطعن قى عصبها بعد أن نقلنا 
آراء العلماء قبا » وإن نال من قفصاحها . 
والحق أن المتننبى جر على نفسه هنا ما كان فى غنى عنه . وأحوج نقفسه إلى 
تلمس روايات غير مشهورة عن العرب ولم تسعد بكارة الاستعمال » ولو أنا ى 
معرض يكتى فيه ,بمجرد السلامة اللغوية لحان اللحطب وخحف الأمر . ولكنا ى مقام 
يتطلب فى الألفاظ أمورا أبعد عن الصحة والسلامة . وهى مدار الحمال فى الكلمات 
والأساليب . وإن كنا نستبى الكلام فى ذلك إلى حين -حديثنا عن الاتجاه الأسلونى 
فأ يعد . 
هما يتقل صاحب الوساطة رد اللغويين لقوله . 
فددى من" على الغبتراءر أوفم أن طذاالأنىالماجدالخائدالقَرم 5 
فقد تقل عنّهم قوله «لم يحك عن العرب اللحائد . وإتما حكى عمهم رجل جواد 
وفرس جواد 6'*) . 
)١(‏ الساطة ص 74٠‏ عبشمى نسية إلى عبد شمس بقول ضر يت هذه المماعة ضر بة قوية جعلت 
غيرها بولى الأديار ولا يصمد فى مويف القعال والتزال . 
( ؟) الوساطة ص ٠‏ ه” . 
( ؟) الوساطة ص “6٠‏ . 
( 4 ) الديوان ص لاه الغبراء ح- الأرض والقرم السيد الماجد والمى أن كل من تقلهم الأرض 
وأوطم المتدى ذداء لهذا الممدوح العظم . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


+9 

والحق أن عدم ورود الصيغة عن العرب لا يطعن فى استعمال المتننى لما . لآن 
هذا الباب يستغبى فيه بالقياس عن السماع لاطراده واتساق أمره على الاعتدال!')2 . 

فالكلمة امم فاعل من فعل ثلانى هو جاد يجود من باب قال يقول”"' وامسم 
الفاعل من الثلانى الجرد يأ على فاع ل يكثرة فى فعل بالفتح متعدياً كان أو لازما”) 

ولا كانت عين الفعل واوا انقلبت ق الماضى إلى الألف لتحركها وانفتاس (؟) 
ما قبلها استلزم ذلك قلبها فى اسم الفاعل إلى الحمزة نحو قائل وبائع *2 . 

وعلى ذلك فكلمة جائد اسم فاعل قياسى . وقد خضعت لكل ما يحتمه القياس 
فيبا من حيث التصريف و«الإبدال . 

وعلى ذلك فكلمة ستدها القيامى الذى يبرر استعمال الشاعر لا . وإث لم ترد 
صيغها عن العرب 1 لعدم توقف مثل ذلك عل السماع 

ها تقل صاحب الوساطة رد اللغويين لقوله . 

شديد البعد من شرب الشسمول22 ترتج الحند أو طلم الندخيل (5) 

فقد نقل تعقيبهم على البيت قائلا « قالوا المعروف من العرب الأترج . 
والرنج » ثما يغلط فبه العامة »(") . 

غير أن من اللغويين من رواها ولم يسقطها إلى حد العامية . فد حكى أبوعبيدة 
« ترنجة وترنج ,(4) , 

وعلى هذه الرواية فلمول المتننبى سند من الصحيح . وإن كان غير متواتر بين 
اللغويين . إلا أنه سند على كل حال . 

ومثل ذلك أيضاً موقفهم من قوله : 

. "ه٠ الوساطة ص‎ 2١ 

2 المصباح المتير ص ا21©١‏ . 

( م ) متثار المسالك ج ؟ ص م7 . 

( 6 ) منتار المسالك ج لاص 59" . 

(») مثار المسالك بج ؟ ص 04” . 

)١ (‏ الديوان ص 98١‏ الشمول > الحمر . ترج - كمر ذو رائحة طيبة والمعى أن مجلسلك يعيد من 
أن تشرب فيه الخمر وما أحضرت الأترج وطلع الدخيل حى يكون مجحلسك مشتملا على كل أنواع الطيب ‏ 

60 أليساطة ص ٠‏ و” . 

(م+) لسات العرب جد" ص ٠غ‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 


ليس التتعكل” بالآمال من أربى 22 ولا القدوع بضنك العيش من شيمى ١١‏ 
ققد نقل صاحب الوساطة عن اللغويين قولم ‏ أن القتوع خط وها مي 
القناعة 6(؟2 . 
والحق هنا أيضاً ىجانب المتننى . وف المعاجم ما يضافره ويسائده لآن « القنوع 
بالضم السؤال والتذلل 206 حقنًا كنا قرروا . ولكن من معانيها أيضا « الرضا 
بالقسم ه*) , 
وقد ورد من أمثالم قوم 0 خير الغنى القنوع . وشر الفقر االحضوع .(20. 
<< مسلم أن مرادهم خير الغنى السؤال والتذلل . بل إن ذلك عكس الراد 
عتما 
وعلى ذلك فعبي المثل نخير الغغى الرضا . وهو المعبى اللغهى نفسه لكلمة القنوع 1 
ها ذكرت المعاجم . وما استعملها المتننى . 
وقد رويت الصيغة ععبى الرضا عند غير واحد من اللغويين . 
« قال ابن السكيت ومن العرب من يجيز القنوع عععى القناعة » 
« وقد استعمل القنوع فى الرضا وهى قليئة حكاها ابن جى » وأنشد . 
أيذهب مال الله فى غير حقه ونعطش قى أطلا ونجوع 
أنرضى بهذا منكم ليس غيره - ويقتعتنا ما ليس فيه قتوع 
وأنشد أيضاً - 
وقالوا قد زهدت فقلت كلا ولكى أعز فى القنوع (56) 
فالصيغة أساتيدها اللغوية الى تقوى استعمال المتنى لها . وتصحح استعماله لما 
بمعبى الرضا . 
ونحن نفهم من روايات اللغويين الى بين أيدينا أن استعمال القنوع بمعنى 
)١( 0‏ الديوان ص 4؟ والممنى أقا لا اعيش وراء الأوهام ولا أرضى بالقليل . 
( ؟) الوساطة ص 744 . 
(7) القاموس >" صن لام . 
( 4 ) القاموس ب ”م ص 0م . 
( ه ) القاموس جب“ صن /الم ‏ 


(5) لسات العرب ب ٠١‏ ص ١١1١‏ . 
( 07 ) لسان اأعرب ب ٠١‏ ص ١77‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5 
الرضا قليل . ولكن ذلك لا يجعلنا تخطرء استعمالامها فى ذلك المعبى ففرق بين 
اللحطأ والقليل ‏ 

على أن الرواية بالديوان7١) ‏ 

ولا القناعة بالإاقلال من شيمى 

وعلى تلك الرواية يسم البيت من النقد والتجريح . 

ويعد العكيرى من أخطاء المتني اللغوية كلمة لسقيان بضم اللام ى قوله : 

تريدين لَقَيان المعالى رخيصة” ولابد” دون وما 0" 

فيراه يمول « الروأيةالمشهورة أقيان ندم اللام , وقك حطى أبو الطيب قبه ©(؟ 

والحق أن أبا الطيب لم يخطئ . والخخطى هو العكيرى . لأن المعاجم نقلتاللقيان 
بضم اللام مصدراً للبى . فى لساتن العرب . 

ولى فلا نفلانا لقاء ولقاءة" بالمد. ولقي ولقياناً بالتشديد. ولشقيانآً ولقسيانا”*)0. 

ولسنا ندرى علام استند العكبرى فى هذا الحكم . وإن كنا نقطع أن الكلمة 
مومجودة واستعمال المتنى ها استعمال صحيح على ما روته المعاجم . 

ومن مآحذ اللغويين عليه أيضآ فا رواه اللترجالى جمع يوق على يوقات 
ق قوله : 

إذا كان يعض الناس سيفاً لدولة 2 فى الثاس بوقات لما وطيول7*) 

فقالوا إن جمع بوق على بوقات خطأ . وإنما يجمع باب فَعئل على أفعال فى أدق 
العدد مثله قفل وأققال وعود وأعواد »(4 

ويبدو أن أبا الطيب ووجه يخطتئه فى هذا المع وأجاب عنه يأنه جمع سماعى 
ولى يسمع له جمع بغير التاء ه وسثل أبو الطيب عن ذلك فقال هذا الاسم مولد 
لم يسمع واحده إلا هكذا . ولا لجمعه يغير التاء و[تما 'هو مثل حمام وحمامات 


)١ (‏ الدنوانت حى 524 . 

)2 الديوانب ص 8م" . 

() مرح العكيرىج ؟ ص١٠‏ . 
( 4) الوساطة ص 98" . 

( © ) الديوآان ص . 

( ) الوساطة ص 78 2 








مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


هم > 


وساباط وساباطات . سائر ما «جمعوه من المدذاكر « بالتاء »"'2 . 

فأبو الطيب يحيلنا على مصدر له خخطره واعتباره فى هذا المجال وهو السماع 
ورعا كان المتتبى قد ممعها ووعاها ثم استعملها محتذياً العط الذى سمعها عليه 
ونحن نعلم أن كثيرآ من العلماء يسلمون له العلى باللغة . كنا مر ينا منق قليل . 

ويقتضى التحقيق فى هذا المقام أن نقول . إنا لا نستطيع الفسلك بالقوانيت 
القياسية عند ورود السماع عن العرب . لأنها مقاييس ترشدنا إلى وجه الحق عند 
فقد السماع . فإت وردت الكلمة #ماعية آمنا يها واتيعناها واستعملتاها وإن خخالقت 
ما يقتضيه القياس . 

وبرغم أنا لم نجد لتلك الكلمة استعمالا آخر وردت فيه بصيغة جمع الإناث 
كنا وردت عن المتتبى . فإنا لا نستطيع القدح فى رواية المتنى السابقة . لأنه 
أقرب إلى العرب عهدا وأآشد بهم خلطة وأكثر معاشرة وأدنى سببآ . ولأنه حفظ 
فهو حجة على من لم يحفظ . 

على أن من معاجمنا اللغوية من يزكى المتنبى فى ورود هذا الجمع - يوقات -- 
وإن كات يعارضه ى قوله ولم يسمع واحده إلا هكذا ولا جمعه بغير التاء و”'2 . 

فى محيط المحيط نجد قوله « والبوق شىء مجوف مستطيل ينفخ فيه ويزمر وأنشد 
الأصمعى زمر النصارى زمرت فى البوق . ج أبواق وبيقان وبوقات 06 . 

وعلى ذلك فقد وردت كلمة بوقات جمعا لبوق إلا أنها ليست باللجمع الوحيد 
لمذه الكلمة كا قرر المتنى . 

وحن لا يعنينا أن يكون دناك جمح آخر لحذه الكلمة أولا يكون. إنما الذى 
يهمنا أنه قد ورد من جموعها كلمة بوقات الى استعملها المتنى وقرر أنه جمع 
سماعى لما . وتعقبه فيه التقاد . 

كنا ورد قى المصباح المثير « البوق بالضم معروف . والجمع بوقات وبيقات 
بالكسر”*) وتضافر تلك الرواية رواية محيط المحيط . وت2ا المصدران الوحيدان 


)١ (‏ الوساطة ص 8+ 7 2 

20 الوساطة ص مام 

( *©) حيط الحيط ج ١‏ ص ١47‏ . 
( 4 ) المصياح لمثير حجن 1ه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5 
اللذان تعرضا الجمع هذه الكلمة من بين مصادرنا اللغوية الوفيرة »7') . 

أما ما عدا ذلك من المعاجى فقد عرض للكلمة وما تفيده من معبى ولم يذكر 
لما بجمعاً مسموعاً ولا مقيسا . 

وبذلك نشهى من هذا الحلف بين المتنى والمعترضين عليه من اللغويين إلى أن 
الجهة منفكة بينهما . فهم يحتجون عليه على أساس من القوانين القياسية والمقاييس 
الصرفية بيها يستئد المتتبى إلى السماع عن العرب . وهو مستند لا تثال منه مققاييس 
الصرفيين وقوانين اللغويين . ولا سيا أن من المعاجى من قال به مدعماً استعمال المتتنتى 
وروأيته . 

ما ينقل العكيرى عن ابن القطاع غلط المتنى ق قوله : 

العارض" المتن” بن العارض المّمن_2002 بن العارض المئن بنالعارض المتن (؟) 

فيقول : « وقال ابن القطاع غلط المتنبى فى هذا البيت وكرر غلطه أريع مرات 
المئن . ول يذكره أحد من جميع الرواة حبى نبهت عليه »20 . 

والعجب أن يسرع الناقدان بالمدكم باللحطأ فما لا خطأ فيه . 

لآن اسم الفاعل وإن كان من هنن هاتن كا قرراه . فإن المتن” الذى كرره 
المتنبى أربع مرات. لم يأت به على خلاف ما تسمح يه مقاييس اللغة يل إنه من 
أسيرها ذكرا . وأعمها دلالة(؟) , 

فلفظ هتن" بوزن فعل . إحدى صيغ المبالغة المشهورة الى يوت يبا للدلالة 
على أن الموصوف مكثر من فعل مدلونها . وعلى وزنها جاء قولم . 

أتانى أنهم مون عرضى 0 جحاش الكرملين لم قديد”"» 

)١(‏ رجعنا ى ذلك أبضاً إلى تاج العروس ب + ص 801١‏ وتاج اللغة ب + ص 7١‏ والقاموس 
وأساس اليلاقة وأقرب الموارد ولسات العرب 5 

0») الددوان ص ١77‏ والعارض ع السحاب . اين ع الكتير . 

(*) شرح العكيرى ج 7 ص 471١‏ . 

( 4 ) منار السالك ص 1١١‏ جد ؟. 

( ه ) مزقون جمع مزق ميالغة ى مازقٌ وهو من المزْق وهو الشق . واالححاش جمع جحش وهو الصغير 
كلك ١‏ لممحوش : 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1 


9و 

حذر أمور؛ لا تضير وخائف ها ليس ينلجيه من اترحمن 

فلم خرج المتنى عن المقاييس المتعارفة ى صيخ الما لخة الى هى هدقه 
ومرماه ى هذا البيت . 

فلا خط إذن فيا قاله الشاعر . ما دامت المادة موجودة ى اللغة والصيعة 
مقررة قى استعمالاها . 

يما بمكن أن يندرج تحت ذلك أيضاً استتكارهم قوله . 

عوابس حلى يابس" الاء حوّمها ‏ فهن على أوساطها كامناطق 

ققد نقل صاحب الوساطة استنكارهى وصف الماء ييايس١١)‏ . 

والحق هنا مع المتنبى أيضاً . فهو لا يقصد بالماء ذلك العذب السائغ للشاربين 
حبى يفسده الوصف باليابس كا تودم المستنكرون . ولكنه يقصد به العرق الذى 
تنضحه جلود الخحيول . 

ومن المسلم به أنه لن يكون ف رقة الماء الطبيعى ومن ثم صح وصقه باليايبس. 

على أن المعاجى ذكرت هذا الوصف صراحة للماء الذى تنضحه اللخلود . 

ويبيس الماءالعرق . وقيل العرق إذاجف . قال يشربن ألى حازم يصف خيلا : 

تراها من يبيس الماء شبأبآ - مخالط درة منها غرار”'ا 

فليست كلمة الماء هنا وعند المتنى مستعملة فى معتاها الأصلى ولكلها مستعارة 
للعرق ومن ثم صح وصفها باليابس كا ذكره الشعراء وكنا روت المعاجم على لاف 
ما رأينا من بعض النقاد حيال ألى الطيب . 

هذه هى أنواع مآخذهم على مفردات المتنى . وهى من القلة بحيث لا تضع 
من فنه . ولا تنال من علمه . 

على أن بعض ما ذكروه من المأخذ لم يسلل حم . وكان الحق فيها فى جانب 
المتنى إما استناداً إل السماع الذىاستند إليه أو إلى القياس كنا بينا فى سيا قا خديث . 





)١(‏ الساطة ص هه والمعى أتتهم الخيل كالحة من المهد وقد جف العرق على حزمها فأديض 
قصارت الخزم كالمتاطق المفضضة . 

(؟) لسان العرب ب م ص 4 4 ١‏ و«الغرار انقطاع الدر أى أن العرق لف على جسمها فكساها لوقا 
أبيض كالدر تتخلله أجزاء من جسمها ضااية من الياض لعدم جقاف العرق عليه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


”4 


المحذ التحوية 


1 التصب بأن المحذوفة : 
يتفق اليصريون والكوفيون على أن هناك مواضع يحوز فيها النصب بيأن مضمرة 
وأحرى يحب فيبا إضار أن وإبقاء عملها . 
كنا يتفقان على أن حدذف أن من الأسلوب ممكن . وهنا يحم البصريون رفع 
الفعل لزوال سبيه . والكوفيون يحيزون الرفع لآنه الأصل أو النصب لورود السماع 
به عن العرب . مثل تسمع بالمعيدى خخير من أن تراه 1 محف اللص قبل يأححدتك 
أى أنبم يقيسون على هذين المثالين . اللذين جعلهما اليصريون أمثلة سماعية تحفظ 
ولا يقاس عليها”'). 
وقد ورد عن المتنى أبيات متصو بة يأن المحذوفة دون علة تجيز إضيارها أو 
توجبه . حصرها العكبرى ىق الآبيات الا تية : 
توقه فى ها شئت تَبِْلُوه ‏ فكن معاديه أو كن له نشتبا(؟) 
فتبلوه منصوب بإغمار أن7') وقوله : 
وكلما لقّى الدينار صاحيه فى ملكه اقترقا منقبل يصط حي (4) 
و حذف النون من فعل الاثتين لأنه حذف أن وأعملها على مذهيه”*) وقوله 
مشاء” عتعها تكلم دلها تيا و عئعها الماع تمسيا7؟ ) 
أراد أن تتكلم وأن كيس فحدذف أن وأعملها9) . 
( ١غ‏ انغتر ذلك كله الأشموق ج 7 ص 7٠١ ٠‏ والتصر دح + 7 ص 6غ 7 والاتصاف ى مسائل 
الحللاف صن لام . 
( ؟) الدبوان ص 7١‏ بصفه بالشجاعة والكرم . 
(*) شرح العكيرى ب ١‏ صن ول . 
( ع ) الديوات ص ١ا”7‏ . 
( ه ) شرح العكيرى ج ١‏ ص 7*2" 


0ي»:غع0 شرح المكبر ى ج ١‏ ص و5" 1 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


584 


وقوله : 
وقبل درى من بجودة » ما رأبته ويسمع فيه ما سمعت من العالى'ل )١(‏ 
حيثث نتصب درى وشحم بأن احذوفة(؟١ ٠‏ 
ويجعل العكيرى من هذا القييل قول المتتى : 
أحبك أو يقولوا جر تمل" ثبعاً وابن” إبراهم ريعا<" 
ويعقب العكبرى على البيت بقرله نقلا عن ألى الفتح . 
قال أبو الفتح إلى أن يقولوا فحذف أن وأعملها وهذا على مذهينا”؟) . 
ومن حق العكبرى وأنى الفتح أن يخرجا البيت على المذهب الذى يدينان به 
من بين مذاهب التحاة . 
ولكنا هنا نقول : 
إن النحويين يتفقون على النصب بأن مضمرة وجوبا بعد أو إذا صلح ى 
موضعها ححبى 7*) أى المرادفة إلى فى المعبى ‏ كنا فى قولٍ الشاعر : 
لأسنتسهلن الصعب أو أدرله الى فا انقادت الآمال إلا صابر 57) 
وإلى ذلك أشار ابن مالك بقوله - 
كذاك بعد أو إذا يصلح فى موضعها حبى أو إلى أن خى 
كنا قرر العكبرى وابن جبى ولكنه يستند إلى الأصل العام الذى اتفق عليه التحويون 
ق إضمار أن وإبقاء عملها . وبذلك فإنا لانوافق العكبرى على جعله البيت من تلك 
الآبيات الى سجاء مها الشاعر استنادآ إلى مذهب قومه وشيوخه من الكوفيين يبدم , 
كا ينهم من قول ابن سجبى . وهذا على مذهبنا("' لآنا لسنا فى حاجة إلى تخريحه 
على مذهب الكوفيين وحده, . ما دامت قوانين النحاة عموما تتفق على ذلك . 
)١(‏ الدبوات ص 7١٠7‏ . (؟) شرح العكبرى ج ؟ ص م4 . 
( *) الديوان ص 4 5 وثبير جبل بظاهر مكة وابن إيراهيم هو على بن إبراهي التنوخى . 
( 4) شرح المكبرى ب ١ا‏ ص ه6و”م 
() الأشمونى - ما ص ه١١‏ والتصر يح ب 7 ص 40 8 ومتار السالك ب ؟ ص 7١#‏ . 
( 06 يتحدس الشاعر عما اعنزمه من المثابرة على خوض مشاق الياة ثابتاً حبى بصل إلى ما يتمئاه 
معطلا داك يأن الآمال لا يناما إلا كل صاير مجاهد 
0ب شرح العكبرى ب ١‏ ص ه٠9‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


د /؟ 

فظاهر من هذه الأبيات ‏ ومن تخريج العكبرى لها وتعقيبه علببا بقوله نقلا 
عن أنى الفتح و حذف أن وأعملها . وهذا على مذهبنا » أن المتنى لم يتعسف يقواعد 
النئحاة جملة . ولكته احتذى مذهب قيممه الذين عامرم وشب بين ظهرانيهم 
وتعلم أول ما تعلم على أيديهم . 


؟" ‏ إعمال 0 العاملة عمل ليبس فق المعارف : 

ويساير الرجل الكوفيين أيضاً فى إعمال لا عمل ليس ف المعارف . وعلى مذهبهم 
جاء قوله : 
إذا اللحود مم يرزق خلاصاً من الأذى فلا الحمد مكسوياآً ولاالمال باقنا(١)‏ 

وذلك لأن الكوفيين لا يشترطون لعمل لا عمل ليس تنكير معموليبا”2 الذى 
حتمه البصريون وبناء على ذلك يعد اليصريون البيت نادرا”؟) . 

والحقيقة أن من النحويين من لم يشترط هذا الشرط كابن جى وابن الشجرى 
وعلى رأيهما صح قول النابغة . 

وحلتَ سواد القتلي لا أنا باغيا سواها ولا عن -حها متراخخيا(؟) 

كا ورد عن سيبويه ما زيد ذاهيا ولا أحوه قاعدا 1 

وإذا أسعف التحاة التأويل” فى كلام سيبويه على أن لازائدة والاسمان تايعان 
لعمول ما!؟) فإن ذلك التأويل لا يسعفهم فى قول النائغة ‏ 

وعلى ذلك لا يصح حمل كلام المتنبى على الندرة أو الشدوذ . ما دام جارياً 
عل مذدهصب أغغه مسموور ين وم تبحأة الكوفة وعلماؤها ومن سايرهم من غير تمحأام 
الكوفة كسيبويه الذى نقلتا عنه قوله ما زيد ذاهياً ولا أخوه قاعدا وقيه يعمل لا عمل 
ليس فى اسم معرف على خلاف ما قرر البصريون . 


. 4 الديوات ص‎ )١( 

( ؟و *) انطر مغى اللييب ب ١‏ ص ١56‏ والتصريح ب ١‏ ص ١55‏ والأشمونى ب ١١اص .١18١‏ 
( 4 ) أنظر معى اللبيب - ١‏ ص 1١95‏ . 

( ه) النصريح عل اللوضح < ١‏ ص ١594‏ . 

(>) التصر بح على التوضاءح -< ١ا‏ ص ١55‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


7١ 


الفصل بين المتضايفين : 

وقد ذ كر صاحب الوساطة أمهم أحذوا عليه قوله ٠‏ 

حملت إليه من ثناى حديقة سقاهااحجىسةىالرياض السحائب 

حيث فصل بين المضاف والمضاف إليه بكلمة الرياض(١).‏ 

والحقيقة أن البجل لا يستحق المؤاخحذة هنا أيضا . لأن الكوفيين يبيحون الفصل 
بين المتضايفين فى السعة”') فى مسائل ثلاث : 

أولاها ما إذا كان المضاف اسما يشبه الفعل والفاصل بيئهما معمول المضاف . 
والقصل هنا بكلمة الرياض وهى مفعول به للمصدر المضاف إلى فاعله . 

قالفصل بين المتضايفين ليس فصلا يغرب عنهما كل الغرابة ولكن بثيوىء 
له بهما صلة ووشيجة . ولذلك أجازه الكوفيون”؟). 

وإذا كان اليصريون لا يقرون ذلك ف السعة . ويجوزونه قى الضرورة”*2) كا 
فى ذلك البييت . فإنا نرى أن الشاعر لم يستند إلى إجازة البصريين ذلك ضرورة 
ولكنه جاء يبيته مسايراً مذهب قومه الذين علموه وخرجوه على أيديهم 


- العطف على ضمير الرفع المتصل : 
القاعدة أنه مبى عطفنا على ضمير رفع متصل مستثراً كان أو يارزآ فصلنا 
بينهما بالضمير المنفصل مثل لقد ٠‏ كثثم أنتم وآباؤكر ٠‏ أو بغيره من الفواصل 
كا مفعول به فى « يدخخلوها من صلح »؛ . 
وقد يأتى بلا فصل فى النظم . اق قول القائل - 
وجا الأخيطل' من سفاهة رأبه ما لم يكن وأب له لينالا 
وقول الا خر 
قلت إذ أقبلت وزهر تهادى كتاج الفلا تعمسقفن” رملا 
والبصريون على أن ذلك ضعيف برغم جوازه « وأجازه الكوفيون بلا ضعف 
(1) الساطة ص 46م 2 000 


(؟) التصر دم على الوضيح ب ١‏ ص 0ه . والأسموق ب 7 ص 1107 
( ”و *) المراجم السابقة . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ف 
قياسآ على البيدل نحو أعجيتى جمالك »(0). 

وقد وردت عن المتنبى أبيات من هذا القبيل عطف فيها على الضمير المرفوع 
المتصل دون فصل بالضمير المنفصل أو غيره من الفواصل . وقد جمع العكبرى 
من ذللك الشواهد الآ تبة : 
(١‏ رضينا والدمستق غير راض با حكم القواضب و«الوشيج ١!‏ 
فالدمستق عطف على الضمير المرفوع المتصل برضينا ولا يوجد بينهما فاصل "١‏ 
ويبدو أن الأمر التبس عل العكيرى فى هذا المقام فجعل الواو عاطفة والدمستق 
معطوفاً على الضمير المتصل فى رضينا . وخرج البي ت على أنه أحدما ساير فيه المتنى 
مذهب الكوفيين . 

والحق أن البيت لا يحتاج إلى هذا التأويل والتخريج . وليست الواو هنا 
عاطفة . ولكنها واو الخال والدمستق مبتدأ وغير راض خيره والحملة حالية أى رضينا 
بما حكمت به السيوف والرماح الى حكمت باتنتصارنا ى تلك المعركة . فى حالة 
عم رضاء الدمستق الذى دارت به وبيقومه الدائرة وحلت جم الهزبمة . وعلى ذلاتك 
لاا داعى مطلقا لافتراض ما افرضه العكبرى من جعل البيت من قبيل العطف 
على الضمير المرفوع المتصل دون توكيد ولا لتخريجه على مدهب الكوفيين الذين 


بحيز ون دللك . 
مب وتما أحصاه العكيرى من ذلك أيضاً قوله : 
مصى و يموه وانفردت بفضلهم وألف إذا 7 موقي ؛ وأحد قسراد )2 


ققد عطف يتوة على الضصمير المستر ق مضى ** أ وقوله : 
مياعدن 75 تمع" ووصله قكيم 2 ---- م مع - وصدك )3 


)9١ (‏ حاشية الصبان على لأشموفى بج 7 ص 77 . 

( ؟) ادىبوات ص 80 . 

(م) اتظر سرح العكيرى ب ١‏ ص 1١494‏ . 

( 4 ) الديوات ص ١٠5‏ بمدم تمحمد بن سيار :أنه ورث خصال أبيه وإخوته فصفات الحد فهم تابتة 
الدعاتم و بذلك فإنه خرد حوى مزايا رجال عديد ن . 

( ه) انظر شرح العكيرى جح ١‏ ص 785 . 

() الديوان ص 7# يقول إذا كانت الأدام تياعد بين المتواصلين فكيف ذرجو مها أن تغرب ين 
المهاجر دن . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


إرف 


فوصله وصده معطوفان على الضمير ق مجتمعن من غير توكيد('2 معقباً على 
كل مها يقوله وهو جائز عندنا ومتعه أهل اليصرة!'2. 

وقد مر ينا أن البصريين لا بمنعون ذلك مطلقا ولكتهم يجيزونه بالشعر على 
ضعف بيما الكوفيون لا يرون فيه ضعمفا وإلى ذلك يشير ابن مالك بقوله : 
وإن على ضمير رفم متصل عطفت فاقصل بالضمير المنتقصل 
أو فاصل ما ويلا فصل يرد فى النظلىم فاشياً وضعفه اعتقد 

وعلى ذلك لا مجال لمؤاخذة المتننى فى هذا الموضع أيضآ حتى على رأى البصريين 
الذين سلموا بورود ذلك عن العرب ثم جعلوه ضعيفاً . 

ولسنا نفهم سر حك, ابن مالك على هذه القاعدة بالضعف مح قوله 9 فاشيا ) 
ادام ذلك فاشيآ فى كلام العرب وهو المثل الذى استنبطت منه هذة المقاييس . 
فكيف جعلها ضعيقة إذن .٠‏ إن ذلك محدو ينا إلى تأييد وجهة الكوفيين الذين رقعوا 
عنها الضعف . وسلموا يصحبها.. وعلى رأيهم سار المتنبى دون ما حرج أو قصور . 


6 منع صقف المنصرف ضرورة - 
كما ساير الرجل الكوفيين فى منع صرف المنصرف ضرورة . وعلى مذهبيهم 
سحاء قوله : 
إل واحد الدنيا إل اين محمد شجاع الذى لله م لهالفضل 7") 
فقد منع كلمة شجاع من الصرف ضرورة وهو غين جائز فى السعة”*' وقوله : 
إلى البدر بن عمار الذى مم يكن ق غرة الشبر الحلالا(*) 
ققد منع كلمة عمار من الصرف ضر ورة وهو غير جائر فى السعة أيضاً (''وقوله 
حمته عل الاعداء من كل جاتب سيوف ببى طغج بن جف القماقى ١‏ 
( ١و5‏ ) نظر شرح العكيرى بج ١‏ الصفحات 145 5852 5472 . 
(» الدوان ص ٠‏ يتمدح محمد بن شجاغ فيقول أنه أشهر أبناء جيله وأنه صاحب القضل عليه 
يعق ألله تعالى 
( )2 شرح العكبرى جب ؟ ص ١75‏ . 
(ه)( الدووت صن لم١٠١‏ 1 


(5) سرح العكبرى ج ل« ص ١67‏ . 
(7) الديوان ص ١5+‏ أى حمث هذا الإقليم سيوف الممدوحين السادة الأمماد . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


7 

حيث ترك صرف طغج وجف ضرورة'١)‏ وقوله : 

وحمدات حمدوت . وحمدونث حارتث وحارث" لقمان ولقمان راشد «7؟) 

فقد ترك صرف حمدون وحارث ضرورة07). 

أما اليصريون فإنهم لا يحيزون ذلك مطلقآ واحتجوا لذلك بأن منع صرف 
المنتصرف شخروج عن الأصل ف الأسماء . يخلاف صرف غير المتصرف فإنه يجوع 
إلى الأصل فاحتمل للضرورة”؟2 . 

غير أن الكوفيين والأخفش و«الفارسى أجازوا ذلك فى الضرورة واختاره ابن 
مالك وابن هشام . وقال « هو الصحيح لكيرة ما ورد منه . وهو من تشبيه الأصول 
بالفروع 7 ! 6 . 

وعلى رأى هؤلاء سار المتنبى دون أن يعنيه منع البصريين . لآنه يجل كوق 
المذهب كموق المنشأ . فا عليه إن شالف ما يراه اليصريوتن هما مجيزه الكوفيون . 

أما صرف الممنوع من الصرف ضرورة فلا مجال للاعتراض عليه مطلقا لآنه 
جائز لدى الكوقيين والبصريين . وليس هذا التنوين الذى لحقه تنوين الصرف 
لوجود العلتين المحققتين للمنع . وإتما يكون ضرورة2 . 
1 نداء ما فيه أل - 

وما ساير المتنبى الكوفيين فى منع صرف المنصرف ضرورة . سايرهم أيضاً ى 
نداء ما فيه آل وعلى مذهبهم جاء قوله : 

والعاتى الذى لو اسطعت كانت مقللبى غمده من الإعزاز )١١‏ 

« فالعانىق فى موضع نصب بالنداء . فكأنه قال يا مزيل الظلام وياماق 
وهو جائز عندنا أن ينادى ما فيه التعريف نحو يا الرجل ويا الغلام . وأنى اليصريون 
ذئلىك(4), 


. 56“ شرح المكبرى ب 7 ص‎ )١( 

)2 الديواتن عى ه 4 ؟ أى أن آياءه يشبه يعضبم يعض 1 

() شرح العكبرى ج77 ص 177 . 

(ه و ه و5 ) منتار السالك ب ٠‏ ص ١54‏ . الفسرائر وها جوز للشاعر دون الثاثر ص ١١4‏ . 
(7) الديوان ص م6١١.‏ 

080 شرح المكرى ب ١‏ ص 747 أى لو استطعت حملت مقلى غمداً لك . 





مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ةيه 

حلاف الكوفيين فزنهم يجيزون ذلك ق السعة قياساً على نداء لفظ الخلالة 
وللسماع عن العرب !') . 

هذا على افراض مسأيرة تايع المنادى للمتاد ‏ 3ق مجميع أحكامه . 

ولكنا رأينا التحاة يتعرضون للمعطوف المقرون بأل عل المنادى فلا يختلفون 
فى جواز ذلك . ولكلهم يتعرضون لحكمه الإعرالى أينصب أم يرقع . وإلى كل من 
ذلك يذهب فريق من النحاة فيؤيد النصب أيو عمرو ين العلاء وعيسسبى بن عمر 
الثتقى ويونس وابخرى . 

ويل إلى الرقع الخليل وسيبويه والمازتى . 

ويرى المبرد أن آل فالمعطوف إذا كانت للتعر يف فاكتارالنصب . وإن كانت 
لغيره كالموجودة فى أصل الكلمة كاليسع أوالى للمح الأصلكا خارث فانحتا رالرقع (5) . 

فليس مدار التلاف إذآ على جواز ذلك أم عدمه ولكن على الحكي الإعراى 
الذى يحورج عليه أمثال ذلك . 

على أنا نجد من النحاة من يتعرض للمشكلة صركاً ويتتهى إلى أن العطقف 
وإن أعطى التابع حكر المتبوع إلا أنه لا ينزل منزلته من كل الوجوه . فإن قيل كيف 
جاز أن يعطف ما لا يصح أن يكون منادى على ما هو منادى ؟ ويجيب عن هذا 
الاستشكال بيقوله إن العاط ف إتما ينوب عن العامل فى العمل شخاصة . ويوجب 
له ذلك نسبة المعبى الأول ولا يتزل منزلته من كل وسجه »57 . 3 

وبذلك لا نجد فى قول المتنبى ما يستدعى المؤاخذة سواء أساير تايع المتادى 
المنادى ى جميع أحواله لآنه عند ذلك سيجد فى مذهب الكوفيين السند الذى 
يصبحح له ما قال . أم فارق تابع المنادى المنادى لأنا رأينا من التحاة من يتعرضون 
للمشكلة فلا يتكلمون ق جواز ذلك أو رده و1إتما يتكلموت ق حكمه الإعراى مما 
يحعلنا نفهم أنهم يسلمون أصلا يجواز ذلك كا رأينا من النحاة من ينص صراحة 
على أن التايع لا يوافق المتبوع من جميع وجوهه . 





( 1 ) التصر م على التوضيح ب اص 10717 
0 الأشموق + ص ١١ ١‏ والتصر يح على التوضيح ب ١‏ ض ١7‏ ومتار السالك ب ؟ عن هم 
( م ) حاشية الشيخ يس على شرح التصر يح ب 7 ا صن 1015 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


كو 


/ةا ‏ وينقل صاحب الوساطة تعقببم لقوله : 
هذى برت لنا فهجكت سصيسا ‏ ثم انثنيت وما شفيت نسيسا”"ا 
قالوا حذف علامة النداء من هذى » وحذفها خخطأ (؟) والحقيقة أن المتنى لم 
مخطئّ لأن هذا الموضع أحد ما خالف فيه الكوفيون البصريون » فاليصريون لا يجيزون 
حذف حرف النداء إذا كان المنادى اسم إشاره ("). 
والكوفيون يخّالفون البصريون فى هذا المقام . ويجيزون حذف حرف النداء مع 
أسماء الإشارة وعلى ذاك حملوا قوله تعالى : « ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم » أى 
يا هؤلاء . وقول ذى الرمة . 
إذا أهملت عيى لا قا صاحى مثلكت هذا لوعة وغرام 
أى با هذا . 
فا على المتننبى أن وافق شيوخ قومه ونحاتتهم «24 . على أن ابن مالك يظاهر 
الكوفيين ى هذا المقام (*2 . يدلنا على ذلك قوله : 
وذاك ىق أسم .لحتس والمشار له قل ومن بمنعه قانصر عاذله 
والإشارة هنا إلى إسقاط حرف النداء مع اسم الخنس واسم الإشارة . 
وعلى ذلك سام للشاعر قوله : «ولا يحتج عليه عذهب اليصريين الذى يحالف 
المتواضع عليه والمتعارف لدى قومه الذين ينتسب إليهم وشب بين ظهرانيهم وتعلم على 
أيدى شيوخهم . وعلى مذهيهم صح الكثير ما أثاره بعض اللغويين وتعقبواالشاعر فيه . 
ساير المتنى الكوفيين فى كل ما سيق وعلى مذهيهبم حت تلك الآبيات الى 
تعقبه فيها غيرهي من النحاة . غير أنا يعد نجد للشاعر قوله : 
جللا يما لى فلييك التبريح أغذاء ذا الرشأ الآأغن الشيم 57) 
فقد « قال أهل الإعراب حذف النون من تكن إذا استقيلها اللام خطأ لآنها 
( ؟) الوساطة ص 45؟ 
( *) التصر يح عل التوضيح 7 ص 1١6‏ . 


( »و ه) النصر يح على التوضيح بج ؟ ص. ١١8‏ . 
02 ألديوانت ص 45 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


بكي 


تتحرك إلى الكسر . وإنما تحذف استخفافاً إذا سكنت .2١(6‏ 

ولا نجد للكوفيين هنا رأياً يخالف البصريين فهم معهم على أن شرط حذف 
نون تكون للتحفيف ألا يليها حرف ساكن”") . 

غير أن العكيرى يلتمس له علة لهذا !الحذف فيقول « وحذفها من فليك 
لسكونها وسكون التاء فى التبريح”)2» . والتمهور لا يرى ذلك لأن المشبور لدى 
التقاء الساكنين التخلص من ذلك يكسر أوهما . 

إلا أنتا لم نلبث أن وجدنا من نحاة البصرة من أجاز الحذدف لدى وجود السا كن 
بعدها فقد أجاز ذلك يونس7*) ممسكا بقوله - 

فإن لم تك المرآة أبدت وسامة فقد أبدت المرآة جببة ضيض (*) 

وعلى رأى يونس صح بيت المتنبى صلم تخريج العكبرى له يأنه حذف النون 
لسكونها وسكون التاء فى التبريح . 

وقد نقل النحاة غير ذلك البيت مما حذفت فيه النون لدى وجود ساكن بعدها17) 

لا أمهم حملوها على الضرورة"' . 

وبذللك فللبيت سنده من آراء النحاة ومذاهيهم . فضلا عن الضرورة الى 
تتسع له ها تتسع لسواه من الشعراء . 


العروض " : 
ويتعقب الصاحب ابن عباد قول المتنبى : 
تفك سر ه” شكرم علثم ومنطقه حك وباطته دين وظاهره ظراف 


)١ (‏ الوساطة ص 775 . 

0 الأشمرف ب ١‏ صن +17 والتصر بع + ١‏ ص 995 . 

(*) شرح المكبرى ب ١‏ ص 1١67‏ . 

( 4 ) هو نونس بن حبيب نحوى يصرى توق سنة 98 ه . الفهرست ص 7+ راحم رأيه والتصر يح 
ح إاص ه9١‏ والأشموق ب ١‏ اص لا١‏ . 

( ه ) اليبت للختجر بن صحر الأسدى صف دفسه بالشجاعة والخرأة عوضاً عن امال . 

( 5) الوساطة مس 95م -7ا77 . 

0؟2 التصريح ج ١‏ ص 155 . 

» ستحتاول المالذ العروضية سمن الآلخذ 'للغوية على اعتبار أن المالعذ المروضية ترجع إلى عدم حة 
ألبيت آخر وجه عن الأساسرف بنية التفعيلة . و إن كان من الممكن أن نتتاول العروص ضمن المآخمذ الأدبية لآنه 
موسيى ذات أثر قى جمال الأسلوب . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1 
فيقول « وق هذه القصيدة سققطة عظيمة لا يفطن ها إلا من جمع فى علم 
وزن الشعر بين العروض والذوق . وذلك أن سبيل عروض الطويل أن تقع مفاعلن . 
ولس يجوز أن تأتى مفاعيلن إلا إذا كان البيت مصرعاً . . . 
م يقول : فهذه العروض قد ألزمت القبيض لعلل ليس هذا موضع ذكرها . 
ونحن نحا مه إلى كل شعر للقدماء والمحدثين على بحر الطويل فلا نجد له على 
خطته مساعدا(') غير أن المعرى يلتمس للشاعر هنا العذر من وجهين . 
)١١‏ أحدهها أن القيض وإن كان هو الأكثر ورودا عن العرب . إلا أنه 
قد ورد عهم عروض الطويل غير مصرع على مفاعيلن . 
(س) الثانى أن مفاعيلن أصل العروض الطويل . فيكون قد رجم ها هنا 
إلى الآصل لضرورة الشعر . لأنه إذا جاز اللحروج عن أصل الكلمة للضرورة 
فالريجوع إلى الأصل أول “62 . 
ويعاود المعرى نفس الدفاع والتيرير ىق شرحه لقول الشاعر : 
لبس بالمتكر إن برزت سبق غير مدفوع عن السبق العراب”؟) 

قيقول : وهذه الآبيات من بحر الرمل . وأصله فاعلاتن ست مرات . وهو 
قد جاء بها على الأصل . ول يسمع من العرب إلا محذوف العروض وهو أن يحذف 
من الحزء الثالث سبب وهو تن فييق فاعلا . ويحول إلى مثل وزنه فيصير فاعلن . 
وعذره أنه صرع الأبيات من غير إعادة القافية . وأيضاً فإنه اعتبر الأأصل ليعلم أن 
أصلها ذلك”؟' والحق أن حمل هذين البيتين على الضرورة أولى من تكلف الحجج 
والمعاذير . لأنا لا نسيخ للمعرى قوله « وعذره أنه صرع الأبيات من غير 
إعادة القافيه0*) ع . 

وكيضساغ له أن يطلق على هذا الصنيع تصريعا . وإلتصريع معناه الاصطلاحى . 





. 0-87 الكشف عن مساوئ شعر المتذزى ص‎ )١( 
. 175 (؟) معجز أمدا ص‎ 

( ؟) الديوانت ص 1١1١‏ . 

(:) معجرٌ أحمد ص 9+ ١‏ 

هت معجز أحمد ص .9١89‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


9ب 


وهدفه الفبى وهما ما نسيهما المعرى فى معرض دفاعه عن المتنى والكاس المعاذير له . 
وما ساقه المعرى من دعوى الرجوع إلى الأأصل . وورود مثل ذلك عن العرب 
قول منقوض برغي وجاهته من الناحية العقلية . وتحن لا تمارى فى صعة قوله أن ذلك 
قد ورد عن العرب . 

غير أننا نقول ليس كل ما ورد عن العرب مسايراً لأفصح استعمالاهم 
وأكبر ماسجاءت عليه أشعاره بحيث يصحتخالفة المشبور قياساً عليه . وليس الرجوع 
إلى الأصلمما تبيحه موسيى الشعر وتسوغه قوانين العروض . بل إن الأصلهنا ماساير 
الاستعمال العام ومألوف الشعراء لا ما افترضته بئية تفعيلة من تفاعيل البحور 
الشعرية . 

على أن حملهما على الضرورة لا ينال من قيمة الشاعر . فكل ما أخذ عليه 
قى ذلك بيتان قف قصيدتين من قصائده الكثيرة الوفيرة . 

820 * 

وخلاصة هذا الفصل أن التقاد تعقبوا المتنبى وتتبعوه فى ألفاطه وتراكيبه وأوزانه 
وقوافيه ورأى بعضهم فى يعض ذلك خر وجا عن مألوف قواعده, - ومألوف مقاييسهم 
ولكنا رأينا الكتير من تلك الماذ الى أتحذوها عليه أسانيد تبرر استعمال المتنى 
لما . بيما وسعت الضرورة الشعرية بعضها . 

وقد رأينا ى كتير مما أذ على المتنبى مسايرة لمذهب الكوفيين . وموافقة لاراء 
بصرية لم يكتب لها الذيوع والانتشار . . 

والحق أن افتراض اللتطأ فى الشاعر على أساس من مذهب غير ملتزم باتباعه تحيف 
على الشاعر ونسيان لمواضعات قومه الذين نشب بين ظهرانيهم وتعلم على أيديهم . 

وى ثنايا عرضنا لآراء اللغويين سمعنا دقاع المتننبى عن نفسه واحتتجاجه لقوله 
بالقاس العلل المبررة لحرويجه عن بعض الأسس والمقاييس المعروفة وذلك باللقاس علل 
نحوية تارة وبالإحالة إلى السماع عن العرب تارة أخرى . 

كنا رأينا من بعض الاغويين اتجاهاً إلى نصرة الشاعر بالعاس العلل المبررة “لخروجه 
عن بعض الأسس و«المقاييس بروح جدلية تسهدف نصرته ولو على غير مستند 
قوى ورأى يعتمد عليه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 

والحق أن ما أخخذ على هذا الشاعر ‏ سواء أكان من حيث بنية الكلمات 
وفقهها أم من حيث سحة التراكيب وإعرابها . أم من حيث العروض والقافية ‏ 
من الندرة بحيث لا توهن من فنيته ولا تنال من شاعريته . وبحيث لاا تستوجب 
من مريديه أن ينبروا للدفاع عنه بتلك الصورة الحدلية والروح المتحيزة . 





مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


البا بإماق 
الدراسات الأدبية 


عمهيد : 

عرضنا فها سيق أقوال النقاد فى لغة المتنبى . وبينا هماوتعوهآفيه من حيث 
ألفاظه ومن حيث تراكيبه . ومن حيث أوزاته . 

وقد رأينا أن يعض ما تعقبوه فيه سلم من العيب . إما على مذهب من المذاهب 
أو على رأىمن الاراء . وإما ارتكاناً إلى القياس أو استناداً إلى السماع . وكل 
مهما مستند مشروع وحجة يعتمد عليها . وانتهينا إلى أن جميع ما أذ على الشاعر 
فى هذا امجال مما لم يسعفه الدليل على صحته وجوازه من القلة بحيت لا محوج أنصار 
المنتى إلى أن ينبروا للدفاع عنه بتلك الروح الخدلية المتحيزة الى لمسناها لدى 
بعضهم فيا سبق . 

وسنعرض الا ن لدراسة أخرى من تلك الدراسات المتشعبة الى ينتظمها كلها 
النقد الأدى ومحوثه الوفيرة . وهى الدراسات الأدبية المتعددة الحوانب المختلفة 
الاتجاهات صئرى أن نقاد المتتنى فى القديم قد تناولوا كل ما يمكن أن يتناوله 
ناقد الأدب البصير . فتكلموا فى اختيار المتنى للكلمات . وطريقته فى صوغ 
الأساليب . وق اسهلاله لقصائده وتخلصه وخواتيمه . وى تجديده وايتكاره . وف 
منهبجه فى مخاطبة الممدوحين . وى مدى التزامه عمود الشعر أو خروجه عليه . وى 
منزلته من شعراء العربية . وق تطور شعره مع الزمن . واختلااف شعره باختلااف 
البقاع . وق سرقاته من الشعراء . وسرقات الشعراء منه . كنا تكلموا فها يتضمنه 
شعره من حك . وما يحتويه من أمثال . 

وق غير ذلك من الببحوث البى تسهدف بيان القيمة الفنية لحذا الشعر . وما يستتبع 
ذلك من بيان منزلة الشاعر فى موكب الشعراء . 

ونقرر هنا أن معظٍ نقاد المتننى قد تناوله كل منهم من ممتلف الأقطار الى 


م١‎ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 
يمكن أن يتناءها النقد . فتكلم كل منهم فى ألتفاظه وأساليبه . وق أفكاره ومعانيه 
وى أخيلته وعواطفه . وقل مهم من أخلص نفسه إلى دراسة لون واحد من ألوان 
الدراسات الفنية . وتوفر عليه توفراً يسمح له بالاستيعاب والاستقراء . كا نرى 
لدى ألى سعيد محمد بن أحمد العميدى صاحب الإبانة عن سرقات المتنى 
لفظاً 0 ولدى ابن الدهان صاحب المتحذ الكندية من المعانى الطائية . ولدى 
ضياء الدين بن الأثير صاحب الاستدراك فى الرد على وسالة ابن الدهان . 

ولذلك فأنا لا أستطيع تقسم أولئك النقاد إلى مدارس بالمعنى العلمى الدقيق . 
وكل ما أستطيع القيام بيه ى هذا المقام هو جمع الاراء الى تتناول زاوية من 
زوايا فن المتنى فى إطار واحد . ودراستها دراسة تبين وجه اللكق فيها استناداآً 
إلى الأسس النقدية المتعارف علها فى ذلك الحين . 

وبذلك تكون الاراء لا الرجال هى الأساس ق تقسيمنا لخركات النقد الى 
داروت حول المتنى إلى الفصول الك ثيه . 

١ (‏ ) الدراسة الأسلوبية : 

وب ) دراسة معالى المتنى . 

(-ج) بناء قصيدة المتنى . 

١د‏ ) موازنة المتتى بغيره من الشعراء . 


وهى الفصول الأريع البى يضمها كلها باب الدراسات الآدبية . 
ونظراً لتشعب البحث ف السرقات الأدبية خصصناها يباب مستقل لتطستيع 
التوفر على دراسها توفراً منهسجيا دقيقاً . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


اذا 


الفصل الأول 
الدراسة الأسلوبية 


الأسلوب هو الطريقة الى يصوغ فيها الآديب أفكاره . ويقصح يها عما 
يحول فى نفسه من العواطف والانفعالات”١).‏ 

سواء أ كانت تلك الطريقة نيراً أم شعراً . قهو يبذه المثابة سيلة لإيراز الأفكار 
وترجمة العواطف . 

ولكن اللغة ليست وسيلة من وسائل التعبير عن أفكار الإنسان وأحاسيسه فحسب 
بل إن اللغات الحية تتضمن إلى جانب الإفادة خخصائص جمالية تسير وحها النفوس 
وتطمين إليها الأذن . وتسمو بها اللغة إلى مستوى الفتون الحميلة . حبى تصير اللغة 
مظهراً من مظاهر اللحمال . كالسم والنقش والتصوير والموسيى وما شابه ذلك من 
سائر الفئون الحميلة . 

واللغة العربية غنية بأسباب هذا امال . حبى نجد أديبا عالاً كالتاحظ 
يبالغ فيخصها وحدها به « والبديعم مقصور على العرب » ومن أجله فاقت لغنهم 
كل لغة وأربت على كل لسان 27 


مدار الدراسة الأسلوبية : 

والدراسة الأسلوبية هى تلك الدراسة الى تتخذ اللنصائص الحخمالية للأساليب 
والسهات البى سيبت اطمئثتنان النفس لا وارتياج الأذن لما مجالا للدراسة والببحث . 
فتبحث ف المفردات . ومدى فصاحها ومناسيتها للمقام . وألفها على ألسنة الأدباء "كا 

)١ (‏ أسس النقد الأدنى عند العرب ص 47١‏ بتصرف . 

( ؟ ) ألبيات والتبيين للجاحظ ب م صى 714107 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1 
تبحث ق الأساليب وما يها من موسيق . ومدى ما تضمنته من وفاق وانسجام ومدى 
مناسية الأساليب للتجربة الى تعبر عنها . ومدى ما فيها من ظلال وإيحاءات . 
ترتاح ها التفس وتطمكن إليها . وما تضمنته من تصوير ذى طابع خاص فى دلالة 
الأسلوب من -جانب وتجميله من جانب آآخر . 

ولا تغفل الدراسة الأسلوبية عن عكس هذه الأمور فتبحث عما بالأسلوب 
من هنات وقصور . وخروج عن مقتضيات الخمال . مما سبب غموضه والتواءه 
وتنافره واضطرابه . ومن خروج عن مقتضى الظاهر وهل لهذا اللحروج من أسباب 
وأسس تسوغها مقاييس التقد وتقرها قوانين البلاغة . أم أنه صدى لكلال اللتاطر 
وضعف القريحة وعرق الوجه ورشح الحبين . 


أسلوب المتنى : 

اختلف النقاد فى ألفاظ المتنى وأساليبه اختلافاً واسع المدى . فنهم هن ينزههما 
عن مظنة العيب . ويرى أن ألفاظه بلغت من الدقة وحسن الاختيار منزلة يستحيل 
عليك معها أن تغير كلمة من كلماته بسواها . ثم تبقى للأسلوب طلاوته ورقته 
الى كانت له قبل هذا التغيير . وهذا رأى ألى العلاء المعرى . الذى أغمض عيئيه 
عن كل ما يشعر المتنى من مآخذ . وروى الواحدى عنه تلك الرواية « وقرأت 
على أنى العلاء المعرى ومنزلته فى الشعر ما قد علمه من كان ذا أدب . فقلت 
له يومآ ى كملة ما ضر أبا الطيب لو قال مكان هذه الكلمة كلمة أخرى أوردتها . 
فأبان لى عوار هذه الكلمة الى ظتتها . ثم قال . لا تظن أنك تقدر على إبدال كلة 
واحدة من شعره بما هوخيرمها. فجرب إن كنت مرتابآً . وها أنذا أجرب 
ذلك منذ العهد . فلم اعير بكلمة لا أيدلها أخرى كان أليق يمكانمها . وليجرب 
من لم يصدق يجد الأمر على ما أقول١١).‏ 

ولا تخدعنا هذه العيارة لصدورها عن أديب عالم ذى وقار ورأى . فنحن 
تعلى مدى تعصب المعرى للمتتبى . ذلك التعصب الذى جر عليه الإهانة فى مجلس 
الشمريف الرضى وتعلم أنه كان يسميه الشاعر ويسمى غيره من الشعراء بأممائهم . 


)1١ (‏ شرح الواحدى ص ١١*‏ . الذى بالأصل وها أنا أجرب . والأصح ما أثبتناه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


_--- 


كا كان يسمى شعره معجز أحمد١١)‏ . 

وكم أعمى الحب عن رؤية الحقيقة وحجب الفكر عن إدراك الواقع . أوسول 
له الأمر ويرره وتلق له المعاذير والأسانيد . 

وإذا كان تعصب العرى لأنى الطيب قد أهانه فى حياته . فقد جلب عليه 
المت والعنف العتيف بعد مماته . من أديب مدل بنفسه ذار على كل من سلفه 
هو ضياء الدين بن الآثير الذى يول عن المعرى « وبلغنى عن أنى العلاء بن سلبان 
المعرى أنه كان يتعصب لأنى الطيب حبى إنه كان يسميه الشاعر ويسمى غيره 
من الشعراء باسمه وكان يقولِ ليس فى شعره لفظة بمكن أن يقوم عنها ما هو قف 
معناها فيجىء حستا مثلها . فياليت شعرى أما وقف على هذا البيت المشار إليه . ؟) 

ولكن الحموى كا يقال أعمى . وكان أبو العلاء أعمى العين تحلقة . وأعماها 
عصبية فاجتمع له العمى من جهتين”'' . 
فقد سبقه الصاحب بن عباد محملة شديدة قاسية اتخذت أسلوب المتتبى مالا 
للغمز واللمز والسخرية اللاذعة والبكم الصريح ه فهو فى نظره رجل يتفاصح 
بالألفاظ النافرة والكلمات الشاذة . حبى كأنه وليد محباء أو غذى لبن 5 ل يط 
الحضر ولم يعرف المدر7؟) » كنا أنه بعيد المربى فى شعره . كثير الإصابة فى نظمه 
إلا أنه را يأتى بالفقرة الغراء مشفوعة بالكلمة العوراء »(*). 

وإذا كان مطلع العبارة دالا على التقليل الذى لا سقط للشاعر ولا يذرى 
بالشعر لأن القصور من طبيعة البشر . وقد قيل « أى عالم لا يبفو . وأى صارم 
لاينيو . وأى جواد لا يكيو 0250 . فإن قوله مشفوعة بالكلمة العوراء يعد ذلك 

. اص م"‎ ١ الصبيح المنى ب‎ )١( 

( ؟) الإعارة إلى قول المتنى : 

فلا يبرم الآمر الذىي هو حائلل لا يحلل الأمر الى هو بيرم 

وألبيت معيب لغويا فى فك الأدغام قى حالل و يحلل . وألقصة مسوقة نبياد تعصب المعرى وقسوة اين 
الآثيرفى الرد عليه مع صرف النظر عن أن النقد نقد لغوى لا أسلوب . 

(") المتل السائر ص ١7١‏ . 

( * و هو 5) الكشف عن مساوىء شعر المتنى ص 4 ١‏ والمقصود بقوله وليد خباء أإلخ أنه يدوى 
مح يعيش على لبن الناقة شأن سكان الصحراء ‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4م 
يدل على ما يعتمل بنفس الصاحب من محاولة الإيحاء بأن ذلك كان سجية له 
وطبعآ ببحيث لا يسل أسلوبه ولا يفصح نظمه . 

وهكذا و اتخذه الصاحب غرضاً يرشقه يسهام الوقيعة . ويتتيع عليه سقطاته ف 
شعره وهفواته . وينعى عليه سيثاته . وهو أعرف الناس بيحسناته وأحفظهم لها 
وأكتره استعمالا إياها . وتمثيلا بها فى محاضراته ومكاتياته”'). 


9 -. استعمال الكلمات الغريبة : 
وأهم ما يتعاطاه التفاصح بالألفاظ النافرة والكلمات الشاذة . حبى كأنه 
وليد خحياء أو غذى لين لم يطأ الحضر ول يعرف المدر . فن ذلك قوله : 
أيفطمه التوراب قبل فطامه->' ويا كله قبل البلوغ إلى الأكل”؟) 
ولا أدرى كيف عشق التوراب حبى جعله عوذة شعره9) . 
والحق أن كلمة التوراب من الكلمات القليلة الاستعمال . وإن كانت صحرحة 
من الوجهة اللغوية حيث وردت ف المعاجى . إلاأن الصحة شىء وما نحن بسبيله 
الآن شىء آخر . كا يستشهد النقاد فى هذا المقام بقوله : 
قفخت وعم لايسجتفتحون بهد بهم ١‏ شيم على المتسّب الأغر دلائل 40) 
« فإن لفظة -جفخ مرة الطعي . وإذا مرت على السمع اقشعر مها . ولو استعمز 
عوصا عن جرخت ؤخرت لا ستقام وزت البيت ومحظى ق استعاله بالأحسن 
وما أعلم كيف يذهب هذا وأمثاله على مثل ذلك المقدم من الشعراء”*2 . 
ويرى ابن رشيق أن المتنبى كان يلجأ إلى ذلك عامداً ليدل على علم باللغة 
والبراعة فيها » . وإذا كانت اللفظة خشنة مستغربة لا يعملها العالم المبرز والأعرالى 
القح فتلك وحشية . وكذلك إن وقعت غير موقعها » وأتى يبا مع ما يناقرها . 
ولا يلام شكلها . وكان أبو تمام يأتى بالوحشى الحشن كثيراً ويتكلف. وكذنك 
أبو الطيب كان يأ بالمستغرب ليدل على معرقته نحو قوله : 
)١ (‏ شيمة الدهر ب ١‏ ص 27 . 
6 الديوانت ص ١*7‏ والييت ق رثاء علام لسيف الدولة مات صغيراً . 
( *) الكشف عن مساوئ شعر المتثى ص ١4‏ . 


( # ) الديوانت ص +؟ . جفحت : فخهرت ‏ 
( ه ) المتل السائر ص 4 " واليتيمة ب ١‏ ص ١لا.‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4ه 

كل آلخائه كربم يى الدنيا ولكنه كريم كرام" )١١‏ 

وهذا مع غرابته وتكلفه غير محمول على ضرورة يكون فيبا عذر . لآن قوله 
كل إخوانه يقوم مقامه بلا بغاضة0 )6 . 

وأتحائه وزان آبائه جمع مفرده أخ وهو من |الجموع النادرة الاستعمال!؟) . 

ولسنا ندرى من أين بجاء القيروانى بتلك الرواية . مع أن الذى بالديوان7؟) 

وعلى ذلك فلا محال 2 الميت للوم والمؤا.خحذة 1 

ونحن لا تمارى فى غرابة ما ذكروه من الألفاظ الى سيقت من أجلها الشواهد 
السابقة وإن كانت لم توغل فق الغرابة إيغالا يحول بينها وبين الفهم . ولكنها نادرة 
الاستعمال على أية حال . وذلك سيب ما فيها من غرابة ونقور . 

إلا أننا نرتاب فى ححة ما قال القيروانى إن المتنى كان يلجأ إلى ذلك عامدآ 
ليدل على عام باللغة . 

وذلك لآن عل, الغريب لا يبرر استعماله . والمتنبى ليس فى حاحة إلى أن يدل 
على عل باللغة بهذا الغريب . بعد أن سا له العلماء العلم باللغة » والبراعة فا (*) 
ثم إن ما ساقوه من أبيات رأوها مشتملة على كلمات غريبة لا تعدو ثلاثة عشر بيت 
أحصاها التعالى فى اليتيمة تحت عنوان استعمال الغريب الوحثى 2 

وتلك الآبيات هى قوله - 

وما أرضى لقلته إذا ازتبت ترهبية ابتشا كا ؟) 

« والابتشاك الكدذب . ول أسمع فيه شعراً قدعا ولا محدثاً سوى هذا البيت» (8) 

)١ (‏ الديوانت ص 7566 . 

(1) العمدة ب 7 اص 787 . 

0 المصياح المئير ص ١١‏ . 

( 4 ) الديران ص 55١‏ . 

0( الصبح المذى ب ١‏ ص ١7٠١‏ ومعج الأدياء ج 18 ص ٠ ١078‏ 

(5) العتيمة ب ١‏ من صن 77 إل ص دلا . 


70 الدنيوانت ص 5” * والمعى لست أرضى له حلم إدا اسبه أدرك أنه غر حقيق . 
(م) اأيعيمة ب ١‏ صصص لا . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يي 
وقوله: لساحيه على الأتجداث حفئش">١١1)-‏ كأيدى اللحيل أبصرت الخالى )١١‏ 
وقوله : ودقيق قلدى الحباء ‏ أنيق متوال ‏ قن مستو هزهاز 
وقوله : 
أركائب الأحباب ان الادمعا 2 تطس” الحدود كا تطسن اليرمعا 
وقوله: وإلى حصى أرض أقام مهأ بالناس من تقييلها يلل «4) 
وقوله : وترى الفضيلة لاا ترد فضيلة الشمس تشرق والسحاب كلهورا2) 
وقوله: وكيف استر ما أوليت من -حسن وقد غمرت نوالا أمبا التال57) 
وقوله: أسائلها عن المتديرييا فللا تدرى ول" تذرى 2 دموعها (”) 
« قال الصاحب لفظة المتد يريها لووقعت ق بحر صاف لكدرته . ولو الى 
ثقلها على جبل سام لحده . وليس للمقت فيها مبايه(*) © . 
وقوله: أيفطمه التوراب قبل فطامه ويأكله قبل البلوغ إلى الأكل*) 
وقوله: أروض الناس من ترب وخوف وأرض ألى شجاع من أمان7١٠)‏ 
وقوله: علم بأسرار الديانات واللغى 0 له خخطراتتفضالناس والكتيا('؟) 
وقوله : أعز مكان ف الدنبى سر ججح سابتح وخير مجليس ىق الحياة كباب (15) 


210 الديوان ص 7١٠‏ . الساحى : القاشر . والحقش : الشديد الوقِم . وهما موضيع الغراية . 

 سمشلا قدى بمعمى مقدار واطباء ما يتطاير فى شعاع‎ . ١ الديوان ص مه‎ )١( 
هزهاز : متحرك وموضع الغراية فيه كلمة قدى والذى بالد.وآن . ورقيق قتى المياء أنيق آى و رقيق كأنه قذنى‎ 
 ةذخاؤأا يتطاير إلى المين تطاير اطياء وعلى ذلك ينجو البيت من‎ 

( *) الديوان ص 5 . الركائب جمع ركاب وهى الإبل وتطس مضارع وطس بمعى وطأه بشدة . 
واليرمعا : المجارة الرعوة . وموضم الغراية كلمتا تطس واليرمعا ‏ 

( 4 ) الديوات ص 4١١‏ . اليلل : قصر الأسنان وق اليلل يقول التعائى لم أسمعه فى غير شعره . 

( ه ) الديوان ص 5" . الكهور : القطع من السسحاب الحظيمة والممى أن الفضيلة فيك لا تححجها 
فضيلة أخرى و موضع الغرابة كلمة كهور . 

( 5) الديوان : صم . أوليت : أعطيت التوزل : العطاء . التال : المعطى وموضع الغراية 
كامة ألنال . 

(7) المتدير يها أى الذين أتخذرها دارا لى . وذرى الدمع صبه . وموضع الغراية كلمة المتديريها . 

(م) اليتيمة ب و ص *7؛ . والكشف عن مساوئ شعر المتتبى ص 7١‏ . 

(4) التوراب لغة فى العراب . وقد تمرضنا للبيت من قبل 

: وموضع الغراية كلمة أروض جمع لأريض‎ + ١ ,/ الديوان ص‎ )٠١١( 

(0) الديوات ص 7454 . اللغى جمع لكلمة لخة وهو من الجموع الغريية . 

.. الدق جمع لديا وهو من الحموع الغريية‎ . 55١ الدورات ص‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4 
وقوله : كل أنحاثه كرام بى الدنيا ولكته كريجم كرام )١(‏ 
« وقال الصاحب . لو وقع الا خخحاء فى رائية الشماخ لا ستثقل ("2. 
وتلك القلة من الآبيات على فرض تسليمنا بكل ملها ‏ أو وجود غيرها ىق 
ديوانه ما اشتمل على ذلك العيب ‏ لا تدل على تعمد الإغراب وتكلف التفوو . 
ولا تدل أيضاً على أن الإغراب أصيح عادة للشاعر يأقى بها دوت أن يتتبه لها 
ها يقول ابن رشيق . 


؟" ‏ حروف الصلاتت : 
ويما أخذوه عليه إكثاره من .حر وف الصلات بصورةيحتملمعها وقوع الذهنق 
الإبهام والغموض وق ذلك يقول العسكرى « وينيعغى أن تتجنب إعادة حروف 
الصلات والرباطات قى موضع واحد . إذا 'كتبت مثل قول القائل منه له عليه 1 
أو عليه فيه أو به له منه . وأخفها له عليه . فسبيله أن تداويه حهى تزيله . بأن 
تفصل ما بين الحرفين مثل أن تقول أقمت به شهيدا عليه ولا أعرف أحدآ كان 
يتتيع العيوب فيأتيها غير مكترث إلا المتنبى فإنه ضمن شعره -جميع عيوب الكلام 
ما أعدمه شيئآ مها . حبى تخطى إلى هذا النوع فقال : 
وتسعدنى فى غمرة بعد غمرة | سيوح لامها عليها شواهد””) 
فأتى من الاستكراه بما لا يطار غرابيه (؟)4ع . 
وندحو قوله : 
نحن من ضايق الزمان ‏ له في لك وخانته قربلك الأيام0*©) 
وفى ذلك البيت يقول الصاحب « فإن قوله له فيك لو وقع فى عبارات اللحنيد 
)١ (‏ سبق التعرض للييت ص 55 من هذا الكتاب . 
رم اليتيمة ج ١‏ ص 798 والكشف عن مساوئ شعر المتتى ص ١7‏ . 
(*) الديوات ص 747 . السبوح : الفرس السبلة الخرى . أى وتعينى على شدائد الحرب فرس 
تشهد ختصالها على كرعء أصلها . 


( # ) الصتاعتين ص ١١1‏ . 


من لقائاك . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4٠ 
. والشيل لتناءت عته المتصوفة دهرآً بعيد71')»‎ 

ومما رده النقاد لهذا العيب أيضاً قوله : 

ولكنلك الدنيا ‏ إلى" حبيبة لهجا عنك لى إلا يك ذهاب«”؟) 

فإن الثعالى يراه أشد بيت قاله تعقيدا والتواء 7" 

والحق أن ورود أمثال هذا العدد من حروف الصلات . لا مها عليها . وما عنك 
لى إلا إليك . فى شطرة بيت من شأنه أن يعقد التركيب ويعمى المعبى ويصرف 
النظر عن الاستمتاح بالبيت «التلذذ به . وهى الغاية الأولى اشعر . والهدف الذى 
إليه يرئو الشعراء . 

ومن العجيب أن نسمع هنا قولى العسكرى عن المتنى أنه كان يتتبع العيوب 
فيأتبا غير مكترث . إن هذه الدعوة لو حت لنقلت المتنى من شاعر يتحدى 
الناس بقئه . ويغالبهم بشعره إلى عابث يتحرى السخيف ويتعمد القبيح . 

ويضيف الثعالى إلى ذلك أيضاً قول المتبى :7*). 

نال الذى نلت مته مى لله ما تصنع اللحمور0*) 

وقوله : 

وبه يضن على البرية لا بها وعليه مها لا عليبا يوسبى) 

ونحن مع النقاد فى رد أمثال هذه الآأسات الى كيرت فيبا الصلاات والر وابط 
كثرة لا تسم معها موسيى البيت من عس ف واضطراب . كا لا يسلم معها معناه 
من غموض و«التواء . 

غير أننا نقف دائماً إلى جانب ما عير عليه التقاد من شواهد فنردها إن سلمنا 
لم بوجهة نظرهم فيها . أو نبين وجه الحق فيها إن رأينا مهم خروجآ عن مقتضى 

)١ (‏ الكشف عن مساوئ شعر المتذى ص ١7‏ . 

( ؟ ) الديوان ص 057 أى أنه حبه وهو دنياه كلها قلا برحل عنه إلا إليه . 

(* ) اليتيمة ب ١‏ ص 85١‏ . 

( 5 ) اليتيمة ب ١‏ اص 1١6ى.‏ 

( ه ) الددوات ص ١١7‏ يقول ان اللمر الذى قد نلت نصييا منه قد دال من قواى وإدرأ كى ثم 
تسجب من ذلك بقوله لله ما تصتع [لخخ . 

(5) الديوان صص. +٠‏ . يوسى : أصلها يؤبى بمعى حزن ثم سبله محذئ اهمزة والمعتى أنه بعدى 
جميع الماس وتحزن عليه الدنيا يأسرها إذا هلك لأنه دوزن يجميع الماس . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4١ 
المقاييس النقدية أو تحيفاً فى تطبيقها . ولا نتخد من هذه الشواهد قاعدة عامة‎ 
نجعلها السمة الغالبة الى يتميز بها شعر الخنبى . ويتصف بها آديه . لما ذكرتا‎ 
من قبل إن كل ما سيق فى كل باب من هذه الآبواب من الندرة حيث لا يمكن‎ 
: اتخاذه الموذج المى لشاعر عظم‎ 
كا لا نستطيع أن نعد أمثال هذه اطتات شيئاً متعمداً مقصودآ  كما يرى‎ 
. العسكرى والقير وانى  ولكلها ى الحقيقة سقطات خانه فيها الطبع وجافاه الصواب‎ 
ولو أن الشاعر رجع إلى ديوانه فأسقطها مته أو أعاد النظر فيها فثقمها بما يزيل‎ 
. عنها العيب لسلم من كثير من العنت ف النقد والتجبى ف الحكم‎ 


امتثال ألفاظ المتصوفة : 

ويرى الثعالى أن من عيوب المتنبى استعمال كلمات المتصوفة المعقدة ومعانييم 
المغلقة .)١(‏ 

ومعبى كلمات المتصوفة يما يفهم من تمثيل الثعالى . تلك الكلمات المعبرة 
عن معان ذات مربى خاص ومدلول معين فى اصطلاح المتصوفة . كألفاظ الحضرة 
والشهود والعيان واليقين وغير ذلك ما نسمعه كثيراً فى أقوالهم وأورادهم . 

والذدى نراه نحن . أن من حق الشاعر أن يستعمل أى لفظ يحدد الفكرة الى 
يريد التعبير عبها ويوضح التجرية الفنية الى انفعل بها . ما دام ذلك اللفظ من 
مقتضيات المقام ومستلزمات الخال . وما دام اللفظ لم يشتمل على عيب من تلك 
العيوب الى اشترط النقاد سلامته منها . وما دام ذكره ف مساق الكلام لم يقد إلى 
خلل فى الأسلوب أو اضطراب ف التركيب . 

ولذلك لا نجد فق اقيران الكلمة بمجال معين أو ارتباطها بطائفة معينة سبباً ف 
ردها والنفرة منها . ما دامت لم تجن على الأسلوب . أو لم توح إلى النفس ببعض 
الظلال الى لازمبا إن كان ق هذه الظلال ما يعيب ويكره . 

وعلى ذلك لا نرد قولٍ المتنى أو غيره من الشعراء نجرد تمثلهم بكلمات المتصوفة 
أو الفلاسفة أو غيرهم من الطوائف المتياينة . وإن كنا نرده ولا نرضاه منه إن جى 


.5١ بيمة الدهر ج اص‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4 
على الأسلوب بهذا الامتثال . دون أن يشفع له لدينا ما تتحمله هذه العبارات من 
معان وأفكار . وما تدفعه إلى النفس من ظلال وإنحاءات . 

لأنا لا نرضى أن تطغى بعض جوانب الفن على بعضها الآ خر . بل لابد من 
استيفاء كل مقومات الفنحقها من الصحة وابلتمال . ولايد أن تتكامل كل دعامه 
تكاملا تتحقق به الغايات المنشودة منبها . والأبعاد المرجوة من وراكها . 

ولا نعتقد أن الثعالى أو غيره من الثقاد يحالفنا ىق هذا الاتجاه . لأنا نرى 
النعالى يعلل رده لما ساقه من أبيات بقوله - 

« ومنها امتثال ألفاظ المتصوفة واستعمال كلماتهم المعقدة . ومعانيهم المغلقة!'2. 
فى مثل قوله : 
كير العيان على حبى إنه ‏ صار اليقين من العيان ترهما(؟) 

ومثل قوله : 

ومثل قوله : 
أفيكيم فى حبى مخبرنق عتى ما شربت مشروبة الراح من ذهى (*4) 

ومثل قوله : 
نال الذى نلت منه ‏ مى لله ما تص:ء ل رقه) 

ومثل قوله : 

)١ (‏ يتتيمة الدهر ب ١ا‏ اص .4١‏ 

( ؟) ألديوات ص ١٠١‏ واليتيمة ب ١‏ ص ١‏ والمعى فد عظ على ما أراه مك . حى صار البقين 
لفرط تعجى منه توما . 

( 7) الديوات ص مه واليتيمه ب ١‏ ص 4١‏ . 

أى أن الخمر ان أثرت فى غيرى واضطر بت ها يداه فإنى أبى صاحياً لا أغيب عن إدرا كى كناية عن 
عدم شرب اخمر . 

( 4 ) يتيمة الدهر ب ١‏ ص 4١‏ . و نجد للبيت أصلا بديوان الشاعر . بل ولا توجد قصيدة من 
العكويل عل تلك القافلة ور بما كان هذ! البيت أحد الأبيات المفردة ألى قالخا الى ونقله الروأة ولم يسجله 
فى ديواته 1 


( ه) الديوانت ص ١77‏ ويتيمة الدهر جِ ١‏ ص .41١‏ 
والمعى أن الشراب اللى نلت نصسيباً منه نال نصيباً من قواى و إدرا كى . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5١ 

ولولا أنى فى غير لوم لكنت أظنيى مبى خخيالا<'' 

ولسنا نجد شيئا من أمارات التصوف فى البيت الأول اللهم إلا لفظى العيان 
واليقين إن صح اعتبارهما من خصائص المتصوفة ‏ وقد انتهينا إلى أنا لا نرد البيت 
لمجرد انتساب اللفظ إلى طائفة معينة . ما لم يسبب غموضا أو تعقيدا أو إبحاء 
لا يناسب المقام . وليس فق أحد اللفظين السابقين شىء من ذلك مما يقضى بعيبه 
ورده » وعلى ذلك لا نوافق الثعالبى على رد البيت وعدم الرضا به . أما باى الأبيات 
الى سيقت ى هذا انال فإنه لاا يصح تنابها تحت هذا العنوان بل [نبا ترجع إلى 
عيب آخر من عيوب الأسلوب وهو الإإكثار من -حروف الصلات . 

والحق أن أمثال بيى وبيتى . ويخيرنى عبى ومنه منى . أظنى منى . قلقة 
فى النطق فضلا عما شابها من بساطة فق الفكرة أوإغراق فى المراد . 


: كا أخذوا عليه كثرة استعمال ذا الإشارية‎  * 
و وهو أ كبر الشعراء استعمالا لذ! الى هى للإشارة » وهى ضحيفة ىق صنعة‎ 
: دالة على التكلف »ع(؟) وذلك مثل قوله‎  رعشلا‎ 
)30 لولم تكن من ذا الورى الّذ" متنك هو عقمت يعمولد سلها حو أ‎ 
ولو تصفحت شعره لوجدت فيه أضعاف ما ذكره من هذه الإشارة وأنت‎ « 
لا تجد فى عدة دواوين جاهلية حرفا . والمحدثين أ كير استعانة بها . لكن قى الفرط‎ 
. والندرة . أو على سييل الغلط والفلتة »(؟؟‎ 
. قلت له قى يعض ما كان مجرى بينى وبيته‎ ١ وأول من لاحظ ذلك ابن جبى‎ 
تستعمل ذا وذى فى شعرك كثيراً . فأمسك قليلا ثم قال إذ هذا الشعر لم ينشد كله‎ 
4١ ص‎ ١ واليتيمة ب‎ ١٠١٠7 الددوات ص‎ )١ ( 
والبيت يتعلق معناه ما قبله وفبه بصف نحوله ثم يقول ولولا أنى مستيقظ لظننت نفسى يالا وظنتتى‎ 
. فى حلم أحلم ينقمى على هذه الحالة‎ 
. 7” (؟) الوساطة صن‎ 
الديوان صصى 47 أى لو لم تكن غسمن من ولدتهم حواء لكانت حواء برغم كترة ولدها عقرما‎ )( 
. لحدم الاعتداد يسواك . ومع أنك واحد من الناس إلا أسهم جميعاً دوقتك وأنت صاحب البد الطولي علهم‎ 
. الوساطة صى هل‎ ) * ( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5 
ف وقت واحد . قات له صدقت إلا أن المادة واحدة . فأمسك١١)‏ ع . 

وف صمت الرجل قليلا ثم [مساكه عن اللحدل والنقاش . دليل على اعتراقه 
يصحة ما واجهه به الناقد . 

ونحن تأخخل من إجابة المتنى هنا دليلا نستدل به على ما سبق أن قررناه من أن 
اليجل لم يكن يتعمد الغريب ولا يقصد الالتواء والغموض كا قرر العسكرى 
والقيروالىق من قبل . 

لآن الرجل حاول ف هذا المقام أن يعتذرعن تكرير الإشارة ويبرر كيرتها فى 
شعره باختلاق الزمن الذى أنشده فيه . مما أنساه أنه أفرط فى استعمال الإشارة . 
ولو كان يتعمد أمثال ذلك لسمعنا منه تدعما لوجهة نظره فى هذا التكرير إن 
كان يقصد إليه . ويتعمده . أو يتعمد سواه من سائر السهات الأسلوبية الى 
تعرضنا لحا فها سبق ولسمعنا منه دقاعآ أقوى من هذه الحجة الواهية الى لم تليث 
أن البارت »2 ثم استسلم المتنبى لنقد ابن جى يبذا الصمت الموحى بالإذعان 
والتسلم مع أن تكرير اسم الإشارة أدى خخطراً من تعمد الغريب وقصد الغموض . 


ه - استعماله لكلمات غير شعرية : 
(1) إما لقبح ما توحيه إلى النفى من دلالة نا فى قوله7") . 
خسف الله واستر ذا الحمال يبرقم 2 فإن لست حاضت ف الحدورالعواتق 
فقد تعقبه الخحاتمى فى قوله حاضت وأسقط البيت من أجلها . كا أسققط 

الصاحب قوله : 
لف على شغى بما فى خخم. ها لا عفف عحما قى سراويلاتها 
من أجل سراويلاتها على رواية . 
فتمقد قال «وكانت الشعراء تصف المآزر تنزيبا لألفاظها عما يستيشع ذكره 

حبى تخطى هذا الشاعر المطبوع إلى التصريح الذى لى يبتد له غيره ققال : 

)١١(( 7‏ شرم أبن جى ص ١7‏ . 

(؟) معج الأدباء م١‏ ص 1١84‏ . 


( *) الديوات ص *#ه والعواتق الخار بات قار بن الخلم . 
( 4 ) الديوات ص 4 4 ١‏ والشغف شدة الحب واالحمر حمع خمار غطاء الرأس . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ه46 


إلى على شغى . . . . البيت . 
وكثير من العهر أحسن من عفافه هذ١ ١١‏ ). 
ولم نجد لرواية الصاحب سنداً فما بين أيدينا من مصادر . والذى بالديوان 
إف على شغى ببما فى تحمرها لأعف عما ق سرابيلا:!92؟) 
وعلى ذلك سار بعض الشراح . ونقل العكيرى ما يفيد أن الصاحب حرف 
البيت إلى سراويلاها ليسلم له النقد والتتجريح . فقال : ١‏ قال العروضى . سمعت 
أيا بكر الشعرانى يقول هذا مما عابه الصاحب اين عباد على المتتى . وإنا قال 
المتنبى عما فى سرابيلاتها وهو جمع سربال وهو القميص وكذا رواه الحوارزيى7). 
ونحن تميل إلى رواية الشعرانى لأنه لازم أيا الطيب وخدمه . وكان أكثر به 
خلطة من سواه(*). 
تم إنها رواية الحوارزى . والحوارزتى من أشبر رواة الشعر وحفاظه*2 رمن 
أى الطيب المتننبى . وعلى هذه الرواية الى رجحناها ووثقناها يسم البيت من 
العيب وينجو من التقد والتتجريح2 . 
كا يتعقبه فى قوله ى مدح مساور ين محمد الروى . 
فغدا أسيرآا قد بللت ثيايه بدم وبل ببوله الأفخاذا 
فكأنه حسب الأسنة حلوة ‏ أو ظلهاا البرف والإازاذ]<5") 
قإنه يعقب على البيت الآأخير بقوله فلا أدرى أكان فى الحرب أم ى سوق 
الغارين باليصرة "2 ولنا أن نتعقب الماتمى فى البيت الأول 
خف الله واسير . .  .‏ البيت ‏ 
وذلك لآن الرواية بالديوان”*) . 
)١(‏ الكشف عن مساوئ شعر المتدزى ص 77 . 
(؟) الديوات ص .١**‏ 
(*) شرح العكبرى ب ١‏ صل 21١417‏ 
( 4) شرح المكيرى ب ١‏ ص 74 . 
( © ) السيط ص 7١7”‏ . 
( *) البرق والأزاذ توعان من ائعمر يكثران بالعرأق . 
( >) الكعف عن مساوئ شعر المتشى ص 7ل . 
0 الديوانت ص * ه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ب 
خف الله واسير ذا الحمال يبرقم ‏ فإن لحت ذايت ف الحدور العواتق 
وعلى رءاية الديوان سار شراح المتنى القدامى والحدثون . ولم نجد فى أى من 

مصادربًا كلمة حاضت . تلك الى أنت ف رواية الحاعى . 
ولسنا ندرى أحرف الخاتئمى الرواية عامدآ ليسلم له الهجوم والتجريح . أم أن 

المتنبى فطن إلى قبح العيارة فغيرها إلى ذايت ها بديوانه وما سار شراحه . 
كلا الآأمرين محتمل . ونحن ميل إلى أن المتنى غير العبارة إلى ذابت يدل 

حاضت يعد مناقشة الخاتمى له . لأنا لم نجده تصدى الحاتمى هنا ودافع عن نفسه 

وأنكر على ال حائمى روايته ولكنه صمت عقب مماع البيت ثم لم يتعرض له مطلقآً 

حين بدا يجيب عما عداه من ماحد . 
غير أن الإنصاف يقتضينا أن نقول إن ذكره البرنى والأزاذ ىق هذا امجال 

ليس قبيحاً ولا مستكرها . فالرجل يتكلي عن شخص استهان بقوةٍ الممدوح و يقدر 

عاقبة أمره فى ملاقاته . فخرجظانًا اللقاء سهلا ميسوراً ويحببآ لذيذآ ولكن الممدوح 
يدد هذه الظنون . فأى شىء ق تصويره وهم الرجل وخياله بهذه الصورة البى جرته 
إلى الخرب وسهلت عليه نخوضها حيها ظن السهام رطبآ جنيا - لا استهانة بالممدوح 

بل جهلا عن تقدير العاقبة من أجل ذلك مماه غرا . 

م إن اليجل عراق المولد والمنشا والعراق من أكثر بلاد العرب إنتاجآ للتمر 
فهم به أعرف وبأنواعه أدرى 2١١‏ . فهل فى ذكره بعض أنواع العّر وف تصويره 
لوقف الرجل بأنه ظن السبام شيئاً تستسيغه النفس و ,ميل [إليه العرب بطبيعتهم 
ما يسقط البيت ويذرى يه . 

الحق أنى لا أسجد لنقد الصاحب لكلمى اليرت والأزاذ الوجاهة والقوة الى تحملبى 
عل التسلم مأخذه . 

(س) وإما لآن الكلمة غير مألوفة الاستعمالع لل ألسته الأدباء وغلب استعمالها 
على ألسنة أخحرى كألسنة المناطقة أو الفقهاء مثلا كا فى قوله : 


2١0‏ العرف الطس ص ه". 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


#1 
إن كان مثلك كان أو هو كائن فبرئتت حيئتذ من الإسلام7١)‏ 


و وحمنتذ هنا أنفر من عير منفلت 2)'(6. 


> عدم الدقة فق اختيار الكلمات أحيانآ : 

كما يرى الثعالى أن المتنبى أحياناآ مخونه التوقيق ى اختيار الكلمات المناسية 
للمقام””) فيضع الكلمة فى موضع لا تصلح له . ويأق بها فى مقام لا يتطلها 
كنا ق قوله من الواقر : 

أغار من التجاجة وهى تجرى على شفة الأمير أنى |الحسيت (4) 

وذلك لأن و هذه الغيرة إتما تكون بين المح ومحبوبه 24*06 لا بين الصديق 


وصد بقه أو الشاعر وبممدوحه . 


والحق أن الشاعر جافاه التوفيق فى هذا المقام . وأخطأ فى التوجه إلى الأمير 
بهذا الحديث . وإذا كان المتنى قد تميز من بين الشعراء بمخاطبة الممدوح من 
الملوك والأمراء مخاطبة الصديق المحبوب كنا ستبين ذلك فى معرض حديثنا عن معاق 
المتنى . إلا أن ذلك شىء وما نحن فيه هنا ثبىء آخر » إذ لا توحى إلينا كلمة 
الغيرة من الزيجاجة حين جريانها على شفة الأمير إلا بمعان تتبرأ منها مواقف الصداقة 
والأصدقاء . ولا تقضى مقاييس الصداقة أن يخص الصديق صديقه بالم والتقبيل 
مما بيجحعله لغيرة المتنبى سبباً ومقتضيا . 
وى هذا المقام يرد الثعالى 25 . 


)١ (‏ تححل الممدوم واحد الدنيا الذي لم بوحد ولن تورحد متله أندا . 
0 الكتىف عن مساوئ سعر المتذى ص ه ١!‏ 
(؟) التيمة ه ١‏ اص .98٠‏ 
غ2 الديواب من 9ه . 
( ه©) الييمه - ١ا‏ ص .9٠‏ 
(5) المممة بج ا ص .9٠‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مه 
وغر الدمستق ‏ قول الوشا ‏ ة إن عليًا ثقيل وَصب١١)‏ 


حيث « جعل الأمراء يوثبى بهم . و[إنما الوشاية السعاية ونحوها ("2 . ومقتضى 
الإمارة أن يوشى إليها لا أن يوثى يها كما فعل المتنبى . 

ويعيب الثعالى هنا أيضاً قوله ىق وصف الحمى : 

إذا ها فارةتبى غسلتكبى لكأنا عاكفقان على حرام”) 

إذذة ليبس الخرام أخص بالاغتسال منه من الخحلال7*)» . 

ونحن هنا مع المتنبى . ققد اقتصر التعاللى على مناقشة البيت على أساس من 
النظرة الشرعية مغفلا اعتياراً مهما . وشيثاً ذا خطر . فالمتنى لا ينظر إلى الموقف 
من تلك الوجهة الى ينظر مها الثعالى . ولكنه يصور حالته يعد مقارقة الحمى له 
وقد أعرقت يدنه وصببت عرقه وأسالته كثيراً مدراراً . شأن الحائف المضطرب 
داعا . 

أغفل الثعالى الاعتبار النفسى والحالة الشعورية الى تستوللى على مقترف الاثم 
ومرتكب الحطيثة . حيث يظن أن العيون كلها ترصده وأن الناس كلهم يراقيونه 
فيعتريه الحوف والوجل والتدم . ويشعر بالخطيئة واقتراف الإثم . فلا يكاد ينفصل 
عن إنمه حبى يسيل جلده عرقاً ويتصيب ماء . 

وبذلك فإن المتنبى يستشعر مرارة هذا اللقاء لبنت الدهر الى تطرقه ليلا . 
ولا تخطى طريقها إليه برغم كبرة المصائب من حوله . وتعاف أن تنزل فى أى مكان 
سويى جسمه وعظامه وجلده الذى يضيق عن بجسمه وعها فتوسعه يأنواع السقام : 
كما يستشعر مرارة هذا القراق الذى سييركه خائر القوهى ضعيف العزيمة متصببف 
العرق . 

وتلك الحالة الشعورية الألعة والفراق المعقب للحسرة والندم المثير للعرق الذى 


)١ (‏ الديوات صى ++ والدمستق قائد جيش الروم والوصب التى لازيه المرض أى أنه أقدم على 
الحرب حبما اغير بقول المرجقين إنك مر يض لا تستطيع البوض يا هرب . 
20 المتيمة د ١‏ ص ٠‏ 4 ولسان العرب ج ٠١‏ ا ص ”لا . 
(>) الديوان ص 957 . 
 (‏ ) يتيمة الدهر ب ا حصس 1٠١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


44 
هو مظهر من مظاهر الحوف والالاضطراب أو الضعف والاستخذاء لا" ستشعرها 
غير العا كف على حرام ّ 
ولا نعتقد أن الثعالى أو غيره من النقاد يتكر بعد ذلك على الرجل قوله . 
كأنا عاكفان على حرام . بعد أن بينا المشاعر البى استشعرها المتنبى . والأحاسيس 
الى ححامرته والانفعال الآلم الذى وقع تحت تأثيره . والذى عبر عنه يتلك الصورة 
الصادقة الموحية ‏ 


/ا ‏ استعمال ألناظ الغزل والنسيب فى أوصاف الحوب والحد : 

وإذا كان النقاد قد توفروا على هذا الديوات توافراً أوقفهم على ما ساقوه من 
ماخذ ىهذا انجال فإنا لم نجد من بيهم من أدرك خاصية من خصائص المتننى 
الأسلوبية . مع أنْها من الخصائص اليارزة الى تفرد بها وأكثر منها ‏ اللهم إلا أبا 
منصور الثعالبى الذى اهتدى إليبا . وذكرها فى معرض الحديث عن محاسنه 
وذكر أنها من محاسنه الى تفرد بها والبى لم يسبق إليها . وى ذلك يقولٍ « ومنها استعمال 
ألفاظ الغزل والتنسيب » فى أوصاف الخرب واللحد . 

وهو أيضآ مما لم يسبق إليه ‏ وتفرد به . وأظهر فيه الحذق بحسن التقل وأعرب 
عن جودة التصرف و«التلعب بالكلام 42١7‏ . 


كموله : 
وكقوله : 
شجاع كأن الخرب عاشقة له إذا زارها فدا ته باللخيلوالراجل (*) 
وكقوله : 


وكم رجال بلا أرض لكترتهم)- تركت جمعهم أراضاً بلا جل 


. ١١# ص‎ ١ المتيمة ج‎ )١ ( 

(؟) الديوانت ص ١١١‏ والينيءة ب ١‏ ص ١١5‏ الآسل > الرماح . أى أن أقوى الممالك ما وقفت 
دوها الخرس الذبن يعشقون هرب . 

( ") الديوانت ص ”8٠‏ وا'مئيمة جح ١‏ ص ١١7‏ والمعبى أنه لشجاعته بنجو ءن المهالك فكأن الخرب 
تستبقيه وسهلك من عدأه قداء له . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ه ه١١‏ 


ما زال طرّقتك يحرى فى دماتهم 2 ححبى مشى بلكمسشى الشارب الكل )١(‏ 

وكقوله : 

والطعن شزر والأرض واجفة كأنما فى فوؤادها ‏ وهل 

قد صيغت تحدها الدماء ها يصيخ -خد الخريدة الحمجل 

والخيل تبكى جلودها عرقاً 2 بأدمم ‏ ما تسحها مقل (؟) 

ويكتى الثعالبى من التعليل هذه الخاصية . بأنها لون من الحذق بحسن النقل 
والإإعراب عن جودة التصرف والتلعب بالكلام ”؟ 

ول حاول أن يتقدم أكثر من ذلك . فيكشف لنا عن متايع هذه الخاصية 
إلى مجال . ومدى قدرته على خلق المناسبة الى تستدعيها ى الها العديد بحيث 
لاا تشعر يالغربة ونحس بالنفور . 

ولو أن الثعابى فعل ذلك لفتح بابآً واسعاً لدراسات نفسية ونقدية ذات قيمة 
ووزن ولكنه لم يفعل أكير من عرض الظاهرة والاستشباد عليبا وبحسبه أن اهتدى 
أذ تلك الميزة من ميزات أسلوب المتنى . تارك لغير - من الدارسين أن بوسعوأ 
البحث ويعمقوه مما يتناسب ومعارف جيلهم ٠‏ قا وثقافة قبيلهم 5 

والدذدى ثرأه أن المتتتى وفك أدراء مأ أدراء من | لحروب مم سيف الدولة 5 
وحاض ما خاض من العارك ‏ شعر بلذة النصر وما تستشعره النفس من فرح 
7 وسرور وار على الأعداء ونشر السلطانت عادىم عل دسم 9 إت 
9 كا يدون د عل كل كد اليا ماملى فى أرض الشام . حى 

)١ (‏ الديوان صن ١١4‏ . الطريف ع الفرس العتيق والممنى أنك أفتيت الكيوزى الكمره العدد فأخليت 
الأرض مته د تسر فرسلك ى السير فوق جتهم فسار سيرة الشارب لعل . 

)١ (‏ الديزت ص ٠١4‏ الشذر ع النظر بمقخر العين . واجفه ح مضطربة ‏ الخريدة ع المرأة 
الحيتية اميلة . السح حه صب الماء ‏ والمعنى أن المعركة كانت شديدة وقد سالت فها الدماء غزيرة قصيغت 
وجه الآرض كا بصبغ الحجل وجه الففتاة . الحيبة . 

(7') يتيمة الدهر : ب اص 2.1١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


٠١٠١١ 


الدينية الى ارتبط بها ديهم ولا يست عقيدنهم )١(‏ . ولم يكن رد سيف الدولة 
عليهم إلا تأمينآ خنسه وتدعما لدينه وحماية لممتلكاته . مما بجحل الحرب -حرباً مقدسة 
تخوضها النفس أمنة راضية مطمئئة . 

من أجل ذلك هام يها المتنبى وتغنى بذّكراها كما لو كانت شيثاً حبيباً إلى نفسه 
أثيراً تلدى فؤاده . 

م إن المتنبى كان كثير التخنى بالفروسية . 

الحيل و«الليل و«البيداء تعرقى والسيف و«الرمح والقرطاس والقلى (؟) 

كثير التحريض على الخحرب والقتال . حبى كانت باكورة إنتاجه الفى 
مشرية محمرة الدم . 

لا تحسن الوفرة حبى تثرتى 2 منشورة الضفرين يوم القتال 

على فبى معتقل صعدة 2 يعلها من كل وا السيال7) 

ومهما كانت دواقع هذه الظاهرة قى نقسه . فلا بالإضافة إلى ما سجله الرواة 
عنه من أنه كان فارسا ماهراً » «*) تدلنا على أنه كان يسسهل تحوض المعارك 
كا كان يستطيبها ويلتذ بها . فتغتيه يها وخلعه عليها ألفاظ الغزل والحيام بالنسية لذلك 
كله أمر طبيعى إلى حد كبير . 

هذا ما ذكره النقاد فى ألفاظ المتنى . أما تراكيبه فقد أحذوا عليه . 


خخ جد 


> انخختلاف النسج‎ ١ 
ومعناه أن أسلوبه أحيانآ لا يأتى على نمط واحد . ونظ متناسب - فهو كا‎ 
يقول الصاحب « بعيد المرجى فى شعره كثير الإصابة فى نظمه إلا أنه رعا يأتى بالفقرة‎ 


)١(‏ انظر تار دخ العرب جورريبى فيمليب ترجمة المرحوم ميروك نافع مجلد »ا ص 87م وانظر 
تار مخ مصر ق العصور الوسطى الدكتور على يراهم حسن ص 08؟ . 

( ؟) الديوإنت ص 7٠7‏ #صف تفسه بالشجاعة والفصاحة حى أصبح العلل الأوحد فيما وحى عرقه 
القلم وعرفته الغيل . 

() الديوان ص ؛ الوثرة > الشعر فى مقدم الراس والضقر - الحصلة المضفورة من الشعر . 
الصمدة > الرمح . واعتقّل الرمح س حمله . والسبال س الشارب . 

( ع الصبح المنتى ب ١‏ ص 4ه © مه 1١46)‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


0 
الغراء مشفوعة بالكلمة العوراء .)١()4‏ 

« وما أكير ما بحوم حول هذه الطريقة . ويعود هذه العادة السيئة ويجمع بين 
البديع النادر والضعيف الساقط . فبينا هو يصوغ أفخر حلى وينظ, أحسن عقد 
وينسج أنفس وثى وحتال فى حديقة ورد إذا به وقد ربى يالبيت أو البيتين فى إبعاد 
الاستعارة أو تعويض اللفظ أو تعقيد المعبى إلى المبالغة فى التكلف والزيادة قى 
التعمق والحروج إلى الإفراط والإحالة والسفسقة والركاكة . والتيرد والتوحش باستعمال 
الكلمات الشاذة شمحا تلك امحاسن وكدر صفاءها وأعقب حلاوتها مرارة لا مساغ 
لها واسهدف لسهام الطاعنين . فهما نشر أبو الطيب من هذا الغط قوله من افيف 

أتراها لكعرة العشاق ١‏ تحسب الدمع تخلقه فى المآ ى7') 

وهو ابتداء ما سمع عثله ومعبى تفرد بابتداعه . ثم شفعه با لا يبالى العاقل أن 
يسقطه من شعره فقال : 

كيف ترب الى ترى كل جفن2- راءها غير جفها غير راق7") 

وكعهدنا بالتقاد عدوتنا بالحكم العام على الشاعر ى كل مأخذ من مالخذهي 
عليه دون أت بمدونا بالشواهد الوافية الى بنوا حكمهم العام على أساس منها . والى 
تجعلنا نثمن با قالوه . دون شك أو ارتياب . نرى مهم هنا مسايرة لهذا الاتجاه 

وربما كان الصاحب بن عباد أدق من سواه فى هذا المقام . فإنه يضع بين 
يديك ما ين أن المتتى لم يكن مكثراً من هذا الغط . وم تصبح هذه الظاهرة 
عادة من عاداته محتذيها ىق كثير من قصائده . بل أشعرك أنه يأق بها على الفرط 
والندرة . يدلنا على ذلك قوله «إلا أنه ريما يأى بالفقرة الغراء مشفوعة بالكلمة 
العوراء”* أ. 

وحن لا نتوقع مطلقاً من شاعر مهما كانت طاقته الفنية أن يسلم كل إنتاجه 

)١ (‏ الكشف عن مساوئ شعر المتننى ص 7 . 

(؟) الدبوان ص م١‏ . 

( **) يعيمد الدهر جد ١‏ ص 58 . 

وراءها مقلوب رآها . و راق عه متقطم الدمع أى كيف ترف المعشوقة الى ترى كل جفن غير جقئها 


ياكباً علها لفقدها . 
( 4 ) الكشف عن مساو شعر المندى ص " . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 

من النقد والتجريح وينجو من المؤاخذة . فعا لم الحمال ومقومات الحسن أكبر 
من أن نحصيبا شاعر . وإذا صح لشاعر أن يعيها كلها . فن العسير عليه أن 
يلتزمها كلها ويى بها جميعها فى كل ما أنتج من شعر على مدى الحياة . وعللى 
اختلاف الأغراض والظروف والأحوال والمقامات . 

إلا أن التعالى عدنا بيضعة شواهد تضمتها كلها أربعة قصائد من قصائده 
يرى أن المتنبى فيها قد خانه التوفيق . ولم يستطع أن مخرج يها متحدة النسج متتجانسة 
السبك . و بتتبع ما ألى به الثعالى فى هذا المقام تتجد الأمر ق حاجة إلى مناقشة 
ورد . 

ولن يعوزنا الدليل أو المقياس الذى نحاج به الثعالى فى هذا المقام . لآنه 
عرفنا من قبل مراده من معبى اتحاد النسج بما لا يخرج مطلقآ عن رأى التقاد . 
وهو أن تكون الآبيات والخمل فى مرتبة متتجانسة من القوة والحزالة أو الرقة والسهولة 
حسب مقتضيات الأحوال والاعتبارات والمقامات الؤتلفة . 

ولكنه فى معرض التطبيق ييرك هذا الأصل العام ويناقش بعض كلمات 
المتنبى وألفاظه مما يعود ينا إلى مقياس آخر من مقاييس الأسلوب الوفيرة الكثيرة . 

ولنعرض هنا الشواهد الى ساقها فى هذا المقام . قال الثعاللى : 

وقال من قصيدة جمع فيها الشذرة والبعرة والدرة والا جرة ( من الكامل) 

للك يا متازل فى القلوبس متازل اقفرت أنت وهن متلك أواهز )١(‏ 

وهذا ابتداء حسن ومعبى لطيف . ثم قال : 

وأنا الذى اجتلب المنية طرفه فسمن المطالب و«القتيل القاتل”") 

وهو وإن كان مأخوذاً من قول دعبل ( من الكامل) . 

لا تطليا ‏ يظلامى أحدا طرق وقلى فى دصحى اشر كا(”) 

فإنه آخذ بأطراف الرشاقة والملاحة . ثم استمر ى قصيدته فجاء بالمتوسمط 
المقارب والبديع النادر والردى التافر حيث قال : 
)١( 0‏ الديوان ص ١67‏ يخاطب ديار الأحبة فيقول أنْها المنازل قد تمعل يالك ى قلى غير أنك 
درست وما زالت القلوب عامرة بذ كراك . 


( ؟) الديوات ص ١77‏ . المنية ص الموت أى أنا المتسبب فى سقاق بنظرق إلياك ‏ 
( *) أى أنا المستول عن هلاكى حيما هام قلى يمن رأمها عيى فلا تقنصوا لا كى من أحد . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١٠١ 

ولذا امم أغطية العيون جفونها ١‏ من أنها عمل السيوفلاعوامل )١(‏ 

وهذا معبى ق تهاية الحسن واللط, لو ساعده اللفظ . ثم قال : 

وقفة سجحرتك شوقاً بيعدما غرى الرقيب بنا ولج العاذل(؟) 

فلم يحسن موقع قوله سجرتك أى ملتك ( هكذا الرواية بلحم . ولو كانت 
يالحاء من السحر لم يكن بأس) 7" . 

فالثعالى هنا لا يناقش مناسية بيت من الآبيات للذى سبقه ولا مجانسة نسجه 
للذى يليه . كا هو الظن . وكا هو مقتضى السياق ولكنا تراه يتعقبه فى قوله 
سجرتك . ويرى أنها غير مناسبة للمقام وأنها لم يحسن موقعها من النظم . 

ولسنا ندرك علة يستند إليها التعالى ق نقد كلمة سجرتك . 

لأن الكلمة فصيحة وردت ف القرآن الكريم فى قوله تعالمى « والطور . وكتاب 
مسطور . فق رق منشور . والبيت المعمور . والسقف المرفوع » والبحر المسجوره”؟) 

والكلمة فى مدلولا اللغوى تفيد معبى ملا أو معبى أوقد0*). 

وكلا0.ا مناسب للشوق ولوقف الغرام الذى يتناوله الشاعر . 

الحق إنا لا نوافق الثعالبى على نقد كلمة سجرتك لا بينا من أسانيد . 

وإذا كان الثعالبى قد تعرض لقول المتنى . 

ولذا اسم أغطية العيون جفونها . . . . البيت . 

فإن نقده ينصب على ما فيه من غموض ق المعنى يسبب فساد ترتيبه . يدليل 
قوله معبى ق بهاية الحسن لو ساعده اللفظ . ولاا يعرض لمدى مناسية صياغته ما 
سبقه ولا يليه . مع أنه مقتضى السياق . وربا كان قد تركه لأن المقام يبينه ويشير 
إليه ونحن إذا وافقنا الثعالى على ما ذ كره ق هذا البيت فلن نستطيع موافقته على 
ما ذكره فى البيت الذى يليه . ها بينا منذ قليل . 

١ (‏ ) الددوان ص ١8‏ يقولٍ إنما ميت أغطية العيون جفوناً لآنها تضم عيوفاً تعمل عمل السبوف 
فسميت باسم غمد السيمف . 

( ؟١)‏ سححرتك : ملأتك أو أطيتك أى كر وقفة لك مع الحبيبة أطبت مشاعرك ولم تستطم إرواءها 
لوقف الرقيب . 

(*) يسمه الدهر ج ١‏ ص 6" . 


( 4 ) سورة الطور أية » . 
( ه) المصياح المنثر ص 767 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


كا يتعقب الثعالبى قول المتننبى من الطويل : 

ليالى بعد الظاعنين شكولب طوال وليل العاشقين طويل!١)‏ 

يبين لى البدر الذى لا أريده ويخفين بدراً ما إليه وصول 

وما عشت من بعد الأحبة سلوة١‏ ولكتى للنائبات حمول 

وما شسرفق بلماء إلا تذكراً لاء به أهل الحبيب دزول 

بحرمه لم الأستة فوقه ‏ فليس لظمآن إليه وصول 

ويعقب على تلك الأبيات بقوله . « من قصيدة اخترع أكثر معانيها وتسبل 
فى ألفاظها فجاءت مصنوعة » ثم اعترضته تلك العادة فقال17). 

أغركم طول الحبوش وعرضها على شروب للجيوش أكول 

إذا لم تكن للّيث إلا فريسة2 غناه هلم يتفعك أنك فيل 

تم أتى بها هو أعظٍ منه فقال . وذاكر الصاحب أنه من أوايده الى لاا يسمع 
طول الأيد بمثلها . 

إذا كان يعض التناس سيفاً لدولة فى الناس بوقات لما وطبول 

فإن تكن الدولاات قسماً فإنها لمن ورد الموت الزؤام تدول 

قال الصاحب قوله الدولاات وتدول من الألفاظ الى لو رزق فضل السكوت 
عنها لكان سعيدا (). 

وليس بالآبيات ما يستوجب المؤاخذة واللوم ‏ فها نرى - وذلك لآن الشاعر 
يستفتح قصيدته بالغزل وشكوى الفراق . وما ألم به من وجد وألم بعد رحيلهم ويبعلم 
عنه . وهو هنا كعهدنا به مهالك حزين . لا يطيق لوعة البعد . ولا يتحمل ألم 
الفراق . ومثل ذلك الغرض يستدعى بطبيعته الرقة ويستوجب السهولة . 

ولكن الشاعر بعد انتهائه من الغزل ينتقل إلى الغرض الأصلى المسوق له النص 
وهو مدح سيف الدولة والتعرض لاحدى غزاواته للروم . وملا" حقته جيشهم اللجب . 
)١( 0‏ الدموان ص 8+4 واليتيمة ج ٠ص‏ 586 . 

وى الآبيات بتبئنا آن سفر محبوبته أو رثه الآلام والأسقام وأنه عاجز عن الصبر على فراقها م ييس أن 
هذا المحبوب فى منعة وحراسة حيث لا يستطيع أحد أن يتعرض له 

(؟) الإشارة ها إلى أخدلاف النسخ . 

(*) اليتيمة ج ١‏ ص 55 والكشف عن مساوئ شعر المتنى ص 17 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 
الكثير العدة الوفير العدد . وتعقبه الدمستق الذى فر من المعركة جر يحاً مؤثراً النجاة‎ 
بروحه على الموت فى ساحة القتال . ملفا ابنه صريعاً معفراً . جتدلته رماح سيف‎ 
الدولة . ذلك الأمير الذى لا يبالى يكثرة الءسداد” ولا يقوة العنداد” لأنه وحده أقوى‎ 

من ابليوش وأضرى من الأسود . 
قلما رأوه وحده قبل جيشه دروا أن كل العالمين فضول 
وأن رماح الخط عنته قصيرة وأن حديد المتد عنه كليل )١١‏ 


ومثل ذلك الغرض الذى انتقل إليه الشاعر يستدعى اللحزل من الألفاظ 
والقوى من التراكيب والشديد الآسر من الأساليب الذى يشعرنا باحتدام المعركة 
من كل جانب . فإذا ما استوق الشاعر هذه الاعتيارات وراعى هذه الواجيات 
الفنية ى كل مقطع من مقاطع القصيدة . فلا يؤاخذ بمخالفته النسج الذى استفتح 
به قصيدته من رقة وسهولة لآنه فى كل منها مساير للغرض الذى يريده وللفكرة الى 

وما دامت القصيدة مكونة من مقاطع فكرية ونفسية يأخذ بعضها يحجز بعض 
فالشاعر البارع من يعطى كلمقطع مها الاعتبار الفى الذى يناسيه والصقة الى يجب 
أن يخرج عليبا . على أن يحسن الربط بين كل مقطع مها والذى يليه ربطأ يشعرك 
بالتسلسل الفكرى والرايط التفسى . 

وقل ألجاد المتنى هنا الإجادة التامة . وأعطى كل غرض ما يستحقه من 
الانفعال وأنى بمأ جانسه من الأساليب ويوائمه من الرا كيب . 

وقد كنا نلومه ونتعقبه لو أنه دفع إلينا فى ثنايا غزله ببيت أوأكثر نلمح فى أى 
مها شيثاً من القوة والصرامة وشدة الآسر الى نلمحها فى ثنايا المديح ووصف المعركة 
ولو أنه رقق العبارة وسبل الأسلوب وألان التركيب حين يتحدث عن قصف 
الرماح وصليل الذكوروتطاير النقع وانطلاق الخيل وسقوط الصرعى وما إلى ذلك . 

أما أن يستفتح بالرقة والسهولة المناسبتين لمقام الغزل ثم ينتقل من ذلك إلى القوة 

)1١ (‏ الدبواتث ص 707٠١‏ والممى أن ممدوحه بفوق الناس أجمعين وأنه من الشجاعة والقوة فى القعال 
بحيث تسجز الرماح عن إصاينه والنيل منه كا لو كان محجياً لا تصل إليه الرماح والسيوف ‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1١١7 
والحزالة والصرامة -حين يتكلم عن ادرب واخرى والنزال والقتل والقتال فذلك ما لا سبيل‎ 
. إلى المؤاحذة قيه أو اللوم عليه . بل إن ذلك أمارة فنية الشاعر ودليلالتبوغ والعيقرية‎ 
وقد اقتصر الثعالبى حين عرضه للنص على أبيات متفرقة فى ثنايا القصيدة‎ 
تبدومن مقارنها يعضها ببعض متنافرة النسج رديثة العركيب محتلفة النظ متقاوتة السبك‎ 
ولكن الآبيات فى مساقها الطبيعى من النص وترتيبها ى القصيدة تبدو صورة فنية‎ 
. مكتملة متناسبة بحيث لا تشعر بين بيت مها وسواه بشّىء من التنافر أو التفاوت‎ 
ولسنا تدرى لم توقف الصاحب عند قوله الدولات وتدول . مع أنها من مستلزمات‎ 
الحرب والقتال . ثم إنها ى ذاتها سليمة التركيب . فصيحة الاستعمال١١2 وق‎ 
تعقيب المتنى على الدولات بكلمة تدول موسيى «جميلة مبعها تجانس الكلمتين‎ 
تجانسا يشبد له باليراعة وصفاء النفس . وربما كان موقف الصاحب منهما يسبب‎ 
ماتوحيان به من الدمار وانتقال السلطان  ولكن ذلك السيب متتف هنا لأنا ق‎ 
, قَّ مام حرس هدفها قطعا القضاء على دولة لأعلاء جد ألخرى‎ 
الحق أن المتنبى مظلوم مع ناقديه فى هذه القصيدة . ول يظفر فيها بالنظرة‎ 
. الفحصة والدراسة المنصفة والوقفة المتأنية‎ 
: وى هذا المقام يتتاول التعالى أيضاً قول المتنى‎ 
تدامنى وألّضفىذا القلب أحرانا‎ ١ قد علم البين مهنا البين أجفاناً‎ 
أمّلتساعتساروا كشف معنْصّمها ليلبث الحى دون السير حيرانا‎ 
بالواخحدات وحاديها ولى قمر20 يظلمن وخدهاق الحدرخشيانا"”)‎ 
. وينتقل التعالى من هذا المطلع إلى قوله‎ 
لو استطعت ركبت الناس” كلهم إلى سعيد بن عبد الله تعراتا‎ 
فيتناوله تناولا لا عمس الأسلوب و«التركيب "ا هو الظن من السياق  ولكنه‎ 
ينصرف عن ذلك إلى مناقشة المتننى فى صحة المعبى وسوء تمخلصه إلى الغرض المسوق له‎ 
. فى النص!9؟؟ وسنعرض لذلك عما قريب‎ 
. ١95 لسات العرب ب /ا١ ص‎ )١ ( 


( ؟١)‏ الدبوات ص 1١41١‏ 
وم يعبمة الدهر ج ١‏ ص ”ل . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١٠١مل‎ 


: ترديك الألفاظ لغير علة جمالية‎  * 
والنقاد على استقباح تكرير الألفاظ دون قائدة تحصل من وراء هذا التكرار‎ 
.)١(سائحلاب كأن محختلف المعبى برغم اتحاد اللفظ وهو ما يعرف‎ 
أو تتكرر الكلمة ويمختلف المتعلق بها فى كل مرة . وهذا ما يسمى بالبرديد'؟)‎ 
: ولكن المتنى يكرر اللقظ دون شىء من ذلك قا فى قوله‎ 
ولا الضعف حبى يتيع الضعف ضعفه - ولاضع ل ف ضع ف الضعدف يل مثلهألف!؟)‎ 
: وقوله‎ 
)*( فقلقلت بالم الذى قلقل الحشا قلاقل عيس كلهن قلاقل‎ 
ويرى العسكرى أن هذين البيتين أقبح أبياث وعاها مما اشتملت على هذا‎ 
العيب”*2 والقيروانى على أنالمتنى « .جعل ذلك نصب عينيه حبى مقته وزهد فيه'1')‎ 
. وحبّى رج به أحيانة عن حد الشعر . كا فى قوله‎ 
أسد” فرائسبا الأصود يقودها  أسد تكون له الأسود ثعالبا9)‎ 
وبالرغم من أن المتنبى كرر كلمة الأسد فق هذا البيت تكريراً لم يرق القيرواى‎ 
فإنا نجد الكلمة فى كل مرة من مرات ذكرها فى البيت وفت المعبى المسوقة‎ 
له . أحسن توفية واختلف إطلاقها ى كل مرة اختلافاً مجعل لتكريرها سند مقيولا‎ 
وعلة مستساغة . وبذلك فإنا لا نقر القيروانى فى رده للبيت وعداه ضمن الساقط‎ 
. من شعر المتنى للتكرير الممقوت‎ 
ولسنا ندرى من أين -جاء القيروانى بقوله إن المتنبى جعل ذلك نصب عينيه‎ 
حى مقته وزهد فيه » دوت أن عد نا بإحصاء ما ذ كره المتنى من أبيات تشتمل‎ 
على هذا العيب . ول يذكر لنا هذا الإحصاء سواه من النقاد . وقا سيق أن بينا‎ 
. ١١ الصتاعتن ص‎ )١ ( 
."٠6٠. ؟) العمدة جد ص‎ ( 
الديوان ص77‎ 4 *( 
. الديوات ص 7 وقلاقل العيس سعفاقها‎ ) 4 ( 
. 794 ه ) الصتاعتين ص‎ ( 


(5) العمدة جاص “.م 
( ؟) الديوات ص م أى أن جند الممدوح ف قرةٍ الأسد يقودها أسد تخشاه صتاديد الحرب . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4ك 
رأينا فى قولم إن الشاعر يتحرى هذا العيب وقلنا إن هذا التعمد أمر مستحيل الوقوع . 
وأنه قد يكون أثرأ من ثار انصراف الشاعر إلى الفكرة أو غير ذلات من الاعتبارات 
التى قد يهمل الشاعر أسلوبه من أجلها أو يضطرب الأسلوب عليه يسببها أما أن 
يقصد الشاعر إلى أمثال ذلك فهذا ما نراه يعيداً عن موقف الشعراء وما يرتضونه 
لفنهم . ويخاصة بعد أن يرود نفسه على قول الشعر ويستقل بفنيته بعد أن يغادر 
دور الطفولة الفنية الى تستدعى التعتر والوقوع فى كثير من الأحايين . 


“" - التعقيد : 
وذلك بالا خلال بنغلم البيت وفساد ترتييه نحيث يصعب على الذهن الوصولٍ إلى 
المعيى المقصود « وهو أحد مرا كيه الحشنة الى يتستمها وبأخذ علبا فى الطرق 
الوعرة فيضل ويضل ويتعب ويتعب ولا يجح إذ يقول فى وص فالناقة من الكامل : 
فتبيت تسلقد مسئد] فى نيبا إستثادها ى المهمه الإنضاء”١)‏ 
وتقديره . فتبيت تسئد مستد الأنضاء فى دبا اسآدها ى المهمه . أى كلما 
قطعت الأرض قطعت الأرض شحمها”''2. 
وما 2 قوله 6 المدح . 
أىق يبكوت أبيا البرايا آدم وأبوك والثقلان أنت محمد”") 
وتقديره أنى يكون آدم أبا البرايا وأبويك محمد وأنت الثقلان”*2؟ . 
والنقاد على أن ذلك التعقيد من العيوب الى لا تحتمل ولا يصح التسامح 
فيها « قلت احتملنا له ما قدمناه على ما فيه من فنون المعايب . وأصناف القبائح 
كيف يمحتمل له اللقظ المعقد واليرتيب المتعسط لغير معبى بديع بى شرفه وغرابته بالتعب 
فى استخراجه وتقوم فائدة الانتفاع بإزاء التأذى ياسماعه . كقوله : 
وفاء كا كالر بع أشجاه طاسمه-20 بأنتسعدا والدمع أشفاه ساجمه0*) 
١ 07‏ ) الددون ص 44 . تستد ع تواصل السير ‏ الإنضاء > المزال . 
(؟*) بعيمة الدهر ج ١‏ ص “الا . 
(9) الديوان ص ه«" اليرايا ح انحاوقات ‏ التقلان س الإتس والحن . 


( 5 ) يعيمة ألدذهر ج ١ا‏ ص 74 . 
( ه ) الديوات ص 1ه ١‏ طاءمة ح دارسة . ساحمة ده كتيرة . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١١ 
ومن يرى هذه الألفاظ الائلة والتعقيد المفرط فيشلك أن وراءها كنزاً من الحكمة‎ 
وأن فى طيها الغنيمة الباردة . حبى إذا فتشها وكشف عنسيرها ومسهر ليالى متوالية‎ 
قيبا حصل على أن وفاء ًا يا عاذلى بأتتسعداق إذا درس شجاى . وكلما ازداد‎ 

تدارسا ازددت له شجوا . كما أن الر بع أشجاه درأسه . 

نما هذا من المعانى البى يضيع لما حلاوة اللفظ . وبهاء الطبع ورونق الاسبهلال 
ويشح عليها حبى يبلهل لأجلها النسج ويفسد النظى" "2 » . 

والحق أن أى عيب يعمى الأسلوب ويحول دون الفكر والمعبى المراد يضع 
من قيمة الأسلوب ويحط من قيمة الشعر . لأن ذلك سيقعد به عن الإثارة والتأثير 
اللذين هما من نتائج الفهم والإدراك . وإذا فقد الشعر هذه الغاية ضاع كل ما له 
من قيمة ومنزلة . وهبط إلى مستوى المتون والحواشى البى تعبى الباحثين ق فهم العبارة 
وتستنفق مهم كثيراً من الها والفكر حبى يستطيعوا الاهتداء إلى المعبى المراد 
من العبارة الملتوية الغامضة المعقدة . 

هذه هى ماحد النقاد ىق أسلوب المتنبى . وهى ماخد سال لم بعضها ‏ وتعقبناهم 
فى بعضها الآخر . وقد رأينا من النقئاد كالصاحب والعسكرى والقيروانى من -جعلها 
سمة لازمة من سمات الشاعر بحيث يعز عليه الإقلاع عنها والتحرز منها . 

كنا رأينا فيهم مياد إلى إثبات أن المتنبى كان يعمد إلى ذلك قصدا . ويلجأ 
إليه عمدآ . ليدل على علمه باللغة . وبراعته ق سبك الألفاظ سيكا مالفآ لما ألفه 
الناس واعتاده الشعراء . و إن أوقع نفسه فى الغموض والالتواء . 

والحق أن أمثال هذه الدعاوى تحتاج إلى كثرة من الشواهد تفوق ما جمعوه 
من أدب المتنبى مما رأوا فيه جانبآ من جوانب القصور . 

أما تلك القلة من الآبيات البّى ساقوها والتى تعسفوا أحياناً فى إثبات عيب 
فيها فلا تعدو أن تكون معيبة فى ذانها إن صح ما أخذوه عليها من قصور وعيب. 

أما أن تكون دليلا على قصور الطبع وكلال اللداطر فَإها لا تنهض أن تدل على 
ذلك . 

ونحل لا نرتاب فى أن المتنى كات يتعسف أحياناً فى أساليبه تعسفاً يصم 


. الوساطة ص هلا‎ ١0 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


حلدل 

الآذن ويؤذى النفس -ححبى ليصح فيها قول الصاحب «إنها تحير الأفهام وتفوت 
الأوهام وأنها ككلام الحكل ورطانه الزط .2١(‏ 

ولكنا نرتاب فى أن هذا القدر كان من الكيرة بحيث يسقط الديوان ويقضى 
على الشاعر ويقعد به عل الهوض . 

« وقد رأيتك - وفقّك الله لما احتفلت وتعلمت وجمعت أعوانك واحتشدت 
وتصفحت هذا الديوان حرفآ حرفآ . واستعرضته بين بين . وقلبته ظهراً وبطنا لم ترد 
على أمحرف تلقطتها وألفاظ تمحلها ادعيت ق يعضها الغلط واللحن وق أسخحرى الاحتلال 
والإحالة ووصفت بعضها بالتعسف والغثاثة وبعضآ بالضعف و«الركاكة . ويعضاً 
بالتعدى ق الاستعارة . ثم تعديت بهذه السمة إلى جملة شعره فأسقطت القصيدة 
من أجل البيت وفيت الديوان لجل القصيدة . وعجلت بالحكم قبل استيفاء الحجة 
وأبرمت القضاء قبل امتحان القشبادة!؟2 . 

ويبدو أن اللترجانى بهذه العبارة يعبى الصاحب بن عباد الذى تحامل على 
الشاعر وجمع له من ديوانه قرابة ثلاثين بيتآً رأى فى كل مها عيبا من العيوب الى 
تقعد بها عن الوصول إلى المستوى اللحمالى المنشود . 

ولكن الصاحب يبذا الحكم متجن على الشاعر لأن هذا القدر لا يكاد يذ كر 
بالتسبةلذا الديوات الضخم الذى يبلغ ماحواه من الأشعار خخمسة 1 لاف وأر بعمائة 
وأربعة من الأبيات2'7 . 

فضلا عن أنبعض الأبيات الى ذكرها من شعره على ,نبز معيبة ناقشناه فيها 
وانسهينا إلى أنها لا نجد فيها ما يستحق المؤاخدة واللوم . 

فضلا عما فى بعضها من تحريف أو تأويل لا يقصده الشاعر . 

والحق أن الصاحب كان متجنياً على المتتبى لا قى مآخذه الى ساقها بل ىف 
تعميمه الحكم عليه . 


ونحن نعلم سيب تتحامل الصاحب على المتنبى . وذللك لأن « الصاحب 


2١0‏ الكشف عن مساوىء شعر المتتذى ص ٠‏ الخكل ح من ف الستبم عيب حول دون صحة النطق 
الزط -- جيل من العجر وأصلهم من اطنود ثارو ف أيام المعتصم واستولوا على طر يق البصرة وفرضوا المكوس 
الخائرة على السقنوقد هزمهم المعنصمعل يدى قائد جيشه عجيف بزعنيسة يعد قتال تسعة أشهر » راجع تاريخ 
الإسلام السيامسى ب 7 صن 77 . 

( ؟١)‏ الوساطة ص 548" (0*) زيادات ديوان شعر المتدى ص "5 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١١ > 


اين عباد طمع فى زيارة المتنبى إياه يأصفهان وإجرائه مجرى قصاده من ر قساء 
الزمان . وهو إذ ذاك شاب والخال -حويلة والبحر دجيلة . وم يكن استوزر يعد . 
فكتب يلاطفه فى استدعائه ويضحن له مشاطرته جميع ماله . فم يقم له المتنى 
وزنآ ول بحبه عن كتايه . وقيل إن المتنبى قال لأصحايه أن غليما معطاء بالرى 
يريد أن أزوره وأمدحه . ولا سبيل إنى ذلك . فصيره الصاح ب غرضاً يرشقه يسهام 
الوقيعة وتتبع سقطاته فى شعره وهفواته وينعى إليه سيثاته وهو أعرف الناس بحسناته 
وأحفظهم وأكترهي استعمالا وتمثيللا به ى محاضراته ومكاتياته 2١7‏ . 

كنا أننا نعلمى سبب تحامل الحاتمى وسيب عنفه ق المجوم مما ستعايلكه فى غير 
هذا المقام'"؟ . 

وقد كانت هذه المنازعات الشخصية سبياً فى تلك الأحكام العامة الى لم تقف 
عند ما عيرت عليه من عيب مما -حصلته من نقص . يل تجاوزت ذلك إلى -حد 
إنكار كل ما له من ميزة وقضل”"' . 

ولعلها كانت امثير الذى حدا بالمعرى فما بعد إلى أن يقف موقف المتعحصب 
للشاعر حبّى أنكر القدرة على تغيير لفظ من ألفاظه أو كلمة من كلماته فتجىء 
حسنة مثلها وليس معبى ذلات أن الدراسة الموضوعية لأسلوب المتنى ضاعت فى 
غمرة هذا ابكدل بين الأنصار والنصوم : ولكنها ظفرت يحانب كبير من عناية 
عيد العزيز اللترجانى وألى منصور الثعالى . 

وبرغم أنا نلمح فيهما عاطفة قوية نحو الشاعر . حى ليصيح لنا أن نجعلهما 
محاميين له ومدافعين عنه . إلا أن تلك النزءة لم تنسهما أن يتجرد حكمهما من 
الهوى ‏ وأن يعرضا مالخذ المتنبى وحسناته عرضا لا تحيدز فيه ولا تحامل ويذلك 
اسهدفا عرض المتنى على ما هو عليه . لا كا يريد أنصاره ولا كا يروم خصومه . 


1 ١8٠١ ص‎ ١ الصيح المتى ج‎ ١0 
. (؟) انظر فصل فلسقة المنتى وصلبا يفلسفة ارسطو يالياب الثالث من هذه الرسالة‎ 
. 154 ص‎ ١8 م2 معجر الأدياء ب‎ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١١1 


الفصل الثالى 
معالى المتنى 


انتهينا من بيان آراء النقاد فى أسلوب المتنبى . ورأينا أنهم اننهوا فى ألفاظ المتنى 
وتراكيبه إلى نتائج . سلمنا لم وجهة نظره فى كثير منها وخالفناهم فى بعض 
ما ذكروه استناداً إلى مقاييس نقد الأسلوب الى كانت فى متناول أيديهم . 

م يكن هدفنا قى جميع ما سيق استقراء كل ما ساقوه من شواهد . وإما 
كان هدفنا استقراء أنواع الماحذ الى أنحذوها على أسلوب المتنى . ناسبين كلا 
منهبأ إف علم من أعلام النقد . أو إلى مجموعة من النقاد ممنتناولوه بالدراسة والتحليل . 

سنتناول الان آراء النقاد فى معانى المتنى . وسترى أن النقاد فى هذا الجبال 
يكادون يتفقون على كثير من الحقائق الى قرروها . وإذا كنا فى مجال الدراسات 
الأسلوبية قد رأينا اختلافآ يكاد يصل إلى طرف النقيض بين النقاد . فلن نرى هنا 
أمثال هذه الحلافات برغم تشعب البحوث وتعدد أنواع الدراسة . 

: التجديد والابتكار‎ - ١ 

التجديد والابتكار من أهم مظاهر العبقرية الفنية . ومن الآدلة على براعة 
الأديب فى إدراك أعماق التجارب الى يمر بها . والنتائئج البى تنتهى إلبها . ومن أمارات 
قدرته على الحلق الفبى المقنع للعقول المثير للعواطف والنفوس . ومن الآدلة على 
ثقافة الأديب واتساع باعه فى مجال الأفكار والمعانى . 

والتجديد والابتكار من أسمى ما يقدمه العباقرة للبشرية . ومن أجل ما يبدى 
إليها فى أية زاوية من زوايا البياة . لأأنه نوع من السيق المعين على التقدم والموض . 
ولون من ألوان كشف الجهول الذى هو غاية كل مفكر عامل على إسعاد بنى 
الإنسان . 

وإِذا كان الاهتداء إلى الحديد فى محيط الحياة المادية من الصعوبة بحيث 
لا يتيسر إلا للقليل من الأفذاذ بعد النهد المضى والنصب الطويل . فإنه فى مجال 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 
الخواطر الأدبية وغيرها من سائر الدراسات الإنسانية أشد من ذلك صعوبة وأنجل‎ 
خطراً لعدم وجود شواهد مادية ترشد وتقود إليه . ولآنه كثيرآ ما يكون فيضا مفاجثاً‎ 
من أعماق النفس الملهمة بعد أن اعتملت فيها الانطياعات القوية للتجرية . وانبعاثاً‎ 
. لا شعوريا طارثا يعز عليك تحديد أوانه والتنيق يزمانه‎ 

من أجل ذلك يهم النتقاد بمعرفة الحديد لدى كل أديب . لمعرفة العروة الفنية 
الخديدة الى أضافها إلى رصيدنا الأدنى الذى جمعناه على تقلب العصور . 
ولتتحديد المكانة الى يتيوقها ق ركب الأدياء تحد يدا صادقاً إلى حد كبير . 

والأدباء يدورهم حريصون على التغنى يما لم من جديد . وإبرازه ى معرض 
المحاجة والمناظرة . أو فى معرض المفاخرة والمكائرة . تدعما لفضلهم وإثياتاً لتقدمهم 
وسبقهم وعلو منزلتهم . من أجل ذلك نسمع من اللمتنبى كثيراً قوله « أين أنت 
من قولى كذا . . . . وأين أنت عن قولل كذا . . .200 . 

وى هذا الال تجد يعض الشعراء والنقاد يعترفون لألى الطيب بالبراعة وحسن 
السبق وق ذلك يقول العكبرى « وقد أجمع الحذاق بععرفة الشعر والنقاد أن لأنى 
الطيب نوادر لم تأت فى شعر غيره وهى مما تخرق العقول »'")2 . 

فالسرى الرفاء يسمع قوله - 

وخصير تثبت الأبصار فيه كأن عليه من حدق نطاقا9) 

فيقول و هذا واللّه معبى ما قدر عليه المتقدمون م إنه حمحم ق الخال حسدآ 
وتتحامل إلى منزله!*؟ © . 

وأبو العباس الناءى الشاعر يقول عنه « كان قد بى ق الشعر زاوية دخخلها 
المتننى وكنت أشتهى أن أكون سبقته إلى معنيين قالهما ما سيق إليهما . أما أحدهما 
فموله : 

رمانى الدهر بالأرزاء سحبى فؤادى ىق غشاء هن تيال 

فصرت إذا أصابتيى سهام 2 تكسرت النصال على التصال””) 


.1١5ا2©‎ ١١5١5 معجم الأدياء ب م١ ص‎ )١( 

( ؟) الصيح المتى ب ١‏ ص ه٠١٠‏ . 

( م ) الديوانت ص 788 والممى أن هذا الخصر الحميل تشخصص إليه العيون حى تصير كالنطاق حوله. 
(ع) الصبح المدى بج ١‏ ص لاه 2 

0( الصيح المنبى ب ١‏ ص 8ه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١١ ته‎ 


والاآخحر قوله ١7‏ ) : ” ل 0# 
ق جحفل ستر العيون غياره << فكأنما يبيصرتن بالآذان7؟) 
ويبدو أن المتذنى أخلص لفنه الإخللاص كله فى مدائحه لسيف الدولة وق 
وصغه لخزواته واتسخذ من أسمه أوسمة وقلاثد حلى بها صدر ذلك الأمير . بصورة 
لم يسبقه إليها شاعر . حتّى إنئا نجد الثعالى يحصى ف موسوعته الضخمةق معرض 
التحدث عن >استه جموعة من أشعاره تحت عتوان . 
5 مسحدن التصرف ف مدح سيط الدولة ينس السيفية 506) 


ويل كر مها قوله . 

عزاعك سيف الدولة القتدى به فإنك نصل و«الشدائد للنصل !؟) 
ومها قوله 

كل السيوف إذا طال الضراب بها 2 بمسها غير سيف الدولة السآم0*) 
ومسها قوله : 


هاب سيوف المند وهى -حدائد فكيف إذا كانت نزارية عريا90) 

إنى آآخر ما ذكره التعالى فى هذا المقام9) : 

والحق ألا أبيات يشهد لا المقام والمناسبة الى قيلت فيها ألها جديدة مبتكرة 
وأنها حمت نفسها أيضاً من الإغارةعليها. لملابسها للمقامملابسة يستحيل انتزاعهامته . 

ويما عده النقاد من اللخحديد لديه كذات قوله ىق سيف الدولة : 

رأيتك فى الذين أرى ملوكا ‏ كأنك مستقم فى مال 

فإن تفق الأتام” وأنت مهم فإن المسك” بض" دم الخزال87) 





000 الديوات ص 4 ٠١‏ الأرزاء جمع رزه المصديية . 

( ؟) الديوان ص #١7‏ المسفل الحيش الكير العدد أى أن الممدوح قاد الخيض وقد كاتف الغيار 
حى عجزت اليل عن الرؤية فا كتفت بالسمع علها . 

0م أليتيمة ج ١‏ حصن ه١١‏ . 

0 الديوات ص 7١١‏ أى تسل عن مصيبتك لأدك سيف ومن عادة السيف تحمل اللطوب . 

( ه) الديوان ص 8١07‏ أى أنك أصلب عودا من السيوف وأصى منها جوهراً . 

(50) الديوات ص 544 . نزار قييلة عر بية مشهورة أى أن السيوف تضنثى وهى حدائد نكيف إذا 
كانت عردية قوية الشكيمة . 

(07) يتيمة الدهر جا اص 2.1١5‏ 

(ه) الدبوان ص ٠١7‏ . امال : المعوج . أى لا عجب أن فضلت اللاس فد بقوق المرع الأصل 
كا فاق المسك الدم ومته أععذ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١,5 

وى ذلك يقول الواحدى «إن فضلت الناس وأنت من جملهم فقد يفضل 
بعض الثىء جملته كالمسك هو بعض دم الغزال وقد فضله فضلا كثيراً . قال 
أبو الحسن محمد بن ألحمد المعروف بالشاعر المغرلى . كان سيف الدولة يسر 
يمن حقظ شعر المتننى وقل أنشدته روما : | 

رأيتنك فى الذين ارى ملوكا 5" 

كان المتنى -حاضراً . فقلت هذا البيت والذى يتلوه لم يسبق إليهما . 

فآال سيف الدولة كذا .حدثتى الثقة أن أبا الفصل محمد بن الحسين قال كا 
قلت 2١١:‏ . ولا يقتصر تجديد المتنبى على مواقفه مع سيف الدولة . فإن الثعاللى 
ببديييي سيان علد مريت ممت 900 

د ومنها الإبداع فى سائر مدائحه »'" 

وق هذا الباب يوافينا الثعالبى بكثير من المعانى الخديدة والأفكار المبتكرة 
التى سبق بها المتنى من عداه من الشعراء . ومن ذا قوله : 

ملك سنان قتاته وبنائنه يتياريات دما وعرفاً ساكيبا 

يستصغر اللخطر الكبير لوقده ويظن دجلة ليس تكى شاريا 

كالبدر من حيث التفت رأيته ١‏ يبهدى إلى عينيك توراً ثاقبا 

كالشمس ق كيد السماء وضوؤها يغشنى البلاد مشارقاً ومغاريا 

كالبحر يقذف للقريب جواهراً ١‏ جود ويبعث للبعيد سحائيا!"' 


وكقوله - 
ذكر الأنام لتا فكان قصيدة 2 أنت البديع الفرد من أبياتما!؟' 


/ ١ شرح الوأحدى ص /اه‎ 2١0 

() يتيمة الدهر ب ١‏ ص 21١١07‏ 

(” ) الديوات ص ١6م‏ يتباريانت ح يتسايقانت . 

يصفه بالشجاعة والكرم فسنانه يبب الموت الخصوم و بانه مبب المنسم والعطايا الوفيرة والأييات ليست 
متتالية ى القصيدة فييئها أبيات كثيرة ولكن الثعازى يسوقها هكذا فى معرضى الاستشجاد ومعى الآبيات الثلاثة 
الأخيرة أنه عام النفع وأسع العطاء يعطى للقر بب وللبعيد حى م قضله لآفاق . 

( * ) الديوان ص ١47‏ . الانام ص الحلق . 

يقول تد انفردت عن الناس بحسن الآ ثر فكنت ملهم ,مازلة بيت القصيد . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١١1 

و يحعحبه الرجاى من أولئك النقاد الذي بتعول على أنى الطيب « بيتأ شذ 
وكلمة تندرت وقصيدة لم يسعده فمهاأ طبعة . وينسون 2داسته وقد ملكت الأسماع 5 
وشغلت الأفكار وخاصة تسجل داه الذى م يستطع غيره مء من الشعراء أن بأتى 
عا يصلح لمصاححمته وعواورته 0 

«وكيعه أسقطته عن طبقات الفحول والخحرجته من دروان الحستين مده الآأبيات 
الى أنكرنها . ول تسلم له قصب السبق . ونصال النضال وتعتون ياسمه صحيقة الاخحتيار 
لعوله - 

هوالجتد” حتى تفضلالعين أختها ١‏ وحبى يكون اليوم ايوم سيدا 

وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ‏ ومن لك بالحر الذى يحفظ اليدا 

إذا أنت أكرمت الكريم ماكته وإن أنت أكرمت اللئم تمردا!؟) 

ولقوله ىق رئاء حعيدك لسييف الدولة 257 : 

ومن سر أهل الأرض 2 بكى أسى بكى يعيونت سرها وقلوب 

سبقئنا إلى الدنيا فلوعا شأهلها منعنا بها من جيئة وذهوب 

وأوق سحياة الغأبر ين لصاح محبأة أمرى ححأ نجه بعك مشيب 

وقمهأ 5 

فإن يكن العلق” النفيس فقدته فن كف متثلاف أغر وهوب 

كأن الردى عاد على كل ماجد إذا لم يعوذ مجده يعيوب 

ولولا أيادى الدهر ىق امم دثنا غملنا فلم نشعر له يبذتوبف 

تسل بفكر ى أبيك فإنما ١‏ بكيتفكانالضحلكبعدقريب"' 

إلى آخخر ما ذكره اللترجانى من أبيات عدها من اللحديد الميتكر الذى ينال 

به قصب السبق . ويحوز يه صاحبه نصال النضال . ا قال "") 

)١ (‏ انظر الوساطة ص 77 

 ةحضاو المد > الحظ أى أن لظ يقدم التىء عل مساويه دون علة‎ . 78١ الديوان ص‎ )١( 
. وق البيتين الثاف والثالث ينعرض لاختلاف الطبائع وأثره فى اخعلاف الواجيات و لاستجابة للموقف‎ 

("*) الوساطة ص 84م و 68م 

( 4 ) الديوان ص 880 . أسى عس حزن . القاير ين سه السالقين أى أن الذى ع, فضله آهل الأرض 
لا يتأثر وحده بما حل به واككن الناس جميعاً تقاممه الأحزان ثم يفلسف الشاعر قضية الموت فبجعله نصالح 
اليشرية واعتدال الحياة ها 

( ه) الساطة منلا؟ إلى ١١١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١14 
ويتعرض اللحرجالى فى هذا اغيال لقصيدة المتنى فى وصف اللحمى الى اعيرته‎ 
: بعصر . ويكاد يذكرها كلها على أنها من ابخديد المبتكر . كما فى قوله‎ 
وزائيشق كأن | بها حياء  فليس تزور إلا فى الظلام‎ 
بذلت لا المطارف وللشايا فعافبها وياتتت ق عظام‎ 
يضيق الخلد عن نفمبى وعلها  فتوسعه 20 بأنواع السقام‎ 
إذا ما فارقتى غسلتتى كأنا عاكفانت على حرام‎ 
كأن الصبح يطردها فتجبى  مدامعها 2 بأربعة  سجام‎ 
أراقب وقتها من غير شوق مراقية  المشوق 2 المسهام‎ 
)١(ماظعلا ويصدق وعدها والصدق شر إذا ألمَاك فى الكرب‎ 

م يعقب عليها بقوله م وهذه القصيدة كلها مئتارة . لا يعل لأحد فى معناها مثلها 
والأبيات الى وصف فيها الحمى أفراد قد اخترع أكثر معانيها وسبل فى ألفاظها 
فجاءت مطبوعة مصتوعة »(1). 

ويرى اللخرجانى بعد تلك الكثرة الكثيرة الى ذكرها من مبتكرات المتنى أنه 
لم يستوف كل ما له من جديد ميتكر . وأن أمثالها بديوان الشاعر كثير . « وأمثال 
ذلك أن طلبته هداك إلى موضعه . و إذا التمسته دلّلك على نفسه7”' . 

وكأنه يذلك يغرى الباحثين عواصلة البحث ومداومة الدراسة قى ديوان هذا 
الشاعر حبى يروا من أمارات عيقر يته ودلائل تفوقه الشبىء الكثير . 

وقد حاول غير أولئك من النقاد دراسة هذا الخجانب من جوانب فنية المتتى 
اقتفاء لآثار أولتك الدارسين واهتدوا إلى بعض ها لم يذكره السايقون فى هذا الخجال 
فصاحب تنبيه الآأديب الغريب يعجب بقولٍ المتنى : 

أثراها ‏ لكثرة العشاق 2 تحسب الدمح خلقة فى المآتى!4) 

ويقول «هذا المطلع ما سمع بثله . ومعبى تفرد بإبداعه وهو من المطالع 

)١ (‏ اتطر الوساطة صن «هة ء 4# والأبيات بالديواد صن 58م . 

المطارف جمع مطرف وهو بوب من الحرير . والحتادا جمع حشية وهى المراشن المحشو . 

( ؟) الوساطه ص 52 . 


(م) الوساطة صن ١١١‏ . 
( *) الديوإن ص ١89‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1ك 

المضروب بها المثل فى عذوبة الافظ وجودة السبلك . والمعنى يقول لصاحبه أتظنها لكثرة 
ما ترى الدمع فى آماق عشاقها تتوسم أنه خلقة فيبا0')) : 

ويرى ابن الأثير أن المتنبى . و اختص بالإبداع فى وصف مواضع القتال . 
وأنه إذا خاض ق وصف معركة كان لسانه أمضى من نصاها وأشسجع من أيطالما 
وأن طريقه ى ذلك وضل بسالكه . ويقوم بعذر تاركه ولذلك فإنه صار أيا عذرته 
وفارس حلبته!'2 . 

والحق أنا لم نجد من قدامى النقاد من -حاول الثيل من هذه الخاصية . ول 
نجد من تعقب هذه الدراسات فأثيتعواراً فيها أوأيان عن خطل يبا اللهم إلا مارأيناه 
للحاعمى من #داولة إنكا ركل ما للشاعر من ميزة وفضل'' مما ستتناوله بالتفصيل . 
مع التعرض لأسيايه ووجه الحق فيه فها يعد . 

وإذا كأن العميدى قد تعقب قول المتنى : 

وإذا أنت أكرمت الكريم ملكته 2 وإن أنت أكرمت الثم تمردا(؟) 

ورأى أنه قد نقله من قول منصور بن سلحة ين زرقات العرى0*) ّ 

إذا عفوات عن الكريم ملكته وإذا عفوت عن اللئم تجرما 

فإن ذاث لا" يطعن فيا ساقه اللخترجاىق ق معرض الحديث عن مجموعة 
الأبيات التى مها هذا البيت37) والتى جعلها من مهات نبوغه القنى ومن دلائل 
براعته فى الحلق والابتكار» لأن البيت مسبوق حقًا بأبيات تعد من عيون الشعر 
العربى جميعه . وذلك لدلالها على الغرس يحقيقة الحياة . مما تكتنفها من 
ملايسات تعز جانب واحد . وتضع من شأن آخحر دوت علة مفهومة وسيب 
معقول . تللكث الفكرة الى يتضمها قوله : 
هو اللحد حبى تفضل العين أحها ١‏ وحبى يكون اليوم لليوم سيدا(" 


600 سييه الأد سس العريب ص ٠ه‏ 
(؟) الصصبح المبى جح ١ا‏ اص 7٠٠١‏ . 
(*) معم الأدياء ج م١‏ ص ١58‏ . 
( 4 ) الدموات ص ١م78‏ . 

( ه) الإنانة ص84 . 

20 الوساطة من هلم 

(7ا) الديوات ص ١م‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ل 

ثم ينتقل المتنى من هذه الفكرة إلى فكرة أخرى أعمق من هذه وأدق . وأ كر 
احتياجا إلى عقل واع وإدراك بصير . ممارسة لأسحوال الناس واستشفاف تليلجات 
النقوس وفطنة إلى اخختلاف الطبائع . وما لها من أثر ى استجاية المرء إلى المثيرات 
اختلفة الى تدفعها نحوه الأيام . . تللك الفكرة الى يتضملها قوله : 

وما قتل” الأحرار كالعفو عهم 2 ومن" للك بالخ رالذى يحفظاليد ١0!‏ 

وتلك الفكرة البى غدت اليوم ‏ بالنسبة لمعارفتا الوفيرة . واتساع دائرة البحوث 
النفسية قى محيطنا -- بمنزلة البديهيات الى لاا يمارى فيها إنسان . لم نمع عليها 
لدى أديب قبل أبى الطبب . 

وبذلك لا يطعن فى ابتكار المتنبى هذه الفكرة ما قرره العميدى بعد من أنه ى 
الفكرة التى تليها استغل أفكار أديب آخر . لأنالم نطلب مطلقآ من كل أديب من 
الأدياء أن يكون .جميع إنتاجه -جديدآ مبتكراً . وإنما -جعلنا القدرة على الحلق 
والابتكار دليلا على التفوق والنبوغ . ويكى ادلالة على ذلك فها نرى - أن 
نجد ملامح واضحة تمير الشاعر عن غيره من الشعراء . سواء تيسر له ذاك ىق كل 
قصيدة من قصائده أم ى مجموع شعره ‏ أما أن نطلب ذلك فى كل بيت من أبيات 
الشاعر فذاتك تعسف منا لا يرضاه منطق العقل ولا تقره مماييس النقد . 

وبذلك يسام الجرجانى رأيه فى عد الأبيات من روائع المتنبى ومن أمارات قدرته 
على الخلق والأبتكار . دون أن يقدح فيها تعقب العميدى لبيت منها . لآن ما 
عداه حقا .جديد ميتكر » ونحن من بجانبنا نرى أن المتذبى قد امتاز عن غيره من 
الشعراء بميزة تكى وحدها للدلالة على السبق والتفوق والبراعة فى الحخلق والايتكار . 

وهى بالإضافة إلى ذلك دليل على شدة إحساس هذا الشاعر . واستشفافه 
للانفعاللات الحفية الى تعتور النفس البشرية وتتلاحق عليها ىق سرعة عجيبة إزاء 
تجربة من التجارب الآليمة الى تمر بها . 

وتلك الميزة هى قدرته على استبطان النفوس وترجمة استجاباتها لالمثيرات 
اختلفة ترجمة تشهد للشاعر بالعلى بخفايا النفوس وتبايا الضمائر . ها لو كان 
أحد علماء التحليق النفسى العارفين يمكنونها وطرقها الكثيرة الواضحة والمستشرة 
فى تعبيرها عن نفسها . 


. 78١ الديوان ص‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١١5 


وتشهد له دقة الضايا البى اهتدى إليها ى هذا الال أنه عيقرى أوتى القدرة 
على الاهتداء إلى التتائج الصادقة دون أن يحتاج إلى كثير من الإطالة فى التحليل 
والتعليل والوصول إلى النتائج بعد مقدمات طويلة تؤدى إليها وتوقف عليها . 
ولو لم تكن للمتنبى إلا هذه الظاهرة لكانت وحدها كافية لحشره فى زمرة 
اجددين المبتكرين . 
ولعلنا لو تتبعتاه أثناء حديثه عن شخص خائف . وتأملنا محليله لنفسيته 
وتصويره الخلجات نفسه ورسمه مظاهر سلوكه . لأدركنا أننا أمام عالم يستيطن هذه 
النفس. ليعررجم أحاسيسها ترجمة صادقة دقيقة . ويتقل انفعالاتها نقلا صائباً 
محكمآ وهو فى معرض هذا التحليل بدنا بمعان .جديدة . لا ألف للشعر العرنى 
بها من قبل وإن كان الحديث عن الخوف والحائفين كثيراً فى تراثنا الأدنى على مر 
العصور7') 2 
ومن مظاهر ذلك قوله : 
أتاك يكاد الرأسش يتجححد عنقه 
وتتقد” 7 7 تحت الذاعطر منه المفساصل "7 1 
ذلك البيت الذى لا تستطيع ق معرض تحليله أن تقف عند قواك يصفه 
باالحوف والاضطراب والاستسلام . والإقرار بالندم . والاعتراف بقوة مسبب هذا 
الحوف وقدرته على الإهلاك والانتقام . وهى المعانى المألوفة على ألسنة الشعراء من 
قبل . ولكنا هنا بإزاء معبى جديد . أضافه المتنى وايتكره . وهو عجز الشخصعن 
استجماع أطراف نفسه . حتى كأن أطرافه ينقر بعضها من بعض وأنها تنتقر من 
نفسها خرأتها على الحالفة والعصيان . 
)١ (‏ من آث ل ذلك قول التابغة فى اعمذاره للتمان : 
قبت كآن العائدات فرشن لى هراساً به يعل قراشى ويقشب 
وقول كعب ين زهير فى اعتذاره الرسول الكر م 
نقد أقوم مقاماً لو يقوم به يرى ووسمع ما قد أسمم الفيل 
نغلل ترعد من وجد بيوادره إن لم بكن من رسول لله تتويبل 
( ؟) الديوات ص 758 تنقد -ح قشق وتتقطع . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


107 
من هذا المعى إلى معبى آخر هو من ذلك المعبى يسبيل ‏ يضمه قوله . 
إذا ما مت فى آثار قوم تخاذانت الجسمساجي والرقاب )١(‏ 
ذلك البيتء الذى يكشف لك عن مدى استيداد الحوف بالنقوس . ومدى 
استيلائه على الأفئدة . حبى أصبح اللحائفون أعوانآ للمدوح على أنفسهم فتخونهم 
مجماءجمهم ورقايهم وتتخاذل حيما تعلم أن الممد وح سار ف إشرهم وخرج ق 
ونحن نجد أن هذه المعانى «جديدة لا إلف للشعر العرلى بها من قيل . فضلا 
عن أنها مبنية على منهج من مناهج البحث العلمى أنجاد المتنبى استغلاله والاتتقاع 
بيه ىق كثير من تجاربه الشعرية . وهو استبطان النفس استبطانا يمكنه من قراءة 
أحاسيسها ومشاعرها . كا بمكنه من إدراك الانطباعات الى ترسيت فيها إزاء 
موقف من مواقف الحياة . ثم اللحروج من ذلك بتلك القضايا الى يقر بها كل من 
يقع عليها ولعلنا نجد صورة من ذلك ق قوله ‏ 
وضافق الأرض حتى صارّهسار بهم إذا رأى غير شواء ظنه رجله2؟) 
ذلك البيت الذى يعد دليلا واضحاً على ما ذ كرناه من معرفته بساوس النفس 
وأوهامها وأثر ذلك ق استجاباتها المختلفة ومظاهر سلوكها المضطرية . كا ستوضح 
دلك عما قرسه . 
ويتعمق المتنبى فى هذا المضمار أكثر وأكثر . فيفطن إلى ما لاميل إلى الشىء 
من أثر ى سرعة الاستجابة إليه وإلى أن أقوى الاتجاهات مجذبآ للنفس ما صادف 
منها هوى ولى متها استعدادأ وقبولا . وذلك فق قوله . 
إنما تنتجح المتقكالة فى المر 2 ء إذا ا د 
وله أعتقد أن علماء النفس ىق حماتتا الخديثة برغم مأ تفتح أمامهم من سيل 
البحث وانكشف لم من غامض ال حياة . قد اهتدوا إلى غير ما قاله المتنبى فى ساعة 
١0)‏ الديوات ص ذل ؟! أى أن الذرف بقعد مهم عن المسير جما تنسير فى إثرهم . 


0( الدووات ص ١”‏ . 
20 الديوانت ص ١٠‏ ه؟ 5 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


تفي 

من ساعات انفعاله وق خطرة من خطرات نفسه . دون أن يتخذ ما اتخذوه من 
مقاييس ودون أن يستعمل ما استعملوه من تجريب . 

وهل يخرج قول المتنبى عن أن يكون منطرقاآ لقانون من قوانين علم النقس 
التربوى يقول . إن كل استجابة نااجحة لثير من المثيرات يجب أن تقوم على 
دافع نفسى فطرى أو مكسب بحيث تشعر النفس أن هذه الاستجابة ستحقق 
حاءجة من حاجاتها وتشبع ميلا فيها!') 1 

ولم أجد من قدا النقّاد من تناول هذه الظاهرة من فن المتنى تناولا يحدد 
قيمتها ويكشف عن مثرلتها . ويبرزها قى معرض الحديد لدى هقا الشاعر الذى 
كيرت فيه البحوث وتشعيت الدراسات . 

كا أنى لى ألجد أمثال هذه الخطرات لدى غيره من الشعراء على كثرة ما لم 
من قصيد وما خلغوه لنا فى دنيا الفن من رصيد . 

وإذا كان اللترجانى قد ساق ق معرض المحاجة والمناظرة قولة '") . 

ومن سر أل" الأرض ثم بكى أسى 20١‏ بكى بعيون سرها وقلوب”4) 

فإنه لم يتناول البيت تناولا يوققنا على الزاوية الى نظر إلى البيت منها ولعله أحس 
بما قى البيت من قوة فكرية وما تضمنه من معبى «جديد . دون أن يتنبا أت الزمن 
سيتفتق بعد عن مقياس نفسى تنُسلم به الأجيال . وتصدق به النفوس . وهو ما 
عرف بعد باسم « المشاركة الوجدانية » وهو ما أى به المتنى عرضاً أثناء عزائه لسيف 
الدولة ىق مولاه بماك . 

والحق أن قارى ديوان المتنبى يلاحظ من ذلات التحليل النفسى . ومن تلك 
القضايا الوثيقة المبنية على الحقائق النفسية الكثير والكثير . 

من مثل قوله : 

وف اليمين على ما نت فاعلّه١‏ 2 مادل أنك ف الميعاد متهي (4) 

)١ (‏ انظر الدوافع التقسسة للدكتور مصطى فهمى والغرضية ى السلوك لكمال الدين ناصر ‏ 

( ؟) الوساطة صن 8م . 


6 الديوات حمن 68لا . 
( 2 الديوانت عنس "١5‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١1 


وقوله . 
يقول*لى الطيب أكت شتيئعًا ١‏ ودالأك فى شترابك والطعام” 


ا عس 


وما فى طبه أنى واد | أضر بجسمه طول الجسمام 

تعوّد أن يغبّر ى السّرايا ‏ ويدخل من قتام ى قتام 

فأمسك لاا يطال له فيرعى 2 ولا هو فى العليق ولا اللسجام )'١‏ 

وقوله 1 

يطأ الربى مترفقا من تيهه | فكأنه آس يسجس علياة<؟) 

وإذا كانت معارقف القداصى قل وفتست دوب إحراك هذه الملامح العميقة الغور 
ودوت نحديد الأسس القوعة المبنية عليها . فإن الأمل معقود على النقاد والعلماء 
الحدئن أن يشفوا الغلة وببلوا ال وام . 

على أن هذه النّفّات الرائعة التى حواها ديوان المتنى أدل دليل على براعته 
ى الخلق وسبقه فى الابتكار . ولعلها من أسس خلود هذا الشاعر ومن أسياب 
كيرة ما أثير حوله من دراسات قَ القديم وق الحديث . 

ومن المعانى الخاصة التى ابتكرها المتنى أيضا ورددها ق شعره . غلبة الفروع 
على الأصول . وتفوقهم عليهم ف الجد والشرف وبعد اهمة . وارتفاع الشأن . 

فقد اعتاد الشعراء أن يعزوا الفروع إلى الأصول «"') . ويجعلوا ما فى الفرع 
من أمارات السمو والعظمة دليلا على انتسايه لذلاك الأاصل العظيم ودليلا على تمثله 
بآيائه الكرام وأنجداده الشم العرانين . 

وبرغى ما ى هذا الاتجاه من صحة علمية وسلامة فنية . نرى المتنى يتسخد 
من عكس هذه القضية سمة من أيدع سمات المدح . وأرق مواقف الثناء . ثم 
إنه يرسلها مؤيدة بدليلها الذى لا عارى فيه إنسان . وذلك فى مثل قوله . 

210 الدبوات ص 75 الحمام -- الراحة . السرانا ح الغزوات . 

( ؟) الدبوانت ص ١١‏ آس ع طبيب . 

20 من أمتال ذلك قول لبيد بن ر بعة : 

من | معشر سنت الح أياؤهصم | ولكل قوم سئة وإمامها 


وقول أى ممام 
م يعدم اد من كانت أوائله ‏ من آل كسرى البهائبل المراجيح 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 
وإن" تكن" تل 3 الغلباء مه َم‎ 
)١١ فإن ق الخمر معبى ليسس ق العنب‎ 

فهى من قبيلة تغلب إلا أنها تفوق قبيلتها شرف محتد وكرم نجار . 

وذلك ليس غريبا ولا مستنكرا . لأن اللحمر تزيد ى مفعريها على العنب . مع 
أنها منه أنحذت . ومنه استمدت الوجود . 

ويكرر المتدرى نفس الفكرة قى قوله : 

فإن تفق الأنام وأنت متهم فإن المسلك يعض دم الغزال (؟) 

فهو هنا يدور فق نفس الفلك الذى دار فيه فى الييت الأول . محتذياً نفس 
المنهيج السابق من عرض الفكرة الخديدة مؤيدة بدليل يرّكيها ويدعمها ويزيل 
عنها الغرابة والاستنكار. ومن ذلك نرى أن المتنى لم يكن بالشاعر الذى وقف أمام 
تراث أسلافه وقمد العايك الطائع 1 يكرر معانيهم وبردد أفكارهم ىَُ جمود وثبات . 
ولكنه سار فى طريق التجديد والابتكار إلى الآمد الذى أعيا غيره وأحفظ سواه 
وتحلد ذكراه 5 


؟" ‏ الحكمة وضرب المثل : 

تكاد تتفق كلمة كثير من النقاد على أن أيا الطيب من أبرع الشعراء ىق 
الاهتداء إلى الحكمة . وق ضرب المثل فى محتلف المناسيات الإنسانية . 

وما الحكمة إلا تعبير دقيق موجز عن تجربة من التجارب الإنسانية العامة . 
يتضمن تفسيرا لها . وتصويراً لوقعها على النفس بحيث يدفعها إلى العظة والاعتبار 
وهى مظير من مظاهر قوة النفس وبراعتها فى استشفاف ما يعتمل يها إزاء موقف 
من المواقف المثيرة . وقدرتيا على تصوير وقع الحوادث عليها تصويرا صادقآ 
والتعيير عن ذلك تعبيراً موحيآ يتجاوب مع كل نفس . بحيث تراه ترجمة عما 

)١(‏ الديوات ص 588 أى أن المتوفاة تفوق مناقبها كثيراً من مناقب قومها ذوى الشرف وارتماع 
المزلة . 


( ؟) الديوان ص 707 أى لا غراية أن تفوق الأنام وأنت منهم لأن المسك دعض الدم وشتان دين 
هذا وذاك . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


آ>)1 
يراودها ويعتمل بها من آمال . وتنفيساً عما استبد بها من آلام . وبذلك تعيش 
الحكمة وتصاحب الزمن منتقلة من جيل إلى -جيل بنفس القوةٍ والحيوية البى ولدت 
عليها . لأنها انفلتت من يد صاحيها . وغدت ملكا للإنسانية قاطبة . بتعييرها 
الصادق عن فكرة عامة تسلى بها كل العقول . وتتأثر بها كل النفوس . 

وى الحكمة -جافب من بجوانب العبقرية . يتجلى فى قدرة الحكيم على جمع 
أطراف التجربة جمعا مستوى المعالم . يحيث تبدو كقضية فكرية سليمة المقدمات 
مسلمة التتائج . 

ولكنا لا نستطيع من أجل ذلك أعتيارها مظهرا من مظاهر العبقرية ورحدها 
ونتااجا من نتاج العقل الواعى القاحر على الإدراك . قدر ما نعدها فيضاً من نفس 
حساسة . اعتملت فيها الأحداث . وأثرت فيها التجارب . فعبرت عن وقع 
التجربة عليها تعبيراً إنسانينًا يعكس للناس مدى تأثرها وانفعالها واستجابتها . 
وتعليلها للأحداث تعليلا يقره الناس ويرتضونه ويسلمون يه . ويرونه صدى لما قف 
نفوسهم وتصويرا لا ستجابتهم . حبى كأن الحكم عبر على لسانهم وترج عما 
فى خواطره . وقد وفق أبو الطيب ق هذا انجال أبما توفيق . حبى اشتهر بين 
النقاد ومؤرخى الأدب باسم المتنبى الحكم '''2 . 

ولعل مبعث هذا قول أنى الطيب . حيها سثئل عن نفسه . وعن أنى تمام 
والبحترى « أنا وأبو تمام حكيان . والشاعر البحترى» 2 . 

ويرى ابن الأثير أن المتنى أنصف فى هذا الحكر . أيما إنصاف . وأعرب 
فيه عن متانة علمه بالميزة الفئية لكل منهم . كا يرى أن أبا الطيب أربى على 
أى تمام فى هذا المقام ا" 

وقد عرض اللخرجاتى 7*) والثعالبى 7*) والعكيرى ) هذه الحكم والأمثال 

( ؟) الصيح المدى ص 545 بج 1١‏ . 

() الصيح المذى < ١‏ ص 549 

( *) الوساطة من ١5١-1١5‏ . 

(ه ) اليتيمة من 1١1١6‏ --؟٠١1١.‏ 

() شرح العكيرى - ١اص ١١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١17 
عرضاً يشهد يم بالبراعة ق الاستقصاء والدقة ق الاستقراء . وصنفوها إلى أمثغال‎ 
. وحكم بحويها مصراع واحد . اق قوله‎ 
مصائب قوم عند قوم فوائد'‎ 

وقوله :2 ومنفعة الغواث قيل العطبي”؟) 

وقوله :2 إن المعاروف ق ٠‏ أعمل النتهى ذ مسم افر 

وقوله :2 والحوع يرضى الأسود” بالحيف (*) 

وقوله : إن النفيس غريب حيما كانا”*) 

وإفك حم حوى كل مصراع من مصراعي البيت واحدة منها كقوله . 

وكل أمرى يولى الحميل محبب وَكل مكان ينبت العز طيب”5) 

وقوله 


2 صم هه سد ه# 


دل همسن سيط الل ليل يعيش رب عيش خسف منهالحممام 


)90( 


وقوله 

ل لنت سد اللل ‏ ا# حش ا © ير و م 

معن سهان يسهلل ‏ الحوان عليه م لجمرح د سميت إيلام (*4) 
وقوله 


وأتعهب من" ناداك”ة من لا تسجييه 

وأغيظ منن” عتاداك من لا شا كل (4) 
وقوله 
لا تشتر العيد” إلا والعصًا معنه 2 إن العسبيد لانعجاس مناكيد!١٠)‏ 


210 عجز يست م.للممه يذا قضت الأيام ما بين أهاها - الدبوان ص 544“ . 
( ؟) عجز بيت مطلعه سيقت إلهم مناناهم . . . الدنوان ص 785 . 

( ) عسجز بيت مطلعه وستنا لو رعيم ذاك معروة - الدبوان ص 7٠64‏ 
و0 عجر بيت مطلمه عير اختيار قيلت برك فى - الددوان ص "٠‏ . 
(ه) عجر بت مطلعه وهكذا كنت ق أهل وق وطى الدبوان ص ١4١‏ . 
() الديوات ص : ه255 

(7) الديواكت ص ه8١‏ . 

(ه) الديوات ص ١١5‏ . 

(5) الدبوات ص 586 . 

)٠١(‏ الديوات ص 78١‏ منا كيد سه مع كود وهو السيىء لظ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١8 
م انتهت مهمتهم عند هذا الجمع والاستقصاء . ولم نجد من قداى النقاد‎ 
من تقدم خطوة أو خمطوات إلى الأمام فتناول هذه الحكم والأمثال بالدراسة المنقبة‎ 
عن سر اهمام المتننبى بها الفاحصة عن قيمتها وصدقها . الياحثة عن دلالتها النفسية‎ 
وآثارها الاجماعية والآدبية . مع أنها مجال لدراسات خصية وقيرة . ولعلنا نخلص‎ 
لذلك ونتوفر عليه فها بعد توفر! يعتمد على التحليل ويرتكز على المنايع النفسية‎ 
والأسس الاسجراعية والقواعد الفلسفية والمعايير اللخلقية . يعد أن عبد أمامنا الطريق‎ 

أولتك النقاد يجمعهم ما تشعب من -حكمه وتفرق من أمثاله فى ثتايا الديوان . 


مشاركة الممدوح ىق صفات المدح : 

وقد أدرَك الواحدى أن المتنى من بين الشعراء يدعى لنفسه مشاركة الممدوحين 
فى صفات المدح وعدم إخلاصهم وحدهم با خلعه عليهم من ثناء ومدح . 

ويتعجب الواحدى من بجرأة المتنى فى هذه الخاصية ويزداد عجبه من احهال 
الممدوحين ذلك فتراه يقول فى شرح قولٍ المتنبى مادحا كافورا . 

وأنا منلك لاا يهلنى عضو بالمسرات ‏ سائر الأعضاء 

د أنا منك . إفى أشاركك قى أحوالك . أسر يسرورك . ولا يجدى التهانى 
بين أعضاء الإنسان » وألجزائه لا شتراكيما فى بدن واحد . 

وهذا طريق المتذيى يدعى لنفسه المساهمة والكفاءة مع الممدوحين ىق كثير 
من المواضع وليس ذَلِك للشاعر . فلا أدرى لم احتمل منه ))١‏ 

وليس ذلك بالحروج الوحيد الذى لاحظه النقاد على مدائح المتنى وخر وجه 
قيها عن منهج المدائح ومألوف المداحين . ققد لاحظ عليه الثعالبى وغيره من التقاد 
خاصية أخرى هى من هذه الخاصية بسبيل . ولعل دافعهما فى نفس المتنى شىء 
واحد ا سيبدو من عرضنا للظاهرة وكلام النقاد . | 


سل محاطية الممدوح محاطية الصديق - 
فمد أدرلك التعاللى أن المتنى يخاطب ملوحه من الملولى عثل خطاب ايوب 


28037 شرح الواحدى ص‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


والصديق « وهو مذهب له تفرد به . 
الألفاظ والمعالىق 
فى مثل قوله لكافور من الطويل . 
وما أنا البااغى على الحب رشوة 
وما شعلت إلاأن" أد لعواذلى 
وأعلم ‏ قومآً خالفوقق فشقوا 
وقوله له : 
فلو لم تكن فى مصرما سرت تتحوها 
وقوله لابن العميد من الطويل : 
تفقضلت الأيام بالدمعم بيننا 


قوو 


سل ماه ار 


184 


واستكير من سلوكه اقتدار] منه وتبحر ]ا قَُ 
5 ورقعا لنفسه عن درحة الشعراء وتدر بحا ما إل ممائلة الملوك 5 


ضعيف هوى يبغى عليه ثواب 
وغسربت أنى قد ظفرت وبحايوا7١)‏ 


بقلب المشوق المستهام المتيم ”' 


امنيس اال فرعن حل البسار 


قسحد" لى يقلسب إن رحلت فإِنى 
مخلف قلى عند مان فضله عندى (') 


وقوله لعضد الدولة من الوافر 5 
أروح وقد دتمت على فؤادى 
فلو أن ْ 5" ليمي هري طرق 

إلى آخر ما 

وإذا كان الثعانى 


حبك أن يحل" يه سواكا 
فلم أبصر ابه حتى أراكا”*) 


ذكره الثعاللى من الأمثلة والشواهد (*) 
قد تناول هذه الخاصية من خصائص المتذى فإن الملشكور 


له هنا محاولته استكشاف أسياءبا فى نفس المتنيى .وحاولة استنباط الأأحاسيس والمشاعر 


الى كانت تساور الشاعر وتعتمل بنفسة 


و#انبة طريقيم ىق المدح والثناء . 


1 حى دفعته إلى محالمة نهسج المداحين 


ولين د لتنا هذه الظاهرة وما قيلها عل تبىء . فإعا تدلتا على أن الربجل” كاد 
ارية الدنوان صن 77 الرتوة سد ما تععلى لا كم ليمال من و راله ما لم نكن يبال . العوارل - جمع 


> اللواتم 


0 الدبوان ص 548 . المشوق الدى عليه الشوق . المسسام ع الحائم على وحهه 


() الديوانت ص 4١١‏ . 
( 2 ) الديوانب ص 474 
( ه ) يتيمة الدهر ص ١١١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ل 
مقدرا لآديه مدركآ لقيمة الفن وما له من أثر ى تخليد الذكرو نشر الماثر ويعد 
الصيت . وأنه أبى من الملك هد ١‏ وأتلد أثرا . 
ولعلنا لو رجعنا إلى المتنى نفسه لأدركنا منه إدلاله بالفن وترفعه حتّى عن الملوك 
يسبيب هذا الشعر وإدراكه لتفاهة العطاء الذى يعطونه له إذا قيس بيجانب الأثار 
الجالدة اللى يطوق يها رقابهم ويتوج بها هاماتهم . فيراه ببرفع عن قصد أين عباد 
ويتألى عليه برغ ما وعده به من مشاطرته -جميع ماله . وستخف به استخفافآ 
يحفظ ابن عباد وبلا نفسه إحتا وبغضاً للمتنى ما هو ذائع مستفيض بين 
المؤرخين والرواة!١)‏ . ٠‏ 

كا نراه ييرفع فى أول الأمر عن قصد عضد الدولة بن بويه . ويتمنع عن 
زيارته بدعوى أنه مل لقاء الملوك . ومل مدحوم . لأنه يعطيهم شيثا ياقيا ما بى 
الدهر ويعطونه عرضاً فانيا ومالا زائلا (؟) . 

من أجل تغديره لقيمة الفن ‏ فها نرى - أشرك نفسه مع الممدوحين ى صفات 
المدح والسمو والرفعة . 

أليست له بعض بجوانب السمو على غيره من الناس . وهى البراعة فى الفن 
والقدرة على نظم الشعر وهى صفة تفوق فى نظره ما بمكن أن يأنحذه من الملوك . 

وربما كان تهافت الملوك على أن يكونوا من قصاده ويمدوحيه ويمن يسجلون ى 
شعره من الأسس الى أوحت إليه أنه أثير لديهم قريب من نفوسهم حبيب إلى 
قلوبهم . فخاطيهم محاطية الصديق العزيز . 

ثم إن طول ملازمته لسيف الدولة رفعت ما بينهما من الكلفة والفروق . وقد 
تطورت العلاقات بينهما حبى وصلت إلى دريجة الصداقة بل إلى دررجة الحب . 

مالى أ -ت-ظ حي قل برى جسدى وتدعى حب سيف الدولة الأمه 7 

وربما كانت هذه الصداقة من دواعى بجرأته على الممدوحين وعلى مخاطبتهم 
حموما مخاطبة سيف الدولة الذى أحبّه حبًا صادقا . وأخلص له إخلاصا صادقا 
)١ (‏ الصيح المتبى < ١‏ ص 1١8١٠١‏ . 


( ؟) خزادة الأدب - ؟ ص 2-147 
( ) الدنوان ص 7٠609‏ .عحب الشاعر من إحمائه حيه لسيف الدولة برغم قوبه بيما ديدى عيره حياً 


مدخولا ودداداً زائفاً . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١5١ 


وأسف يوم تركه ميممآ وجهه شطر مصر أسفآ صادقاً . 

فلم تكن مشاركته الممدوحين فى صفاتهم ويخاطبتهم عخاطبة الأصدقاء إلا 
تريجمة عما يعتمل بنفسه من أنه رجل ممتاز . له مثل ما هم من بجوانب السمو 
والرفعة والاعتبار . غير أن مظاهر السمو مختلفة فلهم جانب السيطرة والسلطان . 
وله مجانب الفن والبيان . 

ولكن صاحب ثتنبيه الأديب الغريب ينسيبى هذه الاعتبارات النفسية ذات 
الأثر المؤكد ىق كل مظهر من مظاهر السلوك الإنساتى ولا يرى قى هذا اللون من 
ألوان المدح إلا إسفافآ يحق الملوك واستخفافاً بما يجب لم من إعلاء عن طبقة الشعراء 
والمداحين . وامتهانآ لأقدارهم الى يجب أن تصان عن ٠ظاهر‏ الحب ودلائل 
الصداقة لذا نرأه يقول بعد قول المتنى فى عضد الدولة . 

أروح وقد" ختمت على فؤادى 2 يحيك أن يحل به سواكا”') 

فيه سوء أدب لكونه خاطب الممدوح بما يخاطب به العاشق معشوقه "2 . 

ولسنا نرى ىق ذلك شيشا من سوء الأدب . ولا شيعا من الإشعلال بأصول المن . 

وذلك لأن الحب والصداقة مظهران محُتلفان لشبىء واحد هو توافق اللحواطر 
وتلاق العواطف وتقارب التفكير وتلاؤم المراج وما الحب إلا إغراق فى الصداقة 
نحيث يغدو الصديق مركرا لكثير من الانفعالاات اأسارة البى يشيعبها رؤبته ومناءجاته 
ومسامرته . والاطمثتان إلى لقائه والارتياح إلى رؤياه . 

ومركز الحنين فى كل من اللحب والصداقة هى العس الى تتأثر درجة ارتياطها 
بالناس بما تراه فيهم من تتجاوب معها و[خلاص لما وهيام بها وحتين إليها . 

فإذا استعمل المتنبى معاتى الحب ف المدح أو استعمل ألفاظ الحب تى المدح 
فليس ذلك إقحاما لما على مجال لاتريطها به صلة ما . ولكنه مسايرة لتلك الوحدة 
النفسية التى تنبنى عليها الصداقة ويقوم على أساس منها الحب والهيام . 

وما على المتنى إن خلع على ممدوحيه سمات الحب وصفات العشق . ما دام 
قد أخلص لم الإخلاص كله وهام بوم الحيام كله وأمروا نمسه بودهم وإخخلاصهم 


سس سنرب 11 > 


45# الدموات ص‎ )١( 
نشيه الأدس الغر ب ص مه‎ 20 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


نشة 
وحسن لقائهم أكبر الظن أنهم يتحريجون عن ذلك دلا يستشعرونه فى الحب أحيانآً 
من علاقات بعيدة عن موقف الصداقة . أو لا يتببى عليه الحب أحيانآً من أسس 
تتدخل فيها علة االجنس إلى جانب النفس . 

ولكنا لا نستطيع أن تتحكي ف القلوب . وبمنعها من الحب المكين . ونحول 
بينها وبين الولاء الصادق . والعشق العف من أسدى إليها .جميلا وقدم لما معروفاً ‏ 
الحق أنى لا أوافق مستنكر هذا الاتتجاه . ولست أخشى ما يخشاه بعد أن بينت أن 
الأساس الذى يذى عليه كل من الحب والصداقة واحد . وأنا لا نستطيع الجر 
على القلوب والتحكي فق العواطف فنمنعها من التعبير عن نفسها تعبيراً يرجم لنا 
عن مدى ما تستشعره ونس به نحو مثير معين . 

وللأدباء هنا أو لغيرهم من علماء التحليل التفسى أن يسائلوا المتنبى عما إذا 
كان صادة] حقنًا فى هذا التعبير مخلصآ حقنًا لمؤلاء الممدوحين . إخلاصاً يصل إلى 
درجة الب أم مداجيا يبدى للناس حب لم يستشعره وشوقا لم يتحسسه فى فؤاده . 

وتلك زاوية أخخترى سوى الأساس الأول الذى نتكلم فيه . وهو مجواز محخاطبة 
الممدوحين والأصدقاء مخاطبة الحيو بين والمعشوقين مادام الأساس الذى ينبنيان عليه 
واحد | . وما دامت طبيعة العلاقة تسمح بهذا المب وذاك الغرام . 


ننذ يز ينب 


ه ‏ الغلو واللمبالغة : 
والرأى فى الغلو والمبالغة أو الوقوف عند الواقع أو الحد الوسط مختلف لدى 
التقاد فبيما نجد النابغة يلوم حسان بن ثابت فى قوله . 
لنا ابحفناتث الغكر يلمعن بالضحى-22 رأسيافنا يقطرن من نجدة دما )١(‏ 
قائلا له و أنت شاعر ولكتك أقللت «جفانك وأسيافك » (') وق رواية و ما صنعت 
شيا قللت أمركم فقلت بجفنات وأسيااف» () , 
210 الحفنات جمع حقية وهى صحاف بقدم فها الطعام . صف قومه بالكر م والتجدة . 


(؟) المويح ص "٠١‏ . 
(*) الموشس حسن 5٠‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يقر 


نجد عمر بن الحطاب يقدم زهيرا على من عداه من الشعراء معالا ذلك يقوله 
«إنه كان لا يعاظل بين القول ولا يتتبع حوشى الكلام . ولا بمدح الرجل إلا 
ما هو قيه» 2١١‏ ولكنال بعد أن تقدم بنا الزمن قليلا وباعد بيننا وبين حلقات 
النابغة ومواقف عمر نجد من النقاد من يشايح مذهب الغلو ويجعله رأى أهل 
البصر يالفن ‏ 

«إن الغلو عتدى أنحود المذهبين . وهو ما ذهب إليه أهل الفهم بالشعر 
والشعراء قديماء وقد يلغنى عن بعضهم أنه قال أحسن الشعر أكدذيه . وكذا نرى 
فلاسفة اليونان فى الشعر على مذهب لغتهم . ومن أنكر على مهلهل «الثمر 
وأبى نواس قولم المتقدم ذكره”"2 فهو مخطى لأنهم وغيرهم من ذهب إلى الغلو ‏ ما 
أرادوا به المبالخة والغلو بما يخرج عن الموجود ويدشخل فى ياب المعدوم ‏ و1بنا 
يريدون يه المثل وبلوغ النهاية فى النعت . وهذا آأحسن من المذهب الآخر » 7" 
ونحن تميل إلى رأى اللترجالى . الذى يبيح للشعراء الخلوو المبالغة على ألا يجرهم 
ذلك إلى اللحروج عن حد الإمكان إلى الإحالة . وق ذلك يقول « فأما الأفراط 
فذهب عام ف المحدثين وموجود كثيراً ى الأوائل . والناس فيه محتلفون . قستحسن 
قايل ومستمّج راد . وله رسوم ممى وقف الشاعر عتدها ولم يتجاوز الوصف حدها 
جمع بين القصد والاستيفاء . وسلم من النقص والاعتداء . فإذا تجاوزها اتسعت 
له الغاية وأدته الخال إلى الإاحالة . وإتما الإحالة نتيجة الإفراط وشعبة من الإغراق 
والباب واحد . ولكن له درج ومراتب 79*؛ . 

ويبدو من عرضنا لاراء من ذكرنا من النقاد أنهم فى جملتهم يلون إلى الغلو 
)١ (‏ الشعر والشعراء ص # #4 
( ؟) الإشارة هنا إلى قولٍ مهلهل بن رييعة : 

قاولا الريح اسم هن بحججر صليل الب نقرع يالذ كور 


وإلى قول التمر بن تولب : 
أبى أللموادث والآيام من مير أشباة سيفب قديم ره يباحتى 


وإى قول أي تواس : 
وأخحفث أهل الترك حبى أنه لتشافك النطف الى لم تخلق 


()2 نقد الشعر ص هه © 5ه . 
0( الوساطة ص “١١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 
والمبالخة ولا يتعقبون من بالغ من الشعراء ما لم تصل به المبالغة إلى درجة الإحالة‎ 
فإن وصلت به المبالغة إلى تلك الدرريجة سقط شعره لآنه من احال الفاسد وهو عند‎ 

أهل العلم معيب مردود ومئق مرذول 12١١‏ 

وقد تعق ب التقاد المتذرى فى هذا اخجال وأحصوا له أبياتا بالغ يها وأغرق حى وصل 
إلى الحد المعيب المرذول . وكان أوفرم عددا صاحب الوساطة وصاحب اليتيمة 
اللذين أحصيا عليهتسعة أبيات منها قوله . 
وضاقّت الأرض حتى صار هار بهم إذا رأى غير شاء ظنه رتجلة2؟) 


وقوله 

بتمسن" أضصرب الأمثال أم من أقيسه 2 إليلك وأهل الدهر دونك والدهر "© 
وقوله 
ولو قلم أللقيت فى شيق رأسه من ا اسم ما غيرت من تحط كات (*4) 
وقوله 


من بعد ما كان ليل لا صباحله كآن أول يوم الحشر آخحرم (0) 

إلى آخر ما ذكراه من أبيات هذه المجموعة . ويعقب الثعالبى على تلك الجموعة 
من الأبيات بقوله « فهو مما يستهجن ق صنعة الشعر . على أن كثيراً من النقدة 
لا يرتضون هذا الإفراط كله '28 . 

ونحن مع النقاد فى تجاوز المتذبى حد الإءكان إلى حد الإحالة والإفراط ى 
البيتين الثاتى والثالث . ولكنا نخالمقهم فمأ عدا ذلاك مخالفة تستند إلى أسس لا 
وجاهتها وخخطرها . 

فدار لحلاف فى البيت الأول على سجعل المعدوم محسوسا مرئيا . ويرغم أن 
العقل يجعل ذلك أمرا مستحيلا لا يمكن تصوره . فإن للنفس مقاييسها الى لا 





600 الوساطة صن /ا11؟ 

( ؟) الديوات ص ١7‏ من قصردة مطلمها أحيا وأدسر ما قاسيت ما قلا . 

( م) الديوان سن 4 4 دقول إن الممدوح ارتمع عن التشبيه و يذلك لاا جد له نطيير 

( 4 ) الدبوات صن ١!‏ نصسف دمسه بالضمور سي إنه لا نكاد نغير من نعط القلم إذا ألى فيه . 
600 الدنواد ص 78 . 

(5) العيمة - ١ا‏ ص 284 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1١ه‎ 


تمخضع خحضوعا مطلقا لمنطق العقل والإدراك . 

فالرجل هنا يتكلم عن خخائف هارب . ضاقت يه سيل النجاة فسار يتحسس 
طريقه على خوف وارتياب . تلاحقه ظنونه أنى سار ويتصور الحلاك فى كل خطوة 
يخطوها . وبذلك تكاد قواه العقلية تكون متخلية عنه . وحالته النفسية مهيضة 
منهارة . -جانبها الرشد وفارقها الصواب . وبذلات تسول له ظنونه كل شىء وتعكس 
لعينيه صورة وهمية لمطارديه ومتتبعى شخطاه من بجنود عدوه . ها لو كانوا تخلقه 
يلاحقونه أو أمامه يفاجثونه . وكل ذلك يدفعه إلى الاستخفاء أو إلى الإسراع لينجو 
من الحلاك» ولكن الدنيا داتما قى وجهه ضيقة مضطر بة السيل ملئقت ق وهمه يعن 
يرصلوبه و يتابعوته . 

وبذاثك تعكس ظنونه لعينيه ما يتصوره من أوهام لا ما فى الواقعم من حقائق . 

فالظاهرة من الناحية النفسية ممكنة ا خصول جائزة الوقوع . 

وما لنا نلجأ إلى كل ذلك التحليل وهذا التبرير لوجود مسوغ للبيت على أساس 
من الاعتبارات النفسية . وأمامنا المثل الأعلى الذى تعتقد أن المتزى استق منه فكرته 
وهو قول الله تعالى 9 والذين كفر وا أعمالمى كسراب بقيعة يحسيه الظمآن ماء حى إذا 
جاءه لم يجده شيئا )١”‏ . 

ألم يصور الوهم لآوائتلك الكافرين السراب وهو عدم بالماء . حبى إذا ساروا 
نحو لم يجدوه شيثًا . وبذلك سولت لم أنفسهم اللاهثة' أن يسيروا وراء لا ثىء 
ظانين أنهم سييجدون طلبتهم ومرامهم . من أجل ذلاك وأمام ورود مثل هذا النص 
االحميل نخالف التقاد فى هذا البيت ونرى أن المتنى أقام فكرته على أساس نفسى 
لا تكاد تخلفه الحوال وتبليه الأيام . 

أما البيت الآخير فقد كفانا المتزى مؤنة الحدال والمحاورة فيه . لآنه لم يطلق 
المعبى المبالغ فيه إطلاقا عاما . ولكنه صدره بكلمة كأن المفيدة اظن أو التشبيه 
وهى ما أصطلح النقاد على -جعلها من مؤهلات قيول المعاتى المبالغ فيها وأسانيد 
أمجازتها ع ) 

(1) سورة الور آبة 4" 
(؟) الحمده بج“ ص "١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م١‏ 
وإذا كان اللحرجانى والثعالبى قد وقفا عند ما -جمعاه من أبيات ولى يعمما تلك 
3 ويجعلاها التموذج العام الذى احتذاه أبو الطيب . وجاء عليها الكثير من 
. أى أنهما لم يجعلا 0" والغلو القوام الفنى العام لشعر المتتنبى . فإنا 
0 شيق القيروااى يعمسم هذه الظاهرة ويجعل الغلوالطايع القنى العام الذدى 
التزمه المتنبى وجاء عليه الغالب من شعره حتى جعل الأشعار الى التزم فيها المتنى 
جانب القصد والاعتدال خارجة عن مألوف طيعه ومعروف عادته ولا تمثل الحقيقة 
الفنية لشعر المتزى . وق معرض هذه الظاهرة يقول . « فإذا صرت إلى أبى الطيب 
صرت إلى أكير الناس غلوا . وأبعد هم فيه همة . حبى لو قدر ما أنخلى منه بيتا 
واحدا . وحى تلمغ به الخال إلى ما هو عنه فى غبى . وله فى غيره مندوحة . 
كقوله 
يستسرشقئن” من" فمى رشفنات 202 هن فيه أحلتى من التوحيد ٠١‏ 
وإن كان له فى هذا تأويل ورج بجعله التوحيد غاية المثل فى اللخلاوة بفيه 


وقوله 
لو كان ذو القثرنين أعمل” رأيه ‏ لما أتى الظلمات صرت شموسا 
أو كان صادف رأس عازرٌ سيفه ١‏ قى يوم معركة لأعيا عيسى 


أو كان لج البسحر مثل” ينه ما انشق ححبى بجاز فيه موسى 7؟) 

نما دعاه إلى هذا الكلام ؟ وق الكلام عوض منه بلا تعلق عليه . قكيف إذا 
قال . 
كأنى دحوت الأر ض من 'خيرقبها ١‏ كأنى يى الإسكندرالسد من 'عزى 

فشبه نفسه بالخالق . تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرآ (؟) . 

إلى أن يقول : 

وإذا نظرت إلى قول أبى صخر : 

نكاد يدى تندى إذا مالتمستها 2 وينبستق أطرافها الورق الدض"(؛) 

() الديوات ص ١‏ 

(؟) الديوان ص 4١‏ ذو القرنين : هو الإسكندر الفاتح العظيم . وعازر : شخص أحياه المسيح. 

() العمدة ج؟ ص ."”١‏ 

( *) العمدة ؟ ا ص ."١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يمشن 


وقول أنى الطيب : 
ع 1 8 1 عو قا 6 - *(1ع 
وخجحس )ا من رص سحاب كقهم 1 من فوقها وص-خورها آي تورق 


لم يخف عنك وجه الحكم فيهما . على أن فى قول أنى الطيب بعض الملاحة 
واحالفة لطبعه فى حب الإفراط وقلة المبالاة فيه(؟) . 

وما ذكره القيروانى من أبيات موضع مؤاخذة حقا . لا لآن امتنبى أسرف وبالغ 

فيها » ولكن لأنه تعرض فيها لمواقف تنال من مقدسات يجب أن تسظلل بعيدة عن 
مثل هذا التناول الفى : 

وبخاصة أن المتزى تناوها يصورة تجعلها أقل قوة واقتدارا أو أدنى متزلة من 
المدى الذى استقر فى التفوس عنها . وتمكن ف القلوب لما ويخحرح بها عن مساقها 
الذى وردت فيه وهو مساق التعحدى والإعجاز . 


وعلى ذلك ليس موضع ردها وتعقسب المتذى فيها فكرة المبالغة وحدها . ولكنما 
يها بالإضافة إلى ذلك من مساس يعقدسات لما قى التفوس ما لما من سمو المنزلة 
وارتفاع الشأن . 

والحق أنا نساير القير وانى برغم هذه امحالفة ىق أسس رد الأبيات ‏ اق 
مجعله الغلو الاتجاه الغالب على المتنبى . وقوله إنه القوام الفنى لشعر أبى الطيب لأنا 
فرى الرجل كنا يبدومن الآبيات التى سيقت فى هذا اغيال يتتجاوز الحد الوسط أو 
الواقع ويخرح عمدوحه إلى هذه الدائرة من المبالغة والغلو . 

ولأننا تتيعنا ديوانه واستقرينا قصائده . وانتهى بنا ذلك كله إلى تصديق 
القيروانى ومسايرته فما أنتهى إليه . 

والمتصفح لديوانه يرى من أمارات ذلات قوله : 
أريجو تداك ولا أختشى المطتال به يا من إذا وهبالدنسينا ققد سخالة2؟) 
)١(‏ الديوات ص 21١5‏ 


(؟) العمدة بل ص +١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١78 


وقوله 

فهو أمضى ق الروع من مللك المو 
وقوله 

بجسمى من بسرتثه فلو أصارت 
وقوله 

وقحعتْ على الأردان متنه بلية” 
وقوله 

لو كان علملك بالإله مقسمآا 
وقوله 

ويستكبيرون” الموتت والموت دونه 
وقوله 

وخيال جسم لم يسخسل” له المهوى 
وقوله 

قد ذامت ماء” حياة من يلها 

ولو قال هاتوا درهما لم أبجدك به 
وقوله 

روح تردد فى مثل الحخلال إذا 
وقوله 


تضيق عن جيشه الدنيا قلو راحيست 
6 الديوات ص 8٠‏ . 

( ؟١)‏ الديوات ص ا١٠‏ . 

( ) الديوان ص ١١7‏ . 

( .م) الديوات ص ه8١١1‏ . 

( *) الديوانت ص ٠١١-5١‏ ,. 
( ه) الديوات ص 8 . 

( 5) الديوات ص ١4‏ . 

( 7 ) الديوات عن ١م‏ . 
(.م) الديوات عن ” . 

( 5 ) الديوات سن 78 . 


ت وأسرى فى ظللمحة من تسمال 2١١‏ 
وشاحى شقلب لؤلوة لسجالا0"» 
نظمحت بها هام الرفاق تتلولا50» 
فى الناس مابعث الله رسولا!(؟» 
ويستعظمون الموت والموت نخاد مه(*) 
لحماً فيتخله المسة سام" ولاد م (1) 
لو صاب تربا لأحيا سالف الأم *) 
على الناس أعيا على الناس درهي (8) 
أطارت الريح عنها الثوب لم تبن ؛ 


كصدره لم تبن فيها عساكره!') 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


وقوله 

يمسن" أضشرب الأمثال” أم من أقيسه 
وقوله 

إن كنت ظامئة فإِنَ منامعى 
وقوله 

أوما وجدكثم قى الصراة ملوحة 
وقوله 

وريع له جيش العدو وما مشى 
وقوله 

وتملك 7 أنفس” الفقلين طر 
وقوله 

حتى انشتوا ولو أن حي قلوبهم 
وقوله 

لا وزّنّت بلك الدنيا يجحت بها 
وقوله 

وله وإن" وهسب الملوك مواهب 
وقوله 

ونحيد عن طبع الخلائق كله 


15 


إليك وأهل الدهر دونك والده ١١‏ 


تكى منزاذكم وتروى العيسا(') 
مما أرقرق ى الفرات دموصي 0"_ 
شت لهالحرب الغفسروس وما تغل ”4) 


فكيف تحوز أنفسسها كلا 7©) 
فق قلب هاجرة لذاب الحلمد لد 
وبالورى قل" عندى كثرة العد””) 


در الملوك غ60 


لدرها 


ومحيد” عنلك الجسحف ل الجرار 03 


إلى غير ذلك من الشواهد الى يفيضإيبهااديواته . والى تدل بما_لايدع ممالا 


. الديوات صن غ4‎ )١( 
. ”4 (؟) الديواكت ص‎ 
. 7١ الديوات ص‎ )( 
. 7١١7 الديوان ص‎ ) * ( 
. ه ) الديوات ص 807ل‎ ( 
8” الديوات ص‎ )١( 
. 46٠ الديوانت ص‎ 270 
. 5١٠ (خ) الديوات ص‎ 
. ١8 الديوانت ص‎ 60 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 
. للشلك على أن الرجل كان من أنصار الغلو ومن يميلون إلى المبالغة فها يقولون‎ 

وليس معى ذلك أنا نذرى بقيمة المتنبى . أو نضع من قدره الفنى . لأنا رأينا 
من التقاد القدامى شيه إجماع على استساغة الغلو . ما دام لم يتجاوزه إلى درجة 
الحروج والإحالة . بل رأينا منتهم من جعله أجود المذهبين لآنه رأى أهل البصر 
بالشعر '') . 

ولآنا قررنا من قيلرأينا . وقلنا إنا مع أولئك النقاد الذين يستملحون الميالغة 
والغلو ما دام الشاعر لم يتخذها مطية يخرج بها إلى الإحالة . 


# ع 


- الحروج عن رمم الشعر إلى طريق الفلسفة : 

وما ذكره الحرجانى والثعالبى من سماته الحروج عن رمم الشعر إلى طريق 
الفلسفة . 

وف تعبيرهما معآ بلفظ اللحروج ما يعنى أن المتنبى طغى على الحدود القائمة 
بين الفنيين . وأزال المعالم الفاصلة بين الشعر والفلسفة . بحيث أى شعره فلسفة 
منظومة . أو نظماً متفلسفاآ . 

ونفهم من قوم الحروج أيضا أنهم لا عدحون ى المتنبى هذا المنهج ولا 
يعدونه ميزة من مميزاته الفنية الى تذكر له ى هذا المقام . 

ونحن لا عارى قى اختلاف طبيعة كل من الشعر والفلس.فة . وى العلة الغائية 
لكل منهما . فبيتا يكتى الشعر بالقضايا العامة . والحقائق المألوفة ويرضى باللمحة 
العايرة . والإشارة الواردة والفكرة الأول ٠‏ ويقيم على أساس من ذاتك صرحه الفنى . 
إذا بالفلسفة تغوص ق أعماق الأشياء إغاصة تستهدف استكشاف اللقيقة القائمة 
عليها . والعلة المسبية لما والغاية المندفعة إليها . والمقومات المتدخلة فى كيانها . 

وهى فق سبيل الوصول إلى ذلك تفترض منهجاً من مناهج البحث دعامته 
العقل وحده . ووسائله التحليل والتعليل . والتجريد والتوليد . والتركيب والاستنتاج . 

وبيما تسعى الفلسفة إلى إقناع العقل بالحقيقة اللبى انتهت إليها وإلى الإعان 


. نقد الشعر حن 8ه‎ ١0 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


الال 


بالنتائج الى استكشفتها إذا بالشعر يربى فى أغلب ما ير إليه إلى اللذة والإثارة 
بهز المشاعر وإثارة الوجدان . 
وهو ىق سريل ذلك يتخذ من الخحيال وموسيقى الألفاظ أجدحة تساعده على 
النبهوض بتلك المهمة . بيما تقف الفلسفة إلى «جانب الحقيقة التعبيرية و إلى مجانب 
المحبى الوضعى للألفاظ وأصل الدلالة فى الكلمات . حبّى لا تتوه الحقيقة الفكرية 
فى ثنايا اخجازات والكتايات ‏ 
وءذلاك يختلفان طبيعة ومنهجا وغاية . 
من أجل ذلك يعمد اللتررجانى والثعالبى المتتبى ارجا عن رسم الشعر إلى حدود 
الفلسفة وساقوا للتدليل على ذلك تمانية أييات يتضمن كل منها الإشارة إلى فكرة 
من أفكار الفلسفة وقِضية من قضداياها . منها قوله 2١١‏ . 
إلف هذا الحواء أوقع فى الأذّ نمس أن الحمام مر المذاق 
والأسى قبل فرقة الروح عسجتر 2 و«الأمى لايكون بعد الفراق 57) 
وقوله ل 
متع سس سهاد أو رقاد وله تأمل كسرى ل © الرجام 
فإنث لثالث الخاليين معبى سوى معبى انتياهلك والمناه”*) 
وقوله (ه) : 
تخالف الناس حيّى لا اتفاق لم إلا علىش- حب والخلفق الشب 3 
فقيل تخلص. نفس المرء سالمة ١‏ وقيل تشرك جسم المتراء فى العطب ؛ 
ونحن لا نستطيع أن نوص منابع الفكر فى وجه الشعراء . ونحرم عليهم الانتفاع 
بحقائق العلم وقضايا الفلسفة . ولكنا نطاليهم بالتزام السمة الى يجب أن يخرج 
)١ (‏ بتيمة الدهر ٍ ١‏ ص 47 والوساطة ص ه١١‏ . 
(؟) الديبوانت ص ١84‏ . 
ع2 ألييمة ب ١‏ ص 4898 والوساطة ص 6* ١‏ . 
( 4) الديوانت ص 55“ . 


( ه ) اليتيمة ب ١‏ ص 49 والوساطة ص ه7١‏ . 
( 5 ) الديواب ص 77٠.٠‏ الشجب - الاك . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 


عليها الفن من صدق الفكرة وإمكانها ووضوحها ومن حسن تصويرها وملاءمة 
التعبير عنها للغايات المنشودة فى الفن كما نطالبهم بحسن العرض وجمال السبلك فإن 
نحقق شم ذلك سلمنا لم بالبراعة وقوة الشاعرية . وإلا تعقبناهم ' ورداد نا عليهم 
إنتاجهم دون أن يشفع لم عمق الفكرة أو فلسفة المضمون | 

وعلى ذلك لا نسل للناقدين جعلهم انتفاع المتبى بقضايا الفلسفة خروجاً عن 
حد الشعر . لآن من مقومات الشعر الأساسية مضمونه ومعناه . وهى زاوية نحتمل 
قوانين العلوم وقضايا الفلسفة ٠‏ ولا يمخرج ذلك بالشعر عن طبيعته ما دامت تلك 
الحقائق والقضايا قد سبكت سبكاً يتلاءم مع طبيعة الفن . واستغلت فى الإثارة 
والتأثير إلى جانب ما تفيده من الإدراك والإقناع . 

أما مدى ما ق الآبيات من حقائق فلسفية . ومدى انتفاع المتذى بفلسمة 
الفلاسفة ومدى تضمينه لقضايا الفلسفة وحقائقها ى شعره فذلك ما سيرج ؛ الحوض 
فيه إلى الباب الذى عقدناه للكلام عل فلسقة المنتى وهو الباب الثالث من هذا 
الكتاب . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١5“ 


اللفصل الثالث 
بناء قصيدة المتنى 


انتهينا من بيان آراء النقاد فى معانى المتذى . ورأينا أنهم بينوا السمات المميزة 
التى يمكن أن نلمحها فى الكثير من شعره . واللخحصائص الى امتاز بها فنه عن سواه 
من سائر الشعراء . حيث تدل عليه دلالة صر نحة واضحة . 

وقد رأينا أن فريقا من النقاد وقف من بعض هذه اللختصائص الغنية الحديدة 
وقفة المستنكر القادح . كأن خخروج المتنبى عن مألوف الشعراء خروج عن مقدسات 
فنية يجب أن يحتذيها الشعراء على مر القرون . 

ولكنا ناقشتا هذا الاتجاه . وبينا صحة اتجاه المتنبى وجمال منهجه . لآن 
طبيعة الغن تسمح بهذا الحروج . والمتابحع النفسية بدورها تؤيده وتركيه وسنعرض 
الآن لون لخر من ألوان النقد البى تعرض لا التقاد ضمن ما تعرضوا له ى ثنايا 
علاجهم لأآدب المتنبى . أو ذكروها عرضا أثناء يحوثهم المختلفة المارب المتشعبة 
الاتجاهات . 

سنتكلى الآن عن بناء قصيدة المتنبى . وما قاله النقاد فيها . ورأيهم فى مطالعه 
وبراعة استهلاله . وتخلصه وخواتيمه . وسنعرض ما ذكروه من شواهد عرضاً 
يستبدف معرفة وجه الحق ىق كل ما ذكروه وقرروه . 

والتقاد على أن ١‏ الشاعر اللحاذق من يجتهد قى سين الاستهلال والتخلص 
وبعدهما الخاتمة . لأنها المواقف الى تستعطف أسماع الحخضور وتستميلهم إلى 
الإصخاء )١'‏ . 

ويقرر ابن رشيق أن المتنبى « أربى على كل شاعر فى جودة هذه الأمور 
الثلاثة . المطلع ‏ والتخلص . والحاتمة . وأن ما جاء من شعره على خلاف ذلك 


)١ (‏ الوساطة ص 7ا”7 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 
لايدل على الطابع العام للشاعر . ولكنه نتيجة لرغبة المتنبى قى الإغراب على الناس‎ 
, )١( ثقة منه بنفسه وإد لالا منه بقئه‎ 

ويسوق الحرجانى والثعالبى فى هذا المقام جملة من مطالع المتنبى التى حازنت 
رضاهما واستوفت ق نظرهما شرائط الحسن فن ذلك قوله . 
قديناك من ربع وإن زدتسنا كربا فإتك كت القشرق للشسمس والغريا 
نزلنا عن الأكوار تمثئى كرامة ‏ لمن'بان عه أن نلم به ركنيا”؟» 


وقوله 

أفاضل" الناس أغلراض لذا الزمن 2 يخلو مزالم أخلاهم'منالفطن 0 
وقوله 

المجد عوق إذ عوفيت والكرم 2 وزال عنك إلى أعلدائكالسفتي” 40» 
وقوله 


أعلل. الممالك ما يببى على الأسل والطعن عند محبيهن كالقيل (*) 
إلى آآخر ما ذكراه فى هذا المقام . ويرى صاحب تنبيه الأديب الغريب . أن 
قول المتنى . 
أتراها ككثرة العشاق نحسب الدمع خلقة فى الما "'*) 
من أندر المطالع وأحسنها . وق ذلك يقول « هذا المطلع ما سمع عثله ومعبى 
تفرد بإبداعه . وهو من المطالع المضروب بها المثل ق عذوية اللفظ وجودة السبك 77" 
وضابط المطلع الجيد لدى النقاد ء» ما ذكره صاحب أمسس التقلك الأدنى عتد 
العرب ى قوله « ما كان بِيسنا واضحا لا غموض فيه . سهل المأخذ لا تعقيد ى 
ترا كيبه . ولا' صعوبة فى فهم معناه ولا يناق ذلك أن يكون أسلوبه فخما جزلا . 





.7١١ العمدة ب راص‎ )١( 

(؟٠)‏ الوساطة ص ١٠١‏ . و«اليتيمة صن 44 . والديوان ص 748 . و'الييتان غير متتاليين ىق 
القصيدة الآ كوار >- رحال الحمال . 

( ) اليتيمة ب ١‏ ص 4ه . والوساطة ص ١١١‏ . والديوان ص ١١‏ والأغراض - الأهداف . 

( 5 ) اليتيمة ب ١‏ ص 44 . والوساطة ص ١١١‏ . والديوانت ص 975 . 

( ه) الرتيمة بج ١‏ ص 4ه . والوساطة ص ١7١‏ . والديوات ص 7١7‏ . الأسل > الرماح . 

(5) اليتيمة ج ١‏ ص 454 . والوساطة ص ١١١‏ . والديوات ص ١8١‏ . 

. ٠٠ تئييه الآديب الغريب ص‎ 2١70 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4ك 

كنا اشترطوا لذلك تناسب قسميها يمحيث لا ايكون شطرها الأول أجتيينا عن 
شطرها الثانى وآلا يرتفع شطرها الأول إلى منزلة سامية من حيث المعانى والصياغة 
وينزل شطرها الثالى عن تللك المنزلة السامية . 

كنا اشترطوا أن يكون الذوق المرهف المهذب مصدرها ويوعها . فلا يكون 
فيها ما يشم منه رائحة تشاؤم أو تطير . أو تشمل ما لا يصح أن يوجه به الطاب 
إلى السامع . أو أن يكون قف عبارتها ما قد يثير فى ذهن السامع ما لا يريد الشاعر 
أن يتجه إليه الذهن 010 

من أجل ذلك نرى الثعالبى والقيرواق وغيرهما من النقاد يأخذون على المتنبى 
استفتاحه أول قصيدة بمدح بها كافوراً بقوله . 
كى بك داء أن" ترى الموت شافيآً١<‏ وحسب المنايا أن يكن" أمانيا”؟) 

لآن الايتداء يذكر الموت والمنايا فيه ما قيه من الطيرة الى تنفر منها السوقة/) 
فضلا عن الملوك 2*7 

وإذا كان المتنى قد شغل ق هذا البيت بنفسه . واستغرق قى تصوير ليجات 
قلبه . وما يخامر فؤاده . حبّى نسى كل ما عدا ذلا من سائر اعتيارات الفن فإنه 
برغم ذاك غير موفق فى مخاطبته ملكا من الملوك بذكر الموت والمثايا فى أول قصيدة 
يتوجه يها إلى كافور مادحاً . 


وليس معبى أن المتنبى من أبرع الشعراء مراعاة لهذه الاعتبارات الفنية ابحميلة 
الى تضى على الأدب روتقاً ويهاء وتزيده حسنا وجمالا أن جممع أشعاره اشتملت 
عليها اشيّالا تاممًا . فذاك فرض لا يمكن تصوره عقلا . ولا تأتيه واقعاً . ]ا 

وذلك لأن النفس اليشرية مهما ارتفح مستواها الفنى يستحيل عليها أن تراعى 
فى كل أونة من حياتها . وق كل مرة من مرات انقعالها بتجربة من التتجارب 
وانطلاقها اتعبير عنها ‏ بجميع الآسس الحمالية الى تواضع عليها النقاد وارتضاها 
الذوق الفنى العام . فقد يعجلها المقام عن التأى والاستيفاء . وقد تكون غير 
)201 أسس التقد الأدى عند العرب للدكتور أحيد أحمد بدوى ص 775 لط ١‏ . 


(؟1) يتيمة الدهر ج ١‏ ص 55 . الديوانث ص 084 . والمنابا سه جمع منية وهى الموت . 
( *) يتيمة الدهر ج ١‏ ص 5” . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١5 
متجاوبة مع المقام تتجاوبًا تام . وقد تكون لها من ظروف حياتها وشئونها اللخاصة‎ 
ما يشغلها أو يصرفها عن موقف من المواقف . بيما ترغمها اعتبارات أخرى على‎ 
. الول والإنشاد . فيأق إنشادها على خلاف معهود طرعها ومألوف عادتها‎ 

من أجل ذلك نرى بعض التقاد يصون عل المتزى جملة مطالع . لم يسعده 
فيها الطبع . ولم تساعده فيها العبقرية الفنية . فيدت غامضة المعبى . أو معقدة 
اللركيب أو غير ملائمة للمقام . 

ويسوق العسكرى مجموعة من هذه المطالع مصدراً لا بقوله و وله بعد ذلاتثك 
ابتداءات المصايب وفراق الحيايب )١(‏ منها قوله . 
كلق أراف ويك تمتك أللوما ١‏ هم" أقام على مواد أنبسما 7 


وقوله 

هذى برزت لنا فتهي" - رسيس ثم انثنيت وما شفيت نسيسا (*) 
وقوله 

بقانى شاء ليس هم ارتحالا 2 وحسن الصير رموا لا الجمالا*) 
وقوله 

أنا لانمى أن كنت وقت اللواثم < علمت با بى بين تلك" المعالى(*) 
وقوله 


أ بديل من قتولبى واها لمن تأت (البديل ذكراها”") 
ويسوق العسكرى من هذا القييل ستة عقر مطلعاً . يعقب عليها بقوله . 
« فهذه وما شا كلها ابتداءات لا خلاق لما 9) , 
والعسكرى أوى من بجمع ما استقبح من مطالع المتزبى . غير متعسف فيا 
)١ (‏ المساعتس ص 196 . 
(؟) الصناعتس ص 4787 . الدبوان صن 4ه . ويك س كلمة دقال فى مقام اللعجب وأصلها و يلك 
فحذعت اللام . 
( ) المصصاعيسين ضس 47 . الدئوان ص 9” . الرسيس > يداية الحب . النسس عد نقنبة الروح . 
( > ) الصتاعتس ص 477 . الديوان صص ١ ١‏ 4 . أو سه كلمة تحسر . وواها د كلمة دعجب . 
( 7) الع اعمسن ص 27 - 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 21 


جمع منها فى بعضها من العروب اللغوية الظاهرة ما يشوهه ويذرى به كا ق قوله 

هذى برزت لنا فهجت رسيسا>ح ايت 

وما فى قوله 

أحاد أم سداس 7 أحاد أرملتنا المنوطة بالتتاد 300 

وق بعضها غموض ق معناه كقوله : 

أراع كذا كل الأنام همام وسح له رسل الملوك غمام”') 

6 #2 

أما حسنتخلصه فموضع تقدير النقاد وإعجابهم . ويرى القيروانى أن المتنى 
« أكثر الناس استعمالا لهذا القن . حبى إنه ما يكاد يفلت منه ولا يشذ عنه7”) 
اللهم إلا فى الفرط والندرة . 

ويذكر الحرجالى من عجيب تخلصه قوله . 
مرت بئا بين تربيها فقلت لحا من اين جانس هذا الشادن العريا 
فاستضحكت ثم قالت كالمغيث يرى20 ليث الشرى وهومنعجلإذا انتسبا 4) 


وقوله 
نودعهم و«البين فينا كأنه 2 قنا ابن أبى الميجاء فى قلب فيلق”") 
وقوله 

وحبيت سس خسوص الركاب بأسود من دارش فغدوت أمشى راكبا 8 ) 
وقوله 


حال متى على ابن متصور بها بجاء الزمانت إلى" منها تائبا") 


)1١ (‏ الضاعتن ص 47 والدبوان ص 8ه . 

(؟) الصاعين ص ؟ : والدنوان ص 5957 . 

() العمدة ص ٠١١‏ ج١‏ 

( #) اللساطة صص. ١١"‏ الدوان ص ٠لا‏ . 

( ه) الوساطة صضن 1177 الدبوان ص 757 . 

( *) الساطه ص ١77‏ . الدبوإن ص 8١‏ . حبيت . أعطلت الخحوص ‏ حت جمع 0 
وهو الخائر العيئس من الحهد والتعب . الدارين : جلد أسود . 

(7) الديوات ص 7١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ لمش‎ 


الفرط والندرة . شُثل قوله . 
ها فانظرى أو فظى لِىترئ حرقا 0 من لم يساق طرقا منها ققد وألا 
عل" الأمير يرى ذاتى فيشفع لى إل التى تركتئى فى الحوى مثلا(؟) 
فقد تمبى أن يكون الأمير قوادا له (؟) . 
وقوله لو استطعت ركبت الناس كلهم إلى سعيد بن عبد الله يعرانا”"؟ 
وذلك لأن « من الناس أمه فهل ينشط لركوبها . والممدوح أيضاً لعل له عصية 
لا يحب أن يركبوا إليه . فهل فى الأرض أفحش من هذا السخب وأوضع من هذا 
التبسط 4*7 ولست أدرى لم قصر القيروانى شفاعة الأمير على أنها لون من القوادة 
وجمع الشمل ف مأم . وى كلمة الشفاعة متسع لغير ذلك من ألوان الصلات البارة 
الكريعة . بل إنها ألصق عضمون الشفاعة ومرماها من أى لون آخرمنألوان الصلات . 
ثم إنها شفاعة أمير . ولن تكون تلك الشفاعة إلا فى «جسائم الأمور وعظيمات المواقف 
وبذلاك لن يكون الأمير قواداً . بل مصلحا الجتاعيًا يسعى فى تدعيم الصلات عللى 
أساس تسمح به تقاليد القوم وتطمان إليه عاداتهم أى يزوج الشاعر بتلك الى 
صيرته فى الموى مثلا . وبذلك يضمن عليه حياته . ويضمن عليه هواه وقليه . دون 
أن يكون قى ذات ما يذرى يعوقف الأمير . بل إن ذاك أدل على ما للأمير من 
سلطان وسعة سيطرة فقد انتشر نفوذه حتى عل القلوب والعواطف . 
للقيروانى أن يرى فى شفاعة الأمير ما يرى . أما نحن فقد فسرناها التفسير الذدى 
تطمين إليه نفوسنا والذى نستوحيه من كلمة الشفاعة ذاتها . ومن أنوا شفاعة الأمير. 
أما البيت الثانى فنحن فيه مع النقاد . ولا نسمح أن نرى البشرية بأسرها بعرانا 
محمل المتنى إلى سعيد بن عبد الله هذا . 
وإذا كات لنا أن نتعقب هذا المقياس على ضوء من معارفنا الخالية . فإنا نقول : 
لا يعدو حسن التخلص أن يكون انتقالا طبيعينًا من المقدمة البى استفتح بها الشاعر 
١  هدمعلا )١(‏ صن 05 الدبراد ص .1١‏ 
( ؟) العمدة ا ص .,8٠١5‏ 


0 الكتف عن مساوىء سعر المتى ص 5 2 السيمة ص ”847 . 
( + ) الكشف عن مساوى” سعر لمتثئبى ص 75 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١58 
. خصيدته إلى الغرض الذى من أنجله ساق القصيدة‎ 
ومحبى الانتقال الطبيعى أن يتحايل الشاعر على ربط الأمقدمة يالغرض ريط‎ 
. مستويا يحيث تبدو لاقارى كا لو كانت حاقة ى سلسلة متصلة الخلقات‎ 
لاانفصال بينها ولا انفصام . وحى يشعر القارى أنه انتقل منفكرة إلى فكرة ألحرى‎ 
هى منها ذات نسب قريب . ووشيجة دانية كما لو كانت تلك الفكرة الحديدة‎ 
. نتيجة حتمية لما سبقتها . يكاد العقل أن يقع عليها لو لم يصرح بها الشاعر‎ 
. ويشعر بالنمرة والغربة لو -حاد ععنها إلى سواها‎ 
وبهذا يسير العقل سيراً منتظمآ بين «جزئيات النص . وق ذلك ما يسهل على‎ 
العقل فهمه . ويجعل استجابته للنص استجاية أكيدة . لأن النص جاء وفق منطقه‎ 
ومقاييسه . رأى مطابقا لمنهجه الذى رسمه واختطه . من الانتقال من المقدمة إلى‎ 
التتيجة ومن السيب إلى المسبب ومن المعلوم إلى المجهول فق بجميع الات العلوم‎ 
والفنون . ولا يعدو النص بهذا المقياس مألوف الحياة التفسية ومنهدجها فى الاستجابة‎ 
. للا يدور حوها من خيرات وتجارب‎ 
فهى يدورها فى حاءجة إل ما يثير نشاطها . وينبيها إلى الدبرة الحديدة الى‎ 
. ستلق إليها . والنفس أكثر ميلا إلى ما ألقته واعتادته . وما ارتيات به من قبل‎ 
. وأكثر حنينآ إلى ما يصادف منها ميلا ويلاق فيها هوى ويثير انفعالا طبيعينًا فيها‎ 
. مبنيًا على دافع فطرى من دواقعيًا‎ 
ولا تعدو المقدمة فى القصيدة أن تكون تلك الإثارة الى تنيوها . وتوقظعا‎ 
وتحركها لتلى الخيرة الخديدة . وتزيؤها للاستجابة لاتجرية الأدبية التى يريد الأديب‎ 
التعبير عنها . بعد أن عاناها . ومر بعلابساتها . ووقم نحت تأثيرها . وما دام الأديب‎ 
قى حاءجة إلى «جذب النفس والاستيلاء عل ألحاسيسها ومشاعرها ليضمن استجابتها‎ 
 هكاردإو له فيا سيدفعه إِلِييَا من انفعاله وأحاسيسه ومشاعره ووجدانه‎ 
فإن الأديب الماهر من يتوصل إلى ذلك بإثارة النفس وأسرها بحيث تندفع إليه‎ 
اندفاعاً ذاتيًا نابعاً من كيانوا . وتظل تدور معه ق فلكه ححتى ينتوّى من مذاره دوت‎ 
. أن تمل السير معه والتحليق ق مسياه‎ 
من أجل ذلك نرى كتيراً من شعرائنا اتمداى يستفتح قصيدته بالغزل والدسيب‎ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١6 
ليثيرق النفس تلك الأحاسيس و«النوازع الفطرية الى تجعلها تصغى لما يقال وتستجيب‎ 
: لا يراد . م ينتقل بعد هذه الإثارة إلى الغرض الذى من أجله نظم قصيدته‎ 
فإذا ما اتخذ الشاعر من هذه الإثارة الفطرية المنبهة للنفس أو غيرها من كل‎ 
ما له القدرة على الإثارة وسيلة إلى الدخول فى غرضه . دون أن يقطع هذا التيار‎ 
النفسى بأن انساق من المقدمة إلى الغرض انسياقا طبيعينًا . متخذ] من المقدمة المثيرة‎ 
للنفس ركيزة ينبى عليها الغرض ضمن ملازمة النفس واستجابتها وتأثرها وانفعاهها‎ 
. وعدم اتصرافها وتقورها‎ 
وهذا أقصى ما يرنو إليه الأديب ويهفو إليه الشاعر . وأقصى الغايات الى‎ 
 نونفلا تنشدها الآداب وتسعى إليها‎ 
فكأن هذا المقياس من مقاييسنا النقدية و حسن التخلص » نقطة يتلاق فيها‎ 
التياران النفسى والعقلى . ويشعر كل منهما أنه استوق حقه . وأخذ نصيبه من‎ 
. عناية الأديب ورعاية الفنان‎ 
مهايرى كل منهما أن النص مجاء مطايقاً للخطة المته-جية الى استوفت شرائطه‎ 
مسايراً للمثل السائى الذى يرضيه ويثير إعجابه . وبذلك يشعر كل منهما بالرضا‎ 
. والارتياح‎ 
أليس ذلك إذن دليلا على براعة الأديب وفطنته وإدراكه لسائر الاعتبارات‎ 
. انمختلفة المتشابكة الى يستلزمها الأدب ويتطلبها الفن‎ 
وأليس ذلك من بجانب لحر دليلا على براعة نقادنا القداى الذين راعوا هذا‎ 
الحانب من بجوانب حبكة النص . وتغنوا به قبل أن تتفتح أمامهم معالم اللحياة‎ 
. الومجدانية أو تزدهر لم مناهيج الدراسات العلمية‎ 
د د‎ 
ول يتعرض من نقادنا لمقاطع المتننبى إلا التعاللى الذى «جمع جموعة منها مجعلها‎ 
1 . من مستحسن مقاطعه منها قوله‎ 
)١7اناسنإ وشرف الئاس إذ سواك‎ ١ قد شرف الله أرضا أنت ساكنها‎ 
ولو أن ابن ججبى لا يطمان إلى قوله سواك ولا يعجبنى قوله سراك إنسانا لأنه‎ 


. ١88 الدموان حصس‎ )١ ( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١5 


لا يليق بشرف ألفاظه ولو قال أنشاك أو نحو ذلك لكان أليق بالحال  )١(‏ 

غير أن التعالى لا يقر هذا القول ويرد عليه بقوله « ولو قالغير ما قاله لم يكن 
فصيحا شريفاً . لأن فى القرآن الكريم ثم سواك رجلا . ولا أفصح ولا أشرف مما 
ينطق به كتاب الله عر ذكره (") . 

والحق أنا لا نجد فى لفظ سواك شيئًا يستوجب رد البيت واستنكاره . ونرى 
الكلمة قارة ىف مكانها مناسية للمعبى الذى سيقت له . وللتركيب الذى جاءت قى 
ثناياه . وما ذكره الثعالى من محاسن مقاطعه قوله : 

أنلت عيادء ما أمتلوا أنالتك” ريك ما تأمل””) 

وهو مقطع سهل التركيب واضح المعبى متلاهم الآشطار . وق الحتام بالدعاء 

بثيل الامال ونتحقيق الأمانى لذة تستروحها النفس ويصيو لا الفؤاد . 


خة عيد 


وقد عرض الثعالى مجموعة ألخرى من مقاطعه الى لم تحظ بالقبول لديه 4) 
منها قوله : 7 
لولم تكن من ذا الورىالّد منك هو عقمست بعولد تسلها -حواء (*) 
ومنها قوله - 


خحلت البلاد من الغزالة ليلتها فأعاضهاك الله" كى لامر (5) 
ها سجعل الثحالبى ("؟ من مستقبح مقاطعه قوله . بعد أبيات أحسن فيها 
غاية اللاحسان وترق الدرجة العالية . وهى ( من الطويل) ‏ 
وله سر ف عل" لك وإتما كلام العد١ا‏ ضرب من المذيانت 
أتلعمس الأعداء, بعد الذى راب قيام دليل أو وضو ح بيان 31 
)١(‏ الليصمة ب ١‏ اص .1١4١‏ 
(؟) الميتيمة ح ١‏ صن .1١*87‏ 
(9) اليدمة ج ١‏ ص ”*4 ١‏ . والدنوان ص 5 ؟ 
( 5 ) اليعيمة ص غ9#ج١.‏ 
( ه) الدبوانت ص 7ه . 
(5) الديوات ص ١١5‏ . الغزالة : الشمس . واعاضباك : جعلك عوضاً عنها . 
( 7 ) اليثيمة ب اص 94#4. 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١6؟‎ 


رأت كل مزينوى لك الغدر يبتلى ١‏ بغدر حياة أو بغر زمان 
غ "د #* 

قضى الله يا كافور أنك” واحد وليس بقاض أن يرى اث ثانى 

نما لك تختار القسبى . وإنا عن السعد ترب دونك الثقلان 

وما اك تحبى بالأسنة والقنا 2 ووجدك- طعّان بغير ستان 

ولى تحمل السيف الطويل نجاده ١‏ و«أنت غهى ‏ عته بالحدثان 

أرد" لى جميلا جدت أولم تجد به فإنك ما أحبيتت فى أتاق 

هذا الييت الذى هو عوذتها . 

لو الفلك الد وار أيغضت سعيه لعوقه شبىء عن الدوران 

ولسنا جد قى هذا الييت ما يوجب الإخراء به . والحط من شأنه . فالبيت 
متجاوب مع الأبيات السابقة . البى بين فيها أن الأقدار تساعد كافوراً . وتعمل 
على نصرته ولو لم يتخذ سبيلا أو يعمد إلى سيلة . م يخم الأبيات ببيت أشيه 
مايكون بالنتيجة لكل ماسبق . قبين أن سلطان كافور لم يقتصر على الأحياء وعل 
كل ما يدب على الأرض فقط . بل انتقل إلى الأجرام السماوية والكواكب العلوية 
حبى إنه لو أبغض سير الفلك الدوار لانيرى نحوه ما يعوقه عن الدوران وليس قف 
البيت غموض أو التواء ولا فساد تركيب أو سوء ترتيب ولا كلمة نافرة أو غريبة أو 
شادة أو مب تكرة . 

الحق أنى لا أواقق الثعالى على ما ذهب إليه . وأرى المقطع مستوفيا شرائط 
الحسن ودواعى القبول . 

هذا هو كل ما ساقه التقاد فى بتاء قصيدة المتنى . أما ما عدا ذلك من سائر 
ما يتناول فى هذا المقام 'كوحدة البيت . ووحدة القصيدة «الوزن والقافية فلي نجد 
من قداى نقاده من تعرض لشيىء منها : 

الهم إلا ما رأيناه لدى الصاحب بن عياد من تعرضه لاحدى قوافيه ىق قوله 
و ولا يزال يركب القواق الصعبة ثقة بالقريحة السمحة . فيبتدى زائية بقوله . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ “اق‎ 

كفرتدى فرند سيى الجراز - لذة العين ععدة للبراز”') 

حى امتد به النفس فقال . 

تقكضم الحمر والحديد” الأعادى ١‏ دونه قضم سكر الأهواز”") 

وهذا السكر إذا جمع إلى البرقى والأزاذ فها تقدم من شعره ثم الأمر("" 
على أنا لا نجد فيا تناوله الصاحب هنا من سكر الأهواز تعسفا أل بنظم البيت 
ولا' بتركيب القصيد . وليس بالقصيدة على طوطا ما يدل على اجتلاب بيت من 
أجل قافيته . أو اجتلاب كلمة ليم بها البيت : 

على أنا لو سلّمنا لاصاحب بما قال لما نال ذلك من قدر الشاعر ولا وضع 
من قيمته الفنية . لأأنها قصيدة واحدة أو أبيات منها . ومثل ذلك لا يعد شيثا 
مذكوراً . إذا قيس بمجموع ما أنتج من أشعار . 


+4 *#د <*د 


. الفرند : جوهر السيف . الخحرار : القاطع . البراز : المنازلة فى الحرب‎ . ١007 الديوات ص‎ )١( 
. ؟ ) الديوات ص و١١ . نقضم : تأكل القىء اليابس . الأهواز محلة بمارس‎ ( 
. 786 الكشف عن مساوئ شعر المتذى ص‎ ) ( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 


الفصل الرايع 
الموازنات الأدبية 


معبى كلمة الموازنات الآدبية : 


الموازنات الآدبية هى دراسة العلاقات والمشايه وأوجه التلف بين نصين من 
التصوص أو أديبين من الأدباء أو عصرين من العصور دراسة تستهدف بيان 
أصالة كل منهما وخحصائصه الفنية والنفسية . طبقاً لمقاييس النقد الأدلى وقوانينه 
وتربى فى غايتها البعيدة إلى بيان ميزة ألحدهما وتقدمه على الآخر . حيث اشتمل على 
كل أو «جل اعتيارات امال الى أقرتها الأذواق البصيرة والعقول المستنيرة وبذا 
عمق أكر من غيرد ه أهداف الأدب من إفادة ولذة وإثارة . 


فطرية الموازنات + 

وتستند الموازنات الأدبية فها أرى على ركيزتين بعيدتى الغور فى الطبيعة البشرية . 

أولاهما : - النفس البشرية . تلك الى يثيرها الثنىء إلى شبيهه ويدفعها إلى 
نظيره فتسعى متنقلة بين المتشابهات والمتناظرات مندقعة من واحد إلى آآخر . 
متقصية ما لكل منهما من سمات وميزات متتبعة ما بينهما من وشيجة واتصال » 
لسابق [لفها له وخيرتها به . ما يؤدى إلى سرعة استجايتها له . وتعوف هذه الظاهرة 
فى مجال الدراسات النفسية . بظاهرة تداعى المعاى 200 . 

ثانيتهما  :‏ العمل الذى يتخد من التشابه ا يتسخدذ من التناقض أساسا من 
أسس الإدراك واتساع دائرة المعرفة . ثم يتقدم خخطوة إلى الأمام فيحاول أن يعرف 
الروابط المشيركة بين هذه المتشابهات يبيان مدى قوتها وعمقها ومدى وضوحها 
وجلائها وقد تقف بعض العقول إلى هذا المدى . بِيمًا تتابع خطا اللبحث عقول 


)١ (‏ أدظر دراسات فى علم النفس الآدى ص 4 . وءل الئمس الخر دوى ص ٠م‏ طيعة بأنية . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١6ه‎ 


أخرى فتحاول أن تعرف ما إذا كانت هذه المتشابهات مظاهر متشابهة لقائق 
مختلفة . كتشابه أعراض الأمراض الختلفة تشخيصاآ . أم هى مظاهر متعددة 
حقيقة واحدة كاختلاف بى آدم لخة ولوناً وديتاآ مع انحادهم “جنساً ونوعاً . 

وهذه أقصى درجات البحوث العقلية . لأنها تبحث عن حقيقة الشبىء 
ومقوماته والأسس الأصيلة القاثم عليها وهى بحوث أعمق من الأشكال والظواهر . 
وتستند بدورها على الموازنات فيا تستند إليه من أصول البحث ودعاتمه . 


موضوعية الموازنات : 

ولا كان الحكى على الشىء ى هذه الطريقة نتيجة لتحليل وتتبع واستقراء 
ومقابلة أنجزاء الأشياء بعضها ببعض . مقابلة تكشف عن أنمها وأوضحها وأدقها . 
كان حكماآ مستنداً على وقائع مادية . قائمة ى ذات الثىء . بريثاً إلى حد كبير 
من مظنة التحيز والموى . ومن ثم يصدقه العقل ويسلم به أوفر عدد من الناس . 

ولانستطيع مطلقآ أن نبرئ هذه الطريقة من كل شائية من شوائب الموى 
ونقضى يعدم تددسخل العنصر النفسى بأى شكل من أشكاله . لأن الذاتية لن يعز 
عليها أن تتسرب إلى التطبيق والتعليل والترجيح واكم . وإن عز عليها حقيقة أن 
تتسرب إلى نفس القوانين والنظريات . 

ومعبى ذلك أن طريقة الموازنات وإن لم تسل سلامة مطلقة من تدخل العنصر 
النفسى . لا ستحالة هذه السلامة فى مجال دراسات تقوم أصالة على النفس باعتبار 
الأدب فيضا عنها وتعبيراً عن أحاسيسها ومشاعرها . وباعتياره ى النهاية مثيراً 
لاماها وآلامها ورضاها وسخطها . فهو منها وإليها . فتجريده من تدخخلها وآثارها 
ضرب من الوم ولون من الحدس - أقول إن طريقة الموازنات برغم ذلك كله . 
أقرب الطرق إلى الموضوعية لقيامها على ما ذكرنا من الأسس والمقومات الماثلة فى 
هيكل الأدب 1 

ولو أن النقد الأدبى السلم يجب أن يراعى الدقة والإفاضة فى التحليل والتفسير 
والتعليل والحكم . ولكن الموازنة تدفع النقاد إلى مزيد من الاههام بذلك . ليسم 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 


نم الحكم ويسم لم الترجيح . ويطمن الناس إلى عدالة حكمهم ونزاهة رأيهم 
المبى على المقايلة والموازنة . 


تاريخ المواذزنات الفنية 5 

« وقد ظهرت الموازنة مبكرة ى تاريخ الأدب العربى . وبقيت تسايره على مر 
العصور إلى اليوم . وستبى دانم من وسائله النقدية والتاريخية . فإذا صح ما روى 
من قصة أم جندب . وموازنتها بين أمرى القيس وعلقمة ق وصف الغرس ومن أن 
النابغة الذييانى كان المحكم الأدى بين شعراء عكاظ . دلنا ذلاك على أن الموازنة 
كانت أساساً للمفاضلة منذ الحاهاية وكانت مدرسة الحطيئة وكعب بن ذهير مقابلة 
للدرسة الشماخ وأخيه مزرد١١2‏ . وى صدر الإسلام كانت الوازنة بين القران 





(1) اللطيئة هو جرول بن أوس من ببى عبس ولقب بالخطيئة لقصره و يكى أبا مليكة وكان راوية 
زهير وآ ل زهير . وهو من الشعراء ا مخضرمين . وعده الحمحى من شمراء الطبقة الثانية . 
وكمب بن زهير ين أن سلمى شاعر عمُضرم . قال الشعر صياً . ووحاول أبوه كقه عئه . ححاقة أن 
يروى عنه ما يذرى يسمعته الفنية . فلم يستحب الولد لأبيه ثم أجازه أبوه بعد أن امتحنه فأجاد و برع . 
وهو آيشساً من شعراء الطبقة الثانية من طيقات الجمحى . 
أما الشماخ . فهو الشماخ بن ضرار ين ستان بن أمية بن عمرى . وهو من أوصف الشعراء للقوس واخهار . 
وقد جعله الحمسى من شعراء الطيقة الثالثة . 
ومزرد أخوه لأبويه . وكان شاعرا أيضا إلا أنه لم يتل من اهام المزرخين ما ناله أخو ولا يذ كر فى 
كتبهم إلا تابعاً فم كان الخطيئة وكعب يتحاشياتهما . ويذكر الرواة أن الحطيثة جاء إلى كمب . فقال له 
يا كعب . قد علمت روايى لكي أهل البيت وانقطاعى [ليكم . وعد ذهب الفحول خبرى وغيرك . 
فلو قلت شعراً تذكر فيه نفسك وتضعنى موضعاً بمدك . فإن الناس لأشماركر أروى وإليها أسرع . 
فقال كعي : 
فن للقواق شأنها من محوكها ‏ إذا ها ثوى كعب وقوز جرول 
كفيتك لا تلى من الناس واحداً تتخل ‏ هلها مثلما يتنخل 
فلم يرض مزرد عن هذا الكلام واعتبرهما بهذه الدعوة متجنيين عليه وعلى أخيه فرد علهما بقوله : 
”5 كحسان السام بن ثايت ولبيت كشماح ولا كالمثخئبيل 
وبذلك فإن كل اثتدن مهما يريات أنهما أشعر من الآعربن . إلا أن كتب الآدب لم ترى لما 
مطايحات أو مناقضات . 
راجع في كل مهم : 
الشماخ الشعر والشعراء صم ١٠١‏ الأغاق ص اه ب م الموشح ص 54 طيقات الشعراء ص 7+ رجه 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ ©» 1/ 


الكريم وكلام العرب . وكانت بين شعراء الرسول وخطبائه من ناحية . وشعراء الوفود 
العر بية وخحطبائهم من ناحية أخرى . 

وكان العصر الأموى زاخخحراً بالموازنة بين الفحول والخزلين والسياسيين من الشعراء 
وبين الخطباء والأدباء جميعًا . فخلف لنا ثروة نقدية قيمة على رغ ما تأثرت 
بالعصبيات والأهواء والأمزرجة . 

أما فى العصر العباسى فقد بدا هذا الفن النقدى نشيطآ بين بشار بن برد رمروان 
ابن ألى حفصة وبين مسلم بن الوليد وأبى العتاهية وأبى نواس ثم بين ألى تهام والبحترى. 
وبين المتنبى وخصومه . وبين ابن ا مققع وعبد الحميد ويين البديع والخرارزيى 
وبين الفلاسفة وعلماء الأدب ورجال الدين والفن وبين الشعر «النتر واللحطابة 
والكتابة واللفظ والمعنى وبين الفكرة والفكرة والخيال والحيال . وبين الأشياء 
والأحياء[. وى كل ما هو صالح ذا الضرب وهذا عصرنا الحديث يتنخذ الموازتة 
أساسا لأبحاثه نزولا على طبيعة الدراسات فى أصح أوضاعوا وأقوم سيلها!!؟ . 


منيج العرب فق الموازنات : 

والقدماء على أن الموازنة إنما تكون فيا اتفقا فى الغرض وف بعض المظاهر الآخرى 
كالقافية وحرف الروى . ومصداق ذلك قصة أم -جندب فالرواة يقولون « إن علقمة 
الفحل وامرأ القيس تنازعا الشعر وادعى كلاهما أنه أشعر من صاحيه فتدا كا 
إلى أم جندب الطائية زوج امرى القيس. فقالت لما قولا شعرا علىروى واحد وقافية 
واحدة تصفان فيهالخيل .ففعلا ثم أنشداها. فقضت لعلقمة على امرى القيس('2 . 

ومن الخائز أن تكون هذه المصطلحات الفنية (القاقية وحرف الروى ) ترجمة 
من الرواة عما قالت . وبيذلك لا تكون هذه الألفاظ ألفاظها . وإن قالت ما يدل 
عليها أو يشير إليها ما كان قى متعارف أيامها . 

سه المطيعة : الشعر والشعراء ص ١١ ٠‏ الأغاق ص مم ج ١‏ طيقات الشعراء ص "7" . 
كعب ين زهير : الشعر والشعراء ص ١‏ الأغانى ص ١5 ٠‏ -- ه ١‏ طبقات الشعراء ص #١‏ 


)١ (‏ أصول التنقد الآأحف ص 78١‏ . 
(؟) تار بخ النقد الأدى عند العرب ص ٠‏ و«الموشس ص 78 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ مه‎ 

وليس معبى ذلك أنهم لم يكونوا يدركون الآثار الفئية هذه المسميات . لآنا تعلم 
أنهم أدركوا الإقواء فى الشعر وعابوه على النابغة وعلى بشر بن أنى خازم 2١١‏ . 

والذين يديركون أثر اختلاف -حركة الروى فق الننم الشعرى لا يعز عليهم أن 
يدركوا الروى فق ذاته أو يدركوا القافية . أما استعمال هذه الأسماء الفنية فالغالب 
أن ذلك ل يتح لم ف هذه الاونة الى لم تتفتح فيها الدراسات وتزدهر الثقافات . 

وإذا لم تكن هذه الرواية صادقه ‏ على فرض تسليمنا يصحه رأى الشاكين 
فيها ‏ لما فيها من تعليل وتفصيل لا تسمح بهما طبرعه العصر 15 حدا ببعض النقاد 
إلى أن يقفوا عندها وقفة ارتياب وحثير . فإن واضعها غير بعيد عن روح العصر 
وما صاحبه من اعتيارات . 


عل أن من النقاد من لا يرى الاتفاق فى الغرض شرطأ لصحة الموازنات وبرى 
فيا عدا الغرض من مقومات الآدب مالا للموازنات والريجيح والمحكي دواعلم أن التفضيل 
بين المعنيين المتفقين أيسر خخطبا من التفضيل بين المعنيين المحتلفين . وقد ذهب 
قوم إلى منع المفاضلة بين المعنيين المختلفين واحتجوا على ذلك يأن قالوا المفاضلة 
بين الكلامين لا تكون إلا باشتراكهما فق المعبى فإن اعتبار التأليف فى نظم الألفاظ 
لا يكون إلا باعتبار المعانى المندرجة نحتها . فا لم يكن بين الكلامين اشتراك ق 
المعبى حبّى يعلم مواقع النظم فى قوة ذلك المعبى أو ضعفه واتساق ذلك اللفظ أو 
اضطرابه . وإلا فكل كلام له تأليف يخصه بحسب المعى المندرج نحته . وهذا 
مثل قولنا العسل أحل من اللحل . فإنه ليس ف اللحل حلاوة حبى تاس حلاوة العسل 
عليها . وهذا القول فاسد فإنه لو كان ما ذهب إليه هؤلاء من منع المفاضلة حقا 
لوجب أن تسقط التفرقة بين جيد الكلام ورديئه وحسنه وقبيحه وهذا محال . وإتما 
خى عليهم ذلك لأنهم لم ينظروا إلى الأصل الذى تقع المفاضلة فيه سواء اتفقت 
المعانى أو أختلفت . ومن هنا وقع لم الغلط وسأبين ذلك فأقول : 

من المعلوم أن الكلام لا يختص بمزية من الحسن حبى تتصف ألفاظه ومعانيه 
بوصفين هما الفصاحة والبلاغة . فثبت بهذا أن النظر نا هو فى هذين الوصفين 
اللذين هما الأصل ق المفاضلة بين الألفاظ ولمعانى . على اتفاقهما واختلافهما . 


)١ (‏ الوشح ص 8ل »> ص 4ه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 4 


فى وجدا قى أحد الكلامين دون الخر أو كانا أخص به من الآخر حكم له 
بالفضل )١(‏ . 

وبرغم إيماننا أن كل كلام له تأليف يخصه بحسب العبى المندرح نحته 
وبحسب الأفكار الى يريد الأديب التعبير عنها وأن إمكان المفاضلة بين الألفاظ 
والراكيب باعتبار اتصافهما بصفبى الفصاحة والبلاغة لا يؤدى إلى دقة الموازنة 
وصواب لمكم وأن الأول أن يكون معتى الكلامين متفقآ . لأن المعبى يستوجب 
مج ء البراكيب على هيئة خاصة تناسب المعبى الذى تعبر عنه إلا أن ذلك لا ييجعل 
الموازنة بين المعانى المختلفة مستحيلا . ولا يجعل الموازنة بين الأساليب المعيرة عر تلك 
المعانى الختلفة مستحيلا" كذلك . 

وذلك لآن التاقد البصيريعرف مقومات ابحمال وأسس الحسن ىكل زاوية من 
زوايا الآأدب . ويعرف اللحصائص الفنية لكل من المعانى والألفاظ والأساليب . 
وما عليه إلا أن يطبق هذه المقاييس تطبيقاً عادلا منصفاً على كل جزثية من مجزئيات 
النتصوص الختافة . وسينتهى من هذا التطبيق إلى افتراض رأى أو تقرير وسجهة 
معينة ى كل من النصين امحتلفين . 

وعلى ضوء من استقراء محاسن كل منهما أومساوثه يستطيع الحكر على أحدهما 
يالسبق وعلى متتجه بأنه أشعر . دون أن يكون اختلاف الغرض فيهما مانعا منعنا 
من معرفة الميزات الفنية لكل منهما أو حائلا حول بيئنا وبين الموازنة بينهما . 

وبذلك نجدنا فى جانب ابن الأثير ى هذا المقام . ولا نقر رأى المعارضين 
له هنا لما ساق وسقنا من أساتيد تفند ما قرروه ومالوا إليه . 

والمتهيج السائد لدى نقاد العرب ىق معام الموازنات هو اختيار قصيدتين قى 
موضوع واحد وروى واحد وقافية واحدة إن تيسر ذلك . ثم بيان أوجه الشبه بينهما 
وما اخحتلفا فيه ثم النص على أيهما أنجود وأيهما أرذل وأييهما أكثر مسايرة لعمود الشعر 
ومألوف العرب . مع تبرير الهنات حيناً والاعتذار عنها حين آخر*'؟ ولسنا ممن 

يقروت هذا الاتجاه فى الموازنات . ولا ممن يقفون عند هذه الاعتبارات . لأنها فى 

)١ (‏ المثل السائر ص 007” . 
( ؟) أدظر الموازنة بين الطاكيين للآمدى . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1 
رأينا اعتبارات سطحية لا تكشف عن مذهب شاعر من الشعراء . ولا" تفصح عن 
كل خصائص الآديب . فضلا عن أنها نظرة «جزئية قاصرة لا تصلح أساساً لإصدار 

حكم عام على شاعر من الشعراء . أو عصر من العصور . 

والذى نراه فى هذا المقام أن من واجب النقاد أن يحللوا الآأدب إلى أركانه 
فيبينوا أفكاره ومعانيه . ويوازنوا بينها موازنة تستهدف بيان الصحة والعمق والدقة 
والوضو ح والكثرة . وغير ذلك منمقاييس نقد الأفكار والمعاتى تم ينتقلوا إلى العاطفة 
فيبينوا صدقها وحرارتها وثباتها واستقرارها وسموها وتنوعها . إلى غير ذلك من مبادى 
الحكم لها وعليها ثم يتناولوا الخيال فيبينوا مظاهره وأثره ى تدعيم فكرة كل منهما . 
ومدى تصويره لنفسية كل منهما . ومدى اتصاله بالبيئة الى نشأ فيها . 

ثم ينتقلوا إلى الأساليب فيبينوا فصاحتها وموسيقاها وجمال صوغها وحسن نسقنها 
ومدى توفيق الأديب ق اخختيار ألفاظه اختياراً يدلعلى بصيرةوحسن استعداد . 

وكلما استوق الشاعر أكبر قددر من هذه الحقائق كان أشعر من غيره . وأعل 
مقاماً من سواه 5 

ومن اال أن يسلم نص من النصوص من مغمز يعيبه به النقاد فى أى ركن 
من أركانه الى بيئاها ‏ 

ولكن تفوق الشاعر فى ناحية من النواحى يجبر تقصيره أو قصوره فى ناحية 
أخرى . وعلى ضوء إحصاء المحاسن وطرح العيوب ييرز أسبق الشعراء وأعلاهم 
قدما وأعزهم مقاماً . 

هذه ى نظرنا هى الموازنة الدقيقة العميقة الى نطمين إليها » فى الحكم على 
شاعر من الشعراء . ونثق فى التتائج الى تنتهى ينا إليها . 

أما الاتفاق فى البحر والقافية وحرف الروى . فليست ق نظرنا إلا مظاهر 
شكلية لا تتوقف عليها صحة الموازنة . ولا تقتضيها طبيعة الخال . وقد رأينا أنا ‏ 
من قبل قد اتخذنا طلب أم “جتدب لهذه الأمور من زوبجها وعلقمة الفحل دليلا 
على بساطة التفكير . وسطحية الإدراك ‏ وقوينا من أجل هذا الطلب صحة نسبة 
الرواية إلى العصر التاهلل على خلاف ما اتتجه إليه بعض المؤرخين . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 


المتنى والموازنات الآدبية : 

لم يؤلف أحد من النقاد مؤلفآ خاصا للموازنة بين المتنى وغيره من الشعراء "كا 
هو الخال النسية للبحترى وأبى تمام . وكل ما ظهر من ذلك نتف موجزة ترد عرض 
على ألسنة النقاد . ومن ثم فإن كثيراً من هذه الدراسات لا تقوم على أساس من 
التحليل والتعليل وعرض أوجه الشبه وأمارات الخلف ولكنها أحكام أصدرها أصحابها 
دون أن يوقفونا غالبآ على أسسها ودعاتمها ولا على منهسجها وطريقها . 

وهى أحكام ممتلفة اختلافآ واسع المدى . بحيث سما بعضها بالمتننى إلى أقصى 
ذروة تسنمها شاعر عر بى . سفل يه بعضها بحيث لم تعده من الشعراء ولم نحشره قف 
زمرة الأدياء . 

وإذا دلتنا هذه الحلافات الواسعة المدى على ثشىء فإتما تدلنا على طبيعة 
هذه الدراسات وبعدها بعد شاسعا عن المنهج السلم . وأنها ليست فى حقيقتها 
إلا انعكاساً لحاسيس النقاد وعواطقهم صوب الشاعر . لاتقوعاً صائياً لآديه . 

و-بذا فقدنا الموضوعية اللى حى أنخحص خصائص هذا اللون من الدراسات 
55 تمتاز به ن معالم بين سائر دراسات النقد الآدبى . 

فالقاضى الشقتدى )١١‏ يعده سيد الشعراء «وأنا أقسم بما حازته هذه الأبيات من 
غرائب الايات . لو سمع هذا المدح سيد ببى حمدان لسلا يه عن مدح شاعره 
الذى ساد كل شاعر 276 ولا يكاد الزمن بمضى ينا قليلا حاملا بين “جنبيه 
هذه الدعوة الى ادعاها الشقتدى.حبى نسمع ابن خلدون(' يردد عن شيرخه 
قوم « وبهذا الاغتبا ركان الكثير ممن لقيناه من شيوحنا فى هذه الصناعة الأدبية 
يرون أن نظمالمتنى والمعرى ليس من الشعر فى شثىء لأنهما لم يجريا على أساليب 
العرب . عند من يرى أن الشعر لا يوجد لغيرهي 217 . 


)١ (‏ أيو الوليد إسماعيل بن محمه المعروف بالقاضى الشقندى ولد «شقندة . وما سنة 118 ه . 

( ؟) نفح الطيب للمقرى ج؟ ص 47 ١‏ طيع الأزهرية . 

(*) أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون ولد ى تونس سنة 7# » 178 م ورجاء الى مصر سنة 
4م ه . سنة م8١‏ م ومات بالقاهرة سنة .م١م‏ ه »ه٠8١‏ م. 

( غ ) مقدمة ابن خلدون ص 554 طيعة المطيعة الترقية ستة ١7.71/‏ ه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١51 


م يؤكد هذه الدعوة بعد فيقول « ولا يكون الشعر مهلا إلا إذا كانت معانيه 
تسابق ألفاظه إلى الذهن . وهذا كان شروخنا رحمهم الله يعيبون عل شعر أبى 
بكر بن شفااجة شاعر شرق الأندلس لكثرة معانيه وازدحامها فى البيت الواحد . 
كنا كانوا يعيرون شعر المتنى والمعرى بعدم النسج على الأساليب العربية كنا مر . 
فكان شعرهما كلاما منظوما نازلا عن طبقة الشعر وا حا كم بذاك هو الذوق7١)‏ . 

ومن اله.جيب أن تصدر هذه الأ<كام العامة فى القرنين السابع والنامن الهجرى 
بعد أن درت على النقد الأدبى تجارب سمحت له باشتداد الساعد وسعة الباع . 

أليست هده الأحكام العامة صورة من أحكام الخاهرين على شاعر ما بأنه 
أشعر الشعراء . والى عددناها انفعالا وقتيا . لا جكيا رضنا فينيا علىدراسة وفهم 5 
ورأيناها طريعية بالنسية لاعصر الذى نشأت فيه حيها كان النققد الأدلى وليدا يتعير 
ق خعطاه . لم تساعده الأيام يعد على التقدم والنهوض . 

وإذا كان لنا أن نوازت بين الحكمين السابقين اللذين صدرا عن أدييين 
متعجاورين زماناً ومكاناً . فإنا نرى القاضى الشقندى - رغم غلوه ق الحكم ‏ أكثر 
تقديراً للمجهود الفنى وأكير تقديراً اواقع التاريخى من ابن خلدون وشروخ ابن 
خطدون . الذين رأوا فى خخروج المتننى على الأساليبٍ النخصوصة اشعر خروجا عن 
الشاعرية . وعن الطريعة الفنية . كأن الأساليب الموروثة حرم قدسى يجب أن 
يتعيد بها الشعراء على مر العصور . ألم كتف سيف الدولة به عن كل شاعر من 
الشعراء . ألم يشهد له أيو العباس النامى يأنه الشاعر الذى سد الزاوية الى كانت 
مترقدية فى الشعر العربى !'! . 

ألى عت السرى الرفاء كلد - كا يقول الرواة ‏ حيها بهره معنى من معانى 
المتنى 20) 1 

فالشقندى يصدر حكمه يعد مراعاة تاريخ الأدب وتاريخ الربجل . ولو أنه 
قنع بهذه الروايات فها يبدو . وببى حكمه عليها . لا على حقرقة الآأدب وجوهر 

. 591١ مقدمة أبن حلدون ص‎ )١( 


(؟) الصيح المبى - ١‏ ص 8ه . 
١م"‏ الصيح المسى -< ١‏ ص 7ه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 
 ةيبدآلا الفن . كا تقتضيه طيعة الموازنات‎ 

ويتناول الصاحب بن عباد بعض أبيات المتنى بالموازنة مع أبيات غيره المتفقة 
معها فى الغرض . ثم يخرج من الموازنة بالتشنيع على المتنى وتفنيد قوله وتسخيف 
رأيه وتقديم غيره عليه . 

وكل ما ساقه الصاحب فى هذا الجال بيتان لألى الطيب . أما أحدهما . 

فقوله راثيا : 

لا يحزن الله الأمير فإنبى للاأخذ من حالاته بتصيب )١١‏ 

وفيه يقول الصاحب ولا أدرى لم لا يحزن سيف الدولة إذا أتحذ أبو الطيب 
بنصيب من القلق . أترى هذه التسلية أحسن عند أمته أم قول أوس . 

أيتها النفس أنجمق بجزعا إن الذى تحذرين قد وقعا (5) 

والحق أن قول أوس أدق وأحكيم من قول ألى الطيب . 

لأن المصيبة وقعت فعلا لدى كل منهما . وأصبحت حقيقة ملموسة لكل 
منهما . وهنا تختلف استجايبتهما لتلك التجربة الأليمة الى حلت بكل منهما . 

فأوس يشير بقوله أنجملى جزءآ إشارة موفقة إلى حالة نفسه المتهالكة المكلومة 
وابى فلها الرزء وهدها الخطب وملك الأسى عليها شأنها وعسلت زمامها فاستسلمت 
للوجد مستشعرة جسامة الكارثة وحطورة الحادثة . وأوس يدوره يستسلم لنفسه الحزين 
مذعنآ لمسلكها الذى ارتضته وهو احزن وابلمزع وغاية ما يرجوه منها أن تجمل الخزع 
وتحسن الخزن . وهذا غاية التهالك والاستسلام لاشجو والآنين . لأنه لم يطلب منها 
الصير . ولم يرج منها السلوان ولكته نركها فى أساها وهمها وبجزءيا طااباً منها أن 
تجمل هذا اهمزع متوملا إليها أن تحسن الوجد . 

م إن ف قوله إن الذى تحذرين إشارة قوية إلى أنه كان يخشى هذه النازلة 
ويرجو الرجاء كله عدم وقوعها . ما يشعرنا يجسامة الطب الذى حل بواديه وقداحة 
الرزء الذى نزل بساحته . وأنه كان يرى أن هذا الخطب أشد من طاقته وأكبر هن 





6 الديوانب ص ه98 . 
(؟) الكش عن مساوئ شعر المترى ص ١6‏ و دعقب اس قتية على هدا الست بقوله « نم يبتدى 
أحد مربية يأحسن منه » ص 4 الشعر والشعراء . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5ط 


حمله . ولذلاك كان يخثى وقوعه ونحذر حصوله . 

ولكن المتننبى ينسى الخطب الذى وقع . ويطلب من الله أن يعصم الآمير من 
المصائب حتى لا بمسه نصيب من الحزن الذى ينزل بساحة الأمير . 

أما أحاسيسه اللخاصة نحو المصيبة الى وقعت فعلا . فذلك ما لا يستطيع البيت 
أن يكشفها لنا ويصورها لمداركنا . 

ونحن نستشعر من بيت المتئى -حبه لذاته . ورغيته ق سلامة الأمير وبعد 
المصائب عنه لينجو المتننى من الاوعة ويسلم من الأم . وبذاك نراه يدور حول ذاته 
وأقصى ما يرجوه ألا يحزن الأمير حى لا يمسه نصيب من هذا الحزن . وهذا على 
خلاف ما وجدنا عند أوس المتهالك العاجز عن دفع المصيبة الى كان يخشى وقوعها 
وييخاف حصيولها . 

ولسنا فى حاجة إلى التعقيب عل هذه الموازنة . يأكر مما بينا وإن كنا نقول 
إنها موازنة عايرة ى جزثية من قصيدة لاا تنهض دليلا على تقويم النص فضلا عن 
تقدير الشاعر . 

ولا تتضمن رسالة الصاحب من الموازنات سوى هذا البيت وبيت أنخر يقول 
فيه « ومن افتخاره بنفسه وما عظم الله من قدره . 

أنا عين المسواد اللتحتجاح ‏ هتجتنى كلابكي لشم )١١‏ 

ولا أدرى أهذا البيت أشرف أم قول الفرزدق ‏ 

إن الذى سملك السماء بى تنا بيتأ دعانمه أعز وأطول” 


2 ك5 


ول شك أن الفر زدق هنا أشرق ديباجة وأبجمل مربى وأحسن خالا وإن كان 
بيت المتننى من أبيات الصبا27 البى لا تعدو أن تكون ترويضاً على قول الشعر 
وصفل الطبع وشحد الغر حة ٠.‏ 

ويرى ابن الآثير أن المتنبى أحد الثلاتة الفحول الذين خم بهم الشعر العربى 

)١ (‏ الديوان ص مغ المسود ح الذى سوده الناس لياح > السيد الكريم 

(؟) الكشىف عن مساوئ شعر المثى ص 7؟ . 

() الديوان ص م" . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١60 


«ولى يزل الآمر ينمو ويزيد ويق بالمعانى الغريبة . واستمر ذلات إلى عهد الدولة 
العباسية وما بعدها إلى الدولة الحمدانية . فعظم الشعر وكرت أسالييه وتشعبيت 
طرقه . وكان ختامه على الثلاثة المتأخرين ود : أبو تمام حديب بن أوس . وأبو 
عيادة الوليد بن عبيد البحترى » وأبو الطيب المتنى» 2١١‏ . 

وقد حوى شعر هؤلاء الثلاثة جميع مقومات افمال ق الفن الأدبى . حتى إنه 
استغى بشعرهى عن سجميع الأشعار قد بمها وحديثها « وقد اكتفيت فى هذا بشعر 
آبى تمام حبيب بن آوس . وإبى عبادة الوليد وأبى الطيب المتتبى . وهؤلاء الثلاثة 
هي لات الشعر وعزاه ومناته الذين ظهرت على أيديهم حستاته ومستحستاته وقد 
سحوت أشعارهمي غرابة المحدثين إلى فصاحة القدماء وجمعت بين الأمثال السائرة 
ومحكمة الحكماء » (5). 

ولا يقتصر تفضيل هؤلاء الثلاثة على شعراء جيلهم أو الخيل الذى سبقه فقط 
ولكنهم فى نظره أشعر شعراء العربية . وأسيق -جميع الطبقات . وأعرقهم نسباً ى 
الفضل والسيق . 

د والمذهب عندى فى تفضيل الشعراء أن الفرزدق ورجر يرا والأخطل أشعر العرب 
أولا وانخراً . ومن وقف عل الأشعار ووقف عل دواوين هؤلاء الثلاثة علم ما أشرت 
إليه ولا ينبغى أن يوقف مع شعر امرى القيس وزهير و النايغة والأعثى . فإن كلا 
من أولئتك أنجاد قى معنى اختص به . حى قيل ف وصفهم : امرؤ القيس إذا ركب 
والتابغة إذا رهب وزهير إذا رغب والأعشى إذا شرب . وأما الفرزدق وجرير 
والأحطل فإنهم أجادوا ق كل ما أتوا به من المعاتى الممتلفة . وأشعر منهم عندى 
الثلائة المتأخر ون وهم أبو تمام وأبو عيادة البحترى وأبو الطيب المتى . فإن هؤلاء 
الثلاثة لا يدانيهم مدان فى طبقة الشعراء . أما أبو تمام وأبو الطيب فريا المعاتى . 
وأما أبو عيادة فرب الألفاظ فى ديياءجتها صبكها » (0. 

ولا نكاد نقف من كل ماسيق على خصائص مميزة تميز كلا منهم عن قرينيه 

)١ (‏ الممل السائر ص  ”١١‏ 


( ؟*) المتل السائر ص 7١7‏ . 
(؟) المتل السأئر ص 778 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5 
وتوضحه عن رقيقيه ولكنها موازنة جملية تقابل طرقة يطبقة . ولا توضح لنا منزلة 
كل فرد من أفراد الطيقة الواحدة يبحيث نعرف مستواه وقدره على -حدة . ومنزلته 

بالنسبة لغيره من رجال طرفته . 

أى أننا لا نعروف لكل طبقة من هذه الطبقات رأسا وأطرافا ولكنها حلقة 
مفرغة لا ندرى أين طرقاها . وإن دلتنا عبارة ابن الآثير على نوع من التغاير ف 
المنهج بينكل من أنى تمام والمتنى » وبين البحترى فهما ريا المعانى والإيحترى رب 
الافظ الرشيق والتركيب الأنيق . ويؤكد ابن الأثير هذا الرأى ثانية فقول : « ولسائل 
هنا أن يسأل ويقول: لم عدلت إلى شعر هؤلاء الثلاثة دون غيرهم . فأقول إفى لم 
أعدل إليهم اتفاقا إنما عدلت إليهم نظرا واجتهادا . وذات أنى وقفت على أشعار 
الشعراء قديمها وحديثها حتى لم أترك ديوانًا لشاعر مفلق يثبت شعره على المحلك إلا 
وعرضته على نظرى . فلم أجد أجمع من ديوان أبى تمام وأبى الطيب لامعانى الدقيقة 
ولا أكثر استخراجًا منهما اطيف الأغراض و«المقاصد . ولم أجد أحسن تهذيب 
للألفاظ من ألى عيادة ولا أنقش ديباجة ولا أبهج سكا . فاخترت حيئئذ دواوينهم 
لا شهالها على محاسن الطرفين من المعانى والألفاظ » .)١١‏ 

ولعل ابن الأثير أدرك أن هذه الموازنات الخملية تهمل السمات الفردية 
والحصائص الذاتية الفطرية والمكتسيةذات الآثر الملموس ف إنتاج الآأديب وتكو ينه 
النفسى والفى . وهى ما لا يمكن إهمالها ويستحيل اففنراض عدم وجودها . فضلا 
عن إدراكه لأثارها لتقسيمه شعراء هذه الطرقة إلى رجال معان ورجل ألفاظ . 
فأمدنا بتفصيل يحتاج بدوره إلى توضيح وتفصيل - شأن كل العبارات الى وردت 
إلينا عن النقاد ى هذا المقام . فقال : 

« أما أبو تمام فإنه رب معان وصيقل ألباب وأذهان» وقد شهد له بكل معنى 
مبتكر لم يش فيه على أثر فهو غير مدافع عن مقام الإغراب الذى برز فيه على 
الأضراب . ولقد مارست من الشعر كل أول وأخير ول أقل ما أقول فيه إلا عن 
تنقيب وتنقير . هن حفظ شعر الرجل وكشف عن غامضه وراض فكره برائضه 
أطاعته أعنة الكلام . وكان قوله فى البلاغة ما قالت حزام . فخذ مبى ى ذلك قول 


. 7١ +4 المتل السائر ص‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 

حكم وتعلم فقوق كل ذى علم حم . 

وأها أبو عرادة البحترى فإنه أحسن فى سبك الافظ على المعى وأراد أن يشعر 
فغنى . ولقد حاز طرف الرقة والحزالة على الإطلاق . فريما يكون ى شظف نجد إذ 
تشيث بريف العراق . وسثل أبو الطيب المتنبى عنه وعن أبى تمام وءن نفسه . فقال 
أنا وأبو تمام حكيان والشاعر البحترى . ولعمرى إنه أنصف فى حكمه وأعرب بقوله 
هذا عن متانة علمه فإن أبا عرادة أتى فى شعره بالمعبى المقدود من الصخرة الصماء فى 
اللفظ المصوغ من سلاسة الماء . فأدرك بذاث بعد المرام . مع قربه إلى الآفهام . وما 
أقول إلا أنه أتى فى معانيه بأخلاط الغالية ورق فى ديباجة لفطه إلى الدرجة العالية . 

وأما أبو الطيب المتزى فإنه أراد أن يسلك مسلات ألى تمام فقصرت عنه خطاه 
ولم يعطه الشعر من قياده ما أعطاه . لكنه خحظى فى شعره بالحكم والا٠ثال‏ واختص 
بالإبداع فى وصف مواقف القتال . وأنا أقول قولا لست فيه متأم . ولا منه متاما” 
وذاك أنه إذا خاض فى وصيف معركة كان لسانه أمضى هن تصالا وأشجع من 
أبطاها وقامت أقواله لاسامع مقام أفعالها حبى نظن الفريقين قد تقايلا والسلاحين 
قد تواصلا فطريقه فى ذلك تضل بسالكه . وتقوم بعذر تاركه . ولا شأث أنه كان 
شهد الخروب مع سيف الدولة بن حمداتن فيصدف لسانه ما أدى إليه عمائة ٠‏ ومع 
هذا فإنى رأيت الناس عادلين فيه عن سان التوسط . فإما مقترط فى وصقه وإما 
متفسرط » وهو وإن انفرد بطريق صار أبا عذرته فإن سعادة اليجلكانت أكير هن 
شعره . وعلى الحقيقة فإنه خاتم الشعراء ومهما وصف به فهو فوق الوصف وفوق 
الإطراء 2# 

وخلاصة رأى ابن الأثير أن المتنى ثالى رجال هذه الطبقة المفضلة على جميع 
الطبقات فى الشعر العربى لأنه فى مجال المعانى أدتى شأنا من أنى تمام وهو وأبو 
تمام يدرهما أقل من البحترى شأنًا فى ناحية الأساليب والتراكيب . أما اليحترى 
وأبو تمام فلكل منههما ميزة تجبر نقصه وتسد عواره فهما معا فى ءنزلة واحدة ما 
يفهم هن قول ابن الأثير . 

وتقديم ابن الأثير لأبى تمام على أبى الطيب أظهر »ن أن تحتاج لإثياته [لىمثل 


. "١ المل السائر ص‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1١4 
هذا الاستنباط من ثنايا كلام ابن الأثير . لآن ابن الأثير يصرح بذاك يعد ق‎ 
قوله: « وربما أكبر هذا القول «جماعة من المقلدين الذين يقفون مع شبهة الزمان‎ 
. وقدمه لا مع فضيلة القول وتقدمه . وأبو تمام وإن كان أشعر عندى من أبى الطيب‎ 
"0 فإن أيا الطيب أشعر منه قى هذا الموضوع‎ 

وبذلك نجد فق نصوص ابن الأآثير ما يثبت لنا رأيه صريحا فى تقديم أبى 
تمام على أبى الطيب فى قوة الشاعرية . ولو أن ذلك لا يمنع أن تكون لأبى الطيب 
مواقف يسبق فيها أستاذه ورائده أيا تمام . لأن حكمنا على الطبع والاستعداد 
وجملة الإنتاج الفى لا على "كل تجربة من تجار بهما الشعرية . 

ومعبى كلام ابن الأثير أن لأبى الطيب مواقض يسيق فيها أبا تمام ويتفرق فيها 
عليه ولكنها ليست من الكثرة يحيث تنقض ذلك الأصل العام الى انتهى إليه 
وقرره منذ قليل . وى معرض التدليل على ذلك يوازن بين قصيدة أبى تمام فى رثاء 
ابنين لعبد الله بن طاهر ماتا صغير ين !25 فيذّكر منها قوله : 

محمد تأوب طارقا حتى إذا ‏ قلنا أقام الدهر أصبح راحلا 

نجمان شاء الله ألا بيطلعا إلا ارتداد الطرف حبى يأفلا 

إن الفجيعة بالرياض نواضرا لأججل منها بالرياض ذوايلا 

لمى على تلك الشواهد فيهما 0 لو أخخمرت حتبى تكون شمائلا 

إنت الحلال إذا رأيت ثنموه ‏ أيقنت أن سيكون يدراً كاملا 

قل للأمير وإن رأيت موقترآً ‏ منه بريب الحادثات حلاحلا 

إن" ترز فى طرف نهار واحد ‏ رنأين هاجا لوعة وبلابلا 

فالتمل ليس مضاعفا لمطية إلا إذا ما كان وهما يازلا 

لا غرو أن فنتان من عيدانه لقيا حماما لليرية ‏ أكلا 

شمخت خلالك أنيواسيكامرو أو أن تذكر ناسينا أو غافلا 

إلا مواعظ غادها للك سمحة ‏ إسجاح لبك سامعا أو قائلا 

هل تكلف الآيدى بهز مهند إلا إذا كان الخسام الفاصلا ؟ 


)١ (‏ المتل السائر ص 75 
(؟) دنوان أ مام ص 88٠١ © +8١9‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


3ك 


وبين قول أبى الطيب ف مرثية طفل لسيف الدولة فيذكر منها قوله 2'7 . 


فإن تك فى قير فإنك ق لعشا 
ومثللك لا يحى على قدر سئه 
ألست من الغو مالذى من رماحهم 
كولود هم صمت اللسان كغيره 
تسليهم علياؤهم عن مصابهم 
عزاؤك سيف الدولة المقتدى به 
تخون المثايا هده ىق سليله 
بنقسى وليد عاد من بعد حمله 
بدا وله وعد السحاية بالروى 
وقل مدت الخيل ‏ العتاق عروتها 


وإن تنك طفلا فالأمبى ليس بالطفل 
ولكن على قير انحيلة والأصل 
نداهم ومن قتلاهم 0007 الببخل 
ولكني فى أعطافه منطق المضل 
ويشغلهم كسب القناء عن الشغل 


فإنك نصل والشدائد للنصل 
وتنصره بين الموارس والر نجل 
إلى بطن أم لا تطترّق بالحمل 


ا 


وصد وفينا عل البلد امحل 
إلى وقت تيديل الركاب من النعل 


ومجاشت له ارب الضروس مما تغلى (؟) 

5 +« 
ويسيرابن الأثير فى الموازنة بين هذين النصين سيراً منهجينا يرضى الذوق ويقنم 
العقل . فيبين أولا ما اتفقا فيه . وما اخختلفا فيه من المعانى . مبينا وجه تفضيل 

أبى الطيب على ألى تمام ىق كل منهما . 
أما الذى اتفقا فيه فإن أيا تمام قال : 
نى على تلك الشواهد فيهما 
وأما أبو الطيب فإنه قال : 
عولودهم صمت الاسان كغيره 2 ولكن فى أعطافه منطق الفضل 
و فأ بالمعبى الذى أنى به أبو مام وزاد عليه بالصناءة اللفظية . وهى المطابقة 

قوله صمت الاسان . ومنطق الفضل 7(" . 
وقال أبو مام 1 
نجمات شاء الل ألا بطلعا 


وريع له جيش العدوو ما مشى 


لو أخحرت حبى تكون شمائلا 


إلا ارتداد الطرف ححهى يأفلا 
)١(‏ دنواب المتذى ص 7١5‏ . 


(؟) المل السائر ص ها" 6 #05 . 
(8) المتل السائر ص 79 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


14 

وقال أبو الطيب : 

بد! وله وعد السحابة بالروى وصلى وفيئنا غلة البلد اخل 

فوافقه فى المعبى وزاد بقوله . وصد وفينا غلة البلد امل . لأنه بين قدر -حااجتهم 
إلى وجوده ‏ وانتفاعهم يحياته ('2. 

ثم ينتقل ابن الأثير بعد ذلك إلى ما١‏ ختلفا فيه فيقول : 

« وأما ما اختلفا فيه فإن أبا الطيب أشعر فيه من أبى تمام أيضنا . وذات أن 
معناه أمين من معناه ‏ وميناه أحكم من مبنأه ©» وبيات ذلاك أن أب الطيب قال 

عزائك سيف الدولة المقتدى به فإنك نصل و«الشدائد انصل 

وهذا البيت عفرده خخير من ببى أبى عمام اللذين هما : 

إت ترز فى طرق نهار واحد ‏ رتأين هاجا لوعة وبلايلا 

فالنقل ليس مضاعفا لطية إلا إذا ما كان وهما بازل؟(؟) 
الثقل إتما يضاعف لبازل من المطايا » (') . 

وذضيف إلى ما ذكره ابن الأثير . تلك الإيحاءات القوية الى يرب إليها أبو 
الطيب من قوله : المقتدى به . تلك العبارة الى تتضحمن اتخاذ الأمير مثلا أعلى 
لرعيته وذوى قرياه ومن على صلة به . مما يوجب عليه حسن حمل الرزء . والتات 
على الكره . ومقابلة المصيبة بنفس راضية مطمئنة لتعطى لاناس الصورة الحم _لة الى 
يجب أن يكونوا عليها إن' ألم بهم خسطتب أو نزل بساحتهم ضر . ثم إن قوله 
فإنلك تصل» تعريص باسم الأمير « سيف الدولة » وهو تعريض يحمل من معانى 
القون ما يحمل سيف الدوله على الرضا بالقدر والتسليم بالقضاء . ما دامت طبيعه 
السيف أن يتحمل الشدائد ويعخوض المعارلك . 

وإذا كان أيوالطيب بارعا فى تلك اللمحات دات الأثر ى تخميف البلوى 
على نفس الأمير وتهدثه خاطره . فقد وافقه حسن العرض فى قوله : 


)١(‏ المتل السائر 0م 
62 دنوات أفى تمام ص 7٠١‏ . 
(>) المل السائر ص ١5‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١و‎ 


فإنك نصل و«الشدائد للنصل 

لانه ساقها مساق القضية المنطقية المقنعة لاعقل والإدراك . مما يجعل سيف 
الدولة يسلم بوجوب الصبر والسلوى ‏ برغ ما يستشعره فى نفسه من أسى لفقد 
ولده ‏ لأنه نصل ولآن الشدائد للتصل . 

وتتضمن الشطرة بالإضافة إلى ذلك نوعا من الموسيى المنبعئة من تكرير قوله 
النتصل . وهو تكرير مستملح لسهولة وقع الكلمة على الآذن ومناسبتها لامقام . 
م ينتقل ابن الآثير إلى قول الى الطيب .)١(‏ 

تخون المنايا عهده ىق سليله < وتنصره بين الفوارس والرجل 

ويرى أنه أشرف من فول أنى مام 7" . 

لا غرو أن فننان من عيدانه لقيا حماما للبرية ‏ آكلا 

ولم يصع ابن الأثير يدنا على سر تقدم أنى الطيب . ويبدو أن السر فى ذاث 
أن أبا الطيب أعطى سيف الدولة من جانب الدهر ما يشعره بمجاملة الدهر له . 
وذلك باعتياده أن يتصره بين الفوارس والررجل . 

وسواء أكان ذاث مجاملة من الدهر له . أم قسراً أرغم على التسليم به لسيف 
الدولة - كا يروق لآلى الطر ب أن يصوره فهو مظهر من مظاهر ارتفاع شأن ميف 
الدولة وعلو -جانيه وهو ما عرا عنه قول أبى تمام . 

كنا يجعل ابن الأثير قول أبى الطيب : 

ألست من القوم الذى»ن رماحهم داه ومن قتلاهم مهجة البخل 

تسليهم علياؤهص عن مصابهم ويشغلهم كسب الثناء عن الشغل '"' 

خيراً من قول أبى مام . 

شمخت خلالاكت أن يواسيك امرؤ ‏ أو أل تذكر ناسا أو غافلا 

إلا مواعظ قادها للك سمحة إسسبجاح للك سامعاً أو قائلا (4) 

ولم يضع ابن الأثير يدنا هنا أيضنًا على سرب تقدم المتذبى على أبى تمام . 

. 776 المتل ااسائر ص‎ )١( 

0 دبواد المنى ص 7١"‏ . 


20 المتل السائر ص 777 . 
0( دبوان أفى يمام ص 77١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


فد 
وإن كان لا يعجزتا فهم السبب ىق ذلك التقدم أيضا . 

فقد اتتخذ المتنى من المهام الملقاة على عواتقهم صوارف تصرفهم عن اللخلود إلى 
الحزن والاستسلام إلى الأسى . ويذلك يجعل أوقاتهم كلها سعياً فى سبيل المجد 
وتحصيل المعالى وكسب الثناء ؛ فكأنهم لا بجدون وقتاً يخلدون فيه إلى أنفسهم 
يتذكرون همومها ويحسون با مسها من حزن أو أصابها من لغوب . 

ويذلك تدرك أدلك أمام طراز من الناس يفوق من عداه, من العالمين . هذا 
فضلا عما وصفغهم به من الشجاعة واللحود . وتِلك كلها -جوانب من ارتفاع الشأن 
تجعل مس الدهر إياهم بتلك الكارثة البى أودت بحياة وليد منهم . هين إذا ما قيس 
بسائر الميزات الى اصطفاه بها وخصهم بها دون من عداهه من الناس . 

ويذلك نجد المتنبى يتحايل بشتى الطرق ليستل حزبد الآمير ويذهب حرد 
صدره ويكفكف من غربه . دون أن يهون من شأن الفقيد الصغير السن . بل إنه 
برغ صغر سنه ملا النفوس حزتآ وأا . وترك نحدود الغانيات وفوقها دموع تذيب 
الحسن فى الأعين النجل . والذى لا يبكى على قدر سنه . ولكن على قدر الحيلة 
والأصل . 

ونشهد أن ابن الأثير كان بارعآ ى هذه الموازنة ليق يتصريف الكلمة لماحآ 
يستشف ما بين النص والنص من فروق شعرية ذات أثر ى تقويم النص وتقديره . 

غير أنا تخالف ابن الأثير فى موازنة أخرى قام يها بين قصيدة اليحترى ى 
وصف الأميد وقصيدة المتزى فق الغرض نفسه . ذا كراً من قصيدة البحترى قوله : )١(‏ 


وما تنقم الحساد إلا أصالة لديك وعزما أريسحينًا مهتبا 
وقد جربوا بالأمس منك عزيمة 2 فضلتبها اليف الحسام انجريا 
غداة لقيت الايث والايث مدر يحدد تايآ لقاء وعحخليا 
إذا شاء غادى عانة أوعدا على ١‏ عقائل سرب أو تمص ريريا 
شهدت لقد أنصفسه حين ينبرى 0 له مصلتآ عضيا منالبيض مقلضا 
فلم أر ضرغامين أصّدق منكما02 عراكاإذا الميابة التكس كذيا 


000 المثل السائر ص *7؟ وددوان اليحترى ص 5ه طحة هدية سة ١194011م.‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


هز برا مشى يبغى حزبراً وأغليا 
أدل بمشسغب 9 هالته صولة 
فأحجم لما لم ييجد فيك مطمعا 
فلم يغنه أن كر تحولك مقيلا 
حملت عليه السيف لاعزملك انثى 


ومن قصيدة أنى الطيب قوله )١١‏ : 
أمعفر اللث الهزير بسوط»ه 
ورد إذا ورد البحيرة شاريا 
متخضب يدم القوارس لايس 
ما قويلت عنتاه إلا ظنتا 
ق وحدة الرهبان إلا أنه 
يط العرى مترفقا من تيهه 


ويرد غفرته إلى يافوتحه 
قصرت مخافته اتخطا فكأنتا 
ألى فريسته وزمجر دونها 
فتشابيه القريات ‏ ىق إقدامه 


أسد يرى عضويه فيك كليهما 
ما زال يجمع نفسه ق زوره 
وكأتما غرته عين فاد ىن 
والعار مسضاض وليس. بمخائف 


حذلته تخّوته ‏ وقد | كاقحته 
وأمر مما فر منه فراره 


من القوم يغذثى ياسلالوءجه أغليا 
رآك لحا أمضى بجنانآ وأشغيا 
وأقدم لا لم يجدعتك مهريا 
ول بتجه أن سحاد عئلتثك متكيا 
ولا يدك ارتدت ولا حده تيا 


لن ادانسرات الصارم المصقولا 
ورد الفغراتك زثيره و«التيلا 
ق غيله هن لبدتيه) غيلا 
نحت السجى نار الفريق حلولا 
لا يعرف التحريم و«التحليلا 
فكأنه آس يجسى عليلا 
حبى تصير لرأسه ‏ [كليلا 
ركب الكمي” جواده مش> .ل 
وقربت قربا خاله تسطلفيلا 
وتخالغا قي يذلك المأكيلا 
متنا أزل ‏ ساعداً مقتولا 
حى حيتت العرض منه الطولا 
لا يبصر الخنطلب الخليل جليلا 
قَّ عيته العدد الكثير قلبلا 
من ححتغه من خاف مما قيلا 
فاستتصر التسليم والتتجديلا 
فضى يهرول أمس منك مهولا 
وكقتله ألا 2 يموت قتيلا 


)١ (‏ المثل السائر ص +77" وددوات المتدرى ص ١١7‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


تف 


34 ش 
تلف الذى اتخذ الخراءة خحلة وعظ الذى اتسخذ الغرار تخليلة )١(‏ 
+ 7*0 
ويرى ابن الآثير أن معالى أنى الطيب أكثر عدداً وأسند ملقلصدا . 
أله ترى أن البحرى قل قصر مجموع قصيدته على وصف شجاعة الممدوح قَُ 
تشبيهه بالأسد مرة وتفضيله عليه أخرى . ولم يأت بثبىء سوى ذلات » وأما أبو الطيب 
فإنه أقى بذلك فى بيت واحد . وهو قوله : 
أمعفر اليثك الحزبر بسوطه> لن ادخصرت الصارم المصقولا ؟ 
م إنه تفئن ق ذكر الأسد فوصف صورته وهيثته ووصف أحواله فى اتفراده 
ق جنسه ‏ وق هيثة مشيه واختياله . وود ف خلق بخله مع شجاعته . وشبه الممدوح 
به ق الشجاعة . وفضله عليه بالسخاء . ثم إنه عطف بعد ذات على ذكر الأنفة 
والحمية البى بعثت الأسد على قتل نفسه بلقاء الممدوح» وأخرج ذاك فى أحسن مخرج 
وأبرزه فى أشرف معبى . 
وإذا تأمل العارف بهذه الصناعة أبيات الرجلين عرف ببديهة النظر ما أشرت 
إليه » والبحترى وإن كان أفضل من المتذرى ى صوغ الألفاظ وطلاوة السك 
فالمتزى أفضل منه فى الغرص عل المعالى (؟). 
والحق أن أيا الطيب استوق رمم الأسد لقا محلقا وأنجاد رسم المعركة الى 
دارت بين ممدوحه وبين الأسد عا يوتفك على محر ياتها وفه وما وخاتمتها . وإذاكان 
ابن الآثيرلم يذكر منكلام أبى الطيبكل ما له علاقة بالأسد والمعركة » فإن ما ذكره 
منها يكشف عن مدى تغلغل المتنبى فى نفسية الأسد وإدراكه ما يعتمل بها من 
باء وزهو واستهانة بالخطب وثيات ف النزال . وما يكشف لنا عن طباعه من حب 
الوحدة . والانقراد بالفريسة وغير ذلك مما تفصح عنه الأبيات وتوضحه . ولست 
مع ابن الأثير فها انتيى إليه من سرق البحترى ى صوغ الألفاظ وطلاوة السبك 
فى هذا المقام . وآرى أبيات المتنبى أعذب جرساً وأرق نغما وأسلس تركيباً وأرشق 
لفظأ وأسهل قافية من كلام البحترى . 
والمتتبع لأبيات المتنى يجدها تفيض »كثير من الحلى اللفظية ذات الآثر فى 
)١ (‏ الديرات ص ١١7‏ وما يعدها . 
( ؟) المثل السائر ص 77 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


تزيينها وتجميلها كاسناس ق قوله : 
ورد إذا ورد البحيرة شاربا 
والطياق فى قوله : 
لاا يعرف التحر يم والتحليلا 


وق قوله : 
فتشايه القربان ‏ ىف إقدامه وتسخالفا . . . 
وق قوله - 

فى عينه العدد الكثير قليلا 
والتكرير فى وله 

فى غيله من لبدتيه غيلا 

وق وله : 
وأمسر مما هر منه فراره 2 وكقتئله ألا يموت قتيلا 
وفى قوله : 


ورد إذا ورد البحيرة شاريا ورد الغرات 

وإلى جانب هذه الخحلى اللفظية الى تعرضنا لبعض منها نجد المتنى موفقاً فى 
اختيار كثير من الألفاظ ذات الإيحاء المتاسب للمقام . 

كالزئير . والزمجرة . والتيه . والغرور . والآنف . و«اللنذلان . والهرولة . 
والفرار . 

ولنا ‏ فى قولله : حبى تصير لرأسه إكليلا 

ملحظ -جميل لا نعتقد أنه كان بمنأى عن تيال المتنى وباله . وذاك أن 
الإكليل من لوازم الملوك . وقد -جعل المتدى شعر رأس الأسد المتجمع حوها [كليلا 
وبداث ينوه المتنى إلى ما للأسد من شهرة بين الحيوانات جعلته بينهم عتزلة الملاك 
بين رعيته . حتى اشتهر عنه متعارف قولنا: و الأسد ملك الحيوانات . أو ملك 
الغابة » كل تلك الإيحاءات نستوحيها من قوله : «1كليلة » . 

وأمثال هذه السمات الأ للوبية الحميلة تجعلنا تعارض اين الأثير فق قوله 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1 
هئا : إن اليحرى أفضل من المتنى قَْ صوغ الألفاظ وطلاوة السبك .)١'(‏ 

وذرى أن ابن الآثير استند إلى الفكرة السائدة عن منهج الرجلين وما اشتهر 
عنهما بين النقاد . من براعة اليحترى فى مجال العبارة ‏ وبراءة المتننى فى مجال المعانى . 

ولو أن ابن الأثير وقف إلى جانب التصين وقغة بريئة 5 آثار الأفكار 
الموروئة والاحكام المتداولة لوجد فى قصيدة المتنى من الميزات الفنية واللخصائص 
الموسيقية ما عرت منها قصيدة البحترى . فضلا عن تفرد المتنى بوصف تصلق 
الأسد وهيئته وهيبته ذلاك الوصيف الدقيق العجيب . | 

وسثل الشريف الرضى عن أبى تمام وعن البحترى وعن ألى الطيب فقال . أما 
أبوتمام فخطيب منير وأما البحترى فواص ف جؤزر وأما المتنبى فقاتل عسكر 2" ». 

وهى عبارة لاا تضع أيدينا صراحة على قصد الشريف بها . ولكنا نعلم أن 
خحطباء المناير ىعهد الشريف لم تكن تعو زه القدرة الفكرية ولا الطلاوة الأسلوبية. 
فهل يقصد الشريف ذات . ويرى أن أبا تمام مفكر لسن لا يضيق بالتفكير ولا 
ولا يعيا بالتعيير أم يقصد قدرته على مد العقول بزاد من الأفكار والمعانى دون أن يعتيه 
ما عدا ذلات مما نحتمله العيارة فيكون رأيه فى ألى عمام صورة من آراء النقاد ى حملتهم . 
على ذاث عند الشريف . ولو أن عبارته صالخة لما حملتاها عليه . 

وقوله عن المتنبى إنه قاتل عسكر أشد غموضا وإبهاما من قوله عن ألى تمام إنه 
خطيب منير . فهى عبارة تصف شخصية المتنبى أكثر مما تصف فنه »ع وتصوره 
لنا كنا لو كان محاربا صارما وكينًا منازلا” م تمتد هذه الصفة إلى أدبه فنامح 
فيه أمارة العنف وعلامة الخد وسيمى الصرامة . ومظهر ذاثك كله أسلوب جزل 
وتركيب قوى ومعان صعبة التناول بعيدة الغور . أيقصد ذات الشريف ؟ أم يقصد 
قدرته على وصف معارك القتال وساحات الحروب ؟ إن العيارة فى نظرنا غامضة 
ميهمة . ولكنها ى رأى ابن الأثير كلام حسن واقع موقعه فإنه وصف كلا منهم بما 
فيه من غير تفصيل 27 . 

وتعقيب اين الأثير بقوله فإنه وصدف كلا متهم بما فيه يدلنا على محمل ابن 


. 7+7 المتل السائر صن‎ 2١0 
. ”07 (؟ » ؟) المتل السائر ص‎ 





لصوو سو سو 





مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ااا 
الآثير ها وتأويله لها . بما أقره وارتضاه من انصراف ألى تمام والمتنى إلى جانب المعاتى 
وتفوق أنى تمام عليه فيها . مع براعة المتننى فى وصف الحروب »ء وانصراف البحترى 
إلى جانب الأسلوب . وهو ما لا نستطيع قصر عبارة الشريف عليه لما بينا من 
احيالاات غير متعسفة ولا «جليية . 

«وقال بعض من نظر بين ألى نمام وأنى الطيب إنما حبيب كالقاضى العدل 
يضع الافظة موضعها ويعطى المعبى حقه يعد طول النظر والبحث عن البينة أو 
كالفقيه الورع يتحرى فق كلامه ويتحرج نخوفا على دينه . وأبو الطيب كلملك 
حبار يأخذ ما حوله قهرا وعنوة أو كالشجاع ابخرىء يهجم على ما يريده لا الى ما 
لى ولا حيث وقع ١7‏ . 

فأبو تمام مثقض لفنه مهتم بلفظه حريص على معناه . والمتنى مستخف بذلك 
كله . لا يعنيه شىء من ذلك ا لا يعبى الملك اخبار والشجاع اللترىء أثر صنعهما 
ونتيعجة فعلهما وعاقية أمرهما . 

ولا توضح لنا العبارة الرأى فى المتنى توضيدحا سافراً . ولا تكشف لنا عن مجال 
استخفافه» أق جانب اخخقيار الألقاظ أم فى جانب صوغ الأساليب . أم ففجانب 
الخيال أم ى غير ذلك . ولكنها كسابقتها تيرك النجال الحدس وهو ما لا نستطيع 
الاطمئنان إليه فى هذا المقام . 

وتكاد تجمع الروايات السابقة على أفضلية أى تمام فى سجانب المعانى وأسبقية 
البحترى فى مجال الأساليب . غير أن الصبح المتبى يروى أن من الأدياء من يقدم 
المتنبى عليهما « وعلماء الآدب ف شعره #تلفون؛ فنهم من يررجحه على ألى مام 
والبحدرى » ومنهم من يرجحهما عليه . ومنهم من يرجح أبا تمام عليهما ومنهم 
من يرجح الإحترى7'' بل إن من الآدياء من يقدمه على «جميع شعراء العربية » 
ولقد مجرى يوما حديث المتنبى فى بعض مجالس أحد الرؤساء فقال أحد حامل شعره 
سبحان من نحم بهذا الفاضل الفحول من الشعراء وأكرمه . وجمع له من المحاسن ما 
فضل به كل من تقدمه . ولو أنصف لعلق شعره كالسيع المعلقات بالكعبة . ولقدم 
)١(‏ العمدة ص ١١‏ . 
( ؟) الصيح المتذى ب ١‏ ص 54٠0‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١/1 
على «جميع شعراء الخاهلية فى الرتبة ولكن حرفة الآأدب خقته وقلة الإنصاف محت‎ 
. 2١١ اسعه من بجرائد المتقدمين ممحقته‎ 

وليس من الإنصاف فى شثىء أن نطمان إلى أمثال هذه الأحكام الى رويتاها 
وناقشناها . بعد أن رأينا ق معظميا غموضا وإبهاما يحول بيتنا وبين الإدراك الواعى 
والفهم البصير ورأيتا فى ياقيها تحيزاً لا سند له وهوى لا عقل له . 

إن المتنى شاعر من شعراء العربية خلده تاريخ الأدب لا على أنه الشاعر 
الأوحد ولا على أنه الشاعر اليرىء من كل عيب المنزه دن كل نقص . ولكن عل أنه 
أحد فحول الشعراء الذين لم .جانب كبير من قوة الفن وعلو الشأن « وأما المتنبى فقد 
شغلت به الألسن سهرت ف أشعاره العيون الآعين وكير الناسخ لشعره والاتحذ لذاكره 
والغائص فق بحره والمفتش ق قعره عن «جمانه ودره . وقد طال فيه الخلف وكير عنه 
الكشف وله شيعة تغلو فى مدحه وعليه نخوارج تتعايا ى -جرحه . والذى أقول إن له 
حسنات وسيئات وحسناته أكير عددأ وأقوى مدداً . وغرائيه طائرة وأمثاله ثائرة 
وعلمه فسيح وميزه صحيح يروم فيقدر ويدرى ما يورد ويصدسر”') . 

ولكن هل استطاعت تلك الموازنات أن تتبين هذه الحسنات وتللك السيئات م 
تزن المتنى وزنا دقيقا وتوازن بينه وبين غيره موازنة رشيدة . 

ورأينا ىف ذلك أن هؤلاء العلماء نحيبوا أملنا فها كنا تعقده على تلك الموازنات من 
آمال . لأنهم انصرفوا عن المنهج الصائب الذى قررناه ‏ وعن المنهج السائد الى 
درج عليه رجال الموازنات من موازنة قصيدة بقصيدة موافقة لها ى الغرض وغيره ء 
انصرذوا عن ذلك إلى عبارات وصفية غامضة لا بجدوى متها ولا فائدة ‏ وما استطاعوا 
فى جملتهم أن يتيرأوا من الموى الذى أفسد على اليعض حكمه وأسقط رأيه وقد داروا 
-«جملتهم ف فلك واحد حوره أفضلية ألى تمام فى جاتب المعانى » وأفضلية البحترى 
ف جاتب الألفاظ . وهى فكرة تسربت مع الزمن وما زالت تتردد على ألسنة كثيرة من 
الناس حتى الوم 

ولكن . هل قام أحدم بإحصاء معانى كل من ألى تمام والمتنبى وغيرهما من 


)١ (‏ الصسيم المتى ب ١‏ ص 757 والإيائة عن سرقات المتنى لفظأ ومعتى ص 5 
( ؟١)‏ سالة الانتقاد لان شرف القير واف ص 701١‏ طليعة دار الكتب ضمن مجموعة رسائل اليلقاء ‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١/4 


الشعراء ثم وازنوا بعضها ببعض من حيث الكم والكيف . حى السام بأفضلية 
واحد ومفض ولية آخر قانما على سند من الدراسة وأساس من | 

وهل قاموا بمحاولة معرفة نديد لدى كل منيم . ومدى دلااته على تفتق 
العبقرية وقوة القريحة . وأثر ذلك ى شع ركل منهم وف تقو به وتقديره . 

وإذا كان أبو تمام والمتتنى معنا رنى لمعا . وقد زاد أبو الطيب فى ١‏ 
والأمثال . وفى وصف معارك القتال . أفلا تعد" هذه ميزات لامتنى تساوى أسبقية 
أنى تمام فى مجال المعاتى . ومن ثم يتساويان فى نظر النقاد ‏ 

ثم لماذا “جردوا المتنى من الميزة الموسيقية . وهى من أيرز سمات أدبه الشاتى 
والمصرى وبعض قصائده ف فارس . أمطلوب منالشاعر أن ينشأ فتانًا مستوفينًا الود 
شروط الإسجادة . أم يكى الحكم عليه ما قاله يعد النضج واشتداد الساعد . 

إن ما قاله المتنى فى هذه الفترة يمتاز بنثم موسبى سلس وانسجام أسلونى بديع 
كنا بينا ى الفصل الذى عقدناه لدراسة أسلوبه . ول تدر سهذه الناحية من فن المتنتى 
دراسة ضافية نزولا على الرأى السائد من انصراف المتننى عن بجانب العيارة وعدم 
اههامه بها ما سلمت له المعانى الى يريدهاء وأرى أنها زاوية من فن المتنى لودرست 
دراسة علمسة صادقة ثم ووزنت يفن البحيرى لتغير اليأى أو تناوله بعص التعديل . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


اليا بالمااث 
السرقات الأدبية والماتحذ الفلسفية 
المصل الأول 
السرقات الأدبية 


تمهيك : 

سبق أن تكلمنا عن معانى المتنى . وقلنا هناك إن بعض الشعراء والنقاد اهتموا 
بععرفة ما له من ابتكار . وما وفق إليه مل تجديد . وأنبم لنحوا له معانى جديدة 
اهتدى إليها فصار أبا عذربها . وفارس حليتها . وبينا هناك أن أخص ما برع فيه 
وسيق إليه سواه قدرته الفائقة على استيطان النفوس . واستشفاف ما يعتمل بها إزاء 
الأحداث واللخطوب . وقدرته الرائعة على استسخلاص -حقائق التجارب الى يمر يباء 
ثم تقديمها فى صورة حكمة أو مثل يصدق به كل من سمعه . ويؤمن به كل من 
وقع عليه . كنا لو كان ترجمة عن حاله وتعبيراً عن فكرته وعاطفته . ومن أجل ذلك 
عرف بالمتنبى الحكم ومن مظاهر تجديده تقديمه القروع على الأأصول على خلاف 
ما ألف الناس واعتادوا . إلى غير ذلك مما أثار حسد بعض الشعراء١١)‏ وألى الحسرة 
فى قلب الالخحرين 7" . وحمل سيف الدولة على اصطفائه واصطناعه وتقديمه وتقريبه 
منه . ونزوله على شروطه برغ ما فيها من إدلال على الأمير . وترفع عليه”'' . 

كما ألممنا هناك ععارضة بعض التقاد لهذه اللياصية . وإنكاره لا . وقولم له . 
« ما أعرف لك إحساناً ى جميع مأ ذكرته . إنما أنت سارق متبع والحذ مقصر ‏ 
وفما تقدم من هذه المعانى الى ابتكرها أصعابها مندوحة عن التشاغل بقولك »47 : 

وقد أرجأنا اللخوض فى هذه الدعوة ريما تسنح الفرصة لعرضها ومناقشتها عرضاً 
ومناقشة يسسبدفان بيان وجه اللحى فيها . ومعرقة ما إذا كانت صادقة ممثلة لحالة هذا 

)١ (‏ المقصود يه أبو العياس الثاى اذظر الصيح المنى ج ١‏ ص 8ه . 

(؟) المقصود به السرى الرفاء انظر الصيم المذى ب ١‏ صن لاه . 
(*) الصيم المدى ب ١‏ ص5؛ . 


(4) ممج الأدياء ج م١‏ ص ١50‏ . 
ها 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 
الشاعر صادرة عن بصر بشعره ودراسة لمعانيه وتقص واستقراء لأفكاره . أم كلمة 
ندت عن صاحبها فى ساعة من ساعات الغضب . قصد التشهير باليجلى . وإللتط 
من قيمته . والنيل من فنيته . ولو لم تكن صادقة الدلالة صادقة الههوم . 

ونحب قيل الحوض ق بيات آراء النقاد ىق سرقات المتنى أن نقول : 

إن النقاد العرب قد أوإوا جانب السرقات الأدبية . أوفر نصيب من عنايتهم . 
وتوفر وا عليه توفر' لم يتح لسواه من سائر البحوث النقدية. وقد انتهوا 0 هذه الدراسات 
إلى مقاييس موضوعية . لا زلنا حهى يومنا هذا نحتكم [ليها و: 
غير أن بعض النقاد قد وسعوا أط راف هذا البحث أكثر جما ينيغ . ١‏ وس نانك 


وفيرة العدد , لا نكاد نتبين بينها كبير فرق . أو ندرك محدوداً مميزة بشكل سافر جل » 
وق ذلك يقول القيروانى: « وقد أتى اللخاتمى فى حلية المحاضرة بألقاب محدثة تديرتها 
ليس لها محصل إذا حققت . كالاصطراف . والاجتلاب . والانتحال . والاهتدام . 


والإغارة والمرافدة . والاستلحاق . وكلها قريب من قريب . قد استعمل بعضها قف 
مكان بعض )١(١»‏ . 


)١ (‏ العمدة ب ٠‏ ص ه٠١‏ 
)١(‏ والاصطراف : أن يعجب الشاعر ببيت من الشعر فيصرفه إلى نفسه ‏ ثم هو أنواع مها . 
)١(‏ الاجتلاب : وهو أن يعحب الشاعر ببيت من الشعر فيصرفه إلى نفسه على جهة المتل ويسمى 
ذلك ايشا الاستلحاق . 
() وذلك متل قول النابغة الذبياف : 
وصبباء لا تخى القذى وهو دونها تصفق فى راإووقها حس تقطب 
ممززها وألديك يدعو صباحهح إذا عا بنو نءش دتوا قصوبوا 
فقد استلحق البيت الأخير من قول القائل : 
وإجانة ريا السرور كأنهبا- إذا غمست فها الزجاجة كوكب 
تمزنها والديك يدعو صياحه إذا عا بنو نعسص دنوا قتصويوا 
( 5 ) الانتحال : أن يدعى الشاعر شعر غيره و ينسبه إلى نفسه على غير سييل المثل كا فعل جرير 
بببى المعلوط السعدى . 
إن الذين غدوا بلبك غادروا وشاه ابعيدات لا يبزال معينا 
غيضن عن عبراتهن «قلن 204 هاذا لقيت من الحموى ولقبنا 
فإن الرواة مجمعون على أن البيتين للمعلوط السعدى اباس واب قرقاً يين 
الانتسال والاصطراف . 
( ه) الاهتدام : هو السرقة ؤما دون ألبيت نحو قو النجائى : 
وكتت كذى رجلين ررجل عصيحة ورجل رمت خبا يد الدثان 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ىا 


بل إن بعض التنقاد مجعل هذا اللختانب أهم مقومات الناقد الى يبحب أن يتوفر 
علمها ويفضرع غ لا . ومن هؤلاء اسلترجالى . الذى حجعل جهابذة الكلام ونقدة الشعر 
أولئنك الخبيرين يضروب الكلام المميزين بين أصنافه وأقسامه القادرين على الفصل 
بين السرقة والغصب وبين الإغارة والاختلاس . وق ذات يقول: ١‏ ولست تعد من 
جهابدة الكلام . ولا من تقاد 0 7 تميز بين أصنافه وأقس.امه وتتحيط عليا 
برتبه ومنازله . فتفصل بين السرقة وا . وبين الإغارة والاختللاس . وتعرف 
الالمام من الملاحظة . وتفرق بين 0 الذى لا جوز ادعاء السرقة فيه . والميتذل 
الذى ليس واحد أحق به من الأخر . وبين امختص الذى ححازه المبتدئ فاكه . 
واجتياه السابق فاقتطعه )١١6‏ . 


وليس معنى ذلك أن ابلبرجانى يطغى حلى باق مقومات الفن . ولا يشترط ى 
الخبير يضروب الكلام معرفتها ‏ والبراعة فيها ‏ ولكن معناه أن هذا ابلتانب ذو دلالة 
واضحة على اتساع دائرة مع'رف التاقد . وإحاطته خبرا باالحديد من الأفكار والمبتكر 
من المعانى . ومعرفته بأجيال الأدباء . وطبةّات الشعراء . ومعرفة ما لكل مهم من 
إنتاج ‏ وما له من ميزة وقدر . وما له من معان سخاصة . وما اهتدى إليه من أفكار 
جديدة . وما أتبع فيه سواه ٠‏ واقتدى فيه يغيره . وتللك الإ-حاطة الشاملة بآأداب 
السابقين وأشعار السالفين . تجعله قادراً على تتبع الآفكار .. وإدراك تحولما من جيل 
إلى جيل . وما أصايها من تطور . أو مسها من تحريف وتيديل . وبذلاتك يستطيع 
أن يعرف أثر السالف ق اللاحق . ومدى نتيع المحدثين آثار السسابقين . ومدى 
استغاد كم للمر وة الآدبية الموروئة عن الأجيال الغايرة ‏ مما مجعله حت من -حهابذة 
الكلام وصيارقفة البيان . 


وكنتت كتبى رجلين جل ميحة ورحجل ربى فيا الزمان فشلت 
(1) الإغارة : أن يصنع الشاعر بجا ويخبرع معنى مليصاً . فيتناوله من هو أعظ منه ذكراً وأبعد 
صوتاً فيأتى به دون قائله ‏ 
00 المرافدة أو الاسترفاد : - أن يستوهب الشاعر غيره يعضى مأ يعجيه من شعره . رأجع ى كل من 
ذلك وغيره العمدة ب ؟ ص 7٠6‏ وما بعدها . 
١ (‏ ) الساطة صن ١5‏ . والعمدة ص 7/7558 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١15 


فهم فى عصرنا الحديث أشبه بالمراصد الفلكية الى تتبع مدارات النجوم 
والكوا كب . ويجرى الرياح وحركات السحاب والأثواء . فتلمح أدق انحراف يصيب 
مدارها . وأقل ذبذبة تطراً عليها ومددى حافظتها على محراها المرسوم . أو خروجها عن 
مسرأها المعلوم . وأسباب كل من ذلات ودواعيه . 

ولعل أوق من درس هذا اللحجانب من بجوانب النقد الأدى ضياء الدين بن 
الأثير . فقد درسه بالمثل السائر دراسة ضافية تفوق كل الدراسات السابقة . وأ 
على كثير من أقسامه بصورة تثهد له بالبراعة ى الاستقصاء . والدقة فى الاستقراء . 
وى ذلك يقول ١  :‏ واعل أن علماء البيان قد تكثموا فى السرقات الشعرية فأكتروا . 
وكنت آلفت فيه كتابآ وقسمته ثلاثة أقسام . نسخا وسلخآ ومسخا . أما النسخ فهو 
نخد اللفظ والمعبى برمته . من غير زيادة عليه . مأخوذآ ذلك من نسخ الكتاب . 
وأما السلخ فهو أذ بعض العبى . مأخوذآ ذاك من سلخ اللحلد الذى هو بعض 
الجسم المسلوخ . 

وأما المسخ فهو إحالة المعبى إلى ما دونه مأخوذا ذلك من مسخ الآدميين قردة . 

وههنا قسمان آخران . أخللت بذكرهما فى الكتاب الذى ألفته . فأحدها أنحذ 
المعرى مع الزيادة عليه . والائخر عكس المعبى إلى ضدهء وهذان القسمان ليسا بنسخ 
ولا سلخ ولا مسخ . وكل قسم من هذه الأقسام يتنوح ويتفرع وتخرج به القسمة 
إلى مسالك دقيقة . وقد استأنفت ما فاتى من ذلك فى هذا الكتاب والله الموفق 
للصواب . 

ومن المعاوم أن السرقات الشعرية لا يمكن الوقوف عليها إلا يحفظ الأشعار 
الكثيرة الى لا محصرها عدد )١١(»‏ . 

وبذلك يتلاق ابن الأثير مع الحرجانى فى جعلهما -حفظ الكثير من الأشعار 
والكرس بالآداب . والاحاطة اليصيرة الدقيقة بآ ثار السابقين العدة الصادقة الوافية 
لحهابذة الكلام . والقوام الصائب لنقدة الأشعار . 

ولا يكتتى ابن الأثير هنا بعرض الرأى والإشارة إليه . بل يسرع إلى تحقيقه 

وتتفيذه حيما شرع يأخذ بأسباب النقد والبيان . وفى ذلك يقول: ١‏ ولا نصبت نفسى 


)١ (‏ المتل السائر حصن "١١٠‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


الا 

الخوض فى عل, البيان . ورمت أن أكون معدوداً من علمائه . وعلمت أن هذه الدررجة 
لا تنال إلا بنقل ما فى الكتب إلى الصدور . والاكتفاء بالمحفوظ عن المسطور . 

ليس يعلم ما حوى القمطر ما العلل إلا ما حسواه الصدر 

ولقد وقفت من الشعر على كل ديوان وجموع . وأنفدت * أمن العمر ى 
امحفوظ منه والمسموع . إلخ ما ذكر ابن الأثير ١‏ ؛ . 

وبذلك يطابق مسلك الرجل رأيه . ويوافق منبجه فكرته بصورة تدع قوله 
وتزكى اتحاهه . 


مقاييس السرقات الأدبية : 

وقد أولى الأقدمون من النقاد مبحث السرقات الأدبية أوفر نصيب من عتايئهم . 
وأجل قسط من رعايتهم . سواء أكان ذلك فى جانب الأسس و«القواعد الى نحتكم 
إليها . أم فى امجال التطبيق . وذلك بتعقب الشعراء تعقباً يسهدف الإسحاطة بمصادرم 
الأدبية ومنابعهم الى يسيرقدون منها أفكارم من الأدياء السابقين . 

فنى امجال الأول انصرف كثير منهم إى بيان الأسس الى نحتكم إليها فى هذا 
المجال . والبى على ضوء مها نعرف ما إذا كان الأديب صاحب أصالة فنية وقدرة 
ابتكارية . تفيض نفسه بالمعبى البكر والفكرة الخديدة . ويستشف عقله ووجدانه 
الأحداث والتجارب . وينتهى مها إلى مالم يصل إليه غيره من قبل أم مقامد يستلهم 
أسلافه ويستعين عن سيقوه من الأدباء والشعراء . 

وقل بنوا نطريهم على أساس من طبيعة المعبى وهل هو من المعانى العامه الى 
لا جال فيها لدعوى السرقة . أم من المعانى الخاصة الى لا يصح للمتأخر التطاول إلى 
سرقتها . 

والمعانى العامة هى تلك المعانى الفطرية البى لا يصح نسبئها إلى فرد ؛ دون فرد لامها 
من اليديبيات التى لا يصح جعلها خاصة يطبقة من الطبقات أو جيل من الأجيال . 

وبذلك تنتى عن اللاحقين هنا مظنة الأخذ والانتفاع من السابقين . 


. ”1١7 المتل السائر ص‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


14 
وق -حكر هذه المعانى العامة . تللك المعانى البى سبق ببا المتقدمون فغازوا بفضيلة 
الابتكار ولكها بعد مت وشاعت واستفاضت على ألسنة الشعراء والأدباء حبى غدت 
عنزلة الفطرية مما ينى عنمستغلها مذمة الأخذ والاتباع . وق ذلك يقول اللترجانى : 
إن المعبى « إما مشترك عام الشركة لا ينفرد أحد منه بسهم لا يساهم عليه ولا يختص 
بقسم لا ينازع فيه . فَإِن حسن الشمس والقمر ومضاء السيف وبلادة الخمار وجود 
الغيث وحيرة ابول . ونحو ذاتث مقرر فق اليدايه . وهو مركب فى النفس تركيب 

 ةقلخلا‎ 

وصنف سبق المتقدم إليه ففاز به ثم تدوول بعده فكثر واستعمل . فصار 
كالآول فى الخلاء والاستئهاد والاستفاضة على ألسن الشعراء . فحمى نفسه عن 
السرق وأزال عن صاحبه مذمة الأاخذ كا يشاهد ذا فى تمثيل الطلل بالكتاب والبرد 
والفتاة بالغزال فى جيدها وعيتبها . والمهاة فى -حسبا وصفاكا<١)‏ » . 

ويؤيد هذا ما نجده لدى ضياء الدين بن الأثير فىقوله : « من المعانى ما يتساوى 
الشعراء فيه . ولا يطلق عليه اسم الابتداع لأول قبل آخر . لآن الحواطر تأنى به 
من غير حاجة إلى اتباع الآخر الأول . كقيلم فى الغزل : 

عفت الديارٌ وما عفت< آثارهن من القلوب 

وكقو إن الطيف يجود بما يبخل به صاحبه . وإن الواشى لو على بمزار الطيف 
لساءة وكقوثم ى المديح إن عطاءه كالبحر وكالسحاب . وإنه لا يمنع عطاء اليوم 
عطاء غد . وإنه يجود ابتداء من غير مسألة . وأشباه ذلك . وكقولم فى المرانى إن هذا 
الرزء أول محادث . وإنه استوى فيه الأباعد والأقارب . وإن الذاهب لم يكن واحدا 
وإتما كان قبيلة . وإنه يعد هذا الذاهب لا يعد للمنية ذنب . وأشباه ذلاك . 

وكذلك يحرى الأمر فى غير ما أشرت إليه من معان ظاهرة تتوارد الخواطر عليها 
من غي ركلفة . وتستوى فى إيرادها . ومثل ذات لا يطلق على الآخر فيه اسم السرقة 
من الأول ع١)‏ . 

أما المعاتى الخاصة . وهى تلك المعانى البى ارتبطت بمقام معين ارتباطاً لا يتأق 


)١ (‏ الساطة ص 10 . 
(؟) المتل السائر ص 7١١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يدك 


معه فصلها عن مقامها . لشدة ملابسها له وارتباطها به . للها نتيجة تجربة ذاتية 
عاناها الأديب وحده . وعاش فى أجواتها . ثم عبر عنها تعييراً يكشف لنا تلك 
التعجر بة الى لم تسح , لسوآاه فهى وحدهاً خل السرقة وموضع الأنحدذ وال نتفاح 1 

« وإنما تطلق السرقة فى معبى مخصوص كقول ألى تمام : 

لا تنكروا ضرى له "من دونه مثلا شرود! فى الندى والياس 

فالله قد ضرب الأقل لنوره ‏ مثلا من المشكاة والتيبراس١١)‏ 

فإن هذا معبى مخصوص ابتدعه أبو تمام . وكات لابتداعه سيب والحكاية فيه 
مشهورة 0 وما يسلمون بجراحة مبتكر المعبى ايديل يسلموث ببراعة الاعيلق 9 
وينفون عنه مذمة السرقة وعيب الاتباع . إن تسل الفكرة من سالفه فاستتخرج مها 
معبى آخحر ‏ أو زاد فيها زيادة مشكورة وأضاف إليها مالم يكن من قيل فيها . وتعوف 

والمقصود به « أن يستخرج الشاعر معبى من معبى شاعر تقدمه أو يزيد فيه 
زيادة . فلذلك يسمى التوليد . وليس باخسراع للا فيه من الاقتداء بغيره . ولا يقال له 
أيضاً سرقة إذا كان ليس أخذا على وجهه »27 . 

كا تنتى عن الأديب مذمة السرقة أيضاً إن تناول الفكرة من سايقه فأأخرجها 
فى أسلوب جديد وعبارة لم يسبق إليها . وتعرف هذه الظاهرة لديهم ياسم الإبداع (*). 
بل إن بعض النقاد من تعنيهم ا لخر وف وسلامة التراكيب . وعذوبة الأساليب 
يجعلون المبدع أولى بالمعبى من المخترع وأنحق به من الميتكر . وف ذلك يقول العسكرى : 
« ليس لأأحد من أصناف القائلين غبى عن تناول المعالى من تقدمهم . 

والصب على قوالب من سبقهم . ولكن عليهم إذا أنحذوها أن يكسوها ألفاظآ 
من عندهم ويبرزوها فى معارض من تأليفهم ويوردوها فى غير حليتها الأول . 
ويزيدوها فى «حسن تأليفها وجودة تركيبها وكال حليئها ومعرضبها . فإذا قعلوا ذاك فهم 
)١(‏ ديوات أل تمام ص 6م 
( ؟) المتل السائر ص ”١7‏ . 


0) أسس النقد الأدى عند العرب ص 5:17 8 
( 4 ) أسس التقد الأدنٍ عند العرب ص 7508 





مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ حرق‎ 


أحق بها ممن سبق إليها »200 . 
وسبب ذلك ما يقررون من :« أن المعانى مشيركة بين العقلاءء فر يما وقع الميى 
الحيد السوق والنبطى والزنجى . وإنما تتفاضل الناس قى الألفاظ ورصفها وتأليفها 
ونظمها ه(؟), 
ولكنا نرى أن جوانب البراعة الفنية كثيرة وزواياها وفيرة ولكل من الأدباء حظه 
ونصيبه مها . وليست المعانى الآدبية من السهولة بحيث نراها ملقاة على قارعة الطريق 
يعرفها العربى والعجمى ها يرى بعض النقاد2'" . ولكها فى الحقيقة تحتاج إلى كثير 
من إعمال الفكر وشغل اللخاطر . و إلى كثير من التجارب البى قد لا تتسبى لكثير 
من الأدباء . 
وبذلك يبى فى نظرنا جرع المعبى فضل السيق والابتكار . ولن برع ف التعبير 
عنه وأبدع فى الإبانة عنه ميزة حسن العرض . وجمال السيك ‏ ولا ضير فى ذلك 
على الآدب ء فسنة الخياة أن يكمل الناس بعضهم بعضا. وأن تتشابك وتتداخل 
حلقات الإنتاج ى جميع مظاهر اللياة المادية والمعنوية . 
وخلاصة ماانتهى إليهقداى النقاد من أصول فى مجالالسرقاءتالأدبية مايل : 
١‏ - أن السرقة لا تكون فى المعانى العامة . ولا فها شاعت بين الناس -حبى غدت 
كالفطرية العامة9؟) . 
؟ أن السرقة لا تكون إلا فى المعانى الخاصة ذات الارتياط الوثيق عقام معين 
أو تحر به داتية خاصة7*) . 
ل أن ميتكر الفن الأآدلى أو الصورة الخيالية أو العبارة ابحميلة مفضل على 
صائر الاتحذين عنه 0 )2 . 
- أن من أخذ معبى من غيره فزاد فيه بتوليد شبىء -جديد منه لا يعد سارو (") 
)١ (‏ الصناعتين ص ١8‏ . 
(؟١)‏ الصتاعتين ص ١85‏ . 
((*) الحاحظ والعسكرى أنظر ألبيان والتبيين ب ١‏ والصتاعتين ص ١85‏ . 
( 5 ) الوساطة ص ١٠7‏ والاستدراك ص * . 
( ه) المثل السائر ص ”١١‏ . 


60 أصول التقد الأحق ص ١/ا؟‏ . 
لع أأعي.: 0 ص ١5‏ وأسس الثقد الأدى عند العرب ص لاه” . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١104 
. )١(اقاس أن من أخذ معبى فعكسه إلى ضده لا يعد‎  ه‎ 
أن من أن المعبى واللفظ برمتهما أو أنحذ المعبى فشوه جماله أو أساء‎ 5 
. معرضه لزمه عيب السرقة ومذمة القصور7؟)‎ 
هذه هى الآسس الأصيلة الى انهينا إليها من دراسة هذا البحث من مياسثتا‎ 
النقدية . وهى فى رأينا أسس سليمة صائبة تحقق أهداف هذا الفن . وتلائم منطق‎ 
العدل والإتصاف . ولا زلنا نراها أسسا قويمة صا حة للاحتكام إليها والسير على‎ 
. أساس مها ى هذا المقام‎ 
ولكن هل استطاع النقاد أن يحتكموا إلى هذه الأسس ويطبقوها منصفين على‎ 
أدب المننبى ؟ أم حركنهم مآرب أخرى. ودفعتهم دوافع غريبة لينالوا من الشاعر ياسم‎ 
1 الفن ويشفوا غيظ صدورم باسم التقد ؟ ذلك ما تحاول فى هذا امام عرضه و بيانه‎ 
هذه هى الأسس النقدية البّى انهى إليها قدامى نقادنا فى جانب السرقات‎ 
الأدبية . أما فى الجال التطبيق فيكى أن تعلم أن التقئاد تعقيوا الأدباء وقعدوا لم كل‎ 
مرصد وحاولوا منصفين تارة . وظالمين تارات أخرى أن يردوا كل بيت سمعوه إلى‎ 
مصدر قريب أو بعيد . حتى انهى الحاتمى إلى اللتكم على إنتاج المتنبى برمته بأنه‎ 
كله مسروق و ما أعرف لك إحساناً قى جحميع ما ذكرته نما أنت سارق متبع واد‎ 
)*( مقصر . وفيا تقدم من هذه المعانى الى ابتكرها أححابها مندوحة عن التشاغل بقولك»‎ 
ما يسلم له بيت ولا يخلص‎ ٠: كا يتقل صاحب الوساطة عن أخخر قوله عن المتنبى‎ 
من معانيه معنى . أو ما هو إلا ليث مغير وسارق عتلس 4*6 ) . وأنه « عمد إلى شعر‎ 
أنى تمام فغير ألفاظه وأبدل نظمه فأما المعانى فهى تلك بأعيانها . أو ما سرقه من‎ 
: غيرها فإن اعتمد على قريحته . وحصل على فكره وخاطره . جاء عثل قوله‎ 
إن كان لا يدعى الفى إلا كذا رجلا قفسم الناس طرا أصيعا(*)‎ 


. 8١07 المتل السائر ص‎ )١( 

( ؟) المل السائر ص "١*7‏ . 

() معس الأدياء ج18 ص 157 . 

( » ) الوساطة ص ١*‏ . 

( ه ) الساطة ص ١77‏ . 

والبيت بديوان المتنى ص 4 ومعناه إن كان لا يدعى الغفى رجلا حبى يكون مثلك فسم الئاس أصيعا 
لأنهم لو و زنوا يأصبعك ما وقوا . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


14 

كا نجد العميدى بلوره قوله « ليس تغى المتنبى جلالة نسيه مع ضعف 
أدبه . ولا يضره ختلااف دهره مع اشنهار ذكره . ولقد تأملت أشعاره كلها . فوجدت 
الأبيات الى يفتخر يبا أعصابه وتعتبر يبا آدايه من أشعار المتقدمين متسونخة ومعانيها 
من معانيهم المخترعة مسلوخة 2076 . 

غير أنا لا نستطيع التسلم بصحة هذه الأحكام . دون أن نرجع وإيام إلى 
مقاييس النقد الى كانت فى متناول أيديهم . ودون أن نستعرض شعر المتننبى نفسية 
لنقف منه على أساس سلم . نستطيع أن نسار لهم بما قالوه . أو و نخالفهم فيا ادعوه» 
عن دراسة رشيدة ومقارنة بصيرة . 

والمتتبع هذه الزاوية من زوايا الدراسات النقدية يجد أن النقاد أسرقوا ف تتبع 
أدب المتنى . وق إيجاد مصادر لمعانيه وأفكاره . حتى ظهر فى جانب سرقات المتنى 
وحده من المؤلفات مالم تظفر به ناحية أخرى من نواحى البحث والدراسة 99  .‏ 


الغاية من دراسة السرقات الآدبية : 


وإلنقاد التق أن يبتموا أعا اهام بععرفة الخديد والمسروق لدى كل شاعر من 
الشعراء لآن دراسة هذين الخانبين ستوقفنا على مدى التطور الذى أصاب الياة 
فى -جميع مرافقها المادية والمعنوية . ودب فيها فى جميع أقطارها . لآن كل تطور 
يصيب أية زاوية من زوايا الحياة سينعكس آثره على الأدب وعل ألسنة الأدباء الذين 
يستشفون كل ما حوثم . ويتعمقون مجتمعهم ليتتخلوا من ذلك مادة لإنتاجهم : 
كا سيوقفنا على مدى تفاعل الأدباء مع البيئة الى يعيشون فيها والظروف الى يحيون 
ق ظلالها . ومدى تصورهم لا من جانب . وتصويرهم لها منجانب أخخر » وبذللىك 
نستطيع من تتبع الخديد لدى كل أديب أن نعرف لون اللحياة الى كان يحياها 


)١(‏ الإياقة ص ه 

( ؟) ّم يبق لنا الزن كل هذه الدراسات و بين أيدينا مها المآخذ الكندية من المعانى الطائية لان 
ألدهان والاستدراك لابن الأنير . والإبانة عن سرقات المتدى لفظاً ومعى العميدى وم اظرة الهاتمى و رسالته ى 
سرقات المتثبى سحكم أرسطو . وما رواه الحرجانى بالرصاطة والبديعى بالصيح المذى . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


14١ 
. المجتمع فق ححينه . ما دام الأديب صورة عصره . ولسان جيله‎ 

تم إن معرقة الخديد والمسروق لدى كل أديب ستكشف لنا مقدار ثقافته . 
ومدى تمثله للتيارات الثقافية الى ظهرت واستفاضت ق زمانه . وموقفه من هذه 
التدارات انختلفة . وقدرته على التأثير فيها أو التأثر بها بما حدد نا شخصيته الآدبية 
ويوضح لنا مقدار نضجه واحترامه لنفسه ولفته . وهى دعاكم دات بال ق تقويم 
الآدب وتعديره . 

وما دمنا نسل أن الأدب كائن -حى يتطور مع الآيام ويتآثر بالأحداث ودواثر 
فى الأحداث فن واجب النقاد أن يقتفوا آثار الأدياء ليروا مدى التطور الذى 
أصاب الأدب على أيديبم . وليروا ابلنديد الذى أضافوه إى رصيدنا الآدنى الموروث 
عن الآباء واللأجداد . والمسروق الذى أحيوه أو أغاروا عليه من نتاج الأسلاف . 

وتلك .حلقة مهمة من حلقات التقدم الاضارى . يحب أن يبرزها النقاد على 
مدى العصور . حى نعرف الأبعاد الفنية الى حققها "كل طيقة من الطيقات 
الأدبية . "كا نعرف قيمة كل حلقة منها بالنسية لعصرها من جانب . وبالقياس 

م إثنا ععرقة الحديد والمسروق لدى كل أديب من الأآدياء . ستستطيع أن 
نعرف المنزلة الأدبية الى يتبوؤها فى ركب الأدياء . والطبقة الى ينتسب إليها من 
طبقات الشعراء . ولن فستطيح تحديد هذه المنزلة تحديداً دقيقاً صادقاً . ما لم نعروف 
الحديد الذى أضافه إلى تراثنا الى . والقديم الذى أضاف إليه شيئاً يبرز به شخصيته 
ويقبت به وجوده . والمسروق الذدى سطا عليه وخاتلنا به دون أن يكون له فيه فضل 
وأثر لأن معرفة هذه الأمور تحدد عندنا شخصية الأديب وتوضح منزلته إلى حد 
كيير . وبذلك نرى أن دراسة السرقات الأدبية لون من اتلخفارة تحول بين الأدياء 
والتسلل إلى نتاج السلى لتسخه أو سلخه أو مسخه مما يوقف اليشرية جامدة أمام 
قدبعها الموروث تجتره ق ججميع المناسبات دون أن تضيف إليه ما يساعدها على 
السير إلى الأمام وما تثبت به وجودها وعثل يه عصرها ٠‏ 

وهى أيضا لون من ابلتهارة تؤذن السارق بالفضيحة والموان . فيتصرف علا إلى 
التتجديد والابتكار إن كان من ذوى الاستعداد الفبى . وبذلك تسير القافلة إلى 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


15: 


الأمام بدلا من لفها -حول نفسها . وعكوفها جامدة على آثار أسلافها . 

فكأنا نسبدف من دراسها وقاية الأدب من اللحمود الذدى يشل أطرافه 
وأوصاله يوم يستيد بالأدباء الضعف والعجز . فيعيشون عالة على السابقين يكرروت 
ما قالوا . وينقلون ما أنتجوا . 

وإذا كان لدراسة السرقات الأدبية كل هذه الاثار . فإنها برغم ذلاك تساعدنا 
على معرفة المنابع الفكرية الى يردها السارقون . والمصابيح الى يها يستضيئون . 
مما يسلط الأضواء على جزء من ماضينا التاريخى والأدنى الذى انبعث على ألسنة 
السارقين . فترى ما فيه من حيوية . وقوة على مسايرة اللخديد من الأنحداث . وتمثيل 
الحديث من الظواهر . مما يرشدنا إلى أولتك العباقرة الذين سبقوا الحوادث فبرجموا 
عنها يوم كانت حلم فى ضمير الغيب لم تكشف عنه الأيام بعد . وترشدنا إلى سر 
خلود أمثال أولتك الأدباء الذين وسعت يرهم الحياة . فترجموا عدها ترجممة إنسانية 
تسهوى كل جيل . وبذاث يرتبط .حاضر الأمة بماضيها . وحديها بقدعها . ويتفاعل 
أديها عل مر العصور . 

"كا تفصح لنا هذه الزاوية عن مشرب الأديب نفسه . واتجاهه النفسى . 
وتكو ينه الأدلى وقوامه الثقاق . محيما تتحدد أمامنا شخصية الأديب الذى يستوحيه 
غالبآ . ويسير معه فى فلكه ويصاحيه فى تياره . 

ولكنا برغم هاتين الميزتين لا نرضى للأدباء اللاحقين أن يماعوا فى شخصيات 
الأدباء السابقين . وأن يعملوا على نشر أسلافهم على حساب حياتهم وفنهم لآن ذلك 
سيجر عليهم وعلى الأدب تلك المضار الى تعرضنا لحا منذ قليل . 

وليس معنى ذلك أنا نحرم على الأدباء الانتفاع بأ ثار السابقين . لا . بل 
نحن نوجب الاطلاع على 1 ثارهم والإنحاطة البصيرة بإنتاجهم . ونقر الأنحذ عنهم 
والانتفاع يهم استجابة لقانون التطور العام . ولكن فى -حدود القواعد الى أقرها 
السابقون . والبى لا زلنا نراها قواعد مسلمة نرضى عبها ونؤمن يها عن ثقة وبصر . 
كا نرضى الرضا كله بالأخذ عنهم ما دام الاتحذون سيجحلون قولم نقطة البداية الى 
يتطلقون منها فاق جديدة ترضى الفن وتد, بنيانه وتزيده بسطة فى الشكل 
أو ق المضمون أو فيهما معا . وقديما قالوا : « اتكال الشاعر على السرقة بلادة وعجز . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 


وتركه كل معبى سيق إليه جهل »('!2 . 

ونحن نيرأ من العجز براءتنا من اللخهل . ولا نرضى إلا با يساعد على يتاء مد 
أدق مشيد على أساس من ماض تليد . وإلا بالمسايرة الواعية لكل مظاهر التقدم 
الحضارى فى دنيانا الزاحفة إلى الأمام . بل سبقها . ما اسثطعنا إلى ذللك سبيلا . 


النفرة من لفظ السرقة : 

ولا يروق لفظ السرقة يعض الأدباء والنقاد ويستعملون مكانه ما يؤدى معتاه 
دون أن يثير فى النفس ما يثيره هذا الافظ من ظلال باحتة وانعكاسات ألعة فحاولوا 
« وضع أمعاء أخرى ترادفها أو تقرايلها كالا تحن والا تباع والنسخ والإلمام . وغدرهاء "١‏ 

و برغم وجاهة هذا الاتجاه . فإنا نرى أن تلك الألفاظ ستتحمل مغ الزمن نفس 
الظلال الى تحملها كلمة السرقة . وستثير نفس الانقعالات الألعة الى تثيرها 
وبذلك ندور فى حلقة مفرغة . لا يدرى أين طرقاها . ١‏ 

واستعمال لففظ السرقة مع تحديده التحديد العلمى الكاى كا فعل أسلافنا 
من النقاد أحسن ف رأى من أى لفظ آخر . لآنه سيقضح كل من يسطو على 
إنتاج الناس مما يتصرف الأدباء إلى الابتكار لا إلى التقليد . وسييرئ التحديد العلمى 
الدقيق كثيراً من مهمة السرقة الى يتهمون بها جزافاً تشفيا وانتقامً . أو جهلا 
واضطرايا . 

وإذا كان أولتك النقاد الذين لا يطمثتوب للفظ السرقة . قد راعتهم هذه 
الحملات الكثيرة الى وجهت إلى الأدباء . كبارهم وصغار على السواء . فإن لفظ 
السرقة أو مقاييس السرقات ليست مستئولة عن كل ذلك . بل المسثول عن كل ذلاك 
ذلك أولتك النققاد الذين أسرفوا على أنفسبم وعلى الناس ‏ قساروا مع المقاييس آنا 
ومع أهوامهم آ نات . حبى تخلق لدينا كل هذا الرصيد من الدراسات النقدية 
فى مجال السرقات الأدبية . 

وليس معبى ذلك أننا نذكر الأخذ البيانى. فذلك ما لا سبيل إلى منعه» ولكن على 


١ (‏ ) العمدة ص 955 <؟. 
(؟) أصول التقد الأدنى ص 575 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 
أن يضيف الأحذ إلى ما أحذه ما يثبت به قدرته علىالزيادة والإضافةء أو ينقله‎ 
 اهابأنو على سب لى الاقتباس . وفرق بين هذا وبين السرقة الى نعافها‎ 
: توارد الخواطر‎ 

وليس لنا أن تيادر إلى الاتهام بالسرقة إذا ما محنا وجها من الشبه بين نصين . 
فكثيراً ما تتحد الرجمة الأدبية عن التجربة الى يعانيها الأديب . كا تتحد المسالك 
الى تسلكها النفس للتعبير عدها . ويخاصة إذا كانت تجرية إنسانية عامة يمكن 
أن تصيب أو تثير الناس كلهم أو جلهم وتحرك مشاعر الجمع الوفير مهم . 

وى ذلك يقول العسكرى : « وقد يقع للمتأخر معبى سيقه إليه المتقدم منغير أن 
يلم به . ولكن كا وقع للآول وقع للآخر . وهذا أمر عرفته من نفسبى . فلست أمرى 
فيه . وذلك أنى عملت شيئا ىق صفة النساء  .‏ _ 

سفرن يدوراً وانتقين أهله<') 

وظننت أنى سيقت إلى جمع هذين التشبييين ى نصف بيت إلى أن وجدته 
بعينه ليعض اليغداديين . فكثر تعجبى وعزمت على ألا أحكر على المتأخر بالسرق 
من المتقدم حكدا حا ؛(١)‏ . 

والأمر ها قال أبو عمرو بن العلاء . حيها سثل عن الشاعرين « يتققان على 
لفظ واحد ومعبى .  .‏ فقال عقول رجال توافت على السنبها »290 . 

وقد قيل للمتننبى : ١‏ معى بيتك هذا أخذته من قول الطالى . فأجاب المتنى 
الشعر جادة . وربا وقع .حافر على -حافر  2*(‏ . 

ومما هو من ذلك بسبيل ما إذا دفعت ححافظة المرء على لسانه يعض ما ترسب 
فبا مما وعاه لغيره . واخحتزنه لسواه . فها إذا كان الأديب طلعة كثير القراءة والعرس 
بآثار السائفين . فإن الكثير من بنات أفكارهم وصيغهم سوف تنساب على لسانه 
وتنسال على طرف براعه . دون أن ينتبه إلى مصدرها . ودون أن يرم إلى استغلالها . 
فيظته الناس سارقاً وما هو بسارق . لأنه ما نبب الأفكار ولا أغار على المعالى 


. سعرن كشعن عن أوبحههن . واشقس أى ليسن الئقاب فغطينها‎ 1١0 
1407 ؟) الصتاعتين عن‎ ( 

( ” ) الصتاعتين عن اال . 

( 4 ) خراتة الآأدب للبغد دى - ؟ ص ١8‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١1536 
ولا اختلس الأساليب أو جار على التراكيبلا . ولكلبا كلها اختلطت بنفسه‎ 
 هتبرجت وامتنجت بكيانه . فغدت كا لو كانت عصارة فكره . وخلاصة‎ 
وأشبد أنإدراك مثل ذلك صعب عسير . ولكن ينيغى أن ضع مثل هذا الغرض‎ 
فى اعتبارنا . وبخاصة قى مثل ذلك الزمن الذى توفرت فيه سيل الثمافة والعرفان‎ 
. وتعددت طرق الإعلام يصورة قد تعجز المرء عن معرفة المتايع الى استى منها أفكاره‎ 
. والمصادر الى استرفد مها معانيه . والحقول الى اقتطف منها أساليبه وتراكيبه‎ 
: سعة اطلاع المتنى وأثرها فى أفكاره‎ 
توفر النقاد على دراسة سرقات المتنبى توفراً يفوق توفرهم على أى جانب آخر‎ 
من جوانب فنيته . وردوا عليه كثيراً من أشعاره . ونسبوها إلى شاعر آخر مشهور‎ 
أو مغمور . حبى لكأن لسان حالم يقول إنه أفنى عمره ى نسخ أشعار أسلافه‎ 
. ومسخها والتغنى يها دون أن يكون له حظ ق نشأنها وأثر فى ابتكارها‎ 
حى إن بعضهم مجرده تماماآً من كل قدرة على الحلق والابتكار . ولا يرى فيه‎ 
. )١7ءارعشلا إلا سارقاً ينبب أفكار غيره . ويسرق معانى من تقدمه من‎ 
بل إن بعض النقاد كرس نفسه لتتيع سرقات المتنبى من أرسطو . ليثيت أن‎ 
حك المتننى ليست نتيجة تجربة ذاتية أو فكرة عقلية . ولكلها مستوحاة من حكم‎ 
أرسطو 2" وأنه خاتل الناس وابتعد عن المصادر العربية إلى الأفكار اليونانية ليتق‎ 
عن نفسه مبمة السرقة من أولئلك النقاد الذين تعقبوه واقتفوا أثره وردوا كل فكرة قاا‎ 
إلى شاعر قديم أو حديث . وإذا كانت دراسة السرقات الأدبية  كنا سيق أن‎ 
تحدد لنا المنايع الفكرية الى استى منها الأديب أفكاره . وتضع يدنا‎  »”(انررق‎ 
على الشاعر أو مجموعة الشعراء الذين أعجب بهم السارق واتخذ منهم المثل العليا‎ 
اللاتى اسنبوت نفسه ومللآت تخاطره وعمل على تقليدههم والانتفاع يهم . فإنا هنا أمام‎ 
 هددحن سيل جارف من الدراسات لا نستطيع معها . مهما بذلنا من جهدء أن‎ 
يقينا- الأشخاص الذين اتخذم المتنى أسائذة يتلق عنهم الوحى . ويتلى علهم أصول‎ 
١510 ععم الأدياء - م١ ص‎ )١0( 


(؟) أنطر الرسالة الخجامية ‏ 
(©) انطر ص ٠١‏ من هذا العصل . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


145 
الفن . ويأخد منهم المعانى والأفكار . 

وإذا كان ابن الروى وأبو تمام واليحترى فى مقدمة من ذكر النقاد أنه أخذ 
عنهم واستى أفكاره منهم . فإن هناك من الأسماء البى قرر التقاد أنه أغار عليها وانتفع 
بها ما لا عهد لنا به من قبل ولا إلف لنا به فى مجال التاريخ الآدنى . كا سنبين 
عند تعرضنا لسرقات المتنبى بعد قليل . ْ 

ونحن لا نستطيع القطع بانتحال هذه الأشعار ولا الحز م” باختلاق هؤلاء 
الشعراء برخم أن كثيراً مما قيل لم ينس بإلى قصيدة معر وفة أو مقطوعة مشهورة» وبرغم 
ما قررناه من أن أولئك الشعراء لا عهد لنا بهم ولا بأسماتهم . لآنا نعلم أن التاريخ 
الأدنى لا يستطيع استقراء كل شاعر واستقصاء كل أديب . و نخاصة فى مثل تللك 
الصحراء الشاسعة الأطراف الواسعة الخوانب . والبى لن تتيسر فيها سبل الاستقراء 
والاستقصاء يصورة تنتنى معها مظنة نسيانالبعض أو عدم العلم بهء فإذا ما أضفنا 
إلى ذلك ما نعلم من أن كثيراً من معاجمنا الأدبية البى تناولت أولئتك الشعراء بالبرجمة 
والتعريف ضاعت ضمن ما ضاع من تراثنا الأدنى على مر العصور . من أمثال 

جم الشعراء لياقوت١١)‏ وكتاب المرزبانى الذى صنفه على حروف المعج, بأسامى 

الشعراء !"2 والذى جمع فيه قراية ألف شاعر . 

وما نعلي أيضآ من أن بعض الشعراء كان يتعمد إخفاء دواوين أسلافه أو العبث 
بها . حبى لا ببق إلى جانبه من يستولى على بعض الاههام . وحبى لا تبى أدلة انهام 
تشير إلى ما أغار عليه وانهيه من نتاج السالقين . كنا روى عن البحيرى من أنه : 
وأحرق حسيائة ديوان للشعراء ق أيامه حسداً م ئلا تشهر أشعارهم دام 
فى الناس محاستهم وأخبارهم [فذا) 

كل ذلك يجعلنا لا نستطيع ابخزم بانتحال هذه الأشعار أو اختلاق هؤلاء 
الشعراء ونجد أنفسنا مضطرين إلى الاعتراف يوجود كثير من الشعراء الذين لم يبقهم 
الزمن ى دائرة معارفنا ضمن من أبقاهم من الشعراء والآدباء . وإن كنا لا نستطيع 
)1١(‏ معسم الأدباء ج ١‏ ص 4*8 . 


(؟) الإيانة ص ه . 
(؟) الإبانة ص ” . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 41/ 


الاهتداء إلى واحد منهم بذاته أو التعروف على بعضهم بأعياهم 

ومعبى ذلك أن مبحث السرقات الأدبية بالئسية إلى المتبى لا محدد لنا الشخص 
أو الأشخاص الذين أعجب يهم . واتخذمم أمثلة له . يستنى منهم الأفكار ويأخد 
عنهم المعانى . ولكنه يدلنا على أنا أمام رجل واسع الاطلاع كثير القراءة يتلقف 
الحكمة أنى وجدها . ويتتيع الفائدة أنى كان مصدرها . ويتمثل كل ما لقيه ووقع 
عليه ما دام مسايراً لوجهته مصوراً لفكرته . 

وحن نعلى من حياة المتنبى الخاصة أنه كان طلعة يقضى الليل إلا قليلا يتصفح 
الأشعار ويطالع الكتب”'2 . 

ونعلم أن تلك الكتب كانت عزيزة عليه أثيرة لديه حبى إنه كان ينحملها كلها 
معه ق أسفاره لا يخلف وراءه مها شيئاً « وكان أكير إشفاقة على دفاتره لآنه كان 
قد انتخبا وأحكمها قراءة وتصيحا )١١»‏ . 

وإذا كان العميدى يجهد نفسه أن يثيت انتفاع المتنبى بالطائيين وبابن 
الروبى(") فإن المتنبى نفسه يعترف يذلك ولا يدفعه . لأنا نجد له قوله : وأو بحوز 
للأديب ألا يعرف شعر أنى تمام وهو أستاذ كل من قال الشعر بعده ؟(؟) م إننا 
نعلم أنه لما قتل ى طريق الأهواز وجد معه ديوانا أنى تمام والبحترى بخطه وعلى 
حواشى الأوراق علامة كل بيت أأخد معتاه »(*2 . 

ثم إنه فى معرض حكمه على نفسه وعلى الطائيين كان يقول : « أنا وأبيو تمام 
حكيان والشاعر اليحترى »ا . 

وذلك الحكم وبيان الخاصية الفئية لكل مهم دليل قوى على معرفته بهم 
و كميزات كل مهم . مما لاا يحتاج إلى يذل ل ات معرفته بهم وقراءته 
لأشعارهم » ولس تأدرى سيباً يدفع بالعميدى إلى اتخاذ تلك التقطة مركزاً تنبعث منه 


. 7/9 الصاح المنى دا ص‎ )١( 

( ؟) الصيح المتى ج ١‏ ص 5876 . 

(9) الإياية ص ٠“‏ 

( 5) الصيح المتى ب ١‏ ص ١75‏ . 

( ه) الصيح المتبى ب ١‏ ص 50٠7‏ والحرانة للبغدادى صن 37( 
0 الصيم المنى ج ١‏ ص 4/8 ” . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 4‏ 
يحوئه الكثيرة الوفيرة . لأنا ى مقام لا يقتضى التأكد من اا والإحاطة :بم 
قدر ما يقتضى التثبت من الأفكار والتأكد من وجود مشابه بينها نقتضى الحكم 
بالأخذ والانتفاع . فذلك وحده هو السند الأأكيد والمبحث 3 أما الخرى وراء 
الأشخاص التدليل على أن الرجل كان يعرفهم وكان يحتفظ بدواويئهم فأمر 
لا يصح أن نصرف إليه كل هذا الحهد وننفق من أجله كل هذا الوقت . ولو أنه 

عامل مهم سند معين على كل حال . 

ومن العجيب أن نجد الصاحب بن عياد ‏ وما أدراك بعنف الخصومة بينه وبين 
التاعر وما تعقبه فيه ق كثير من دعام فنه ومقومات شعره ‏ ينصرف عن تتبع 
سرقات المتنى . برغم معرفته بأئرها ى تقويم الشاعر . وف النيل منه إن أراد إلى ذلك 
سبيلا . وبرغ ما وجده أمامه من تكالب النقاد وتواطتهم على إثارة هذا ابلحانب 
من جوانب الدراسة ىق كل من حلب و«العراق . على يدى كل من ألى فراس 
الحمدانى فى الأول والحاتمى فى الثانية . 

ينصرف الصاحب عن هذا المببحث . لأن السرقات فق نظره ليست من العيوب 
الخاصة بالمتنلى . وليست بابحناية االخاصة الى تقتضى منه أن مجلس له كل مرصد . 
ولكذبا عيب قديم درج عليه الشعراء قديمهم وبحدثهم « فأما السرقة فا يعاب يها 
لا تفاق شعر ابخاهلية والإسلام عليها 2١7»‏ وبذلك يترك دراسة هذا ابخانب موفراً على 
نفسه الحهد . تاركاً المتنبى وشأنه فى هذا الجال ما دام هذا اخانب قد توارد عليه 
غيره من الشعراء على مر العصور . 


سرقات المتننى : 

أ كر الاناد عن ايم لاتير ٠‏ وتعقبوه فى معلم ما قال وحاولوا رد كل بيت تعقبوه 
فيه إلى بيت آخر قديم أو حديث وظهرت ق هذا النمجال مؤلفات خاصة لم تتناول 
سوى سرقات المتنبى . كالإبانة . ورسالة ابن الدهان . واستدراك ابن الآثير عليها 
وغير ذلاث من دراسات وفيرة بى بعضها وضاع بعضها الآخر . 

وسوف نعرض الان بعض هذه الدراسات مبينين وحهة النقاد فيها ‏ معقبين 


1 ١١ الكشف عن مساوىء شعر المتدى ص‎ 2١ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١» 
عليها بما يكشف عن رأينا ويفصح عن اتجاهتا طبقاً لمقاييس النقد وما قاله النقاد ىف‎ 
. السرقات الأدبية‎ 

وبتتبع ما قاله النقاد نرى أن كثيراً مما ساقوه يمحتاج إلى مناقشة ومدارسة» فكم 
غفلوا عن زيادات أنى بها المتنبى . ونسوا أن تلك الزيادة تباعد بينه وبين مهمة 
السرقة و[صر الا نتحال . وكم اتخذوا من المععى العام الذى لا يختص به فرد أو المعجى 
الإنسانى الذى يمكن أن ينتاب كل فرد ويصيب كل إنسان مجالا للهمة والتشنيع . 
متحيفين على الرجل متتاسين ما بين أيديهم من مقاييس . 
من أفكار غيره وانتفع بآراء من سبقوه . وكان أحياءا يعجز عن اللحاق يهم والسير 
فى مدارهم » وسنعرض كل لون من هذه الألواد على حدة . مكتفين بعرض 
يعض المماذج الكاشفة . وبين يدى من يريد المزيد تلك المراجع والمصادر الى 
اعتمدنا عليهبا ى هذا المقام , 

(١؛‏ ما ادعوا فيه السرقة وبين القولين فروق نحفية تنقيها  :‏ 

يتعقب أبو فراس الشاعر ‏ ضمن ما يتعقبه فيه فى قوله : 

يا أعدل الناس إلا ى معاملى فيلك الخصام وأنت الخصم والمدكى )١١‏ 

قائلا له: هو مسخت قول دعبل وأدعيته 4 . وهو : 
ولست أرجو انتصافا منئلك مأ ذرقفت عيبى دموعآ وأنت الخحصم والحكر (؟) 

ولعل أبا فراس تسبى أن يحكم ذوقه فى غمرة ابلندل . وهو الشاعر الذى يجب 
دقيقة كان يحب ألا تغيب عن ألى فراس . إن كانت بالفعل قد غابت عنه . 

فد عبل حز ين باك . والمتننى برغم معرفتنا للطروف الأمه الى قال النص تحت 
تأثيرها » لا نلمح فى بيته أمارة الدمع . ولا نسمع منه رجع الآبين . 

ودعبل ينى رجاءه الإنصاف من محاطبه . رعا أن حاطب يعرى عنه أصالة 

)1١ (‏ الديوات صن 807 والمص: إنك أعدل الناس عير أى أفتقد هذا العدل ق موقعك مى لأنك 


الخصم والحكم . 
() الصبح المى ج ١‏ ص !"5 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


٠‏ .؟* 
أو لعجزه عن تحقيقه فى هذا الموقف بالذات . أو لعزوف دعيل عن رجائه لأمور 
ترجع إلى نفسه هو . أما المتنى فإنه يلح . ويلح ملحفاً قى طلب هذا الإنتصاف 
والانتقام من اللنصوم . والنصر على الأعداء . ثلك المعانى الى يتضدها قوله : يا أعدل 
الناس . والى يصرح بها بعد ى ثتايا القصيدة . 

مهما لم يتلاقيا إلا فى قوهما . وأنت الخصم والليكم . وما ذنب المتنى أن اتفقت 
ظر وهف خصومته مع خصومة دعبل : فاختصم كل منهما من بيده الأمر والسلطاتن . 
إن المتنبى فيا رأينا متجاوب مع المقام الذى أنشد القصيدة من وحيه . منفعل 
بتجربة ذاتية مر يها فعلا . وبينه وبين دعبل فروق شعرية دقيقة . تنى عنه مذمة 
الأخذ إن كان قد انتفع بقول دعبل يالفعل . فكيفط يتصداه أبو فراس ويقول له 
مسخت قول دعبل وادعيته . وإذا كانت الفكرة الآساسية فى البيت « أنت الخصم 
والحكم » فقد لننها المتننى ق لغافة من نفسه ولوهها التلوين الذى يتقق مع مزاجه 
وانفعاله » ويذلك خرج عن مذمة الآخذ . ويتعقب الحاتمى قوله : 

كأن الام فى الميجا عيونت وقد طبعت سيوفلك من رقاد 

وقد صغت الأسنة من هموم فا يمخطرنت إلا فى فؤاد<') 
قائلا” له « فأما قولاك . كأن المحام قى الحيجا عبون . البيت . فهو متقول من قول 
منصور العيرى. 

فكأنما وقم الخسام يهامه ندر المتية أونعاس الحاجع 7" 

والمتننى أدق تصويراً وأوق تعبيراً وأوسع تفكيراً . فقد أنبآنا صريحا أن ذلك كان 
ف الميجاء»ء مما يشعر أن التصر كان حليفه . أما الغيرى فقّد عرابيته عن الإشارة إلى 
ذلاك . وإذا كان الغيرى قد أشار إلى ذلك فى بيت آلخر أو أكير من أبيات 
قصيدتهيكون بيت المتنى أحبك وأدق . لاشهاله علىالفكرة تامة وافية . مما يعطيه 
ميرة الإجاز والاختصار . 

ويحتاج بيت العيرى إلى تقدير مقدر يتعلق به قوله : نعاس الماجع . وعلى ذاك 
ينحل البيت إلى (كأن الخحسام يهامه خدر المنية و بمةلتيه نعاس الماجع , . 

)١ (‏ الددوات ص ١‏ . الحام ‏ الرموس . الميجاء س الحرب . الرقاد > الوم . الأسة س السيوف ‏ 


00 معبر الأدياء ج ١8‏ ص ١507‏ . عدر - حدر من ياس تعب . استرحى علا تطلق الحركة . 
الما-مع > النأكم . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


حلن 


وقد سلم بيت المتنبى من هذا التقدير لآنه أعطاك كل لازم وملزوءه صريحآً 
فى النص . 

فل كر العيون والرقاد والهح.وم والفواد . 

ولا نرتاح لقول الغيرى . كأنما وقع الخسام يهامه نخدر المنية . 

لآن وقع السام بالرأس إذا لم يكن حدر المنية اذا يكون ؟ إن كان شيئاً غير 
ذاك فصاحيه كليل اليد . مقلول السيف . وهو ما لا يتمدح به . بلهو ذم صريح 
وهو ما لا يريده الغيرى ‏ بل لا ينبغى مطلقاً أن بريده أىشاعر فى ١قام‏ المديح : 
وقد جعل المتنى الأسنة هموما . وهو أفظل موح يا نزن والألم . الذى دتعحرض له أعداوه 
حما” حيما يوجهها نحوهم . وأنها لن تجد لها مثوهىسوى قاو بهم كا لا مستقر لله.وم 
سوى الأفئدة . 

فهل نفهم شيئاً من ذاثك من قول العيرى . 

ليصدقنا الحاتمى ويس معنا ببراعة ألىالطيب وأسيقيته . فذلك ما أثيته التحليل 
الأدنى . وما يوجيه اليق والإنصاف . 

ألم نسلى معآ أن من أخذ معى فزاد فيه زيادة ذات أثر فى تعريق الفكرة أو 
تجميل الصورة كان أولى به من السابق وأحق به منه . أو كانت له ميزة على الأقل 
تنى عنه مذمة السرقة وإصر القصور . 

ألى يحسن المنتبى هنا الزيادة ووفاها . وجمل الفكرة . وجللاها . 

ولكن اللخائمى كأنى فراس مغيظ محنق وموتور مدفوع . 

مدفوع من ال مهلى ومععز النولة اللذين ساءهما أن برد المتنى 5 مرا مرا عليها . 
ول يمدحهما نا مدح خصومهما الذين عاش بين ظهرانيهم من قبل وهم سيف الدولة 
وكافور . فكان هذا التحامل من اخحاتمى على المتننى مثلجاً لصدورهم مزيلا غيظ 
نفومه.!') . 

موتور من المتنبى الذى أعرض عنه حيما زاره ولم يهش لمقابلته ولم يقم للمرحيب 


)5١ 


. ١١57 معجر الأدباء ج م١ ص‎ 2١0 
١407 ص‎ ١ والصيح ألمي ج‎ ١07 معي الأدياء ج8١ ص‎ (0 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5 


ويرى العميدى أن قول المتنيى 237 : 
هتب واثقآ بالله وثية ماجد 0 يرىالموتف الحييجا جتتىالتحل ف الفر () 

مأنحوذ من قول صالح بن ألى حيان الخلى الطائى . 
صبرت ومن يصير جد غب صيره أت والحق من مب التحل فُْ الفي 2 

مع أن المتنى فى واد والحلبى ف واد آخخر . 

المتنبى عرض على الشمجاعة وتحوض المعارك . معطي مخاطيه المثل الأعلى الذى 
يحب أن يحتذيه داعا . وهو الماجد الذى ستخف بالموت . ويرى الموت قى ساحة 
الشهادة محبياً تستسيغه النفس ويستطييه الفؤاد . فضلا عن -«حسن المثوبة وخلود 
الذكر . 

أما الخلبى فإنه يحرض على الصير . لآن عاقبته حلوة محبية . واسنا ندرى علام 
هذا الصير . أصير على الكفاح واللتهاد . أم صير على عاديات الزمن وأن يوطن 
نفسه على الرضى عصائب الخياة . لم يعطنا البيت مجال الصير الذى يقصده الشاعر . 
مما يدع الفرصة سانحة أمامنا لنفهم فيه ما نشاء . 

لم يحرضنا المتننى على الصبر . بل على الخرب والكفاح . والخلبى صابر .حيث 
وجد مغية الصبر -حلوة طيبة» وبرخم اختلاف المنحى السلوكى الذى أشار إليه كل 
منهما . فقد اتفقا فى الغاية والنتيجة وهى العنوبة واخلاوة الى ستترتب على كل من 
الموقفين محسب رأى كل مهما وليست حلاوة جبى النحل ف الفي بأوى بالحلبى من ألى 
الطيب_ لها قاسم مشترك بين الناس -جميعاً . وهى كل ما بينهما من صلة واشتراك . 

ونجعل العهديدى قول المتنى 2*7 . 
وضاقت الأرض حبّى صار هاربهم إذا رأى غير شىء ظنه رجلا( 

مأخوذا من قول يشار : 

. 7١5 الإيانة ص‎ )١( 

( ؟) الديوان بج ١١‏ . الميجا عه الحرب . والمعى ص المعارك شباعاً وض من يستطيب الموت ىق 
ساحة الشبادة 

() غب س مال . جى --ه عسل 


( *) الإبانة ص 48 . 
( ه ) الديوات ب ١١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 

وظن وهو مجحد قى هرزءته ما لاح قداآمه شخصاً يسابقه )١١‏ 

أو من قول أنى نواس : 

فكل كف رآها ظها قندحا وكل شىء رآه ظنه الساق(؟) 

ولسنا نجد هنا أخل ا . برغم اتفاق بشار والمتنى ق الغرض وهو وصف المبزوم 
الذى 5 ثر النجاة بالفرار . والسلامة بالحرب من المعركة . غير أن هارب يشار وجد 
شيئاً لاح له فظنه رجلا يسابقه . وهارب المتنى اضطربت عنده معايير الإدراك . 
واختلت ضوابط الشعور . حى توجم أنه يرىرجلا فى حين أنه ليس هناك ما يرى » 
وتلك أدل على االحوف والفزع من قول بشار . ثم إن المتنبى يزيد على ذلك قوله . 
وضاقت الآرض . وهى عبارة نستشف مها أن ممدوحه ألحاط بأعدائه من كل 
جانب . حبى لم يعد هناك مسلك للهاربين . فضاقت عليهم الأرض عا رحبت . 
ثما لا نجده قى قول بشار ‏ 

تم إنهما مع مخالفان أبا نواس الذى لا تعنيه اللتروب والمعارك . ولكته يه 
عن شخص تمل محمور . حى إنه لا يكاد يرى غير الحمر وملابساتها من الكأس 
والساق . فأين ذلك من مقام بشار والمتننى . على أن بينه وبين المتنى فرقا آآخر 
أيضاً . فهارب المتنبى يظن غير الموجود موجودا . وسكير أنى نواس يظن كل موجود 
شيئاً من ملابسات الحمر والحمار . والفرق بين هذا وذاك بعيد ولسنا ندرى من أين 
لمح العميدى الأأخذ هنا . وكيف جعل بشاراً وأبا نواس فى هذا المقام المنبع الذى 
استى منه المتنبى فكرته . تلك الفكرة الى لى تمر ببال سواه من الشعراء . 

كنا يتتبع العميدى قول المتنى 27 : 

ومن نكد الدنيا على الخر أن يرى عدرًا له ما من صداقته بد2©) 

ويرى أنه مأخوذ من قول ألى نواس : 


. لاح ع ظهر أى أن الوم صور له ما يعترض طريقه شخصاً يلاحقه ويسابقه‎ )١( 

( ؟) أى أن اللحمر استولت على جميع مشاعره فكل تىء يراه نه مها يسبيل . 

629 الدذيوانت ص هلا 

( ؛ ) الإبانة صى هه ١‏ والمعى إن من أرزاء الدهر أن تضطر إلى موالاة شدخ يكيد لك ولا يضمر 
اك شيثا من الحب . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


*ه؟ 


إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو فى ثياب صديق(١)‏ 
ونحن هنا لا نجد سرقة ولا أخذاً كا يرى العميدى . 
فأبو نواس يرى الدنيا عددوًا ين العداوة تحت مسحة من الصداقة ايلدليبة وأمها 
تتكشف على حقيقها للبيب الذكى . 
أما المتننى فإنه لا يبتك ستر الدنيا ليكشف لنا عن عداوبها للناس ومحاتلها لم . 
ولكنه يتكلم عن شثى واقم فى -حياتنا مموس ف محيطناء يتكلم عن ود مفروض علياتك 
فرضا . ود لا تستطيع التنصل منه . ود لعدو لا تستطيع الخهر ععاداته وترغمك 
الظروف على معاملته معاملة الصديق . وبذلك تضطرب بين ما تحدثك به نفسك 
نحوه وما تفرضه عليك ظروفلث . وهذه سوأة من الدنيا تؤذى يها بنيها . وتنال من 
تقوسبم وحرياهم . 
فأين من ذلك كلام أنى نواس . هناك خصومة حقنًا لدى كل منهما . ولكن 
الخصم عتلف . ثم إن خصم أنى نواس مقنع لا يستطيع معرفته إلا اللبيب . ولكن 
خصم المتنى سافر واضح . ولكتك لا تستطيع إعلانه بالحصومة . فهناك ما يرغمك 
عل مودته وصداقته . 
ونعتقد أن أمثال هذه الفروق كفيلة بإسقاط شببة العميدى وتفنيد اتجاهه . 
ها جحل العميدى قول الم 0*1 : 
إذا ما الفجائم أكسبتئى ‏ رضاك ها الدهر بالفاجع”""' 
مأخوذآ من قول ابن الرو . 
جيف أنتنت فض حت عل الاجة م6 والدر تحبا فى حجابِ7*؛) 
وغثاء علا عبايا من الم «م» وغاص المرجان تحت العياب 
وهنا نسأل العميدى . أى علاقة بين هذا وذاك ؟ وأى رايطة فكرية بينهما ؟ 
)١( 0‏ أى آن الدنيا سخاتل بنها وتحادعهم ولكبم لا نشطتون ى جملهم إلى مكرها وسوها . 
ولكن الذكى إن أعمل فكره فى شئوتها أدرك ذلك منها . 
(؟) الايانة ص م . 
( م ) ل نجد للبيت أصلا يالديوان . ولا توجد قصبدة على هذ! البح روالقافيه . فلمله أحد شوارده . 
( 4 ) الإباة ص مم . اللجة ع الماء الكتير . الغتاءه - ما نعلو على وجه الم بما لا وزن له وعباب 
الم - البحر الممتلىء . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


وأى خطلجة من خلجات النفس قربت بينهما ؟ وأى أمارة سوّلت لك جعل ابن 
الروى المصدر الذى استى منه المتنى ببته ؟ 

المتنبى يرى أن مصائب الحياة لا تحزنه . ولا تنال منه ما دام مخاطبه راضيا 
عنه وهو معبى ألفناه من المتنى وتعود نا سماعه منه . 

إن كان سركر ماقال حاسدنا فا للخرح إذا أرضاكم ألم<') 

وابن الروبى يريك أن الزبد دائماً يطفو فوق ثبج البحر . بِيما يستقر بقاعه 
اللؤلق والمرجان . أى أن كري الخوهر دائماً يطغى عليه من دونه . ولا يحد له طريقاً 
فى زحمة السفلة الأوغاد . 

نحن لا نستطيع فى أى من ذلك أن نؤيد العميدى . ونزكى ما يراه . ولو أنه 
أفصح عن دواعى هذه الأحكام . وأسانيد هذه الثراء لأنار لنا الطريق . وأعطانا 
السند الذى قد يحرنا إلى التسلم برأيه والتصديق بدعواه ‏ واكنه دومآ يلى القول على 
عواهنه حون تحليل يوضح وتفسير ييين . 

والمتتيع لإبانته سيجد كثيراً من هذه الاحكام اللخائرة والإدانة الظالمة . ألست 
تجد معى فرقاً بين قول كل من : 

الخليع الأكير : 

وير بلاد الله عندى بلدة< أنال بباعرًا وأحوى يها -حصدا(؟) 

والبحصرى : 

وأحب أقطار اليلاد إلى الى أرض ينال بها كرام المطلب7) 

وبين قول أنى الطيب : 

وكل امرئ يونى الخميل محيب وكل مكان ينبت العز طيب7©) 

فقد عير المتنبى عما قاله كل مهما ق بيت برمته بشطرة واحذة من بيته . وهى 
الشطرة الثانية . واستغل الشطرة الأوى استغلالا” حك الصلة وثيق العروة بأختها فضلا 
عما تضمنته من معبى صائب . خرج يها مخرج الحكدة . 

ولكن العميدىيغقل عن ذلك كله . ولا جد فى البيت إلا أمارة السرقة والانتفاع 


)١ (‏ الديوات ص ١١4‏ . (؟) الايانة ص ٠٠0‏ . 
0م الإبانة ص ٠٠‏ . ( + ) الديوات ص #4 هم 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


كه" 


وهو ما يحالف مقاييس النقد الى كانت فى متتاول بده . 

وقد أدراء النقاد مدى تحامل الحميدى . ومدى خروجه عن الإنصاف . 
وسجلوا عليه ذلك فنجد للبديعى قوله: « وكان الشيخ أبو سعيد محمد بن أحمد 
العميدى عن أنى الطيب ق غاية الانحراف حائدا فى القيز عن سن الإنصاف7١).‏ 

ونرى له بعد ذلك قوله: « إذا كانت المقدمة الأولى على ذكر منلك . ولم تذهب 
ضروب التانية عنلك فيجب أن نورد عليك ما قاله العميدى وأبانه . وما شنع 34 
المتنبى ف الإبانة . ومن أنصف يعد الوقوف عليهما . ورد ما أورده إليهما . علم أن 
العميدى دعاه اللسد إلى أن جعل محعاسن ألى الطيب عيوياً وحسناته ذنويآ 6 . 

ومن العجيب أن يكون هذا اتحاه العميدى وموتقه من الشاعر . وهو الذى يقول 
فيه : 3 ولست » يعلم ألله» ألجمحد فضل المتنى . ومجودة شعره . وصفاء طبعه . وحلاوة 
كلامه . وعذنوية ألفاظه 0 نظمه . ولا أنكر اهتداءه لاستكمال شروط 
الح إذا لظ المعبى البديع نظا . واستيفاءه -حدود الحذف إذا سلخ فكساه من 
عنده لفظآء ولا أشك فى محسن معرفته حفظط التقسم الذى يعلق بالق موقعه . وإيراد 
التجنيس الذى يلك النفس مسمعه . وإللاقه فى الأاحكام ببعض من سبقهء وغوصه 
ف الفهم على ما يستصى ماؤه ورونقه . وسلامة كثير من أشعاره من اللبطأ واالخلل 
والدخل والنظام الفاحش الفاسد . والكلام الخحامد اليارد . والزحاف القبيح 

. واللحن الظاهر المستبشع . وأشهد أنه عن درجته غير نازل ولا واقم . 

وأعروف أنه مليح الشعر غير مدافع . غير أنى مع هذه الأوصاف اللحميلة . لا أبرئه 
من سرقة 0 000 

وكان أأحرى بالعميدى . وقد خلع عليه من صفات الفنية ما ييرزه شاعراً فحلا 
مهواه النقفوس وتعشقه الآلوب وتطمئن له الأفئدة وتطرب له الأسماع . أن حرس 
الاحتراس كله فى اتهامه بالسرقة . لآن مثل هذا الشاعر الذى صوره لا يكون ق 
حاجة إلى السرقة من سواه . ولكنه بعد ذلك ينسخ كل ما قاله فيه نسحا . حيما 
يطوح ق وجهلك بقوله : 

. 70١ ص‎ ١ الصيح المزى ب‎ )١( 


(؟) الصمم المزبى ب ١‏ ص 7١‏ . 
(©) الاياتة ص 5 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يدانا 


١‏ ليس تغى المتنى جلا ل تسبه مع ضعف أدبه . ولا يضره خلاف دهره مع 
اشهار ذكره . ولقد تأملت أشعاره كلها . فوجدت الأبيات الى يفتسخر يبا أححابه 
وتعتبر يها آدابه . من أشعار المتقدمين منسوخة ومعافيها من معانيهم الخترعة مسلوخة, )١(‏ 

فها كان المتنى إذ ى نظره بالذى يسرق حينا ويستقل بنفسه حينا آخر . 
ولكنه أعجز من أن يبتكر » وما يعتير به أدبه . ويفتخر به من شعره ‏ كاه منسوخ 
مسلوخ . 

ويكاد العميدى ينادى على نفسه بالهالاك . ويعترف بالتحامل لكثرة ما أفرط 
فى رد شعر المتنى إلى غيره دون ما علاقة أو لعلاقة وهمية كالاشتراك فى كلسة أو 
قافية . مما لا ينبض دليلا على الأخذ والسرقة . 

ونحن لا يعنينا أن يبى المتنى فى مصاف فحول الشعراء أو بمحى اسعه من 
بيهم . قدر ما يعنينا أن نعرف القيمة الفنية لشعره . تلك التى كانت مدار دراسة 
النقاد لهء وبذلك فإننا لم ندع لتلك الأحكام الى رويناها عن العميدى سلطاناً على 
نفوسنا . وتركنا الاحتكام إليها . واتخذنا من المناقشة والموازنة بين شعر المتنبى والأشعار 
الى جعلها المصادر لعانى المتنى منهجاً نستدل به على وجه الحق فى تلك القضايا 
الى قررها العميدى والى يعوزها فى الحقيقة كثير من الدقة والقحيص والإنصاف . 
وليس معبى ذلك أنا نتكر انتفاع المتنى بآ ثار السابقين .. فتلك قضية يستحيل علينا 
افتراضها أو القول يها . بعد أن سمعنا قول المتننى نفسه : 

« أو يجوز للأديب ألا يعوف شعر أنى تمام . وهو أستاذ كل من قال الشعر 
بعده 4(؟) ٠‏ وبرغم أنها ليست عيارة قاطعة فى الدلالة عل الانتفاع به إلا أنها تدل 
على إحاطته بشعر ألى تمام على وجه عام» وبعد أن علمنا « أنه لما قتل فى طريق 
الأهواز وجد معه ديوانا ألى تمام والبحترى بخطه . وعلى حواشى الأوراق علامة كل 
بيت أخذ معناه »)© , 

لا نستطيع بعد ذلك أن نقول إنه ابتكر كل ما حواه ديوانه . ولكنا برغم ذلك 

. ه٠ الإيالة ص‎ )١( 

(؟) الصيح المنى ج ١‏ ص ١784‏ . 

(0) الصبح المتنى < ١‏ ص 707 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4" 
39 نسلم بقول العميدى : و ولقد تأملت أشعاره كلها فوجدت الأبيات الى يفتخر بها 
أصحابه وتعتبر بها آدابه من أشعار المتقدمين منسوخة . ومعانيها من معانيهم الرعة 

مسلوحة )١(‏ . 
ها لا نستطيع أن نسم يقول الحاتمى : « ما أعرفلك إحساناً ى جحيع ما ذ كرتهء 
إتما أنت سارق متبع واخذ مقصر . وفيا تقدم من هذه المعانى الى ابتكرها أحصايبا 

متدوحة عن التشاغل يقولك 2926 . 

لأنا فى محال -حديثنا عن المعانى بيئا الخديد لديه وموقف الشعراء والنقاد من هذا 
الخديد . ورأينا أنه استطاع أن يسد قراغاً فنيآً فى مجال اتسبراع المعانى كان يتحمتاه 
غيره من الشعراء . إلا أنهم ععجزوا عن الوصول إلى مداه . أو سبقه إلى الغايات 
الى دلف إلبا ” 

وبرغم دقة ووضوح المّاييس النقدية الى عابخها ابن الآثير فى المثل السائر قى 
مبحث السرقات الأدبية لم يستطع بدوره تطبيق المقاييس الى ابتكرها تطبيقاً دقية 
واعيا . 

ولكن ابتكار المقّاييس شّىء وتطبيقها شىء آتحر . ابتكار المقاييس من وحى 
العقل والذوق . وتتدخل النفس فى تطبيقها تدخلا قد يفسد كل أثر للعدالة والدقة 
والإنصاف . 

فقد جعل ابن الأثير قول المتنبى : 

من يبتدى فى الفعل ما لا يبتدى-- ف القول -حبى يفعل الشعراء(*؟) 

مامخوذاً من قول أبى عمام : 

ولوللا خلال سبها الشعر ما درى بنأة العلا من أين نوق المكارم0*) 

ويءقب على ذات بقوله : و وهذا المعبى عكس ذاك . وقد روجد المعبى من عكسه 

 ه الإباتة ص‎ )١( 

(؟) معبر الأدياء ج م1 ص 1١7‏ . 

() الصيح المذى بج ١‏ ص لاه -لمه ‏ 


( + ) الديوانت ص ه96 
(ه) شلال س صفات . سها ع شرعها . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١14 


كا يوجد من نصه .)١١)‏ 

مع أن ابن الأثير نفسه يجعل « أخذ المعبى مع الزيادة عليه . وعكس المعبى 
إلى ضده بعيدين دل دائرة السرقة قاصيين عن مظنة الانتهاب 2576 . 

ها يحل قول المتنى 

ونذعهم وبهم عرفنا فضله وبضدها تتبين الأشياء”") 

مأخوذاً من قول ألى عام . 

وئيس يعرف طيب الوصلل صاحيبه >2 حيى يصاب يتأى أو يببجران”؟) 

مع أن المتننبى أخرج فكرته فى شكل قانون عام . يتجاوب مع كل ضدين 
مهما كانت صبغمه ا . فى حين اقتصر أبو تمام على التجربة النفسية الى كابدها 
أو الى يتكلم عنها . وبذاث فإن قضية المتنى يمكن أن يصدقها كل إنسان ما دام 
قادراً على إدراك النقيضين فى حين أن تجربة أبى تمام ‏ يرغم ألها تدور فى نفس 
الفلك الذى تدور فيه فكرة البحترى وهو أن النقيض يبين نقيضه ‏ إلا أمها لا تجد 
من كل نفس التجاوب الذى تجده حكءة المتنبى لأنها قد تكون ألصق بالكيرة 
الذاتية والتجرية الشخصية . أكير من التصديق بها على أساس من النقل والسماع ‏ 

أضف إلى ذلك الإيجاز الذى هو من أهر بميزات أنى الطيب . فقد استوفى كل 
هذه القضية وتلك الفكرة فى شطرة من بيت . وبرغ, أنها نتيجة طبيعية لتلك المقدمة 
الى سبقتها إلا أنه من الخائز -جدآ أن تستغل تللك الشطرة استغلالا بنخاصاً ناسين 
صليها عا سيتها . وتلك ميزة لم تتح لبيت ألى تمام . ما يرى ايبن الأثير أن قول 
المتنبى (17 

ولنى فى يد الثم تيسح قدار قبح الكريم ف الإملاقلا) 

. الاستدراك عن ثلا‎ )١( 

(؟) المتل السائر ص "1١7‏ 

( ”) الديوات ص هه . نذبمهم س نعيهم والضمير راجح للؤماء . أى أذا تعييهم وقد كذوا سياً ى 
معرقتنا أشيار الثاس . 

( #) الاسدراك ص 78 والنآى : اليعد . 


2 الاستدراك ص 7غ ١‏ ه 
0 ألديوات ص ١80٠‏ . الإملاق - الفقر . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


"١ 

مأخحوذ من قول ألى عمام 

كي نعمة لله كانت عتسده فكأنها فى غرية وإسار )١١‏ 

مع أن مري المتنتى أوسع من مربي ألى عمام : 

المتنبى يريد أن يقول إن الإنسان إذا أعطى من -حظوظ الحياة ما لا يناسب 
فطرته وطبيعته لم يحسن القيام على ما أعطى . ول يشعر يلذة الحياة . ولم يستطع أن 
يؤدى الحياة ما يحب عليه نحوها ‏ وبذلاتك يتساوى ف القبح محال الغى الاكم وحال 
الفقير الكريم . 

واكن أبا تمام لا تعنيه هذه المشايبة بين الخالتين . ولا ينظر إلى الركيزة التفسية 
الى تنبيى على أساسها تلك المفارقات . ولكنه بجو شخصاً هجاء مباشراً فيقول له 
إنك لست أهلا لنعمة الله علياتك . 

نعم من الممكن أن نلممح شيئآ من الاتصال بين البيتين . واكنا لا نستطيع أن 
نتسى أن بيت المتنى أعمق فكراً وأعم مدلولا . وق ذاتث العمق . وق تللك السعة 
ف الخداول ما يقضى على شبهة السرقة والأنحد ‏ 

ويرى ابن الدهان أن قول المتنبى 29 . 

شاعر المجد دنه شاعر الافظ كلانا رب المعانى الدقاق29 . 

مأخوذ من كول ألى عام : 

وأرى معااحلثك يابن وهب شاعرا يلى المديح من الندى بنقنائض (*) 

مع أن بين البيتين فرق واضحاً تكفل ابن الأثير ,يانه فى قوله معقباً على ابن 
الدهان « وبين هذين المعنيين فرق ظاهر . لأن المتنبى يقول إنك فى استخراج معانى 
الفضائل والمكارم مثلى فى استخراج معانى الشعر . فأنت فى مكارمك شاعر "كا أنا 
فى لفظى شاعر ‏ 

وأما أبو تمام فإنه لم يرد هذا المعنى . ولكنه قال : إن ماد سحيلك يصفون عطاياك 

)١ (‏ الاستدراك ص 47 ١‏ . الاسار > الاسر والوقوع فى يد الأعداء . 

(؟) الاستدراك ص ١8‏ . 


20 الديوات ص ١860‏ . ععدته ع شبهه ونطيره وصديقنك الخاص . 
220 الندى الكرم . والتقائة سه جمع نقرضة وهى عكس الثىء . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1 
بأوصاف . فتأتى أنت بما هو أكثر منها وأعظ . فكأنك نقضت عليهم ما قالوا . 
وهذا لا عائل قول المتنبى . ولا يناسيه . 

ولا شلك أنه لم يوقع الشيخ ابن الدهان ‏ رحمه الله فى هذه الغلطة إلا أنه 
وجد لفظة شاعر فى كلا هذين البيتين . فحمل أنحدها على الآخر من غير نظر 
إلى حقيقة المعيى »(') . 

ولا يكاد ابن الأثير ينتبى من هذا التعقيب الواضح اللحميل . حى يقع فها أخحذه 
على ابن الدهان من الوقوع فى الخطأ . وذلك يجحله قول المتننى . 

كأنك فى الإعطاء للمال مبغض”"2 وى كل حرب للمنية عاشق7؟) 

مأخوذا من قول ألى تمام 20 . 

فهو مدن للجود وهو يغيض0 وهو مقص للمال وهو -حبيب 

مع أن بيت المتنى أدق وأشعرو . فقد "كلف أبو تمام بالمقابلة بين مدن ومقص 
وبين بغيض وحبيب . وبذاثك أطال التعيير عن الفكرة الى استوفاها المتنتى ى 
شطرة من بيت . إطالة نسبية عن تعيير المتننبى . ولو أنها إطالة جميلة مقبولة ى 
شرعة النقد ثم إن المتننى نص صراحة على أن ممدوحه كريم معطاء فى قوله : كأنك 
فى الإعطاء» وهذه الصراحة نفتقدها فى قول أنى تمام . وهو مققص للمال لأ نلإقصاء 
المال حقائق كثيرة وا«حهالات وفيرة يعرى بعضها عن معبى اللتود والعطاء . و برخم أن 
أبا تمام لا يقصد غير المدح بالود والكرم إلا أنعبارته وأاسعة تحتمل أكثر مما يريد 
أبوتمام . أو غير ما يريد أبو تمام . وتلك الاحماللات الوفيرة يسلم منها قول المتننى 
الذى نص صراحة على العطاء . 

م إن لتى جمع فى بيته وصفين من أجمل صفات البح . ومن أهم ما يتغى 
به الشعراء ومن أبرز ما يطوقون به رقاب ممدوحيهم . وثما الكرم والشجاعة . وذلك 
ما م يفعله أو تمام . 

ونم ينس المتنى أن يبحمل بيته بحلية بديعية لطيفة زادت من قوه البيت وروعته 

. ١48 الاستدراك ص‎ )١ ( 


(؟) الدنوت ص 4ه المتية : الموت يصفه بالشجاعة والكرم . 
(*) الاستدراك عنس 149 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


؟ 51 


وذلك بالمطابقة بين مبغض وعاشق . ول تخرج به هذه المطابقة إلى إطالة التعيير ‏ 
نسبيً ‏ كما حصل لألى تمام . 

ولست أدرى ما رأى ابن الأثير الآن . وقد رأى أن هناك أكثر من فرق بين 
قول المتنتى وقول أنى تمام 1 

ومهما كانت هناك من مشابه بين قوليهما . فتلاك الزيادة من جانب المتنى 
والإيحاز والدقة فى التعبير تجعله بمنجاة من العيب . وتيرئه من تهمة السرقة . حتى 
على رأى ابن الأثير نفسه النى لا نرال على ذكر منه . وهو أن من ألحذ معبى فزاد 
عليه أو أخرجه فى غير كسوته الأول لا يعد سارقة )١(‏ . 

ولكن النقاد فى جملهم كانوا يهملون كل ما كان فى متناول أيديهم من مقاييس 
السرقات . ويرون فى مجرد اشعراك المتنبى مع سواه ى كلمة من الكلمات أو فكرة 
من الأفكار دليلا على السرقة والانباب . وقد عابنا كثيراً من ذلك فها مضى . 
إلا أنا لا نزال نجد من أمثال ذلك الككثير والكثير . فالشيخ ابن الدهان يجعل 
قول المتننى : 

وليست من مواطنه ولكن02 بكر يها كما مر الغخمام9) 

مأخوذا من قول أنى تمام 

إن حن” نجد” وأهلوه إليك فتقد مر رت فيه مرورالعارض الحطل (؟) 

مع أن بين البيتين فروقاً كان يحب ألا تغيب عن يال الشيخ ابن الدهان . 
وقد تعقبه ابن الأثير مبينآ ما بين البيتين من فروق فى قوله : 

« والخطأ هنا توجه من وجهين © . 

أحدهما أن هذا البيت من حروف الم فى القصيدة الى مطلعها : 

فواد ‏ ها تسليه المدام , 

فأورده ف حرف الياء؟) . 

والاخحر أن المعبى ليس من العبى . لأن المتنى بى بيته على ما قبله وهو ( وافر) . 
ونم أر مثل جيراق هشلى ‏ لثلى عند مثلهم مقام 
)١ (‏ المتل السائر ص #”١«*‏ . (5) الدبوان ص 74 الضمير للأرض. والغهام س السحاب . 


( ) نجد إقلم من أقاليم الحزبرة العربية بالمملكة العربية السعودة . والعارض : السحاب . 
والحطل : المْهمر .0 ( 4) الذى بالأصل بمر بها كا مر السحاب والصواب ما أنبتتاه . 





مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ردي 


بأرض6 شهيت وجدت فى 0 فليس يفيّبا إلا كرام 

فهلا كات نقص الأهل فيياا وكان لأهلها مها القام 

وليست من مواطنه ولكن2 يمر يها كنا مر الخمام١١)‏ 

ومراد ه بذاك أن الممدوح وإن سكن أرضآ لا تليق به . فإنها ليست من مواطته 
وإنما يمر بها مرور المطر الذنى من ثأنه أن يقع على الأرض اللحبيثة وأ رض الطيية ‏ 
ألا ترى أنه ذم الأرضأولا بأنها خاوية من الكرام ‏ ثم استثى نفسه بعد ذلك؛ 
مأ أبى تمام . فاته يمدح الخليفة ويهنثه بالحج فقال : إن حن نجد وأهله إليك . 
فإنك أثرت فيه أثر المطر . يشير بذلك إلى ما اصطنعه من الصنائع . ولا شك أن 
الشيخ ابن البدهان ‏ رحمه الله - وجد ذكر المطر فى بيت ألى تمام . وبيت المتننى 
فقاس هذا على هذا من غير نظر إلى الأصل الذى ببى البيتان عليه »29 . 

ويرى الخرجانى أن قول المتتى : 

وهكذا كنت ف أهلى وى وطنى2 إن التفيس غريب حيمًا كانا”؟' 

مأخوذ من قول ألى تمام : 

عريت ‏ العلا على كبرة الأه لى فأضحى فى الأقربين شما 

فليطل عمره فلو همات فى هر وهقيا با لمات غرييا*) 

ونحن لا ننكر أن هناك صلة بين البيتين . وأن المتننى ألم ببيبت ألنى تمام وانتفع 
به لآن كلا مهما يود أن يقول : إن الماجد النابه لا بجد من حوله من يقفهمه ويقدره 
غالباً وبذلإك يعيش ف غرية بين أهله وحوارييه . 

ولكن المتنبى لا يكتى يعرض هذه الفكرة وتقريرها . ولكنه يسوق اتدليل عليبا 
تلك الشطرة الى خخرج بها مخرج الحكمة . إن النفس غريب حرمًا كانا . وهى 
شطرة لا يقف معناها عند النابه وأهله من بى البشر . ولكبا قاعدة عامة يندرج 
تحها كل نفيس مهما كان جشه ونوعه ومصدره . 
)١(‏ الديوانت صس *7 . 
(؟) الاستدراك ص 88 وما بعده . 


(؟) الديوان ص ١4١‏ . 
( 4 ) اللساطة ص ١5١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5١ 


وبذلك لا يقف بيت المتنبى عند حدود التجربة الى يريد التعبير عنما . بل 
يتعداها إلى كل عظم القدر نفيس الجوهر . يخلاف بيت أنى مام فإنه يقف إلى 
جانب التجربة الى يعبر عها . وينفعل من وحيبا . ولا عتد إلى ما عداها . 

تم إن أبا تمام يشوب هذا المدح الحميل بعد بما يسوءه ويذرى به . فهو بعد 
يتمنى له طول العمر وامتداد الأاجل . وهذا أمل يراود كل نفس ويبفو إليه كل 
خاطر . ولكن أيا تمام تقل منه إلى ذكر الوت . وأن الممدوح لو مات بعرو 
مقيمآ بها - لمات غريباً . ومن أجل ذلك يتمبى له طول العمر وامتداد الأأاجل . 
ولست أدرى كيف يتخذ أبو تمام من هذه 0 مجالا للمدح . وكيف ساغ له أن 
يعقب على ذلك المدح الرائع يذلك التذييل الحزين الآلم . إن ذاك يجحلنا نقول : 
لولم يكن للمتنى إلا تجريده تلك الفكرة الحميلة من هذه الشائية الخزينة الآئمة . 
وتنقيته ما من ذكر الموت . لكانت تلك -حسنة تذكر له فى هذا المقام . فضلا عن 
تلك الحكمة الى تطمين إليها النفس وتقابلها بالرضا والارتياح . 

كنا يرى اللخرجاى أن قول المتننى : 

غير اختيار رضيت برك فى والدوع يرضى الأسود بالحيف١١)‏ 

مأخوذ من قول عبد الله بن محمد المهلى : 

ما كنت إلا كلحم ميت ا إلى أكله اضطبار<؟) 

والبيتان حقاً يدوران فى فلك واحد . وهو أن الغمرورة تلجى المرء إلى ما لاتسيغه 
نفسه فى السعة ‏ ولكن المتنبى كعهدنا به يتناول الفكرة ليصوغ منها حكمة تصدقها 
النفوس أو مثلا سائراً تتمثل به كل العقول . 

واسلدوع يركخى الأسود بجيف 

وقد خلا من مثل ذلك قول المهليى . ثم إن المتننبى يشعرك ضمناً أنه قب لالبر 
مستعليآ على المحسزعليه . وأنه برغ, محتته لن يخضع ولن يذل . لأنه أسد . والأسد 
لا ينبى طبيعته من العجب والتيه مهما اشتدت به النوب ابلسام وحلت به الكرب 
العظامء ثم إن كلمة الحيف لدى المتننى أدل على : تحقير البر الذى وصله به أبو دلف 


. ألديوان ص ه"‎ (١0 
. ١57 ؟) الوساطة صن‎ ( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


16 

ابن كنداج من قول المهلبى -لى ميتة . 

لأن اليف ليست ميتة فقط . بل ميتة فسدت بطول الزمن وغدت أقبح وأبشع 
من الميتة الحديثة العهد الى لم تصل إلى تلك الدرجة من التلف والنتن . ثم [نها أضر 
بآكلها وأكر إيذاء له منتلك الميتة الحديثة العهد بالموت. وكلذلك يصور لنا قبح 
وقِع تلك الصلة على تفسه وتضرره مها بدرجة أعظ, وأقرى من قولٍ المهلبى : ميتة . 

ثم إن المتنبى بالإضافة إلى ذلك كله قد مر بتجرية حقيقية معروفة فى تاريخه . 
ترجم عنبا بهذه الأبيات الى حواها ديواته . وليست تلاك الأبيات اختلاقة أو خيالا 
محضا أو تقليدآ لأزمة مرت بسواه . فهى صورة من إحساسه هو . وترجمة عما اعتمل 
بنفسه إزاء تجرية خخحامرها ومر يبا فعلا . 

ومثل تلك الفروق فها نرى- بالإضافة إلى ما للأبيات من صلة بنفسه وتاريحه ‏ 
تنق عنه مذمة الأأخذ . وتبرئه من همة السرقة . 

كا يجعل الحمرجاى قوله : 
ليت الحوادثف باعتى النى عدت مبى نخحلمى النى أعطت وتجريبى 
فا الحداثة” من حلم بمانمة 2 قد يوجد الحم فى الشبان والشيب”') 

مأخوذاً من قول على بن جيلة : 
وأرى الالى ماطوت من قوق زادته ىق عقلى وف إفهانى 

ومن قول اين المعتز ع 
وما ينتقص" من شباب الرجال يزد فى اها و«ألياببا”*"' 

وليس يدفع عن المتنبى ملمة الأخذ والسرقة ‏ إن كانت أنه نقل الفكرة 
من مقام الإخبار إلى مقام التحسر والأنين . وأنهم يخبرون عن شىء حاصل فعلا . 
وأنه باك من ذلك الذنى حصل . متمنيا أن يبى عليه الزمن شبابه الذى استلبه إياه 
ويأخد منه الم النى أعطاه إياه لأنا نعم أن نقل المعبى من مقام إلى مقام وإن كان 
دليلا على البراعة الفنية . لا ينى الأخذ ولا يمنع من السرقة . 

ولكنا نجد هنا أيضاً فرقاً جوهرياً بين قول المتنى وأقوال أسلافه من الشعراء . 

. 74٠ الديوات ص‎ )١( 

(؟) الصاطة ص ١2٠”‏ © 218 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


71 
فقد اقتصر ابن جبلة وابن المعتز على الإقادة بأن الشباب والخلم لا يجتمعان . وأن 
الحم والوقار من لوازم الشيخوخة . وبذلك فإنهما عوضان عن الشباب . وبديلات 
من الفتوة . يتصف الإنسان بهما يوم يخط المشيي رأسه . أو حين يشعلها اشتعالا . 
ويزول عنه ريق الشباب . ولكن المتنيى يناقض هذه الفكرة . ويرى أن الحداثة 
لا تمنع من الحم وأن الحلم قد يوجد فى الشيان «الشيب . فكأنه لم يكتسب بالشيحخوخة 
شيثاً جديداً وإن خسر شيئاً عظها ‏ من أجل ذلك يأسى ويتحسر . ولات ساعة 
حسرة أو أمى . وى هذا الفرق يكمن تجديد المتنى . وفيه يظهر استقلاله الفكرى . 
ومنه نستدل على أنه لم يكن هنا سارقاً . ولا منتحلا كذلك . 

ويرى اللحرجانى أن قول المتنى راثيآً جدته . 

بكيت علييا خيفة فى حياتها وذاق كلانا تكل صاحيه قدما١١)‏ 

مستوحى من أقوال . أشجع فى قوله : 

فقد كنت تبكى ونم جيرة” | فكفف 

ومن قول الآخخر : 

أبكى إذا غضبت حيّى إذارضيت>2)- يكيت عند الرضا خعوفآ من الغضب 

ومن قول الآآخر : 

فتيكى إن نأى شوقاً إليه ‏ وتبكى إن دنا خوف الفراق 

ومن قول الآخر : 

تقد كنت أبكى خيفة” لفراقها فكيض إذا بان الحبيب فوداعا”"' 

وبيس الأبيات حقآ صلة” وعلاقة . فكلها تدور حول ملازمة الشخص لبكاء 
فى حالى القرب و«البعد لأى سيب من الأسياب . 

ولكنا مع المتننبى فى عللم آخر . عالى ملىء بالانفعالات الصادقة والحزن العمرق . 
وإذا كان المتنبى يشارك السابقين فى البكاء على جدته فى حياتها خحوفآ عليها . فإنه 
فى الشطرة الثانية يفق كل الباكين فى تصوير حقيقة الس.رة الى عصفت بقلبه 





تكون إذا ودعوا 


5 ١ دنواب ص هج"‎ ١( 
. ١17 لوساطة ص‎ )١؟(‎ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يحض 


واستبدت بوجدانه . حين أرغم على الضرب فى الأرض ملفا وراءه تلاك الحدة الى 
كفلته وأوته ‏ 

وبرحم أن فراق الأهل والأحياب لأى داع من الدواعى من الأمور المألوهة فى 
حياتنا إلا أن المتنبى يشعرك بكلمة . ثكل . أن هذا القراق كان صبعباً على نفسه 
عنيفآ على وجدانه وأنه ليس بالفراق العادى الذى بمكن تحمله . ولكته الفراق الذى 
يخلف ف النفس الأنم الممضى . والحزن الآلم 

تم إن قوله: وذاق كلانا كل صاححيه قدما . يشعرك بثىء آخدر . وهو أنه 
لم يتمكن من رؤيها قبيل موا . ولم يتمكن من وداعها فى أخريات أيامها . ويتلك 
تزداد حسرته وتشتد الامه ويستبد به الوجد والحزن . حيث لم ينزود مها قبل موبها 
ينظرة وداع اع لأنه ذاق ثكلها من قبل أن بحل مها الموت . وأمثال هذه اللمحات نفتقدها 
لدى أولتك السابقين الأولين من الشعراء . 

وسواء أكانت هذه الأبيات بمظنة اطلاع المتنبى عليها وعلمه بها . أم كانت 
بعيدة عنه . فإن المتنبى هنا يصور تجربة مر بها فعلا . ويقراً عليرك فصول رواية 
مثلها الحياة معه فعلا . وبذلك فإنه فى رأينا يستوحى نفسه فى هذا المقام أكثر من 
استيحائه أى مصدر آخر من تلك المصادر التى ذكرها الخرجاق . 

ومن أمثال هذه الدراسات الى يعوزها المحيص ولتدقق «النقد القى القوبم 
وإدراك الاتنفعال الخاص و«التجربة الذاتة . والنظرة الفاحصة البصيرة الى تستشف 
ما بين المعبى والمعبى من فرق . وما بين الصياغة والصياغة من خلاف . كيرت هذه 
المجموعة من الملحذ . وتعددت الأصول الى انهم المتنبى بالسطو عليها . والسرقة منها 2 

وما كانت أغبى النقد والنقاد عن نال هذه المواقف . لو أنهم احتكموا إلى 

مقاييس النقد الى اشمرت على أيامهم . أو لو أنهم أرهفوا الذوق وأعملوا الفكر . 
وأدركوا ما بين البيت و«البيت من فروق . تنتى عن المتنبى نهمة السسرقة . ونأى به عن 
مظنة العجز والقصور . ظ 

وليس معى ذلك أننا نرى أن شعر المتنبى كله جدرد مستكر . فتلاك قضية 
وما نحن فيه قضية أخرى . نحن نسلم أن المتتى انتشع إلى حد كبير بيجهرد أسلاقه 

من الشعراء ولكنا تأنى أن نسلم أن كل ما أثير حوله من دراسات فى مجال السرقات 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


914 
الآدبية قد تحرى أصحابها العدل والتزموا جانب الدقة والإنصاف . 
ونحن لا يعوزنا أن نعرف السر فى هذا الحجوم الكثير والتحامل الوقير . إذا 
ما رأينا الشرارة الأول تنطلق فى مجلس سيف الدولة على لسان أى فراس . ثم تتلوها 
ترة الخحاتمى بيغداد حيمًا دحشخلها الشاعر فاراً من مصر الإاخشيدية بعد أن سدت 
فى وجهه كثير من المسالك والأمصار . 
فالحسد والرغية فى الوقيعة استجاية للخصوم . أو مرضاة احا ين . والخرص 
على إذلال ذلك الشاعر المترفعم عن الشعراء . المتعالى على الأدباء . كل أولئتك فتح 
باب امهامه بالسرقة على مصراعيه . لما أقرب طريق إلى الخدم . وأسبل دعوة يدعيها 
الخصم . ما دامت لن تكلفه كثيراً من عناء المناقشة والدرس و«التحلرل «التعلريل . 
وقد أغرى أولئنك السابقون الأولين غيرهم من الباحثين بالسير على 5 ثارهم وتتبع 
أقدامهم . حبى خلفوا لنا هذا القدر من الدراسات . 
وإذا كنا قد خالفنا أولتك النقاد فيا قرروه من السرقة . فما مذضى من أبيات ؛ 
فإنا معهم فى بعض ما ساقوه فى هذا الال مثل قوله : 
آنا النى نظر الأعمى إلى أحنى وأمععحت كلماق من به صحم )١(‏ 
فقد تعقيه أبو فراس فيه قائلا - 
د سرقت هذا من تمرو بن عروة بن العبد قى قوله : 
أوضحت من طرق الآداب ما اشتكلت< دهرا «أظهرت إغرابآً وإيناعا 
حتى فتحت بإعجاز خصطت به لعمى والصم أبصاراً وأسماعا(') 
ومش قوله : 
اليل واليل «لبيداء تعرففى ١‏ «السيف و«الرمح والقرطاس ولقلى!") 
فقد ذكر أبو فراس أنه أتحذه من قول اليم بن الأسود النخعى الكوق2*7 . 
أعادلى مهمه قد قطعته| أليفْهْ وحوش ساكنا غير هائب 
أنا ابن الفلا والطعن والضرب «السرى>2 وجحود المذاكى والقنا والقواضب 
)١(‏ الديوات ص ه87 
(؟) الصبح المنى جب ١‏ ص م8" . 


(*) الديوانت ص +8761 . 


( )2 الصبح المتى ب ١‏ ص 5 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


08 


حلم وقور فى البلاد «هيبى الافى قلوب الناس بطش الكتائب١١‏ 

أيات اللي علوية شعرية م نتح لبيت المتنى . فمعارف المتنى الى هى 
الخيل كل كيده .. لم تكن قوم د سيد ولكته ابم ا الذى ينتسب 
اربوس ب يعوا وتم هائب . وتلاث القوة 
والشجاعة لم تخلق منه الفظ الغلدظطل القلب الحشن الحلق , الصعب المرامى . ولكته 
حلم وقور ى البلاد . لا يستغل قوته استغلالا يطييح بالقم الإنسانية . والاداب 
الاجماعية . ولكنه حلم وقور حين لا تدعو الفمرورة إل الطعن والضرب والسرى . 

فإِذا كان المتتبى قد أخذ بيته من هذه الآبيات . فإنه ل يوف الفكرة توفيتها 
78 بوضحها توضبييحها ويقصلها تفصيلها 1 وم «وضعح معام شخصيته تتحدردها . 
وْسنا من الذين يرون فى الإيجاز بلاغة مطلقاً . ولكنا أمام هذا احمال والاستيقاء . 
نقر أن إيحاز المتننى لم يكن بالإيجاز الد النى محمد له فى هذا لقم إذا قيس بإطناب 

ومن هذه المآخعق أيضاً 1 قر فيها بانتفاع المتابى من سبقه اقول : 
إذا أنت أكرمت الكربم ملكته وإنت أنت أكرمت الثم تمردا”؟) 

اال سد اا تن بين سيد ون انه ين رجن كلك 
وإذا عفوت عن الكريم ملكته وإذا عفوت عن اللتم د00 

وأمارات انتفاع المتتنى هنا عتصور السلمى أوضمح ٠‏ دكن - أن عار فمبأ ممار أو 
يتكرها متكر . 

ومثل قوله : 

اواحد المكروب من زفراته سكون عزاء أو سكون لغوب «4) 

١0‏ المنى بج ١‏ ص 54 مهمه : حراء . الفلا د الصحراء جود المذا كى ٠»‏ الخيل العتاق 
المسنة . القواضب : السيوف . 

( ؟) الديوات ص ١8؟ ‏ 


() الإبانة ص 54 . وتجرما سه صصح مجرماً . 
( *) الدوات ص 757 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


7 


فقد ذكر اللءرجانى أنه أخذه من قول محمود الوراق : 

إذا أن تلم تسل اصطياراً وحسبة ‏ سلوت على الآيام مثل البياتم 

ومن قول أى تمام : 

آتصبر للإلوى عزاء” وحسبة” فتؤجر أم تسلو سلو البهاتم (') 

ونرى أن قولٍ المتنبى سكون لغوب أجمل من قيما سلو الببائم . وإن كانت 
الفكرة واحدة فى كل مهما . ولم يزد المتنبى عما قالاه زيادة تعفيه من السرقة . ومثل 
قوله : 

وظنوقى ملحهم قديما وأنت بما مدحتهم مرداى”'' 

فقد ذكر الخرجانى أنه مأخوذ من قيلٍ أى نواس : 

وإن جرت الألفاظ بيماآ بملحة لخيراك إنساناً فأنت الذى نعي 17) 

كا يقرر الحرجانى أن قول المتننبى : 

«حشاى على جمر ذكى من الى وعيناىفى روض من اسن ترفع!*' 

مأحوة” من قول ألى تمام : 

أفى الحق أن يضحى بقلبى مأتم 2 من الشوق والبلى وعيىفعرس “1 

ولق أن بيت أنى تمام أدق وأجمل من بيت المتننى . 

يما ذكره الحرجانى من سرقاته قوله : 

كالشمس فى كبد السياء وضوءها يغثى البلاد مشارقا ومغاريا9) 

حيث سبقه إل هذا المعبى أبو تمام ى قوله : 

قر يب التدى نت المحل فإنه ‏ هلال قريب التور ناء منازله 

والبحرى ق قوله : 

كاليدر أفرط ى العلو وضوءه للعصية السارين لد قريب) 

. ١/8 الوساطة ص‎ )١( 

( ؟) الدىوان ص 57 

(#) الساطة ص 8هم١‏ . 

( 5 ) الد وان ص ٠١‏ . 

( ه) الوساطة ص ١98‏ . 

(5) الديوان ص 7م . 

(؛ا) الساطة ص ١494© © ١915‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ف 

والحق أن المتنبى لم يخرج عما قالا . ولم يزد عليهما شيئاً فلهما فضل السبق 
والابتكار » ومن سرقاته الى ذكرها الخرجاى أيضاً قوله : 

تجاورٌ قدار المدح حهى كأنه بأحسن مايثنى عليه يعاب7) 

جيث سبقه بهذا المعنى البحترى فى قوله : 

جل عن مذهب المديح فقد كا د يكون المدبح فيه هجاء"؟) 

وبرغم أن المتننى كرر هذا العبى فى أكير من بيت فى قوله : 

وعظم قدرك فى الآفاق أوصبى< أنى بقلة ما أثنيت أهبكا”") 

وق قوله : 

وكان من عدد إحسانه_ لأنما أفرط فى سيءه2:) 

إلا أنه لم يخرج فى أى مها عما قال البحترى . ول يزد عما قال زيادة تثيت له 
فضلا وتنى عنه مذمة السرقة . 

إلا أن أمثال هذه الملخذ الحقيقية قليلة . وقل أن تجد بيت انهم فيه المتنبى 
بالسرقة إلا رأيت فيه بعد التحليل ما يزيل عنه الشببة ويبعد عنه الهمة . إما بزيادة 
فيه أو بعفارقة خخفية قى معناه لمعيى غيره من الشعراء . 

وإما لأن المعبى عام لا يصح جعله ملكا خاصآ لسابق دون لاحق مثل قوله : 

بانينا مخرعويه لما كفل"2> كاد عنك القيام يتعدها(2) 

فقد جعله العميدى مأخوذا من قول ابن الروبى 77): 

إذا تمشىى يكاد يقعدها ردف كثل الكثيب - رجرب «1) 

مع أن هذه الصورة . وذاك الوصف للمرآة أحد المواضعات العامة والمقاييس 
الأولية للجمال البدوى . 


١ (‏ ) الديوات ص 57" . 

(؟) الساطة ص 195 . 

(*) الديوان ص 78+ . 

( ؛ ) الديوانت سن 4١8‏ . 

( ه) البيت غير موجود بالديوان والقصيدة الوحيدة الى عل هذه القافية هى قوله اهلا يدر سباك 
أغيدها و ر بما كان البيت من أبيات القصيدة . ثم حلفه المتنى عند ترتيب ديوانه . 

(5) الإبانة ص ٠١‏ . 

( 7) الإبانة ص ٠١‏ . الكثيب - الكوم من الرمل . رجراج باز ألينه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


7 

وفى ذلك نسمع قول بعضبه!') : 

ولتف فخناها ففوقهما ‏ كفل كدعص الرمل مشند”؟) 

وقول الاخحر ”)2 : 

أبت الروادف والهود لقمصبا2 من أن تمس يطوتها وفلهورها”*) 

إلى غير ذلك مما ورد علهم . وشاع فى كلامهم . وكير كيرة جعلته من المعاق 
العامة الى لا يختص يها شاعر دون شاعر . ولا ينبغى أن يدعى مدع أن المتننى 
اتتفع فبه بقول هذا أو ذاك من الشعراء . 

وليس هذا الوصف بالأوصاف الى يستعصى الحصول عليه ى كتب الآدب 
ولكنه يطالعك عجلا صرياً دون طول عناء وكيرة استقصاء ومن ذاك قول عصام 
الكتدية ىق وصف جمال ابنة عرف بن محلم احارث بن عمرو ملاك كندة : 

ولا كفل يقعدها إذا نبضت . وينهضها إذا قعدت . كأنه دعص دمل ليده 
سقوط المطر »2906 . 

فهل يعد ذلك تقول إن المتننبى كان فى حاجة إلى أن ينتفع هنا بقول ابن الروى 
أو نزم أن ابن الرومى نفسه صاحب هذا القول ورائد القائلين بهذا الوصف من 
أوصاف النساء . 

ومن هذا القبيل قول المتننى : 

ضيف أ يرأسبى غير مموه السيف أحسن فعلا منه باللم (5) 

فقد جعله العميدى مأحوذاً من قول ألى المتورد ")؛: 

حل الشيب 2 بمحفرق فكأله ‏ سيف صقيل8) 

أقبح بضيف قال لى لما ألنى قرب الريل 


. #١ بلوغ الآدب - م ص‎ )١( 

(؟) الكفل - العجز . الدعص ع الكثيب من الرمل المجتمع . 

220 بلوغ الآرب ب ؟ ص +47 . الروادف ع الكقلى ‏ والجود سه الانداء . 

0( بلوغ الآرب ب ؟ ص ث7 . 

(ه) يلوغ الآرب ب ؟ ص ١88‏ . 

(>) الديوانت ص 4 الضيف هنا الشيب . محتشى س متأدب . اللمم - مقدم الرأس ‏ 
0 الإيانة ص هه . 

( هم) المفرق سه مكان الفرق من الرأس . والس ف الصقيل ح الحاد ‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


إنفض 


مع أن كراهة الشيب لما ينذر بيه من تقدم العمر . وما يؤذن به من قرب الرحيل 
معبى توارد عليه الناس جميعاً . فلا فضل فيه لأول دون آخر كا جعل ابن الأثير 
قولِ المتنى 

فيق فى الوغى عيثى لأنى ريت العيش فى أرب النفس١١)‏ 

مأخوذآ من قول أنى تمام : 

يستعذبون مناياهم كأنهم لا بيأسون من الدنيا إذا قتلوا”' 

وليس المتنبى فى حاجة إل الانتفاع بأنى تمام ى هذا المقام . فالمتننبى فارس 
خاض كثيراً من المعارك . وأمام المتنى وأنى تمام معا قول الله تعالى :« ولا تحسبن 
الذين قتلوا فى سييل الله أمواتاً بل الراء عند ريهم يرزقون فرحين 0746© . 

كا جعل قول المتننى : 

تخير حالى والليالى حالما شبت مما شاب الزمان الغرائق(*) 

مأخوذا من قول ألى تمام 220 : 

وحالت لى الحالات” عما عهدتها ‏ بكر الليالى والليالى كا هيا(" 

ولا نعتقد مطلقاً أن مثل هذا المعهى مخى على إنسان . حبى يكين المتنبى فيه 
عيالا على أنى ثما 

ومن أمثال ذلك أبضاً قوله : 

أبعد يعدت بياضاً لا بياض له لأنت أسود فى عبى من الظلم'"' 

حيث جعله اللخرجانى مأخوذاآ من قول أنى تمام : 

له منظر فى العين أييض ناصع ولكنه فى القلب أسود سافع (*) 

ولسنا نجد قى ذم الشيب واستقباح بياضه وإثارته الآلم فى النفس خصوصية 


)١ (‏ الديون ص م" ارب ع مقصد مطلب . 
0؟) ييأسون س ينقطع رجازهم . 

() آية ه١١‏ سورة آل عمرن . 

( © ) الديوانت ص “اه . والغرائق ح الشاب التام . 
(ه الاستدراك ص ١١677‏ . 

() الاستدراك ص ١6٠‏ . 

( 7 ) الديوان حص +5 . 

(.م) اللساطة ص ١8‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


”7 
يختص بها أبو تمام . ولكها فكرة عامة . أوغدت بمنزلة العامة مما ينى عن مستغلها 
غير أن المتنبى هنا انتفع حقآً بتصوير أى تمام فقد -جعل بياضه الناصع 7 
قلبه ‏ أسود سافعآ . وهكذا صوره المتننى . وإن استعمل العين يدل القلب . 

ويذلك نقر هنا أنه لم يستطع أن يرج عن تعبير أنى تمام . وإن كانت الفكرة 
من العموم بحيث لا يصح ادعاء السرقة فهها 1 

كا يجعل الحرجانى قوله : 

ألا إنا كانت وفأة مححملكه دليلا على أن ليس لله غالب7١)‏ 

كى فقتل محمد لك شاهد" أن العزيز مع القضاء ذليل”'' 

ومدق أن المتنبى وأبا تمام عيال على قول الله تعالى ه قل اللهم مالك الملاثك . توت الملك 
من تشاء وتتزع الملك ممن تشاء . وثعز من تشاء وتِذل من تشاء بيدك الخير إنك 
على كل شىء قدير 6'') . 

ومثل هذا المعبى الذى أصبح بمنزلة البديهيات المسلمة لاا يصح ادعاء السرقة 

فيه . وجعله خاصاً بشاعر دون شاعر . 

ويتوارد المحبون والعشاق على معبى واحد هو الحضوع للمحيوب و«التذلل للعشيق 
وأصبح هذا المعبى رسعآ عاما يعرقه الشعراء قديمهم وحدينهم . وعلى ذلك ورد لألى 
نواس قوله : 

سنة” | العشاق ‏ واحبة ‏ فإذا ل تا فاستكن!؟) 

وورد لغيره قوله : 

كن إذا أحيبت عبداً للذى ‏ سهوى مطيعا 

م قى المتننى على أ ثارهها فقال : 

)١ (‏ الدبوان ص "ه . 
(؟) الساطة ص ١١‏ . 


() آبه 7 سورة العمرات . 
)0 سه س عادة . 'ستكن عه أ خضم . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


6 آ("5 


تذلل لا واخضع على القرب و«النوى لها عاشق من لا يذل ويخضع )١7‏ 

وهنا يتعقيه الحرجانى . ويرى أن المتننى سرق هذا المعبى من أولثك السايقين 
الأولين (2)5. 

وحن لا نسلم للجرجانى هذه الدعوة . ونرى أن التذلل واللمضوع سنة العشاق 
جميعآ . كا قال أبو نواس . وهو على ذلك معبى عام يتوارد عليه كل الشعراء . 
كما ينى عن المتنبى مبمة السرقة ويبرئه من مذمة الاتتحال . 

وأمثال هذه المواضع العامة التى أحصاها ابكرجاق . وجعلها من السرقات 
الأدبية كثير . وقد كان الظن باللخرجانى وهو الذى أحصى مقاييس السرقات إحصاء 
دقيقاً وقسم المعانى تقسما رشيدا2'0 . أن يلحظ ذلك عند دراسته التطبيقية لآأدب 
المتنبى . ولكن السهو والتسيان أو الغلط أحياناً من طبيعة اليثمر وكفاه أنه لم يتعمد 
شيئاً من ذلك . والتزم ممة الناقد الموضوعى ومنبج القاضى العادل البصير . 

ويعد هذه الحولة مع الرجانى وغيره من النقاد نستطبع أن نقول : إن المتننبى حقاآ 
برغم كمرة اطلاعه وموم ثقافته . كان من المقدرين لأنى تمام يصفة سخاصة المكترين 
من تتبع خخطاه واقتفاء أثره والانتفاع مجهوده . لأنا نرى للحرجاق يتعقب كثيراً من 
ماخذه ويردها إلى هذا أو ذاك من الشعراء . ولكنا دائماً نجد أبا تمام على رأس 
الشعراء الذين يتلقف المتنبى أفكاره عنهم ويتلقاها منهم وهنا نقدر حقيقة معى قول 
المتتنى ‏ 
٠.‏ أو يجوز للأديب آلا يعوف شعر ألى تمام . وهو أستاذ كل من قال الشعر 
بعده 6 (5) , 

وخلاصة هذا الفصل أن التقاد غالوا فى اهام المتنى بالسرقة وحاسيوه حساباً 
لا تقره قوانين النقد وعموا كثيراً عن الفروق الدقيقة والإضافات الموفقة الى بز يبا 
أسلافه من الشعراء وأرنى علييم . 

وليس معنى ذلك أن المتننبى برىء من همة السرقة . فذلك ما لا نستطيع أن 
( ؟) الوساطة ص 7١‏ . 
 (‏ ) الوساطة ص ١75‏ وما يعدها ‏ 
( 5 ) الصيح المئبى ج ١‏ ص ١74‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ف 
نقره . لأن الأخذ عن السالفين سنة من سان الحياة ولا يمكن للاحر أن يستغى 
عما قال الأول . ولأنا أقررنا بأخحذ المتنبى عن غيره فى بعض ما ذكره النقاد فعلا . 
وقد انتفع المتننى بأسلافه . وقصر فى عرض بعض أفكارهم أحياناً . ولكته ى 
أغلب الأحايين . كان يجيد الإجادة المشكورة . ويزيد الزيادة الى تعفيه من 
اللوم وتبرئه من العيبي ‏ 
وننعى على السالقين من النقاد إفراطهم فى دراسة ‏ هذا لخائنب دراسة لا تستئد 
إلى المقاييس النقدية الى كانت ف متناول أيديهم . حتى اتحرفت دراساهم إلى لون 
من التشنى . كان يحب أن يظل بعيدآ عن إطار العم لالعلمى كاد . وبذلك لم يكن 
رائدهم توضيح الحقيقة قدر بيان النقيصة . وتسجيل المدمة . فدل كثير مسهم على 
بالك وإسقاف . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


الفصل الثاق 


عاش المتنى فى القرن الرايع الحجرى ( ٠‏ 5ه م) بعد أن نقل العرب 
كثيراً من فلسفة اليونان والفرس و<ك5 .ة الحتد . وبعد أن درسوا كثيراً من الفاسفة 
اليبودية والمسيحية وبعد أن دفعتهم ظروف حياتهم إلى النظر فى دينهم 0 
فلسفياً . ليردوا على المعاندين الذين قعدوا م كل مرصد . وعلى الشاكين الذين 
زلزلت نفوسهم تلك الفاسفات فوآفوا من ديهم الإسلامى موقف الشاك المستريب . 
أما تفصيل ذلك فنحن نعم أن بوادر التفكير الفلسى ظهرت فى الإسلام منذ 
عهد الرسول عليه السلام . حيما بدا المسلمون يتكلمون فى ذات الله تعالى وى صاته 
فنهاه الرسول عل ذلك . مبيناً ذم المنحى الفكرى الذى يصح لم أن يعملوا عقوم فيه 
« تفكروا فى اللحلق ولا تفكروا ى الخالق » وهو نفس المدحى الذدى حم القران 
الكريم على النظر فيه إن أرادوا الإلمام يالخياة وراموا معرفة أسرارها د أفلم ينظروا إلى 
السماء فوقهم كيف ينيناها وزيناها وما لها من فروج . والآرض مددناها وألقينا فيها 
رواسى . وأنيتنا فيها من كل زوج بهبيج . .١١)الايات‏ . وغيرها هن نصوص القرآن 
الى تظاهرها » ول يكل يشمهى عصر الرسول وعصر الخحليقتين الأولين من ححافاثه . 
وتتحصل الفئن الى أودت بحياة عمان والى أدت إلى صراع المسلمين وتقاتلهم وظهور 
طائفة الحوارج وغيرها . حبى بدأ المسلمون يتكلمون صراحة فى القضاء والقدر وق 
الخبر والاتختيار وى اللخلافة وق صفات الله تعاللى وق صاحب الكبيرة وغير ذلاك 
من بحوث . تسهدف بيان العقيدة والدفاع عمها . وقد تشعيت قذلات الاراء وتعددت 
الفرق . وهى بحوث إسلامية المنشأ . دينية الات ه . فلسفية الصبغة . ولكنها بعد 


. 7 2 ١ سورة ق أنة رقم‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


74 
اتصلت بالسياسة وظاهرها واستندت إليها مما لا يعنينا التعرض له فى هذا المقام . 

هذه يواعث التفكير الفلسنى من داخل المجتمع الإسلامى. أما بواعث التفكير 
الفلسى من خارجه فنحن نعل أن أبا جعفر المنصور اهم بترجمة المؤلفات الإغريقية 
على اختلاف فنوها . وقام له هذه الترجمة أبو نحيى بن الطريق . وحنين بن اسحق 
واسحق بن -حنين وحبيش بن اسن وثابت بن قرة وغيره”'2 . 

ومن بين الكتب الى قاموا يترجمها الحمهورية لأفلاطون . والطبيعيات 
والخلقيات والشعر والخطابة لأرسطو . 

وقد كان استيلاء العرب على مواطن الثقافة الإغريقية مثل جند يسابور تلك 
المدينة الى اشهرت عجمعها العلمى لاطب والفلسقة الذى أسسه أنو شروات العظم 
حوالى سنة ههه م20" . ومدينة الرها المركز الرئيسى لأهل الشام المسيحيين . ومدينة 
حران وهى مقر أهل الشام الوثنيين . وأنطاكية وهى إحدى المستعمرات الإغريقية 
القديمة . والإسكندرية وهى ملتى الفلسفتين الشرقية والغربية وعمورية وأنقرة . من 
أهم الأسباب الى مكنهم من المخطوطات اليونانية0؟2 واللى دقعتهم إلى استتجلاء 
غامضها يترجمتها إلى السريانية أولا ومها إلى العربية ثانياً . 

وهكذا فتحت للعرب آفاق واسعة لعالم يمتد فى الماضى و«المستقيل . وتبيأت 
لفكرى الإسلام من.حكمة الشرق وفلسفة الغرب مادة متنوعة تناولوها بعد بالتحقيق 
والشحيص و«الدراسة الرشيدة الواعية 


الكندى ٠‏ 
وقد عبد هذه الطريق إمام فلاسفة الإسلام أبو يعقوب بن اسحق الكندى 2 . 


)١ (‏ انظر تاربخ العرب لقيليب جورج حى ترجمة مير وك ناقم ص 7807 وما يعدها مجلد ١‏ . 

(؟) انظر تاريخ العرب لفيليب جورج حى ترجمة مير وك ناقم ص 4م” مجلد ١‏ 

() أنظر تار بخ العرب لقيليب جورج ححى ترجمة مير وك ناقم ص 20م" وما بعدها جلد ١‏ . 

( 4 ) هو أبو يعقوب بن إ#ى الكندى أحد أفراد قييلة كندة الذبن نرْحوا من المن إلى العراق وقد 
ولد فى أوخر القرن الثاف من الهجرة . وحصل بعض علومه فى البصرة ثم فى يغداد واتصل بقصر الحلافه 
مترجماً كتب اليونات أو مهذياً ما بترجمه غيره وربما قام يالتنجيم أو النطبيب . ويالكندى ميل إلى 
الاعتزال . وقد أصابه ما أصاب غيره يسبب الرجوع إلى مذهب أهل السة أبام الحليفة المتوكل 7/9 ؟ 
وأقصى عن القصر وحرم من كتبه زماناً طويلا . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ضصضص 


التوق سنة 761 ه . تقريباً والذدى كان وأسيع الاطلاع على جميع العلوم . وقد تعثل 
كل ما كان ق عصره مها . وتوصل إلى آراء نخاصة به فى الخغرافيا وتاريخ العدن 
والطب . وى الرياضيات و«الفلسفة الطبيعية . 

د ولقد كان لفيلسوف العرب فى التصنيف مجهود خصيب رائع ‏ يفوق كثيراً 
ما يتوقعه الانسان من مفكر عرلى ق ميدان الفلسفة . أيام كافت كل العلوم العقلية 
وحبى الشرعية . ما زالت عند المسلمين فى دور التكوين . ولم يترك الكندى ناحية 
من نواسحى الأيحاث الفلسفية . كنا كانت الفلسفة تفهم فى ذلك العهد إلا أل فها . 
مما دعا العل.اء من أول الأمر إلى تقسم كتبه بحسب موضوعانها إلى فاسفية ومنطقية 
وحسابية وموسيقية . ونفسية وسياسية إلخ . كا نجد ذلك عند أول من ترجم له 
وأحصى 17 ليفه . فها نعلم وهو ابن النديم الذى يذكر لفيلسوفنا حوالى مائتين وتمان 
وثلائين رسالة فى مختلف فروع العلوم . ويذكر له القفطى قدر ذلك تقريباً . 
ويذكر ابن أنى أصيبعة أكير مته )١١‏ 


الكتدى والمصطلحات الفلسفية - 

ولاكندى رسالة سخاصة بالتعريفات هى : و رسالة فى -حدود الأشياء ورسومها . 
تشتمل على نحو من مائة تعريف من علومالمنطق والرياضيات والطبيعة وما يعد 
الطبيعة والنفس والأخلاق وغيرها . 

وأن هذه اللجموعة من التعريقات هى على الأرجح أول قاموس وصل إلينأ 
للمصطلحات الفلسفية عند العرب . وتدل المقارنة بين ما فيها وبين ماق كتب 
التعريفات بعد عصر الكندى على جودة البداية ى تحديد المفهومات وعلى الضبط 
الذى يتجلى فى الاختصار »250 . 

وإذا كان عهد هذه الفلسفات أسبق من مولد المتننى عا يقرب من نصف قرت 
فقد كان هذا العهد عثاية البوتقة الى انصبرت فيها كل هذه الفلسفات . ححى 


1١0‏ رسائل الكندى القلسفية طبع دار الفكر سئة م ص ه. 
( ؟') رسائل الكندى الفلسفية بتصرف ص .١9-1١8‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


خرف 


تناويها الفارالى معاصر المتنى ورفيقه فى بلاط سيف الدولة الحمدانى فأعلى صرحها 
وأثم بنياتها . 


الفاراى (1)زه. 

وقد اهم الفارائى بدراسة مؤلفات أرسطو . وفذا أسماه أهل الشرق للم الثان 
ولعلهم يقصدون بذلك أنه ثالى أسائذة الفلسفة ومعلميها يعد أرسطو الملقب بالمحلم 
الأول (؟). 

و منذ أيام الفارلى أحصيت كتب أرسطو أو الكتب المنسوبة إليه ورتبت على 
صورة لم نتغير فى جملها . وصارت تفسر وّشرحعلى طريقة القارالىء ويفا الكتب 
الكانية فى المنطق . وهى كتاب المقولات ( قاطيغورياس) وكتاب العبارة ( بارى 
أرمنياس > . وكتاب القياس ( أنا لوطيقا الأولى) وكتاب البرهان . ( أنا لوطيقا الثانية) 
وكتاب المواضع ابحدلية ( طوبيقا) وكتاب الأقوال المغلطة ( سوفسطيقا) وكتاب 
الحطابة ( ريطوريقا) وكتابالشعر ( بويطيقا ) أما ليساغوجى فورفويوس (الكليات 


فهو مقدمة لهذه الكتب . 

وأ بعد ذلك الكتب العانية الى تبحث ف الطبيعيات وهى : 
السماع الطبيعى طم 0ناهالناءقتتق 
وكتاب فى السماء والعالح ملستاتط ء ملاعم 06 
وكتاب الكون والفساد عموةمتامم كه عدم معمع عق 
وكتاب الا ثار العلوية 11 
وكتاب النفس فسندة 6 
وكتاب الس وأسوس 60 أ© تاكدةة 06 
وكتاب النيات وكتاب الحيوان 


)١(‏ هو أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان الفاراف المنوق سئة 78 ه سنة 40٠‏ م ولد يقرية 
ييح بولاية فاراب إحدى مقاطعات الترك فيا وراء انبر دخل العراق واستوطن بغداد دريس المكة على يوحنا 
ابن جيلان . وقد عاش ى كنف سين الدولة مدة ومات فى دمشق أنناء سيره معه وقد بلغ من العمر تمازين عاماً 
تقربباً . 

(؟) مقدمة أن خلدون ص 576 طعة 17110 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


فرق 


وتأق بعد ذلك أخير كتب أرسطو فيا بعد الطبيعة وى الأأخلاق وق السياسة 
ألخ و...) ١‏ 
« والغارانى لا يحفل كثيراً بالعلوم الحزئية وهو يحصر كل جهده فى المنطق 
وفما بعد الطبيعة وق أصول عل الطبيعة » والفلسقة عنده هى العلم بالممجودات يما هى 
موجودة . ونحن بتحصيل هذا العلم نتشبه بالله . والفلسفة هى عنده العلم الوحيد 
تامع الذى يضع أمامنا صورة شاملة اكون 2926 . 
وقائمة مؤلفات الفارانى تدل على عموم ثقافته واتساع معارفه . ما تدل على صلته 
الوثيقة بالفلسفة الإغريقية وبأفلاطون على وجه الخصوص . وبأرسطو على وجه أخص 
ومن هذه المؤلفات : 
كتاب فى أغراض أرسطو طاليس - وكتاب شرح اليرهان لأرسطوطاليس ‏ 
وكتاب شرح الخطابة له وكثاب المغالطة له وكتاب شرح القياس له شرح 
كتاب الأخلاق له كتاب فلسفة أفلاطون وأرسطوطاليس ‏ كتاب شرح 
العبارات لأرسطوطاليس2"9 . ويقال إنه وجد كتاب لآرسطو وعليه يخط ألى نصر 
الغارالى « إنى قرأت هذا الكتاب مائة مرة » وفقل عنه أنه كان يقول: 5 قرأت السهاع 
الطبيعى لأرسطو الحكم أر بعين مرة وأرى أن مسحتاج إلى معاودة قراءته (4) 4 . 
وله من الكتب بالإضافة إلى ذلات . 
الجمع بين رأنى ا لتكيمين أفلاطونالإلمى وأر سطوطاليس. وآراء أهل المدينةالفاضلة. 
وما ينبخى أن يقدم قبل تعلم فلسفة أرسطو . وكتاب عيون المسائل فى المنطق . ومبادى 
الفلسفة . وكتاب اليرهان . وكتاب القياس الصغير . وكتاب اللحدل . وشرح كتاب 
المجسطى . كتاب شرح البرهان . كتاب شرح السماع الطبيعى "كتاب فى الفاسفة 
وسيب ظهورها . كتاب التواميس . كتاب الموسيى كتاب مراتب العلوم . إلى 
غير ذلك من مؤلفات297؟2 . 
دوإذا نظرنا إلىفلسقة الفارانى فى جملها وجدناهامذهبار وحانياً (قنةمعتاعدة تمةم5) 
)١(‏ تاريخ الفلسقة فى الإسلام ص ١41 / ١4٠‏ 
(؟) تاريخ الفلسفة فى الإسلام ص ١47‏ / 14 . 
( ) المع بين أن المكيمين أقلاطون الإطى وارسطوطاليس ص 87 . 
( + ) ميادىء الفلسفة للغارانٍ المقدمة ص ب . 
( ه) المع بين رأنٍ اللكيمين أفلاطون الإلهى واسطوطالس ص 87 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يضف 
متسقًا نمام الاتساق ويعبارة أخرى مذهياً عقلياً "منتصونتصطعمناء:م1 وكل 
ما هو مادىمحسوس فنشؤه القوة المتخيلة . وبمكن اعتباره تصورا مشوشا . والوجود 
لقيو إنا هو العقل . وإن كان ذا مراتب متفاوتّة . والله وحده هو العقل المحض 
الذى لا تخالطه كثرة390) ع , 

وهو نجعل للدين شأناً كبيراً فى البذيب والأأخلاق والسياسة . ومع ذلك فهو 
من -حيث القيمة المطلقة أدنى مرتبة من المعرفة العّلية اللخالصة('2 . 

ولم تكن فلسفة الفاراى ترمى إلى إشباع الرغبات المادية من أى نوع . وكانت 
تعارض الخيال المتردد بين الس والعقل . 


أبو بشر مى بن يونس وصلته بالفارانى : 
وقد انتفع الفارانى يأنى بشر مى بن يونس الحكم المشهور والذى كان حينئذ 
يدار السلام وهو شيخ كبير وكان الناس يقرءون عليه كتاب أرسطوق ا منطق و جتمع 
فى -حلقته كل يوم المثون من المشتغلين بالمنطق فيملى عليهم شرحه . وقد كتب الناس 
عنه فى شرحه سبعين سفرا . وكات حسن العيارة . -حبى قال يعص علماء هذا الفن 
« ما أرى أيا نصر الفارانى أخد طريق تفهم المعانى الخزلة بالآلفاظ السهلة إلا من 
ألى يشر 98) . 
ولم يكن الفارالى كثير من التلاميذ واشاهر من بين تلاميذه أبو زكريا يحى 
بن عدى - وهو نصرانى يعقولى - يترجمة كتب أرسطو . 
ولزكريا تلميذ أشهر منه ذكرا هو أبو سليوان محمد بن طاهر بن يبرام 
السجستانى الذى التف حوله علماء عصره فى بغداد فق القرن الرابيع الحجرى . يتلقون 
على يده العلوم الفلسفية وغيرها 
ومن هذا نرى أن الفترة الى عاش فيها المتنى والفترة الى سيقتها بقليل كانتا 
)١(‏ تاريخ الفلسقة فى الإسلام ص ١١89 / ١١8‏ . 
( ؟) انظر تاريخ الفلسعة فى الإسلام ص 1١695‏ . 


( *) مبادىء الفلسفة القاراف ص أ . 
ع2 اظر تاريخ الفلسفة ى الإسلام ص ١2١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


تضف 


من أزهر عصور الفلسفة وأسيرها ذكراً وأعمها انتشارا . 

وهى فيرة عامرة بالشرح والتحليل والتعليق والتعقيب. مما يجعل انتشار الأفكار 
وتسريها سهلا ميسوراً لا يحتاج إلى الخلوس بين يدى شيخ ولا إلى الانتظام فى 
مدرسة معروفة . 

وليس معبى ذلك مسبولة الحصول على الفلسفة كنظريات ومناهج . قذلك 
ما محتاج إلى اللتهد الشاق ‏ والوقت الكثير . والذكاء المفرط والعزعة القوية . ولكن 
ما يلزم على انتشارها من رق فى الفكر وتوثب فى الإدراك وقدرة على -حسن الاستنباط . 
وصدق الحس . فن السبولة بحيث يتأق لكل من أوق نصيباً من الفكر وحظا من 
الإدراك . 

وإذا كانت هذه ألحوال البيئة الى عاش فيها المتنبى . وتلك أمحوال الفلسفة فبا 
فهل حقآ انتفع المتنى بالفلسفة الإغريقية ؟ وأخذ .حكمه التى اشتهر بها عن أرسطو 
الذى كان معروفاً مدروساً فى عهده . وق متناول الناس ى عصره ؟ 

والذى لا شلك فيه أن آثار الفلسفة العقلية واضحة فى شعر المتنبى وأمارات 
الانتفاع مجهود الفلاسفة ظاهر ق إنتاجه بين ق أقواله : | 

وقد قررنا أن انتشار الأفكار الفلسفية وتسريها لا يحتاج إلى ابلدلوس بين يدى 
شيخ ولا إلى الانتظام ق مدرسة معروفة . وقررنا من قبل أن المتنبى طلعة يقضى 
جانباً كبيراً من وقته ى القراءة والشحيص . «قررنا أيضا أنه رجل عرف بالذكاء 
الخارق ورويت عنه فى ذلك مواقف تكاد تكون ضرياً من الخدس ولونآ من الخيال . 
وكل ذلك مما يؤكد صلة المتنى بالفلسفة وانتفاعه بالفلاسفة . 

أما أنه أخل الحكم الى اشتهر بها عن أرسطو فذلك ما ستنتناوله بالتفصيل 
فها يق من الصفحات . 

وتخلاصة ما انتهينا إليه أن الثقافة الإغريقية صادفت رواج كبيراً فى عصر 

المتنبى . واهم الفلاسفة بشرحها وتفهيمها والتعقيب عليها . وموازنها با للمسامين 
من دراسات ومذاهب . 

وقد كان اجماع الفارانى ( المعلم الثانى وفيلسوف الإسلام ) والمتنبى ببلاط 
سيف الدولة من الأسانيد الى تبرر تفلسف المتنى وانتفاعه بأرسطو . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


انف 

ولا سيا أذنا نعوف صلة الغارالى بأرسطو ونعرف قدرة المتنى على التقاط الأفكار 
وبمثلها وظهورها ىق شعره . 

وقد انتهينا إلى أن انتفاع المتنبى ببذه النبضة الفلسفية أمر ظاهر يسنده شعر 
المتنى من جانب وملابسات حياته من -جانب آآخر . 

أما أحذه حكمه عن أرسطو فلذلك مبحث تال يكشفم عن حفقيقة هذه 
الدعوى يصورة أشمل وأدق مستندين فيه على الموانات الدقيقة والتحليل الواق 
إن شاء الله 


المتنبى وأرسطو 

اتبينا فها تقدم من القول إلى أن الفلسفة الإغريقية صادفت رواجاً واسعآ ىق 
عصر المتنى . وبينا أن أرسطو كان أسعد فلاسفة الإغريق حظًا لدى فيلسوف 
الإسلام أنى نصر القارانى . وأنه تناوله شارحآ ومدرسا ومدافعآ وموازنآً بصورة تدل 
على كلفه به وتقديره له . حى إنه قرأ كتاباً من كتبه ماثة مرة . 

ونحن نستيعد أن يكون قد أعاده هذه المرات لصعوبة فهمه واستغلاقه عليه 
لأن من يصعب عليه فهم كتاب ماينصرف عنه بعد خمس أو ست مرات مثلا » 
ولايحد بنفسه ميلا لمعاودة قراءته » وثميل إلى أنه قرأه هذه المرات على حلقات من 
الطلاب وف جالس العلى » وربما كان يعض ذلك بقصر الإمارة محلب . 

ولن دل هذا على شىء فإتما يدل على مدى هيام الفارانى عؤلف من مؤلفات 
أرسطو من جانب . ومدى غرامه بأرسطو نفسه من جانب آخر . 

وقد قررنا بالعهيد السابق أن أمارة الانتفاع يجحهود الفلاسفة واضح قى شعر 
المتتى باد قى إنتاجه . مثل قوله : 

آبلغ ما يطلب التنجاح به الطيع وعند التحمق الزلل (') 

وقوله : 
وكل يرى طرق الشجاعة والندى ولكن طبع النفس للنفس قائد (؟) 


)١ (‏ ديوان المتنى ص ٠١5‏ . 
0 ددوآن المتنى ص 6 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


عافن 

وقوله : 

وأسرح مقعول_ فعلت تغيرًا ١‏ تكدّض شبىء فى طباعك ضد.١١)‏ 

وأن غرام المتنبى بالمعانى واهمامه بها مظهر من مظاهر هذه الثقافة العقلية 
والدراسة الفلسفية . 

كا قررنا أن انتشار الأفكار وتسرب الاراء . لا يحتاج إلى مدرس يلقنبا 
أو مدرسة تعلمها لكأن طبيعة العلم تأنى إلا التسرب والانتشار . 

فإذا ما أضفت إلى ذلك كله . اجماع المتنبى بالفارالى فى يلاط سيف الدولة 
الحمداى وبقاءههما معا ما يقرب من عامين . حيث اتصل المتنى بسيف الدولة 
سنة 887 ه وقد توق الفارانى سنة #4" ه . أدركت أن المتنبى بمظنة الانتفاع 
بأرسطو وأن مصدره فى ذلك هذا الفيلسوف الذى عكف على أرسطو ولازم مؤلفاته 
وقام عليها شارحا ومفسراً يشغف بالغ وإعجاب شديد . 

ولا نستيعد أن يكون المتنبى قد قرأ بعض هذه المؤلفات لدى القارانى وتأثر 
يبعض ما قرأ . لأنه كان شغوفآ بالقراءة كثير الاطلاع قوى الخافظة واسع الإدراك . 

وإذا كانت كل هذه الظروف تتيح لنا أن نفهم اطلاع المتنبى على فلسفة 
أرسطو وانتفاعه بها وتمثله لما . فإن الفيصل اليقيى فى ذلك هو أدب المتنبى نفسه . 
حينا نقرأه متلمسين فيه روح أرسطو . ونرى فيه دلائل هذا الانتفاع بالفعل . 

إذ من الخائز جد! أن ينصرف الانسان انصرافآ تاممًا عن لون من ألوان الثقافة 
الدانية منه الدائرة ة ق محيط حاته ولا بعيرها التفاتاً مطلقا . لعدم ميله النفسى 
إلميا أو لُعد.م استعداده الذهبى لما . أو لعدم ارتياحه ق القاغين عليها . 

وقد تلمس هذه الروح الأرسطوطاليسية فى أدب المتنى أبوعلى الحاتئمى. الأديب 
البغدادى المشهور فأمدنا بأصول ثلاث وتسعين حكمة من حكم المتنبى من فلسفة 
أرسطو . 

ونقرر هنا مبدثيا أنا لا نربى ضيراً مطلقآ فى انتفاع المتنبى بأرسطو أو غيره 
من الفلاسفة لأن الفلسغةوهى صورةمن صور التفكير العقلى لم يقصد يها أصحابها أن تكون 
بنجوة عن حياة المفكرين . وإتما انهوا منها وأسلموها لحيلهم وللأجيال من بحدهم 


1١ (‏ ) دبواد المتببى ص 747 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 
لتكون مناهج فكرية وقواعد خلقية وأسساً سلوكية وعقائد دينية واتجاهات سياسية 
وأراء اجماعية ونظريات نفسية وغيرها . 

وغاية ما يرضيهم أن تذ كرهم الأجيال كأساتذه من أساتذة البشرية أسهموا 
ف رقيها الفكرى وتطورها العقلى وتموها السيامبى والاجماعى . لا أن توصد دوا 
الأبواب وتسد الدروب -حبى تموت كا مات أصحايبا . دون أن تبى لم أثرا 
أو تخلد ذكراً . 

فا انتفاع المتنى أو غيره بفلسفة الفلاسفة إلا إحياء لهذا الثراث الإنسانى وربط 
لحلقات الفكر البشرى حبى تسير البشرية قى خطا مضطردة إلى التقدم والرق 
الذى هو غاية كل كائن حى ف هذا الوجود . 

فكأن هذا الانتفاع فى الحقيقة ضرورة من ضروريات الحياة سيحدث قطعا 
حى ولول يتقصده الفلاسفة . بل ولو حاولوا منعه بكل ما أوتوا من قوى . 


دوافع حراسة الحاتمى وأثرها : 

وقد تتبع الحاتمى المتنبى باحثا عن أصول حكمه فى فلسفة أرسطو رد على 
خصومه الذين نفوا هذه الصلة واستيعدوا هذا الانتفاع . والذى يعثتنى على تأليف 
هذه الألفاظ المنطقية والآراء الفلسفية الى أخذها أبو الطيب ألحمد بن الحسين 
المتنى من أرسطو منافرة خصو فيه لما رأيت من نفور عقو عنها و[صغار 
أقدارهي لما .)١١‏ 

فكأن هذه الدراسة النقدية لون من ألوان النقائض الى تحدث بين الطوائف 
الختلفة عاطفة , امتتافرة عيلا . وهذا يستدعينا أن نتلمس صلة كل فريق منها 
بالمتننبى ونوع علاققها به حيًا أو كرها إلى سجانب الموازنة الدقيقة بين التصوص الى 
نحوا فيها المشابه وزعموا فيها الأخذ والانتفاع . 

وموقف الخائمى من المتنبى معروف . كله تحيف وتحامل . ويحاولة لاستدراج 
المتنتى إلى خصممة علمية تثبت عواره وضعفه حى تناله الحصوم باللوم والتجريح . 
لأن الحائمى فيا نرى صنيعة من صنائع المهلى ومعز الدولة بن بويه . وأنه من أولتك 


10 الرسالة الجاعمية ص ؟ 8 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يفخرف 


الذين يبنون سعادتهم على أنقاض غيرهم من الناس تزلقاً لمن بيدهم الأمر من 
الوزراء . وتقرباً لحا كنين من الأمراء . وأنه من المولعين يابلحدل العقم الذى يسّهدف 
الغلبة والانتصار ولو وارى الحقيقة بكثبان ثقيلة من المغالطة والإنكار . 

ألم نسمع منه قوله للمتنى : 9 ما أعرف لك إحساناآ فى جميع ما ذكرته . إنا 
أنت سارق متبع والخذ مقصر وفيا تقدم من هذه المعانى الى ابتكرها أصحابها مندوحة 
عن التشاغل بقوله 2١١‏ تلك القضية الى تكشف لنا مدى تحامل الريجل وإنكاره 
مميزات الشاعر جملة ليسام له الثلم والتجريح . 

ألم تلمح أمارة الدالة على المتنبى باتصاله بحكام البلد وولانها فى قوله إن المتنى 
حاول أن يشعب عليه لولا علمه بعقامه فى هذا الزمان ومنزلته من الحكام .)١١‏ 

أل م نر أنه تشاغل بقية يوم المناظرة عن مجلس المهلى وأتته رسله كثيراً وق المساء 
ذهب إليه ليثلج صدره بمهاجمة الرجل وتجريحه . وليتقاضى أأجر ما فعل وجزاء 
ما صنع (؟). 

ألم نسمع قول المهلى لمعز الدولة « أسمعت ما فعله أبو على الحاتمى بالمتنى ؟ 
لقد شفا منه نفسآ ؟(5). 

كل هذه أمور تجعلنا نقرر مطمثنين أن الحاتمى خصم عنيف الخصومة . 
وأنه عام يستمد أسانيده من سلطة الوزير وسلطاتن الأمير . وأنه ناقد تحركه 
السياسة لا أصول الفن وأسس النقد . 

ومن الصعب علينا أن نطمئن إلى حكم تصدره هذه الدوافع اليعيدة عن 
روح العلل انجافية لحيدة النقد » ولكنا سننسى ذلك كله مما أسهل ذلك علينا 
وقد تقطعت بيتنا وبين اللحصمين الأسباب ‏ لندرس المبحث دراسة موضوعية 
ترضى العقل ويطمان إليها الضمير . 


. وما بعدها‎ ١07 معي الأدياء < م١ ص‎ )١( 
. وما يعدها‎ ١17 مع الأدياء < م1 ص‎ )7( 
. ومأ يعدها‎ ١57 مع الآدياء < م١ ص‎ )7( 
. وما يعدها!‎ ١ 57 معجم الأدياء < لم١ ص‎ )* ( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


انف 


لم يبق لنا الزمن كل مؤلفقات أرسطو . وقد قرأنا كل ما حواه اللسان العرنى 


مما بى مها ققرأنا له : 
- على الأخلاق إلى نيقوماخوس 
؟" ‏ الكون والفساد 

ق ميسيلوس 

4 ساق أكسيئوقان 

ه ق غرغياس 

> - كتاب الشعر 

/ا ‏ كتاب الشعر 

كتاب الخطاية 

4 ما بعد الطبيعة 

١‏ فق التئفس 

١‏ الا راء الطبيعية 

؟14٠‏ 7 التبات 


)١١ديسلا ”امن ترجمة أحمد لطى‎ 21١ 
ترجمة أحمد لطى السيد7؟)‎ 

ترجمة أحمد لطلى السيد”؟) 

ترجمة أحمد لطى السيد(؟) 

ترجمة أحمد لطى السيد!*) 

ترجمة الدذكتور عيد الرحمن يدوى”7') 


ترجمة إحسات عباس (؟) 


ترسحجمة المرحوم الدكتور سال"مة ) 


برسحمة أبن رشد ' 3( 


١ 5‏ 
ترجمة أسحق بن حتين )١(‏ 


ترجمة قسطا بن وم 1١‏ 


ترسحمة إسحاق سس حنيت (15) 


قرأنا ذلك كله وقرأنا غيره مما يتضمن شيئاً عن أأرسطو مثل : 


)١ (‏ طبعة دار الكتب المصرية سنة 1١9574‏ م 

( ؟١)‏ طيعة دار الكتب المصرءة سنة ١9571‏ م . 
20 طيعة دار الكتب المصرية ستة ١5701‏ م . 
( 4 ) طبعة دار الكتب المصرية سنة 19871 م . 
( ه) طيعة دار الكتب المصرئة سنة ١58787‏ م . 


2( طع مكتبة الهضة . 
690 طبع دار الفكر . 
0 طيع الادجلو ستة ١86٠‏ 
5 المطيعة الآدية . 


. اليضة المصر دة مسة 4 تحقيق قيق الد كتور عيد الرحمس بدوى‎ )٠١( 


51492 الهضة المصرية سدة غ‎ )١1١( 
د‎ ١66 * البضة المصر دة سئة‎ 68 


تحقق الدكتور عد الرحسمن دوى 
تحقيق الدكتور عيد الرسمن بدذدوي . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


هق 


)١( اللجمع بين رأبيى المتكيمين أفلاطون الإلمى وأرسطوطاليس للفارانى‎ ١ 
تاريخ الفلسفة اليونانية : ليوسف كرم (؟)‎ 
)” تاريخ الفلسفة الإغريقية : للذكتور محمد غلاب‎ 
)*( ؛ فق النفس والعقل لفلاسفة الإغريق والإسلام : للدكتور محمود قاسم‎ 

فلم نجد ىكل ما قرأنا شيثاً من هذه الحكم الى نسبها الحاتمى إلى أرسطو 
وجعلها أساساً ومصدراً لحكم المتننبى . 

وقد يرى بعض الناس أن هذه الحكم الى انتفع بها المتنى قد تضمبها كتاب 
أو أكثر من كتب أرسطو الى ضاعت ضمن ما ضاع من تراث البشرية ف 
تاريحها الطويل ‏ 

أو أنها حكم قالا أرسطو فى معرض الدرس والمحاضرة . أو قى معرض أحاديثه 
العامة . إن جد ما يستدعيها ثم تناولها الإنسانية عنه بالرواية يلها كل جيل 
للذى بليه . 

قد يكون ذلك صحيحاً . ولكنا لا نقنع بالفروض الى لا مؤيدها ستد مادى 
ملموس ححبى تتخرج عن دائرة الظن إلى محال اليقين . 

ونستيعد غاية الاستبعاد أن تكون حكماً سندها الوحيد هو الرواية . لأنا ما تعودنا 
من' البشرية أن تحافظ على ثبىء محافظة أمينة منذ تاريخها السحيق إلىعهد المتنى . 
ولو فرضنا صحة هذا الاتجاه . نكون قد فتحنا لاف الأبواب للوضع والانتحال 
وهو خلاف ما يريد الذهاب إليه من يروقهم إثيات هذه الروايات . 

لم يبق أمامنا إذآ إلا طريق الموازنة . ومقارنة كل فكرة من أفكار المتننى 
بالفكرة الأرسطية الى جعلها الحاتمى أصلا لما . فذلك ما يقضى على كل خلف 
ويكشف الحقيقة للباحثين . 


600 مطيعة السعادة سنة يا.8؟ . 

(؟) دار التأليف والرجمة والنتر سنة ١445‏ . 
() دار إحياء الكتب العربية . 

. ١545 الاحلو‎ )4 ( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5 


الموازنة بين حكم أرسطو وحكم المتنبى : 
تنتهى ينا هذه الموازنات إلى تعسف الحاتمى فى إسناد بعض حكم المتنبى 
إلى أرسطو وف تقرير مشابهة بين أمور قد تكون مسافة الخلف فيها أوسع مما بين 


المتنى وأرسطو من سئين . 
وما أحصاه الحاتمى من حكم مشتركة بين فيلسوف أثينا وشاعر الكوفة يمكن 
تقسيمه إلى ثلاثة أنواع : 


)١ (‏ نوع عرق صمم . درج عليه شعراء الجاهلية وضمتوه أشعارهم وود 
التاريخ على أنه خخاصية من نخواص الصحراء . وما تدفع إليه من خلق وسلوك 
فإن ورد فى شعر المتنبى شىء من هذا اللون . فأقرب المصادر إليه هو الشعر 
الخاهلى الذى كات أدنى إلى صنعته وأقرب إلى فطرته . وأكثر التصاقاً ببيثته . وأكثر 
ليوات للسيده . من حكمة أرسطو وفلسفة اليونات . ومن هذا اللون قول المتنبى : 

من الحلم أن تستعمل الخهل دونه إذا اتسعت الحم طرق المظالم'') 

بكم مأخوذآ من قول أرسطو «٠‏ ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك 
ولدك وعبدك وزوجلك . فسبيب صلاح حالهم التعدى عليهم 6('). 

ولسنا نجد فى قول أرسطو شيثاً من الحكم ولا نرى فى قوله شيثاً من الصواب . 
وإلا فأى حكمة تلك الى تأمر بظلم ذوى القربى . وتقطيع عرى المودة ووشائج 
الحب بين أخص الناس وأدناهم صلة بعضهم ببعض . 

وإذا كان كل مهما يأمر بالظلم وهو كل ما بينهما من رابطة فبيهما من 
أوجه اللحلف الكثير ‏ 

)1١ (‏ فظلم المتننى ظلم عام لكل الناس . يما ظلم أرسطو ظلم لذوى القربى 
دون من عداهم من من العالمين . 

(ب) ون اخبى لل تت انيد يمشن اللاروت 0 يعدم 
جدوى الحم فإن أفاد وأجدى فقد كفينا شر الصراع «التزال . بِيما ظلم أرسطو 
لهؤلاء ظلم دام . لآنه يستند إلى طبيعة العلاقة بين الرجل وولده وعيده وزوجه . 


. ١١١9 الديوات ص‎ )١( 
. 9١ الرسالة الخحاعة ص‎ 600 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5” 


2١‏ وظلم المتنى مبعثه امحافظة على كرامة الظالم وحفظ حقه قى الحياة 
حبى لا ستحل الناس كرامته ويستبيحوا محرماته . 

بيما ظلم أرسطو ميعثة تأديب المظلوم وصلا ح حالته . 

وبرغم ذلك كله فإنا نسائل الحاتمى . كيف بجعل التوجيه إلى الظلم حكمة 
من حكم أرسطو ؟ وهى قاعدة سلوكية عربية . ترم بها من قبل الفند الزماقى 
الشاعر الحاهلى فى قوله : 

وبعض الحم عند الخهل للذلة إذ عنان 
ومن الشر نجاة حين لا ينجيك إحسان (') 
وييرتم عمرو بن كلثوم بنفس النزعة ى قوله : 
بغاة ظالمين ‏ وما ظلمتا ولكنا سستيداً ظالميتا 

ومثل ذلك أيضاً قول ا حاتمى : 

قال أسطاطاليس . الكلال والملال يتعاقبان الأجسام لضعف آلة الجسم 
لا لضعف آلة الحس » قال المتنى : 

وإذا الشيخ قال أف فا مل حيا ‏ 5 ولكن الضعم ملاّع”؟) 

ونرى أن الصلة بين ابخسم والنفس صلة وثيقة بيت تنعكس على كل منهما 
ثار صاحيه وأن ضعف 5 لة ايلسم مؤد قطعاً إلى ضعف 1 لة الس . على خخلاف 
ما قال أرسطو ثم إن ملل الحياة لضعف آلة الحسم لا يستوجب أن يكون ذلك نتيجة 
لكبر السن إذ من الخائز أن محدث ذلك لمرض أو حادث مثلا . وهذا وجه 
من أوجه الحلف بين أرسطو والمتنى فالمتنبى جعل ملل الحياة يسبب ضعف الشيخوخة 
لا بسبب الضعف أيا كان مصدره كا يفهم من قول أرسطو . 

على أن ملل الحياة لتقدم السن ‏ هما هو اتجاه المتنبى - لا يحتاج حكمة 
أرسطو هذا من جانب . 

ومن جانب آخر هقد كان أمام المتنبى قول زهير : 

سئمت تكاليف ا حياة ومن يعش_ 20 ثمانين حولا لا أبآ لك يسأم 


. صن ل‎ ١ الياسة بح‎ ١0 
١" ع الرسالة الحاجممة صس‎ 9 (١ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


9 
سوبي 

ولقد سثئكمت من الخياة وطولما ومقال هذا التاس كيف لبيد 

وههى بدورها أدنى إلى المتتى تناولا' . وأقرب معيناً من حكمة أرسطو 1 

(ب) وهناك نوع ثان من الحكي الى جمعها الحائمى . لا نلمح فيها وجهآ 
من الشبه يستوجب الحكم على المتنبى بالأخذ والانتفاع من أرسطو . كما فى 
قول الحاتمى . 

« قال أرسطاطاليس . موت النفس حياتها . وعدمها وجودها . لأنها تلحق 
بعالمها وقال المتننى : 

كأنك بالفقر تبغخى الغبىى ويلموت فى الحرب تيغى االحلودا(١)‏ 

فالمتنى يقصد أن ممدوحه ستخلد مآ ثره ذ كرأه . ولا تعنيه مطلقاً هنا مشكلة 
تلود النفس أو فنائها الى هى مبحث من مباحث الفلسفة اليتافيز يقية 

على أنا نشك فى صدور هذه المكمة عن أرسطو . لأنها حكمة تدل صراحة 
على خلود النفس بعد مفارقة البدن . وهذا حلاف رأى أرسطو الذى -«جعل الصلة 
بين النفس والحسم كالصلة بين العثال والحجر . فكما أنه لا يمكن فصل صورة 
العثال عن الحجر والرخام إلا يتحطم العثال نفسه كذلك لا يمكن فصل النفس 
عن البدن إلا بالقضاء على هذا الآخير ‏ 

ومعبى ذلك أن هذا الفيلسوف يجزم على نحو لا يقبل الشك بأن المادة والصورة 
يكونان جوهراً واحدا فلا تنفك إحداهما عن الأخرى بحال ما . ويترتب على هذا 
أنه ئيس من الممكن القول باستقلال النفس عن اسم . أو بأن لهذا الآخير وجودآ 
مستقلا دونها”'2 فالحاتمى يعزو إلى أرسطو حكمة تثبت أن النفس جوهر مفارق 
للبدن . وآن هذا الجوهر امفارق لا يكاد يخلص من ابخسم حتى يلحق بعالم الغيب 
والخلود ويبق هناك بقاء دائماً سرمديا . 

ومع أن آراء أرسطو ى طبيعة النفس وصلما بالبدن . كانت لا تتسع محال 
ما لتقرير يقامها بعد مونها »0") . 
)١ (‏ الرسالة الجايمية ص 74 . 

(؟١)‏ ق الفس و«العقل ص ١١‏ . 
(*) ف النفس والعقل ص ١67‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


527 


والذى اتجه إلى ذلك من فلاسفة الإغريق إتما هو أفلاطون لا أرسطو . وهذه 
شبهة تبيح لنا أن نقرر أن بعض هذه الحكم وضعها أناس لا دراية لم بفلسفة 
الإغريق وآراء الفلاسفة الأثينيين . حتى اختلطت عليهم الا راء وتدخلت المذاهب . 

ولسنا ندرى من أين لظ الحاتمى الصلة الوثيقة بين قول أرسطو على فرض 
صحة نسبته إليه . وقول المتنبى . قد يكون سيب ذلك لفظ اللخلود . وما كان اللفظ 
أبد بالدليل القاطع على الأأخذ والاتتفاع . 

على أن هذه الشببة الواهية بدورها منقوضة لاختلاف مدلول لفظ الحلود 
فى إطلاق كل منهما . 

فأرسطو إن صحت نسبة الحكمة إليه يقصد حقيقة الحلود . بيها المتنبى يقصد 
الحلود المجازى . وهو اشبار الذا كر ويعد الصيت . 

ومن هذا النوع أيضاً قول الجاعى . 

« قال أرسطا طاليس . أواخر حركات الفلك كأوائلها وإنشاء العالم كتلاشيه 
باالحقيقة لا بالحس . قال المتننى . 

كثير حياة المرء مثل قليلها2 يزول وياق عيشه مثل ذاهيه )'١‏ 

ومربى أرسطو أن كل مظهر من مظاهر الطبيعة مساو للآخر فى أن كلا 
مهما تغيير من حال إلى حال آخحر . أو فى أنه مظهر من مظاهر القدرة المتصرفة 
فى هذا الكون القادرة على اللحلق والتخيير والتبديل . بيها مرى المتنى إن اللحياة تسير 
على عمط واحد فالقليل منها مثل الكثير ومصيرها إلى الفناء قلت أمكرت فأى علاقةبين 
مربى كل مهما . 

فقد لظ الحاتمى فيبما وجهآ قويا من الشيه . وجعلهما تعببير ين ختلفين عن 
حقيقة فكرية واحدة . أما أنا فأرى كلا منهما حقيقة بعيدة عن الأخرى لا علاقة 
بيهما ولا صلة . 

وغير ذلك مما تعسف فيه الحاتمى كثير . 

(< ) وهناك نوع ثالث ندرك فيه حقنًا الصلة الوثيقة بين المتنبى وأرسطو . 
ها قى قول الحاتمى : 

. 98 الرسالة الحامية ص‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 5 

د قال أرسطاطاليس . الأشكال لاحقة بأشكالما . كنا أن الأضداد مباينة 
لأضدادها . قال المتنى : 

شبه الشىء منجذب إليه بأشبهنا بدنيانا الطفام )١'‏ 

وما فى قول احاتمي قال أرسطاطاليس «الزيادة فى الحد نقص ف المحدود 

قال المتنى : 

مبى ما ازددت من بعد التناهى فقد وقم انتقاصى قَْ أزدياد 9 

وقد بينا رأينا سلفاً فى أمثال هذا الآخير . وأننا لا نعده منقصة تذرى بقدر 
الشاعر ولا تبخس من حق الفيلسوف . يل هى حركة طبيعية لتطور الثقافات. 
وانتقال المعاروف . 

على أنا نقرير هنا أن الأشياء البى نرى بينها توافقاً نلمح فيها أن كلام أرسطو 
على فرض حعة هذه الحكم إليه  .‏ تحرج مرج القوانين العامة الى لا علاقة 
ها بموقف خاص أما كلام المتننى فثراه خرج مخرج الانفحالات الخاصة المرتبطة 
بتجر بة معينة وبذلك يختلف سياق كل مهما ها يحتلف مرماه ومصدره . 

فأرسطو يستوحى العقل الحرد فى قوانينه . وإذا كانت شواهد الحياة ومواقفها 
هى الى أوحت إليه يبذه القضايا الفلسفية فإنه يحرد قوانينه من شوائب التجارب 
الحسية ومخرج بها عامة الدلالة يعد أن يلمح الرابطة العامة والقاسم المشترك الذى 
يربط بين جميع هذه المواقف . فيبلوره فى قانونه ويبرزه فى قاعدته . 

حلاف ١‏ عنى . فإنك تلمح عنده أثر التجر بة الذاتية الى أوحت إليه بقضيته 
غالبآ : 

وهنا يتجل الفرق بين أرسطو والمتتبى . فالأول حقنًا فيلسوف لا تعنيه الأشياء 
ولا الذوات . قدر ما تعنيه الحقائق والقوانين : 

والآخر حقدًا شاعر لا يستطيع أن يتجرد من الاعتبارات الذاتية والانقعاللات 
السارة أو الألمة أثناء تعبيره عن القوانين الى يروهها وهو فرق مهم جد! بين الفيلسوف 
والشاعر . 


. الرسالة الحاعمسة ص م7‎ 1١0 
. 75 ؟ 0 السالة الحاعمية ص‎ ( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5 


وخلاصة هذا الفصل . أن الحاتمى يبذه الدراسة يتم مبحثه فق السرقات 
الأدبية الى بدأها مع الشاعر فى مناظرته المشبورة . وأنه ما قصد ببذه الرسالة بيان 
فضل المتنى وقدرته على حسن عرض القضايا الفلسفية عرضاً فنيمًا جميلا . بل خغرضه 
إسقاط الرجل والزراية به بتصويره بالسارق الذى يغافل الأدباء ويخادعهم فيسرق 
آثار الفلاسفة البعيدة عن أيديهم الغريبة عن مناهجهم . 
فى سبيل هذا تعسف الحاتمى فى اللأويل وجار فى التتخريج وجمع بين 
الختلفات تحت عنوان التشابه بصورة لا ترضى . غير أمثال اخاتمى ممن ساروا 
فى ركاب السياسة . ناسين حيدة التقد ونزاهة ١‏ 
وإذا كنا لم نجد مده الحكم أصلا لدى أرسطو ورأبنا ق بعضبا تناقضاً فكريا 
يرحى أرسطو وق بعضها الآخر عخالفة صريحة لمذهب أسطو 
0 نشك فى نسبها إليه . غير أنا لا نستطيع اهام الخاتئمى بوضعها وأنتحا” 01 من 
ئز أن يكون بدوره قد سخدع فييا . وقدمتإليد على أنها من مأثو رات أرسطو . 
0 بالإذعان والتسلم . 


تعقسا 

اسبينا من المتنى بين نقاده القدامى على اختللاف متاحيهم فى البحث وجوا بيهم 
فى الدراسة . 

وانتهينا إلى أن أتم الدراسات وأوفاها تلك الدراسات الى قام بها الأدباء 
فى معانى المتنى لها الحوانب الى تناولت فنه فدرست مسائه ومحاسته وأفصحبت 
عن بعض خصائصه وكشفت عن الخدذيد لديه . 

من مخاطبة الممدوحين من الأمراء والخلفاء مخاطة الأأصدقاء . 

ومن استعمال ألفاظ الغزل والنسيب فى وصف المعارك والحروب . 

ومن استعمال ألفاظ الغزل والنسيب فى المدح . 

ومن تطعيمه أفكاره ومعانيه بأذكار الفاسفة ومعانيها وغير ذلك مما تعرضنا له 
فى ثثايا أبواب وفصول هذا الكتاب . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


15 

كنا أنها تصدت للدفاع عنه بعرض مميزاته الأدبية تارة و بأدلة منطقية تارة 
أخرى وقد رأينا أن الدراسات الأخرى الى اهتمت بالنواحى الأدبية للمتنبى كدراسة 
الأساليب ودراسة السرقات ودراسة الموازنات دارت ق جملبها حول الأفكار المتوارثة 
وحم تحاول مناقشتها أو اللحروج عليها . وكثيراً ما كانت مخطىء فى التطبيق كنا رأينا 
فى دراسة السرقات الأدبية والماحذ الفلسفية . 

وقد انبينا من دراسة الموازنات إن أن المتنى شاعر من فحول شعراء 0 
إلا أننا م نعرف مها مدى هذه الفحولة ومكانها الدقيق . أهو حتنًا أسبق 
عرنى أم ثانى شعراء العربية . أم أحد الطيقة الممتازة المقدمة على سائر لكات 0 
أما من يرونه غير شاعر . وأن إنتاجه الضح, هراء لا علاقة له بالشعر ولا بالفن 
فقد دلوا عن جهل بالشعر وغفلة عن تذوق الحمال . 

ونحن من جانينا نستبعد القطع بأفضلية شاعر من الشعراء أفضلية مطلقة ء 
لآن جوانب الحمال الفبى من الكثرة بمحيث يعز على شاعر استيفاؤها جميعها 
وحصرها كلها ى جميع شعره . وذلك لأن كل شاعر من الشعراء له بعض القدرات 
والمهارات ولكل نصيبه من الذكاء وحظه من الرواية والدرية . ولكن ذلك كله 
لا يكفل لواحد منهم القدرة على استيفاء جميعح مقومات ابكمال فى الفن ولكها 
تكفل له قدراً منها. وهنا يكمن السر فق تقديم الشعراء بعضهم على بعض وتقسمهم 
إلى طبقات . 

ومن اللخائز جد أن تختلف جوانب الحمال الفنى لشاعرين من الشعراء 
ويعدان معآ ى مستوى فى واحد . لآن لكل منهما من الميزات ما يساوى الاآخر . 
كا مع اختلافهما كيقاً . 

ومعبى ذلك أننا نقنع من النقاد أن يبينوا لنا الطبقة الى ينتمى ها المتنبى ومنزلها 
من سلسلة طيقات الشعر العرنى . فهل وصلوا بنا إلى ذلك ؟ 

هذا ما لم تحققه الدراسات القديمة فى جملها وإن حاوله بعض رجاها ( اين 
الأثير ) وسار فى هذا لمجال سير منهسجينًا واضح المعالى مميز السمات . 

.أما الدراسات الحديئة فليس لنا أن نبدى الرأى فى صنيعها حبى نعرضها عرضاً 
علميا يكفل أنا الحكم الصائب السديد . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 


وبرغم هذا المجهود العلمى المشكور الذى قام به الثقاد القداى حيال المتنى 

فا زال كثير من جوانب الدراسة بكرا لم تمسه يد باحث . كا أن هناك كثيراً من 
جوانب الدراسة اللبى تناولها ىق حاجة إلى العمق الذى لم يوفره لما القدماء . 

فى ناحية المعانى نراهم قد اهتموا اههاماً كبيراً بمسألة السرقات . كأنها المعين 
الوحيد الذى استى منه المتنى أقكاره . ول يحاولوا مطلقاً ,: تتبع اق معانيه لمعرفة 
ما إذا كانت نتيجة تجربة ذاتية مرت بالشاعر وتأثر بها فأفصح علها فى شعره 
أم هى نتيجة تفكير عقلى وفيض نفسى . وبالتالى ما استطاعوا أن يوقفونا على الصلة 
بينه وبين أديه ومدى اعتبار أدبه ممثلا لنفسيته وتاريحه . بل 1لهم ما حاولوا ذلك برغم 
حومهم الواسعة الضافية . 

كان المتننى مثلا قلق يشكو الحسد والحساد ويبكى منهم مر البكاء هذه 
ظاهرة يارزة فى أدب المتنى ذات صلة عميقة بتاريخه وبتفسيته ذكرها الأدياء 
ومروا يها أثناء مناقشهم أدبه وتفسيرهم له . وما حاولوا بيان حقيقها . وهل ىق 
حياة المتنبى ما يستدعى ذلك كله . وما حاولوا مثلا أن يوفقوا بين ذلك الضعف 
النفسى وبين تغنيه بالشجاعة وادعائه الاستخفاف بالأزمات وقدرته على منازلة الدهر 
ثم إن المتنبى كان كثير التخنى بالقتل والقتال كثير التعرض للأعاجم محرضاً العرب 
على التخلص منهم مهما كلفهم ذلك من دماء وأرواح وتلك ظاهرة تستوجب التفات 
نقاده ومؤرخحيه ولكنا وجدناهم ينصرفونت عن هذه الظاهرة برعم أمها كانت واضحةي 
ملموسة حبى ق أشعار صباه . 

وفى ناحية الموسيى لم نجد من النقاد إلا انصرافاً وإعراضا عنها . اقتنعوا بأن 
المتننى لا يهم م بالألفاظ فانصرفوا عن أسلويه وعن موسيقاه . والذين اهتموا بأسلو به 
ما استطاعوا ا أت يبينوا سماته الأسلوبية وتخصائصه الموسيقية سواء فى ذلك خصومه 
وأصدقاوه . 

فإن كان المتنبى جميل الأسلوب عذب الموسيى . فا دواعى ذلك ؟ جرس 
الألفاظ الى أجاد اختيارها مثلا ؟ أم التكرير الذى اشتهر به ؟ أم انسجام فى 
توالى المقاطع وتردد بعضها بعد قدر معين مها . لما عرف عن المتنبى من براعة ق 
حسن التقسم . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م" 

وإن كان مضطرب التسج قبيح الصياغة معقد الأسلوب فا دواعى ذلك . 
لقد أمدونا بالنتيجة وما بنوها على تحليل عميق دقيق يرضى النفس ويقنع العقل . 

ثم إن أدب المتنى . ومن على شاكلته من الأدباء ما زالت له الصدارة ى 
يجالس الآانس وحلقات الدرس برعم مضى أكبر من ألف عام على وفاته . وليبس 
يعلم إلا الله مدى الزمن الذى سيظل عامراً بهذه الدراسة . فا مرد ذلك ى شعر 
المتنى ؟ ألآنه أدب صادق ممثل لنفسية صاحيه . ألا نه أدب جد لا يعرف 
التخدث والميوعة آلا أنه يدعو إلى العصبية العربية والتحلل من السيطرة الأأجنبية 
( أى لنزعاته السياسية ) آلآ أنه يرضى غرور النفس ويشيع كيرياءها و بهذا الفخر 
الواسع . أم لآنه يرضى طموحها ويشيع ثوربها بوصف معاركك القتال . أم لما يفيض 
به من حكم وأمثال أم لما يشتمل عليه من معان عميقة وأفكار دقيقة تقتع العقل 
وترضى الفكر . أم لأنه أدب إنسانى النزعة يتعجاوب مع كل نفس وى كل حالة ع 
لأن صاحبه كان خخيراً يأحوال النفوس راضية وساخطة . أم لذلك كله معآ . أم 
لغير ذلك من علل وأسباب لم يتعرض النقاد القداتى لدواعى هذا الخلود مع أن هذه 
الظاهرة من أهم مجالات الببحث ومواضع الدراسة . 

هذه بعض النواحى الى لم يوفها السابقون حقها من البحث . ولا أمدونا فيا 
ما يشيع ويقتع . قد يكون ذلك لعدم تقديره جدواها . أو لعدم توفر أسيايها 
وإمكانيانها . 

وأعما كان السبب فقد تركوا الباب مفتوحاً لدراسات ما زالت عامرة -جديدة 


حى الروم : 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


الكحتامب السثاش 


المحتى, مين تأاهكايةه ثّ كدت 


مام». أعع/ناح ]1ص . ناننانانا 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


هيك 


الف ل الآوَلٌ 


كانت الحملة الفرنسية على مصر سنة ١74/‏ م . فاتحة عهد جديد قى جميع 
مقومات الحياة العربية . فقد أيقظت البلاد منسياتها العميق . ونبهتها إلى معالمالتجديد 
فى عالم الغرب . فأخذت « تنظر دهشة إلى دنيا حافلة بالحديد قف نظ العيش 
ووسائل التغلب على قوى الطبيعة ويَذْئيلها للإنسان با لجترعات الحديثئة . وق نظلم 
الفكر وعالم المعانى والاداب . وما خلقه أدباء الغرب من صور وديجوه من كتب 
ونظموه من شعر سطروه من على مبى على التجارب الممحصة . ومن حقائق مؤيدة 
بالبراهين الساطعة١١)‏ , 

و برغم أن اليلاد العربية فق هذه الأونة قد استيدلت استعماراً باستعمار 
وسيطرة بسيطرة . وخرجت من أيدى الآتراك لتقع فى أيدى الفرنسيين فإن هذا 
الاستعمار الحديد كان بمثابة الشرارة الى بعثت فيها حرارة الحياة من -جديد . 

ويبدو أن العرب رأوا فى رابطة الدين الى ربطهم محكامهم من الترك وق 
الحلافة الى اعتاد المسلمون أن يذعنوا لها بالسمع والطاعة ‏ محافظة على وحدة 
الأمة وجمع شملها - باعثا للم على الولاء لمؤلاء الحكام الأتراك الذين استتزفوا 
دماءهم وأرهقوهم بما للا حول لم به ولا قوة . بل نهم أماتوا فيهم روح الثورة والفتوة 
الى هى أخص خصائص العرب والبى فتحوا ما فتح الله عليهم من الأرض بسببها . 
كنا طمسوا معالمالفصحى بالعمل على نشرالركية بينهم وجعلها لغة السياسة والدواوين. 

بيها رأوا فى أولئك الفرنسيين غراية فى الحنس واللغة والدين ونظي العيش وطرق 
التفكير . فاندفعوا إلى مقاومتهم وإعادة أرضهم من أيديهم تحركهم هذه الدوافع 


56١ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 
الذاتية من -جانب وإنحاءات السلطان ودسائس الإنجليز من جانب آخر . 

نم يطل أمد هذه الحملة الفرنسية على مصر . فقد دخلوها سئة 48/ا١‏ م 
وأخرجوا منها فى سبتمير سنة 18٠0١‏ م .)١١.‏ 

وبركم ذلك فإمبا تعد نقطة تحول 2 تاريخ هذه اليلاد حبى مها تعل بدءآً 
لكل جديد فيها . 

ويرجع السيب الرئيسى فق ذلك ى نظرنا إلى أنها دفعت إلى خلق قيادات 
شعبية ذات سياسة واضحة وفلسفة قوعة . وأن هذه القيادات أخحذت تشحن 
النفوس وتثيرها ضد انحتل مهما اختلف لونه . وتدفعها إلى إنمَاذ اليلاد من بده 
والعودة يها إلى عهد الحرية والاستقلال . 

وهذه القيادات الشعبية مظهر من مظاهر الهضة الفكرية واليقظة الشعورية 
والوعى القوبى وهى ق مسيس الحاجة إلى إثارة النعرات القدمة وإحياء ما اندثر 
من تاريخ الآمة لتثير به النفوس وتشحذ العزاتم وتستتقد البلاد . 

فإذا ما أضفت إلى ذلك ما قام به الفرنسيون من مجهود علمى واسع النطاق ‏ 
حيث أنشأ نابليون مسرحاً للتمثيل ومدارس لأولاد الفرنسيين وجريدتين ومصانع 
ومعملا للورق . وأسس مراصد فلكية . وأماكن للأبحاث الرياضية والنقش والتصوير 
فى حارة الناصرية . وأسس مكتبة عامة يفد إليها كل من يريد المطالعة وكان 
بها عدد كبير من الكتب العربية(؟2 . أدركت أن هذه الحملة كانت عاملا 
مهما فق إيقاظ الناس من سبامهم العميق وق تنبيبهم إلى ما لدى غيرهى من حضارة 
سيق . وق إرشادهي إلى الملبعم الذى يجب أن يسلكوه إن أرادوا لأنفسهم أن محيوا 
كما محيا غيره من الناس وأن يعيشوا كما يعيشون . 

وبذلك نرى أن هذه الحملة أفادت مصر فائدتين . 

(1) خلصها من الحكم التركى وخلقت فيها قيادات شعبية بزعامة الشيخ 
عمر مكرم نقيب الآشراف . والسيد أحمد امحروق شيخ تجار القاهرة . والشيخ 

)١ (‏ أنطر تاريخ مصر ق العصر الخدت ص 7١‏ وما يعدها . 


0( اتطر فى الآدب الحديت -ه ١‏ ص 4 ١‏ دقلا عن عحائب الآتار فى الترام والأحبار الشيخ 
عند !١‏ حمن الخيرق . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا" 
السادات . وأن هذه القيادات الشعبية قعدت للفرنسيين كل مرصد . وبذلك 
استيقظ الوعى الوطى واضطر الناس إلى التكافل الاجماعى والتضامن التام حبى 
يخلصوا أنفسهم من نير امحتل الحديد . 

(ت) أوقفت المصريين وغيرهمى من العرب على معلم التجديد وآثار البووض 
الفكرى والأدنى . فأحيت فهم الوعى وأيقظت فيهم الإدراك . 

فإن تك تلك الحملة شرا أريد بالبلاد . فقد تفتح مها اللير الذى ربطنا 
بالحياة من -جديد . والذى أحيا فينا شعورنا مستولياتنا نحو أنفسنا وأحيا فينا شعورنا 
بما لنا من ماض ثليد . وعلى ضوء من هذا الماضى وذاك الحاضر سرنا نشق طر يقتأ 
فى الحياة من «جديد . 

من أجل ذلك يعد المؤرخون هذه الحملة مبدءاً للعصر الحديث الذى يعبى 

ولكن تعدرت خطا هذا البوض السياسى أحيانآً ى عهد الاحتلال الإنجليزى 
وعلى يدى كثير من أبناء محمد على . فإن الحياة العلمية والأدبية وبجدت فيها الركائز 
الى تدعمها والى تمدها بأسباب النضرة والازدهار . والى تحميها من الانتكاس 
برغم محاولات الإنجليز بعد . وذلك بالبعثات الوفيرة الى ذهبت إلى أوريا وبالمدارس 
اختلفة الى أنشأنما الدراسة قد البلاد بالفنيين ىق جميع مرافقها كهدرسة الطب 
والمدرسة الحربية ومدرسة الإدارة والألسن . ثم مدرسة دار العلوم ودار الكتب ثم 
الجامعة المصرية فيا يعد . 

كنا ساعدت الطباعة على تدعم هذه اليقظة وتثبيها بنشر كثير من تراث 
أسلافنا وتقدبمه زادآ للعقول وذخيرة للألسن . «١‏ ومن أشهر الكتب البى طبعت فى 
تلك الحقبة . المثل السائر . والأغانى . وتاريخ ابن تخلدون . ومقدمته . والعقد 
الفريد لابن عبد ربه وفقه اللغة للثعالبى ووفيات الأعيان وإحياء علوم الدين 
للغزالى وتفسير الرازى والبخارى وشرح القسطلانى . وحياة الحيوان ونقح الطيب 
وقانون ابن سينا فى الطب وتذكرة داود وغير ذلك من نفائس الكتب البى عملت 
على تغذية العة ل ينتاج السلف ومهذيب اللغة وتقوعها )١١.‏ 


.59 انطر والأدب الحمديت <١ا ص‎ ١0 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ع 6 ؟ 


ا وجدت اللحياة السياسية والعسكرية من يعمل على اللهوض يها والسير 
بها ى الطريق الوطبى الصحيح كأحمد عرانى ومحمود سانى البارودى . وجمال الدين 
الأفغانى ومحمد عبده وعيد الله النديم وغيرهاً . 

وإذا كانت عناية الحا كين ق هذه الأ ونة ق جملها عسكرية وعلمية . كماية 
اليلد وأهدافها من كيد الطامعين فيها فإن الأدب سيجد قطعا الجالات الحتلفة 
الى تأخحذ بيده . والبى تساعده على اللهوض والارتقاء . لأن الأدب مظهر من 
مظاهر الحياة متأثر بباق مظاهرها . مؤثر بدوره فيها . فأى مبضة تدب ق أى زاوية 
من زوايا الحياة سينال الآأدب منها نصيباً . 

أضف إلى ذلك أن الأدب وصف للحياة وتفسير لما . فإن تكن اللحياة حية 
نشيطة كان وصقها وتفسيرها على قدر ما تتمتع به من «هضة وعاء . 

على أن الأدب لى بحرم الرعاية اللخاصة . فد مر بنا أن الحكومة أنشأت مدرسة 
للودارة والألسن م مدرسة دار العلوم وآنشأت دار الكتب وأتخحرجت مطيعها كيرا 
من أمهات المؤلفات العربية . كما عمرت مجالس العلم والأدب يحضرة المصلح 
الشيخ جمال الدين الأفغاق . وتطورت طرق الدراسة بالأزهر على يدى تلميذه 
الشيخ محمد عبده . 

فليس غرييآً إذآ أن نعد الخملة الفرنسية البى أثارت كل هذه الدراسات 
وتحلقت كل هذه الاتجاهات ودفعت البلاد إلى السير وراء أسمى الغايات ميدءاً 
لعصر جديد . يحب أن نوفر له دراسة مستقلة ذات منهج سديد وهدف رشيد ‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


الفصل الثاى 
التيارات الثقافية المؤثرة فى النقد الحديث 


عهيد : 

بينا بالفصل السابق أن الحملة الفرنسية على مصر كانت عثابة الشرارة البى 
ديت على إثرها حرارة الحياة فى الثم العربية من جديد . 

وبالرغم من أن هذه الحملة لم تكن المرة الأول البى يتصل فيبا الشرق بالغرب. 
لم يكن هذا الاتصال بالاتصال الذى يغبط عليه العرب . كنا سبقه من اتصال 
فكرى ق عهد المنصور العيابى ١5‏ ه . » 54ه/!ا واتصال عسكرى ق عهد 
هارون الرشيد ١١58‏ ه ء 85/ م وق عهد سيف الدولة الحمدانى من بعده . فقد 
حفز العرب إلى إحياء ماضيهم والتأسبى بالأوربيين فق حاضره, . وبذلك حقق ما حقق 
الاتصال السابق من مارب وآمال وظهرت على إثره تيارات ثقافية واضحة المعالم 
محددة الرسوم : 

وقد استطاح العرب إيان نهضتهم تمثل الثقافات الوافدة ومزجها يثقافانهم 
الحخاصة حبى صرنا نتلمس يصعوية آثار هذه الثقافات ق مؤلفات كبار أدياثنا 
كال خاحظ واين المعتز وعبد القاهر وغيرهم . 

بيا نرى الاآان تيارات ثقافية مختلفة واضحة المعالم . لا نجد صعوبة فى 
تعرف مصادرها ومناهجها وأذواقها . إن لم تدل على نفسها بكل صراحة ووضوح ‏ 


التيار العرى : 
فهناك التيار العرنى اللختالص حيث حاول العلماء فى هذه الأونة عرض التراث 
الفقكرى العربى بعد أن طمره الحكم التركى بطبقة كثيفة من النسيان والإهمال . 
ويذلك عادوا بالناس إلى أمهات الكتب الى ألفت فى عهود الفتوة والازدهار . 
فيرى الشيخ محمد عبده قى بير وت يشرح مبجج البلاغة . ومقامات بديع 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


6 
الزمان الحمذاتى ملا عاد إلى مصر كانت درسه ق البلاغة تختلف عن تلك الكتب 
الى أفسدمها عجمة مؤلفيها . واختار من كتب البلاغة دلائلالإعجاز . وأسرار البلاغة 

لعبد القاهر اللترجانى . وكان السبب ق نشرهما لينتفع الناس يهما . 

وقد عهد إلى الشيخ سيد بن على المرصى فى تدريس كتب الأدب بالأزهر 
أمثال الكامل للمبرد وديوان الحماسة لأنى تمام . 

كذلك أنشأ جمعية لإحياء الكتب العربية نشرت المخصص لابن سيده7') . 
هذا بالإضافة إلى ما قدمته المطبعة العربية من مؤلفات لما ورَمها وتخحطرها . وقد 
أحصينا بعضها من قبل . 

وكانت دار العلوم تعد طلبتها لتعلم الفصحى ونشرها بين جمهرة المثقفين 
وقد أدت رسالها وما زالت تؤديها ى ثيات وإعان وصير . 


دور 

وم يكن العلماء وحدهم بالسابقين إلى نشر هذا المراث العرنى القوبم » بل 
إن الأدباء بدورههم نزعوا هذا المتزع . حيها وجدوا أن أدب العصر التركى صورة 
ممسوخة مشوهة لا حرارة فيها ولا حياة . ورأوا أن الكلف بالبديع الذى هو سمة 
الأدب قى عصور الضعف لا يدل إلا على فقر فق الإحساس وموت ق الشعور . 
فضلا عما فيه من تعمية تصيب الأساليب . فتعجزها عن الإفصاح عما تتحمله 
من معات وأخملة . وبذا فقد الأدب تمي خصائصه ولم يعد أداة تثقيف واإثارة 
واستمتاع 1 

وقد راد المحدثين إلى المشرح الصاق والمورد العذب العير الشاعر محمود سابى 
اليارودى رأس الجددين فى العصر الحديث . 

وكأتما شاء الله أن يبعث للشعر . « من ينهضه من كبوته ويقيله من عيرته ويلى 
مبذه الآفات والأوضار بعيداً ويعيد للبناء قوته ويحده وزتحرفته الطبيعية الخذابة 
دفعة واحدة كأنما هى عصا ساحر قلبت الميتحينًا والضعيف قويًا والمعدم ثريا . 


)١(‏ اطر ترحمة الشيخ محمد عنده يككتاب فى الآدب الحديب - ١‏ ص “ا ؟ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


عه ؟ 


كان هذا على يد إمام اللبضة الشعرية ف العالم العربى محمود البارودى 2١١»‏ . 

عكف اليارودى على قراءة أشعار الأقدمين قراءة بصيرة رشيدة . واخحتار 
مها تلك الجموعة الضخمة المعروفة باسم « محتارات البارودى 6 وهى عنوان واضح 
عل دقة الاختيار وبراعة الانتقاء . وجمال الذوق . فكان ذلك إلى جانب الاحداث 
العظمى الى خخامرها . ومرت يها البلاد ىق حينه واشيرك ينصيب كيير فيها ونق 
وشرد من أجلها . إلى جانب الخروب الكثيرة البى نخاضها واشترك فيها وما امتازت به 
طبيعته العسكرية من صرامة وصراحة وبعد عن التكلف سبياً فى نبهضة الشعر . 
والعودة به إلى عهود القوة والفتوة . واتخاذه وسيلة طبيعية لتصوير الحياة وما فيبا من 
أحداث . والتنفيس عما تمتلى* به النفس من مشاعر وألحاسيس . سارة أو ألعة . والبعد 
به عن تلك المتاهات الى يضل فيها الفكر ويعيا الإدراك . 

فكان علماءنا وأدباءنا توفروا على عيون الشعر العرلى فاتخذوه زاداً لعقواثم . 
وذخصيرة لأنفسهم . وعرضوه على الناس فى صورة محتارات هما فعل البارودى . أو 
شرح لما اخختاره فحول السابقين . كنا فعل المرصى فى شرحه حماسة ألى تمام . 

وبذلك نرى أن حركة -جديدة دبت فق الذوق العرنى وتطوراً ملموساً حدث 
فى محيط النقد . وأن الناس فهموا حقنا مهمة الأدب . وأنه ترجمة عن النفس . 
وتفسير للحياة . وليس رياضة عقلية وصناعة لفظية . وأن مثل الشعر عندهم وأحسنه 
ما جاء على مبج القدابى من جاهليين وإسلاميين وعياسيين . 

وتلك حركة طبيعية تسبيق كل خلق وتجديد . ثا الحديد إلا تطور طبيعى 
للعديم أو رد فعل له . وليس شيئا تلقائيا يتتجه العدم . ويوجده الإملاق . 

قلايد إذن من بعث واع لراث الأقدمين قبل وضع بذور التجديد . و بخاصة 
إذا كان هذا القديم حسيًا يتجاوب مع التفوس . ويساير الأحداث . 

وقد سارت على نفس الحطا حركة البعث للا داب والعلومالآ'جنبية ععدههعندصعمد1 
« فن المعلوم أن أساس تلك البضة قد كان بعث الثقافة والا داب اليونانية واللاتينية 
القديمة فى إيطاليا . الى نزح إليها فى أول الأمر علماء وأدباء بيزنطة فى القرن 


. ١858 ص‎ ١ <> انطر ق الأدب الحدمت‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


بره ؟ 
الحامس عشر الميلادى . حاملين معهم الخحطوطات الإغريقية واللاتينية القدمة . 
بعد سقوط بيزنطة أو القسطنطينية فى يد الأتراك7١)‏ » . 

وعبى أساس من هلأ المعث للهديم تمتحت احماة حن مذاهب تقذاية واتجاهات 
أدبية للها مالا من ميزة ى حياة النقد المعاصر . 


التيار الأجنى 

لم تكد تدب حركة البعث فى أوصال الأدب العرنى الحديث ويعرضه العلماء 
ويحتذيه الشعراء ويرى فيه الناس لونآ مغايراً لما ألفوه من أدب فى عصر التخلخل 
والضعف حى بدأ تيار آخحر حملته إلى البلاد تلك البعثات الوفيرة التى وفدت إلى 
أوربا وحركة الرجمة الى بدأت نشيطة منذ مطلع هذا العصر . 

وقد تصادف أن كانت معظم البعثات الى تفد إلى أوريا تقصد فرنسا . وهى 
مهد .حركات التجديد ق الأدب الغرنى . 

١‏ وذلك لأأن الفرنسيين اعتبروا أنفسبم الورثة الشرعيين الحقيقيين لأتيكا وهى 
المقاطعة الى تقع فيها مدينة أتينا . والبى ظهرت فيها عيون الأدب والتفكير الإغريق 
وعميزت بروح خاصة لا تزال تعرف يالروح الأتيكية . ولا يزال الفرنسيون يفخرون 
بأنهم ورثة تلك الروح”' . 

ومن عدجائب الصدف أن كان الأدب الفرنسى مصدر الإلخام لابنان أيضاً 
وذلك لآن لينان « كان أسبق الدول العربية إلى الاتصال باللغة الفرنسية كا كان 
للإرساليات المسيحية فضل تغذية الأذهان يصنوف من العلوم والفئنون حتى أخحدت 
سمها إلى مدارج الثقافة الأوربية ورفت ى أفقها الأضحيانى احميل . من هذه 
المنايعم الى أتيحت للبنان أخذ الخيال العربى يحلق فى مسابح الخيل الأورف . 
وشرع اللبنانيون يسيغون من هذا الرحيق الحالد فهتفوا بملاحن غريبة على الأذن العربية. 
وألوان لم تكن مألوفة للذوق العرنى من قبل0؟ . 

من هذا نرى أن تياراً آخر بدأ يسرى فى محيط الخياة العربية وهو تيار لا يمكن 


سما نظ ممم سر سس رو سس سا اي اسان ا ب 1 


. 4١ انظر الأدب ومذاهبه للدكتور محمد مندور ص‎ )١( 
. 4١ (؟) انظر الأدب ومذاهيه ص‎ 
21١١ © ٠١ الشعر العرى ق المهجر ص‎ )*( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


89 ه؟ 


دفعه بل ولا سن ذلك إن أمكن. ّنه أفكار وأتحملة وعواطف ستتسرب قَطعاً إلى 
نفوسنا ومن ثم تسرى ف أدينا ‏ ولأنه مناهج ستتسرب حها إلى عقولنا وصوف تندفع 
ولو لم نقصد ‏ بوحى منها للنظر فق أدينا لتفسيره وتقويه من -جانب . ولوازنته 
بأداب الغرب من جانب آآخر . 


ولم تكن فرنسا هى الدولة الوحيدة من دول أوربا اللى تم الاتصال يها . ولكن 
منيت مصر بعد ذلك باللاحتلال الإنجليزى سنة 18/807 م وازداد نفوذ الإنجليز 
فى البلاد العربية مع الزمن . وطالت إقامتهم بمصر والسودان والعراق والمن والآردن 
وغير ذلك وفرضوا اللغة الإنجليزية فرضاً على تلاميذ المدارس . وبذا اتصل الأادب 
العرنى والفكر العربنى ق هذه البلاد اتصاله مباشراً بالأدب الانجليزى والفكر 


بيها استمرت سوريا ولبئان ودول المغرب تحت السيطرة الفرنسية حبى غلبت 
عليبم ثقافها ولغها . وبذا امتزج الشرق بالغرب امتزاجا سياسينًا وعسكرينًا وعلمينًا 
وأدبيًا . إلى أن أذن الله لكثير من هذه الأم أن تنفض عنبها عار الاحتلال . وما 
زال باقببًا يكافح بكل عزعة وإصرار للوصول إلى هذه الغاية . 

ولكن بقيت 5 ثار الاتصال الفكرى والآدب باقية إلى اليوم وستبى إلى ما يعد اليوم . 

لأن العلماء والأدباء ليسوا كرجال السياسة ورجال الحرب يزنون الأمور 
بما قدره عليهم وحده من مغاهم وكسب وما توصلهم إليه من فرض السيطرة ونشر 
السلطان وما توفره لم وحدهم من فرص النصر والغلب وما تتزله بأعداتهم من نصارة 
وغدر ويحيق بهم من سوء ومكر . 

ولكنهم يرون أنفسهم رسل السلام للبشرية كلها والمترجمين الحقيقيين عن 
آمالها وآ لامها والمعبرين عن مشيئتها وإرادتها والناطقين بلسالها والناشرين لأفكارها . 
فهم رسل هداية وملائكة رحمة . ومن ثم يتعالون عن غدر السياسة ومنطق الضغينة 
والمككر . ويتواصلون ما وسعهم اللحهد فى شكل مثتمرات دولية أو زيارات شخصية 
أو بعثات رسمية أو غير ذلك من وسائل الاتصال البى وفرها العصر ويسرلتها الحياة . 

وما اتصل الآدب العربى بالأدب الإنجليزى والفرنسسى اتصل بالادب 
الأمريكى وعاش معه جني إلى جنب حينا ضاق لفيف من أدباء لبنان بالحياة 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


٠ 
فيه فى ظلال الحكم. العمانى فهاجروا مؤثرين الحرية فى أرض! الأمريكيين على العيش‎ 
ف يلدهم تحت نير العمانيين . ولا كان سلطان العمانيين على بلاد الشام فى تلك‎ 
الفئرة يلى على معارف وجه الحياة سدلا كثيفآ من الحهامة والقتام . فقد هاءجرت‎ 
إلى العالمى الحديد كوكبة من الشعراء والكتاب ايتغاء الحرية والعراء . وهنالك تنسمت‎ 
الأذهان عبيراً من الحرية لم تعبق به سماء لينان . وحلقت تلك البلابل المهاجرة ىف‎ 

أجواء لم يخفق فيها جناح عرلى .)١7‏ 

تم بدآت أمريكا تصوب أنظارها صوب الشرق فنزلت جالياتها بكل مكان 
خصيب فيه وأنشأت الخجامعات الأمريكية عصر وبيروت وغيرها . ونزل علماؤهم 
وخبراؤه بالعر بية السعودية وعسكرت جنودهم بليبيا وعلى مشارف أرض العروية 
بتركيا وإيران ‏ ووفدت يعثات وفيرةمن الشرق إلى أمريكا لتتزود من علوم الأمريكيين 
وآدابهم . م عادوا إلى بلادهم ينشرون ما تلقوه هناك من علم وفن . 

م اتصلنا حاليا بالأدب الروسى اتصالا مباشراً ويدأنا نقرأ لسي.ونوف 
وكراتشوكوفسكى وغيرهما . وذهيت يعثاتنا العلمية إلى كثير من بلدان الاتحاد 
السوفيى . كا تمت زيارة بعض أديائنا لحذه البلدان وقد عادوا بعد أن تبيتوا حقيقة 
هذا العالم واتصلوا بدور النشر فيه والتقوا بأدبائه وفهموا عنهم كثيراً من أرانهم 
فى مسائل الفن ومذاهب الأدب . « ولكن زيارتى للعالم الاشتراكى -جعلتى أتبين 
الغموض »(') . 

اتصلنا بآداب العالى على أتم ما يكون الاتصال . ووقفنا على تياراتهم النقدية 
ومذاهبهم الأدبية . 

فعرفنا الكلاسيكية (ع مدقت 1251  )0‏ هى الأدب الذزى ستوحى الاداب 
اللاتينية واليونانية ويستمد منها مادته مع اههامه بالصياغة وتجويد الأسلوب وأهم 
صفاته الاعتدال والوضوح (") . 

)١ (‏ الشعر العرنٍ ق المهجر ص ١١‏ . 


(؟) الأدب ممذاهيه ص 7ه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


55١ 


وعرفنا الرومانتيكية (#صعنةهدصمت]) الى هى ف جوهرها ثورة تحريرية 
للأدب من سيطرة الأداب الإغر يقنية واللاتينية القدعة ومن كافة القواعد والأصول 
الى استتبطت من تلك الا داب . لكى تتحرر العيقرية وتنطلق على سجيبها . 

وضابطها الوحيد هو هدى السليقة وإحساس الطبع حبى يرى كبار شعرائها 
يزعمون أن أروع القصائد ماكانت أنات خالصة أو عبرات صافية .)١(»‏ 

وعرفنا الواقعية (#عنتصع.ة) الى تسعى إلى تصوير الواقعم وكشف أسراره 
وإظهاره عفاياه وتقسيره . ولكنها ترى أن الواقع العميق شر فى جوهره وأن ما يدو 
خيراً ليس فق حقنيقته إلا بريقآ كاذيا أو قشرة ظاهرية » . 

ويرى الواقعيون أن كافة القم المثالية الى نسميها قيما خيرة ليست واقع اللحياة 
الحقيقية وإنما هذا الواقع هو الآثرة وما ينيعث عنها من شرور وقسوة ووحشية 
وما القم الأخلاقية والمواضعات اللجماعية إلا أغلفة نحيلة لا تكاد تخى الوحش 
الكامن فى الإنسان وهو ذلك الوحش الذى عبر عنه الفيلسوف الإنجليزى الواقعى 
هويز . يقوله : « إن الانسان للإنسان ذتئب ضار . (قنامم1 تصمتصحط ممست » (5) , 

عرفنا هذه المذاهب وغيرها من الطبيعية (عصهنلدهد<63.ة) و«الرمزية (*) 
© معنادطم روء.1) واختلف مقدار حظ أدبائنا من الثقافتين العر بية والعر بية . 

فهم من كان ذا حظ عظم مهما . ومهم من غلبت عليه النزعة الغربية 

حى لا يكاد يبين بالعربية . ومهم من غلبت عليه التزعة العربية حبى أيكاد 
يكون إنتاجه يحاكى بديع الزمان الحمذانى أو اللداحظ أو نحوهما عن ذوى الأسلوب 
القديم () . 

وقد أنجذ يعض أدبائنا بتحسس مقاهم مذاهب الأدب الغر فى قَّ أدينا العر؛ ى 
ويحاول بعضهم تقليدها فى إنتاجه الى . مع أن لكل من الأدبين العرنى والغرنى 

مزاجآ خحاصًا وطابعاً خحاصًا . وقد نثأ كل مهما فق بيتات طريعية وعقلية ونقسية 


0١ 0)‏ الأدب ومذاهيه ص »© . 

(0) الأدب ومذاهيه ص هم . 

(*) للدكتور درويش الخحندى فى هذا الموصوع رسالة ضافية بمكن الرجوع إلها بعئوان الرمزية ى 
الأدب العرلى . 

( 6 ) انظر التوجيه الأدفى ص 7١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


قف 
واجماعية تخالف الأخرى . فليس من المعقول أن يتساوى النوعان ولا من الإنصاف 
أن نتخذ من سمات الأدب الغريب وفنونه الخديدة مقاييس نطبقها على أدينا 
العر فى القديم : 

وإل جانب ذلك كله كانت هناك حركة نشيطة فى دراسات تعين على فهم 
الأدب ونقده . وتفتح كثيراً من مغاليقه . فقد مهضت الدراسات النفسية وفهم 
العلماء أعماق النفس وأغوارها وفهموا علاقتها بالإنتاج الأدنى وأثرها فى روح 
الأدب وف شكله . 

كذلك اهم فريق من العلماء المحدثين بلراسة فلسفة الحمال واهم آخرون 
بدراسة المسيى وهما عنصران من عناصر الثقافة يعينات الثاقد ويبدمانه ببعذى 
جوانب الفن ويسبلان عليه تقويم الآدب وتقديره . 

وبالإضافة إلى ذلك مبضت الدراسات اللغوية وتعددت جوانب الببحث فييا 
واكتشفت أسرارها ودلانها ولحجاتها وأصواتها وتاريخها وأسس تطورها إلى غير ذاك 
مما يرشد الأدبي ويعين الناقد . 

نشطت هذه العناصر الثقافية وسواها «تمثلها النقاد والأدباء أو غدت بمظنة 
تأثرهم يها وانتفاعهم يها على الأقل . 

ولا يمنا هنا أن نبين آثار هذا الاتصال وتلاك الدرادات فى أدينا الحديث 
وإنما الذى يعنينا هنا أن نقول - 

إن هذه التيارات الآدبية والمذاهب النقدية من أوربية وأمريكية وروسية 
وتلك العناصر الثقافية من نفسية وفلسفية وموسيقرة ولغوية . غيرت من طريقتنا ى 
تناول الأدب وغيرت من مزاجنا النقدى وذوقنا الأحنى ومن أجل ذلك آثرنا أن نتزل 
على منطق الواقع ونتخضع لطبيعة الأشياء ونتناول نقاد هذه الفئرة فى كتاب مستقل . 

وإن كنا ستلتزم التقسيم الذنى سرنا عليه بكتاينا الأول فى جملته حرصاً على 
الْوحدة المبجية الى يحب أن تتسم يها كل دراسة هادفة رشيدة . 

ونحن لا نتوقعم أبدآ . ولا نطمع أن نجد فى أدب المتنى بذور تلك المذاهب 
الأدبية الوفيرة التى عرفتاها فى العصر الحديث . لأن ذلك معناه أننا همل خطا 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ولف 


الزمن ونتكر آثار التطور وننظر إلى القرون الغايرة بنفس النظرة الى ننظر بها 
إلى العصور الى تمثلت كل مقيمات الحضارة والعمران . وذلاك ما لا يقره منهج 
العلمى ولا يرضى عنه المنطق السلم . 

وكا أنه لا يصح لنا أن نفتش فى أدب المتننبى أو غيره من القدامى عن بذور 
تلك المذاهب وتلك المقاييس . لا يصدلننا أن نحكم فيه تحكيا جامداً تلك 
المقابيس الى استجدت فى محيط حياتنا الأديبة . أو الى اقتبسناها من آداب 
سوانا من الأنم . لأن تلك المقاييس النقدية وهذه القم الفنية نشات تحت مؤثرات 
سماسية وثقافية ونفسية وآ اجماعية لم ينشأ دك الأدب القديم تحت تحت تأتيرها وبدافم 
مها بل كانت له ظروفه ومؤثراته الخاصة فتطبيقها عليه تعسف به إن لم يكن 
جناية عليه . 

وليس معبى ذلك أننا لن ننتفع بكل تلك الدراسات الحديدة فى مجال دراستنا 
لآداينا القديمة الموروثة الى نشأت قبل نشأة تلك المقايبس . وقبل نشأت المثرات 
الى سيببها . بل إننا سنتتفع بها نفعاً محقق الغاية واسع المدى . 

لأن كثراً من زوايا الدراسة الحديثة المتدخلة ى تقويم الآدب وتقديره لم 
يكتب لا التفتح والازدهار . برغ عراقة ماضيها ‏ إلا فى العصر الحديث كعلم 
النفس والاجماع وفلسفة الحمال والمسيبى . وغير ذات من العلوم والفمون . والنظر 
إلى الأدب القديم بعقلية وعت كل هذه الثقافات . ووقفت على كل هذه 
الدراسات سيفتح أمامها أبوابآً من امال الفنى كانت موصدة أمام الباحثين 
القدامى الذين ل تتح الم هذه الفنون والمعاوف . وبذلاك يحيا القديم وتكتشف 
ذخحائره دون أن نتعسف به أو نقضى عليه مساب مذهب من المذاهب أو مقياس 

من المقاييس . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


َّ6ظظ”ق”_”32 


الا بالأول 
الدراسات اللغوية 


انتهى اللغويون القدابى من ذكر ملحي على المتننبى . وقد رأينا ىق بعض 
مآخذهم تعسفآ مبعثه [همالم للمذهب الذى لقنه المتنى صغيراً . وعاش فى ظلاله . 
وشب بين شيوخه وأعلامه . وهو المذهب الكوق الذى لا يلتزم كل ما يلتزمه 
البصريون من أراء وقوانين . 

كنا رأينا من المتنبى جنوحا عن القصد فى يعض ألفاظه وتراكيبه . وخروجآ 
عن الهج العروضى فى بيتين من شعره . ولكن ذلك كله لم يكن من الكيرة بحيث 
يصع من قيمة الديوان أو يطمر الشاعر فى زوايا النسيان . 

ِل ترقنا هناك تلك الروح الدفاعية الى تجلت ىق أى العلاء المعرى . وتاقشنا 
اتجاهه ورأيه بما فيه الكفاية والمزيد . 

ونحب أن نقول هنا إن الدراسات اللغوية الحديثة التِى :هضمت نبضة واضحة 
المعالى ظاهرة الأثر . لم يكن لها أثر كدير فى مجال دراستنا عن المتننى . 

وذلك لآن اللغويين المحدثين لم يهتموا عناقشة تلك الحزتيات ء قدر اههامهم 
بدراسة أسرار اللغة ودلالاعها وأصواتها ولحجاتها وتاريخها وفصائلها وصلتها بالمجتمع 
مما بعد محثاً فى صمم اللغة وفلسفها لا تحليلا لبعد جملها ودراسة تبعض مفرداما 
وتراكيبها . ملم يبمدنا النحاة المحدثون بحديد يستتيم تجديداً فى ترعنا للأساليب 
وفهمنا للتراكيب لآن قواتين النحو وقواعده ثبتت عند المدى الذنى وصل إليه 
قدامى النحاة وِلم يعد مجاله يسمح بدراسات تغير المألووف وتخرج عن المعرووف . 
وقصارى جهودم أن يشرحوا مذهباً أو يفسروا قضية أو ينصروا رأياً على ضوءه من 
أسانيد السابقين وشواهدهم 

ومعنى ذَلِك أن تلك الدراسات اللغوية الواسعة الشأن الى تعرضنا لما فى دراستنا 
لقداى النقاد . يضيق بنا مجال البحث فيها قى هذا المقام . حى إننا لم نجد مأ تصح 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


لاحن 


إضافته إلى هذه الدراسة اللهم إلا مثالا واحداً وقعنا عليه يعد ابلمهد المضبى والبحث 
الوفير . 

المأتحذ الوحيد : 

ورد للمتنى قوله : 

فاجرك الإله على عليل 2 بعثت إلى المسيح به طبيبا"'' 

فى قصيدة يممذدح بها على بن محمد بن سيار بن مكرم العيمى ومطلعها : 

ضروب التاس عشاقف ضرويبا قأعذرهم أشقهم حبيبأ 

وموضح المؤاحذة فيه قول المتنبى بعشت إلى المسيح يه . حيث نزل القعل المتعدى 
منزلة الفعل اللازم فعداه بالحرف . 

وقد ناقش البيت الشبح محمد على النجار ققال : 

« ويقولون بعشت إليه بغلام وأسلت إليه هدية فيخطتون فيهما . 

لآن العرب تقول فها يتصرف بنفسه بعثته وأرسلته . "كا قال تعالى ثم أرسلتا 
رسلنا. وتقول فيا يحمل يعثت به وأسلت به. كما قال سبحانه عخيرًا عن بلقيس. ولق 
مرسلة إلهم ببدية . وقد عيب على ألى الطيب قوله : 

فاجرك الإله علىى عليل>2 بعثت إلى المسيح يه طبيياة 

ومن: تأول له قال : أراد به أت العليل لاستحواز العلة على -جسمه وحسه قد 
التحق محيز ما لاا يتصرف بنفسه . فلهذا عدى الفعل إليه يحرف لتر . كا يعدلى 
إلى ما لا حس له ولا عقل . ويقول الحفاجى فى التعليق على البيت . هو من 
قصيدة له يمدح بها على بن يسار”' . وكان له وكيل يتعرض للنظ . فأرسله إلى 
ألى الطيب بقصيدة مدحه بها . فلما أتاه قال له هذه القصيدة . 

وقد حمل ها قاله المتننى على أنه من جملة الطرف والتحف المهداة إليه . 
ويشهد له ما بعده من قوله : 

)١ (‏ الديوان ص ١6١‏ وف البيت يستنكر على ابن سيار أن درسل إليه بذلك الدعى فى فن الشعر وهو 
الشاعر الذى طيق شعره الآفاق . ويشيه تلك الخالة فى غرابتها حالة من يرسل إلى المسيح عليه السلام الذى 


كان من معجزاته إيراء المرضى و إحياء الموقٍ . مريضاً يعالحه وسقاما يطبيه . 
( ؟١')‏ كذا بالأصل وبسحبا كاى الديوان اين سيار 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


خف 

لست بمتكر منك الحدايا ولكن زدتنى فيها أدييا') 

ونحن لا نطمين لتأويل المؤولين . لأن العلة البى نسبها المتنبى إلى المبعويث 
هى علة معنوية . وهى ضعف الشاعرية وعدم القدرة على سمو الإفصاح وجمال 
البيان . ويذلك أسمعه الغريب من الشعر والضعيف من المدح : 

تيممبى وكيلك مادح لى بأنشدق من الشعر الغريبا 

وهى علة لاا تستتبع مطلقآ استتحواز العلة على جسمه وحسه . حتى يلتحق 
صاحها محيز ما لا يتصرف بنفسه . فيعدى القعل إليه يحرف اباثر كما يعدى إلى 
مالا حس له ولا عقل . 

وقول من قال . إنه من جملة الطرف والتحف المهداة إليه بدئيل قوله : 

ولست يمنكر منلك الحدايا ‏ ولكن زدتتى فييا أديبا 

لا يحيز هذه التعدية بالحوف . لآلا طرفة تتصرف بنفسها وليست بالطرفة 
المحمولة الى تحتاج إلى من يحركها . ولذاك كان الواجب بناء على هذا أن يعدى 
الفعل بنفسه . والمعاجم على أن الفعل متصرف لا يحتاج إلى حرف يعدى به إلى 
المفعول فقد ورد فى لسان العرب قوله : «يعثه يبعثه أرسله وحده .. وبعث به أرسله 
مع غيره”"2. وق القاموس بعثه كمنعه أرسله كابتعثه فانيعث 229 . 

وإذا كنا لا نطمعن لهذا التأويل الذى يتحايل به أصحابه على قواعد اللغة 
تيريراً لما قال المتنبى . فإنا نجد فى قوانينها الأخرى ما يسمح له بهذا الصنيع . 
فالعرب تعرف التضمين . وتربى من ورائه إلى توسيم دلالة الألفاظ بحيث يؤدى 
اللفظ إلى جانب معناه الأصل معبى لفظ آخر . وبذلك يأخذ حكمه ويجرى 
مجراه . 

« قد يشربون لفظأ معبى لفظ فيعطونه حكمه ويسمى ذلك تضمينئاً . وفائدته 
أن تؤدى كلمة مؤدى كلمتيت!*)» . 

)١ (‏ محاضرات عن الأخطاء اللغودة الشائعة للأستاذ محمد على التجار ص ١7‏ طيعة مطيعة الرسالة 
سنة ٠45١م‏ . 

( ؟١)‏ لسات العرب جب ص 47١‏ . 


( ) القاموس المحيط حِ ١‏ ص ١9١‏ 
( 5 ) مغبى اللبيب بج 7 ص 197 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4 

«ووهو كثير . قال أبو الفتح فى كتابه الام أحسب لو جمع ما بجاء منه 
لحاء منه كتاب يكون مثين أوراقا .)١١»‏ 

وربما كان أبو الفتح يربى من وراء هذا التعقيب إلى إثيات أنه قيابى ‏ 
كمافهم ذلك أيضا بعضالنحاة'") 5 هو مقتقى الكثرة. وليس مماعينًا يقتصر 
فيه على ما ورد . 

وبذلك نجد أن فى مقايبس اللغة ما ييرر صنيع المتننى . إذا ما ضمنا 
لفظ بعث معبى لفظ جاد - أو تكرم . وهما فعلان مناسبان لمقام . وكل منهما 
يعدى بالياء ها تفيد المعاج (5). 

هذا هو اللمأخذ اللغوى الوحيد الذى ناقشه لغوى معاصر . وقد رأينا أن المسألة 
خلافية . وتكاد الآدلة تتضافر على تصحيح ما قال المتننى . 


١ (‏ ) مقي اللبيب -7ا ص 1944. 
( ؟) ححاسية الأمير عل مفى االييب جد 7 ص ١54‏ 
( © ) المصاح المبر حن ١81‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


اك 


البابإلماق 
المتننى فى رأى الأدياء 


تمهيد : 

وإذا كان اللغويون امحدثون لم يضيفوا إلى مآتحذ القدامى إلا مثالا وحيدآ على 
ما به من خلاف فقد كان المتنبى سعيد الحظ مع طبقة أخرى من طيقات المحدثين 
تلك الطبقة الى تمثلت الثقافة الغربية ووعت الثقافة الأصلية . وأخيلت عن الأيل 
مناهجها المنظمة وأهدافها من الدراسة وقهمت ذوق الثانية ممعابيرها الأدية 
مقابيسها الفنية . 

وعلى ضوء من هذا المهج وتاك الأهداف وهذا الذوق وتلك المقاييس تناوات 
امننتى . حى إلا لم تدع زاوية من زوايا المتنبى إلا تناولتها تناولا دقيقا عميقا . 

هذه الطبقة هى طبقة الأدباء . 


طبيعة الأدباء ٠‏ 

والأدباء بطبيعتهم أكثر الناس استشفافاً لما يعتهلى بالأنجواء من حرم وأكثر 
الناس استعدادا للتجديد وفهم الخديد . لأن مهمتهم إثارة الناس من -حودم . 

سدم عا يعجب ويطرب ويقيك وينقع . 

وى نتائج لا يمكن تحقيقها . إن تقطعت الأسباب بيهم وبين محريات 
لع ا بش ع ا وأا . طدت جنا من كن وركناً من أركان 

. ولأنهم بالإضافة إلى ذلك اندفعوا إلى تلك الدراسة بروح علمية صادقة‎ ٠ 
. روح تستعذب التصب فى سبيل كشف الحقيقة والاهتداء إلى الواقعم‎ 0 
لا يعنها ما أنفقت من جهد وبذلت من مال . قدر ما يعنيها كم, حققت من‎ 
. نراث السالفين وتم كشفت من جديد . وكم قدمت للإنسانية من زاد ثقاق‎ 
. يضاف إلى حصيلها الوفيرة الى جمعتبا جمعبها على مدى التاريشخ‎ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 


مناحى الأدياء ّ 

تناولت هذه الطيقة المتنبى فتتبعت تاريخه وحياته وما اعتمل فى هذه الخياة 
من وقائع وأثر فيبا من أحداث . وآثار ذلك كله ق أديه ومسايرة هذا الأدب 
لتطور حياته ونمو نفسه . ثم نظرت إلى الآدب فى ذاته مستشفة ما فيه من نخصائص 
فكرية ونفسية واجماعية وسمات فنية . ووازقت أدبه بأدب أسلافه من الشعراء . 
مبينة منزلته الأدبية ونبجه الفى . 

وعل هو شاعر أحال الشعر إلى صناعة سقيمة وتصنع بغيض ؟ أم أنه حركة 
بعث دبت ق الشعر العربى . فرجعت به إلى ممبج القدامى وعوده فى الشعر 
وخلصته من آثار البديع الى وسمه بها يشار بن برد . ومسام بن الوليد وأبو نواس . 
وغيرهم ممن تقيلهم سلك سبيلهم . والى شغف بها من بعد أبو تمام حبيب بن 
سس الطاق حبى غليت عليه وحبى اشتهر بالبديع وأكثر منه وبذاً حمل أدبه 
ظلالا ثقيلة تعبى الفكر ورَئْل الذوق م 

حرست ذلك كله وغيره من صلة أديه بالسياسة . ودلالته على لونه السيامى 
ومعتقده 0 الحلى . وترجت من ذلك كله بنتائج وافرة وأفيةه ‏ 

وبالرغم من أنمم اختلفوا كثيراً فى تقويم هذا الشاعر وتقديره وبيان منزلته 
واستحر اللخدل بينهم فى كثير من الآصول العامة والحزئيات اللخاصة البى نخاضوا 
فيبا فقد كانت دراسهم الملبجية دليلا صادقاً على توفر الرغية فى خخدمة الفن 
وتبضة | 

.كا كان يعد الزمن بينهم وبين الشاعر من عوامل الموضوعية ى هذه الدراسات 
ويعدها عن الذاتية المتأثرة بالعلاقات الشخصية . 

فإن تكن عناك خلافات بين هؤلاء النقاد فهى شخلافات مبعها احتلاف 
الميول والأذواق وطرق التفكير . مع اتحاد الغرض و«اتفاق الغاية . وهى بيان المت 
والتوفر على فنه وكشف غامضه خدمة للحقيقة ووجه التاريخ . 

وهى خلافات تعطى الأدب ونقده حيوية وحرارة وتساعده على التفاعل مع 
سائر تيارات الحياة الحية المتطورة . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مض 


لآن الآدب اللخالد الى لابد أن تكون فيه مقيمات الخليد . وهى التجارب 
مع النفوس . والإثارة والإشباع للأذواق والإرضاء والمسايرة للعواطهف © 

وليس يعنينا أن تكون نتييجة هذا التتجاوب وتلك الإثارة إيحابية داتماً بل 
كثيراً ما تكون السلبية من جانب بعض الباحثين مثيراً لدراسات إيجابية بصيرة 
من بعض آخر . 

سنة الحياة أن يختلف الناس فى فهم وتقويم الفن . 

لأنا لا نستطيع أن نحجر على العقول والعواطت وندفعها كلها اسير فى مسلك 
واحد . وطريق واحدة لغاية واحدة . 

أى أننا لا نستطيع أن نجعل استجابة الناس جميعآ لأى مظهر من مظاهر 
الفن واحدة لأن كلا سيارجم إحساسه الخاص وانفعاله وتأئره . سيكون تجاويه 
الخاص مع النص مسايراً لدرجة تلك الانفعالات البى قل أن تتفق أو تتساوى 
فى مجموعة كبيرة من الناس . 

وليس معبى ذلك أننا ستفتقد الموضوعية فى الفن . ولكن معناه أن هناك من 
العوامل الوفيرة ما يسمح باختلاف الاتجاهات فى فهم النص و«التأثر به . وما يسمح 
ياختلاف درجة الاستجابة والتأثر عند الاتفاق فيهما . مما يجعلنا نتوقم داتماً 
الحتلاقاً واسع المدى فى نوع ودرجة الاستجابة لكل تجربة من التجارب الفنية 
تبعاً لاخحتلاف الأمزنجة والمشارس ودرجة الثقافة والفطتة والحدة وغير ذلاتك . 

ومن جراء هذا الاتفاق وذاك االحلاف تعمر حلقات الدوى ويحيا الأدب ويزدهر 
الفن . 

وقد آن الآوان ان نتناول هذه الطيقة من الأدباء على اختلاف متاحيهم ' 
الدراسة . سوف ساير كل جماعة مهم فى فصل مستقل . وعلى ذاث ستتناول 
هذه الطبقة فى أربعة فصول هى : 

. دراسة الأسلوب‎ )١( 

(م) دراسة المعاق . 

(<) الدراسة التاريحية . 

(١د‏ ) دراسة الموازنات . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


قف 

وهو المج نفسه الذى سرنا عليه مع قداى التقاد تقريباً . وكل ما بيهما من 
خلاف هو أننا استبدلنا المج التاريخى بدراسة السرقات الأدبية . نزولا 
على منطق الخياة الى لم تعط مبحث السرقات من الأهمية ما كان له بين 
قدا التقاد . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ركف 


الفصل الأول 
الدراسة الأسلوبية 


هيك 

سبق أن قررنا أن الدراسة الأسلوبية هى تلك الدراسة الى تتخد الخصائص 
الحمالية الى سوبت اطمئتان النفس إلى الأساليب وارتياح الآذن لا مجالا للدراسة 
والبحث . وبينا أنها تبحث ف المفردات من حيث فصاحتها وعلدى مناسيم! للمقام . 
كا تبحث فى موسيى الأساليب وما تضمنته من وفاق وانسجام . ومدى متاسيها 
للمقام الذى تعبر عنه . وغير ذلك مما تعرضنا له من قبلى . 

كا عرضنا آراء هذه الدراسة فى أسلوب المتنى وبينا ما كان بين رحاهًا هن 
خلاف مفصحين عن دواعى تعصب المتعصبين وأسباب تحاءل المتحاملين . 

واتهينا من ذلك كله إلى أنا تسل لم ببعض ما ذكروه من مساوى” وعيوب 
مثل سخف التكرار . واستعمال الكلمات الغريبة الناقرة . والكامات غير الشعرية 
وما لاتقره اللغة فى أفصح استعمالاها. وقبح المطالع سوء التخلص. ولكنا لا نستطح 
أن نجحد ما له من ممسيق علبة ونَخم جميل برىء من ذلك كله فى كثير من 
قصائده . بل فى الأغلب مها . 

ونحن لا نتوقع مطلقآ أن نجد من المحدثين اتفاقاً أو ما يشبهه فى هذا المقام . 
ويخاصة بأنه قد تشعيت دائرة يحهم فى مجال الأساليب . هلم يقتصروا على 
اللفظة مقردة أو على العبارة مركبة فقط شأن القدماء . بل ريطوا بين الأسلوب 
والنفس اليشرية ياعتيارها المعين الذنى فاض عنه الأسلوب وياعتياره المرآة الى 
تفصح عن سمانها وخصائصها «الأسلوب هو القالب الذى يفرغخ فيه الشاعر 
شعره . والمتوال الذى ينسج عليه الكاتب كتابته . والطابع الذنى يطيع به الحطيب 
خطبته أو القصاص قصته . وهو صورة من النفس ولون للذهن ومرآة الخلق . بل هو 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


52 


١‏ قال برفوكث كد13 الأسلوب هو الربجل نقسسمة 6232م عصتتصصمط'1 أت 85:16 جا 

كنا ربطوا بين الأسلوب والمقام . ٠‏ وبرغم أن هذه العلاقة كانت قريبة التناول من 
القدماء وقد خاض فيبا من قبل البلغاء . إلا أن قداتى نقاد المتتنى فى جملهم 
نظروا إِك الأسلوب فى ذاته دون أن يلحظوا هذه الرابطة ذات الأثر الواضح 
فى الأساليب . حقمًا تعرض لا ابن الأثير إلاأنه ذكرها عرضاً وم يفصلها التفصيل 
الواسع الدقيق . 

وقد تكموا فى البحر «القافية لأنهما يفصحان عن ذوق الشاعر ويَقدِيرهِ للمقام 
من جانب . ولألنهما الإطاران اللذان يتحكمان أيما تحكي فى عبارة الشاعر من 
جانب آخر . فير غمانه على التقدبم والتأخير والخذف و«الزيادة وغير ذلك من 
أنواع الضرورات التى قد تطمس الحتى وتثقل العبارة وقد ينجو الأسلوب منها 
فيدل على قدرة الشاعر الفنية وقوته الموسيقية . 

تناول الندثون ذلك كله وغيره مما سنعرض له . بأذواق محتلفة وثقافات متياينة 
فاختلفت بهم الآراء وتباينت النتائج ولكتهم قى جملهم برئوا عن الدوافع المضللة 
للنقد المؤمة للناقد . لأبم ل يندقعوا بتأثير الصحبة أو الخصومة . بل من وحى 
الثقافة والذوق . 

وحن تقبل كل خلف فى الرأى ينبنى على هذه الدوافع . لأنه دليل على 
الحيوية من جانب ولأنه مخضع لبج فكرى واضح تسهل مناقشته من جانب أآخر . 





التعقيد ق شعو المتنبى : 

تناول قداى التقاد التعقيد فى شعر المتنبى بالدراسة والشحيص . وأحصوا 
عليه بعض أبياته التى لم يسعده الطبع فيها فجاءت غليظة جاسية . سقيمة اللركيب 
مضطرية الوصف . 

وقد كانت جهود القدابى فى جملبها وقغاً على إحصاء المعيب واستسخراج 
المستقبح ثم التنبيه على موضع العيب يذكره صراحة . أو بالسخرية من الشاعر 
الذى مرت عليه أمثال هذه الحنات . وأجازها فى شعره . دون أن يوفر على نفسه 


)١ (‏ صصيفة دار العلوم العدد التالت السنة الرأيعة ص 647 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ف 


وعلى الناس هذا السخف وذاك العتاء”'). 

ولكن المحدثين من التقاد لم يتبعوا هذا المبج . وم يقفوا عند هذه الغازية بل 
ساروا فى حراساتهم إلى آفاق أرحب من تلك . وأمس مها يحقيقة الآدب . محاولين 
تعميق البحث ببيان أسباب التعقيد ودواعيه فى أعماق المتننبى . وتاريخه ومسلكه 
فى الحياة . | 

لآأن حراسة الأسلوب شُ تعد دراسة لوسيقاه وأنغامه وحرجة تجاوبف كل مقطع 
مها مع ما يجاوره . بحيث يتحقق من اجماعها ننم متجانس أو مضطرب حسب 
درجة توافق أو تنافر المقاطع الصوتية المتدخلة فى تكوين الحملة أو فى تركيب 
الكلمة . بل أصبحت بالإضافة إلى ذلك دراسة للأدب ذاته من تخلال أسلوبه . 
ودراسة لانطباعاته النفسية وإستجاباته للمؤثرات و«المثيرات الى تعج بها الحياة 
وتفيض بها الآيام من خلال ألفاظه وجمله وتراكيبه . 

وهذا هو المقتصود من قول بوفون دطقه8 الأسلوب هو الرجل نفسه غم عابنه 12 
عصغم عصصصدوهط:1 وبذلك انصرف التقاد المحدثون فى جملهم عن تتبع مظاهر التعقيد . 
واستقراء المعقد فى شعر المتنبى إلى تعليل أسباب هذا التعقيد ودواعيه . 

ومن المعلوم أن دراسة كهذه لا تتم على وجه يرضى عنه العقل الحديث ويقره 
الذوق المعاصر إلا إذا استندت إلى دعاتم ثابتة مسلمة . وقامت على منبج من 
مناهج الفكر » لاا يسع العقل إلا الاعراف يصحته والإقرار سلامته . 

وبذلك نراهم يستندون إلى الأسس النفسية آنآ وإلى العلل العقلية آنا آخر حبى 
ببرهنواأ على صحة دعراي وسلامة دراساهم 1 

ويس معبى ذلك أنهم يصلون إلى الحق فى كل ما يحاولون أو يحب أن يسلم 
م كل ما يقررون لآنهم مهما بذلوا من جهد بشر يخطئون ويصيبون . وما عليهم 
إن وقع بعضهم فى الللطأ . 

وبحسب المخطى* مهم أنه حاول الصواب هلم يتعمد اللخطأ أو اليف «الزيع . 
ويذلك سنقف من يعضهم موقف المحالفة . وسنتخد من المقابيس البى استند إليها 

)١ (‏ انظر مبحت اللمعقيد ندى النقاد القداى فى الخزء الآول من هذا الكتاب . 

(؟') صصحيقة دار العلوم السة الرايعة العدد التالث ص 47 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


فق 
والأسس الى ارتكن عليها أسانيد نفند بها وجهته ونقوض مذهيه ما دامت لم 
تصل فى نظرنا إلى درجة اليقين الذى يستوجب منا التسلم والإذعان . 

وفى هذا المقام يقرر الأستاذ عياس حسن أن المتننبى «أكثر الشعراء وقوعاً فى 
القسح الذى يفسد جمال الأسلوب»07') . وأن الباحث لا يهتدى إلى ما يداقع 
به عن عيوب المتنبى اللفظية . ولعلها من أقوى الأسباب الى جعلته يصف نفسه 
بأنه حكم وليس بشاعر »”؟ 

وأحب قبل مناقشة هذا الرأى أن أقول : 

إن مهمة الناقد ليست الدفاع عما قال الشاعر أو تبريره . بل عرض نتاجه الفى 
على الوق المهذب والمقاييس المسلمة ثم الانهاء من كل ذلك إلى تقرير الحقيقة الى 
يقرها العقل ويرضى علها الذوق . سواء أكانت فى صالح الشاعر أم فى غير صالحه 
لآن الناقد ليس وكيلا عن الشاعر بل هو لسان الحقيقة وضمير العدالة والإنصاف 
وليس محامياً عن الشاعر يبرر هناته ويدافقع عن سقطاته . وإلا كان الشعراء 
أول يذلك من سواهم لأنهم يملكون اللسان الذرب «الفم المبين . 

ومن ثم لا نقبل من الناقد هنا قوله إن الباحث لا يبتدى إلى ما يداقع به عن 
عيوب المتنى . 

لآنا لا نستطيع أن نسمى المدافع عن العيوب باحثاً . إذ شيمة الباحث الأول 
التجرد من الأهواء والبعد عن العواطف ليسل2 قوله ويصح فى جميع الاحهالاات 
منطقه . ويصدق لدى كل الناس كلامه . 

ومهما يكن من أمر الناقد هنا هوم كلامه أن حكمة المتنبى كانت الصفة 
الغالبة على إنتاجه الشعرى وأنها هى البّى تحكمت فى إنتاجه وطغت على باق 
مقومات فنه . وطغت فيا طغت على أسلوبه فجاء كما قرر مليثاً بالقبح الذى 
يفسد جماله ويشوه حسنه وبباعه ('). 

ونستطيع هنا أن تقول إنا لا نسلم بهذا التبرير ولا نرضى يهذا الرأى . 

. 48 المسى سوق ص‎ )١( 


0) المتسى سوق ص ١٠١١‏ . 
(7) المسى وشوق ص ٠١7‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يغشض 


وذلك لأن مرد الحكمة إلى نفس الأديب وعقليته وقدربما على استشفاف 
ما يعتمل بالنفوس . وما يبحرى فق للحياة . م التعبير عن ذلك تعبيرآ تقبله الإنسانية 
فق جملبها . ويصادف هوى ققبولا لدى معظمها بحيث تجد فيه صورة مما تقره 
وتؤمن به وتراه صدى لما تود التعبير عنه والنطق يه . 

فكأن الحكم ينطق على لسان البشرية ويعبر عن تجاربها . وهى أمور لا ترجع 
إلى العبارة ياعتبارها حروفاً وتراكيب ذات ننم موسيى خاص وجرس معين يل 
باعتيارما تتحمله من معان وتثير من أحاسيس وانقعاللات . 

فأى علاقة إذا بين ما يراه الأستاذ من سوءِ اختيار المتنى لمفرداته وقبح 
ترا كيبه ‏ تللك الى عجر عن الدفاع عها ‏ وبين ما ترتب علبها من وصفه باالحكمة 
لا بالشعو . 

أن أفهم أن هذه النتيجة تترتب على مثافشة موضوعات المتننى ومعانيه وأفكاره 
لا على مناقشة ترا كيبه وألفاظه . 

وقد يعترض علينا بأن المعانى الحكيمة لا تأق إلى الذهن عفواً . بل يعد غوص 
فى أعماق التجرية الإنسانية . أو عمق فى ثنايا القضية العقلية . وإن ذلك العمق 
والغموض قد يصيب الأسلوب يعس من تعقيد أو طائف من اضطراب . 

وجوابنا على ذلك أن التلازم غير أكيد ‏ فكم من حكمة صادقة جميلة جاءت 
مبلة الأسلوب واضحة الركيب مستعذبة ارس أخاذة النغم مثل قوله : 

كل حلم أق بغير اقتدار حجة” لالجىء” إلها اللثام١١)‏ 

وقوله : 

عنس عزيزاً أو مت وأنت كريم 202 بين طعن القنا وحفق البنود”"' 

وقوله : 

وقد فارق الناس” الألحبة قبلنا وأعيا دواء الموت كل طبيب57؟) 

. ١١١5 الديوانب ص‎ )١( 


( + ) الديواب ص ١5‏ . 
0م22 الديوان ص 8 8" . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يكف 


وقوله ُ 
وللترك للإحسان خير 0 المحسن ‏ إذا جعل الإحسان غير ربيب7') 


وى تعب من يحسد الشكّمس نورها ١‏ ويجهد أن يأى لا بضريب”"' 
وقوله 9 
يبون علينا أن تصاب بجسومنا وتسلم أعراض” نت وعقول ' (*) 
وإن غموض الأسلوب ليس نتيجة التعمل ف الأفكار كلق الحكمة كنا يفهم 
من قول الناقد بل نتيجة التعمل فى الأسلوب أيضا لدى المغرمين بالإغراب أو 
نتيجة القصور والعجز عن جمال التعيير وحسن الأسلوب 1 


ولذلك لا بمكتى التسلم ابه مل الحكمة مسئولية الإغراب قى العبارة . بل 
أصر ذلك على باق مقومات شخصية الأديب الى هى أدل على الإغراب وأدعى 
إليه من الموضوعات والآفكار . 

وقد ساير هذا الاتجاه بعض التقاد واتجهوا فى تعليل غموضه اتجاهات شى 
فن قائل «إنه كان يستخف بقواعد اللغة ويغرم يغير المشهور مها . ولعله كان 
يتلاعب بالألفاظ أحيانآ لإشعار منافسيه علو كعيه فى الصناعة . أو أنه كان 
يستجهل القوم فيصوخ لم من الألفاظ ما لا يبتم بتنقيحه . مكتفياً بأنه كان يستر 
عيوبه ببيت من الحكمة أو الأمثال يذكره عقب كل فقرة من قصائده 2)©9. 

ووربما كان من دواعى ما سيق كله أنه كان يرتجل أحياناً حبى إنلك 
لتحس ف البيت أو الأبيات روح التأمل فى التكوين واليركيب ف الارتجال 277 . 

ومن قائل « إن ذلك أثر من. آثار حرص المتنى فهو يبدأ البيت حسناً سبل 
المطلع واضح الفكرة ثم يصعب إتمامه فيعز عليه أن يضيع البيت وفيه هذه الحسنات 


)١ (‏ الديوانت ص 207؟ . 
(؟) الديوان ص ل8م4؟ . 
() الدبوان ص 4ا؟ . 
( 5) صصحيغة دار العلوم عدد عاص بلمتدى ب ؟ ص ١١7‏ مققال الأستاذ محمد عبد الحواد . 
(ه) صحيفة دار العلوم عدد خاص بالمتدى ج ٠‏ ص ١١‏ مقنال الأسعاذ محمد عبد الحواد . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ف 

فتمه بأى شكل كان( . 

وأحياناآً يعقد المتنبى أسلوبه عامداً « وذلك أن كثيرين من الناس يحبون أن 
يضعوا صعوبات «همية أمام أنفسهم مخادعون بها أنفسهم ليقتنعوا بأنهم يستطيعون 
ما يريدون مبى أرادوا . . 

إلى أن يقول وهذا النوع من العمل له دلالة معينة ترد كثيراً عند التحليل 
النفسى وهو يدل على أمل خخائب أو إخفاق متوقع . وى عصرنا هذا أكر دلالته 
على الحب اللحائب . ولا أظن ذلك أرجح الأسباب فى حالة المتنبى وإنما هو دليل 
على ما كان يعلمه فى نفسه من قصور عن بلوغ أمل يعلم حق العلم أن ليس له 
قدرة على تحقيقه لا لعيب ف زمانه . ولكن لعيب قيه”؟2 . 

أما استخفاف المتنبى بقواعد اللغة فقضية لا يقرها تاريخ المتنبى . فالذى 
يحلس بين يديه ابن جى . ويتصدى لابن خالويه . وينقل عنه أبو على القارسى 
ويقرأ عليه عضد الدولة كتاباً فى اللغة لا يستطيع أن يستخف باللغة وهو من كيار 
رجاها ها يقرر ذلك خصوممه الشديدو الخصومة (215 

بل إن مثل ذلك الشاعر لا يحتاج إلى الإدلال بشىء يذرى بأدبه ومحقر 
من فنه ء مادامت اللغة مسلمة إليه . 

وأما أنه كان يستجهل الناس فيصوغ لم من الألفاظ ما لا يهم بتنقيحه 
مكتفياً بأنه كان يسير عيويه ببيت من الحكمة أو الأمثال يذ كره عقب كل فقرة 
من قصائده فقفضية لما من نفسها ما يقضى عليها . 

شن الناس الذين كان يستجهلهم المتنبى ؟ 
العربية وعهدنا يبذه الأقوال الحكيمة والأمثال الرشيدة الواعية تحتاج إلى ذهن 
مرهف ونفس واعية بصيرة بتاريخ القوم خبيرة بمجريات الأمور من حولم وبكل 
ما يصادف هوى ق نفوسهم . لتتقهمها وتتيصر ما فيها وسهتز لها . 

. مقال الدكتور محمد كامل حسين‎ ١585 الكاتب المصرى عدد نوقبر سنة ه 4ه 9 ص‎ ١10 


( ؟) الكاتب المصرى عدد نوقير سنة ه94١‏ ص ١50‏ مقال الدكتور محمد كامل حسين . 
0 انظر معسم الأدياء < م١‏ ص ١87‏ وما يعدها . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


74 

قهل أولتك الذين تثيرهم تلك الحكم وتبزهم هذه الأمثال ممن مخدعون وستخف 
بهم . هذا من الوجهة النظرية أولا . 

أما من الوجهة الواقعية فعهدنا بأنى الطيب لا يتشد شعره بعد أن اكتملت 
له فنيته وشهرته إلا ق حضرة الأمراء والملوك . وناهيك بمجالس هؤلاء ومن يحضر وها 
من أهل العلم والفن . 

فهل أمثال أولئك ممن يستخف بأذواقهم ويعيث بعقولم . 

وأما الحرص فلست أدرى على التحقيق ما مراده به . 

أتراه يريد أن يقول مع القائلين إن المتننبى كان خيلا يحب المال ويحرص 
على جمعه وادخاره . ثم يزيد حضرته أن هذا البخل كان متمكنآ منه وشديد الإالخاح 
عليه حى لقد كان له عمل قى فنه وسلطان على مواهيه ؟ 

أم تراه يريد أن الشاعر كان لشعره محباً وبه مفتونآ وأن ذلك كان يغريه بالإبقاء 
عليه والضن بكل ما ينتج منه دون تفريق بين المعقد وغير المعقد ؟ 

وأيا ما كان المراد الذى يقنصد إليه الأستاذ الدكتور فلا شلك أن البخل بالمال 
أو الحرص على الشعر لا يعلل التعقيد نقسه ولا يكشف عن سر التورط فيه . 
ولكنه يعلل الاعتزاز بالشعر المعقد ويكشف عن سر الإبقاء عليه 2١0‏ . 

وليس معبى ذلك كله أننا نذكر الغموض والالتواء بأسلوب المتنى وأننا نبرئه من 
العيوب . ولكن معناه أنا لا نعد الغموض و«التعقيد طبعا للشاعر يحيث لا بمكن 
له أن بحيد عنه إلا ما ندر كما قرر ذلك بعض النقاد . وأنا لا نجد الأدلة الاجياعية 
أو النفسية الى ساقها هؤلاء النقاد ‏ كاستخفافه بالناس أو حرصه على ما أنتج 
من شعر أو تعمده الغموض إقتاعا للنفس بالقدرة على تحمل الصعاب - قادرة 
على تفسير الغموض بشعر المتنتى . 

ويرى أحد التقاد « أن شاعرنا كانت تنتابه من أن لآ آخر توبة أشيه باالحمى 
هذى فيها بالغريب ويحخرج كل ما بى عالقا منه بنفسه ى صورة أرجوزة يخفف 
بها ما كان مرتكزاً على صدره من هذا الحمل الثقيل ”2 


)١(‏ الكاتب المصرى عدد يابر ١5485‏ ص ٠+‏ ه مقال الأستاذ على اللحدى قا 
(؟) أنو الطب المىى محمد كال حلمى ص 7/٠0‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


حك 


وِسنا ندرى ما تلك الحمى اللغوية . وكيف تنفس النفس عن هذه الحمى 
اللغوية ذف ما كان مرتكزاً ها من الغريب الثقيل . 

كلام أقل ما يوصف به أنه خيال حلم لا تحقيق عالم . 

وربما كان مققصده أن التعقيد ليس صفة ملازمة للشاعر ولكنه مظهر 
عرضى يأق ويزول لزوال مسببه الطارىء . كما تنتاب الحمى الأجسام لفترة من 
الوققت ثم تبارحها يعد أن تعصف بعودها وتعبث يها . 

ماذا عسى إذا أن يكون سيب التعقيد ى شعر المتننبى . 

الحق ما قرره الأستاذ على النجدى ناصف من أن التعقيد لم يكن عند المتنى 
طبيعة راسخة ولا صفة ملازمة قى نفسه فتستمد منه الوجود والثبات « ولكنه كان 
عارضا طارنا تقتضيه أسباب موقوتة فيبق ما بقيت ويعضى على إثرها حين تزول 17)) 
وأن سيبه عنده هو سيبه عند غيره لا تمايز هناك ولا شذوذ » وإذا كان حظ المتنى 
منه كبيراً فلأنه كان يغالى بنفسه ويعتز بمواهيه . حبّى ما يكاد يفكر ى جمهوره 
أو يحفل بنقاده . كما يتمثل فى امحاورات الى كانت تدور بينه وبيئهم بعض 
الأحيان»”'2 . « أما أهر أسباب التعقيد لدى الأدباء فهى نضوب الطيع وفتور 
الحس الملل أو إعياء أو اختلال مزاج . وكجدة الموضوع ودقة مسالكه . وصعوبة 
تناوله واستبهام حقائقه وما يشبه ذلك 219 . 

وما أ كير دواعى اختلال المزاج والإعياء فى حياة المتنبى وما أ كير ما دفع 
المتنبى إلى المسالك الوعرة فى الفن ها ستتناوله بعد ى مقام كلامنا على تجديد 
المتنبى إن شاء الله . 


وأنى ى أسلوب المننبى : 
وإذا كان للحياة المتنى ونفسيته من أثر فى أسلوبه فاية ذلك ما نراه من سمات 
« القوة والعظمة والرجولة والفتوة لا أسلوب الضعف واللين والتوشية والرقة فلألفاظه 
)1١ (‏ انطر الكاتب المصرى عدد ياير ١44‏ ص ٠07‏ ه مقال الآست ذ على التجدى داصمف . 
( ؟) الكاتت المصرى ينار ١545‏ ص ٠ه‏ مقال الأستاذ على النجدى ناصمف . 
0 المرحم السايق يتصرف . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


كك 
دوى ومضاء كأنها أشخاص حية تتحدث إليك وتنطق وعليها مهابة ووقار أو كأنها 
رجال قد ركبوا خيوم واستلأموا سلاحهم للطراد . 

وتراكيبه كأنها حصون من فولاذ أو قلاع من صوان ‏ تقرأ شعره فتحس 

جلجلة الطبول وقصف الرعود . ودوى المدافع وجرجرة السيول تملا سمعيلك ألفاظه 

وتفيض بشدقيك كلماته . وتلمح من خلال ذلك شخصية المتنبى قوية للكفاح 
والنضال لا للاستخذاء والغسح بالأقدام0١)2)‏ . 

على أن تلك الصرامة الى طبع عليبا المتننبى لا تمنع أنه قادر أحيانآ على الشعر 
السبل العذب إذا ما اقتضى المقام ذلك  .‏ ويخذ لذلك مثلا قول المتننى ى وصف 
 *‏ بوالن . 
مغاق الشعب طياً فى المغانى بمتزلة الربيع من الزمان7؟) 
ولكن النفنى العربىة فييا- غريب الوجه واليد و«اللسان 
ملاعب جنة لو سار فيا سليانت لسار2 يترجمان 
طبت" فرساننا والخيل" حتى< خشيت وإن كرمن من الحران 
غدونا تنفض” الأغصان فيه على أعرافها مثل” اللمان 
فسرت وقد حجين الشمس عبى١‏ وجين من الضياء يما كقاق 
وألى الشرق ‏ 220 فى ثيانى ١‏ داننيراً تفر من الينان 
ها مر تشير إليك منه20 بأشربة وقفن- بلا أوان 
وأمواه تصل بها حصاها صليل اللى فى أيدى الغوانى 
فى هذه الأبياد2 ن تلاؤم بين اللفظ والمعبى . يبدو فى هذا الوزن الطويل 
الهادئٌ الذى يتناسب مع السير الحادىء للشاعر قى هذا الوادى الساحر عياهه 
وأشجاره لكى يستمتع يجمال الطبيعة . وقدملاً الإعجاب به قلوب الفرسانوجياد اليل 
وهذا الاعجاب م يلاه كل الملاءمة أن يوصف بأنه ملاعب جنة إذ أنه 
من الأماكن العجيبة الى لا بمكن أن تكون من صنع الإنسان . لآنه أعجز من 
أن ينبض عثلها . 

. مقال عبد الوهاس حمودة‎ 5 ١ 40 ص‎ ١5*48 صححيفة دار العلوم ينابر‎ )١( 


(؟) الدنوان ص 8 + 2# 2 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


كك 

وفى القطعة تلاؤم أيضاً بين اللفظ وال معتى عند ما عبر عن إعجابه يبهذا الشعب 

بين أماكن الأرض وجعله بِينها كالربيع بين فصول العام . ممتلثاً حياة وجمالا 

وقوة » ونجد هذا التلاوم أيضاً فى وصفه الغار وقد نضجت ورق -جلدها بأنها أشربة 
قد وقفت عن أن تسيل فى منظر آسر للعين مبيج للنفس ٠‏ - 

ونجده كذلك فى تشبيهه صليل الأمواه تمر بالحصى يصليل الخلى فى يد 
الفتاة البارعة ابحمال . وذلك لأن هذه الأمواه حلى اوادى تضى عليه من -جماها 
ما يزداد به حسناً وزيتة كال حلى يضى على صاحبته البهاء وايلخمال . 

وهكذ! نستطيع أن نجد التلاؤم بين اللفظ والمعبى عند الموهوبين من الشعراء”١).‏ 

وى وصف التنبى للحمى تجد رقة تعكس لك نفسيته المهالكة وتكشف 
لك عن وجدانه الأسيف وقليه الكسير . وتجد نغمة الحزن بادية ىق كل كلمة من 
كلماته . ورنة الأمى تنبعث فطرية من كل «جملة من جمله . كا تجد الكلمات 
قارة ى مكالهامؤدية حق المعبى عليها كأحسن ما يكون الآداء وأتمه . 

و وهذه الميمية الى فالا حين أصابته الحمى فى مصر سنة مان وأربعين 
وثلانمائة من أرق الشعر العرلى كله . وأعذبه وأرقاه وأشده استثارة للحزت وتحريقآ 
للقلوس الخساسة الشاعرة ٠‏ وقد أعجب القدماء ببذه القصيدة . لأن الشاعر 
قد برع فيها حين أراد وصف الحمى . وليس فى هذا شك . ولكى حين أحب 
هذه القصيدة وأكلف بها لا أكاد أحفل يبذه البراعة الفنية أو أقف عتدها . 
لأن حزن هذا الشاعر العظم قد تجاوز الفن . وصار أعظم مه . وأيعد مدى 
وأتفذ إلى القلوب والنفوس . فأنا لا أرى شاعراً يصنع الشعر ليصور ما يجد من لوعة 
وحسرة ويأس . وإنما أرى اللوعة والحسرة واليأس تتخذ الشعر لها لسانا لتبلغ 
أسماعنا وتنتهى إلى قلوينا »57). 

وهذا دليل على قدرته على تصريف العبارة وتنويع الأسلوب طبقاً لمقتضيات 
القول » وهو أمارة القوة الفنية والقدرة الشعرية . أما أن المتننى لم يكير من ذلك 
فلآن أغلب ما شغل به الحروب الطاحنة والأمانى العارمة وهيبات مع هذه الشواغل 

00 أسس التقد الأدتى عتد العرب للدكتور أحيد أحمد بدوى ص 54٠0‏ © 445 . 

(1) مع المنتى للدكتو طه حسين ص 7١8‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1 
الشاغلة أن يخلد إلى الحدوء والسكينة حبى يرق أسلوبه ويسبل تركيبه . 

هذا ما رأيناه فى أسلوب المتنى . 

قوة وجزالة ى مقامها ورقة وعذوبة فى موضعها. فإن تخلل ذلك مس من اللغو 
لأى داع من الدواعى فرد ذلك إلى الظروف والملابسات لا إلى الطبيعة والسجية . 

أما -جعله مثلا للغريب الثافر والمعقد المضطرب و«الشاذ السقم فرأى تقضى 
عليه النظرة العلمية والواقع التاريخى . 

أما النظرة العلمية فقد تعرضنا لما ى هذا اللقام. وأما الواقع التاريى فإن التاريخ 
يألى الإياء كله أن محلد فنا كل مقوماته الشذوذ والتعقيد والغرابة واللاضطرا سب 
الهم إلا أن يكون تاريخآ هذه التقائئص. وهذا مالم تسمع عنه البشرية إلى اليوم . 
ويقيى أنها لن تسمع عنه فها بعد . 


الأسلوب الرمزى : 

وقد لاحظ الدكتور درويش الحندى أن المتنبى يصطنع الرمزية فى أسلويه 
تعييراً عن آماله انحبوسة وعواطفه المكيوتة تحت وطأة السياسة المعادية لاتجاهه . 
والحكام الذين غلبوه على أمره . 

« إننا نجد من الشعراء من اتخذ من التسيب الذى يبدأ به قصائده جرياً على 
السنة القديمة وسيلة للتعبير عن عواطف وخواطر ليست من النسيب » والتحدث 
عن المرأة وتصوير المشاعر نحوها فى ثبىء . وكأن اللجوء إلى هذه الوسيلة . أثر من 
آثار الضغط السيامى الذى دعت إليه ظروف التياة السياسية قى الدولة العياسية 
ويخاصة الحوف من يطش الحكام والأمراء الذين كانوا محتضنون الأدباء ليتخذوا 
مهم سلاحا للدعاوة . وكانوا يحجرون على عواطفهم الخاصة . وهذه الرمزية نلحظها 

بوجه خاص فنما قاله المتنى من النسيب ق ظل كافور . إذ لم يقصد ق نسيبه هذا 

إلى تصوير عواطفه نحو النساء على ما يفهم من ظاهره . وإما كاك يقصد ححبيية 
القديم سيف الدولة والحياة فى جوار ذلك الحبيب الذى قضت الأيام عليه يه رغم أنفه 
أن يقارقه . ويصور حسراته و لامه من أجل ذلك١0).‏ 


. 784 » 78# الرمزبة فى الأدب العرف ص‎ )1١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


أن 

ونلحظ هذه الرمزية فى كثير من مدائحه لكافور . « فى أول قصيدة أنشدها 
كافورا . 

كى بك داء أن ترى الموت شافيا ١‏ وحسب المنايا أن يكن أمانيا١١)‏ 

رمز إلى سيف الدولة بذلك الحبيب الغادر الذى ينازعه قلبه الشوق والحنين 
إليه فينجر هذا القلب . ويحمله على أن يكف عن ذكر من لم يرع ذمام المودة 
وعهد الوفاء . 

حببتك” قلبى قبل حبك من نأى وقد كان غداراً فكن أنت وافيا 

واعلم أن البينت يشكيك بعده فلست فؤادى إن رأيتك شاكيا 

فإن” دموع العين غدر برها إذا كن إثرالغادرين جواريا!؟) 

فى قصيدة أخرى يرمز إلى ذلك بالنسيب فى الأعرابيات ذوات الخمال 
الطبيعى الذى يفضله الشاعر على جمال الحضريات المصتوع . ويرمز ببؤلاء 
الحضريات إلى ما ى مصرمن حياة ناعمة فاترة فيها تكسر وفيها خضوع . ويفضل 
الحياة الأولى على الثانية "© ويرى الأستاذ على ابغندى أن غزل المتنبى ليس 
رمز إلى شىء آخر ولكنه فى الحقيقة محب عاشق » وأن رقة شعره فى الغزل 
لا تتسبى إلا لمن شغفه الحب وأضناه الغرام . 

وأنا أؤيد الدكتور درويش الحندى فما اتجه إليه وأرى أن رمزية المتنى 
وإعاءه إلى سيف الدولة بهذا الغزل رمزية لا تتتخذ دعائمها من الحوف من كافور 
وحده . يل تستند فى أصالبها على هيدا التقية لدى الشيعة العلوية وما اعتادوه من 
سير نواياه واتجاهاءهم . حى تحين ساعة الخلاص من كل متصد لم معيرض 
طريقهم . 

على أن للمتنبى من أفانين الرمز ما يخرج عن دائرة الغزل « الرمز الموضوعى » 
إلى ما عداه من السبل ١‏ الرمز الأسلونى » . 

فنراه يجيب على رسالة بعث بها سيف الدولة إليه بقوله : 
)١ (‏ الديوانت ص 8+” . 


(؟) الديوان ص 4" . 
() الرمزية فى الأدب العرف ص 784 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ى», 

فهمت الكتاب: أي الكتب 2 قسمعحاة لأمر أمير العرب١١)‏ 

فالرواة على أن سيف الدولة بحث إليه كتابآ يستدعيه فأجابه بهذه القصيدة . 

ولكنا نأخحذ من قوله أبر الكتب مع أن كتابة سيف الدولة للمتنبى يستدعيه 
ليست أدل على الحب من إرسال اينه سعد الدولة إلى المتنى . ولكن المتنى ينصرف 
عن ذلك ليفصح عن صفة الخطاب . بأنه أير الكتب ويصف سيف الدولة بأنه 
أمير العرب . مع أن سيف الدولة لم يصل به القدر لرتية إهرة العرب -جميعها وم 
بعد أن يكون أميراً لمقاطعة من المقاطعات العربية ‏ 

تأخذ من هذين التعبيرين « أبر الكتب ‏ أمير العرب . دليلا على مرانى 
سيف الدولة فى الاطاحة بالخلافة العياسية المتداعية ونشر سلطانه على يغداد بدلا 
من البويبيين واللرك . وغيرههم من الأجناس الذين استيدوا يخلفاء ببى العياس . 
نفهم أن الكتاب كان يتضمن شيئاً من ذلك . يدليل أن سيف الدولة بعث به 
ولده ول يرسله مع عامل من عماله . 

من أجل هذا اندفع المتننبى مفصحا عن تحقيق الكتاب لأمل طلما راوده 

وراد مره معه من قبل فكان الكتاب أب الكتب . وكان سيف الدولة أمير العرب . 

يؤيد هذا الاتجاه الرمزى عتب المتنبى على الخلافة العياسية وتعريضه بل 
تصريحه أنها سبب كثير من الفتن والقلاقل الى تعترض طريق سيف الدولة . 

أما الخلافة من مشفق22 على سيف دولها الفاصل7؟) 

وكشفه أستارها أمام سيف الدولة وبيان أنها لا تقل عداوة عن الروم الذين 
تصدى ذم وجاهرهم العداء . 

أنت طول الحياة للروم غاز فبى الوعد أن يكون القفول 

وسوى الروم خلف ظهرك روم 20 فعلى أى جانبيك” ‏ تميل 

ثم تبديده اللحلافة العياسية بسيفها الذى تقلدته وضرغامها الذى سيصطادها 
فها يصطاد من ممالك وإمارات : 


(؟) الديوات ص 7١١‏ 
62 الذبوان عى ا د 2 القفول > الرحوح 1 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


خا ؟ 
فيا عجباً من دائل أنت سيفه ١‏ أما يتوقى شفرق ما تقلدا 
وش يجعل الضسرغام بازآً لصيده تنصيده الضرغام" فها تصبد|(١)‏ 

المعانى الى تكاد تكون تصريحا إذا قهمت على ضوء من تاريخ الرجل ونزعته 
السياسية . 


ونحن هنا على خلااف أيضاً مع أستاذنا على ابخندى الذى يرى هاتين الكلمتين 
أبر الكتب وأمير العرب نوع من الإغراء والجاملة للأمير الصديق دون أن يكونا 
رمزين إلى معان أخخر كالبى فهمتاها منهما . 
وأستاذنا يحتكم فى هذا الرأى إلى بعض تجار بهالشخصية فى ممارستهللشعر ورياضته له 
ولكى لازلت أرى ما قررته برغم هذا الحلف» لآن لكل شاعر من ظروف ححياته 
ما يجعل له مهجا ف التعبير يخالف سواه وإن اتفق مع غيره فى المثير الذى يدفعهم 
إلى القول والإنشاد . 


أسلوب المتصوفة : 

ويرى الدكتور شوق ضيف أن أسلوب المتبى خير مثل لأساليب المتصوقة 
وما فيها من انحرافات والتواءات وحالات غريية من التعقيد وكثرة الضمائر وتتابع 
حروف الربط والنداء والتصغير وغير ذللك من الأمورالى ميزت أسالييهم بصعوبات 
فى التركيب وغموض ف الأساليب « وهذه الصوفية بمكن أن يلحظ تأثيرها فى شعر 
المتنى من جهة أخرى غير أفكار المتصوفة ومعانيهم . وإتما يأتى من استعارته 
لطريقتهم فى التعيير وما يتصل بها من ظروفها وأحوالها الخاصة . فإن المتنبى حين 
عدل بشعره إلى العبارة الصوفية كان قد أسلم هذا الشعر إلى صعوبات فى التركيب . 
وهى صعوبات كانت تميز أساليب المتصوفة فى هذه العصور ‏ لأن اللغة لم تكن 
قد اتسعت بعد لآداء أفكارهم ومعانيهم . من أجل ذلك كنا نجد عند المتننبى 
كل ما عيز تعبير المتصوفة من انحرافات والتواءات . كأن يكثر من الضيائر 
أو من أسماء الإشارة أو من حروف النداء أو من التصغير . فيبعث فى التعبير 


)١ (‏ الديوان ص 88١‏ . الدائل ح صاحب الدولة . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1 
حالا من التعقيد . وقد يكون من الغريب أن نربط بين هذه الأشياء والتصوف . 
ولكها الحقيقة الواقعة7١2.‏ 

ونحن لا نستطيع أن نتكر اتصال المتنبى بالمتصوفة ومعرفته لكثير من آزائهم 
وتأثره بفلسفتهم النظرية فى الحلول والاتحاد وظهور ذلك فى شعره كا فى مدحه 
وهو ى المكتب للرجل الذى زعم الرواة أنه يريد أن يستكشفه مذهبه . فدحه 
بقصيدة مطلعها ٠‏ 

كفى أراق ويك لوملك ألوما / أقام على فؤاد أنجما”"ا 

إلا أنا لا نستطيع أن نتخذ من قصردة من قصائد صياه دليلا على مبجه 
الأسلوبى فما تلا ذلك من مراحل . 

وإذا كانت يهذه القصيدة إعاءات صوفية فى معانيها وفيها وفى غيرها ختصائص 
صوفية فى أساليبها . فقد سل شعر المتنبى فى شبابه وكهولته .ن كثير من ذلك . 
بحيث نسطتيع أن نقول إن هذه التزعات لا تعدو أن تكون محاولاات صى يرود 
الطريق متعيراً فى أول حياته الفنية . وقبل أن يظفر بنفسه كشاعر اكتملت له كل 
مقومات الفنان . وهو وغيره ى مثل هذه المرحلة يتلمس كل سبيل وينهج كل 
طريق تكفل له أن مخرج بالبيت أو البيتين يشبع بهما نزعته ويرضى طموحه مهما 
كان فيهما من غموض اللفظ والتواء المعبى . 

وأنا أعتقد أن الصبى ل يرد أن يستكشف الرجل مذهيه كا يقول الرواة . وإنما 
أعجب به فدحه بما كان يسمع منه وبما كان يدور فى مجلسه دون أن يفطن 
المتنبى لما يتضمنه هذا الكلام من إيحاءات ورموز مما يشير إليه -حديثه من إشارات 
مذهبية ودلالاات صوفيه . 

ولا" حت علينا أن أردنا أن ننصف الشاعر فاميمتاه بضعضل ‏ الشخصية وسوء 
الإدراك وهوان الأمر . لأنا نتكلم عن صب لم يغادر المكتب بعد ولى تكتمل شخصيته 
وتستوف كل مقومانها الحسمية والروحية والعقلية والنفسية والفنية . «على أنك 


7” الفن وبذاهيه فى الشعر العرنٍ لادكتور ص‎ ) ١( 
. 4 الديوانت ص‎ 220 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


55 


إذا تفقدت تلك المعجمات من أبياته . فأكر ما تجدها فى أوائل شعره حين لم 
تستحك فيه ملكة النظ وم تطرد له وجوه التعبير !؟! 


الأسلوب الأثيل : 

ويرى الأستاذ محمد كال حلمى أن أسلوب المتنى ملىء بخصائص الأسلوب 
العثيل الذى تظهر فيه الانفعالات النفسانية وتكثر فيه حركات العواطف يصورة 
ملحوظة . وأن مظهر ذلك فى أسلوبه الاستفهام والتعجب والتأسف وترديد النداء 
ومساءلة النفس والانفعالات امحتلفة (؟1. 

كا فى قوله : 

أحيا وأيسر ماقا ماقتلا ‏ والبين جار على ضعبى وما عدل5؟) 
وقوله : 

أصخرة” أنا ؟ ما لى لا تحركنى هذى الكثوس ولاهذى الأغاريد 7*) 

وقوله : 

ها قل الأحرار كالعفو عنه, ون لك بالخ الذى يحفظ البدا'»' 

ونحن من جانينا نرى أن أسلوب المتنى يكتاز إلى جانب ذلك بالتجسم وخالع 
صفة الحياة على غير الأحياء بحيث تراها متحركة سميعة بصيرة مريدة تعتورها 
ما يعتور النفوس من أمن وذعر ورضى وسخط كما فى قوله مخاطباً الحمى . 

أبنت الدهر عندى كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام ١0‏ ' 

وقوله مادحاً سيف الدولة حين ظفر ببى كلاب : 

طلنهم على الأمواه حب تخوف أن تفتشه السحاب"' 

. 1885 العرف الطيب فى شرح ديوان أن الطيب ص 111 طبعة القدس حاو رجوس سنة‎ )١( 

(؟) أنظر أبو الطيب المتذى محمد كا لأحلمى ص 7١8‏ . 

(*) الديوانت ص ١١‏ . 

(4) الديوانت ص 781 . 

(ه) الايوات ص 881 . 


(1) ألنبوان ص 764 . 
(7) الديوان ص 58109 . 





مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 

وقوله مادحاً سيف الدولة : 

اتحسببيض الند أصلك أصلها 2 وأنك منها ساء ها تتوهم 

إذا نحن سميناك خلنا سيوفنا 0 من التيه ى أغمادها تتبسم )١(‏ 

وليس معبى ذلك أن المتنبى كان ممن يلون إلى جانب الصنعة ويمن يفتنون 
بالبديع "كا يرى ذلك الأستاذ سيد بن على المرصى ١‏ مسلمبن الوليد وحبيب بن أوس 
وأبو الطيب المتنبى وأبو العلاء المعرى قوم تكلفوا البديع وأحضعوا المعبى للفظ 
وتعمقوا فى درس مذاهب الفلاسفة وِلم يحل كلامهم من يونانية تياعد بيهم وبين 
مذاهب العرب اليادين . فدرسهم خطل والعناية بهم حمق . والإعراض عمجم إلى 
الشعراء المطبوعين إصابة وتوفيق7؟2. 

لأنا لا ندرك بشعره أمارة الكلف باليديع . وإن كنا لا نحرم التوشية غير 
الخلمية والصنعة غير المتكلفة بعد أن استوى واشتد عوده . 

ومن الظلم حشره فى زمرة ريجال الصنعة المفتونين بها . وييخاصة أنه شاعر شغلته 
الحياة عن تمل الحسن والخمال وصرقته إلى ذاته ينفس «.ومها . وإلى المعارك 
العظام يصور دقائقها وتقاصيلها . 

وأمثال هذه الأغراض لا تمحتاج إلى زخرف ووثى قدر احتياجها إلى صدق 
وجد . وقوة وحرارة وهى السهات الواضحة فى أدب المتنى . 

ونعجب من اتجاه الأستاذ المرصى وتحرعه دراسة أشعار أولتلث الذين لم يخل 
كلامهم من فلسفة وخرجوا نوع ما عن عمود الشعر . ألم يدرك الآستاذ أن التياة 
قد تطورت واختلف مقهوم الأدب وأصبح لزامآ على الشعراء أن يأخذوا بقسط من 
معارف الحياة. ويتمثلوا ٠١‏ يحيط يهم من ثقافة وعلم ‏ 

وهبهم مسخوا الشعر العربى مسخا وأحالوه رطانة وعجمى . أيصح من المحختصين 
أن يعرضوا عنهم وعن فنهم وألا يتتبعوا هذا المذهب ويقفوا على ما فيه . ومن ثم 
سينون غثه من سمينه وزائفه من صميمه . ويبهرجه من صحيحه . 


. 87 الديوانت ص‎ )١( 
٠ 4 (؟) تتجديد ذ كرى أن العلاء ص 5 ط‎ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١ 
أما نحن فلن نعد شيثاً من ذلك خطلا وحمقاً . بل نجد الإعراض عن دراسة‎ 
. ما يالف اتجاهنا ويخرج عن إطار مألوفئا جموداأ وموتاً‎ 
. فإن الناس يستطيعون أن يقولوا عن أسلوب المتنى ما يشاءون‎  دعبو‎ 
ولكننا لا نستطيع أن نتفلت من تأثيره . فقد قلتإن المتنبى إتما هو شاعر‎ « 
. الغيجاء وشاعر الحكمة والمثل . وإذا خلد فإتما مخلد من هاتين الناحيتين‎ 
فالألقاظ الى تحتاج إليها الحكمة قد اهتدى إليها أبو الطيب وهى ألفاظ‎ 
. سهلة . وأى كلام أسبل من هذا الكلام‎ 
)١١ ومن" نكد الدنيا على الحر أن يبى عدوا له ما من صداقته يد‎ 
فلغة المثل والحكمة قليلاما تحتاج إل ىع مر من التزويق وإنما تزويقها فى‎ 
حقيقة تعبيرها وسهولته . والألفاظ الى تفتقر إليها الحروب قد ألقت إلى المتنبى‎ 
. طاعتها وهى ألفاظ شديدة وأ لفظ أشد من هذا اللفظ‎ 


وما تقر سيوف" ى ممالكها حتى تقلقل دهراً قبل فى القلل”" 
فلغة الحرب تحتاج إلى صورة متقدة تمثل شيئاً من اتقاد الميجاء وليب نارها 
والمتنبى لم تخف عليه مذاهب هذه اللغة »7 . 


. ١88 الديوان عن‎ 2١ 
. 8١ (؟) الديوانت ص‎ 
8٠١١٠١ »© ٠١9 المتنى مالى” الدنبا وشاغل الناس لشَميق جبر ى ص‎ )*( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ينض 


_لخلاصة 


وخلاصة هذا الفصل أن النقاد وجدوا فى أسلوب المتنى مظاهر عمتلفة لأتماط 
وفيرة من الأساليب . فرأوا لديه الأسلوب المعقد المضطرب والأسلوب الصو الغامض 
والأسلوب الرمزى والأسلوب العثيل ورأى فيه آخرون الغوذج الجسم للصنعة المتكلفة . 
حتى رأوا الحكمة وفصل اللحطاب ف اليعد عنه والتنفير منه ورأوا دراسته ومن على 
شاكلته حمقاً ومتحطلا . 

ورأى فيه آخخرون الشاعر البصير بالمقام المنجاوب مع الخال . وبذا يرق” 
إن اقتضى المقام السهولة والرقة ويرصن إن اقتضى الأمر الخزالة والرصانة . 

وكا اختلفوا فى ذلك اختلفوا ى دواعى التعقيد لديهء أهى طبيعية لا يمكن 
له أن يحيد عنبا أم عرض طارىء لأمور تتعلق بنفسه حيناً وبالموضوع الذى يعاحه 
حيناً آخر ؟ 

وأبما يكن الأمر فقد انبينا إلى أن المتنبى شاعر تمثل كل مظاهر الحياة من 
حوله وبدأ أسلوبه متعيراً فى أول نشأته الفنية مشتملا على كثير من دواعى الابس 
والغموض . ولكنه صلم بعد من ذلك وأصبح شاعراً رصين الأسلوب جزل التركيب 
فى أغلب ما أنتج من قصيد . 

وقد اتخذ كثير من النقاد من شعر صباه دليلا على المظهر العام لأسلويهء 

وبذا رأوا فيه صورة واضحة للتصنع والتكلفق وأسقطوه عن الدرجة الى يبوؤه 
إياها عموم أدبه . 

ولعل هؤلاء ربطوا بين الأدب والسياسة ربطاً دقيقاً ورأوا فى سقوطها وتأخرها 
سقوطه وتأخره . فأسقطوا الرجل لعصره لا لفنه وأخروه لزمنه لا لإنتاجه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


74 


الفصل الثانى 
معانى المتنى 





هيد 

سبق أن تعرضنا لدراسات قدانى النقاد لمعانى المتنبى . وبينا أمها أوق دراسات 
قام بها نقادنا القدامى فى معرض تناوطى لفن المتنبى : | 

ورأينا أنهم تعرضوا للجديد لديه ولغلوه ومبالغته ولانتفاعه يأفكار الفلاسفة 
وتطعيمه الآأدب يبذه الأفكار العميقة الدقيقة . وخلعه صفات الغزل والعشق على 
مواقف الحروب وعلى مواقف الصداقة . ومشاركة الممدوح فى صفات المدح . 
وغير ذلك . 

وسنتكلم الان عما أضافه نقادنا المحدثون لهذا الموضوع من موضوعات الدراسة 

وسترى أعهم بدورهم قد استطاعوا أن يعدونا بدراسات ذات قيمة وشأن . على اختلااف 
ما اتخذوه من مناهج البحث وطرق الدراسة . 


من الوجهة النفسية : 

ملا المتنى مسامع الزمن تغنياً محامده وتفاخراً بآ ثره وصدق كثير من الناس 
الشاعر قى كل ما قاله . حبى غدت دراساهم له تقريظا وتزكية لا تحقيقا 
وتمحيصا ١١‏ . 

ولكن الأستاذ محمداً مظهراً سعيداً . لا يرى ذلك إلا ستاراً براقاً يستر يه المتتنى 
خخلقه ونفسيته . وأن عين عل النفس لا تعجز عن اكتشاف ما تواريه هذه الحجب 
من نقائص وتداريه من محاز قد تغضب رجال الأدب ولا تروق عشاق الشاعر . 

ولكن الأستاذ مظهراً لا يعنيه ذلك فهو يتكلم عن الرجل لا عن الفنان . 

)١(‏ ابطر مقال الآستاذ محمد محمد توفيى بصوان تهرة المتذى يعدد الحلال االخاص بالشاعر أول 

أغسطس سنة ه478١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


58 


« ولا يعيب الشعر أن يكون ناظمه حقيرآ ولا الأدب أن يكون قائله بذيثًاً 
ولا الحمال أن يكون مصوره قبيحاً ١١.‏ . 

ونحلاصة ما انهى إليه الناقد من تحليله لتلك النفسية بعد سبر أغوارها عقاييس 
علم النفس التحليق على هدى ما سجلته على نفسها فى إنتاجها . وعلى ضوء ما نقل 
الرواة والمؤرخحون عنها . 

(1) أن المتنبى قد ركبه الغرور منذ تشأته . وأن ذاك قد ظهر جليئًا فى بوره 
وأدعائه الغبوة!؟؟ . 

( ب أن الرجل عاش أفاقاً مد احا يتكسب بالشعر علىأسوأ ما يكون التكسب 
مناقضاً بفعله كل ما سطره بقلمه أو أنشده بلسانه . ولم يكن نحلقه نصيب كبير 
الفضائل البى كان بمجدها ويتغى يها فى نفسه وق غيره١؟٠‏ . ونحب أن نقول 
للأستاذ مظهر أولا ‏ الذى عنون مقاله « بنفسية المتنبى » ثم انتهى منه إلى ما ذكرناه 
من غروره ونفاقه ‏ أن هذه النتائج مظاهر سلوكية منبعثئة عن دوافع نفسية قد تكون 
فطرية وقد تكون مكتسبة من ا حياة البى عاش فيها الشاعر . وليست ق حقيقها 
صفات نفسية يكشفها التحليل ويوضحها الاستيطان . 

ومعبى ذلك أن البحث أقح ى بجال علم النفس إقحاماً وليس إلا بحثاً فى أخلاق 
المتننى ومدى مسايربها للمثالية الى ينيغى أن نكون . 

ولو أنه حلل هذا الغرور وذات النفاق وأرساهها على أسس نفسية تركب النقص 
أو عدم الشعور بالآمن أو الرغبة ى السيطرة أو ما شابه ذلك لسلمنا له بهجية 
اليبحث وشرعية العنوان الذى صدر به مقاله . ولكن التوقيق ححانه فى هذا المضهار 
فتكلم عن مظاهر خلقية على أما أسس نفسية . كشفتها عين عام النفس الى تنقذ 
إلى الأعماق وتسير الأغوار وتكشف عن طبيعة الأشياء على حد تعبيره!؟2) كا نحب 
أن ننبه هنا إلى أن الأستاذ قد يكون له العذر لو كان الارتياط وِبْيمآً 

)١ (‏ اطلال العدد الحاص بالشاعر ص ١5١١‏ . 

(؟) الال العدد الخاص بالشاصر ص ١8١١‏ . 


020 الطلال العدد الخاص بالشاعر ص ١7١١‏ . 
20 أطفلال العدد الخاص بالشاعر ص ١/١ ٠‏ 1 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1" 
بين كل مظهر من مظاهر السلوك وبين دوافعه فى النفس البشرية . بمعبى أن الداقع 
النفسى لا ينبنى عليه أكبر من مظهر واحد من مظاهر السلوك . وأن المظهر السلوكى 
الواحد لاا ينبى إلا على دافع واحد من الدوافع النفسية الوقيرة . 

عند ذلك فقط كان يصح تنا أن نسمى الدافع النفسى ياسم المظهر الساوكى 
أو عكس ذلك فنسمى المظهر السلوكى نفسه باسم دافعه النفسى ءظ 

ولكن ذلك غير صحيح مطلقآ لآن المظهر السلوكى الواحد يحتمل أكثر من دافع 
نفسى واحد كالتوفر على العلى مثلا .. فقد يكون منبعثاً عن غريزة حب الاستطلاع 
وقد يكون منبعثاً عن غريزة المقاتلة . حيها يألى الإنسان أن تعجزه هذه اللقائق 
العلمية وأن تتحدى تفكيره فيعمل على الانتصار عليها . وقد يكون متبعثاً عن 
غريزة حب السيطرة حيها يريد أن يبز أقرانه ويفوق سواه . وقد يكون منبعثاً عن 
الغر يزةاحنسيةحيما يتخد العل والنبوغ فيه سيلة للزواج مناءرأة ذات مكانة وخطر . 

كنا أن الغريزة الواحدة تدفع إلى مظاهر سلوكية محتلفة . بل قد تكون متناقضة 
مام التناقض . فالحوف مثلا يدفع الخائف إلى الاستكانة والاستخذاء . أو إلى 
البسالة فى القتال والاسهانة بالحياة . 

ومعبى ذلك أننا لا نزال عند رأينا من أن بحث الأستاذ مظهر أقحح فى مجال 
على النفس التحليلى [قحاما وأن الأستاذ لم يلتزم الموضوع الذدى حاول كشفه 
والبحث فيه . 

وربما اعترض علينا يأنا صرفنا جهداً ووقتآ فى معالحة موضوع يتخد الشاعر 
لا الشعر مجالا للدراسة والمناقشة فى معرض دراسة تتسخذ الشعر لا الشاعر مالا للبحث 
والدراسة ‏ 

وجوابنا على ذلك أنا نرى الشعر وغيره من سائر المظاهر الفنية صدى لنفسية 
الشاعر ومزاجه وخلقه وتجاربه فى الحياة . وأن الشعر يفصح عن كثير من خفاياها 
وحقائقها . فإن وقفنا إلى جانب الفنان فى مجال دراسة تسيدف الإاحاطة بالفن قلأنا 
نراه حلقة من حلقات فهم الفن والإحاطة يجميع أسراره ومقوماته . 

ومن ثم لا نعدو الإطار الذى رمعناه لأنفسنا حيها نعالج شخصية الشاعر وخلقه 


ونفسيته . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4 

على أنا نسائل الأستاذ مظهراً ومن عداه من رجال عل,م النفس . هل كل متمدح 
بنفسه متغن بآ ثره يكون مغروراً متهوراً ؟ أو ناقصاً مدعيآ ؟ 

والذى نراه أن دواعى الفخر والعجب بالنفس وفيرة كثيرة يرجع بعضها إلى 
اميد التليد وبعضها إلى ما يكتسبه المرء حديثاً من محيط حياته . 

ونحن من جانبنا لا نهم مطلقا بالمجد التليد ما لم يحافظ الأبناء والحفدة عليه 
فيصبح الد فيهم سلسلة متصلة الحلقات . وإلا فإن أضاعوه فهم فى نظرنا أكير 
حمقاً من لا مجد لم لأنهم أضاعوا ما علكون . أما الالتحرون فا ملكوا ولا أضاعوأ 
ونرى التغبى بأمثال هذا الهد الذى تقلصت ظلاله وسكنت ريحه وامحت معالمه غر ورا 
من النفس وحمقاً وببتاناً من القول وزوراً . 

واحود المكتسب أكثر إثارة للفخر والعجب من الجد الموروث لآنه نتيجة كفاح 
وبذل وتضحية . أو نتيجة ذكاء وعبقرية . لم يرثه المرء ممرعاً خصباً غرسه له غيره 
وروأه . 

ومن ثم فإنه يغرى المرء بالاعتزاز بنفسه الى استطاعت أن تشق طريقها ى 
الحياة إلى غاية جلية مرموقة . بيما غيره من الناس يتساقطون دون تلاك الغاية إعياء 
وعجزاً أو باون واتكالا أو حمقاً وجهلا . 

ونحن وإن كنا نؤثر إنكار الذاتحقنًا إلا أنا نجد ذلك لوناً من خداع النفس 
وغاية ما تتعلل به أن تعترف بوجودها فق عالم أرحب وأبى وأسمى من عالمها الخالى . 
ها يزهد بعض الناس عن كل ما بالحياة من ملاذ ومغاتم ابتغاء علو المنزلة فى عالم 
الغيب والشبادة . وذلك وإن كان إنكاراً للذات إلا أنه أقصى حالات الاعيراف بها 
لأنه محاولة لإثياتها ورفعتها فى عالم أبدى سرمدى . ومن ثم لا نستطيع أن نتكر على 
الناس التغنى بما جليوه لأنفسهم من مجد وما حققوه من فخر ويخاصة إذا كان ذلك 
زيئة من زينات الخحياة ومغما من مغانمها . 

ويخاصة أيضآً إذا عورضوا فيه ونوزعوا فى قيمته وقدره . فترغمهم هذه المعارضة 
على الدفاع عن أنفسهم ومواهيهم و ثارهم . مقابلة التعصب بالتعحصب والإنكار 
بالْتأسك . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


41 ؟ 

ومن ثم ة فعجب المتنبى بنمسه وتغنيه بسبقه ليس سررآ لنقص وتغطية لضعة وغر ورآ 

زائقآ كما يروق لبعض الناس أن يقولوا . ولكنه فخر يستند إلى أسس واقعية تدقع 
إليه دفعآ 

ومن هذه الأسس الى نراها مبرراً الفخر والتغنى مسن الصيت . 

. قوة الشاعريةء فقد حيجب شعراء جيله واعترقوا له بالسبق والتقددم‎ - ١ 

 "'‏ اتساع دائرة المعارف»ء فقد كانطلعة لهم الحكمة أننّى كانت وأنّى كان 

 "*‏ اتصاله سيف الدولة الحمدانلى وغيره من الحكام والولاة وحرصهم على 
الاستثثار به والتفرد به دون من عداه, من الولاة والأمراء . 

5 -- تقديره الحطورة الرسالة الى يقوم يها وهى بعث الجد العربى وإحياء 
ما اندثر من سلطانه وتقلص من ظله بيها غيره من الشعراء يلهو وبمرح دون أن 
بهدف إلى غاية أو ير إلى مأرب . 

ه ‏ اعتزازه بفروسيته وخوضه كثيراً من المعارك مع سيف الدولة وثياته وسلامته 

حيما اعبزم الناس أو مجنل لهم السدوف أو وقع كثشير ميم قَْ ذل الإسار 1 

 *‏ احبرامه لنفسه الى عزفت عما مهالك عليه الشعراء من طُو وعبث ومحجون 
وفسق » فرأى فى نفسه طرازاً لا مجانسهم ولون لا عائلهم فاستخف بهم ويمن على 
شا كلهم ممن قطعوا احياة لاهين . شاربين شراب اليم .. 
ككافور وجتوده . 

م مباللك روساء الزماد على أستدعائّه واستزاريه كالصاحب بن عياد. ونخحوف 
اين العميد مته أن يتجاهله ولا حط رحاله ساحته . 

4 -. توسط الأمير ألى محمد الحسين بن طغج له فى مدح عبد الله بن طاهر . 
تلك الوساطة الى تشعره بحرص الناس على تسجيل أنفسهم فى أدبه وعلى لسانه 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


حفن 


مما يعطيه صورة عن نفسه أنه محل الطمع ومنتهى الرجاء . 

٠‏ جلوس عيد الله بن طاهر بن يديه مجلس المادح من الممدوح وجلوسه 
مادحاً بحضرة سيف الدولة . وعدم تكليفه تقبيل الأرض بين يديه . 

فإن اعتز المتنبى بلك الشاعرية الى ممت به إلى كل ذلك . أو تغى يغيرها من 
مقومات شخصيته فإنه تغن بما تحقق فى واقع الحياة . وليس أملا يراود خاطراً كليلا 
أو عزماً بليداً . 

وهو تغن با كسيه بنفسه وحققته يده . لا بما ورثه عن أب أو تلقاه عن جد . 
والناس أكير تقديراً للعصاميين الذين شقوا طريقهم ف الحياة بأنقسهم . 

ولكن المتننبى عاش ومات تلاحقه ظتون الناس أو أنخطاؤهم فى تطبيق النظريات 
العلمية واتخذوا من جهلهم بأصله ونسيه سبباً لكل مغمز وعيب . 

ومعى ذلك أنا نجد ق قاعدة مركب النقص إسرافاً ميج للناس أن يلحقوها 
جزافآً بعضهم ببعض . ولو حاولوا النظر إلى الأمور نظرة موضوعية وأعطوا للعصاميين 
الحق ى الإعلان عن أنفسهم كأجر لم على الكفاح والخهاد . لضاقت دائرة تللء 
القاعدة الى شى بها الناس - ويخاصة عظماؤم ظلماً على مدى العصور . 

هذا فى مجال تمدحه بشاعريته. أما تمدحه يجنسه العربى وعدم تعرضه لأسرته 
أو قبيلته فليس مرد ذلك إلى حقارة أسرته أو ق قبيلته ولكن مرده أنا ى عصر شعوبيه 
مدمرة واحتدام جنسى عنيف والرجل مشغول يجنسه مهم بقومه ضد من عداهم من 
الأجناس والشعوب . فانصرف إلى الفخر بهم والتغنى بآ ثرهم أو الفخر بنفسه على 
أنه من النايهين فيبم استجابة لمنطق العصر وضرورات الحياة . 

ولسنا نجد قى تكسب الشاعر بالشعر منقصة له وتحقيراً لشأنه كا بحاول الأستاذ 

مظهر أن يوهمنا . لآن عطاء الشعراء قى هذه الاونة كان حقاً مقرراً مشر وعاً . يدقعه 
بيت المال تقديراً للفن ومساعدة له على نشر مآثر الدولة وتسجيل محامدها وإرهاب 
عدوها . وليس صدقة يقدمها الأمير من حالص ماله وهبة من عطائه . 

ومن العجيب أن يسعى امجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب فى فرض مقررات 
ثابتة للآدياء المتفرغين للفن مساعدة لم على التفرغ والإنتاج الفنى . بيما لا يزال 
فينامن يعدالتكسب بالشعر من شعرائنا القداىعيباً يعيب الأدباءومنقصةتذرى بأقدارهم . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


"4 

ولم يتهم المتنبى بالغرور والنفاق فحسب . يل انهمته الدكتورة بنت الشاطرء 
بالسفالة وضعئف الششخصية بالإضافة إلى ما سيق 2١١‏ ولعلها تتخذ من كيره على 
سيف الدولة وإنشاده الشعر بين يديه جالساً . ثم وقوفه بين يدى كافور ومن فحشه 
ق هجاء ضبة بن يزيد العتى وابن كيغلغ دليلا على ما ترى . 

ولكن الدكتور محمد يوسف نجي (") يعارضها قى هذا الاتجاه ويرى أن الضعف 
من صفات الإنسان حبى لو كان هذا الإنسان هو المتنى العبقرى . 

ومعنى ذلك أنه يلتمس للرجل المعاذير . ما دامت الحياة من حوله أرغمته على 
ركوب المركب الصعب ويظاهره قى هذا الاتجاه الأستاذ المازنى الذى يقول عته ١‏ إنه 
من أصصاب الشخصيات القوية الى خلقت للكفاح والنضال لا للاستخذاء والمسح 
بالأقدام 67م 

ونحن بدورنا لا نتحدذ من مواقض المرء لدى الأزمات الطارئة سندآ للحكم على 
شخصيته ولا نرى المظهر الحقيى لشخصية الإنسان إلا سلوكه لدى استقرار النفس 
وهدوء الضمير ع على أن المتننى لم يتخل عن كل مظاهر العظمة بين بدى كافور . 

فالرواة على أنه ه كان يقف بين يدى كافور وق رجليه خفان وى وسطه سيف 
ومنطقة ويركب حاجبين من مماليكه وهما بالسيوف والمناطق 4*7)م . 

فإن وقف بين يديه منشدأ قطعا لآلسنة السوء وإرضاء لرجل لم تتوطد بينه وبينه 
الصحبة بعد . فليس فى ذلك دليل على النفاق والذور وضعفض الشخصية كا ترى 
الدكتورة بنت الشاطى . 


ظهور 5 شخصته الأدبية - 
م صضصعوق شخصيته 

تضع بين يدينا القرينة على مقصودها . وأن المراد ضعف الشخصية الاجماعية بدليل 

ما وصفته به من النفاق والسفالة . لا ضعف الشخصية الآدبية بمعبى انمحاء اللتصائص 

١ (‏ ) انظر جريدة الأخبار العدد 5٠98‏ الحمعة 7 من بناير سئة 1١4859‏ . 

(؟') انظر جر بدة الأخبار العدد 078١؟‏ الجمعة ؟ من تابر ستة 1484 . 


60 حصاد الحشم ص ١١8‏ . 
( 4 ) الصيح المتنى ج ١‏ ص ١١7‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا بن 
المميزة للشاعر فى إنتاجه الأددى . وعدم ظهور سماته الخاصة فى أشعاره . فكأنها 
قصرت نظربها على الشاعر ولى نمدها إلى محيط شعره الذى هو المظهر الحقيى 
لخحصائصه النفسية والعقلية والفنية . 

وهذا عكس ما فعل الاستاذ العقاد الذى ربط الآديب بأديه وريطهما معآ 
بالحياة الى عاش فيها . وانهى من ذلك إلى أن القارى « لن يحد بيت واحدآ 
يستغريه من تلك الشخصية كا عرفناها فى تاريخه وى جملة كلامه . فهو حيث 
قلبت من حكمته أو فخره أو عَرَلِه أو رثاته هو هو المغامر المعتد بفضله الفاشل فى 
أمله الساخط على زمنه الذى لا ينسى شأنه »١١أا‏ , 

وأنه الرجل الذى لا يستطيع « أن ينسى نفسه أو يحى شخصيته أو يكون غير 
ما كان أو يقول غير ما قال 5١»‏ . 

وعلى ذلك ينتهى به البحث إلى أن و شخصية المتنى الى نعرفها ى شعره هى 
شخصيته الى نعرفها من تارحه وتاريخ عصره .2)١6‏ 

ومعبى ذلك أن الشاعر صادق الانقعال يستوحى نفسه ويسجل ذاته فى فنه 
ويصور عصره وأحداثه وظروف بيثته وأحوال التاس فى أدبه .. وليس دعياً يلهج 
ما لا حقيقة له ق كيانه من جانب وق الحياة من حوله من جانب أآخر . 
« قالشعر الذى نقروه ق الديوان لا يستغرب من الشاعر الذى نظمه . ولا من الرجل 
الذى علمنا يسيرته من أنياء الراوين عنه . وشخصيته ماثلة هنا وهناك على صورة 
واحدة جلية متفقة لا تعقيد فيبا ولا تنافر بين القول واللحقيقة »(؟) . 

كا يؤيد الأستاذ عل أدم هذه الظاهرة فيقول و وحياته أشبه در واية لما مواقفها 
المشهورة . وقد تكفل ديواته بوصف أحواها المتقلبة وأطوارها المتتابعة من نشأته 
الغامضة وما مى به من الفشل اللحاطى ى مسهل أمره ثم اتصاله بسيف الدولة وانصرافه 
عنه إلى مصر وقفوله منبا مغاضياً لكافور . إلى مصرعه الأأخير » 26. 

)١ (‏ اطلال العدد الخاص المتدى أول أغسطس سئة 19788 ص 1١175‏ . 

( ؟) الطلال العد الخاص بالمتدى أول أغسطس سنة ه97١‏ ص 1١١5‏ . 

( ) أخلال العدد الحاص بالمتدى أول أغسطس سنة ١5578‏ ص 11787 


2 الحلال العدد الخاصى بالمتدى أول أغسطس سا ة ه15 ص ١1١119‏ . 
ه) على هامس الآدب والتقد على أدم ص 4 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


.م 

ومن ذلك نرى أثنا نستطيع أن نعرفه من شعره ما دام شعره صورة من نفسية 
المغامر المعتد بفضله . الفاشل ى أمله الساخط على زمئه الذى لا ينسبى شأنه . 
« وهذه الشخصية البارزة ظاهرة ىق شعره وحسبك شاهداً علها أنه لما شعر بتغير 
سيف الدولة دخعل عليه وأنشده قصيدة بعاتيه بها وفيها يقول : 

وما لى إذا ما اشتقت أبصرت دونه تنائئ لا أشتاقها وسياسيا 

وقد كان يدنى مجلسى من سمائه ‏ أحادث فيبا يدا رها والكوا كيا 

أهذا جزاء الصدق إن كن تصادقا 2 أهذا جزاء” الكذسإن كنت كاذيا 

وهو أشبه بالمحاسبة منه بالمعاتبة ع(0) . 

فكأن ضعف الشخصية الاجمّاعية البى حاولت الذكتورة بنت الشاطى أن تنيطها 
بالمتننى لم تصح فى نظرنا وفى نظر سوانا من الباحثين . حيث لم تسندها وقائع الحياة 
وحوادميا بل إن هذه الشخصية كانت ق محيط حياتها من القوة والوضوح بحيث 
ألبت عليها الأمراء والولاة ومن يدور فى أفلاكهم من رجال السياسة والعلم والأدب 
والمال . وقد انعكست معالم هذه الشخصية الواضحة فق أديه . فكان أدبه صورة 
مها . صورة من وقائعه وعراكهء صورة من وقائع الحياة من حوله . فالمتنبى فى الحقيقة 
فرض نفسه ق أدبه فرضاً ويكاد يطالعك فى كل بيت من أبياته بشخصيته المغالية 
المعتدة . أو الأسيفة الشجية أو المفلسفة للموقف المنهية منه بمحكمة صادقة ومثل 
سائر . ونحن لا نستطيع أن نطلب من الشاعر ليكون يارز الشخصية واضح السمات 
أن يكون أدبه غير صورة من نفسه . وأن يحمل أدبه طوايع ذاته وأمارات منطقه 
وتفكيره . 
تجديد المتنهى : 

لا نستطيع أن تقول إن المتنبى حرج بالشعر العرنى إلى فاق جديدة لم يطرقها 
الشعر من قبل » ولا أنه خرج به على مظهر لا عهد به لأسلافه من الشعراء » لآن 
المننى فى الحقيقة لم يفعل هذا ولا ذاك . 

فقد سار بالشعر قى نفس الطريق الى سلكها الشعراء من قبل . شدح وهجا 
ووصف ورف وشيب وافتخر » وعاتب وسخر . وصب ذلك كله فى نفس القوالب 


. ١58 حصا المشيم ص‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 


الموروثة الى حصرها الخليل . وجاء عليبا شعر الأقدمين . 

بل إننا نستطيع أن نقول إن الشعر العربى قد جمد على تلك القوالب الى عرفت 
باسم اليحور ونم يكتب لغير تلك اليحور البى حصرها الخليل أن تعيش يجانبها وأن 
تزاحمها وأن تسير معها على قدم ساق . 

وكل ما كان من خملا ف بين مدارس الشعر اختلفة لا يعدو أن يكون خلافاً فى 
مدى الاههام ببعض الأصياغ واللوازم التى اعتادها الأقدمون طبيعة وفطرة أولا ثم 
صناعة وتكلفا ثاني؟ . ثم إسرافآ ىهذه الصنعة وشطط فى ذلك التكلف ثالثا م محاولة 
للعودة إلى ميج القدائى وعمودهم رابعآ . 

ومعبى ذلك أننا نقنع من الشاعر ىق هذا المضمار يأدنى انحراف يحرج به عن 
ذلك المدار الذى يلف حوله الشعراء بحيث نجد له جهوداً مستقلة ف زاوية من زوايا 
الإنتاج الفبى جديرة بالملاحظة والااههام والتسجيل . 

وبحتاج النقاد ىق تسجيل هذا الانحراف إلى بصر عميق بكل مقومات الفن 
وإحاطة تامة يكل الاتجاهات الى ظهرت فيه على مدى الأجيال . حتى يستطيعوا 
إدراك المفارقات البى تبدر من شاعر من الشعراء فى أى زاوية من زواياه . ما دامت 
هذه المفارقات اليسيرة أقصى ما كان يعن" لهم من تتجديد . ىق حدود الإطار الذى 
رسمه الشعر العرلى لنفسه منذ نشأته الأول إلى عصر المتنبى وإلى ما بعد عصر اللمتنيى 
يروت . 

والنقاد على أن للمتننى اتجاهات جديدة قى الشعر العربى . خرج بها عن 
متعارف القوم ى يعض المواقف نحصرها فما يلى : 


أولا : 
النقاد على أن المتننى خرج عن مألوف القوم ىف الرئاء . فعهدهم به يكون على 
صورة من هذه الصور . فإما أن يكون « باستدعاء اليكاء كقوله : 
كذا فليجل” الخطب وليفدح الأآمر فليس لعين لم يفضصس ماؤها عذار 
أو باستعظام الحادثتك كقوله : 
أرأيت من حملوا على الأعواد 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


أو بالتسجيل على الأكوان بالمصيبة لفقده كقوله - 

منابت العشب لا حام ولا رامى هضى الردى يطويل الرمح والباع 

أو بالإنكار على من لى يتفجع له من الحمادات كقول اللخارجية : 

أيا شجر الخابور مالك" مورقا ١‏ كأنّكَل تجزع على ابن طريف 

أو بهنئة قريعة بالراحة من ثقل وطأته كقوله : 

ألق الرماح ربيعة بن زياد أودى الردى بقريعك المغوار 

ولكن المتنى يرك ذلك كله وبملاً شعره فى هذا المعبى بالحكى وما هو كالحكى » 
كا ق قوله - 

إذا ما تأملت الزمان” وصرّفه2 تيقنت أن الموت ضرب من القتل 

وما الدهر أهل” أن تؤمل” عنده 2 حياةة وأن يشتاق فيه إلى النسل 

فهو هنا يزهد فى الحياة ويصرف الناس عنها ويجعلها أقل من أن تحمل الناس 
على الآمل فيها والغسلث بها . ويأتى إلى الموت نفسه فيفلسفه فلسفة يطمان إليها العقل 
ويرضاها الفكر . برغم عدم حمقها فالحياة هب سلبها الإنسان ممن قبله . وكل مسلوب 
لايد من سليه . والموت ضرورة من ضروريات الحياة ولازم لصلاح الأحياء 
أنفسهم . ولولاه لضاقت عليهم الأرض ا رحبت . 

سبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها 2 منعنا بها من جرائة وذهوب 

تملكها الاتى تمك سالب وفارقها الماضى فراق سليب 

وتلك طريقة من الطرق الى ثار بها أبو الطيب وأبو العلاء على وضع من 
أوضاع الشعر الهدبجم . ولكن ورهم هذه . كانت هادثئة . وكانتت وأادعة . وكانت 
شيئاً لابد أن يتمخض عنه العقل العرنى بعد إذ تطور » وبعد إذ تغير . وبعد أن 
أتسع لآلوان كثيرة من العلوم والفلسغة »١؟)‏ : 

ه وحن من جانينا نرى أن موقف الرئاء يستدعى من الشاعر أن يدفع الناس إلى 
العزاء والصبر بأى معبى من المعانى الى تحقق هذه النتيجة . وأن النفس أكبر 


١ (‏ ) مقدمة أبن خلدون ص 577 وانظر محلى العدد التافى المحلد التامن لم أغسطس سنة 1989 . 
( ؟١)‏ انظر مجلى العدد المانى امحلد التامن م أغسطس سنة با ؟ ١‏ » مقال يقلم الدكتور عبد االطيف 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


:م 


ما تكون احتياجا إلى القول اللحككم والكلم الملأثور عتد اشتداد الخطب عايبا وإحاطة 
النوازل يها . لتدراً عنها الآلم بالقاس حسن المثوبة أو بتذكيرها بمصيرها المرتقب 
أو بأشعارها أن هذا مصير كل حى . وخائمة كل مطاف . فخروج المتنبى بالرثاء 
عن مناهج الأقدمين الى تتركز ى جملها حول تهويل المصاب وتعظم الرزء 
والاسهانة بالدمع إلى طلب العزاء والصير . لأى داع من دواعى الصبر كعجز 
الإنسان عن دفع الضر عن نفسه أو لحقارة الحياة فى ذانها خروج غير غريب عن 
مواقض الرثاء . لأنه جد سنده فى طبيعة النفس الى لا تحتاج فى موقفها هذا إلى 
ما يزيد شجها وشجاها قدر احتياجها إلى ما يخفف ألمها ويزيل بلواها . 

على أن المتننى لم يخلق هذا الاتجاه ( الحكمة وفلسفة الموقف , فى الدب العربى 
خلقا فعندنا من اباهليين من اقترنت الحكمة ياسعه كزهير بن أبى سلمى . وكل 
ما فعله المتنبى نما هو نقل الحكمة من محيط اللخياة اليومية إلى محبط الرثاء الذى 
هو أشد المواقف احتياجا إليبا . وهو أتجاه يستمد سنده من دواعى المقام ومقتضيات 
النفس . فهو اتتجاه يحمد لصاحبنا على أى حال . 


ثانيآً - 
ظاهرة الحب والعشق . فققد لاحظ النقاد أن المتنى يستعمل لغة الغزل ى مواقف 
المديح ها فى قوله - | 
حبسبتسك قلى قبل حبك من نأى 2 وقد كان غدارا فكن أنت وافيا 
الا 
أغالب فيك الشوق” والشوق”أغلب 2 وأعجبمنذا الحجر والوص ل أعجب 
أما تغلط الأيام فى بأن' أرى 2 بخيضآ تثنائى أو حبيباً تقوب 
وقوله : 
أود من الأيام ما لا قهوداه 2 وأشكو إليها بيننا وهى جنده 
أنى خلق 7 الدنيا جيبياً تدعه فا طللى مها حبيبا ترده 
وقوله : 
ما لى أكم حياً قد برى جسدى- وتدعى حب سيف الدولة" الام 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 
إن كان يجمعتا حب لغرته فلبت أنا بقدر الحب نقتسم 
وقوله : 
تفضلت الأيام ببسم يحم فلما حمدنا لم تدمنا على الحمد 
فجد لى بقلب إن رحلت فإنى محلف قلبى عند من فضله عندى 
أعلى الممالك ما يببى على الأسل< والطعن عتد محبيبن كالقبل 
وقوله : 
شجاع كأن الحرب عاشقة” إذا زارها فدته بالخيل والبجل 

+« جد عه 
وقد لااحظ النعالى دلك من قبل . ورأى أن هذا مذهب تفرد به شاعر 
الحمدانيين”'! وهذا حق . وإن كان الثعالبى لم يستطع تعليل هذه الظاهرة وعزاها 
إلى الاقتدار . والتفئن فى الألفاظ والمعانى . ورغبة الشاعر فى رفع رأسه عن درجة 
الشعراء”") ‏ 
وهى أسباب نسلم يبعض ما فيها من وجاهة . ولكن الدكتور مندور يجد السبب 
الحقيى « ق طبيعة المتنى النفسية . وى ملابسات حياته . فقد كان الريجل قوى 

الانفعال سريع التأثر . زحرت نفسه بشتّى المشاعر ففاضت فى لغة الحب 6(" . 
ونحن بدورنا قد تعرضنا هذه الظاهرة بعد أثناء حديثنا عن المرأة فى حياة المتنى . 

وقلنا إن لغة الغزل هى اللغة المنبعثة عن شعور الإنسان بالتجاوب النفسى والتلاق 

العاطى . ومن ثم فهى المتنفس الطبيعى لكل عاطقة جياشة تتركز -حول صلة بارة 
وصداقة قوبمة . وبحاصة لمثل دلك التعس الذى حرمته الحياة من العطلف وتلقته 

كأنى ما يكون التلى . 
فلغة الغزل لدى مثل هذا تعبير رمزى لا شعورى عن حنينه إلى تلك اللياة 
(21؟) شيمة الدهر ب ١‏ ص 1١91١‏ . 


(؟) الميزان الحديد للدكور محمد متدور ص 5 . 
6 أنظر ص ١6٠‏ من هذه الرسالة 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


.م 

ومن ثم غدت تلك الظاهرة لازمة من لوازمه وخاصية من خصوصياته على 
اختلاف المواقف والأغراض . ويخاصة ما يتعلق منها بالصداقة والاضدقاء من مدح 
لم وثناء عليهم وتعجب من مواقفهم فق القتال لسمهولمبا عليهم واستخفافهم بها 
وأستعد | بهم لما كأنها شى ع -حبيب إلى النفس أثير لدى الفؤاد . 


عوامل خلود المتنى 

« أبو الطيب المتنى أقوى شعراء العربية تبضات قلب . وأبعده منزع فكر 
وأحمقهم حكمة ومن أصدقهم إفصاحا عن خغايا النتفس . وأعرقهم يأسرارها . 
فلا عجب أن كان بعد ذلك أبعد هم شهرة ة وأخلدهم أثرا  )١١»‏ 

والحقيقة أن المتننى ‏ برغ أنه شاعر لم يتوفر على فنه كله التوفر الذى يكفل له 
السلامة من العيوب و«البراءة من النقاقص ‏ شاعر فحل أرغم التقاد على الاشتغال 
بأديه وأرثم التارربخ على تمخليد فته . فا دواعى هذا اللخلود يا ترى ؟ 

١‏ ألأنه عاش فى معية الحكام والولاة ؟ كثير من الشعراء عاشوا ى خدمة 
الملك وحاشية الخلافة وَُ يحلدهم التاريخ تخليده للمتنى . 

؟ - ألأنه عالم باللغة راوية للأدب ؟ لقد خلد التاريخ المتنبى الشاعر الفنان 
ولم محلد المتنبى اللغوى الراوية . 

م ألأنه كان فارسا مخوض المعارك مع سيف الدولة ؟ كثير من الفرسان ذوى 
الأيدى الطائلة ى تاريخ الوقائع انبت شبهرجم ولم يذ كرهم التارريخ إلا لماما حبى 
ولو كانوا قادة المعركة وأمراءها . 

لايد إذآ للخلودٍ من دواع أخر أعلق بالفن مها بالفنان . فها هى هذه الأسباب 
يا ترى ؟ 

فالاستاذ علل أدهم خخحصر ذلك ق : 

. أنه أقوى الشعراء اتفعالة وأحرهم عاطفة‎ ١ 

أنه أبعدحم تنكياً وأسدهم رأيا . 

م _ أنه أكرهم حكمة ومثلا ‏ 


000 عل هامش الآدب 'النقد . على أده ص ”5 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 


5 اتصال أديه بالنفس الإنسانية . وتعبيره عن أحاسيسها راضية وغاضية . 
هادثة وبائرة . 
ومن هذا نرى أن الأستاذ أدهم رأى السر فى خلود المتتبى يكمن فى حقيقة 
أدبه . وما يحمله من شحنات نفسية وحقائق فكرية . لا فى طريقة علاجه وصياغته 
نما يعود إلى الشكل والقالب . لا إلى الحقيقة والمضمون . 
ويؤيد الأستاذ هيكل هذا الاتجاه بقوله « فالعظم الذى صمدت عظمته للزمان 
ألف سنة تباعا جدير حقآ بأن يذكر وبأن تخلد ذكراه . وهو كذلك ما مستث 
هذه الذكرى نفوس الأحياء . على نحو يثير فيها عواطف تحدث بها هذا العظم 
وخلدها على الدهر )١(‏ . 
ونحن نجد من فلسفة المتنبى فى السياسة . ومن ظروقه فى الحياة ما يمجعله قريباً 
من كثير من النفوس . ويجعل أقواله أسانيد يستند إليها وحكما يتسلى يها . 
فالمتنبى .هم بإحياء مجد العرب . ويحرص الحرص كله على عودة السلطان إلى 
يديهم . ويحوض الناس على التخلص من -حكامهم الأأجانب . 
ودعوة كهذه عاشت وما زالت تعيش إلى اليوم وستظل تعيش وتزداد قوة وتألقآً 
لها تتصل بتفوس العرب . وتعلق بقلويهم أكثر من أى عاطفة أخرى . لأن 
الناس « إتما يتصل يعاطفتهم هذا الآلى لفقد حر ينهم ولضياع استقلال بلادهم 
ويتصل بعاطفهم هذا الاعتزاز بالنفس اعتزازاً هو السبيل لاقتناص الحرية من 
جديد . ولتحقيق استقلال البلاد العربية الختلفة . ولم يعبر أحد عن هذه المعاى 
عثل ما عبر المتنبى من قوة »230 . 
فن الطبيعى أن يذكر الشاعر الأول الذى رددها . ودخل السجن بسيبها ثم قتل 
من جراها . فما يرى . 
وحياة المتنبى مليئة بالأحزان والمصائب . ومن ثم نلمح فى شعره رنة عميقة من 
الأمى . ونغمة حزينة أسيفة . والحزن بطبعه أعلق بالنفوس وأكثر من غيره تعلق 
)1١(‏ عدد الحلال الخاص بالشاعر أول أغسطس سنتة ه57١‏ مقال الأساذ محمد حسس هيكل 
ص ١١1١8‏ . 


(؟) اخلال العدد الخاص بالشاعر ص ه7١١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ار 


بالقلوب . وما أكير دواعيه فى الحياة بصورة تجعله فى بعض الأحايين سلسلةمتصلة 
الحلقاءت . 

ومن ثم تجد النفس سلواها فى بيت حكم يزيل شجبها ويخّفف وقع البلوى عليها 
أو فى شكوى صارخة من تلك الشكايات الى تريها أن الناس كلهم سواسية ى 
قيضة الدهر . 

وأدب المتنى أملاً الآداب بالشكوى . الشكوى من الناس تارة . ومن الحياة 
نفسها تارات آخر . 

من أجل ذلك عاش المتنى وسيظل يعيش . ما دامت فلسفتنا فى السياسة هى 
إحياء مجد العرب . والحفاظ على قوميتنا العربية . وما دامت لنا قلوب تؤرقها الحموم 
وتخترمها الأحزان . 

ثم إن هذا الباكى الحزين رجل قوى الشكيمة . مر الحفاظ . عبقرى الحجة . 
صادق الرأى . وهذا وحده كاف فى شغل الناس به . ولوم الدهر من أجله . وعتابه 
لأنه أفسح الصدر من ه, دونه وأقل منه . 

وبالرغ, من أن هذا الداعى الآخير داع غير فى بل نفسى . ولكنه على الآقل 
سيتكفل يمحفظ أدبه للأجيال وبمهد للدراسات الفنية على مر العصور . 

ويرى الدكتور شوق ضيف أن السبب فى لود المتنبى يكمن ف هذه الأمور 

| . غزله بالأعرابيات‎ ١ 

؟ ما يغلب على أدبه من التشاؤم والحزن . 

الحكيم والأمثال ‏ 

- تغنيه بالبطولة . 

ه ‏ تعبيره عن طموحه واعتداده بتفسه(١)‏ . 

وهى أمور ترجع إلى طبيعة تفكيره وانفعالاته ووجدانياته . ومن ثم فهو مع القاد 
فى أن ما بأدب المتنبى من نزعات إنسانية واتجاهات سياسية هى سر خلوده وعوامل 
بقائه . | 
ولكن الدكتور شوق لا ينسبى أن يلمز المتنى ازته الأخيرة . وأن يشيعه مستخفاً 


)١9 (‏ أنطر العن ومداهيه ى الشعر العرفى للدكور شوق . ج75 , 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


َم 

به ويقته . متعخذ أ من هذه الدعاتم الى حملت أديه عبر الزمن ليرجم عن آمالنا 
وعواطفنا بعد ألف عام . دلائل على التصنع والإغراق فى العثيل . 

« ولكن هذا كله ينبغى ألا ينسينا ما وراء المسرح . فقد كان المتننى ممثلا 
ماهرا . وقد استطاع بمهارته أن محخى حقيقة فنه وصناعته عن كثير من المستمعين 
والنظارة . وأعانته فى ذلك أنه كان صاحب صوت ضحم لا يرتفع به حتى يحدث 
جلبة شديدة . وهذا نفسه ما ضلل النقاد قدعا وحديئاً ق فهمه . فقد تايعوه ق 
وصفه للأعرابيات . وتشاؤمه وحكمه وتمجيده للبطولة وفخره وترفعه عن الدنايا . ونسوا 
نسياناً تامأ أنه شاعر متصنع يحترف التصنع فى شعره للثقافات الختلفة إذ يحاول أن 
ينقل إعاءة شيعية أو صوفية وشاردة فلسفية أو منطقية وشاردة لغورية أو نحوية وشاردة 
تركيبية أو موسيقية . وبذلك كان قطيآ هائلا فى مذهب التصنع . بل لقد كان 
المفتاح الذى أخذت تساقط منه نغمات هذا المذهب فى قصائدالشعراء ونماذجهم ». 

وأعا تكن بواعث هذه النزعات . فقد أفلحت ق تخليد أدب المتنى . ودلت 
على براعته فى اختيار اللون الشعربى الموائم اطبيعة الحياة الملائم لعواطف الناس . 
ولا يضيره أن تكون بشعره بعض اللنات . حبى فى ألجمل أشعاره وفما أنتجه يعد 
استواء الطبع ونضج القريحة . لأن البراءة التامة من ذاث أءر لا يتسنى لطبيعة البشر . 

ونحب أن نقول للدكتور شوق فى هذا المقام . إذا كان انسياب المتنبى مع 
طبيعته الثائرة اتزينة تصنعاً . وإذا كان ما قاله يلسائه ‏ مما هو صورة مما سجلته 
الحياة من تاريحه وصورة لما وعاه التاريح عن عصره وبيئته ‏ دليلا ق نظرك على 
أنه مثل ماهر استطاع أن ى عنا أمارات الصنعة فى فنه فا أمارات الشاعر المطوع 
ق نظرك ؟ 

أغلب الظن أنك ترى الطبع الشعرى يتنائى مع تمثل التقافة المحيطة بالشاعر 
المكتتفة ببيثته . وتعد ظهور شىء من ذلك فى الشعر دليلا على النصنع والتكلف 
هذا ما تفيده تلك العيارة من عباراتك . 

أما نحن فلا نجد ذلك ولا نراه . بل تميل إلى عكس ذلك تماماً . ونرى أن 
تمثلالثقافة وظهورها فى الفن . بصورة عير جلبية ولا متكلفه . دليل على عبقرية 


( ؟٠)‏ الفن ومذاهيهى الشعر العرى < 8754 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 
الشاعر من -جانب» وعلى حيوية الفن وتفاعله مع الحياة من جانب آتخر . 

ونتحد الصنعة والتكلف ق حشر المصطلحات العلمية والقضايا المنطقية والنظرياءت 
الفلسفية حشرا ى معرض التعبير الفى دون أن تكون هناك .حاجة إليها من مقتضيات 
المول ودواعيه . 

والمتننبى لم يكن من أولئك الذين يجلبون المصطلحات العلمية والمنطقية والفلسفية 
والمذهبية إلى فهم تفاصحا وتعالماً أو عجزاً عن تطريقها التطريق الدقيق الذى يسهل 
طواعيتها للفن . ولكنه انصرف عن ذلك كله إلى التعبير عن نفسه و إلى تسجيل الخياة 
من حوله تسجيلا فيه عقل العالم وطبيعة الفنان . 

وهذا سر ما فيه من قوة والسر الذى أمده بالكلود . 

والأستاذ المازى ينصرف عن كل هذه الأسس الموضوعية إلى علة أخرى يراها 
سر شهرة المتنبى وسر تخلوده « وعندنا أن علة هذه السيرورة الى رزقها شعر المتنبى 
هو أن ق شعره قوة نخطها فيمن عداه من مشاهير شعراء العرب )١١6‏ . 

وحلل الأستاذ المازنى هذه القوة إلى عواملها الى تكشف عن مرماه بها وأنها 
قوة المبانى لا قوة المراءى فيتمثلها فى الإقلال وق الإيجاز الذى يأخذ بيدك مباشرة إلى 
مأ يريد 5م 

والأستاذ المازتى يتكر أن تكون هناك أسباب أخر تستدعى اللخلود وعلو المتزلة » 
وأين من يدعى مسلا أن المتنى هو الوحيد الذى له معان مستجادة وأبيات متخيرة 
وأمثال حكيمة ؟ أليست دواوين الشعراء حافلة بنظائر ما فى شعر المتننى ؟ ولكنها 

ثرة على الألسن لأن أصحابها لم يرزقوا رجولة المتنبى الى تخرج البيت مخرج المثل . 

ولى بمنحوا متله أحكام التسديد إلى الغاية والاقتصاد إلى الحد الواجب . وحسن تخير 
الألفاظ الى يؤدى يها المعنى والخلاوة فى سبكها وتعليق بعضها ببعض وهى صفات 
قلما يلو مسها شاعر كبير ولكها لا تؤدى إلى مثل ما نحسه هن القوة ى شعر المتنى 
إلا إذا اجتمء ‏ 7 5) 

إلا آنا لا نجد القوة وحدها بالمدلول الذى يريده الأستاذ الماق كفيلة لود 

. ١١١ حصاد الحشيم ص‎ )١( 

(؟) اتطر حصاد اشيم ص ١١١‏ 

(*) حصاد اللتيم ص ١*٠.‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


لض 


أدب المتننى وسير ورته بين الناس لآها لا تعدو أن تكون إطاراً خارجيا لا حم به 
النفوس والعقول مالم يتضمن حقائق ترتضيها وسهواها . على أن النقاد المعاصرين ذ كر وا 
من دعام خلود أدب المتنبى قوة الانفعال وهى صفة نفسية ستطيع الأدب حا بقوة 
المبانى واليرا كيب . 

وبذا لا يعدو ارأى المازق أن يكون لازمة من لوازم آراء غيره من النقاد وهى 
لازمة يسيرة لا تستطيع وحدها أن تعلل سر .خلود أدب هذا الشاعر لها لم تكقل 
لغيره من الشعراء ممن كلفوا بها البقاء والحلود . 


ويخلاصة هذا الفصل . 

أن النقاد المحدثين تناولوا المتنبى من محتلف زواياه وحاولوا دراسته على منهج 
علم النفس التحليل وعلى منهج النقد الفى . 

وبقدر ما وقع فيه النفسيون من أخطاء فى الحلط بين مظاهر السلوك والدوافع 
النفسية وعجزهم عن تعليل ما رأوا عليه المتنبى من غرور وضعف نتيجة تمسكهم 
بمنطوق النظريات وحرفية القوانين دون ربط كل ظاهرة بزمهم وتقسيرها على ضوء 
الاعتبارات الخاصة المتدخلة فيها . يقدر ما أصاب النقاد الفنيون من نجاح ق بيان 
سيب خخلود أدبه وبيات الحديد لديه . 

وقد انتهوا من ذلك إلى أن أدب المتنى ما زال حيا . لآنه ترجى عن أفكار 
وعواطض حية . ما زالت تتتجاوب مع أفكارنا وعواطفنا حى اليوم . 

ولأن قائله شاعر إنساى يصور نفسه فى فنه تصويراً دقيقاً وهى نفس كبرت 
حرلما الأحداث وشغلها الأرزاء . حتى غدت مثلا لكل نفس تقسو عليها الأيام 
وما أكثر النفوس البى تشكو اللحياة محقة حيناً وظالمة متجتية أحياناً . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


نض 


الفصل الثالث 


الدراسة التاريخية 


هيفك 

لا يعدو التاريخ أن يكون تتبعآ للأحداث واستقراء لها ثم دراستها دراسة تستبدف 
بيان ححها ومسايرها لروح عصرها ثم معرقة الظواهر ١‏ احتلفة الى ظهرت عليها ‏ 

رات الى الت إليها . والدواقع الحتلفة الى خخلقتها والتتائج الى حققتها . 

وبذا تحيط البشرية خبراً ماضيها وتنتفع بهذا الماضى فى حاضرها ومستقبلها 
أعما انتتفاح 

ولكل مظهر من مظاهر الحضارة البشرية . فكرية كانت أو مادية ‏ تار يحه 
الخاص به . وتتفرغ لهذا التاريخ -جماعة كبيرة من العلماء فتتناوله منق كان بذراً ى 
ضمير الوجود ثم تسايره خطوة فخطوة فى مراحل نوه حبى تصل به آتخر مراحله 
وحاعة مطافه . وللتاريخ فى مجال دراساتنا مظهران . 

. تاريخ الحياة‎ ١ 

- تاريخ الفن . 

١‏ أما تاريخ الحياة فهو بيان الأحداث الى مرت بالأديب من سعادة وشقاء 
وصحة ومرض وأسفار ورحلات وزيارات ومقايلات وما ألم به من علوم وحصله من 
ثقافات وما اصطيغ به من مذاهب وهعتقدات وما اتصف به من خلق وجبل عليه 
من صفات . وبيان أسرته ومنزلها الاجماعية ومدى ما تمتاز به من حسب ونسب 
وما حصلته من ثروة وها خاضته من حروب . 

وباالحملة فهو بيات ما ا كتنف هذه الحياة من ظروف محتلفة وملابسات متعددة 
ذات آثار واضحة أو مستترة فىسائر مقومات شخصية الأديب» يدرسون ذلك كله 
وغيره لا على أنه الغاية الى والهخدف الأسعى . ولكن ليتبينوا على ضوء مته ما بأدبه 
من خخصائص وثمعات . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ضر 


؟ - أما تاريخ الفن فهو تتبع فن هن فنون الآأدب أو مذهب من «ذاهبه لمعرفة 
منشئه وتطوره وخصائصه نعاته وعوامل هذه النشأة وذلك التطور » وتتبع الأجيال 
المتعاقية الى شايعته والمدارس الختلفة الى سايرته والبى ناهضته ومدى ما فيه من 
عوامل اللخلود ودواعى البقاء . 

كنا يشمل تاريخ الفن أيضاً تطور أدب الأديب مع تطور عمره وتأثره بما كتنف 
هذه الحياة من ظروف مملابسات . ومدى ثيله لها وتصويره الجميع مقوماها محيث 
نستطيع أن نتفهمها من خخلاله ونراها من بين سطوره . 

واحقيقة « أننا معرضون للخطأ فى فهم وتقدير آراء الأدباء وأفكارهم وأخيلهم 
ما لم نلاحظ صلهم بعصوره وزلم با معارف والمذاهب السياسية والعلمية والفلسقية 
وبالمقاييس النقدية واالخلقية الى كانت سائدة قى تلك العصور واللبى كان الشاعر 
أو الكاتب يجاريها أو يعارضباء فآ ثاره الأدبية خاضعة طابأسلوب إيجحانى أوسلبى»”١).‏ 

ومن ذلك نرى أن تاريخ حياة الآديب وتاريخ فنه مظهران محتلفان لحقيقة 
واحدة هى الآديب الصادق الذى ينفعل بوحى من ذاته و بإيعازمن تجاريه و وتفسير 
الظواهر الأدبية أو المؤلفات أو شخصيات الأدياء على أساس من هذه الطريقة 
يتطلب معرفة بالماضى السابق لم . ومعرفة بالخاضر الذى يحوطهم وتحسس للاهال 
الى كانت تجول بالنفوس فى أيامهم . بل وأكثر من ذلك يمكن القول بأنه لا يكنى 
لفهم أديب من الأدباء أن ندرس الأدباء الذين تأثر يهم ولا الظواهر الى أحاطت 
بهم . بل لابد أن تتتيع تأثيره هو فى لاحقيه . إذ كثيراً ما يكشف اللاحون أ كبر 
مما وضع الأديب فما أنتج 0 

ومن سوء حظ الأديب أن مبى ببعض المؤرحين الذين ضلوا الهج القوبم ق هذه 
الطريقة . فانصرفوا إلى تاريخ اللحياة فأولوه أوفر نصيب من عنايهم ثم يعقبون على 
ذلك بذكر تماذج من إنتاج الأديب فى بعض الأغراض البى طرقها دون أن يراعوا 
فى ممتاراهم توضيح الحوانب المهمة من حياة الآديب أو الحوانب الى ذكروها 
على الأقل»وبذا فقدنا على أيديهم عنصر الربط بين الأديب وحياته . وإن عرضوا 

)١ (‏ أصول القد الأدى لأحمد الشايب ص "6 

(؟) ف الأآدب والتقد الدكنور مدور ص ١5‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1م 
عليك كلا مهما عرضاً متلاحقاً منفصلا عن الآخر . مع اهيامهم بالوسيلة وهى 
تاريخ الحياة أكير من عنايهم بالغاية وهى الإحاطة بفنه والبصر بأديه . 

ومن أوضح الأمثلة على هذا التيار الخاطئ فى نظرنا كتاب الوسيط فى الآدب 
العرنى وتاريخه للشيخين أحمد الإسكتدرى ومصطى عنانى بك . وكتاب الشذا الطيب 
فى ذكرى أنى الطيب لمؤلفه عبد ابخواد سيد إبراهم . ولو أنه كتاب مدرسى موجز 
لا قيمة له ولا خطر . 

وقد حقق مؤرخحوالمتنى المحدثون هذين التيارين فى تناو لفن الشاعر وحياته . 
فهم من اهم بتفسير كثير من جوانب حياته الغامضة على ضوء ما فهم من كتب 
السير والتاريخ وعلى ضوء ما فهمه من أدبه . وبذلك اتخذ الأدب هاديا يكشف له 
متاهات هذه الحياة المعقدة المضطرية . 

ومنهم من تقدم نخطوة إلى الأمام فتتبع هذا الأدب ف مراحله المتلاحقة ليتبين 
معاته الحتلفة وما جد فيه من مميزات . وما ظهر عليه من ملامح» ويذلك كشف عن 
تطور الفن نفسه . إلى جانب تفسيره للحياة على ضوء منه . 

وبرحم أن التيارين معاً يقرهما الاتجاه التاريحى ف النقدء فإن التيار الأخير أعم 
نفعاً وألجدى فائدة . لأنه يحقق لنا غرضين من أغراض الدراسة النقدية هما تتبع حياته 
الخاصة ومو فنه بِيما يقنع أولهما يهدف واحد من هذه الأهداف الوفيرة . 

وسوف نتناول دراسة كل تيار من هذين التيارينق مبحث مستقل لنناقش 
القضايا الى انهى إليبا كل مهما مناقشة نخاصة . وإن كانت الدراسة فيبما متشايكة 
متداخخلة وهذا ما يجعلنا تقرر ميدثيآ أن هذا الفصل بين التيارين فصل ملهجى اقتضته 
ظروف الدراسة لبيان أهم الاتجاهات الى خاض فيبا التقاد وأبرز ٠١‏ حققوه من 
نتائج . وليس فصلا حقيقياً قائماً على أساس من طبيعة المادة المدروسة . كنا نقرر 
أيضاً أن رجال هذين التيارين -جماعة واحدة وأن كثيراً منهم قد تكلموا فى التيارين 
مع لأمهما من التداخل والتشابك بحيث لا يتأقى الفصل بينهما . غاية ما هتالك أن 
أن أحدهما يتقدم عن الآخر خطوة إلى الأمام فيلحظ تطور الأدب فى ذاته . وإن 
اتفقا معآق الهدف وهو تفسير الأديب وفهمه . وق المبيج وهو ربط الأدب بالخحياة . 

وتكاد تتركز جهود المؤرخخين ق حياة المتنبى فى نقط أريع : 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


وام 


. تنسيه‎ )١ ( 

( مه) وطنيته . 

. المرأة فى حياته‎ ) ١ 

. د ) معتعده الديى واتجاهه السياسى‎ ١ 


١ (‏ ) تسبه : 
أما نسبه ققد اكتنفه الغموض حقآ . ول يزل ديوان المتنى شيئاً من هذا الغموض 
الذى أحاط بأسرة هذا الشاعر « وجائز جدآ أن يكون المتنبى عربياً مجائز أن يكون 
من عرب الحنوب جعقى و الأب محدانى الآم . ولكن الشلىء الذى ليس فيه شك هو 
أن درواته لاه ا . بل لا يسجله ولايذ كره . ومن يدري لعل دبوانه 

يتفيه ولعله ينفيه تفي إلى الصراحة أدنى منه إلى الإشارة والتلميح . 

أكان المتننبى يعرف أباه ؟ قال المؤرخون نعم . ولم يقل المتنى شيثاً . فأنت تقرأ 
ديواته من أوله إلى آآخره وبعَرأه مستأنياً متمهلا دك فيه س2 لهذا الرجل الطيب 
الذى أنجب القرن الرايع شاعره العظم 2١06‏ . 

وإذا كان المتنى لم يقل لنا شيئاً عن هذا الريجل الطيب الذى أنجب للقرن 
الرابع شاعره العظم فقد كان بدوره من عوامل تضليلنا وإبعادنا عن معرفة القبيلة 
الى يتتسب إليها . فقد ذكر البديعى أن أبا الطيب المتنبى ٠‏ كان يكم نسيه فسثل 
عن ذلك فقال إنى أنزل دائماً على قبائل العرب وأحب ألا يعرفوق نخحيفة أن يكون 
غم ىق قوبى ترة 25(6 . 

وقد حدا هذا الغموض ببعض المؤرخين إلى الشطط ق أخخيلهم وظتومهم فوصلوا 
به إلى الأرومة العلوية والنسب الشريئفدون أن يسعفهم الدليل الصادق والسند المتين. 
بيما تنكر له آخرون وقطعوا الصلة بينه وبين الحسين بن عبد الصمد الحعى المنسوب 
إليهء أما المتنبى فلم يستطع شعره أن يغلب غروره ولم يستطع أن يضيف إلى أبيه 

ما ليس فيه . ولم يستطع أن يخلق أياه خلقاً جديداً . 

(1) مع المتتبى له حسى صن ٠١١‏ . 
(؟) الصبح المنى ب ١‏ ص " . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ولذن 


ومن يدرى ؟ لعل مصدر ذلك أن جريراً كان يعرف أباه فصوره كا أراد 
لا كنا كان . ون المتنبى لم يكن يعرف أباه . فلم يستطع أن يصوره لا كما أراد 
ولا ها كان ١١»‏ . ولسنا نجد ى صمت اللمتنى عن تصوير أبيه سبباً للحكم يأنه 
كان يمجهل هذا الأب . فقد صححبه أبوه إلى البادية . يوم ترج إليها طلبآً للثقافة 
والمعرفة ء قال الرواة . وقد حرج المتنبى من الكوفة مع أبيه إلى البادية. فأقام فيها حيناً . 
تم عاد منها وقد نما جسمه وعقله وفصح لسانه . وأصبح فى بملاً العين والآذن »7'. 
فد كان الفبى يعرف أباه حق المعرفة وعاش ى كتفه حبى بلغ من النضج 
مرحلة تسمح له بالتبدى ثم صحبه أبوه فى حياة الصحراء ورافقه فى رحلته إلى الشام . 
ومثل تلك الصححبة وهذه الرفقة تسمح للمتنى أن يعرف أيباه المعرفة الوثيقة الى 
تسمح له بتصويره وتقدعه للناس . 
أما أنه لم يفعل ذلك . فققد يكون لآن الموت أعجله فى ثورة من ثورات القرامطة 
أو غيرها وشغل المتنى بنفسه وبحياته عن الوقوف إلى جانب هذا الآب . ثم شغلته 
الحوادث الدامية المتلاحقة بعد ى حياته عن العودة إلى ذ كراه . 
وقد يكون أبوه رجلا من أوساط الناس - وهو ما تراه ونؤيده كنا سبق أن بينا 
من قبل - فلم يجد المتننبى يعد أن عاش ععية اللخلفاء والملوك والأمراء داعي لنشر 
حياته وبعث ذكراه . فآثر الصمت والانتساب إلى العرب أو إلى السيف والرمح 
بدلا من الانتساب إلى أب لم يشغل الدنيا بمحامده . ويرضم التاريخ على تسجيل 
ثره . 
شبىء من ذلك قد يكون صحيحاً . ولكن جهل المتنى يشخصه أو جهله بمحامد 
ومقومات واضحة لهذا الأب كا بريد الدكتور طه حسين أن يقول فلست أقره 
ولا أرتضيه 
ومن العجيب أن يشككنا كثير من المؤرخين فى انتساب الرجل إلى كندة إحدى 
قبائل الخنوب الى استوطتت الكوفة وعطت فيا حينًا سمته ياسمها . ويجعلون انتساب 
المتنبى إلى التى لا إلى القبيلة . مع أن القبيلة هى الى خخطت الحتى وصمرته ومته 
ياسعها . 
(0) مع المتى ص ١4‏ . 
0 مع المتذى ص 437 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


يحض 
ويزداد تعجينا حيها نرى من المؤرخحينإجماعآ على انتساب فيلسوف الإسلام . 
ألى يوسف يعقوب بن إسحق بن الصباح . . . الكندى إلى قبيلة كندة واتفاقاً على 
أنه عرنى صمم ينتسب إلى عرب التوب . متخذين من نشأته فى الكوفة ومن انتسابه 
إلى كندة أدلة لا يتطرق إليها الشك على صحة هذه النسبة'١2‏ . ثم يقفون من المتنبى 
موقف الشاكين المشككين مع أن الظروف متشابهة والحالة تكاد تكون واحدة . 
ومهما يكن من شىء فقد كان للمتنبى أب يعرفه ويعيش فق كنفه ولم يكن 
يجهله كنا قرر ذلك الدكتور طه حسين . ولكن ذلك الأب لم يكن بدوره بالسائى 
الحسب الشريف التسب كا ذهب إلى ذلك أحد المؤرخين ''2. وإلا لاختصه 
المتنبى بالشرد السائرات وملا الدنيا نشيدا باسمه وتغنياً بذكراه . وهو الذدى لا يمل 
الفخر والادعاء « أنا لا أرى بأساً من ترجيح الظن بأن المتنبى كان من أبناء العلويين. 
فإن هذا يفسر كل غموض فق حياة الرجل . وفها روى عن نسبه من الملفقات . 
وحسبى هنا أن أمر بك على مواضع بعيئها لترى رأيك .- وفقك الله فيا أردنا من 
القولِ به » فإن رأيت حجتنا ساقطة فأسقطها . ولا تؤاخذنا بما ظلمنا ٠‏ فإن بجحت 
ما نقول به فإن تدعو الناس لابانهم أقسط عند الله . ووضع القضية عندنا هو هذا . 
تزوج رجل من العلويين - ولا جرم أن يكون من كيارهى - بنث -جدة المتنى 
فحملت منه ووضعت أحمد بن الحسين ( وهذا الحسين غير عبدان السقا ولآمر ما 
أريد هذا الرجل على طلاق امرأته وفراقها . وحمله العلويون على ذلك . ففارقها 
وطلقها . فرجعت إلى أمها بجنياها أو طفلها . وحزنت حزنآ أهلكها . فاستلها الموت 
وذهب يها . وبى الطفل فكفلته جدته وتعهدته وقامت يأمره . ودلته على الطريق بعد 
أنصرحت له بحقيقة أمره وصعيح نسبته. وكانمن حزمها أن حذرت الفى عواق ب التصريح 
يأمر نسبه وأخذت عليه المواثيق والعهود بحبها له وحبه لما . وأنه إن فعل كان فى ذلك 
هلا كها وهلا كه فبى علىذلك متململاحى كان من أمره ما كان منادعائه العلوية 
بالشام فقبض عليه . فاضطر إلى الإخخلاد والتسلم. وحرص على أن يطيع جدته يعد 
أن علم حزمها وصواب رأيها وإخلاصبا له المشورة ومحضها له النصيحة » '" . 
١10‏ انطر . رسائل الكندى الفلسفية تحقيق محمد عبد الحادى أبو ريده صن ١‏ وما يعدها . 


( ؟) انظر المقتطف الله الخاص بالمتدى للأستاذ محمود شاكر ص 707 . 
(»") المقعطف عدد خاص بلمتدى للأستاذ حمود شا كر ص 77 9 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1م 

ولسنا ندرى سبياً حمل العلويين على إرغام شيخ من شيوخهم على طلاقامرأة 
تحمل بين جنبيها جنيناً أو على يدها وليداً يمد فى الحياة عمره وينسأ أجله ويحفظ 
تاريحه ويديم ذ كرأه . 

وهب ذلك كان صحيحاً » ألم يحد العلويون بعد من شهرة الرجل ويعد صيته . 
بل ومن متاصرته حلم وتشيعه لدعوهم ما يحملهم على استلحاقه والاعيراف به . 
وقد كانوا فى -حاجة ماسة إلى مثل المتنى يدافع عن مبادثهم ويذود عن حياضهم . 
ويرد علهم كيد أعدائهم وغدر ببى مومهم . 

وهل استطاع العلويون أن يحفظوا هذا النسب حفظا يجحعل من المستحيل على 
غيره أن يزعم العلوية وينتسب إليها . إن زعم العلويون ذلك فالتاريخ يحدثتا عن 
كثير من حالات الافتراء فى هذا النسب ق القديم وفى الحديث١١2.‏ بصورة تجعلنا 
نقطع أن انتساب المتنى للعلويين صراحة ‏ إن أراد ذلك - أمر لا يكلفه مشقة 
ولا نصباً . 

ثم كيف يدخل المتتبى السجن لادعائه العلوية نسبآ ؟ أيحد الوالى العبابى غيرة 
على هذا السب تدفعه إلى أن يزج فى السجن بشخص يزع الانتساب إلى العلويين . 
وما مدى الخطورة الى تهدد أمن العياسيين من هذا التنسب ؟ 

المعقول أن السجن يكون لدعوة تخالف مذهب الدولة ولومها السيامبى ونحابها 
الدينية وعى الدعوة إلى قلب الحكومة وإسقاط الخلافة العباسية ليستولى العلويون 
على الأمر . 

وأمثال هذه الدعوة لا تحتاج من جميع دعاتها أن يكونوعلويين بالنسب » فققد 
قامت الدولة العباسية على أكتاف الفرس وم يكن فيهم من يمت إلى العباس بقرابة 
ولا نسب . 

ومن العجيب أن يساير المؤرخ ظنونه إلى متهاها فيحمل كل ما ورد بشعر 
المتنى منحملات على الخحصوم ومن رغبة فى ثورة على الأعداء . على هؤلاء العلويين 
الذين تبرأوا منه ونفوه عن دائرتهم . والذين اضطر إلى الصمت على غدرهم به بإيعاز 

)١ (‏ الإشارة هنا إلى زعي فاروق ملك الخلوع الانتساب إلى الرسول الكر بم عليه الصلاة والسلام 
عن طر يق الحسين ين على عليه السلام . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


لضن 
من جدته وبوحى منبا . كأن الخياة الإاسلامية ى هذه الاونة لم تكن تعج إلا ينسب 
المتنبى ‏ وكأن المتنبى الذى فتن بالسياسة واشتغل بها ونب فيها ورقل » لم يكن يؤرقه 
إلا الانتساب إلى العلويين . 
أما مسائل السياسة العليا وتتسلط الأعاجم على الإمارات الإسلامية بل وعلى 
الحلافة نفسها ببغداد وتشيع المتنبى للعرب' 2١‏ ورغيته فى عودة السلطان والسلطة إلى 
أيديهم . وتحريضه المحكومين على الثورة على حكامهم من غير ببى -جلدتهم الذين 
غلبوهم على أمرهي واستأثروا بالحكي دوتهم . تلك السياسة وهذه الفلسفة الى تكقل 
خلق الا لاف المؤلفة من الخصوم للمتنى والى تؤلب عليه السلطان وجند السلطات 
وولاة السلطان . فأمر لم يطرأ للأستاذ شاكر على بال . 


أما نحن فلا نجد المتنى دعيا مجهول الأب ها يرى الدكتور طه حسين . 
ولا شريئ الحسب علوى النسب كا يرى الأستاذ حمود شاكر . ولكنا ثراه رجلا 
من أواسط الناس عرفه المتتبى ورافقه . ووفر له هذا الأب بعض سائل الرفاهية 
والنععم . فبعث به إلى الكتاب كا يبععث غيره من أواسط الناس بأولادهم ثم ذهب به 
إلى البادية ليم ثقافته ويكمل معارفه . 

ولعل هذا الأب الذىلح تمده الحياة بأسباب الشبرة واللحاه . والذى لم يحد فيه 
المتنبى مجالا للفخر فآثر العافية والإغضاء عنه والصمت عن الحديث فيه من أسباب 
ما بشعر المتنى من غلو وإغراق فى الاعتداد بالنفس والفخر يالذات تعويضاً 
عما فقده من علو السب وشبرة الحسب . 


)١ (‏ من الأآدلة على ذلك فى شعر المتئى قوله مادحاً سيف الدولة مهدداً الخلافة به : 
فيا عجياً من دائل أما يتوق شفرق ما تقلدا 
وبن مجمل الضرغام يازا لصيده تصيده الضرغام فيا تصهدا 
وقوله 
أنت طول الخحياة للروم غغحاز فى الوعد أن يكون القفول 
وسوى الروم خلف ظهرك روم فمل ‏ أى جاتبيك نميل 
ومن دلاقل تحر يضه ا حكومين على حكامهم و رغبته فى الثورة عليهم والإحاطة بهم قوله فى كاقور : 
سادات كل أناس من نقوسِهم وسادة المسلمين الأعيد القزم 
أغاية الدين أن تحغوا شوار بكم يا أمة ضحكت من جهلها الأنم 
آلا فى يورد الحتدى هامته كما تزول شكوك الئاس والنهم 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


خرن 


ولا مخدعنا المتنبى عن هذا الآب بقوله : 

أنا ابن من بعضه يفوق أبا البا ١‏ حث والنجل” بعض” من نجله 

لأن شهرة الآبناء لا تدل حتماً على شهرة الآباء ولا على علو أقدارهم . بل إن 
أبناء الخاملين كثيراً ما ييزون أبتاء السراة التاببين الذين أشاهم تراهم عن الأخذ 
بأسياب المجد الحديد . حبى فاقهم من كان أدلى منهم منزلة وأقل مالا . 
( ب) الوطنية ق شعو المتنى 

وكا انهم المتنيى بدذلك كله امهم يعقوق الوطن واضطراب فكرة الوطنية ؛"'' 
وذلك لأنه لم يتتحدث عن وطنه إلا عرضاً وأنه إذ يفعل شيئاً من ذلك كان يقتضب 
الحديث اقتضايا . فيقتصر على القدر الذى يقتضيه المقام دون زيادة ء ولأنه يبدو 
أحياناً فاتر الوطنية بل خامدها . ترأه لا يبى عليها ولا يستمسلك بفكرتها +2'7. 

ويدراً الأستاذ على النجدى هذه الشبهة عن المتنبى مبيناً وجه الحق فيها بقوله 
« هو فى رأنى برىء من اللهمتين جميعاً . فلم يكن فها رويت من شعره ىف بعض 
أحياء الكوفة والمواضع القريبة مها وطنياً يصدر عن عاطفة واجدة وإحساس متآأثر . 
ولى يكن فما رويت من شعره فى التحلل من فكرة الوطنية وعدم التقيد بدواعيها . أفاقاً 
يصدر عن عقيدة راسخة وإبان بما يقول . ولكنه فى هذه وتلك وى مواقف أخرى 
كثيرة صاحب فن ليس غير . يخلص لفنه الإخلاص كله . وييذل قصاراه 
لمرضاته والوفاء له . ثم لا يعنيه بعد ذلك أين يقع قوله من الوطنية ولا كيف يكون 
من آرائه ونظرياته فيها»'" 

3 يؤكد الأستاذ نفس الاتجاه يقوله « فلم تكن هناك إذأ آراء فى الوطنية 
ارتآها الشاعر وعرضها فى شعره . فإذا هى متضاربة ينقض بعضها بعضا . وإنما 
كانت هناك موضوعات عتتلفة اقتضى المقام ى كل منها ذكر الوطن بأسلوب خاص 
فى الشاعر داعى الفنغير متأثر إلا به ولا ناظر إلا إليه + !*)2. 

)١ (‏ انظر المتدى مالىء الدنيا وشاغل الناس ‏ شقيق جبرى ص 57 وما يعدها . 

( ؟) انظر ححيفة دار العلوم السنة السادسة العدد الثانى يناير سنة ١844٠‏ ص 4ه مقال بقلم 
الأستاذ على التجدى ناصف . 

(+) عصحيقة دار العلوم عدد يثاير سئه 1١54٠‏ ص "٠‏ 

( #4) عسسحيفة دار العلوم عدد ينابر 1١*82‏ صليلا". 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


عض 
ونحن نوافق أستاذنا الفاضل ف براءة المتنى من مهمى عقوق الوطن وضعف 
فكرة الوطنية وفتورها لديه . ولا نطمئن لقوله و ولكته كان فى هذه وتِلك وق مواقف 
أخرى كثيرة صاحب فن ليس غير » يخلص ففنه الإخلاص كله ويبذل قصاراه 
مرضاته والوفاء له ثم لا يعنيه بعد ذلك أين يقع قوله من الوطنية » . 
لأن ذلك معناه أن الشاعر كان يستجيب لدواعى الصنعة أكير من استجابته 
لدواعى النفس واتجاه العاطفة . ونحن نعلم عن المتنبى أنه لا بم بشىء قدر 
اههامه يتقرير الفكرة الى يريد الحديث علها . وقدر تصويره للا يعتمل بنفسه 
ويراود ختاطره ونحن نحد تعليل انصراف المتننبى عن التخنى بمسرح نشأته وملهى 
طفولته فى عاطفة المتنبى نفسها . لا فى فنيته وصناعته . كنا رأى أستاذنا الفاضل . 
حقنا إن الكوفة مولد الشاعر وفيها نشأ ودرج . وى مكتبها تعلم وهذب ومن 
حوانيت وراقيها عل" ونهل . ومع لداته فيها جرى ولعب وف باديتها تلى دعام فنه 
وأساس صنعته . وقد فارقها مشرقا ومغربا ولكنه لم يقطع صلته بها . فقد كانت 
جدته بها حبى ماتت وضم ثراها عظامها . وكانت زوجه يها لم تتيعه ىق جميع 
أسفاره . وقد آب إليها بعد غيية طويلة عنها بالشام ومصر . ثم قتل أثناء عودته 
إليها منأرض فارس ء وكل هذه مناسبات تربطه يها وتزيد من حنينه[ليها وهيامه يها 
وتغنيه بذكراها ء ولكن الشاعر لم يفعل . ولم تشغل الكوقة باله ولم تير انقعاله أ كير 
من غيرها على خلاف ما كنا نتوقع . وعلى خلاف ما درج عليه الشعراء و بخاصة 
أوزئك الذين رحلوا عن أوطائهم وحيل بيهم وبينها لدواع سياسية أو غيرها . حى 
وجد كثير من الناس فى عزوف المتنبى عن ذلك مظهرا من مظاهر الغلظة وعدم 
الحب والإعان بالمنشأ . « وحسينا فها نحن بصدده أن نصل إلى الحقيقة الى تلمحها 
فى شعر المتنبى وق حياته وطفولته وشبابه وكهولته . وهى أنه لم يكن له حظ عظيم من 
جانب النحبة والتمتع بها سواء أكانت هذه امحية للأسرة أم للوطن أم للخير العام )١,‏ 
وهكذا انساق النقاد فى هذا الانجاه المسرف فى العتب واللوم والامهام . ولى 
تأنوا لوجدوا الأمر على خلاف ما ظنوا . 


)١ (‏ سحيقة دار العلوم العدد الخاص بالمتنى ب ؟ ص ؟4 السنة # العدد ١‏ بونية ١57‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


فض 


وتعليل ذلك فى رأينا أن المتنبى شغلته فكرة القومية العربية ‏ الى لم تكن قد 
محددت ق ذلك الحين كمذهب وفلسفة فى الحياة ‏ عن العصبية الإقليمية فكل 
شير من أرض العروية وطن له ومستقر . وقد شغلت هذه الفكرة نفسه وتركزت 
نحوها عواطفه . ومن ثم اتدقعم لحث التاس على تحريرها من أيدى حكامها من 
الفرس والشرك . وهام بسيف الدولة الذى وقف للدفاع عبها ضد الروم . وحاول 
العبث بحدود الإحشيديين ولكن أعجزته الظروف وأعيته الحيل . 


وأمثال أولئلك الذين تشغلهم الحياة الانجماعية والشتون العامة لا يحدون فراغًا 
علأونه بحنين إلى وطن أوتغن بمكان . أو تعصب لإقليم . 


فليس عز وفالمتنيى عن التغبى بالكوفة إذ ١‏ جحود ١‏ منهونكرانًا. ولكن اتسعت 
دائرة الحشين لديه فشملت أرض العروبة على اختلااف مسالكها ودرويها . فتغى 
بما يبتغيه لما من عزة وسيادة . لا بما ألفها من أماكن وبقاع . 


ومن ذلك نرى أن عزوف المتنبى عن تسجيل ذكرياته الوطنية بالكوفة أو 
تعرضه لحا لاما . لم يكن استجابة للفن وتلبية لدواعى الصنعة ولكنه كان استجابة 


والحقيقة أن المتنى « كان متحيزا فى قوة وصرامة إلى العرب وكانت أسعد أيام 
-حياته السنوات الى قضاها مع فى عربى آخخر هو سيف الدولة . ولا نكاد نجحد بين 
فحول الشعراء فى العصر العباسى شاعرا شغلته مسألة العروبة كنا شغلت المتننى . 
لا نستثى من ذلك نوابغهم ؛ أمثال ألى تمام والبحترى . . . . إلى أن يقول . ولكنا 
لن نهالك من التسليم أيضاً بأن روح هذا الشاعر هى المرآة الوحيدة الى انعكست 
فيها إحساسات العروبة . وقلبه هو القلب الوحيد الذى نبض بهذه المشاعر ويوشك 
لسانه أن يكون اللسان الوحيد الذى عبر عنها فى قوة منقطعة النظير»<١؟)‏ . 


مام». أعع/ناح ]1ص . ناننانانا 


تقض 


(ح ) المرأة فى حياته 


يحاول كثير من الناس أن يتلمس أثر المرأة وراء كل سلوك من سلوك الرجل 
معبرين عن ذلك بعبارات سرت بين الناس مسرى القضايا المسلمة والتتائج المصدقة 
كقلم « ابحث عن الرأة » و « وراء كل عظم امرأة » . 

تكأنهم بذلك يستجييون لنظرية فرويد فى الغرائز وجعله الغريزة اللحنسية الدافع 
الرتيسى الوحيد لكل سلوك الإنسان وتصرفاته ى هذه اللحماة!') . 

والمتنبى أحد هؤلاء العظماء وأحد الذين أرغموا التاريخ على أن يقف إلى 
جانبهم. ها عليهمإن حاولوا معرفة المرأة ‏ الى خلقت من هذا الرجل هذه الشخصية 
الحبارة . أوحاولوا على الأقل معرفة ما إذا كانت هناك امرأة حقمًا تدفعه إلى مشارف 
امجد بطريق شعورى أو لا شعورى . 

ول يعجزهي أن يبحدوا فى شعر الرجل أبياتا لا تسعفهى علىتلمس هذا الاتجاه 
إلا يمزيد من التأويل والتخريح البعيد . فتعللوا بها وحملوها ما لا طاقة لما به حتى 

« هذا وقد استوققنا ونحن نتتبع شعر الرجل على طريقتنا ومذهينا الفرق الكبير 
الكائن بين شعره الأول وشعره الذى قاله فى حضرة سيف الدولة . وتديرنا الأسباب 
على ما بيناه . فلل يستو عندنا أن يكون ذلك من أجل ما ذكرناه قيل وحسب . فعدنا 
تجحدد الرأى لذلك . ونقرأ ما بين كلمات الرجل من المعانى ونستنبط من روائع حكمه 
وبلاغته ما يهدينا إلى السبب الأكير فى هذا التجويد الفذ الذى غلب به الرجل 
على شعراء العربية . فاستروحنا فى شعر الرجل نفحة من نفحات المأة الى تكون 
من وراء القلب . وتصنع للشاعر المبدع بيانه وتتخذ من فبها النسوى مادة مبيتها لفن 
صاحبه وعبقريته ونبوغه . فأتممنا الأمر على ذلك ورجعنا إلى شعر أنى الطيب وما 
وقفنا عليه من أسرار نفسه . وتمثلتا المرأة ينها وهى دائبة تصنع له بيانه وى" له فنه 
فاستوى الأمر على ذلك » وطلينا الدليل فدلنا على المرأة الى سكنت قلب أنلى 


)1١ (‏ انظر الدوافم النفسية للذكتور مصطق قهمى . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


اس 
الطيب - وهو فى ظل سيف الدولة ‏ وجعلته حكم الشعراء وشاعر الحكماء ع .2١١‏ 

وبعد مقدمة طويلة يعين لك المؤرخ المرأة الى يرى أنها شغلت قلب ألى الطيب 
وملأت نفسه . ولم تكن تلك المرأة سوى خولة أخمت سيف الدولة . 

تم انساق الأستاذ شاكر وراء هذه الأوهام . فجعل امتناع المتنبى من العودة 
إلى سيف الدولة ‏ بعد أن استدعاه وأرسل إليه ولده الأمير سعد الدولة . وبعد 
أن نبت به أرض العراق وتبارى فى نجرحه علماؤها وق التشهير يه شعراؤها ‏ 
مطاوعة منه لقلبه الذى آثر البعد عن زيارة أمكنة كانت فما مضى ملهى شبابه 
ومسر بح غرأمه . بعد أن خلت من تلاك الى بادها الود وقاسمها الوقاء <٠‏ والظاهر من 
أمر أبى الطيب أنه حين بلغه وهو بالكوفة ى سنة 7ه موت خولة أخمت سيف 
الدولة تمزقت أحلامه . ولم يبق له قلب يده بالقوة والتدافع والثورة . كالذدى كان 
له من قبل واستيأس من أمره إلا قليلا . فلما جاءه كتاب سيف الدولة ى ذى 
الحجة من سنة هلم يذكر العوائق أللى تمنعه عن قت فتح العراق ويبين له ما هو فيه 

من الكرب والضيق والعسر على ما قدمنا فى شرح قوله . 

فهمت الكتاب أبر الكتب 2 قسمعا لأمر أمير العرب 

أحيط بأبى الطيب . وأسلمت نفسه قيادها لأحزان قليه . فلم يحمل نفسه على 
الرحلة إلى سيف الدولة ثثلا يذكره المكان وأهله . بمكان قلبه والساكنيه . نعبى خولة . 
فأراد أن ينسى همه بقصد أرض غير الشام اللى تبلغت قلبه إليها ف حنين وأنين 
وبكاء'' . 

وا كان الح المكين يدفع بصاحبه إلى التلطف والرقة والدعة فى المعاملة 
والسلوك . وإلى شىء من التزلف والحضوع نحو المرأة . كان من الطبيعى أن نسمع 
شعرا يتجاوب مع هذه الصفات . فنسمع ننم جميل بثينة وكثير عزة وتجنوث ليل على 
لسان المتنبى ع ولكنا افتقدنا هذه الرقة النفسية ى طيع الرجل وافتقدنا أثرها : 
إنتاجه الشعرى ولم نحد [لاشعرا مديجسا بحمرة الدم ملنهيت بلظى الغضب . وإلاحكما 
رشيدة وأمثالا سديدة مما يذبى * عن توثب فكر لا عن تباريح قلب . 


١ (‏ ) المقتطف عدد خاص بالمترى عن ١789‏ . 
(؟) المقتطلى العدد الخاص بالشاعر ض لات ١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


رض 


وهنا تتفتق عبقرية الرجل وقريحة المؤرخ عن تأويل لمذه الظاهرة غير 
الطبيعية بالتسبة للعاشق أقل ما ووصف به أنه يجحازفة أو مغالطة لا نقرها ولا فستطيع 
وأ 

« والحب المكين الناقذ الذى يتملك حواس المحب ويغلب عليها . هو بطبيعته 
امتداد بهذه الحواس إلى غايات يعيدة . لم تكن تصل إليها قبل غليته على القلب 
والنفس والفكر . فلهذا حين أحب أبو الطيب الرجل الثائر المتكبر الشاعر 

بم البيانى الفكر واللسان كان امتداد نفسه وتراميها إلى غايات بعينها من 
الرجولة والثورة والكبرياء والدكمة والفكر . ولم يستطع أن يكون يعد أن غلب الحمب 
قليه وتفأسيح به شاعرا غزلا رقيق الميان . وهذ!ا هو السر عندتا ق ضصعف مادة الغزل 
عند أنى الطيب (0). 

لا نستطيع أن تقبل هذه النتيجة للحب. اللهم إلا أن يكون حبا عقليمًا يمخضع 
لإرادة الفكر ونحكم العقل . وليس حي ومجدانيًا وميل" عاطفيً يغلب الإنسان 
على أمره ويتسرب برغمه فى إنتاجه . ويتجلى ق جميع مواقفه . 

ونحن لا ننكر أننا تلمح بشعر المتنبى قى بلاط سيف الدولة صفاء ورقة ومهارة 
لا عهد لنا ها من قبل. ولكن ذلك ليس أثرًا لهذا الحب الموهوم . بل لآن الشاعر 
فى هذا البلاط قد استوفى جميع مقومات التفوق والتبوغ من صقل الطبع وشحد 
القريحة واستواء النفس . ولآن الأمير وحاشيته قد أوتوا نصيبا وافرا من الذوق والأدب 
والعلى . ولآن الحياة من حوله تغيرت واقتضت تغير شعره معها . 

وإذا كانت خولة هى الى ملأت على المتذنى قلبه ىق بلاط سيف الدولة كا 
برى الأستاذان شاكر والخارم فإن عائشة بنت رشدين فى رأى اللخارم كانت 
العاف الذى داعب أويتّار قلب المتنى بمصر فغنت يأرق الآالحان . 

« إنى رجل جاف الطيع شائك الملمس يا ابن يوسف لم تيرك آمالى الضخام 
فى قلبى مكانا لحب ولا موضعا لصبابة. ولم بف نفسى إلى عبث الشياب ويجون 
الشباب . ولقد استقر فى نفسى أنى سهم صوبه الله إلى غرض هو المجد فيجب ألا 
نحيد عن جد . وصارم بتاز لم يعرف فى يوم من الأيام إلا أن يسل من غمده ثم 
يعود إلى غمده . ما استهوانى يوماً جمال . ولا اجتذيبى دلال . ولا فهمت معبى 


2 1: المقء لمقتطلف المدد ا لخاص بالشاعر ص الى‎ )١10 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


هه 


للحب إلا فما يقول الشعراء . وأنت أعلم يأكاذيب الشعراء . ولكبى أحسست نحو 
عائشة عيل عنيف ح » كفكفت من غربه وسخرت منه أول الأمر ولكته عاودق 
أعنف مما كان وأشد. حيها التى بميلها واتصلحبله بحبلها . ولقد كان حبًا عذرينًا 
طاهراً منزهآ عن دنس الدنيا بريئاً من وصمة الشبوات سامياآً فوق اللياة وماربء 
الحامٌ . إلخ الل ' 

وما كانت خولة سبب صير المتنبى على تحمل المهانة فى بلاط ساي 
كانت عائشة سبب بقاء المتنى بمصر بعد أنتقطعت الأسباب بينه وبين كافور»””) 

وكأن هؤلاء بريدون أن بيحدوا فى قلب المتنى متتفساً طبيعينًا لهذا الغزل الذى 
فاض به ديواته فى مطلع قصائده أو فى ثناياها . فتمحلوا فى قصائد الرئاء وف شكواه 
من الزمن وهى أغراض كقيلة بإثارة اللوعة والحسرة فى النفوس ليتخذوا منها شواهد 
رمزية على تباريح الهوى وأسر الغرام 

ولم يكن الغرام قَْ 1 غيرها من ريات الحجال . ولكنه كان 
توافقا فكريًا ووجدانيئًا بن المتنبى وسيف الدولة» وليس من شك فى أن أجمل ما قال 
المتنبى من الرثاء لسيف الدولة إتما هى القصيدة الأخيرة البى رثى يبا أنعته خولة 
مسثر ذلك ا قدمنا ما تصوره هذه القصيدة من الحي الذى امتحنه الدهر 
فثبت للامتحات ومن هذا الحتين المتصل بين الصديقين . وما أرى أن هذه القصيدة 
تدل على صلة قريبة أو بعيدة أو على شبه صلة قربية أو بعيدة بين المتننبى وهذه 
الفقيدة . ٌْ 

وكل ما يمكن أن يفهم ما أن الشاعر يتحدث بأن الفقيدة برته وأحسنت إليه 
عن بعد آنا كانت تحسن إلى غيره من القصاد وأهل الأدب . فقد يكون هذا حقنًا 
وقد يكون كلام شاعر . والفرق عظم على كل حال بينه وبين رأى من رأى أن 
قد كان بين الشاعر وبينها حب أو ما يشبه الحب 24 . 

ونحن بدورنا لا نقر هؤلاء على هذا الاتجاه لأن الشاعر لو كان صادقاً حقا 

(1) خاتمه المطاف على ابقارم بك ص ١غ‏ . 

( ؟) انظر الشاعر الطاموس ص ٠5‏ . 

(*) خامة المطاف ص 4٠‏ . 

(؟) مع المئجى ص 7١7‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


فض 

فى حبه لخولة لما وجد قى قلبه متسعآ بعد لحب عائشة . وإلا كان حبآ صناعينًا يلهو به 
الشاعرء وكأن عبثاً ستعين به على قتل الوقت وشغل القراغ . وما كان شاعرنا من 
العايثين اللاهين ولا ممن أفسح لم الزمن فى وقنهم حتى يستعينوا عليه باللهو العابث 
والغرام الكاذب . 

ولآنا لا نجد يشعر المتنبى شواهد قوية على الحب «الغرام . لا لآن المتنبى نى 
عن نفسه ذلك فى أكير من موقف من مواقفه الشعرية . بل لأن منبجه فى اللياة 
وما عرف به من خشونة الطبع وصعوبة الملمس وتوقر النفس يجعله بمنأى عن الغرام 
بعيد عن مظتة الحوى . 

« وكا أبعدته تلك النشأة الطامعة فى الملك بالحرب والقتال عن لحو الحمر 
بالمعاقرة والمنادمة أبعدته كذلك عن المحوى بالنساء . وأيعدت النساء عن أن يرين فيه 
خليلا يحب أو صديقاً يبوى . فتركنه وتركهن . وألحس ذلك فى نفسه إحساسا عميقا 
فاض على لسانه ىق كثير من أشعاره 2١١»‏ . 

كانت المرأة إذآ فى حياة المتنبى وهم من الأوهام يساير به الأقدمين فى عمود 
الشعرى وينرسم خطاهم فى منبجهم الفى « وما أثر من غَزل المتنبى إنما قاله محافظة 
على عمود الشعر وإيثاراً لأسلوب القدماء . لأن اقتفاءه أثر ألى تمام ومقامه فى البادية 
وتعصبه للعرب حبب إليه اتباع سئن الشعراء الأقدمين ‏ ولقد كان معظ, -حساده 
من العلماء والشعراء يودون أن يحيد المتنبى قيد شعرة عن عمود الشعر المأثور فيهيجموا 
عليه بالنقد والتجريح ويأنخذوه بالزراية والتقبيح . ومن أحق من المتنبى بإحياء سنة 
العرب ق شعرهم وهو العربى حماً ودمآ والبدوى ثقافة ورواية والمتنبى فى ظل دلة 
ببى حمدان العربية . 

هذا كله كان يصطنع الغزل اتباعاً لسئن المتقدمين لا استجابة للعاطفة ولاتلبية 
لدواعى النفس . . . إلخ غ297 . 

ويجمل ينا فى هذا المقام أن نسأله هل أحب المتنى ؟ واللحواب عن ذلك أننا 
إذا أردنا الحب العابر الذى لا يعدو الإعجاب بالحسن والطرب إليه والذى يمر 


. مقال الأسساذ السياعى بيو‎ ١75 حيفة دار العلوم عدد خاص بالمتى ب !ا ص‎ 1١0 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مم 
بالإنسان مرا خفيغآ فلا ينال منه إلا كما ينال النسيم العليل منالأشجار الضخمة 
الواشجة الحذور. بمس أعطافها فتحييه بهزة ليئة تشبه هزةٍ العل النشوان . لا نستطيع 
أن نيرى ساحة المتنى منه . بل نقسو عليه إذا -حرمناه هذا النصيب الضثيل ‏ فليس 
يخلو قلب من صبوة ها يقولون ‏ والمتنبى وإن تغبى بالصوارم والقنا وخحضب يده 
بالدماء حمل بين جوانحه قلب شاعر . يتفطن لعانى اللحمال ويدرك أسراره » 
أما ذلك الحب العالى الذى يمخترم اسم ويدله العقل ويعصف بالأحشاء ويضرمها 
سعيراً ويرك صاحيه مذهوباً به كل مذهب . فليس المتنبى منه ى مغدى ولا مراح. 
وبين طبيعته وبين هذا الحب سد منيع لا ترق إليه الظنون . . . إلخ 2١١6‏ . 

أضف إلى ذلك ما تغبى به المتنبى من ترفعه عن المرأة وأنقته من الموى 

فلا تحسين الحجد زقَا وقنة” فا النمجد إلا السيف والفتكة البكر 

وتضريب أعناق الملوك وأن ترى للك اطبوات السود والعسكراه *1؟) 

وقوله : 

وللخود منى ساعة” ثم بينتا قلاة إلى غير اللقاء تجاب 

وما العشق إلا غرة وطماعة ‏ يعرضص قلب نفسه فيصاب 

وغير فوادى لغوالى رمية وغير بنالى ازنجاج ركاب 

تركنا لأطراف القنا كل شهوة فليس لنا إلا يبن لعاب7") 

وقد يقال إن هذا الإنكار ستر لموى مكين بقلب المتتبى وليس لنا أن نقنع 
بإنكاره ونخدع برده . 

وجوابتا على هذا أن تلك اللحشونة فى الإنكار وإعلانه صراحة أن صلته بالمرأة 
وقتية وأنه لقاء واحد ثم يبجرها بعد إلى غير رجعة . وأن العشق غرة وطماعة وغير ذلك 
من معاتيه وآرائه . أن ذلك كله كفيل بنفور الحسان منه وبعدهن عنه . ومن ثم فلن 
بحد له إلى قلومين سبيلا . 

ونحن نجد فى تاريخ المتنبى ما يفسر لنا نزعته إلى أسلوب الغزل واصطناعه ى 

)١ (‏ صيفة دار العلوم عدد خاضص بالمسى ب ١‏ ص ١78‏ مقال الأسناذ على الحندي ‏ 


(؟) الدبوان ص ١594‏ . 
الزق : الوعاء يجعل فيه الحمر » والقينة الحارية . والفعكة البطشة الشديدةالبكر الى نم يسيق إلها أحد 
( ©) الديوات ص "١‏ . الزجاج : كاسات الخمر . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


6 


مقام المديح والرثاء وغيرها من المواقف . ذلك أن حرمانه من أمه صغيراً ثم معيشته 
الحافية ببطن الصحراء ورحلاته الكثيرة وأسفاره الوفيرة الى لم يصحبه الأمن فيها 
وبعده عن أهله وأسرته فى معظٍ حياته وتعرضه للقتل مراراً وكثرة اللخصوم من حوله 
خلق مته الشخصية التواقة للعحياة الأسرية الظامئة إلى الود والعطف وإلى الحدوء 
والاستقرار . ومن ثم كان فى الغزّل المتنفس الطبيعى للتعيير عن هذا الحنين إلى تلك 
الحياة البى يسودها الحب ويعمرها الوقاء ويسودها الأمن والولاء . 
فليس حتينه إلى امرأة تطارحه الموى وتبادله الغرام . 'نا قرر ذلك يعض التقاد 
من قبل . ولكن إلى حياة يعمرها الولاء ويغمرها السلام . ومن ثم خاطب الملوك 
والأمراء على أنهم أنداد” له وأكفاء له . كا يتساوى أعضاء الأسرة الواحدة وتزول 
بيهم الفوا رق وتضيق المسافات . وغدت تلك الظاهرة إحدى خصائص المتنبى الآدبية 
وال الناس مها شاهداً على الحب والغرام . وليست فى نظرنا إلا رمراً عن اسحياة 
الى كات يرومها بعد أن حرم منها صغيراً ويافعا وشابا وشيخاً ولان ظهرت المرأة ى 
بعض الأحايين محورا لهذا انين فا ذلك إلا لآنبها المركز الذى تلتف من حوله 
الحياة الأسرية الأمنة الى يرومها ويبواها . 
وأغلب تنا أن المتنبى لم يصطنع هذا الأسلوب عامدا ولكن مبيأت أسبابه قى 


كار نحه ولبتت دعاعه 86 تنفسةه . فأندفع إليه دود وعى أو إدراك 1 


( د) معتقده الديى والسيامى 

من أبرز سمات أدب المتننى أنه أدب ثورى مشتعل . لا يرعى للدم حرمة . 
ولايتى الله فى الأرواح . فهو إن انتسب انتسب لمذه الآسرة الصارمة الى لا يفل 
لا حد ولا يحيو ا أوار . 

أنا اين اللعّاء أنا اين السخاء أنا ابن الضراب أنا اين الطعان 

أنا ابن القياق أنا اين القواق أنا ابن السروج أنا اين الرعان 

وإن تغنى بنفسه . نسبى - ف بعض الأحايين ‏ شاعريته وهى كل ما خلده 
له الزمن من آثار وذكر فروسيته وشجاعته وقدرته على الطعان والتزال 

ومرأهف سرت بين الححفلين به ١‏ حبتّى ضربت وموج الموت ملتطم 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 


الخيل والليل «البيداء تعرفنى «السيف و«الرمح والقرطاس «القلم 

وإن طالب بحق يدعيه أو أمل يرتجيه . لم يتخذ المنطق وسيلته والسياسة سبيله 
ولكنه يسأل السيف العون ويطلب من الرمح النصير . 

سأطلب حى بالقنا ومشايخ >< كأنهم” من طول ها التثموا مرد" 

ثقال” إذا لاقوا خفاف إذا دعوا كثير إذا شدوا قليل” إذا عدوا 

وطعن كأن الطعن لا طعن عنده 2 وضرب كأن النار من جمره برّد 

إذا شت حفّت ىعلى كل سابح يجال كأن الموت ق غهها شبد 

وإن نصحقوماً بأهدى السبيلين وأرشد الطر يقين . وجههمإلى الشغب والاستمخفاف 
بالحياة والأحياء . 

من" ا حلي أن تستعمل الحهل دوقه إذا اتسعت فى الحلم طرق المظالم 

وأن" ترد الماء الذى شطره دم فتسى إذا لميسق من" لم يزاحم 

ومن عرف الأيام معرفهى يبا وبالناس روى رمحه غير راحم 

فليس بمرحوم إذا ظفروا به ولاق الردى ايخارى عليهم با نم 

وهكذا نرى شعر المتنبى مضرجا يحمرة الدم داعياً إلى القوةٍ . 

وقد اتخذ بعض المؤرخين من هذه النتزعة شاهدا على اتصال المتنبى بالقرامطة 
وانتسابه إليهم « وعندى أن المتنبى حين ارتحل إلى اليادية إتما اتصل فها لابالبيئة 
القرمطية العادية . بل بداع من دعاة القرامطة الذين كانوا يمجولون قى اليادية » ومن 
يدرى لعل هذا الداعى كان أيا الفضل نفسه . هذا الذى بمدحه المتنى . ومن يدرى 
لعل المتنى لم يعد إلى الكوفة من البادية مصطحباً أباه وحده . وإنما عاد مصطحياً 
رجلا آحر أو قوماً آخحرين يريدون أن يستقروا فى الكوفة وأن يدعوا فيا لمذاهب 
القرامطة ‏ 

ومهما يكن من شىء وسواء واتتنا النتصوص الى بقيت لنا أم لم تواتنا . فإنى أجد 
فى نفسى شعوراً قويا جد | بأن المتننى قد نشأ نشأة شيعية غالية. لم تلبث أن استحالت 
إلى قرمطية خالصة 2'١»‏ . 

وبعد ذلك يقليل يؤكد هذا الاتجاه بقوله « وما دمت قد افترضت مئذ حين أن 


. مع المتتى ص 5 4 6 اج‎ 2)١10 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


اام 


المنتبى إنما ذهب إلى البادية ليتعلمى عن يعض دعاة القرامطة . فلأمض ف الفرض 
على طبيعته ولأررجح كا قدمت أن المتتى عاد من البادية مع بعض دعاة القرامطة 
فى الكوفة بنشر الدعوة القرمطية . وأن المتنبى سافر من الكوقة بعد جلاء 

القرامطة فقصد إلى بغداد لأمر يتصل بالدعوة . ولست أستبعد يل أنا أرجح جدءًا 
أن يكون ف يغداد مركز قوى من مراكز الدعوة القرمطية . ذهب إليه المتنبى فأدى 
إليه شيئا وتَلى منه شيئاً . وترك يغداد قاصدا إلى الخزيرة ثم إلى الشام للا 

وقد شايع هذا الاتجاه الدذكتور شوق ضيف . واتتخذ من حياة المتنبى بالكوفة 
إيان الثورات والغارات القرمطية . ومن نزعة الشاعر إلى إرخاص الحياة واستباحة 
الدماء ذريعة لإثبات دعواه « فإن يكن المتنى علويا أو شيعيا فإن بيتته تدفعه إلى 
أن يكون قرمطيا بل إلى أن يكون غالياً فى قرمطيته 2١»‏ . 

ها أيد هذا الاتجاه الدكتور ألحمد أمين « والشخصية الثانية من أثر القرامطة 
5 الطيب المتنبى فد كان متأثراً بآ ثارهي وولد ق ظلهم وتحت سلطاتهم . وكات 
فى الرابعة عشرة من عمره تقريباً يوم ثار القرامطة . وقد اصطبغ بصيغتهم وتعلم 
علمهم »7') . 

ومن الغريب أن يقرر ذاك كل من الدكتور ألحمد أمين والدكتور شوق ضيف 
استناد إلى الترابط المكانى بين المتنبى ومسرح الثورات القرمطية وهى الكوفة . وإنى 
ظهور آثار المعرقة يهذه المذاهب وتلك النحل فى شعره . مع أن هناك فرقاً واسعآ 
بين العلم والعقيدة ة وأن دائرة معارف المرء قد تتسع لكل ما يدور فى بيئته من ألوان 
الثقافات والمعارف ويدفها موف دقيقة مستفيضة . ولكنه لا يعتقد صحة كثير مها . 
وآن المتنبى وإن كان قد عاش ف بيئة تنتشر فيها القرمطية وغيرها من المذاهصب 
والنحل فإن ذا لا يبرر إطلاقاً إسناده إلى هذه العقيدة أو تلك . كا أن معرفته 


)١ (‏ مع المتنتى ص "4 6٠‏ 490 . 

)٠ (‏ القن ومذاهيه ى الشعر العرنى ص ؟7 . 

0 المهدى والمهدوية الدكنور أحمد أمين ص 4 4ه وبلاحط آنه حملدى الرايعة عشرة من عمره 
ليس له فرضه انتسابه إلى القرامطة مع أن أولى نورات القرامطة وهجومهم عل الكوفة كانت سنة 7١م‏ هم 
وسنة تسع سنئوات ولعله لم بنى بالكوفة إلى سنة 10م بوم ريجعوا الحصارها الث مره . قهل أبن العاسعة يروته 
هذا المتف ؟ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


شضسس 
هذه العقائد المتضارية . 

وحن من جانبنا وإن كان لا يسعنا إلا الاعيراف بوجود يعض مظاهر القرمطية 
فى شعر المتنبى . كالاستخفاف بالناس . والازدراء بهم . والاسهانة بأروا واحهم 
وأموالم . والدعوة إلى روج وي سا7 جهاراً . 

إلى أى حين أنت فى - مسحرم دحى و ىٍْ شهوة وإلى كم 

قأس 1 

فئب واثقآً بالله وثبسة ماجد 20 يرى المودت ف الحييجا جب النحلف الف 

ويأنه عاش فى الكوفة إبان إغارة القرامطةعليها منة ة اثنيى عشرة وتلهائة (') وسئة 
خس عشرة ويُلمائة (') بزعامة ألى طاهر القرمطى . فإنا لا نجد من الأدلة القاطعة 
م سيل هذا الا تيحاه 9 

فنحن تعرف القرامطة ونعرف أصول عفيدتهم ومظاهرها ونعرف أنها دعوة 
تحر رية قوامها « الاعتراف بنبوة [«ماعيل بن -جعفر »!2 و ١‏ الإقرار بيحياته واستتاره 
وعودته ثانيآ إلى الآرض لهدى الناس من جديد بعد أن يستشرى فيهم الكفر 
والضلال »!26 فهم ذوو نزعة فلسفية تدين بالخلول حبى زم حمدان قرمط أحد كيار 
دعامها وزعمائها الأوائل أنه الذى بشر به أحمد بن محمدين الحنفية وجاء يكتاب تناقله 
لقرامطة فيه بعد البسملة 8 يقول الفرح بن عثيان من قرية نعرانة إنه داعية المسيح 
وهو عيسى وهو الكملة وهو المهدى وهو ألحمد بن محمد بن الحنفية وهو جيريل 
وأن المسيح تصور له فى جسم إنسان فقال له إنك الداعية وإنك الحجة و إنلك الناقة 
وإنك الدابة وإنك يحى بن زكريا وإنك روح القدس ©" . 

فالنص يرينا أن الداعى منهم قد يتقمص أكر من روح ف وقت وألحد . 

. انظر الكامل ق التاريخ لابن الأتير جم ص 9ه‎ )١( 

( ؟) انظر الكامل فى التاريخ لابن الآثير جم ص 5,7" © 57 . 

(*) انظر الفصل ق الأهواء والملل وإلنحل للإمام أ محمد على بن .ين حزم الظاهرى ب 4 
حن 85م( . 


( ؛ ) الملل والنحل الشبرستاف ص 478١‏ 


(ه) تاريخ ابن خلدون جد "ا حصن ”ا --175” ل 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


نان 


ولكن هذه الأرواح لا تخرج بالداعى مطلقا عن الإقرار والتبشير بأمامة إسماعيل 
ابن جعفر الصادق١١)‏ . وق سبيل نشر هذا المذهب استباءحوا الرمات وعبثوا 
بالمعتقدات وحطوا عن الناس إصر الشريعة فحللوا الحمر ولم يوجبوا الغسل من الحناية 
وغير وا هيئة الصلاة وطقوسها واستقبلوا بيت المقدس ى صلامهم . وصلوا ابخمعة يوم 
الاثنين ''١»‏ فهى نزعة تحر يرية -جامحة . وهى لون من ألوان الشعوبية الى أطلت 
فى العصبر العبابى ولكلها شعوبية لا تقف عند الصراع على المنس إل امتدت إى 
المعتقدات والشرائع وسلطان الحكم الشرعى واتخذت من طو العياسيين وانصرافهم 
إل الشهوات والملذات مجالا لإثارة العامة على الحلفاء الذين عجز وا عن تحقيق العدالة 
الاجماعية . واختصوا أنفسهم بالمال والسلطان . 

وق سبرل جذب العامة نحو وضمان ولاعهم لم حطوا عنهم إصر التكاليف 
الدينية وأباحوا لم باسم الدين الحديد كل ما حرمه الإسلام من أموال وأعراض فكانت 
أموالم ونساؤه شيوحعا (' بيهم وفسروا القرآن تفسيرآ يخير مدلوله الذى فهحه عليه 
النبى عليه الصلاة والسلام والسلف الصالح لحذه الآمة . إلى مدلول يسند وجههم 
ويقوى مذهبهم . وذلاك بادعامهم أن اكل ظاهر باطناً ٠‏ ومعرفة هذا الباطن قصر 
على الأثمة المحصومين (5) . 

وإذا فهن واجب كل فرد أن يتخد لنفسه إماماً مبديه ويرشده . وإلا ضل 
وكان من الْغاوين . 

وإذا كانت هذه الوسيلة تغرى العامة وتدفعهم إلى التشيع لسدنة هذه الدعوة 
الى حطت عنهم التكاليف وأباحت لم كل محرم . فإن السيف هو الوسيلة الى 
ترهب السلطان وجندالسلطان وترغمهم على التنازلعما بأيديهم مكرهين لأولثات الغزاة 
المدمرين . 

ولا كانت دعوة كهذه لا تجد تربة أخصب من البيئات انصحراوية الى 

)١ (‏ التفوذ الفاطمى ى جزيرة العرب ص "١‏ دكتور محمد جمال الدين سرور . 

( ؟) نار دخ أبن خلدون جم ص 65" . 

( *) انظر كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة لمحمد بن مالك بن أ الفضل المادى العانى ص ١ ٠‏ 

( 4) الملل والتحل ص 455 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


الف 
يستشرى فيها االخهل وستمرى أهلها الدعوة للإغارة على المدن والمدنيين المتمتعين 
بقبىء من وارف اللحياة ونعيمها انتقاءآ لأنفسهم الى تقاسى ما تقاسى من خشونة 
العيش وقسوة الحياة . فإنها ما كانت تبى بالمدن الى مهاجمها وتغير علها إلا ريما 
يتأهب السلطان وجنوده للا نمضاض عللهيم من -جديد . ولذللك فإمهم لا يكادون 
يدتحلون بلدا من البلدان إلا ساروا فيها عجلين سريان الوحوش الضارية لا أناة 
ولا ريث يقوضون ومهدمون ويقتلون ويفتكون ويسرقون » فن الطبيعى إذآ أن يتغنوا 
بهذه الغارات الحمجية الى مكنهم من إذلال الناس وإخضاعهم لسلطاهم . 

فلو كان هذا البيت لله رينا لصب علينا النار من فوقنا صبا 

لآنا حججنا 'حجة” جاهلية” مجللة لم تبق شرقاً ولا غريآ 

وأنا تركتا بين رمرم والصما جنائز لا تبغى سوى ربها ويا7١:‏ 

ولكن . أكل متغن بالفروسية متعطش للدماء يكون قرمطيا ؟ 

ذلك ما أكاد أفهمه من كلام أولكك المؤرخين . 

ولكنا نرى أن الدعوة إلى القتل والتعطش للدم مظهر ينبى' عن ثورة نفسية 
واتجاهات سياسية أ كير من دلالته على تحلة دينية . اللهم إلا أن يكون ديناً يستوحى 
مطامع النفس وشهواءها كدين القرامطة . 

وإذا كان القرامطة يفتخرون بما كانوا يفعلون فإن غيرهم ممن لا يدينون بديهم . 
يتغنون با يتمنون أن يفعلوه بهم تشغيا منهم ووصفاً للأمور فى نصابها . وقد تكون 


١ انظر "كشف أسرار الباطئية ص ١؟ وسترى فيه دستوره ممتلا فى فول شاعر مهم ص‎ )١( 


يمول 
خذى الدف يا هذه والمىى ‏ | وغى هزاريك بم اطرنى 
توليى ‏ يدى 2 هاشم وهذا ينلبى بى بعرب 
لكل نى مضى شرعه وهدى تبراح الى 


فقد حط عنا فروض الصلاة وحطا الصيام ولم بتعب 
إذا الناس صلوا فلا تتهضضى <١‏ وإن صوموا فكلى وأشرفى 
ولا تطابى السعى عند الصفا ولا زودة القير فى يعرب 
ولا ممنعى ففسلك المعرسين من أجذبى ومن آأقرب 
فكبف حللت لمذا الغريب ١|‏ وصرت > محرمة ‏ للب 
أليس الغراس لمن ريه وسقاه بى الزمن الأجدب 
وما الكمر إلا كاء السياءه حلال فقدست من مذهب 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


بام 
ثورة خصوم القرامطة موجهة إلى السلطان نفسه ‏ الذى تثور عليه القرامطة ‏ لأأنه 
فرط ىق شعو الذكر حتى دهمهم القرامطة . ومن ثم يتمنون قتله أو قتاله ليسم الآمر 
إلى حاكم قوى ينقذهم من أيدى هؤلاء المستيدين المغيرين . 
فالثورة والتتحر يض على القتل لا تعبى القرمطية -حما - وإن كانت من متاهجها 
ودعائمها ‏ بل قد تكون ثورة عليها وتقززآ منها . ودعوة إلى تصديها والوقوف ىف 
وجهها . 
امد دققنا النظر فى شعر المتنى لا نجد فيه شيئاً من أصول دعوة القرامطة 
ين الشعر الذى عمجد أئمة الدعوة ؟ أين التغبى بدعانها من أمثال عبد الله بن ميمون 
0 . وحمدان قرمط وأ بى طاهر الخنانى وذ كرويه بن مهرويه مثلا ؟ وإذا كان 
المتني قد ترك ذلك تقية وسررا را فأ ين الشعر الذى يشم منه نه توجيهالمسلمين إلى نبذ معتقدا هم 
والاستخفاف عقدسا- مهم الى نيذها المرامطة ومرغوها ف السراب ؟ وأين الشعر الدذدى 
رم لمذهب القرامطة 3 وبمحث على مباد مهم ويتغى باراهم ويردد قول دعامهم ىٍْ 
الإمامة وتأليه الخلفاء وتوقم االحلاص على يدى المهدى ؟ شيئاً من ذلك لم نجده بديوان 
المتنبى . وكل ما ووجدناه دعوة إلى سفلك الدم مع أنها قد تكون دعوة إلى سفلك دماء 
القرامطة . أو دماء السلاطين واللحند الذين ما استطاعوا أن بردوهم عن الكوفة ملهى 
طفولة المتننبى ومغبى فتوته وشبابه ٠‏ على أنا لم نجد من خصومه الأولين وما 2 
عدداً وأسلهم لسانآً وأسرعهم إلى الثلم والعيب من تعرض لهذه الناحية . وقد كانت 
بجالا فسيحا لغمزة والقضاء عليه وكلنا نعروف مدى تعصب المتنبى للعرب تعصباً أنساه 
نفسه بحضرة ابن العميد .حين قال له و مالى وإلديلم 2١١0‏ ويبحضرة عضد الدولة حين 
قال عنه « سيف الدولة يعطى طبعاً وعذ ل الدولة يعطى تطيعا »('اوهذا المتعحصب 
للعرب لا يبشر بدعوة قوامها القضاء على كل مجد اعرب . 
م إن سنه إبان ثورة القرامطة كانت تسع سنوات وهى سن لا تسمح لنا أن نخلع 
عليه صفة الدعاة لدعوة خطيرة تحتاج إلى اللباقة وبراعة الحجة وقوة العارضة وإلى 
مزيد من الكيد والمكر . 





. ١44 ص‎ ٠ خرانة الآأدب اليغدادى ب‎ )١( 


. >4٠ ص‎ ١ الصبح المذى ب‎ )١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


بار 

وللرجل ىق ذم القرامطة وهجاهم ما يفصح عن رأيه الصريح فيهم ‏ فهو يمدح 
سيف الدولة باسننقاذه أيا وائل تغلب بن داود بن سحمدان من أسر القرامطة بقوله : 

فلقينت ‏ كل ردينية 2 ممصبوحة لبن الشائل 
وجيش إمام على ناقة ‏ سحيح الإمامة فى الباطل 

وما كان للمتنبى أن يخضع بالولاء لإمام باطل وخليفة زائف كنا يرى ويقرر . 

هذا من الوجهة النظرية أولا . أما من الوجهة الواقعية فالرواة يحدثوننا أن اليجل 
ما كذب ولا زتى ولا لاط . وأنه كان يعزف عن اللهو ومجالس الشراب . وداع بدين 
تبيح أصوله هذه الشيوعية المدمرة ثم يعزف عما تحله له شريعته من مظاهر السلوك 
أقل ما يوصف بدأنه برىءمنها متحرف عنها . وربما احتج علينا بأن المتنى صرح بأنه 
سيقضى أو يرجو أن يقضى على الأقل على الحلافة العباسية يحند يرون الصلاة نافلة 
ويستييحون دم النجاج فى الحرم فى قوله : 

لأتركن وجوه اليل ساهمة” واللحرب أقم من ساق علىقدم 

والطعن” يحرقها والزجر ” يقلقها 2 حبّى كأن” بها ضربا من اللمم 

قد كلمها العوالى فهى كالخة كأنا الصاب مذرور على اللجم 

بكل منصلت ما زال منتظرى حّى أدلت له من حولة الليدم 

شيخ يرى الصلوات اللحمس نافلة7 2 ويستحل دم الحجاج قى الخرم 

وجواينا على ذلك أن عداء المتنبى للخلافة العباسية واضح مشهور . ورغيته ى 
الإطاحة بها منية عاشت معه وظلت على لسانه طوالحياته . وكم أمدتنا الحياة عواقف 
يتعاهد فيها الحصمان للإطاحة بخصم مشكرك دون أن يدين كل منهما بدين الآخر 
ومذهيه . بل كثيراً ما يتنازعان ويحتكمان إلى السيف لفصل اللتصومة بعد أن كانا 
بالأمس -حليفين يحار بان مع لغاية واحدة . ولا زلنا نجد االحلاف بين روسيا وأمريكا 
وبين فرنسا وإنجلترا مع أنهم كانوا محا ى وجه الألمان من قبل . 

وليس معبى ذلات أنا نتزه المتننى عن العيب والنقص . ولكن معناه أذا لا فسلم 
ؤلاء بدعوى قرمطية المتنى لما عرضتاه من أدلة وبراهين . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


امام 


حقيقة الدعوة 

لم نثبت فى نظرنا مهمة النبوة التى وصف بها المتنبى وقد ناقشنا ذلك بمبحت المتتى 
بالشام من الفصل الثانى من العهيد . ولم نجد من الآدلة ما يسند تشيعه لاقرامطة . 
وقلنا إن المظهر الثورى الذى يتجلى ف أدب المتنبى . وإن واءم مظاهر القرامطة 
إلا أن أدب المتننى لا يكشف عن صمم دعوبهم . ولا يتبحث عن أصل تحللهم : 
وإن يكن لابد لتنا من تعليل هذه الظاهرة فى أدب المتنبى وبيان صلها بتار يحه 
وبنفسيته فتقول . لآدب المتننبى مظهران : ْ 

)١1 (‏ مظهر الثورة الدامية كا قررنا فها سبق . 

(س ) مظهر اللحزن العميق الذى يبدو من بكائه من اللمسد واللساد ومن شكواه 
أرزاء الزمن ونوائب الدهر . 

عرفت توائية الحداثان حبى ‏ لو انتسيتة لكتت لما نيبا 

ات الدهر عندى كل ينت فكيف وصلت أنت من الرحام 

وهما ظاهرتان أقل ما يدلان عليه أن الرجل كان يعيش فى عصر لا يرى فيه 
تحقية؟ لأفكاره واستجابة لمراميه . وهو شاعر مرهف الحس ثاقب البصيرة . يحد 
الحياة من حوله نهب يتقسمه الفرس «الثرك والزنج » والختلفاء من ضعف العز يمة وهوات 
الأمر بحيسث لا ستطيعون ححماية الدولة وصيانة مقدسانها وحفظ هيية اللخلافة . 
فثارت بنفسه ثائرة انق على الخلفاء الدين قنعوا من الخلافة ياسمها . وعلى الوزراء 
الدين شغلهم زينة الدنيا وشهواءبا عن تدبير شثون الناس والانصراف إلى اللحد . 
فضلا عن أنهم عج . وكق يبهذا ق نظره من مذلة ونقص . وتاقت نفسه إلى خليقة 
عرلى يح . وحكر عرلى رشيد . يذلك حدث نفسه وحدث الناس من حوله 
فها نرى . وخرج إلى بادية السماوة لا لينشر دينا . بل ليدعو إلى ثورة . ثورة على 
خلفاء ببى العياس لمهم فى نظره منهاونون أسلموا الآمر إى الأعاححم . او سأيه مهم 
الأعاحم . وهم شر الناس . 

إنما التاس بلملوك وما تضلح عرب ملوكها عجم 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


راق 
لا أدب ندم فلا دين ولا حسب عتدهم ولا ذم 
أفعال” من" تلد الكرام” كريعة وفعال” من تلد الأعاجم أعجم 

« وكات المتنى أكير شعراء عصره -حماسة للقومية العربية وإحياء لما . بل كان 
يذهب إلى أبعد من ذلك . إذ وقر ى عزيعته أن يعيد للأمة العربية يمدها الزائل 
يتأليف العرب وتَأَلِيبيم على العجم فى حرب عاصفة يكون هو قائدها . . . إلخ )١(‏ 

أضف إلى ذلك أنه شاب تجرى فى ذهنه ثقافة شيعية لقْها فى مكتب الكوفة 
الذى درج إليه صبيا . وتنسمها ىق جميع مسالات الكوفة مهد الدعوة ومسرحها يافعا . 
وْعل هذه النشأة غرست فيه -حب العلويين . إن لم تكن تجرى فى عر وقه دماؤهم 
فعلا . فإن كنا نفهم من هذه النشأة شيئآ فإنما نفهم منها أن المتنبى كان داعية من 
دعاة الشيعة العلوية لا على أ:هم أصحعاب حق مقدس ف اللحلافة كا ترى بعض 
الفرق . بل على أنهم التزب الذى يعمل على تخليص الحكم من بتى العباس . أو 
الذى يرتجى منه ذلك على الآقل . فهو يمحبذ هذه الدعوة علها تنقذ العرب من 
ضعف الخحلفاء واستيداد الوزراء وعيث التسياع . 

ومثل هذه الدعوة مقبولة من شاب متوثب . أوق شيئاً من الفصاحة والبيان وأولع 
بحب العرب حيا ملك عليه قلبه واستيد بنقفسه . 

ويفسر هذا سر هيام المتننبى يسيف الدولة الأمير العرنى الشيعى العلوى الذدى 
حمى البلاد العربية من غزوات الروم وحملات الإخشيديين . 

فإذا ما علمت أن والى .حمص الذى سجنه كان واليآ إخشيديا . ولم يكن 
الإخشيديون أول الآمر على ثبىء من .حسن التفاهم مع العلويين . لمهم على مذهب 
أهل السئة ولأنهم يتلققونت الأمر من الخليفة الشرعى سغداد أدركت أن حيس المتننى 
كان بسبب دعوته إلى مذهب خالف مذهب الحكومة الى يعيش ق ححماها . أى 
أنه حيس يسبب دعوته إلى العلويين فى معقل من معاقل العياسيين . لا يسبب النيوة 
المزعومة أو القرمطية الموهومة . فدخوله السجن كان يسبب سياسى هو خروجه على 
السلطان لا يسبب ديى هو خروجه على الإسلام والقران . 


)١ (‏ المتدى ص ”7+ د كتور ركى المحاسى . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


رضنا 


على أن المتنبى يننى عن نفسه الهمة ويقرر أنها فكرة تحدث بها إلى نفسه ولم يتم 
فعلا يتنقيذها . فكيف يددخل السجن فق مشروع ما زال حديت نفس لم يصبح 

وكن فارقاً بين دعوى أردت ودعوى فعلت بشأو يعولك 

وقد يرى البعض فيا نقرره من محاولة المتنبى نشر الدعوة العلوية على أنها مظهر 
للسيادة العربية وبين هجائه للعلويين تناقة 1 . ونحن من جاتينا نقول إن اعاوية 

١١‏ ) فهى فكرة سياسية ينادى بها بعض الناس . كرد فعل لعمل العباسيين 
من تحكم غير العرب فيهم ومن هؤلاء الشاعر وعلى رأسهم أيناء على الذين وجدوا 
فى ببى عمومتهم من العباسيين عدوا أضرى عليهم من الأمويين . 

( س) فكرة دينية تقوم أصلا على مسألة الخلافة المستندة إلى نظرية الخلول 
ومن ثم فإن الخلافة حق ورانى شرعى لا يصح أن يقوم بها من ليس من سلالة على 
الوصى وصاحبها الحقيى وأولى الناس يها من يعد الى . 

وقد تفرعت هذه الفرقة إلى فرق عبى مؤرخو الفرق بحصرها وعدها كاليغدادى 
صااحب الفرق بين الفرق وابن .حزم الظاهرى صاحب القصل فى الأهواء والملل 
والنحل . والشهرستاق صاحب الملل والتحل ‏ ونا كانت الفكرة تستند أصلا على 
نظرية الول كان من السبل إذآ أن ينتسب إلى على من ليس من صليه 
ولا من جنسه . وبذلك كير معتنقوها من الفرس الذين هم أسرع الناس قبولا لهذه 
الميادى لا لها من بذور عميقة الغور فى أنفسهم . 

ولعل هؤلاء وأمثالم دهم الذين .حفل المتننى هجا مهم وذمهم فى مثل قوله : 

أتانى وعيد” الأدعياء وأنبم 2 أعدوالى السودان فى كفر عاقب 

ولو صدقوا ‏ ىق جدم حذرمهم فهل ف وحدى قوم غير كاذب 

وقوله : 

وفارقت شر الأرض أهلا وتربة ‏ بها علوى جدآه غير هاشم 

وهذا يؤيد ما اتجهنا إليه من ميله إلى الشيعة العلوية. لأن قوله ولو صدقوا ف 
جدهم لحذربهم يدل على هيبته للعلويين واحترامه للى ولكنه هنا يسخر من الأدعياء 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


لضن 


ويهبزاً هم لآنهم أقل من أن ينزلوا به الكيد ويوقعوا الضر . 
كنا يقوى ما اتتجهنا إليه من نى القرمطية عنه لآنه لو كان قرمطيا يدين بالحلول 
لما هجا منتحلى العلوية يبهذا الانتتحال ودعوى النسب إلى على . وأسوغت له عقيدته 
هذه الظاهرة الى شاعت ق أيامه . 
فهذا التفريق بين نحلى العلوية ( السياسية والدينية ) يفسر لنا تشيعه للعلويين 
مع هجائه لم . فهو عيل إلى دعوبهم للخلاص من ظل العياسيين ووزراتهم من 
الأعاجم ولكنه يذم الأدعياء المنتحلين . على أنه لا مانع مطلقآ أن يهجو الإنسان 
أخص صعايته لهم حادوا عن جادة الرشد وجاروا عن القصد . مع اعتزازه بأصل 
الفكرة الى اجتمعوا عليها والفلسفة الى آمنوا يها . 
ومن ذات ترى أنه لم يصح لدينا أن المتنبى ادعى النيوة . ولم يصح لدينا أيضآ 
تشيعه القرامطة . وليس معبى ذلت أنه كان تقيا ورعآ . فهذا جانب وما نريد الوصول 
إليه جانب آآخر . 
على أن شعره وتاريخه ينفيان عنه التدين الصادق والسلوك الديى القويم . 
أَئ عل ارتقى أى عظم اتى 
وكل هما خلق الله هما لم محلق 
محتقر | قل «هصبى 1١‏ كشعرة ىق هفرق 
« محكى عل ابن ألى -حمزة اليصرى قال يلوت من ألى الطيب ثلاث خلال 
محمودة وذات أنه ما كذب ولا زنا ولا لاط . وبلوت منه ثلاث خلال ذميمة وذلك 
أنه ما صام ولا صلى ولا قرأ القرآن غ200 . 
وكل ما صح لدينا أن ثورة المتنى كانت ثورة سياسية . قد تكون لساب 
العلوين ضد العياسيين أو لحساب العرب على -حكامهم من الأعاجم من زنوج 
وفرس وترك أو ما معاً .أما النبوة والقرمطية فلست أجد إلىححة أحدهما من سبيل ‏ 
والحقيقة السياسية فى النيوة المزعومة أن أبا الطيب حين مر بقبائل البادية وأعمال 
الشام وتِلى دعوة القوم بالحفاوة والرضا للا شهدوا من نفاذ علمه ونبل مقصده 
ورجاحته . وقد استجاب له بالتأييد منهم بنو كلب كانوا يدعون لاعروبة ورد 


)١ ( 1‏ الصيح المتى جب ا حص لالا ٠‏ 078 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


56١ 


الأأعاجم إلى ما كانوا عليه قبل أن يتطاولوأ وينشدوا المساواة بولاة أمرهي ولد أشلك 
فى أنه تزم حركة عربية ثورية غرضها سياسى لا ديى . وقد آل أمره إلى السجن 
والاعتقال بعد المطاردة والتشريد 2١١6‏ . 


تاريخ الفمن 


تناولنا تاريخ لحياة بما يكشف لنا عن نسبه وعن نزعته إلى الغزل و إلى الثورة 
وما عبط الاكام عن +وانب هذه الشخصية القلقة المضطربية ‏ وما كنا نقصا تتبع سحيأة 
المتنى ومصاءحيته طُْمله فيافعاً فشيكاً . ومعرقة ما اكتنف هذه اسلياة من ظروف 
وصروف للإحاطة يأسرار الحياة نفسها . وإنما كان غرضنا فهم أثر تاريخه فى فنه 
وتفسير بعض خصائصه الأدبية على ضوء من مجريات الأمور فى -حياته . وقد آن لنا 
أن نتناول الشق الثانى من تاريخه . وهو تاريخ فنه . بمعبى تطور فنه يتقدم عمره 
وبيان خصائصه الفنية فى كل مرحلة من مراحل -حياته . وأوقى من قام يبدا ادنب 
من مؤرخينا المعاصرين الدذكتور طه حسين ى كتايه . مع المتنى . 

والمؤرخون على أن المتنبى قال الشعر صبيا . وأن شعر صباه إن دل على ثبىء 
فإنما يدل على « أن الصبى مقلد فى الفن الشعرى . يتأثر بما كان ييحفظ فى المدرسة 
أو ما كان يسمع فيها من شعر القدماء ومن شعر المعاصرين الذين سيقوه يوقت 
قصير »6 إلا أن الصبى بدت عليه ملامح النضج الفى وما زال .حدثاً يمكتب 
الكوفة . فقد روى الرواة أن رفاقه بالمكتب تعجيوا من وفرته قائلين له ما أحسن هذه 
الوفرة ‏ فأنشد : 

لا تحسن الوفرة -حبى ترى منشورة الضغرين فى يوع القتال 

على فى معتة سل صعدة” يعلها 0 كل واق السيال 

« ولعلك تلاحظ معى أن فى هذين البيتين جزالة مطبوعة لا نلاحظها فى الآبات 


)١ (‏ المتثى للدكتور زكى المحاسبى صن م7 . 
( ؟) مع المتنى ص 59" . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 
السايقة , وأسبما بريئات البراءة كلها من الصنعة والتعمل #). 

وتستطيع الآن أن تقرأ هذه الأبيات التى قالا الصبى يعبث فيها برجلين قتلا 
جر | وأظهراه للناس . 

د أصبح الحرذ المستخير أسير المنايا صر يبح العطب 

رماه الكتانى والعامرى وتلاه للوجه فعل العرب 

كلا الرجلين اتلى قتله ‏ فأيكما غل” حر السَّلب ؟ 

وأيكما كان من شخيلقه ؟ يه | حصه الذنب 

فظاهر أن هذا الشعر ليس شعر صبى يقرزم”؟) . وإما هو شعر شاعر قد 
راض نفسه على نظي الكلام ٠»‏ وتعلمى كيف يصرف هذا الكلام آنا يحب من وجوه 
القول . بل تتجاوز رياضة النفس على إجادة النظم إلى الّاس الحجاء الممض والسخرية 
اللاذعة و إلى ترتيب المعبى وتأليفه وحمايته من الالختلاط والاضطراب 276 . 


« وصح فيه قول جرير فى عمر بن ألى ربيعة إن صدقتى الذاكرة : ما زال هذا 
القرشثى يمبذى -حبى قال الشعر لذ ا" 

وبالرغ, من أن بيئة العراق لم تتح لعبيقرية هذا الشاعر أن تنضج تمام النضجح 
ولم بيى لها كل أسياب العو الفنى . لما صاحيه فيها من -حوادث أعجلته على الرحيل 
مسها إما طلباً للعلم والمعرقة بياطن الصحراء . وإما العَاس] للرزق فى بلاد الشام . 
فقد بدأ فى هذه الفترة من -حياة الشاعر القوام الى لشعره الذى لى يكد يمخلص منه 
فى وقت من الأوقات . 

فأما الحصلة الأول فهى المطابقة الى يحبها أشد لم2 . 

وأما الحصلة الأخرى فهى المبالغة التى يعمد إليها المتنى لأسباب ترجع إلى 
طبيءة هذا الشاعر نفسه . فهو قوى الس ححاد المزاج عنيف النفس مندقع بحكم 

. 1٠ مم المتذى ص‎ )١( 

(؟١)‏ يقرزم : بحىء بالشعر رديثا » والقر زام الشاعر الدون القاموس ب ة ص ١5‏ 


(*) مع المتنى ص 4٠‏ . 
(6) مع المتذزى ص ١‏ 4 والحكانة موجودة يكتاب الأغانى ب ١‏ ص 47 طيع دار النعافة بيير وت 


(( انظر مع المتذى ص © © ى 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


تداك 


هذا كله إلى الغلو والإسراف(١)‏ . 

كنا ترجع إلى « انتشارمذهب البالغة بين النقاد منذ صوره قدامة بن جعفر قف 
كتابه نقد الشعر وأذاعه عل أنه مذهب أرسطاطاليس . وآثره فى الشعر كما كان 
يؤثره أرسطاطاليس عل القنصد والاعتدال257 . 


شعوه بالشام 

ثم ربحل الشاع رإلى بلاد الشام ولم يكن قد استقل بنفسه بعد . بل كان « المذهب 
الفنى الذى ابتدأً الفى به شعره ظاهر فيه كل الظهور تقليد اقدماء ولأنى تمام 
خاصة واعوّاد ظاهر على الطباق والمبالغة . يسرف فيبما إن استعحصت عليه القريحة . 
ويقتصد فيهما إن واتاه الطبع . . . 

م أنت حين تقرأ هذا الشعر تكاد تحس فى ألفاظه ومعانيه وأسالييه ينمو طبيعة 
الشاعر وتقدم ملكته الفنية نحو الرشد والنضج شيئا فشيثاً »27 . 

فى هذه البيئة ابلحديدة كان الشاعر يعدو ف التفوق والنبوغ علوا . 

وقد وثب فنه وثبته الأولى عند التنوخحيين باللاذقية . ثم وثب وثيته الثانية فى طيرية 
عند بدر ين عمار (*) . 

وقد امتاز شعره فى هذه الاونة « يجزالة الافظ ورصانته وححة المعبى واستقامته 
واعتدال الأسلوب وحسن انسجامه . إلا أبياتاً يضبطرب فيها الشاعر هنا وهناك ق 
اللفظ وحده أو ف المعبى وحده أو فى اللفظ والمعبى -جميعا »2*0 . 

وى مجلس سيف الدولة وب الشاعر بشعره وثيته الأخيرة الى رفعته إلى الأوج 
وضمنت له مكانه بين الفحول من شعراء العرب « لأآنه ملك ناصية الفن حقا وبجعل 
يتصرف بألفاظه ومعانيه كنا كان يتصرف بها الفحول وأثيت شخصيته قوية واضحة 
متازة من غيرها وأصبح مراآة لنفسه . لا لآ. تمام ولا ابحترى . وأصبحنا فستطيع 

)١ (‏ انظر مع المتذبى ص ١ه‏ . 

( ؟) انظر مع المتترى ص ١ه‏ وققد الشعر لقدامة طيم الخانجى ص هه . 

(*) انظر مع المتزى ص 7" » 54 . 


( 4 ) انظر مع المتئزبى ص ١١5١‏ 
( ه) أنظر مع المتدى ص 84 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5 
أن نقرأ القصيدة منشعره فنقول إنها قصيدته هو لم يتأثر بهاهذا الشاعر أو ذالك7١)‏ 


د ولفظ المتنبى فى هذا الطور جزل لا يستطيع المتزى أن يبلغ يه مجزالة أجزل مما 
وصل إليه ومعناه فخ دقيق مستقيم إلى أقصى ها يستطيع الشاعر أن يبلغ من الفخامة 
وألدقة والاستغقامة !25 . 


وق اللحق إن شاعرنا « لى ى حلب بيئة لم يلق مثلها من قبل . فيها غذاء لعقله 
وإرهاف سه وتقوية لمشاعره . وفيها قبل كل شىء و يعد كل شبىء مملاحظة متصلة 
ونقد مستمر وحسد وكيد وتنافس ى الظفر برضا الأمير 1 


وإذن فن الحق على المتنبى لنفسه أن يعبى بفنه أشد العناية وأرقها وأن ينتفع 
يكل ما حوله لتصبح هذه العناية خصبة منتجة حقا . وقد فعل المتزيى من غير شاتك 
فتأثر عقله وشعوره وذوقه يهذه البيئة ايكديدة . وظهرت آثار ذاك كله ق شعره 
الذى قاله فى هذا الطور 29 . 


ونحن من بجانبنا نقول إن من دواعى الإجادة فى هذا الطور أيضًا أن المتنى 
ظفر بكثير من آماله وأحلامه ووجد الأمير الع رلى الفارس الكمى العلوى الذى وقف 
على حصون الروم يهددها ويقتحمها المرة تلو المرة واصطحب معه المتنبى ىق كثير 
منها . ولعله كان على نية القضاء على مجد الأعاجم ببغداد والاطاحة بالخلافة الرانحة 
نحت سيطرتهم ليعيد اللخلافة العربية إلى ما كانت عليه من القوة والعظمة قبل أن 
يستبد بها الفرس ويعبث بها اليرك . وكان المتنبى يدرك من أميره هذا الميل ويرى 
فيه هذه ايخرأة والنجدة فأحيه الحب كله . وقاضت نفسه فيه شعرا صادق النخي 
حار العاطفة . 


هذه هى الأسباب الحقيقة لإنجادة المتنبى فى هذا الطور . أما ما يراه يعض 
المؤرخين ”24 من أن غرام المتنبى وحبه الحولة كان السبب الأصيل لرقة شعره ومواتاة 


)1١ (‏ انشظر مع المتترّى ص ١94 © ١٠78‏ . 

20 انظر مع المتذزى ص ١88١‏ : 

(*) انظر مع المتدرى ص ١807‏ . 

( 4: ) انظر المقتطف عدد خاص بالمترى ساير سنة 157 الأستاذ محمود شااكر ص ١755‏ وما يعدها 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ه 5 

طبعه فليس له ق نظرنا من القوة ما يجعلنا نعتدايه . لا لأنا ننكر أثر الغرام ف 
إذكاء النفس وإثارة العاطفةوترقيق الطبع فهذه أمو رنسلم بها. ولكن لأنا نعتقد أن 
المتنبى يعيد عن أن يصغى لصبوة أو تستآئر به صبابة . 

ويجعل الدذكتور طه حسين مجلس سيف الدولة نحاتمة الرق الى لشعر المتننى ‏ 
وإنك لن تستطيع أن تجد فى شعره رقيا أو نموا يتتجاوز به المرحلة الى انتهى إليها 
فى حلب « ونحن بعد أن يترك المتنبى سيف الدولة نستطيع أن نلاحظ فى شعره هذا 
الشعور أو ذاك وهذا الس أو ذاك ولكننا لن نسعطيع أن نلاحظ أن شعره قد 
ارتى أو تما أو تجاوز الطور الذى انتهى إليه ى حلب . وسنلاحظ أن الناحية 
الغنائية تقوى جد فى شعره بعد مفارقة سيف الدولة . لآنه سيفرغ لنفسه على نحوما 
وستلااحظ أرضما أنه قد يقصر عما تعود أن يلمغ من الاماد . وقد يضعف شعره . 
وقد يصبح تكلفاً وتصنعاً . ولكنه لن يتجاوز الرق الذى يلغه فى هذا الطور .)١١‏ 

وحن لن نسيق الحوادث ونتاقش هذه القضية قبل عرض آراء التقاد ق شعره 
صر . وسارى أنهم لا يقرون هذا الرأى ولا يؤيدون هذا الاتجاه . وسارى من 
الدكتور طه حسين نفسه ما يناقض هذا! الاتجاه يعد . 

أما أن شعر المتنبى فى هذه الفترة شعر رجل اكتملت فنيته وملك ناصية القول 
مجعل يتصرف ق ألفاظه ومعانيه شأن الفحول ذوى الشخصية الواضحة القوية فأمر 
نسلى به ونؤيده . وقد بينا من قيل السر ى تحمول المتنبى بالعراق ونهضته بالشام 
وقلنا إن اقتحامه ميادين اللحياة العامة بصورة إيجابية ودخوله سجن كوتكين 
واشتراكه فى السياسة وق الخروب وتحصومته الشعراء وتصديهم له ولفنه بالتقد 
والتجريح . ورق مجلس سيف الدولة فى ميادين العلوم والفنون وبصر الآمير بالشعر 
وتقدم السن بالمتنى . كل هذه عوامل تهى له سيل النضج والنمو . 

فإذا ما أضفت إلى ذاث أن أبرع ما أجاد فيه المتنبى من أغراض الفن هو 
وصف المعارك . أدركت أن أمثال هذه البيئة النشيطة العامرة باللحياة والخحركة كانت 
البربة الصا حة لنمو هذه الفنية المتوثبة . 





: 1١8٠ مع المتدى طه -حسين ص‎ )١1( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


8 


شعوة صر 

أما مصر فقد دخلها الشاعر حزين النفس كسيف البال واسع الرجاء . ويدل 
مطلع القصيدة الى قابل بها كافون على ما يعتمل بنفسه من أحاسيس . 

أوها : - سخطه العميق على الصداقة والأصدقاء وشدة ضجره من قسوة 
أعدائه عليه . 

ثانيها : - صموده لالحوادث الضخام وعدم خخضوعه لعركة القدر وتوطينه 
النفس على أن تجد وتعمل . أنفة من العيش بذله . 

ثالثها  :‏ نزوع قليه إلى سيف الدولة ومجاهدته هذا النزوع .2'١‏ 

ما يدل شعره ,عصر بعد على سخطه الشديد على هذا ايحد العاثر الذى ساقه 
إلى هذا الأسود البطين واحتقار له وهذا الشعب المصرى الذى يرتضيه سيد دون أن 
يكون فيه جل كرجم دورده حتفه (؟2. 

ويمثل شعر المتنبى عصر مراحل حياته فيها ما يفصح لنا عن نزعاته النفسية 
المتباينة فقد كان ريجاء ومدحا ثم صار شكا وشكاية واستحال آخر الآمر بأسآ 
وهجاء (21. 

ولا يعنينا هنا أن نساير هذه المراحل لمعرقة المدى الزمى لكل منها . وعدد ما 
أنتج المتنبى من القصائد ى كل مرحلة منها قدرما يعنينا بيان السمات العامة لشعره 
المصرى بأجمعه . ومعرفة القوام القى الذى خصع له . وإلى أى مدى ساير أو 
خالف نهجه السايق بالشام . 

والمتزبى يزعم أنه أعى طبعه واغتم الراحة منذ فارق آل حمدان . فهل حمًا هبط 
المستوى الفى للشاعر يعصر عن الشام ؟ هذه هى المشكلة الى تصادفنا ىق هذا 
المقام والمؤرخون على أن مصر لم تهبط بالمستوى الفنى للمتنى . وأن المتنى لم يعف 
طبعه و يخم الراحة كا زعم . ولكن هذا الفن استجاب للحياته ابخديدة فيدت فيه 

)١ (‏ اتنظر عصحيقة دار العلوم عدد خاص بالشاعر العدد الأول ص 7ه ٠‏ "4 مقال للدكتور أ- 
أحمد بدوى . 


( + ) أمحاث ومقالات للأستاذ أحمد الشايب عس 4ه . 
0) أحاث ومقالات للأستاذ أحمد الشايب ص هه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


حك 

سمات لم تكن فيه من قبل . 

فلم تعد دواعى القول تعجل المتنبى إلى الارتتجال أو ما يشبهه لآن صلته يكاقور 
ليست “كصلته يسيف الدولة . 

والبيئة المصرية بيئة نشيطة عامرة بالعلم والآدب فى مجلس كافور وق مجلس 
وزيره ألى الفضل بجعفر بن الفرات وق مجالس قواده وى المساءجد والمدارس وق 
البيوت والمنتديات . وهى بيئة تعرف قدير شاعر سيف الدولة ‏ ولن ترضى منه يدون 
ما قاله ى أمير حلب . فلا غرو أن خفت حدة الغلو والمبالغة والتهويل الشديد لآن 
كافور! ليس كسيف الدولة فى رأيه . 

وانتهت اجلجلته الطنانة ىق وصف الخروب لأن الدولة الخديدة بعيدة عن 
دواعى ذلك كله وتوارت إلى حين نزعة تعصبه اعرب والعروبة . فأمير هذه البلاد 
عبد حبشى مثقوب الشفه منتفخ الإطن مشقق القدمين . 

لعل هذه المظاهر وغيرها تتخدع بعض الناس فيرون بشعر المتزبى هنا ضعفا 
وتخلخلا غير معروفين فيه من قبل والحق عكس ذلك كله » « فإن شعر المتنى 
مصر أقل سقّطا من شعره ى حلب . لأن المتتنى فيا يظهر كان يقدر العلماء 
والمثقفين المصريين أكثر مما كان يقدر العلماء والمثقفين الذين كان يلقاهم فى 
قصر التمدانيين('). 

وقد كات الظن أن هذه العيارة بدرت من صاحيها دون أن يوليها شيئا من 
عنايته . لأنا نعلم أنه قرر من قبل أن الشاعر وصلى فى حضرة سيف الدولة إلى 
خاتمة مجده الفبى . ولكنه يجعل شعره هنا ى مصر أقل سقط من شعره هناك 
بحلب . وف ذلك إقرار ضمى بتقدم الشاعر فى فنه ونضوح طيعه . 

أو ليست السلامة من السقط دليلا على اكمال الطبع وو الفتية وسمو الحس 
وإذا لم تكن دالة على ذلك فاذا يكون معناها إذن . 

ولكن الدكتور يقرر ذلك عن يصر ويقين لآنه بعد . يكرر نفس العبى 
فى قوله : « ومهما يكن من ثى ء فشعر المتنبى الذى قاله ى مصر أو الذى ألهمته 


. 55٠١ مع المتى له حسين ص‎ )1١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


0 
إياه مصر مختار كله بر من السخف واللغو أو كاد"١2‏ . 

وقد أنتج الشاعر بعصر قصائد تعد من أروع الشعر العررنى . وليس هذا 
بالأمر العجيب . فلقد كان المتذرى فيها قوى الانقعال صادق الوجدان”"' . 

ونحن نستطيع أن نتلمس أثر مصر فى أدب المتنبى ونتحسس الطوايع الى 
جعلته من أخصب الشعر العربى جميعه . وجعلت عهده يها من أخصب 
عهوده وأحفلها بالتجديد واتمال . 

فأول ظاهرة نلحظها . -«جمال هذا الشعر ورقته بالنسبة لما سمه من قصيد . 

والظاهرة الثانية » هذا الشعر ذو الوجهين الذى عمكن عده مدحا أو هجاء" . وهو 
فى الواقع هجاء مكبوت أو سخرية لاذعة . ولا أظن أن أبا الطيب أضطر إلى هذا 
الفن قبل مصر . 

والظاهرة الثالثة » استقلال فن المجاء . وكان قبل ذلاث ضثيلا لا يقصد لذاته. 
ولكنه الآن مدفوع إليه دفعاً . لينال من كاقور الذى خلع عليه عروك مذدائحه ولح 
يحقق له وعده ول ينله أريته . 

الظاهرة الرابعة » الشكوى الصارحة . ولسست الشكوى جديدة عل المتنى 
فعهدنا به طول عسره شاك باك من الحياة الى «جارت عن القصد وضلت عن الرشد . 
ولكن فق مصراتسعت دائرة شكواه فشملت اللحياة والأحياء . بعد أن كانت مقصورة 
على الحساد والحاقدين . واتخذت طايع اليأس الحزين بعد طايع الشكوى الثائرة . 
المستخفة بالحاسدين المتربصة بالمعادين 29 . 

الظاهرة الحامسة » أن المتنبى لم يستطع أن يحمل قلبه على هجر سيف 
الدولة . ونم يستطع أن يتوجه إليه صراحة بالمديعح بدار عدوه . وبينهذا الحخنين وذلك 
الخوف بدت الرمزية ق شعره ق ثوب الغزل والخنين إلالأعرابيات .وبذا نفس 
عن نفسه وعبر عن حنيته حييبه . 

. 79١ مع المتزبى ص‎ )١( 


( ؟) انظر أححاث ومقالات للأستاذ أحمد الشايب ص 55 بتصرف . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


9 

لقد شغلت مصر المتنى بنفسه عن أى شاغل آآخر . وهيأت هذه النقس 
الانفعال الصادق والحزن العميق . شن خلف لوعد إلى رقابة ونجسس . ومن رصد 
للطريق وحرمان من الرحيل إلى مرض ممض وسقم قاتل . ومن ذذاثك كله إلى مئع من 
لماء الناس وحرمات من الاشيراك قَُ سياأسة الدولة ل حرمات من العطاء ها بشرر 
المتنبى . فلاغرو أن انصرف المتزى إلى نفسه . ينفس همومها ويبث شكواها . ولا 
بدع أن برع فى فن الغناء ووفق فيه لنغمات -جديدة لعله لم يوفق لثلها فى 
شحرة كله 2١0‏ , 

فإن تغيرت دواعى القول قف كل من الإقليمين الشابى والمصرى . فققد كانت 
دواعيه بمصر عميقة الغور فى نفسه . فلا بدع أن أنتج بمصر من القصائد ما يعد من 
أروع الشعرو العر لى -جميعه 200 

ويرى الدكتور طه حسين أن المتزرى مدين لمصر بكثير من حكمته (1) لآنه هم 
يعرف الخياة الحادثة الى تملؤها الحموم الملحة كا عرفها ى مصر . وهذا رأى له من 
الوجاهة ما يدعمه ويرّكيه . وبخاصة إذا عرفنا أن حكر المتنبى مصدرها التجربة 
الذاتية والمعاحة الشخصية . وليست حكماآ عقلية نتيجة دراسة ومحث . 

وفى ختام هذه المشكلة نردد هنا هذا السؤال « أكان شعر المتننى فى دصر ضعيفاً 
يجرى عليه هذا الحكر من إعفاءطيعه وإلقاءالقول على عواهته اغتناه]لاراحةحين فقد 
المنافسين والنقاد ؟ ها قرر ذلات المتنبى من قبل . 

إذا فهمنا من جودة الشعر المبالخة الغالية وكثرة التوليد للمعاتى . هم هذه الموسيبى 
القوية اللجبة . سلمنا بهذا الحكم الذنى يدل على التهويل والذكاء . 

ولكن لاشعر صفات أخرى غير هذه القوة . له صفات الكمال والوضو ح : 
ومنه فذون أنخرى غير هلأ المديح الذى غلب على شعره ق حلب . ومن التق أن 

فكأن مصر لم تهبط بشعر المتنبى . ولكنها عد لت من صفاته ويدلته بصفات 

. 755 أنظر مع المتزيى ص‎ )1١( 

( ؟) انظر أححاث ومقالات ص 5" . 


20 انظر مع المتنى ص ه97 . 
630 انظر أنحاث ومقالات ص ١٠١١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


لان 
القوة صفات امال والوضو- و بشعر المدح ذلك التعبير الصادق عن النفس وانفعالاتها 
وهى صفات وأغراض فق ر,أينا ألصق بالشعر من سواها من صفات وأغراض . 

وبانتهاء هاتين الفيرتين تنتهى من حياة الشاعر عوامل الإثارة المنمية للمن 
الصاقلة للطبع الشاحذة للخاطر . 

لأن العراق نبت بالشاعر . ولم يطب له فيها البقاء كا بينا من قبل . ولآن 
الشاعر لم يطل البقاء بفارس . ورجع منها عجلا حيث فاجأه حتفه فى الطريق . 
والقدماء على أن شعر المتذى بفارس لا يضارع شعره بالشام ومصر من قبل . لاحظ 
ذلك ابن العميد وقال للمتذى «كان يبلغغى شعرك بالشام والمغرب وما سمعتهدونه»١١)‏ 
وعضد الدولة يقول « إن المتنبى كان -جيد شعره بالعرب » 27 ويقر المتتبى رأيهما 
ويعلل ذات بقوله « الشعر على قدر البقاع » 7" . - 

غير أن الدكتور طه حسين يرى أن شعر المتنبى ف عضصد الدولة لاا ينقص منرلة 
عن شعره فى سيف الدولة و على أن المتذى لم يكد يتقدم فى طريقه إلى شيراز حى 
زال عنه الحرج وانحط عنه الثقل وحطم القيد الذى كان يمسلك خياله ويمنعه أن 
يطير . وإذا هو يبلغ من الشعر طبقة خليقة باسمه وخليقة يمكانه وخليقة بما قال من 
شعره الرائع في سيف الدولة » 2*9 , 

ونحن مع القدماء فى أننا لا ندرك بمدحه لعضد الدولة ذلاتث التفس العالى . ولا 
تلمح هذه العاطقة ا خارة ولا تنوع أفانين المدح الى رأيناها ى سيف الدولة »وما 
عهدنا المتنبى يروع ويعجب إلا حين تضطرب الحياة من حوله ويكثر فيها الكيد 
واللغوب . وإلا حين يدقع إلى المصاولة والمطاولة ويجد من ولى الأمر نوعا من العناية 
به والإصغاء إليه « وإلاا حين تنصهر نفسه با يكتنقها من نحس ويؤس و حيط 
بها من الام وأتراح ولا تجد من يدفعاها إلى العرّاء والصير أو حمل عنها بعض مأ 
تعانيه من ٠صائب‏ وأحزان . أما تلك البيثة الحادئة الوادعة . فليست من ميادين 


. 1١47 خرانة الآدب لليغدادى جح ؟ ص‎ )1١( 
. ١55 خزانة الآدب لليغدادى جح ؟ ص‎ 62 
2 ١85 خزانة الآدب للبندادى ب ؟ ص‎ )*( 
. 767 مع المتدى ص‎ )4 ( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1م 

المتذى ولا من قادحات زنده . أضف إلى ذلك أنها أرض الأعاجم الذين ملا الدنيا 
ذما لل وتنقيصا لأقدارهم . من أجل ذلك تركها معجلا دون أن يطيل يها البقاء : 
وأغلب ظننا أن فنية المتزى برغ جمال الطبيعة وهدوء اللحياة من حوله لم تواته مواتاة 
تيرأ من الخطأ وتسلم من اللحن . « واقرأ داليته الى أونها : 

أزائر يا خيال أم عائد ‏ أم عند مولاك أنبى راقد 

وأحص إعراضه فيها عن المالوف ى نصب الاسم المصروف . فسترى أنه تجاوز 
المعقول واتخذ الضرورة أصلا . ولا تقل إنه استجاز هذا متبعا للغة من الاغات أو 
مذهب من مذاهب النحويين . فإن الرجل لم يحفل فى حقيقة الأمر بشىء من هذا 
وإنما أطاع فنه وأرسل نفسه على سجيتها واستذل النحو والاغة للشعر وأعرض عما قد 
يكون من غضب النحويين أو رضاه ؛ 2١١‏ . 

فكيف بعد ذلك يرى أن مدحه لعضد الدولة لا ينقص من بجهة الروعءة عن 
مدحه لسيف الدولة ‏ 

ويرى الدكتور طه حسين أن المتزبى بفارس أجاد وصف الطبيعة . وبلغ فى 
الإتقان ف وصفها درجة لم يبلغها فى أى طور من أطوار حياته . وأن وصفه لشعب 
بوان رائع حقا!') +ونحن نوافق الدكتور فى أن وصفه لشعب يوان رائع قا . ولكنا 
نقول إنها أبيات ساقها بين يدى مديحه لعضد الدولة ولم يتصرف إلى صوف الشعب 
قصدا ولم يكير مطلقا من وصف مظاهر الطبيعة بقارس . ولا تناول الشعب تناولا 
مختلف المظاهر متعدد الأآفانين . ومن ثم فإنا لا نستطيع مطلقا أن نعتد بأبيات 
وردت عرضا فق مجال إثيات أجادة المتنى لفن من الفئون الشعرية وهو فن الوصف 
بأرض فارس . لآن المتنى وصف من قبل يحيرة طبرية ووصف كثيراً من المعارلء 
والمساللك ووصف الأسد أتجامها وا.لجخيوش ى مغارها وصتما أدق مأ يوصف به 
أنه لا يقل عن وصفه لشعب يوان : 

فن نحميل الأمور أكير مما تحتمل زعمنا أن قارس الحمته الوصف وبلغت به 
مبلغا لم يبلغه فى أى طور من أطوار حياته . 
)١(‏ مع المتذى ص 55" . 
(؟) مع المتذى عنس 858 . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ياو 


ا_خلااصة 


وخحلاصة هذا المبحث أن المدرسة التاريخية سارت ق تيارين متكاملين . 

اهم أحدهما يتتبع مراحل حياة الشاعر وما اكتنفها من ظروف وأحداث أثرت 
فى فنه . وحاول أن يفسر مظاهر المتنبى الاذبية على ضوء ما فهى من تاريخ حياته 
أو حاولعكس ذلكء» ففسر تاريخ حياته على خسوء ما أوحاه إليه أديه . وقد رأيتا 
أن أهم المشكلاات الى اعرضت هذه الحياة هى مسألة نسبه والمرأة ق -حداته ومذهيه 
السياسى ومعتقده الديبى . وقد عاب كنا هذه المشكلات مبيتين رأينا فيها مرشدين إلى 
ما رأيناه من تكلف بعض المؤرخين وغلوهم فى التخريح والتأويل . 

وانمبيتا منبا إلى أن المتنيى رجل من أواسط الناس . حاول تنامسى نسبه حيها 
سما يفنه إلى # الس الأمراء والخلفاء وأنه بعيد كل البعد عن أن يكون بمظنة العشق 
والغرام . برغ ما يبدو فى أدبه من لوعة وحنين . وأنه شيعى علوى متعصب اعرب . 
ومن أجل ذلك .خلص الاخلاص كله لأمير حلب وكانت صلاته بغيره من 
الولاة والملوك ضر ورة !3 يحأته إليها الظروف . 

واهم التيار الثانى إلى جاتب ذلك ببيان تطور فنه وتموه مع الزمن »وقد رأبنا 
أن الشاعر بدت عليه مخايل التبوغ الفى صغيراً . وأنه وصل إلى أوج عظمته 
الشعرية وروعته الفنية محلب حيث الييتة الحافلة بالعل والحرب الذاخرة بالولاء 
والكيد . وأن مصر صقلت من هذه النفس وأتخنت جراحها فتنوع شعره فيها وبدت 
فيه سهات الشعر الغنانى الحميل كا أمدته عما دفعه إلى الشعر الموجه والشعر الرمزى . 

وأن الشاعر حمّآ أعى طبعه واغتم الراحة بفارس لا عمصر ما ادعى وأدعى 
الرواة . على أن [عفاءه طبعه واغتنامه الراحة لم يكن مبهاونا منهق إنتاجه حتّى ضعف 
سقط . بل ثقة منه فى توفر طبعه وأنه لم يعد فى حاءجة إلى التعمل والاهتمام 
فلم يسقط شعره عن المدى الذى وصل إليه من قبل . وإن كان لم يتقدم بعد عن 
الغاية الى وصل إليها حلب والفسطاط من قبل . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


الفصل الرايع 
الموازنات الأدبية 

ممهيد : 

تتخذ الموازنات الأدبية مظاهر مختلفة تسهدف كلها غاية واحدة . هى قياس 
الأبعاد الفنية فى التصوص الأدبية . بمعبى معرفة االخصائص الفنية لكل مها . 
والإحاطة با بيئها من مشايه وفروق . ومعرفة القيمة القنية لكل من هذه اللعصائص 
وتلك الفروق . وهل هى دلالة على التطور الفى والارتقاء الأدنى . أم دلالة على 
الارتكاس ف مهاوى التخلف والانحطاط . 

وقد بينا سلف أن الموازنات تستند أصلا على ركيزتين فطريتين : 

(1) النفس الشرية : الى يدفعها الشىء إلى شبيهه ويسوقها إلى نظيره 
لسايق خبربها به وإلفها له . ومن ثم تتخذ النفس من هذه المشابه معارج لآفاق 
دراسية قسيحة الأرجاء واسعة المدى . 

( ب) العقل : الذى يتخذ من التشابه كما يتخذ من التناقض أساساً من 
أسس الإدراك واتساع دائرة المعرفة . فيحاول أن يعرف الروابط المشتركة بين هذه 
المتشايبات وأن يعرف عمقها وقونها ومدى وضوحها وجلابها . 

ولذلك فإنها منهج من مناهج الدراسة فى جميع فروع المعرفة على اخختلااف 
الزمان والمكانء وقد اتنهينا إلى أن القداعى من رجال هذه المدرسة خخيبوا أملتا فيا 
كنا نعقده عليهم من آمال . لأنهم انصرفوا عن المبج السديد إلى عبارات وصفية 
غامضة . وأنهم ما استطاعوا أن يتيرءوا ى جماتهم من الطوى المفسد للحك المسقط 
للرأى المضلل انعد . 

ولكن هل استطاعت الدراسات الحديثة أن تتبرأ من ذلك الموى وأن تسير على 
المبج السديد ؟ هذا ما سنحاول الا ن بيانه . 

وأحب قبل الحوض فى هذا الموضوع أن أفرق بين الموازنات بين الأدياء 
المتعاصرين والأدباء غير المتعاصرين . من حيث الحدف الذى يجب أن ننشده قى 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ه؟ 


كل مها .حبى لا تختلط ينا السبل وتضل بنا النتائج . 

والذى أراه أن مقومات الفنون على اختلاف ألوانها تختلف من جيل إلى جيل 
تبعاً لما يكتنف حياته من تطورات ثقافية وظروف اجماعية وعقائد دينية وأحوال 
سياسية واقتصادية وما يعمه من أمن أو يشيع فيه من فوضى واضطراب » وكل هذه 
العوامل وغيرها تؤثر ى نفسية اللجماعة من جانب . وتوجه الأدب إلى وجهات 
قد تكون محتلفة فى مظاهرها . ولكذها إلى حد كبير نتيجة لهذه الظروف المحيطة يها . 
ولنفسية الأدياء الذين أنشأوها . 

وعلى ذلك فن السهل علينا حيما نوازن بين الأدباء المتعاصرين أن نحاول 
معرفة أعلاهم كعبآ وأسماهم منزلة وأرقاهم فنآ . بعد أن نعرف دواعى الخلف بيهم 
وأسرار انبعاث كل مهم وما صاحيه من ظروف واعتبارات . وتقول . نحاول 
معرفة أعلاهم . دون أن نستطيع اللحزم بذلك . لأن جوانب الحمال الفنى فى الأدب 
أكر من أن محيط يبا أديب من الأدياء وأن يضملها أديه كله . أو جله. حبى يسلم 
من كل مأخذ وينجو من كل عيب . هذا من جانب . ومن جانب آخر فإن 
الأذواق الختلفة الى ستتلق هذا الأدب برغم أمبا تعيش كلها فى ظروف واحدة 
أو متشايبة على الأقل أعصى من أن تحتكي جميعها لذوق فبى واحد أو تشبعها 
مهمات واحدة من سهات الأدب . لتدخل عنصر الذاتية فى التذوق والحكم لنسرجة 
كبيرة . مهما حاولنا أن نكون موضوعيين فى تذوقنا وحكمنا ولكنا برغم دواعى هذا 
التشتيت فى الحكم نستطيع أن نتفق إلى درجة كبيرة على منزلة كثير من الأدباء 
ودرجهم . وذلك بتطبيق مقاييس النقد الأدى على جملة أدبهم الذى أنشأوه 
بعد استيفا هم عوامل اخودة والعو الفبى ومعرفة جملة مأ لم من محاسن ومساوىء 
ثم قياسها بما لغيره منها . وعلى ضوء من ذلك نستطيع تقسيمهم إلى طبقات . ثم 
قرتيب رجال كل طيقة مها فها بيهم وقد نعد جماعة مهم فق درجة واحدة بره 
اختلاف مظاهر الفن فى كل منهم . لاستواتهم جميعا فى عدد الميزات الحمالية وى 
السلامة من الحنات والضرورات . 

أما الادباء غير المتعاصرين شن السبل حقا بل من اللازم قطعآ أن تتسع 
مسافة للف بيهم درجات كبيرة ويخاصة إذا امتدت الفيرة الزمنية بيهم إلى 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


هعهب؟ 
مئات أو لاف السنين . لأن وسائل العيش وظروف العمرانستختلف قطعاً وستختلف 
باختلافها كل مقومات الحياة مادية كانت أو روحية وستجد” بالحياة مشكللات 
نم تكن موجودة من قبل ويقف الناس على معلم ل يكونوا ليدركو ها لولا تقدم الزمن 
ومرور الأيام . وسوف يتأثر الأدب يبذا كله ويتجاوب إيجابآ أو سلباً مع ذلك كله . 
ستختلف المعايير الى يقيس بها الناس كل مظاهر الحضارة علمية كانت أو 
أدبية . ما يجعلنا نجد هوة فسيحة بين الأدباء على مر العصور . لا ى طبيعة 
الأفكار الى يعابخونها . واللغة الى يستعملونها فقط بل وف القوالب الفنية الى 

وعلى ذلك فن الظلم للآدب والأدياء ى نظرنا أن نقيس أديياً يعيش أو كان 
يعيش بين ظهرانينا بأديب عباسى أو أموى أو جاهلى لأى داع من دواعى القياس 
كالشهرة الأدبية أو كثرة اللخصوم . أو الانتساب لبطانة املك وحاشية الإمارة . 
أو لغير ذلك من المشابه الاجماعية قياس يستبدف بيان الفاض لى والمفضول . لأننا 
ستطغى قطعاً على اعتبارات تباعد ما بين المتزعين وتوسع الفرق ما بين الأدبين 
وكل ما يحب أن نقئع به من أمثال هذه الموازنات أن نقى على مدى التطور الذى 
طرا فى #يط إنتاجنا الأدنى . وأن نعلم آثار العوامل اتلفة فى الإنتاج الآدنى 
رقيآ أو انجياراً . فهى موازنة تستيدف الكشف والتفسير لا الحكم والتقويم . 

فإن تتجاوزت هذه الدائرة كانت فى نظرنا عسفاً نأياه وقسراً لا نسيغه لخالفها 
مبدا تكافؤ الفرص من جانب . ولآنها قد تحمل فى باطلها أو تجر فى أعقايها 
فكرة هدم القديم والإعراض عنه . وى ذلك ما فيه من خخطل وخطر . 


المتنيى فى دأى هؤلاء الدارسين : 

تختلف آراء النقاد فى المتنى اختلافا واسعا . فبيها يرقعه واحد منهم إلى أقصى 
درجة يتبوؤها شاعر عرنى إذا بالآخر يبوى به إلى حرجة كبيرة من التأخر و يحمله 
|صر فساد الذوق الأدق والحبوط بالآدب العرلى . وبين هين التيارين المتعارضين 
آزاء ومذاهب لكل مها شيعته وقبيله . ْ 

فالأستاذ أحمد فتحى يراه سيد شعراء العالم على اختلاف الأزمنة والأمكنة 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


كم 


« كان من رأف وأعتقد أنه لا بزال من رأنى أن المتنى هو سيد شعراء الأولين 
والاخرين بغير استثناء »ء شرق أو غرب أو شمال أو -جنوب على وفرة ما قرأت 
وما أزال أقراً حبى يومنا هذا وحبى الغد وما بعده .)١(4‏ 

والأستاذ أحمد فتحى يبذا المحكم يعيد على مسامعنا قول النايغة ومن عاصره 
من أسلافنا القداى من نقاد الأدب إن غلانا أشعر الشعراء أو أشعر العرب دون أن 
يروا ى هذا الحكم محازفة أو مهاترة . 

ولئن قبلنا ذلك منهم واعتبرناه حكماآً تدفعه قوة الانفعال الوقبى «التأثر 
السريع » أو تمليه العصبية ى بعض الأحايرن . فلم نعد اليوم نقبل ذلك الحكم 
العام الذى يفرض ىق شاعر من الشعراء أنه أوق كل مقاليد الحمال ومقومات 
الحسن » وألها جميعها تطوى له بحيث يستحوذ عليها كلها فى إنتاجه ويشتمل عليها 
أدبه فى -«جميع الأغراض والمواقف . 

ومعبى ذلك أننا لا نسلم مطلقآ بقولم إن فلانا أشعر الشعراء أو أشعر العرب 
أو أشعر الحاهليين أو الإسلاميين أو العياسيين . وكل ما نستطيع أن نقره ونوافق 
عليه قضية تساء بالقدرات الفطرية اللخاصة وما ينبجى عليها من مهارات فنقول إن فلانآ 
من المبرزين فى الطبقة الأولى من الشعراء الخاهليين أو الإسلاميين أو العباسيين . 
/ فغير 1 دمر 8 أو ايم طيقته فى المدرح أو الوصف 0 
0 2 نخادع عقولنا 0 أذواقنا ام شاعراآً من الشعراء قوة فوق قوى 
البشر ونجعل شيطانه وحيآ لا يخطىء وشعره تنزيلا لا يأتيه الباطل من بين يديه 
ولا من خخلفه . 

وافتراضنا القصورأ و التقصير فى شاعر من الشعراء فى زاوية من زوايا الفن 
لا يمنع اعترافنا بأنه من أشعر الشعراء أو أنه أشعر رجال طبقته . لأن هذا الحكي 
5 ل يملسم سي من ما بها لي من لكلي بل زيادة محاسته 
على محاسن غيره من الشعراء ٠‏ ونقص مساوئه عن مساوسهم . هذه فى نظرنا 
هى القاعدة الأولى الى نقدر الشعراء على أساسها ونعرف على ضوء منها اقدار 


1 ١558/5/5 حر ئدة السعب العدد 6١م سار بض الست‎ ١0 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


بذه “؟ 


بيعضهم بالنسبة ليعضهم الآخر . 

أما ما عدا ذاك من فلسفة تنبنى على أن الأدب على اختلاف الأزمنة والأمكنة 
وعلى اختلاف المقاصد والأغراض وعلى اختلاف الصيغ والقوالب وعلى اختلاف 
الفنون والأقسام حقيقة واحدة من السبل علينا أن نعرف أقدر الناس على البراعة 
فيها . فلون من الوهى فى رأينا وضرب من الحدس ف نظرنا . لآنه يخالف طبيعة القن 
الذى يأنى أن يبب نفسه كلها لآديب ما من جانب . ويخالف طبيعة الحياة الى 
تتغير جميع مقوماها بين أونة وأخرى من جانب ثان ويخالف الأذواق اليصيرة 
الى تتفاعل مع هذا الإنتاج الفنى من جانب ثالث . 

ومن العجيب أنه يلى فى وجهنا يهذه العبارة الى تجعل المتنبى العلم الفرد والشاعر 
الأوحد بين جميع شعراء العالم على مدى العصور سابقها ولاحقها ثم لا يحاول 
ها تفسيراً ولا تعليلا . ولا يذكر بعد من شعر المتنبى إلا قوله ى معرض الدلالة 
على براعته قى المدح : | 

كأن كل سؤال ق مسامعه قميص يوسف فى أجفان يعقوب 

ومن ثم قإنا لا نسرى . بماذا فاق المتننى الشعراء ؟ أفاقهم ىق جميع مقومات 
الفن ؟ أم فضلهم فى دقة معانيه ؟ أم فى انسجام مبانيه ؟ أم فى لطف أخيلته 
وجمال تصويره ؟ أم فى غير ذلك من عناصر الفن . كحسن تمثيل أدبه لظروف 
الحياة من حوله ؟ وكقوة اتصال أدبه بنفسه . بحيث نستطيع أن نفهم ما يعتمل 
بنفسه ويراود خاطره عند قراءة أدبه ؟ إلى غير ذلك من الأسباب الى يكفل كل 
منها للشاعر أن يحشر فى زمرة الفحول وأن يفوق كثيراً من الشعراء . ونستطيع أن 
تقول إن فلانا أشعر الشعراء قى واحدة مها . 

ولكن الناقد لا يقصد ذلك ولا يفهم من عيارته إلا أنه لا جد غير المتتنى سبدآ 
الحميم شعراء العالح . 

ولعل الناقد رأى يعد فى هذا الحكى إسرافاً وشططاً ٠.‏ وغموضاً وإبهاماً فعاد 
إلى الحديث فيه فى معرض الرد على الدكتور أبى شادى حيها جعل شعر صالح 
جودت قى باكورة شبابه لا يقل عن شعر المتنبى فى شبابه فيقول « وق تلك 
الأيام اختلفنا مع صديقنا الدكتور أبو شادى بشدة لآنه قال إن شعر صالح 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ره"؟ 


جودت ق باكورة شبايه لا يقل عن شعر المتننبى ق شبايه؛ وق تلك الآيام كدنا 
نختصم دون أن نحتكم . ولقد كان لناحق فالمتنبى هو من قال وهولم يبلغ ر بيع هالعشرين : 
قتيل ا قتلت شهيد لبياض الطلى وورد الحدود )١(‏ 

وى تلك الأيام كان من أجمل ما قال صديقنا الشاعر الواقد الماجد ى 
مسبل قصيدة له فى الغزل . 

العيون الزرق و«الشعر الذهبب ايلالى ‏ يا حبيببى طواك 

ومع هذا فقد أراد الممحوم أبو شادى أن يضع شعره ق صدر شبابه ق 
صف شعر المتنبى ى صدر شبابه وهذا ظل له ولسيد شعراء العربية أيضاً . أين 
العرى من اليريا(؟). 

وق هذه العيارة خصص الناقد مراده بعض الشثىء فهو يقصد شعراء العر بية 
دون من عداه, من شعراء العالميين . 

ولا يعئينا هنا أن نعرف القيمة الفنية لشعر صالح جودت فكل ما يعنينا أنه لم 
يصل إلى درجة المتنبى وأن المسافة الفنية بينهما كالمسافة المكانية بين البرى واليريا . 

هكذا يقرر التاقد » وبرغ, أنه خخصص دائرة الشعراء الذين قدم المتنى 
عليهم جميعا وأنهم شعراء العربية دون باق شعراء العالمين فإنا نجد هذا الحكي 
وأمثاله لوناً من الإعجاب والاسهواء لا حكما صادراً عن رأى وبصر . 

ومن أمثال هذه القضايا العامة ما قاله الأستاذ عبد الرحمن عهان قى مقال له 
بعنوان أضواء على المتنى « ليت عميد الشعر لم يجعل لأحد عليه سلطاتاً من أولئك 
الذين يلمع الذهب ف أكفهم يشترون به المفاخر لأنفسهم ويستعبدون بير يقه 
كبار الرجال تمن هي على شاكلة المتنى ('2 فقد جعله عميد الشعر وهى عبارة تؤدى 
نفس المعبى الذى تؤديه عبارة أشعر الشعراء . 

وقد بينا رأينا ىق أمثال هذه القضايا الرحبية الواسعة . 

وإذا كان هذا رأى جماعة من النقاد فى المتنبى فإن مهم من كان على النقيض 
من ذلك تمامآ . ولا يرى المتنبى إلا رائد الطليعة الأولى لشعراء التدهور والانحطاط 

. الطل بالضم الأعناق جمع طلة أو طلاة‎ )١( 

(؟ ) جريدة الشعب العدد غ5١١‏ الأربعاء *١ا/ره/رةوهة١1.‏ 

() جريدة الشعب العدد 68٠١1‏ فى ه١ا/١٠ا/مه؟ة١ا.‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4 ن ٠‏ 
الذين تسلموا أمانة الفن نضرة من يدى أنى تمام فا استطاعوا أن يحافظوا عليها . 
ولكها جفت ف أيديهم وأصابها الضمور و«الذيول ثم الموت والفناء » وليس معبى 
ذلك أن الشعراء هجروا وسائل التصتيع الى رأيناها فى القرن الثالث والى تعتير 
نوعاً من الرومانتيك فى الشعر العرنى » وإثما معناه أن الشعراء لم يعودوا يحسنون 
استخدامها كا كان الشأن عتد أى تمام وابن المعتز » هم يستخدمونها ولكنه 
استخدام معقد تعقيد هذه الحضارة البى عاشوا فيها . وهو تعقيد لاا يضيف بجمالا 
إلى ألوان كهذا الحمال الذى رأيتاه عند ألى تمام . وإنما هو تعقيد يأتى لذاته . 
فلا يضيف طرافة للون . بل قد يزيل منه بعض أصباغه و نحيله لوناً ياهت للا دفء 
فيه ولا حرارة » واقرأ هذا الطباق للمتنبى : 

لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها سرور محب أو إساءة مجرم 

فإنك تحس كأنك لا ترى هذا الطباق الذى أقامه بين السرور والإساءة 
والحب والإجرام لآن الكلمات لا تتقابل . فايست كلمة الإساءة عكس كلمة 
السرور ولا كلمة الإإاجرام عكس كلمة الحب » إتما عكس السرور الحزن 
كنا أن عكس الحب البغض . ولكننا نسبى . فقند تركنا القرن الثالث ودخلنا قى 
القرن الرابع وهو قرن لا يستطيع أن يجارى اللهضة العربية الى رأيناها فى القرن 
الثالث بل هو يمختلف كا تختلف هذه المقابلات عند المتننبى أو هذه 
الطباقات الى بحسن أن نعطها وصفاً جديداً عيزها » نسميبا طباقات غير دقيقة . 
بل نسميها و طياقات باهتة 6 فالكلمات لا تتطابق ونحس الإنسان كأن اللون 
غائب منه لا يراه » فهو لون ياهت ليس كلون الطباق الزاهى الذى رأيئاه عند 
أنى تمام . بل إن الإنسان ييل إليه أنه لون آخر فقد انحسرت عنه بعض أصياغه . 
وغدا لا يتشح ببذه الأصباغ اليرية الى كنا نراها فى القرن الثالث . 

لم يعد القرن الرابعم يحسن استخدام وسائل التصنيع إلا أن يتولاها بشىء من 
التكلف يحيلها عن أصياغها . . . الخ (') ع . 

وكنا نحب أن يناقش الدكتور شوق هذا البيت مناقشة تأخحذف أسسها من 
المفاهم اللغوية للألفاظ من جاتب . ومن الطابع النفسى لأنى الطيب من جاتب 


)١ (‏ الفن ومذاهيه ق الشعر العرضٍ ص 7٠# » 7٠7‏ الطبعة التالثة . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ليان 
آخر . ليرى ما إذا كان المتنى رام الطباق فند عنه » أم انصرف عنه عامداً ليفصح 
عما يتعجاوب مع نفسه وطبيعته ويكشف عن المعى الذى أراده دون أن مخضع لقيد 
الصتعة الذى يفوت عليه الانسياب مع الطبيعة والفطرة ويطمس ما أرادهمن معبى . 

فنحن نعلى أن الحزن كثيراً ما يكون انبعاثاً نفسيآ تلقائيآً لا تعوف له 
أسياب حالة محسوسة تثيره وتستدعيه . ولكنه قد يكون وحى اللاشعور يسوقه إلى 
النفس فتبتئس وتكتئب وتضيق بالحياة وتتبرم بالأحياء . ولكن الإساءة معروفة 
السيب غالبا لآن معناها و أن تقعل بغيرك ما يكره )١(6‏ . فكأنها نتيجة موقف 
إيجانى يقفه المسبىء وليست انبعاثاً تلقائيآيفيض على الشعورمن اللاشعور كا حزن 
فى كثير من الأحوال . 

وا مبغض كثيراً ما ينصرف عن خصمه دون أن يشغل به عينه أو خخاطره . ويرى 
سلواه وراحته فى أن يعرض عنه ويباعد ما بينه وبينه . دون أن يوقع به ما يكره . 
بل دون أن يتمناه له على الأقل . وأحيانآ يروم له اير أو يسعى له فيه - برعم 
البغعض -- لأى داع من الدواعى الطارئة كالمصائب والكوارث أو الأصيلة كالقرابة 
أو السب . 

ولكن اورم لا يقنع بذاك . بل إنه يتعمد الإساءة إلى خصمه ويسعى فى 
جلب الضر له . بأى لون من ألوانه الحسية أو المعنوية . 

ومن ذلك نرى أن أبا الطيب لا يقصد إلا أن يقول . كن إيجابيآً ق إلحاق 
الضرر ( الإساءة) يمن يحرم ىق حققك ويحاول أن يجلب لك الضر ولا تتركه 
لعوامل الطبيعة' تستدعى إحزانه ما لا يدلاثك فيه . فكأنه يحث نفسه وغيره على أن 
ينتقموا لأنفسهم بأنفسهم وألا يدعوا المهرمين للطبيعة تحزئهم يتأنيب الضمير 
وصرحات الشعور . 

وهذا لون من ألوان السلوك نعرفه عند المتنى الثائر الذى عاش كأنه على ترة 
مع الحساة والأحياء مبدد ويوعد ويبرق ويرعد . 

وهذه الاتجاهات البى تسوقنا إليها مدلولات الألفاظ من جانب ونفسية الشاعر 
من جانب آخر . يضيعها علينا وعليه خضوعه لقوانين الصنعة والتكلف . 


١ (‏ ) القاموس النخيط ب ١‏ ص ١8‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


نض 


ولكن الرجل انساب مع نفسه وتركها على طبيعتها مؤثراً رضاها على رضاء 
البديع وتحكي الألفاظ . فكيف نسميه طباقاً باهتآ . مع أنه لم يقصد الطياق 
ولا المقابلة . ولو قصدمما لما عزا عليه ا رأينا فى غير ذلات المقام . فى ذات اليت 
الذى يراه النقاد من أجمل الآبيات العربية طبقاقا وأدقها موازنة وهو : 

أزورهم وسواد الليل يشفع لى و«أنثى وبياض الصبح يغرى لى 

فها زال الناس « يعجبون من جمع البحترى ثلاث مطابقات فى قوله : 

وأمة كان قبح احور يسخطها دهراً فأصبح حسن العدل يرضيها 

حبى -حاء أبو الطيب فزاد عليه . مع عذوبة الالفظ ورشاقة الصنعة . وبيت 
المتننى هو : 

أزورهم سواد الليل يشفع لى0 و«أنثى وبياض الصبح يغرى لى 

والواقع أن كل ما بين بيت البحترى وبيت صاحيه من فارق هو أن البحترى 
لم جحل الشطر الأول كله متوازنا مع الشطر الثانى . فى حين صنع ذاك المتنبى . 
فلم يترك عنصراً فى الشطر الأول إلا جاء له فى الشطر الثانى ا يتوازن ويتوازى معه 
بحسب مكاته من نظام هذه العناصر»ع!!١).‏ 

ولا يقصر المتنى عن ألى تمام فى استخدام تلك الأأصباغ والألوات فقط إلى إنه 
يقصر عنه فى عمق التفكير - فها يرى الدكتور شوق ضيف - لعجزه عن تمثل 
الفلسفة اليونانية تمثيلا يسهلل عليه استخراج جديد منها » وحن لانرتاب ف أن القرن 
الرابع قد أوغل فى الفلسفة بأكثر مما أوغل القرن الثالث ‏ فقد أخذ الشعراء يتصنعون 
سنكي أرسطو 257 . وأمثاله ينقلوها إلى الشعر كنا سترى عند المتننبى . بل نحن 
نجد فى أواخر هذا القرن شاعراً متفلسفآ هو المعرى . وإذن فالفلسفة لم تتحسر 
ظلالها عن الشعر فى هذا القرن . واكن ليس هذا ما ننكره . إتما نتكر أنها تعمقت 
التفكير الفنى "كنا تعمقته عند ألى تمام . وننكر أيضا أن أحدا من الشعراء استغل منها 
جانباً عقده واستخراج منه أصباغ زينة وتجميل كا رأينا عند أنى مام”"'. 

ويعود الدكتور شوق ليؤكد نفس الاتجاه بقوله « أما القيودٍ البى -جاء بها 

. 771١ الأسس الحمالية فى النقد العربى عز الدبن إسماعيل ص‎ )١( 

( ؟١)‏ دشير إلى رسالة الحاتمى وقد بيئا الرأى قها من قبل . 

() الفن ومذاهيه ص ٠١0٠7‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


بح 


المتنبى فلم تكن فنية . بل كانت شيعية أو صوفية أو فاسفية . على أنه لم يستطع 
أن بجرى فى هذا الخانب الثماى على الدرب الذى مهده أبو تمام» 2١7‏ 

فكان التفكير الفلسى فقد أنفاسه على يدى ألى الطيب كا فقد البديع 
ما فيه من -جمال التوشية وحسن التطريز على يديه من قبل « ولقد كانت هذه 
الموجة الحنيثة من التفكير الفلسى الى رأيناها عند ألى هام خليقة بأن تنبعث من 
ورائها موجات فلسفية على ألوان كثيرة فى الشعر العربى . واكن الشعراء ينحازون 
عن العمق ولا يلامسون الفلسفة إلا من الظاهر . إذ نراهم يستخدمون يعض الأمثال 
أو يعض العيارات كنا سترى عند المتنبى . غير أن ذههم بى جامد قى -حدود 
التفكير القديم . وإن الإنسان يتسخيل إليه كأنما كان الفكر العرلى يقتبس من فلسفة 
اليونان ىف شىء من الخحدذر»(") . 

وبذا أصمب الشعر العرنى بنكسة قى جميع مقوماته على يدى أى الطيب 
المتنبى ومن -جاء بعده من الشعراء . ولم يستطع واحد منهم أن يصل به إلى المدى الذى 
وصل إليه على يدى أنى تمام 1 

ونحن لا نرتاب فى أن أبا تمام شاعر فحل من فحول شعراء العربية . ولا نرتاب 
فى أنه تعمق الفلسفة وطرقها تطريقآ يسبل طواعيتهما افن . ولا نرتاب فى أنه 
كلف بالبديع وهام بالصنءة . وأنه كان ييحرص الحرص كله على أن جمع شعره 
بين عمق التفكير وقوه التعبير . 

ولكنا نرتاب فى أنه استطاع أن مخرج بالشعر مع هذا الخرص على ثىء 
من الطلاوة والرونق وكثرة الماء وحسن الديياجة . بحيث تحببه إلى النفوس وتقربه 
من الإفهام وتنأى به عن التعقيد والغموض والإبهام غالبا . 

ا نرتاب فيا قرره الدكتور شوق ضيف من أن الشعر العربى جمد على 
يدى ألنى الطيب االمتنبى وطاشت لخطوطه وتداخلت ألوانه تداخخلا ممله0) ونرى 
أن المتنى حاول أن يعود بالشعر إلى فطرته الأولى الطبيعية السمحة وأن يفكه من 
تلك القيود الصناعية الثقيلة الى قيده يها أبو تمام . يما بدا من تحليلنا للبيت 





)١ (‏ الفن ومذاهه ص ”4 ؟ . 
( ؟) المن ومذاهه ص ٠١94‏ . 
( 7 ) اتطر الس ومداهه ص 57> . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 
السابق من قبل ح) ولكنه لم يستطع أن يحرده من كل معالى الصنعة لها غدت جزءاً من 
كيانه ‏ ولآها استجابة طبيعية للعصر الذى ألف التوشية والتطريز فى كل مرافق 
الحياة ومها الشعر . 

وهذا فى نظرنا هو سر تعثر أنى الطيب . فقد أراد أن مجمع فى شعره بين 
جمال الفطرة الى هى سيمى الآدب الخاهلى والإسلاءمى وبين تحسين الصنعة الى 
هى سيمى الأدب فى العصر العباسى وأخحريات العصر الأموى . ولكنه وجد الطريق 
إلى ذلك صعبة شائكة فل يردها متعسفاً كا فعل أبو تمام . ولكنه سار فيها متعيراً فى 
أول حياته الفنية ثم أقلع عنبا وهجر التكلف والتصتع وأخضع نفسه للمعتى الذى 
يريده فانساب شعره حرا من أصر الصنعة الخحليبة ول مخضع فيه لغير دواعيه النفسية 
ومقتضياته المعنوية . فلم يسلم شعر المتنبى من الصنعة إذن . ولكنها يست الصنعة 
المذرية بالفن المميتة للجمال ها قرر الدكتور شوق من قبل 

وعلى ذاتث فليس أبو الطيب أقل شأناً فى الشعر وأدنى منزلة فى الفن من أنى تمام 
كنا قرر الدكتور شوق ءوليس أول ماسخ للتوشية اللدمالية والحقائق الملسفية الى 
طرقها أبو تمام . ولكنه يمتل -حركة رد الفعل لذلك التيار المسرف الذى أكره 
فيه أبو تمام . وأول من ححاول الرجوع بالفن إلى ما كان عليه قبل قيود أبى تمام 
وأسلافه من رواد هذه المدرسة كسم بن الوليد سنة 7١4‏ 5 وأنى نواس سنة ١48‏ م 
ويشار بن برد سنة ١179‏ ه . «١‏ ورأينا أن أبا الطيب رغ هذه الأبيات وغيرها 
أقل تصنيعاً من ألى تمام . فشعره ليس تلفيقآ أو تعقيد؟ . بل ولا امتدادا لشعر ألى 
تمام . وإنما هو عودة إلى القديم ونقض لمذهب الصنعة الذدى شاء أبو تمام بنيانه . 
وإلى أنى الطيب يرجع الفضل الأول فى وقف تيار هذا المذهب الغريب على الشعر 
العرلى والعقلية العربية'''. 

ولكن الدكتور شوق ينسى ذاك كله ويقف إلى جانب يعض أبيات تعير فيها 
المتنى فى أول -حياته الفنية . واتخذها ركيزة لمذا المحكم الذى لا يستند على النقص 
والاستقراء . ولكنه فما يبدو يتأثر برأى أستاذه الدذكتور طه .حسين إلى -حد كبير 
فى قوله : « وليس اللمتنبى مع هذا من أحب الشعراء إلى وآ ثرهي عندى ولعله بعيد كل 
0١ 0‏ الشعر العرفى بس امود والتطور الدكتور محمد عبد العزيز الكقفراوى عن م8١٠٠‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


2" 
البعد عن أن يبلغ من نفسى منزلة الحب والإيثار . ولقد أنى على حين من الدهر 
لى يكن يخطر لى أنى سأعبى بالمتننى أو أطيل صحبته . أو أديم التفكير فيه . ولو أنى 
أطعت نفسى وجار بت هواى لاستصصحبت شاعرا إسلاميآ قدا عسيراً كالفرزدق 
أو ذى الرمة أو الطرماح . أو شاعر 1 عباسيا من هؤلاء الذين أحبهم وأوثرهم . لآف 
أجد عندهم لذة العقل والقلب أو لذة الآذزن أو اللذتين جميعا كسام وأنى نواس 
وألى تمام وأنى العلام .)١(‏ 

بل إن للدكتور طه حسين ما هو أصرح من ذلك فى تقديم أنى تمام على 
بيع شعراء العربية لا يستثى منهم أحدا « ولست مؤمناً ول أكن مؤمناً ى يوم 
من الأيام بما كان القدماء يسمونه عمود الشعر . وقد قلت غير مرة إنى معجب أشد 
الإعجاب وأقواه يأنى تمام وشعره . وإن كان القدماء من العلماء قد أنكروا هذا 
الشاعر وشعره . والبموا هذا الشاعر بأنه خالف ععمود الشعر حين أكير فى قصائده 
من البديع والاستعارات والصور الى لم يألقها القدماء . بل قلت غير مرة إنى أقدم 
أبا تمام على شعراء العرب . لا أستثنى منهم أحدآ . وأقدمه لأنه أحسن محالفته 
لعمود الشعر ‏ فبلغ من الإإجادة والروعة المبتكرة مالم يبلغه شاعر عربى'' » . 

هذا قى نظرنا هو المصدر الأصيل الذى أيده الذكتور شوق ضيف سار 
بوحى منه وحن لا نتكر مطلقاً على ناقد أن يؤيد رأى ناقد آخر أو يتأثر باتجاهات 
غيره من العلماء . ولكنا نحاول فط أن نعرف مصادر الا راء ومنايع الاتجاهات 
الدائرة ق مجال دراستنا ومحيط عملنا . 

ويرى الأستاذ عباس -حسن أن المتنى و أكبر شاعر عرلى شهد له السابقون 
واعبرف له التاريخ أو كاد بأنه زعم الشعراء فى عصره وقبل عصره . فكأنه 
فرد يمثل طائفة أو طائفة تتمثل فى فرد أو شاعر تنركز فيه مزايا الشعراء -جميعاً 
وحمل راية الزعامة منهم 2206. 

وهو « بركم مساويه أعلى الجميع مكانة وأكارهي شيعة وأقربهم من الصدارة 

)١ (‏ مع المتمى . الذكتور طه حسين ص » 


(؟) الحمهورءة العدد رقم ١851؟‏ الحميس 92 ر(14205/495. 
620 ا متدبى وشنوق ص . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 
منزلة إن لم يظفر بها حقآ فكآن قد . وإن لم يصرحوا بإمارته فقد صرحوا يأنه آخر 
الشعراء » ('؟ . 

إلا أنه برغم هذه الرياسة والإمرة على السالفين لا يكاد يضارع أمير الشعراء 
أحمد شوق فى أية زاوية من زوايا الفن . 

فهو لم يوفق فى اخختيار كلماته المفردة وكلامه المركب27؟ . بيما كلمات شو 
منتقاة وألفاظه مختارة . يضع الكلمة اللاثقة فى الموضع اللائق . 

وإامتنيى مطالع ترضى أدباء البلاغة وتشرح صدورهم وله أخرى تسوءه وتوغر 
نفومهم . وهذا وذلك كثير فى شعره وقد تجد فى المطلع الواحد عدة عيوب 7؟) 
أما شوق فشطالعه منبا الحيد ومنبا الردىء . والأول هو الأوفر والثالى على قلته لم 
لم يبلغ من الوهن والقبح ما بلغه عند المتننى . 

وقد أسحسن المتنبى قى المعانى وأساء فيها أنحيانا أخرى . يل أسرف فى الإساءة 
حبى لتتوهم أنه تعمد الخروج على كل ما استحسنوه فأغضيهم ونصب نفسه هدفاً 


لغمزهم وتجريحهم!" . 
أما معاق شوق فبالرغى من أنبها لم تسلم من النقائص والعيوب إلا أنك لن ترى 
فيها ما تراه مركزاً فى شعر المتنى 2*9 . 


ولا بكاد يفوق المتنى شوق قى شىء إلا فى الدذكمة . فهما معاً ى مقدمة 
شعراء الحكؤة والأمثال إذ لا تكاد تدخلو قصيدة لأسجدههما من حكمة ومثل » بل من 
حكي وأمثال بيد أن المتنى أوفر عدداً فى القصيدة الواحدة وفى القصائد . ولعل 
هذا يفسر ما وصفه به القدماء من أنه حكم . وهى عل وفرتها أقوى صياغة وأقرب 
فى دلالها إلى قلوب الأمم العربية وهواها . 

ويهده المزايا الغلاث : الكيرة وقوة الصياغة وقربها من النفوس تفوق المتنى 
على شوق فى هذا اغيال 2*0 . 

)١ (‏ المتسى وشوق ص )١ ( . 2١‏ المتبى وشوق ص 4 ٠١‏ . 


(0*) المسى وشوق ص ١7١‏ . ()2 تعس المرجع ص ١7١‏ . 
(ه )0( المتنى وشوق ص 85“ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


لضن 


ونحن لا تمنع ولا نكره أن يبز شوق أبا الطيب وأن يفوقه فى بعة بعض أو ق 
جميع مقومات الفن . لأنا لا نستطيع أن نجعل المتنى خاتمة الرق الفنى للآدب 
العربى . ولكنا لا نجد من الإنصاف أن نقر الناقد على بعض ما اتجه إليه . ة 
يفرط المتنبى فى الإساءة إلى المعانى. حى لنتوهي أنه رج عامدا على كل ما استحستوه 
كن المقيقة أنه تر فى أل حياته النية فق 1ن أ اقم مويه أبعي 
بعض معانيهم وإشاراهم ورموزهم إلى ما يعبر عن أرا هم وتحلهم . وآونة ألخرى 
يستخف عقدسات الناس ومعتقداتهم ويعرض 0 وبكل ما تخلق الله من 
ساي القدر عالى المنزلة ولكن هذه النزعة لم يطل أمدها . وانتبت بانهاء طفولة 
الشاعر . وبعد أن مرت فترة المراهقة الى كثيرآ ما تطيش بالرأى وتطوح بالاتزات 
وتضلل التفكير وتدفعه إلى الثورة والعرد لا على الأسحياء والعادات فقط يل على 
المقدسات والعرد على المعتقدات أيضا . 


ولو أن المتنى أسققط ا ميا ا ا 0 
الى شى بها على مدى التياة . ولكن بحسيه أن سل له من الشعر ما استحق 
أن يكون « زعم الشعراء ىق عصره وقبل عصرهءعفكأنه يمثل طائفة أو طائفة تتمثل 
فى فرد أو شاعر تتركز فيه مزايا الشعراء جميعاً ويحمل راية الزعامة عنْهو )١(‏ 

ومن حق شوق أن يفوق أبا الطيب »ع فبالرثم من مع مداه با سا2 
كل مع . مثل اضطراب الحياة السياسية . و: تعقب الساسة لكل مبما ق فيرة من 
حياته . م اتصال كل منبما بماك من اللتكام . وتقلب كل مهما فى الافاق 
راحلا من واد لواد . إلا أن الحياة فى عهد شوق كانت قد تفعحت فى جميع 
مرافقها وتطورت قى جميع جوانبها بصورة لم تتح امتنى ولا لمن جاء بعده بقرون . 
وازدهرت الحركة العلمية وعمرت الحياة الفنية عمرانآ يسمح لشوق أن يحيد ويبدع . 

ثم إن شوق لم يكثر حوله اللجج . وتشتد التصومات بصورة تؤرق اللخاطر 
وتفجج الوجد ها .محدث للمتنى الذى فقد الأمن فى كثير من مواققه . ولو أنه 


)١ (‏ المتنى وشوق ص + . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1 


كان يستخف بالمصائب ويسهين بالكوارث إلا أنها يلا ريب ذات جذور بعيدة 
الغور ى نفسه مما ينعكس أثرها فى أدبه ولو لم يشعر . وتطبع تفكيره بطابع الثورة 
والاسهانة 1 نا وبطايع الحزن العميق والألم الممض آنا آخر . 

وكانت أغلب رحلات شوق سارة أمينة تمكنه من استتجلاء المحاسن وتقصى 
الحمال . بِيما كان المتننبى يرغ على المجرة والحرب والضرب ف الأرض معجلا يترقب 
فلا يدع أن كانت رحلاته عاملا من عوامل الشكوى والأنين . أكثر مما كانت 
دافعا من دوافع الوصف الطادئ وتصوير الطييعة واستجلاء محاسها و إبراز الخوانب 
المشرقة فيها . 

أضف إلى ذلك أن الحياة ىق عهد شوق كانت من السهولة واليسر يحيث 
يستطيع الإنسان أن حيط فيها خبرا بالعالم يأسره ويتتيع "كل معالم النبضات العلمية 
والفنية دون أن يغادر منزله أو بلده ودون أن يغذ السير فى لفحة الحجير على فرس 


أو بعير . 
وكانت ثقافة شوق ومعرفته للغات تسبل عليه التقاط الأفكار مهما كان 
مصدرها 1 


فإبداع شوق ونبوغه ليس غريباً وسبقه للمتنى ‏ إن كان ليس بعيدآ 
ولا مستحيلا . بل الغريب ألا يحدث ذلك ما دامت قد مهيأت أسبايه بنفسه 
وبتاريحه ويالحياة من -حوله . 
إلا أن المتنىلم يكن بالصورة الى صوره يها الأستاذ عباسحسن من الاستخفاف 
بالألفاظ والمعانى والمطالع وإلا لكانت موازنته بينهما . موازنة بين علمين فى التناقض 
والتضارب لا بين علمين ف التفوق والنبوغ . وهو ما لا تسيغه طبيعة الموازنات . 
هذه هى الموازنات الفنية ذات الصبغة الواضحة المحددة الى نظرت إلى 
المتنبى نظرة كافية وحاولت بيان متنزلته بالنسية لأدباء العربية على اختلاف العصور . 
| غير أن هناك موازتات أخرى لا تفصح عن مذهب فى ولا تكشف عن المنزلة 
الأدبية للشاعر ولا عن الدرجة الفنية الى يصح أن يتبوأها . وإن أقصحت عن 
بعض جوانب الحمال ق شعره لأنها موازنات جزئية بين قصيدة وقصيدة أخرى 
متفقة معها فى الغرض»ء ومن أمثال ذلك تللك الموازنة المسهبة الى قام بها المرحوم 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مام 
الأستاذ الدكتور عبد الرزاق -حميدة بين المتنى وحمدونة بنت زياد الأندلسية . 
فى وصف امتنبى لشعب بوان ووصغها لذلك الوادى الظليل (1). 

وهناك موازنة أخرى بين المتنبى والمعرى تام بها المرحوم الدكتور إبراهم ناجى (؟) 
إلا أنها موازنة فى مقومات الشخصية من أثر الوراثة وأثر البيئة والحوادث وأثر 
الثقافة والصيغة النفسية لكل منهما . ولا يتعرض الذكتور ناجى للفن . ومن ثم 
فهى موازنة لا تدخل فى إطار يحثنا ى هذا المقام . 

وهناك موازنة جزئية فنية أخرى قام يها الأستاذ محمود مصطى2'7 بين رثاء 
ألى تمام لولدين صغيرين ورثاء المتنبى لطفل صغير . وقد نقلها نقلا أميناً من 
كتاب المثل السائر 7*) دوت أن يلونها بما يضى عليها طابع العصر ويدل على رأيه 
وذوقه الحاص . كا فعل ذلاك فى وصف كل من اليبحيرى والمتنتى للاسدء ول 
يتعرض الدكتور زكى ميارك ق كتابه ‏ الموازنة بين الشعراء » لثبىء عن المتنى 
اللهم إلا ذكر اسمه فى خمسة مواضع من الكتاب دون أن يوازن بينه وبين غيره 
موازنة كلية آو جزئية على 2*0 خلاف ما كنا نتوقع من مثل هذا المؤلفء وأصصاب 
اوسيط بدورهم يكتفون بلمحة عابرة وإشارة موجزة حن منزلة المتنبى من الثالوث 
الذى يقرن معه داعا ٠‏ وعم أبو عمام والبيحترى والمتننى . ويقرروت ما تداول بين 
النقاد من قبل من براعة البحرىق رقة الافظ وبحسن التخيل واختلاقهم فى كل من 
ألى عمام والمتننى من محيث الحكم والمعانى . ويعقبون على ذاك بقولم « ولعل المتنتى 
ارجحهما 6»2. 

وامثال هذه الموازنات وإن اتسم بعضها بطابح اللحهد المستقل والدراسة الغنية 
لا تدلنا على ما نريد الوصول إليه من قيمة المتننبى بين الشعراء . لآنها إما جزئية 

)١ (‏ ق الأدب المقارن . الدكتور عيد الرزاق حميدة ص ١‏ وما يعدها . 

(؟) انطر عدد اطلال الخاص يأب العلاء المعرى بونية ستة م55١‏ ص لا"ا© 52517 . 

( ) انطر الأدب العرن وتارحه للأآستاذ محمود مصعلى ب ١‏ ص ٠8م‏ - اله . 

( 5 ) انظظر المتل السائر لاين الاثير ص ه#” ع مم 

( ه ) أدظر الموازنة يبن الشعراء الدذكتور ركى مبارك الصفحات ١2١٠‏ >2 19# .لم74 »2 وهم » 


8 . 
( 5 ) انظر الأسيط ق الدب العربفى وتار مخه ص +57 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ىم 


لاا تى الححم العام او صدى لا راء موروثة لاا قدل على تطور قى الفن وتقدم 
ف النقد . 

وتما عرضناه يتبين لنا . أنهم لم يختلفوا ىق أن المتنى أشعر شعراء القرن الرايع 
المهجرى . حبى إن الذكتور شوق ضيف الذى جعله رائد الطليعة لشعراء التصنع 
والانحطاط لا ينكر عليه هذه الميزة . 

وليس معبى كل ما قلناه عن تصنع المتننى أنه شاعر ردىء ينبغى أن 
يطرد من -حظيرة الشعر والشعراء . فربما كان هو أهم شاعر ظهر فى القرن الرابع . 
إذ كان فى شعره ولا يزال حيوية وطلاوة رغم هذا التصنع للإيماءات المذهبية 
والشواذ الموسيقية والشوارد النحوية . فقد كان لديه من المهارة الفنية ما يستطيع 
أن يخى به سمات هذا التصنع . وما ينطوى فيه من تكلف شديد 2 . ولكنهم 
اخحتلفوا فها عدا ذلاتك من منزلته بين شعراء العربية أولا كا اتختلفوا فى طبيعة الدور 
الذى قام به بالنسبة لتطور الشعر العرلى ثانياً . 

فالدكتور طه «حسين ومثله الدكتور شوق ضيف يريان أن أبا تمام أدق منه 
معبى وأحكيم نظما بيها يرى الأستاذ عباس حسن أنه يفوق أبا تمام ويفوق كل 
شعراء العربية ما عدا أمير الشعراء ألحمد شوق . الذى تلى منه الأمانة نضرة زاهية 
فرواها عصارة نفسه وقنه حيى ارتفعت عن المدى الذى تركها عليه شعراء القرن 
الرايع ا مجرى . 

وبيما يراه الدكتور شوق ضيف تلميذا متأخراً من تلاميذ أنى تمام نسخ الأدب 
وأضاع القن وتداخلت على يديه خيوطه وطاشت أصباغه يراه الدتكتور محمد عيد العزيز 
الكفراوى نقطة الانطلا ق الى انبعثت منهاحركةالتحر رمن إصر الصنعة وقيد البديء(؟). 

واليق أنا لا نقر الدذكتور شوق على ما اتجه إليه ونرى الليق رما قررة الناقدان 
الفاضلان عباس .حسن والدكتور الكفراوى من أن المتننبى : 

2١١‏ عثل سحركة رد الفعل لانتشار مذهب الصنعة والإغراق فى الفكر الفلسى 
فهو سحركة بعث حاولت أن تعود بالشعر إلى مذهب الفطرة السمحة والطبيعة السهلة 

1١ (‏ ) القن ومذاهيه فى الشعر العرتي ص 708 . 

( ؟) الشعر العربٍ بين الحمود التطور د كتور عيد العزيز الكفراوى . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


٠‏ بام 
دون تعمد للوثى وتكلف للزينة . ومثل هذا . لابده له من التعير بين البجين حبى 
يسلم له فنه ويستقم مذهبه . 

( ب) أنه من أشعر شعراء العربية . وأنه لم يلق بعده من الشعراء من طغى 
عليه اللهم إلا شوق أمير الشعراء الذى تتلمذ عليه ضمن من تتلمذ عليهم من 
الشعراء ثم وصل إلى مداه إن لى يكن سبقه وأربى عليه . 

وتكشف موازنات الذكتور أحمد أحمد بدوى بين المتنى وغيره من الشعراء ه 
القد'ىى والمحدثين عن الطايع النفسى امتنى . الذى نلمسه ونحسه فى إنتاجه الشعرى 
على اختلاف المناسبات والملابسات . 

وهو طابع الشخص اللتازم القوى المستخف بالتطوب . المتعالى على الأسحداث 

ألا لا أرى الأحداث مدحا ولاذم1ك << لما بطشها جهلا ولا كفها سحلما١١)‏ 

المغالى فى تقدير نفسه حتى لا يعظل سواها . ولا يخضع شيثة غير مشيئة الله 
الذى خخحلقه . 

تغرب لا مستعظما غير نفسه ‏ ولا قابلا إلا تخالقه محكما 

المدل بصحة ححدسه وصدق استنياطه وصواب إدراكه . ومن ثم 
لا تزيده الممارسة العملية والتجربة الواقعية علماً وخبراً . 

عرفت الليالى قبل ما صنعت ينا فلما دهتتى لم تزدنى يها حلما (5) 

وإذا كانت هذه حعقيقة المتننى 31 ترجم عبا أدبه وصورها فئه . وصدقها 
مسلكه فى الحياة ومنبجه ى معاملة الناس . فإن الموازنات الى قام بها الناقد 
تزيد هذه النواحى جلاء ووضوحا . 

وقل اتخذ الناقد مجال دراساته من مواقف من شأمبها أن توحى إلى النفس يالوهن 
واللاستخذاء وتدفعها إلى الضعف والاستكانة أمام سطوة القضاء وسلطة القدر . 
أو أمام سيطرة الحكم واستيداد الحكم وهى مواقف الرثاء والعتاب . ولكنه يقرر أن 
المتنى برخ ذلك يمر بالأحداث مستخفاً بها كرياً على نفسه . قاسياً على خصمه 
الذى لم يقدره قدره ول ينرله منرلته . 

)١ (‏ الديوات ص ١":‏ الأحداث مصائب الدهر . 

( 7) الديوان ص ١7‏ ويكشف البيت عن غلو المتدى ى تقندير نفسه وعدم استعظامه سوى ر وحه . 

( #) الديوان ص ١0‏ . دهتى سه أصابتى . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ايض 


ما لى أكم نحا قد برى جسدى2 وتدعى مسحب سيف الدولة الأمم )١(‏ 

إن كات يجمعنا حب لغرتمه 0 فليت أنا بقدر اللحب نقتسم 

فهو هنا « يشكو عدءالعدالة من الأمير . وأنه لايكاف محبيه عقدار ما يضضمر ونه 
له من اب . ولو أنه كافاهم بمقدارحيهم لكان للمتنبى من ذات النصيب الأو (") 
وإذا كان المتنبى يبدأ عتايه قاسيا فى مواجهة الأمير واتبامه يعدم العدالة وبا ميل فى 
القسم وعدم الإتصاف فى اللحكم . ما ينبى” عن تحيف الأمير وجنوحه . أو عن 
جهله وغفاته وعدم إدراكه .حقائق الأشياء . فإنا نجد البحترى فى اعتذاره لافتح بن 
خاقان لا يلجأ إلى ذلك العتب . ولا إلى تبصير الوزير با ينبغى أن يكون بل 
ولا يعرف لنفسه إلا مكانة المادح من الممدوح ‏ مكانة الشاعر الذى ينعم عليه 
الفتح ويحسن إليه . فإذا أعرض عنه الوزير رنقت الأيام مشرب الشاعر وأظلمست 
الدنيا ق عينيه »("). 

وإذا كان اليحترى قد ارتضى لنفسه هذا الموقف المشعر بتفاوت المتزلة 
بين الشاعر والوزير فإن المتننبى « يضع نفسه ندا لسيف الدولة . له كل ما يمتاز 
به الأمير من الشجاعة وبعد اهمة والسمو والنبل . وله فوق ذلات أدبه الذى نظر إليه 
الأحمى وسمع كلءاته الأص (2. 

ولذلك نراه عدح الأمير بالحيية والشجاعة . ثم يعقب على ذلك عدح نفسه . 
ويمضيى فى تعداد مزاياه الى لا تقل عن مزايا الآمير . فهو شاعر معجز لا كفء 
له ىق بلاط الأمير . أما غيره فزعانف ليست بعرب ولا عجر . 

أنا الذى نظر الأعمى إلى أحى وأسمعت كلماتى من به صحي”” ا 

أنام ملء جقونى عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويحتصم 

بأى لفظ تقول الشعر زعنفة ١‏ تجوز عندك لا عرب ولا عنجم 

إلى حر ما ذكر المتنى فى القصيدة مما يدل به على الأمير ويشعره أنه لا يقل 


)١ (‏ الديوان نس 767 . 

(؟) من النقد والأدب ص 07” . 

(7) من التقد والآدب ص  ”8‏ 

( 4 ) من التقد والآأدب ص 8“” . 

( الديوانت ص "ه؟ ومن القّد والآدب ص 4” . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


فض 
عنه شأنا ولا ينقص قدرا . 

ومثل ذلك المبج الخرىء فق مواجهة الأمير العاق فى العتاب . الصارم ى 
المواجهة لا يصدر إلا عن شخص معتز بنفسه مغرق فى هذا الاعتزاز مقدر لنفسه 
تقديراً يتسيه العواقب البّى قد تترتب على هذه ايلترأة ىق يعض الأحايين . 

وإذا كان الناس قد اعتادوا فى مواقف الاعتذار أن يقروا بالذنب حقيقة أو 
افنراضاً متحايلين يذلك على استلال ضغن المعتذر إليه . وإزالة الشحناء من نفسه 
بإشعاره أن الصفضح من شيمته والغفران من سجيته مهما عظٍ الذنب واشتد الخرم 
وأن ساءحة عفوه أوسع من أن تضيق بجرم مهما اشتد خطره وعظ أمره كما قى 
قول البحترى : 

أقر بما لم أجنه متنصلاا إليك ء على أنى إخالك ألوم١')‏ 
لى الذنب معروفاً وإن كنت جاهلاا ١‏ به ولك العتيىى على" و«أنعما 

فإن أيا الطيب يحالف هذا المبج ويحيد عن هذه الطريق فتراه و يحلال وكير ياءة 
عهاجم أعداعه . ويرسيهم بالجلهل والغفلة ويحذرهم وينذرهم . ويعيذ سيف الدولة 
أن يستحسن منهم من كان ذا ورم . 

يا أعدل الئاس إلا قى معاملى فيك اللحصام وأنت الخصم لحك« 

أعيذها نظرات مك صادقة أن تحسب الشح فيمن شحمه ورم 

م يقسو عليه حين يخاطبه قائلا : 

وما انتفاع أحى الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار والظال 0" 

ثم يعود فيشمخ مدعياً أن من انحال أن يلحقه عيب . أو يلم به نقصان 
مهما يحثوا وفتشوأ : 

كم تطلبون لنا عيبا فيعجرّكم 2 ويكره الله ما تأتون والكرم 

ما أبعد العيب والتقصان من شرق أنا اليريا وذان الشيب والحرم 7©) 

وإذا فلا اعتذار لثنه للا ذنب0©) . 

)١ (‏ من الثنقد والأدب ص +4٠‏ . ( 1 ) الدبوات ص 7٠7‏ ومن 'لأآدب والتقد ص ١‏ . 


(7) الدبوات ص 6 ؟ ومن الآدب والقد ص 4١‏ . ( 4) الديوان ص 764 . 
( ه) من القد والآدب ص 4١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


نفض 

ويعقب التنبى على هذا الموقف تعقيبآً يتلاءم مع مقتضيات النفس الأبية 
الى تأنى أن : تعيش بذلة « فيهدد بالقراق . وينذر صاحبه يأنه هو الذى سيندم 
على هذا الفراق . أما الشاعر فعازم عبلى نوى بعيدة تضعف علنبها الآبل السريعة . 
الخ 250 بم يتهى الناقد من هذا التحليل ومن تلك الموازنة إلى تلك النتيجة . 
الى يتجى إليها فيقول _ « نرى إذآ فى هاتين القصيدتئن نفسيتين عختلفتين . إ-حداهما 
وادعة هادئة تريد أن تعيش فى سكون وراحة . تنعم بالمال فى ظلال الأمن يها 
شبح الإعراض .وتجد غضاضة ف الاسيرحام . بيما النفسية العانية ثائرة متعالية ترى 
نعسها أعظ ممن -حويها ولا تبيع عزمها من أجل البقاء فى ظل عيش رغد وديع (؟ 

ونحن مع الناقد فيا انهى إليه من تحديد معالم شخصية المتنى من خلال 
تلك الموازنة بين شخصيتين دفعهما الحياة إلى ظروف قاسية وتجربة ألية . فناء 
أحدهما يحملهما وفله الوجد من مغيتها . بِيمًا استخف الثانى بها وهزئ من ملابستها 
واتخذها نقطة الانطلاق الى مكنته من التنفيس عن آالامه الحبيسة الى كانت 
تضطرب يصدره وتغلى بها نفسه من الأآمير ومن حاشيتة الآمير . كما اتخدذها 
نقطة الانطلاق للتشهير بأعدائه وتجريح .خصومه . وتنبييهم إلى ما يحب أن يكونوا 
عليه من يقظة ودقة ومعرفة يحقائق الرجال وخصائصهم إن أرادوا أن يتتفعوا حقاً 
بحواسهم الى وهبها الله لهم لتكون وسيلة العييز والاحساس . كا أزال حرد صدره 
بعتاب الأمير الذى استجاب للوشاة وأصغى للقادحين . 

ولا نعتقد أن البحترى كان أميل إلى استبقاء أواصر الود بينه وبين صديقه 

من المتنبى . ولا نظن أن البحترى كان أقوى آصرة وأأجل ارتباطاً بصديقه من 

المتننى لآن المتننى عاش ما عاش بعد هذه التجربة يحن إلى صديقه ويرتم 
بطيب ذكراه مي ب بابي عابت . ولكته برغم ذلك لم يغتفر لصديقه 
امنبان جانيه . والتيل من كرامته يوم استطاعت وشايات اللنصوم ودسائس الأعداء 
أن ترئق صفو هذه العلاقة ة وتعكر مجراها : 

وبذلك نلمح الوحدة التفسية لهذا الشاعر الذى لم يتغير مسلكه فى المواقف 
المتشاءبة . واتحدت استجابته للدثيرات المتتجانسة نسة يرغم اعتللاف أقدار االخصوم 


)١ (‏ من التقد والأدب ص 47 . ( ؟) من التقد والأدب ص 45 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


0 


وقيمهم . شوتفه من الشعراء يحلب 2١١‏ وبغداد 57 وموقفه من اين سخالوية97) 
هو نفس موقفه من سيف الدولة . موقف الشخص المعتز ينفسه المدل يقته المترفع 
عن الاستخذاء . المستخف بالخطوب . المتعالى على الأحداث . 

وإذا كان لنا أن نخالف الناقد فى ثىء فإنا نميل إلى جعل قصيدة البحترى 
من باب الاعتذار لا من ياب العتاب . 

لآن المعتذر عادة يكون متطامنا نحجلا شاعراً بوطأة الذنب وإصر الخطيئة . 
ومن ثم يشعر بالضعف أمام المعتذر إليه . ويحهد فى محاولة استرضائه و إزالة الضمغن 
من صدره . واستلال سخاتم نفسه . وموجدته . ما يتجاوب مع نفسيته من إغراق 
ونمالك . أو عزة وأناة ورفق . بيها المعاتب يشعر يأنه صاحب الحق . وأنه اخى 
عليه . المنتبك حرمته . المفرط فى جانيه من شخص أو جماعة بينه وبيهم من 
الصلات ما يوجب له مهم رعاية ابخانب وصيانة الحق . وهنا يجد فى نفسه اللرأة 
على مواجههم والشجاعة على تجر يحهم . والانحناء باللاتمة عليهم . 

وبذاك يتفق كل من الشاعرين مع المبج الذى يستدعيه موتقفه . ويتجاوب 
مع الغاية الى يربج إليها . 

ومهما يكن من تثتى” فى مكنة المعاتب أن يكون رفيقآ بصاحبه . لينا به. محانيا 
عليه . رقيقاً ى معاملته . ولن يعجز صاحب الماكة الفنية أن يشى “#فسه مما 
تجد دون أن يسف ف التجريح ويغلظ فى القول ويقسو فى العتاب . 

ولكنا نجد الموازنة تنتهى بنا إلى حقيقة لا نستطيع المشاحة فيها . 

وهى أننا أمام شخصية واضحة العالم بارزة السمات: . شخصية لا تنسبى 
نفسبا تحت وطأة الأحداث واشتداد االخطوب . ولو كانت فى معرض محاجة 
الآمير وعتاب من بيده السلطان . وهنا يبدو المتنبى هتميزآً عن غيره من 
المعتذرين أو العاتبين . لأنه اندفع مهاجماً وانطلق مجرحا وبالغ فى الثناء على نفسه 
وبيان مزاياه . ثما يجعلنا نردد قول الثاقد عنه . 

. 850 ص‎ ١ < السيح المدى‎ 01١0 


() الصيح الممى < ١‏ ص 1707 . 
() الصمح الماى ج ١‏ صن 48 » ه> 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


حفقض 


« بيما النفسية الثانية ثائرة متعالية ترى نفسها أعظٍ ممن حولها . ولا تبيع عزتها 
من أجل البقاء فى ظل عيش رغد وديع 2١‏ » . 

ويؤكد الذكتور أحمد أحمد بدوى تلك اللخصائص النفسية الى اننهى إليبا 
فى موازتتة السابقة فى موازنة أخرى قام بها بين المتنى وتنوق ف موقفين يكاد يكون 
ثانييما صورة من الأول . أو نسخة مكررة منه . وهو موقف الموت لعزيز أثير 
إلى القلب حبيب إلى النفس تستليه الأيام ق غرية صاحيه . وبعده عنه وبعد 
نأى قاس وفرقة مريرة . تستمر طويلا . ويعد شوق عارم إلى رؤياه . ولكن ظروف 
الحياة تقف دون تحقيقه . وتحول دون الوصول [ليه . 

وإذا كانت ظروف التجرية الى مر يها كل من الشاعرين واحدة . فإت 
الاختلاف فى الاستجابة لتلك التجربة لا يرحع اذآلحذه الطروف وتلك الملابسات 
ولكنه يرجع إلى الخصائص النفسية والقوة الفنية لكل من الشاعرين . والى تأنى إلا 
أن تطل برأسها وتعبر عن نفسها تعبيراً يكشف سماتنها ويبرز ملامحها ويبين قونها . 
تموت جدة المتنى فى غربته . ونموت أم شوق فى متفاه . وأمام كل منهما من الحوائل 
ما عنعه من رؤية أمه وإلقاء نظرة الوداع عليبا ‏ والمشاركة ف تشييع جتازتها وهنا 
يشكو شوق إلى لله هذه النوب الى مهبتك القلب وتمزقه 

إلى الله أشكو من عوادى النوى سهما 

أصاب سويداء المؤاد وما أصمى 37) 

ولكن المتنى « يستقبل نوب الدهر مستهيناً يبا . لا مدحها ولا يذمها (4) 
ألا لا أرى الأحداث مدمحا ولا ذما ١‏ فا يطشبا جهلا” ولا كفها حلما 

ويتخذ المتننبى من تلك الحادثة مثيراً يندفع بسببه إلى الإعلان عن نفسه . 
والتغنى بماثره . وبذات نراه « ععضى فى الفخر إلى غاية ليس وراءها من مزيد 
وحسيلك أن تسمع قوله : 

تغرسبف لا مستعظماً غير نفسه ول خابللا" إله< مخالقه حكمةا 


)١ (‏ من القد والآأدس ص ”6 (!) سوق ق الأندلس ص 4*7 
() شوق ق الآ داس ص ١ع‏ . ( *) شوق ف الأددلس ص 47 


( ©») دنان المتى ص ١4‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 

ولا سالك إلا سبيل عجاجة ولا واجدً إلا لمكرمة طعمآً 

يقوون لى ما أنت ؟ ى كل بلدة 2 مماتبتنى ؟ ما أبتغى جل أن يسمى 

إذا فل عزض عن مدى خرف بعده )- فأبعد شىء ممكن لم يجد عزما 

وليف لمن قوم كأن نفوسهم 2 بها أنف أن تسكن اللحى والعظما 

فلا عبرت لى ساعة لاا تعزقىي ١‏ ولا صحبتبى مهجة تقبل الظلما”؟) 

مما لا نجد مثله لدى شوق الذى لم يزد فى فخره على أنه شاعر ممتاز نبيل 
الحلق كريم . نفيس العنصر . يسكر الناس بشعره . فيقول خاطبا أمه : 

وكنت إذا هذى السماء تخايلت 22 تواضعت لكن يعد ما فنها نجما 

أتبت به لم ينظ الشعر مثله ١‏ وجتت لأأخلاق الكرام به نظما 

ولو لبضت عنه السماء . وخضت2 بدالأآرض كانالمزنوالتير والكرما”؟) 

واختلاف الشاعرين فى الإغراق فى الفخر . ففى الاتجاهات الى سجلها كل 
مهما قى تغنيه بنفسه توضح نا مدى إغراق المتننى فى تقدير ذاته وإعظام نفسه . 

وهو المي العام الذى عرفناه للشاعر وعرقنا الشاعر به دون شعراء العربية 
على اختلاف العصور . 

ولكن التفات الشاعر إلى ذاته وإعلانه عن نفسه لا يستنفد كل طاقته الفنية 
ولا حول بينه وبين الإعلان عن 7لامه . بحيث تستشف من خلال هذا الفخر . 
وذاك الوعيد عمق الندوب الى أحداثها الكارثة بنفسه . وشدة القروح الى خلفنها ى 
فوّاده . وهنا يتتبع الناقد مدى عمق العاطفة لدى كل من الشاعرين . 

قيرى المتننبى أكثر شعوراً بالحزت . وأشد إحساسا باللوعة وأقوى تعبيراً عنها 
من شوق وق ذذللك يقول : 

« ولكنك لا تعير فى شعر شؤى على هذا الألم الممض . ولا الحزن العميق . 
ولا اللهفة القوية على موت أمه . كا تشعر بذلك وأنت تقرأ رثاء المتنبىندته . 
فلا تجد فى راء شوق هذه الاوعة اللى تحس بها عندما يقول النهى :7 

لك الله من مفجوعة يحبيبها 2 قتيلة شوق غير ملحتققها وصما 

أحن إلى الكأس اللى شربت بها «آهوى لثواها التراب وماضيما 


)١ (‏ ديوان المتتى ص ١5‏ . (0) شوق ف الأندلس ص 4# 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


بام 


بكيت عليها خيفة ى حياها ‏ وذاق كلانا كل صاحيه قدما )١"‏ 

وينبى الناقد من هذه الخولة يهذه النتيجة الى يتضمها قوله : 

ووللق أن قصيدة شوق لا تبلغ ما يلغته قصيدة المتننى من القوة وشدة التأثي رع 
وقد ترك المتنبى فيها الزمام لعاطفته فعير عنها فى قوةٍ جارقة وترك الزمام لا ماله فضى 
يعبر عن هذه الأمال مندفعآ لا يلوى على شىء”2©2» وبذلك نرى أن الناقد أفصح 
عن الخوانيب التفسية والفنية للشاعر من خلال هذه الدراسات » بحيث يستطيع 
القارئٌ أن يعرف الكثير من مقومات هذه الشخصية من ثناياها . وق ذلك ما 
يقطع بوضوح المتننبى فى شعره وضوحا جليا لا لبس فيه ولا غموض بحيث استطاع 
الناقد من خلال قصيدتين من قصائده ى موقفين متغايرين أن يحدد معالم 
هذه الشخصية ويبرز سمانها بما يرّكى ما يحكيه الرواة ويقرره المؤرخون . 


)1١ (‏ الديواكت ص ١#‏ . 
( ؟ ) شوق ق الأندلس ص 44 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


الباسلإثا الث 
المتنى فى رأى الفلاسفة 

نمهيد : 

سيق أن عالحما تحت هذا العنوان آراء النقاد القدائى فى مدى انتفاع المتنى 
بأرسطو . وناقشنا الحائمى صاحب الرسالة المشهورة الى جمع فيبا ما يقرب من 
مائة حكمة من حكم المتننى وأرجعها إلى أسسها المزعومة من كلام أرسطو . 

وقد انهينا هناك إلى أننا على رضم ما قرأنا لأرسطو لم نجد هذه الحكم أصرلا 
فها نقل عنه . فضلا عن كثير من أوجه الف بين المتنى وأرسطو على فرض صمة 
نسبتها إليه . 

خلف من حيث مدلول حكمة كل مهما من جانب . وخلف فى طريقة 
التعبير عنها من جانب آخر . 

وقد انهينا إلى أن كثيراً من تلك الحكم الى قاها المتننى لا تجد أصيفا فى 
حك فيلسوف أثينا . وإنما تجدها فى أقوال حكماء العرب وى منهج الحياة العربية 
نفسها . ول صمم تجارب المتنبى وخبراته ذامها . 

وم نستبعد هناك مطلقاً أن تكون هذه السالة جزءآ من الحملة الى دبرها 
خصيم المتنبى ببغداد . وأن الحائمى حاول أن يطعن التنى فى أعظ ما عرف به 
وأثر عنه وهى الحكمة وضرب المثل . 

ولعله يتسخذ من اتساع دائرة معاروف المتنتى ومن صلته بأنى نصر الفارانى دعام 
للتشكيك فى هذه الحكم . واتهام المتبى بسرقنها من أسطو عن طريق المعلم الثانى 
ألى نصر الغارانى زميله وجليسه ببلاط سيف الدولة . 
< «ولكتنا نريد أن نقرر فى إيحاز منذ البداءة أن دعوى الذين يرون أن أبا الطيب 
قد اقتبس حكمه من أستطاليس دعوى تحتاج إلى مناقشة . فكل ما ساقه هؤلاء 


١ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


8 


من الحكم أفكار شبيبة بعض الشبه بحكم المتنى بعبارات مسجوعة غالياً . ما يدل عل 
أن الصناعة العربية اللفظية قد دخلا . وم يصح عندى مبا إلا القليل قف حدود 
ما قرأته من كتب أرستطاليس١١)غ‏ . 

وقد حاول بعض لمحدثين من النقاد بيان وجه الحق فى تفلسف المتننى 
لا يعنينا هنا تقرير النتائج الى انها إلبها أو الأسس الى ساروا عليبا . فلذلك 
موضعه من قصول هذه الرسالة . وإنما يهمنا هنا أن نقرر فرق جوهر! بين هذه 
المدرسة وبين الخحامى . 

فلم يحاول الحاتئمى أن يعرف وجه الحق فى تفلسف التنبى . وما إذا ‏ كان 
صاحب مذهب ورأى » وإتما حاول أن يثبت سرقة المتننى من أرسطو أو إثبات 
عجود مشابه بينبما على الأقل إن افترضنا فيه حسن النية » بِييًا -حاول الحدثون 
أن يعرقا ما إذا كان للمتنبى ملحب فلم يمل مشاكل الكين ويفسر لنا البيعة 
وقواعد السلوك والأخلاق ‏ أى ١‏ نهم حاولوا بيان ما إذا كان فيلسوفآ صاحب 
أى وفكر - أم شاع لا نصيب له من الفاسقة . 

وقد استتبع ذلك الحلاف فى مارب البحث خلافاً ق ميج البحث بين 
المدرستين فيرما جمع الحائمى من كلام كل من المتننى وأرسطو حكما لا علاقة 
بينها ولا رابطة أكير مما بينها من مشابه إن كانت . إذا با محدثين يدرسون المتنى 
من هذه الزاوية دراسة مهجية متعددة الفروع مرتبطة الخلقات منتبين مها إلى 
ما رأوه من تتائج وستتناول جال هذه المدرسة فى فصلين ممتلفين تتناول فى أوما 
أوذئتك الذين نفوا عنه الفلسفة وأقصوه علها ولم يحدوا قيه إلا شاعراً أوّق شيثاً من 
الحكمة المستقاة من تجاربه أو من وحى عبقريته . بيما نتناول فى ثانيبما من رأوا 
له فى الفلسفة نصياً ورأوه صاحب مذهب متسق واضح العام محدد الرسوم . 


١ (‏ ) فلسقة المتذي من شعره د كتور مهدى علام مر م 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


84 


لقصل الأول 
المتنى كم 


ينعمى رجال هنه الدراسة على بعض العلماء والمؤرخين حشرم المتننى ف 
عداد الفلاسفة . ولا يرون فيه أمارة الفيلسوف صاحب المذهب («الرأى . 

«يخطىء من يظن أن لأنى الطيب فلسفة تشمل العام وتتحل مشاكل الكون 
فتلك بالفيلسوف أشيه . وربما قارب هذه المنزلة أبو العلاء لا أبو الطيب فلين 
كان أبو العلاء فيلسوفاً يتشاعر . فإن أبا الطيب شاعر يتفلسف . إتما لأنى الطيب 
خطرات فى الحياة من هنا ومن هناك لا مجمعها جامعة إلا نفس ألى الطيب 
وانخيط الذى يسبح فيه ويتشرب منه”' )»0 . ْ 

فليس أبو الطيب فيلسوفاً صاحب رأى . ولكنه حكم الهمته تجربته وأمدته 
عبقريته ببعض القضايا الحكيمة . فنشرها فى غضون شعره . وقد حسيها الناس 
فلسفة وما هى من الفلسفة ى شىء . 

«وكثير مما يسمى فلسفة المتنيى هو من هذا الضرب . أى أنه ليس مذاهب 
قائمة على البحث والاستنباط . ولكنه حكر وقضايا تفيض بها تجاربه وترحيبا 
أحيانة ثقافته . فينطق يها فى مناسبة . وأحيانآً فى غير مناسبة . فيكتب لما اللحلود 
أنها اكتسبت ثوباً شعريًا جميلا وصادفت هوىفى أفئدة الناس 57 

وقد سرت هذه القضايا بين الناس وانتشرت فى الحياة ملتيسة بالفلسفة مع 
أنها « ليست إلا شعرآ جميلا رائعا يستمد جماله من روعة الفن ورشاقة التشبيه 
وحسن التعليل وسمو الخيال لا من دقة البحث والنظر فى -حقيقة الأمور . ويعبارة 
أخرى . مثل هذه الأبيات تستوحى جمالها من ظواهر الأشياء لا من حقائقها »)2 

)١ (‏ صحميفة اخلال العدد الخاص بالمتنى ص 9174 . 


629 فلسفة المتنى من شعره ‏ للد كتور مهدى علام صن 5 1 
(*) فلسفة المتنى من شعره . الدكتور مهدى علام ص 4 » ه . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ميق 


ولكهم يلمحون لدى أى الطيب آراء تأنحدت الطايع الفلسى وتتسم يطابع 
العمق الفكرى «الرابط المنطى . ولابد الى من مناقشها على ضوء مناهج الفلسفة 
واتجاهات الفلاسفة ليسم الم ,أيهم ويصح قرم 

أما الدكتور أحمد أءين فإنه يتلفت إلى الخلف ليبحث ى تاريخ المتنى 
وفى ثقافة المتبى عله يحد فيها سند يقوى رأيه ويدعى اتجاهه . 

وقد وجد أن الممنبى لم يختلف إلى فيلسوف وم يثقف ثقافة فلسفية . وإنما ثقف 
ثقافة عربية خالصة . فاتخذ من ذلك دليلا على بعد المتنى عن الفلسفة وعن 
مصادرها . « ودليلنا على ذلك أن أبا الطيب فيا نعلم لم يثقف ثقافة فلسفية إنما ثققف 
ثقافة عربية خالصة . قرأ بعض دواوين الشعراء ولى كثيراً من علماء الآدب واللغة 
كالنجاج وابن السراج والأخفش وابن حريد وكل ههؤلاء لا شأن هم بالفلسفة 
ومناحيها »('2. 

ونحن لا نستطيع أن نسل بهذا الدليل . لأنا لم تعلم عن يقين كل أساتذة 
المتنى الذين اختلف إليهم . 

ولآنا لا نستطيع أن نحكي أن مكتب العلويين بالكوفة الذى اختلف إليه 
التبى صينًا م يكن يظاهر العلوية بأسانيد فلسفية تنطبع فى نفس الى ومن على 
شاكلته من تلاميذ المكتب الصغار . ولا تعوف أيضاً فروع المواد الى كانت 
تلقن فيه لطلابه على اختلاف أعمارهم . ولأنا لا نستطيع مطلقاً أن تمنع تسرب 
الأفكار الفلسفية إلى المتنى صغيراً فى مسالك الكوفة وجرويها . يعد أن انتشرت 
مدارسها وترجمت كتها وامتللات أحيائها محوانيت الرواقيين الذين كان ببردد 
إليهم وستى مما عندهم أى أثنا لا نستطيع أن نحكي يبعده عن الفلسفة ومظانها ‏ لأته 
فها نعل لم يثقف ثقافة فلسفية ‏ لآن عدم علمنا يذلك لا يعبى عدم حصوله على 
الفاسفة مطلقاً » ولأنا نعلم أنه عاصر الفارانى ببلاط سيف الدولة وهو من أكير 
قلاسقة الإسلام العاملين عل نشر الفلسفة اليونانية - وبخاصة فلسفقة أرسطو 
وأقلاطون ‏ فق يلاد الإسلام . 

فنى التلمذة على أيدى الفلاسفة لا يتى الفلسفة فى ذائها ؛ إذ رعا تكون له 


)١ (‏ صيفة الملال » العدد الخاص بالمتتى ص ١١7٠09‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


سس 
أساتذة ل نعلم لهم شيئ . أو أنه من العباقرة القادرين على النظر الدقيق الصائب 
فى الكون لاستنياط الآأسس الى تسيره «القوانين الى يحتكم إليها . دون أن يتلو 
ذلك كتاباً أو يستلهم أستاذآ ء أو أنه على الآقل قد تلقاها عن مؤلفات الفلاسفة 
الى كانت من الانتشار و«الذيوع بحيث لا تستعصى على مثل المتننى وعلى ذلك 
فلا يزال الاعراض وأرداً . 

والاتجاه الصحيح قى أمثال هذه الآمور أن تعالج القضايا معابكة موضوعية 
بمعبى دراسة الأبيات الحكيمة فى ذاتها والأبيات ذات النزعات الفلسفية ومناقشة 
كل مها مناقشة تكشف عن حقيقتها ودعائمها ومدى موافقتها أو مخالفها لأصول 
الفلسفة ومتاهجها . 

وعلى أساس من هذه الدراسة الموضوعية نستطيع الحكى على المتنبى يبعده 
عن الفلسفة أو ما إذا كان منها سبيل . 

مناقشة الاراء : لا تتبع التاريخ ‏ هو الدليل الذى لا يتطرق إليه الشك 
أما تتبع التاريخ ومحاولة معرفة أساتذته فأدلة ظنية على كل حال . على أنها لا تنيض 
مطلقا أن تكون دليلا يعتمد عليه إذا ما عارضتها أبيات من شعر المتنى تحمل حقيقة 
من الحقائق الفلسفية . الى تعبى الفلسفة بكشفها وتم يتفسيرها أمام هذه الحقيقة 
اضطروا إلى شيئين . كل مهما يعين على دقة البحث ويبدى إلى وجه الصواب . 

آما أوهما - فقد حددوا مقصودم بالفلسفة لنكون على يينة مما يريدون يها 
عند إطلاقها . 

وأما ثائييما : فقد عرضوا لأبيات المتنبى نفسبا فدرسوها دراسة تسبّدف كشف 
ما فيبا من حقائق تندرج تحت الإطار اللخاص الذى حددوا به مدلول الفلسفة . 
ومن ثم يتوصلون إلى معرفة ما إذا كان المتننبى شاعراً يتفلسف أو فيلسوفآ يتشاعر . 

وللفلسفة فى محيط استعمالاتنا الييمية إطلاقان « أحدها إطلاقها ععتاها إل 
وهو يشمل الرأى أو الفكرة . فلكل إنسان بهذا المعبى فلسفة فى الحياة لأن لكل 
إنسان رأياً ى الحياة » انيما إطلاقها بمعناها الأخص وهى إذن تتناول البحث ى 
حقائق الأشياء . وتتفرع إلى البحث فى الإهيات والبحث ف الطبيعيات والبحث 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


انذييل 


فى السلوك الإنسانى أو الأخلاق مما يتفرع من هذا مما يسمى بالفلسفة الاجماعية .)١١»‏ 

ومن المعلوم أن الإطلاق العام لا التفات إليه فى مجال البحوث العلمية . لأننا 
لا نحاول أن نستقصى معرفة رأى كل إنسان ى كل جزثية من جزثيات الخياة . 
وإلا لوصلنا من سجراء ذلك إلى مزيج من المتناقضات وخليط من الحرافات والأوهام 
تتأنى كل الإباء على :كل منبج علمى وسبيل فلسى . 

وإنما تحاول أن نعرف حقائق الأشياء من حيث هى لا من وجهة نظر شخص 
معين » وعلى ذلك مم لا ينفون عن المتنبى أنه صاحب رأى فى كل أو يعض 
ما يعن له من شثين الحياة . ولكهم ينفون عنه انصرافه إلى الحقيقة من -حيث هى . 
وهى محال الدراسات الفلسفية على اختلاف مناحها . 

وحن لن نسبق الحوادث فنيادر إلى تأييد أو تفنيد هذا الرأى قبل عرض 
كل جهودم ق هذا المضمار . 

غاية ما هنالك أننا نقول الان . إن شرط المذهب القلسى فى نظرنا أن يطبع 
كل تفكير الفيلسوف وكل معتقداته وجميع مظاهر سلوكه بطابع الوحدة الفكرية . 
بحيث تستطيع أن تدرك الحقيقة الى يمن بها فى جميع أقواله وآراثه وكل معتقداته . 
ما دامت دائرة قى مجال فلسى واحد . محيث تعد جميعها مظاهر محتلفة تقيقة 
فلسفية والحدة . 

فأراوَهِ ف الله مثلا يجب أن يت تتسق مع أرائه ى ف الوسل . والجحجى روح . 
والثواب والعقّاب . والخنة والنار والبععث مثلا . وأراقه فى الاقتصاد مثلا يحب أن :تسق 
مع آرائه فى فلسفة الحكم . ونظرياته ى نظام الأسرة يحب أن تنسح مع اه 
النظام الاجماعى العام . فإن تعارضت هذه الآمور ذات بيه القوية بعضبا 
مع بعض دل ذلك على خلل فى التفكير أو فساد فى المبج . وذلك ما يطعن فى 
صحة القضايا التى حققنها . وق صحة تفكيره كفيلسوف يتخطى المظاهر والأشكال 
إل الأمسس والأصول . 

ومن شرط المذهب الفلسى فى نظرنا أيضاً ألا يكون وليد ظروف تعكس ظلالا 
نفسية خاصة فى تفكير الإنسان وآرائه . بل يكون وحى التفكير الجرد البعيد عن كل 


. 7” فلسفة المتنى من شعره ص‎ 2١0 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


1 
شائية من شوائب التفس وكل عامل من عوامل البيئة وشئون الحياة لنضمن الخيدة 
والدقة فى الوصول إلى الحقيقة . دون الانحراف عبا بطريق لا شعورى مثلا تحت 
تأثير عاطى أو تحت ضغط عقدة من العقد . 

أما الآراء الى نلمح فيها أثر الانفعال «التوتر التفسى . فلسنا نضمن ما إذا 
كانت صدى لتفكيره ومنطقه . أم نفثة من نفئات صدره . وزفرة من زفرات نفسه . 
وهذا الشرط ليس إلا نتيجة منطقية للشرط الأول . لآن الإنسان المندفعم بوحى من 
نفسه لا بوحى من تفكيره سيخضع لاعتبارات مختلقة فى كل وقت من أوقات 
حياته . ومن ثم تكون آراقه فى كل آونة صدى لا عتيارات المقام وتجاوبه معه . 
وما أسرع ما تتناقض أو تختلف آراقه تحت تأثير المؤثرات الختلفة ! ومن ثم 
يعز عليه أن ينتّبى من كل تجربة من تجاربه أو نفحة من نفحات إطامه بنقس 
الحقيقة الى انهى إِلِها من سواها . 

وعلى ذلك لا نستطيع أن نسميها فلسفة . يل أفكاراً مرتجلة وآراء عايرة بعيدة 
اليبعد كله عن دائرة الفلسفة ومجالها . 

وليس معبى ذلك أننا سنستطيع فصل الإنسان فصلا تامًا عن بيثته التى هو 
جزء منها وظاهرة من ظرواهرها . ولكنا نريد أن نقول إن الفيلسوف الحق هو من 
يالك نفسه ورشده ومنطقه عند جميع الاحمالات فلا تستخفه الأتراح ولا تستبويه 
الأفراح . ولكلبها دائما تدفعه إلى استجلاء حقيقنها ومعرفة أسرارها ثم تجميعها ى 
قاعدة صصيحة تنطبق عليها انطياقا تاما وتفسرها تفسيراً دقيقآ منسجمآ مع ناموس 
تفكيره العام ومع ما لها من أسس وشواهد فى واقع الحياة . 

هذان هما الأساسان اللذان نراهما قوام كل مذهب فلسى . 

)١ (‏ الوحدة الفكرية . 

(مفغ البعد عن المؤثرات النفسية . 

وهما ها سنحاول بدورنا أن ننظر إلى المتننى ‏ مع الناظرين ‏ على أساس 
منوما . بعد ذلك نسائلهم هذا السؤال : 

أحقًا ليس للمتنى فلسفة تتناول البحث فى ححقائق الأشياء وأصولما ؟ 

إن ما عرضتموه من شواهد وأمثلة تؤدى إلى هذه النتيجة . بل إن ما عرضتموه مها 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


نظ 


للتدليل على بعض آرائه لا تدل قطعاً عل اتجاه فلسى يدين به المتننبى ويؤمن به . 
قدر دلالها على ارتجال وى أو تأثير اتفعالى . هذا إن لم تكن حكاية لكلام 
آأخرين ها فى قوله : 

تخالف الناس” حبى لا اتنفاق لم الاعلى شجب والحلف فى شجب 

فقيل تخلص نفسى المرء سالمة ‏ وقيل تشرك جسم المرء فى العطب 

ومن تفكّر فى الدنيا ومهجته أقامه الفكر بين العجز والتعب 

فالدكتور مهدى علام يسوق هذه الآبيات اتدليل على أن المتنى شلك ق 
مصير الروح بعد الموت « ولقد بحق ىلنا أن نترقب من أنى الطيب نزعة تشبه هذه الزندقة 
وتسايرها فى رأيه فى الموت . ولكننا لا نجد ذلك إلا فى موضع واحد من شعره تشكلك 
فيه فى بقاء الروح بعد الموت أو هلاكها مع الحسم . فهو يقول إن الناس قد 
اختلفوا على كل شىء إلا على الموت . فقد اتفقوا عليه ثم اختلفوا فى حقيقته . فقال 
قوم إنه هلاك للجسم تخلص به النفس. وقال آخرون إنه هلاك للجم والنفس معا . 
ثم هو لا يستطيع أن يخرج من هذا بتتيجة حاسمة . بل يقيمة الفكر بين العجز 
والتعب(1). 

6 يسوق الآبيات السابقة' دلبلا على ما ذهب إليه من شلك المتنبى وحيرته” 

ونحب أن نقول اناقد الفاضل إنا فى مقام الفلسفة لا نرضى مطلقاً بالرأى الذى 
يحتمل أكير من وجه فى فهمه وتخريجه . لأنا فى مقام بيان الحقيقة وإبرازها . 
والحقيقة لا تتعدد ولا تختلف فى أصلها . 

وما دمنا فى مجال المناقشة الفلسفية فإنا لا نجد بهذه الأبيات ما يدل قطعاً عبلى 
شكه ق' مصير الروح . 

فهو لا يحكى هنا رأى الدين . ولا يقرر عقيدته الخاصة فى هذه المشكلة . 
ولكنه يحكى المذاهب الفلسفية امحتلقة الى تناوات هذه القرقة . 

فذكر أن قوم يرون هلاك اسم خلاصة للروح ‏ وآخرين يرون اموت 
هلاكا مما معاآ . وأن التفكير فى هذا الموضوع عجز وتعب . ثم ما رأيه هو ؟ 
ذلك ما لم تتعرض له الآبيات صراحة . وم تبين لنا ما إذا كان مع الأولين أم مع 

)١ (‏ فلسغة المتنى من شعرهء للدكتور مهدى علام ص ١5‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 
الآخرين . كل ما قاله إن التفكير فى ذلك تعب . ومن الخحائز أن يكون التعب 
نتيجة لحلاف الناس لا نتيجة للمشكلة فى ذاتها . أو بمحاولة فهمهم للمشكلة على 
غير منبج الدين بدليل قوله : ومن تفكر لأن الدين لم يتطلب من الناس التفكير 
فى هذا اخجال . وجعل هذه الأمور من ياب ما ثبت بالسماع وتسمى بالسمعيات . 
فن أين أتى الشك . مع مثل هذا التوجيه ؟ ذلك ما لا نكاد نتبينه . 

إن من البديبيات ف علم الأصول و«التشريع أن حاكى الكفر ليس كافراً . ونحن ى 
مقام الفلسفة لاا نرضى أن ننقص دقة عن أى مقام آآخر . 

فالمتنى حكى أن الئاس شاكون فى هذا » ثم عقب على دواعى هذا الشك يأنها 
طريق وعرة . تودى بالناس إلى العجز والتعب . فكأن المتنبى لا يعالج المشكلة علاجا 
ذاتينًا . فن أين يأ الدليل على الشلك . 

بل نستطيع أن نقول إنه أوصد الباب فى وجه الباحثين . أو هرب من علاج 
المشكلة وما هذه نزعة الفيلسوف . 

وقد اننبى الدذكتور مهدى علام إلى أن آراء المتنى «فى الموت إسلامية بل 
قرآنية يقرر فيها أن الموت مصير كل حى . لم ينج منه قيصرولا كسرى . ولا ذو مال 
ظن أن ماله يغنى عنه شيئاً . ولا بطل مغوار ضاق الفضاء نحيشه .2١١‏ 

ولسنا نجد فى اجعل الموت غاية كل حى دليلا على أن آراءه فى الموت إسلامية . 
لأن النظرية الإسلامية لا تقض عند هذه الغاية المدركة بلحس . امحسوسة بالعيان . 
ولكن وجهة الإسلام تتتجلى ف الاعتراف بالبعث والحشر والحساب والثواب والعتقاب 
وغير ذلك من السمعيات ألى قررها الإسلام . 

وم نجد للمتنى تعرضاً لشىء من ذلك ما نعرف منه رأيه فى الموت وهل لهى 
آراء إسلامية أم له وجهة ة أخرى ورأى آخر . 

وإذا كان الدكتور مهدى علام يقرر هنا أن آراء المتننى فى هذا المقام إسلامية 


فإنه رأى من قبل أن الوازع الديبى عنده ثانوى بالقياس إلى إرضاء سادته طمعا ى 
)25 


)١ (‏ فلسقة المسى من شعره ص ١١‏ . 
00 ملسعة المتمبى من شعره ص ه ١‏ 5 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


امار 

وآأنه يكفر أكير من مرة فى القصيدة الواحدة إرضاء لممدوحيه١١).‏ 

وحلم علييم صفات اليارى تعالى قى سوولة ويسر '). 

دبل هولا يتأتم أن يجعل تبرأه من الإسلام قسمًا يقسم به على أمر مستحيل 
وهو أنه ليس لسيف الدولة نظير فيمن وجد وفيمن يوجد من البشر ‏ 

إن كان مثلّك” كان أو هو كائن” فيرئت حيتئذ من الإسلام””) 

وهذا التناقض بين أمرين متلازمين هما الموت والله ورسله دليل على عدم 
التزام المتنبى للوحدة الفكرية الى هى قوام كل مذهب قلسئى فى نظرنا فنحن إلى 
الآن مع رجال هذه المدرسة فى أن المتنى بعيد ى هذا المضمار عن مناهج الفلسفة 
وأسسبا . ولكته كعادة الشعراء تدفعه أحاسيسه ويسوقه انفعاله لا عقله وتفكيره ‏ 
على أن الدكتور أحمد أمين يجد تفلسف المتنى نتيجة للتناقض بين مسلكه فى اللماة 
وما كان يدعيه من كبر النفس وعلو الحمة . 


لعل موضع الضعف عنده أنه أنفق حياته فى مدح الولاة والأمراء والملوك 
يصوغ الثناء لم وينظم عقود المدح فيهم ويجهد عقله فى اشبراع معانى الكرم والبأس ونسيتها 
إلهم . ويرحل من بلد إلى يلد طلبآ لعطاياهم . ويقف على أبوابهم انتظاراً لمنحهم . 
ويتريص الفرص للقول فيهم . فإذا أقبل العيد هناهم وإذا مرضوا عوذهم وإذا 
انتصروا ىق حرب شاد بفعالم . وإذا البزموا لطف من هزعتهم . وإذا مات 
لم ميت عزاهم . وإذا ولد لم مولود بادر بنبتتهم . وذلك ما لا يتفق كثيراً ونفسه 
الكبيرة وهمته العالية الى يتحدث علها . لو أنه ترفع عن هذا كله وقنع بأن يتنى 
بشعره فى وصف شعوره لواءعم بين نفسه وشعره ولكنه - على ما يظهر - لم يشأ 
عيشة الزهد . وإنما شاء عيشة الرفعة والشهرة بالمللك أو بالولاية فرأى أن يتصل 
بالملوك للاستفادة مهم والاستعانة على تحقيق غرضه بهم وعنحهم . وبإيجاد 
الصلة بيته وبيئهم . ولكنه من حين لاخر يشعر بلذعة فى أعماق نفسه من هذه 
الصفة فيفلسف الهنثة . . . [لخ »7*). 

١ (‏ ) فلسغة المتدى من شعره ص ١7‏ . 


(؟) فلسفة المدى من شعره ص ١١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 

وهذا فى نظرنا أغرب باعث على الفلسفة أو التفلسف بمعتاها العلمى . 

لآن بواعث الفلسفة فى الحقيقة الشعور بفراغ فكرى فى أى مرفق من مرافق 
الحياة وفى أية زاوية من زواياها والرغبة فى استجلاء حقيقتها . ومعرفة كنبها وأسرارها 
وما تخضع له من أسس وما تسير عليه من قوانين . وما تنتبى إليه من نتائج 
ووسيلة ذلك كله العقل الناضج «التنكير الصائب . 

هذه هى بواعث التفكير الفلسى . وتاك هى صيلته أما ما يلأ إليه الدكتور 
أحمد أدين فأشبه بمناهج التحليل التفمى منه بالبحث الفلسنى والنبج الفلسق 
وما أبعد الشقة بين طبيعة كل مهما . وما أوسع مسافة الخاف بين مناهجهما . 
ونحب أن نقرر هنا أن رجال هذه المدرسة كانوا منطقيين مع أنفسهم . فعرضوا 
ازوابا الى لا تفصح عن تفكير فلسنى أو منبج حقلى فى كلام المتنى . ليتهرا 
إلى النتيجة الى فرضوها فى مقدمة أبحاتهم . على خلاف ما يقذى به المج السللم 
الذلى يرك تقرير النتيجة لما ترشد إليه اللقدمات ويسوق إليه البحث . 

ولكن الذكتور أحمد أمين يفتح بحثه بقوله «يمخطى من يظن أن لأنى الطيب 
فلسفة تشمل العالم وتحل مشاكل الكون . [لخ:27. 

والدكتور مهدى علام بسوره يساير هذا الاتجاه فى مقدمة مإلحثه يقول : 

« وكثير مما يسمى فلسفة المتنبى هو من هذا الضرب . أى أنه ليس مذاهب 
قائمة على البحث والاستتباط ولكنه حك وقضايا تفيضى بها تجاريه 90). 

ولو أنهم خرجوا عن نطاق هذه الزوايا لوجدوا فى أدب المتننى اتجاهات تحمل 
الطابع الفلسبى الصمم . إن لم يدوا مذحيا فلسفيمًا متكاملا . 

لأنا لا نجد الفيلسوف ملزمآ حها يحل كل مشاكل العام . وتتبعم كل قضايا 
الكون كا يفهم من قول الدكتور أحمد أمين . وإكن نقنع منه بجزثية صايرة من 
جزثيات هذا العالم الذى لا يحده عقل ولا يحصره فكر . فيتيفر على هذه الدرئية 
بما يفصح عن رغبة صادقة فى العلاج وتدرة مونقة فى الببحث والتدليل والاستشباط 
وبن ثم تتشعب نواحى الفلسفة وتتشعب اتجاهات الفلاسفة . فنجد الف.لسوف 
)١(‏ عدد الخلال . الخاص بالمتنى ص 1١2784‏ 
( ؟) قلسقة المنزى من شعره ص . 


مام». أعع/ناح ]1ص . ناننانانا 


1 


الإلى . «الفيلسوف الطبيعى . «الفيلسوف الأخلاق . والفيلسوف الاجماعى 
والفيلسوف السياسى والفيلسوف الاقتصادى إلى غير ذذلاك من فروع الفلسقة 
ومناءحيها . 

ومن ثم فإنا تستطيع أن نقول إن هذين الناقدين . وإن كانا منطقرين مع 
أنفسهما كا قررنا من قبل لم يكونا منطقيين مع طبرعة البحث الى تحم على الالحث 
أن يتوفر على جميع الفروع ويستقرئخ كل الحزيات . قبل تقرير أول نتائجه . 
فقد يتى عنه الفلسفة حيمًا لا يده بحث فى الإلحيات با يكون فراسونا عيقآ ىق 
الأخلاق مثلا . 

على أن الذكتور أحمد أمين لظ لدى المتنبى خطوط مذهب فلسق خاص ‏ 
وهو ( فلسمة الشوة .)١(»‏ 

إلا أنه جعلها أثراً من آثار نفسه ونتيجة لظروف اللخياة من حرله . لا نتبيجة 
اقتتاعه بهذا لمنطق وصديقه لهذا الى عن ثقة فكرية ويقين حقلى . وين ثم 
فإنه استعمل هذه التتيجة فى تفسير أدبه أكير من تفسير سلوكه ومواقفه وآرائه 
وعلى ذلك فلم يعد المصطلح الفلسنى فى نظره أن يكون انفعالا نفسينًا وتنا لاثيات 
له ولا دوام . كا قرر ذلك بالفعل . 

«أوضح ما تنتجه هذه الخال فى نفس كنفس التنبى . فلسفة القوة . وكذاك 
كان والمتننى قوى ق التعبير عن نفسه . قوىى الحملة على الناس وعلى الزمان 
تتجلى القوة فى كل أقواله وى جميم حلاته . وهذه القوة أكثر ما تكون فى 
سنية الأول . أيام كان يتنقل فى البلاد ويدبر خطته ليحقق أمله2"). 

وعذا ما يناقض الأصل الثانى من أصلى المذاهب القلسفية اللذين قررناهما 
من قيل . 


(و؟ عدد الال الخاص بالمتى ص 11717 . 
(؟) عدد اطلال الخاص بالشاعر ص ١١7١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 


وحخلاصة هذا الفصل : 


أن رجال هذه المدرسة لم يجدوا فى المتنبى المفكر العقلى الذنى اسكن لتنفسه 
منهجا فكرينًا يحل بوحى منه مشاكل الحياة وشئون الكون . . 

وقصروه على جاتب الحكمة الى لا تحتاج إلى تبحر فى العلوم وتسع ى 
المحاوف ما دامت التفس صافية . قادرة على الوحى والإلحام . والحياة من حولها 
ثرية بالأحداث الداعية للتجارب والخبرات . 

وّد رأينا أنهم كانوا منطقيين مع أنفسهم ولم يكونوا منطقرين مع طبيعة المحث 
الى تأنى المصادرة على المطلوب أولا . وابى تأنى أن يقصر الإنسان نظره على ما يحقق 
فكرته مهملا بذور الاتجاهات الأنخرى المعارضة له ثانآ . 

ولوأنبهم فعلوا لرأوا غير ما قرروا كا سدين ذلث فما يلى . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


كان 


الفصل الثانى 
المتنى الفيلسوف 

بينا فى الفصل السابق أنا لا نستطيع الحزم ببعد المتنبى عن مظان الفلسفة 
و صادرها وانبينا إلى أن عكس ذلك قد يكون صصيحا . وقد يكون أقرب إلى الواقع 
والمعقول لأن المتنبى ولد بالكوفة فى عصر تتصارع فيه المبادئ والنحل من سنيين 
ومعتزلة وشيعة وقرامطة ومتفلسفة . وكانت الكوفة فى هذه الأونة من أمصار العراق 
ذات المكانة والحطر . بل [نها كانت حاضرة الدوئة الإسلامية فى فترة من تاريخها . 
وكانت وما زالت مركزاً مهما من مراكز الشيعة . وددفا مستمرا لغارات القرامطة . 
أضف إلى ذلك كله ما كان من ترجمة المؤلفات الفلسفية الاغريقية منذ عهد 
أنى جعفر المنصور على يدى أنى يحى البطريق وحنين بن [م«ق وثيرهم . 

هذا ما كان الخال عليه والمتنى صى يدرج فى مسالك الكوفة . يذهب 
مصبحاً إلى كتاب العلويين بها . ويغدو ممسياً إلى حوانيت الوراقين الى كانت 
متتدى العلماء والأدياء والفقهاء والفلاسفة . 

فلما أسن المتنبى وبلغ مبلغ الرجال واتصل يسيف الدولة الحمدانى لى المعلم 
الثانى أبا نصر الفارلى ذلك الفياسوف النى نشر مذاهبي فلاسفة أثينا . وفلسف 
الفكر الإسلاى فلسغة توانق الاتجاه الإغريبى ثم واق بين المدارس الإغريقية 
انختلفة ى كتايه الجمع بين رألى الحكيءين أفلاطرن الإلمى وأستطالسس . 
وليس يعنينا هنا أن نعروف كنه هذه الفلسفات . ولا مدى قدرته على التوفرق بينها 
قدر ما يعنينا أن نعرف طبيعة الحو الذنى عاش فيه المتنبى . وأنه جو يسمح له 
بالدراسة الفلسغية كما يسمح له بإعمال العقل وشغل التفكير للنظر فى هذه المذاهب 
المتصارعة من حوله . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


خض 

كا قد توحى إليه ظروف الحياة المضطربة وأحوالها امختافة بالنظر فى الآأسس 
الى تسيرها والموانين الى تنتظمها . 

«وإذن فالآدلة متضافرة على أن المتنى لم يكن غريرآ عن الثقافة الفلسفية 
وأنه لم يقتصر على الأدب واللغة . فهو لا شك قد خالط الكثيرين من المشتغلين 
بالفلسفة . ولربما كان الفارانى من نهم . وهو قد أكير من القراءة . كا أنه 
قد تأثر بأنى العتاهيرة سرف يش ف أن العلاء . ومعبى هذا أنه يدخل ىق سلسلة 
التفكير الفلسى فى الشعر العربى . ومن ثم فهو وإن كان كنا قال الأستاذ أحمد 
أمين شاعر بتفلسف . ببما المعرى بيدا متشاعر » إلا أنه حّ ذلاك / يكن 
غريباً عن الفلسفة وقد وجدنا فى شعره الفلسى . حبى ما كان منه عملا ووليدالتجارب 
آثاراً للصاغة الفلسفية . وفى فلسفته النظرية لمسنا تفكيراً فلسفالا شك فيه . 
وكذلك الأمر عند ما نحاول دراسة معجمه . وكل هذا يتعبى بنا إلى نتجة هى أن 
الأستاذ أحمد أبين قد ظام الرجل عند ما نى عنه الصبغة الفلسفية والثقافة الفلسفية7) » 

فإبعاد المتنبى عن مجال الفلسفة والفلاسفة رأى لا يقره واقع ولا يظاهره تا بخ 
ولا تسانده أدله . بل إن التاريخ والأدلة فى عكس هذا الاتجاه وقد ظاهر هذا 
الاتجاه من نقادنا المحدثين الأستاذ عباس العقاد فدرس المتتى الفي وف 15 درس 
الننبى الفنان . وانتهى من كل مهما إلى أنه رجل عظم له مياد فلسغية قوية 
يساندها سلوكه ومبجه فى الخراة . 
آراء العقاد : 

برى الأسجاذ العقاد أن الشاعر العظام هو من « تتجلى ق شعره صورة كاملة 
للطبيعة يحمالحا وجلاها وعلانيها وأسرارها . أو أن ستخلص من مجدوعة كلامه فلسفة 
للحياة ومذهينًا فى حقائقها وفروذسها أينًا كان هذا المذهب وأينًا كانت الغاية الملحوظة 
وه (؟) 

فالعقاد لم يقم بين الفلسفة والقفن ذلك الحاجز الحصين الذنى يروق لبعض 
الناس أن يقيموه . ودرى الفن يتسع للتعيبير عن المذاهب الفلسفية أي كانت 


١ (‏ ) التقد المبجى عند العرس ص 110 - ١74‏ . 
)١(‏ مطالعات عياس العقاد ص ١89‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


قاض 
وأيا كانت الغاية مها . وإن الصيغة الفنية لا تحول دون الدقة الفلسفية لدى الشاعر 


الا 
كا يرى أن المتتنى من أولتك الشعراء العظماء الذين خاضوا فى المشاكل الفلسفية 
ويرى الأستاذ العقاد 9 المتننى انصرف عن الكلام فى مصدر الحياة وتوفر على 
الكلام فى سنها وصروفها . أى أنه انصرف عن الخانب الميتافيزيق وخاض فى 
فلسفة الأخلاق والاجماع . وبمعنى آخر ترك الناحية النظرية وتوفر على النواجى 
العملية يفلسفها ويبحما . 
«وبشغى قبل الشروح فى ببان ذلك أن نتبه إنى الفرق بين الكلام ىق مصدر 
الحياة والكلام ى ستبها وصروفها . فأما الكلام فى مصدر الحياة فقد كان المتنى 
حكما فى اجتنابه وإغلاق بابه . فأراح نفسه من الخلط والتبط . والقيل والقال 
وطاوع مزاجه العملى فنأى به عن الحوض فى هذه المتاهات البتّى لا تفذى إلى 
طائل . ولا يحصل العقل من وراتها على حاصل . عالج فتح هذا الرتاج فى صياه 
على جدة فى النفس ففراغ من الوقت وتعطش إلى الإلمام بكل ثبىء . واستكتاه 
كل سرء كما يظهر فى قصيدنته الميمية('2 الى نظمها ف المكتب . فأتعبه فتحه . 
تم ما عتم أن مل هذا البحث الذى لا تسكن إليه نفسه ولا يستمرئه طبعه . 
فأقلع عنه ونفض بده منه »(5). 
ولكنا لا نوافق الأستاذ العقاد على اتصراف التنبى كلية عن مجانب الميتافرزيقا 
بل كثيراً ما نراه يعرج إلى بعض مذاهبها ونحلها . 
ما فى قوله - 
فهذه الآر وأح من وه وهذه الأسجحساد من تريه 
فهذا إقرار منه بأن الإنسان مركب من جوهرين مختلذين فى الطبيعة أحدههما 
مادى تقع عليه الحواس وهو الحسم المكون من تراب الأرض وثانهما أثيرى لا تلمحه 
عين ولا تلمسه يد وهو الروح . 
)1١ (‏ مراده قصيدته الى مطلعها : 


|' اك أراف وبلك لويبك ألوبا ‏ هم أام على قزاد أنسجما 
5 ث ص 55[ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4م 

وبالرغ من أن هذه قضية قررتها الآديان فإنها كانت ولا تزال موضع نقاش ومحاورة 
بين الفلاسفة منذ أفلاطون وأرسطو ومن جاء بعده, من الفلاسفة القداتى والحدثين . 

فكأن الآديان لم توصد الباب فى وجوه الباحثين . ولم يقف كثير مهم عند ما 
قررته من آراء ولكلها نبذت فى زحمة الحدل وانصرف كل يقرر ما يراه من أن الروح 
جوهر مفارق للبدن ها تقرر الآديان وا هو المعروف عن أفلاطون أو أنها صورة 
للبدن تفى بفنائه ولا قوام لها من غيره كما يفهم من كلام أرسطو . 

وجاء المتنى فى فيرة من فعرات اللياة فتعرض ذه القضية وقرر رأبه فيا 
بما لا" يحرج عن رأى الأآديان وكثير من الفلاسفة الروحانين . )١١‏ 

على أن الدكتور مهدى علام لاحظ ‏ ممحقاً أن آراء المتننى ف الموت آراء « إسلامية 
بل قرآانية يقرر فيها أن الموت مصير كل حى . لم ينج منه قيصر ولا كسرى 
ولا ذومال ظن أن ما له يغبى عنه شيئاً . ولا بطل مغوار ضاق الفضاء نحيشه ». (؟) 

فالمتنبى لم ينصرف كلية عن اللخحانب الميتافزيى من التفكير الفلسبى . ولكنه 
انصرف عن بعض مباحثه وطرق يعضها الاآخر بروح إسلامية . فلم تير الباحثين 
لعددم غرابتها من جانب . ولأنها لم تتخذ شكل المذهب المتكامل من -جانب آخر . 

أما الجانب الاجماعى من جوانب الفلسفة فهو أم ما شغل به المتننى نفسه 
وتحرج منه بمذهب واضح المعالم محدود الرسوم . 

ويلخص ننا الأستاذ العقاد مذهب المتنبى فى هذا اكانب بقوله : 

«إن الحياة حرب ضروس » علاقة الإنسان فيها بالإنسان علاقة المقاتل 
بالمقاتل ‏ فهو يركب سناناً من صنعه ق كل قناة ينبنها الزمان . مما المودة فيبا 
إلاحيلة من حيل الخرب أو هدنة فى حومة القتال فاحذر الناس واستر الحذر . . الخ»7”) 

وهو يينى هذا الأأصل الفلسى على أساس طبائع الناس إذ «الأصل ى 
طباع الناس العدوان والغضب . ثم جاء الحق والإنصاف خوفاً من عداون العادين 
وغضب الخاضبين . «الناس يعتدون حى عنعوا فيعرفوا يعد اأتع ما يجوز لم وما 

00 عابخما هذه المشكلة بالتفصل ى المبحت الذى ناقشنا فه الخحائمى يالياب التالث من ألطزء 
الأول من هذ الكتاب . 


( ؟) فلسغة المتزى من شعره ص ١١‏ مهدى علام . 
(*) مطالعات ص ١49‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ناض 

لا بجوز . وتأق من ذلك الحدود والحرمات والحقوق . ولكهم لا عتنعون بغير مانع . 
ولا يعفين إخير علة هذا هو أصل الأخلاق عند المتنى وهذه هى سنة اللياة 
فى نظره ,)0١6‏ 

ومثل هذه الفلسفة تحدد الطريق الى يحب أن تسلاك وهى طريق الخرب . 
«وحرب . ولكن فم ينبغى أن تخاض . أفى اللذة والسرور ؟ أى العلم والمعرفة ؟ 
أدفاعاً عن التفس وذودا عن امال ؟ . كلا لا تخاض فى شىء من ذلك . ولكن 
فى طلب العز والقهر والسيادة أو عملا ( بإرادة القوة) إن شئنا أن نجعل هذا المذهب 
القديم صيغة من صيغ البحث الحديث (والدنيا لمن غلب) وهذه شريعة الحياة»57). 

وعلى ضوء من هذه الفلسفة الى رآها العقاد القوام الفلسى لاتجاهات المتننى 
الاجماعية أخذ يحلل كل مآزب اللحياة وشثونها . 

فالمال مرغوب فيه لأنه آلة انجد والوسيلة إليه لا للذة والاستمتاع . 

والعلم واسطة إلى العز والقهر والغلب . لا للترف العقلى أو الكمال الثقاى 
أو غير ذلك » ولا يكاد العقاد ينتَى من تقرير تلك المقيقة حبى يفاجأ يخروج 
المتنبى عها فى كثير من مواقفه : 

)!١ |‏ فقد هاجمه غلمان أبى العشائر ورماه أحدهم بسهم وناداه « شخحذه وآأنا 
غلام أن العشائرع فغفرها له أبو ا'طرب وقال فى ذلاك : 

فإن يكن الفعل النى ساء واحدٌ فأفعاله اللاقى مسرران” ألرف 7" 

(ب) ويقذفه سيف الدولة بالدواة ى وجهه ”2*7 فلا ينقطع عن إنشاده 
ويستمر فيه قائلا : 

إن كان سركم ما قال حاسدنا فا ترح إذا أرضاكم أ 

(ج ) ويضربه ابن خخالويه بالمفتاح الحديلى 227 فق جبهته ضربة تسيل دمه 
على وجهه ومع ذلك ينصرف عنه معرضاً عن الاتقام منه . 





. ١48 مطالعات ص‎ 1١ 

220 مطالعات ص ١:8‏ . 

(©) انطر شرح العكيرى بج ١‏ ص 4٠١‏ . 
( 5 ) أنظر الصيح المذى ج ١‏ ص 7١‏ 

( ©) انظر الصيح المذزى ج ١‏ ص 54 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4 
(د ) ويلتف حوله شعراء المهلى بيخداد ويسمعونه ما يسوءه وينوءه فيعرض 


عنهم غير عاى بهم ولا مكترث بشأنهم 2١‏ . 

تصادف الأستاذ العقاد امثال هذه المواقف . وهى ما تنال من صعة القاعدة الى 
قررها فيلجاً إلى المضمون اللغوى لألفاظ الوفاء والأمانة والحفظ لعهد . قيرى فها 
معبى القوة «وهذا الشاعر المفتون بالقوة كثيراً ما يتخبى بالوفاء والأمانة ولحفاظ . 
ويمدح هذه الحصال فى بجميع من يمدحهم » ولا نستغرب ذلك . فالحقيقة أن 
الأمانة ويدخخل فيها الوفاء وحفظ العهد من أجمل صفات القوة ‏ ولفظها فى العربية 
يشير إلى ذلك فإن الآمين هو القرى . واللحصن الأمين هو المكان الذى يأمن الإنسان 
فى حماه لنعته وقوته . ولفظها فى اللغات الإفرنجية مشةق من الشرف العلو . 
فهى من قديم الزمن صفة رفيعة كريمه (') . 

وبذلك اعتقد العقاد أن اتفاق مدلول هنه الألفاظ مع مدلول القرة فى 
المصمون اللغوى يطبع مظاهرها السلوكية يطايع الوحدة . أو يغطى أمارات التنافر 
بينها على الأقل 

ولكنا نرى للخهة منفكة بين المدلول اللفظى وبين المظاهر السلوكية . ونحن 
نريد اتفاقا فى هذه المظاهر متبثقاً عن عقيدة واحدة موحقيقة واحدة . يتا ل 
ذلك اتفاق أو اختلاف الدلولات الاخوية المايرة عنبا . 

فلسنا فى مجال التحاللى الاغوية . إلى فى مجال الخقائق الفلسفية . 

قي عت لنت 11 فر اناد ايا ليه إل عن © لاتير ينين بي عيداً القوة 
والقهر والغاب . بل إنا تظاهره فى دذا الاتداد ٠شادرة‏ تادة . 

ولكنا نرى أن أنثال هذه المواتف لا تطعن فى هذا المبدأ ولا تحوجنا إلى 
تلمس الوحدة فى مدلولات الألفاظ ومقاهيمها . لآن القوة ليس معناها الطيش 
والحمق . والاندفاع والجهل . بل الأنخذ بالأضمن لتحقرق الغرض الإبعردءواد آثر 
المتننى الصمت . وتظاهر بالصفح والغفرات . أو بعدم المبالاة والاهمام -«لى الأقل . 
حى انتقى لنفسه اهرب و«الغرار . 

)١ (‏ اتنظر الصبح المرى ب ١‏ ص ١75‏ . 


(؟) عمطالء'ات ص ١67‏ . 





مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


سر 


وبالرغى من أن الحرب و«القرار رمز على إيثار العافية والبعد عن الصراع إلا أنه 
من بجهة الُخرى دليل على عدم المضوع والاستكانة » وهو مسلاك من المسالاك 
النفسية المنيئة عن السخط والغرظ وعدم الاستعداد للقبرل وهذا يواتم القرة الى 
تعاف ذلك كله . وتعمل على اللخلاص منه بأى شكل من الأشكال ى حدود 
إمكانياتها . 

ويرى الاستاذ العقاد أن الفلسفة لم تستحوذ على تفكير المتننى وسلوكه فحسب . 
ولكها انعكست على أسلويبه اللغوى . فخرج مرج أسلوب الفلاسفة فى التدليل 
والتعليل . 

«والمتتنى على وجه خاص أول من عامة شعرائنا (ما عدا المعرى) بالنصيب 
الأفى فى عام المذاهب والآراء . لأن الحقائق المطبوعة لا تكاد تقر فى نفسه حتى 
يسلها إلى ذهنه ويكسوها ثياباً من نسجه . ويغلب أن يوردها بعد ذلك مقرونة 
بأسبابها معززة محججها على نمط لا يفرق بينه وبين أسلوب الفلاسفة فى التدليل 
إلا طابع السليقة وحرارة العاطفة . فتأءلل قوله : 

إذا غامرت فى شرف مروم ‏ فلا تقتع بما دوك التجوم 
اموت فى أمر حقير المومت قى أمر عظم 

إلى أن يقول ولا نزيد على هذا فإننا ربما نقلنا حكم المتنبى بيتآ بيت لو مضينا 
فى السرد إلى الهاية . فتأمل هذه الأبيات » ألا ترى أنه قد قرن كل حك فيها 
يسيبه أو يتفسيره وبإقامة الدليل الذى ينى الغرابة عنه الخ''؛. 

وكا لاحظ العقاد انطباع أسلوب المتنبى بانطباعات أساليب الفلاسفة لاحظ أن 
سلوك اأتنى يساير ما عرف من رأيه ومذهيه . 

وولتد أخطر الرجل حياته ومات ليكون فعله كُمَوله وحكمه على نفسه مصدقا 
الحكمه على غيره كنا ذكر الرواة فق سبب موته »(0). 

وبالرغى من أن القول بالرأى شىء والعمل به شىء آخر . لاختلاف مرجع 
كل مهما فى كيان المرء ‏ لأن الرأى مصدره العقل والتفكير أولا . بِيمًا العمل مصدره 


. ١#* ٠: مطالعات ص‎ 21١0 
.1١45-١+٠8 (؟) مطالعات ص‎ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 


الأخلاق والانطباعات النفسية ثم العقل والتفكير بعد . ولكننا نرى التوافق بين الرأى 
والعمل دليلا على إيمان المرء بما يرى وعلى تشربه مذهيه وتأثره به . حبى غدا جزءاً 
من كيانه . وعنصراً من مقيماته . ودافعآ لا شعوريآ من دوافع سلوكه » وذاك أمارة 
الفلسفة الحقة الصادقة فى نظرنا . 

وبذلك نرى أن المتننبى قد اكتملت له كل مقومات الفيلسوف . فهو صاحب 
رأى يلين بالقرة والقهر والغلب فى معاملة الناس . وفى التصروف فى شتيون الحياة . 
وأنه التزم مقتضيات هذا الرأى . فل يخرج عليها جملة . بل سايرها مسايرة واضحة . 
أو كان منها بسبيل عند اشتداد الضائقة وعدم إتاحة الفرصة . وأن الصبغة الفلسفية 
انعكست عل أسلوبه فكان يقرن كل حكم بسريه أو بتفسيره وبإقامة الدليل الذى 
ينى الغراية عنه . 


بين المتنى ونيتشه : 

وقد لاحظ العقاد أن المتننى ونيتشه يتفقان فى الميدأ الفلسى الذى يؤمتان به وهو 
إرادة القوة . ذلك المذهب النى عابلدنا المتنبى على أساس منه فما مضى . ولا يخرج 
نيتشه بدوره عن أن يكون رجلا ثائراً مستخفا بالأحياء متقززاً منهم © 

« إن اللى يثير اشمئزازنا هو هذه الدودة اللخقيرة الإنسان الذى ما برح يتناسل »17) 

وويمكننا التساؤل عما إذا كان هؤلاء المسافرون الحوابون قد شهدوا ى طوافهم 
شيثاً يبعث على الكراهية والتقرز أكثر من وجه الإنسان »(). 

«وإذا كان الله خلق الإنسان فإتما تخلقه قردآ يلهو به فى أبديته الطويلة »7"). 

«ويجب أن نفرح بالمنية المنقذة من الحياة والمعيدة إلى العدم »247 

ومن أجل ذالء تراه مترفعآ عن أن يتخذ لنفسه صديقاً منهم أو يسر بذات 
نفسه لواحد مهم . 

«إن كيرياق لتحول دون ظلى بأن ق سع إنسان أن يحبنى . . لأن ذلك 

)١ (‏ انصراع ى الوجود ليولس سلامة ص ١544‏ . 

( ؟) الصراع فى الوجود يولس سلامة ص ١44‏ . 


( *) الصراع ف الوحود لبولس سلامة ص 1١54‏ . 
( * ) الصراع ى الوجود لبولس سلامة ص ١8484‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


3 

يفترض ألى لقيت إنسانآً فى مرتببى . لذلك لم أجد خلا أسر إليه مشاغلى و#موى 
وحدى ١١!‏ 

بل إنه يفتقد الإنسانية ويبحث عبا فلا يجد فى الوجيد سوى ذاته . 

اشهيت البشر ونشدتهم . فلم أجد سوى ذالى ؛(5). 

هن أجل ذلك تراه حاملا على الإنسات مستحفاً بروحه مساهناً نحياته مندداأ 
يكل نزعة إلى الصفو والسلام . 

دلا أقول لكي اعملوا بل قاتلوا . لا أوصيكم بالسلم بل بالنصر. فليكن كل 
عملكر كفاحا . وليكن كل سلمكم نصرأه 27 

وما الحسن ى نظره إلا كل شىء يثمى ىق النفس الشعور بالقوة . 

وما القبيح إلا كل شىء يصدر عن الضعف”7*). 

وما السعادة إلا الشعور بيأن القوة نامية والعقيات مذلاة0*). 

وتنمشياً مع هذه النزعة العدوانية وتفسير كل شىء تفسيراً يبرز عنصر القوة 
والتقهر تراه يعرف الحكومة بأنها . 

وجماعة من ذوى التفوس الضارية من أبناء العصر المتأمرة الغلاية الذين تدريوا 
على الحرب والتدبير فلا يحجمون عن حط مخالبهم على أى ملا يصادفوئه من 
الأقوام المائمين بغير قرار ولا نظام فيخضع لم هؤلاء وإن كانوا أكثر مهم عددا 00*) 

وهكذا يرى العقاد أن قراءة سوانح نيتشه وألحكامه الصارمة تعيد إلى الذهن 
مثيلاتها من أقوال المتنبى . لأنها من فصيلة واحدة وجنس واحد «وك,م من مرة 
وقفت عل سانحة بارعة أو حكيم صارم من سواتح نيتشه وأحكامه صغى ىق 
نفسى إلى أبيات مثلها للمتننى تنطلق فجأة من مكالبها فى الذاكرة كأنما قد فتح 

)١ (‏ الصراح قى الوجود لبولس سلامة ص ١86‏ . 

( ؟) الصراع فى الوجودٍ ليولس سلامة ص ١86‏ 

() مطالعات عياس العقاد ص لا١١‏ . 

( 4 ) مطالعات ص ١69‏ . 


ره( مطالعات عن لاه ١‏ 5 
( ؟) مطالعات ص ١68‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


هه * 
لما الباب الذى دخخلت منه أول مرة لاستقيال ضيف جديد من فصيلها »(0). 

نعم . نحن نجد لدى المننى أمثال هذه النزعات الكارقة . 

قهو رجل يحد نفسه قوق البثسر . 

إن أكن معجبا فعجب عجيب ‏ الم بجد فوق نفسه هن مزيد 

وهو رجل لا يحد فى البشر شخصاً يصلح للصداقة والاخخحاء . 

صديقك أنت لا من قلت خحلى وإن ‏ كير التودد والكلام 

وهو رجل عرك الآيام وعركته »© فرأأى أن ألحسن علاج ق معاملة التاس [عا 
هو الشدة والقسر والعسف والضرب والطعن . 

ومن عرف الآيام معرقى ‏ بها وبالناس روى رمحه غير راحم 

ولكن ذلك يجب آلا مخدعنا عن حقيقة مذهب كل مهما واتجاهه وغاياته عن 
جراء هذه الثورة . فليس يكى مطلقا أن تكون الثورة والاستخفاف بالناس والإيمان 
بالقوة دليلا على اتحادهما ى كل بواعث التفكير وحقيقة الأفكار «الأهداف 
المقصودة عن وراء هذه الآراء . 
أوجه الحلف : 

إن نتشه يبتدئ فلسفته ملحداً منكراً وجود الله ويرى أن إنكاره وجود هذا 
الإله فتح عظم يتيح للبشرية حظ لا عهد لما به من قبل . 

«لقد قتلنا الإله وهو عمل جد عظم . فيجب أن نكون نحن الالحة بعد هذا 
العمل الذى ليس أعظ, منه . وإن من يولد بعدنا يدخخل فى تاريخ لا مثيل له ("2. 

تم ينتآل من نى الإله أو قتله للإله على حسب تعييره . إلى نى الحقيقة فى ذاتها . 
وأن ماهية الثبىء ليست إلا انعكاساً لأفكارنا عنه وإحساسنا نحوه . «فن طبيعة 
اليجود أن نخلع عليه من تصوراتنا . من محتاوقنا وآمالنا من تفاسيرنا نحن . لذلاك 
ترى الإنسانت يريط بين الظواهر مى توالت ويجعل ا معبى . وهذا ما يسموته 
بالماهية . ومن هذه النظرة بلغ نيشته نتيجتين : 

ولستأ نعردف سراً محدو به إلى الاستخفاف يشأهم وألدط من أقدارهى ما داموا 

. ١85 عطالعات صن‎ )١ ( 

( 1 ) الصراع ق الوجود لبولس سلامة صن لالم١‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


2٠١ 


أولاهما : أن لا كنه ولا أساس حقيى للأشياء قاثم بقاته . 

وثانيتهما : أن نظرية المعرفة مستحيلة . ومعبى ذاك أن الإنسان لا يجد فى 
الأشياء إلا ما يضعه فيبا»١١).‏ 

ولعله يريد بنى الحقيقة فى ذانها أن يتوصل إلى تأييد رأيه فى تى فكرة التأليه : 
ليكون منطقياً مع نفسه . فجعل فكرة التأليه ضريا من الوهم حاول بها الإنسان أن 
يفسر العالم اخجهول . ولكن ذلك الإله الذى اتخذته الطوائف المؤمنة رمزاً للوجود وسره 
الأول لون من الوهم -- كأى حقيقة من الحقائق ‏ فى نظر نيتشه . 

سرى بعد قليل أن نيتشه نفسه سيضارب مع نفسه فيعترف بالإله الذى 
قتله . وسيفسر به علة الحلق ويجعله العلة الأول لوجود الإنسان . 

ولكن المتنى معترف بوجود الله . معتد بتلك القوة الكبيرة التى هى محط ال مال 
ومتبى الرجاء ومصلمر الأمر كله . 

لا يحزن الله الأمير فإننى لآخذ من حالاته ينصيب 


د #د #* 
أقال له الله لاا تلقهم 2 بحاص على فرس حائل 
لان نف 


فن كان يرضى اللؤم والكفر ملكه فهذا الذى يرضى المكارم والريا 

والمتننى مستخف بالناس استخفاف من رآهم فرطوا فى شىء فى متناول أيديهم 
وق مثال استطاعهم 1 

وم أر فى عيوب الناس عيبا كنقصص القادرين على العام 

ولكن نيتشه مستخف بالناس استخفاف من يراهم شيئآ حقيراً فى ذاته لا يستطيع 
أحسن مما هو عليه . ولا يقدر على غير ما هو فيه . فثورة المتنى ثورةٌ هادية هادفة 
تحض الناس على استنفاد كل قواهم اوصولٍ إلى أقصى ما فيهم من خير وفضل . 


بيها ثورة نيتشه ثورة هادمة تستخف بالناس لأمهم أحقر من أن يستطيعوا الكمال 
ويسيروا فى معارجه . فهم ديدان تبعث على الكراهية والتقزز . وهم قردة نخلقها الله 
ليلهو بها فى أبديته الطويلة . 


)١ (‏ الصراع فق الوجود لبولس سلامة ص 186-1١98‏ . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


51 

يسيرون طبق ما هم عليه فى طبيعهم . وما داموا لا يستطيعون شيثا غير ما هم عليه . 
وإذا كات نيتشه 5 قد قتل الله « لقد قتلنا الإله وهو عمل جد عظم . قيجب 

أن نكون نحن الالحة بعد هذا العمل الذى ليس أعظٍ منه . وإت من يولد يعدنا 

يدخل ف تاريخ لاا مثيل له »!'2. 

قتله لأنه ثبىء لا لزوم له . فكيف أوجد هذا الإله القتيل أى المعدوم الذدى 
لا حقيقة له . هذا الإنسان أو القرد كنا يروق لنيتشه أن يسميه . 

د وإذا كان الله خحلق الإنسان فإنا تحلقه قرداً يلهو به فى أيديته الطويلة 6259 . 
لا يعنينا هنا مناقشة نيتشه ق العلة التلقائية من خلق الإنسات . وإتما نعرض عليه 
صورة من تناقضه . بإثيات الإيحاد إلى غير الموجود . أى بإثبات خلق الله للإنسان . 

أن الله ذاته غير موجود فى نظره . وهذه نقطة العجب ق فلسفة ذلك الفيلسوف 
وهى أن يكون المعدوم أصالة علة وجود الموجود . 

فدواقع تفلسف المتنى الرغبة فى الإصلاح. بها دوافع نيتشه الرغية فى التحلل 
من مواضعات الجتمع الدينية ومعتقداته القدسية ومقاييسه اللخلقية كما بدا مما سلف . 
م إننا نجد الغاية من وراء تفلسف كل منهما محختلفة كذلك . 

فالمتنبى يحض الإنسان على الخد ويشجعه على العمل لتحقيق حياة أفضل 

يئة من الذل سليمة من شوائب الضعة والنقصان . ثم يتخذ من هذه القاعدة 
ركيزة يتقدم بها إلى رمم فلسفته السياسية الواضحة . وهى أن العيش الكر يم والبراءة 

من الذل لا تكون مع تفرق الكلمة وتشتيت الشمل واللخضوع للحكام الأجانب . 
قلا يد لضمان العيش الخحر الكريم من جمع الشمل وإسلام القياد إلى حاكم من 
جنس القوم ومن بى جلد-هم . 

وهنا تتجلى نزعة المتنبى إلى العصبية القومية . وهى جماع قالسقة المتنبى السياسية 
الى فاض بها شعره . والى شنى بها حي . ومات من أجلها  .‏ فها نرى - قتيلا 
لم يقتص له ولم يؤخذ بدمه . ومن شعره ق ذلك قوله : 

سادات كل إناس من نفوسهم وسادة المسلمين الأعيد القزم 


)1١ (‏ الصراع فق الوجود يولس سلامه ص /الم1 . 
(؟) الصراع فق الوجود . دولس سلامة ص ١94‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


وقوله : 

وإئما الناس بلملوك وما تفلح عرب ملوكها عجم 

لا أدب عندهم ولا حسب)- فلا عهود الحم ولا ذم 

قف كل أرضص وطتها أنم ترعى بعيد كأنها ‏ غتم 

يستخشن لحر حين يليسه ١‏ وكات يبرى بظفره 2 القلم 

وقوله لسيف الدولة محرضاً له على اتخلافة العباسية الرازحة تحت ضغط البومبيين 
وغيرهم من ن الفرس و«اليرلك . 

أنت طول الحياة للروم غاز فى الوعد أن يكون التفول 

وسوى الروم خلف ظهرك روم قعل أى جانبيك تميل 

فإِدًا كان العقاد قد لاحظ ما بين نيتشه والمتنبى من اتفاق فى سياسة القوة 
والقهر . فإنا نسلى له بهذا المظهر الحارجى لدى كل منهما . 

ولكنا حيما نعود إلى بواعث هذه الفلسفة ومراميها نجد البون بينهما أسع من 
أن يجمعهما إطار واحد . أو يضمهما وفاق ‏ 

فبيما نجد نيتشه يضطرب ف أولى خطواته الفكرية فينق وجود الله ثم يحيل إليه 
وجود الإنسان إذا بالمتنبى يسير سيراً منتظماً متتقلا من مقدمة إلى أخرى ومنهما إلى 

فالله خلق الخلق وهيأهم للكمال . ولكن ظروف الخحياة السياسية قعدت يهم عنهء 
قعلى الإنسان أن يعمل . ويعاف الذل . وعللى العرب بجميعآ أن يطوحوا بالمحكم 
الأجنى وقد انطبعت هذه الفكرة فى خخلقه ويدا أثرها فى سلوكه وساير أسلوبه 
أساليي الفلاسفة : 

وقد ا كتى الأستاذ العقّاد بعرض المشايه الحارجية تاركاً تحليل مذهب كل منهما . 
وهو حلاف ما تقضى به الموازنات العلمية والمقارنات الفلسفية و يخاصة وهو نحاول 
أن يعم للمتنى مذها فلسفياً وا واضح المعالم ممدد الرسوم . معارضاً يذلك أولعك 
الذين لا يرون فيه فيلسوفا ولا يرونه من الفلسفة بسبيل . 

ولو فعل لرآه أقوم من نيتشه تفكيراً وأهدى سبيلا . كا بدا مما عرضناه ى 
هذا المقام . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5ه 





توفيق المتنى بين نيتشه وداروث : 

وقد قرر الأستاذ العقاد كذلك أن المتنبى « وفق توفيقاً جميلا بين دارون 
ونيتشه فى تعليل بواعث الأخلاق ومصادر الفضائل . فدارون يمحسب أن حفظ 
الذات أو إرادة الحياة هو مرد الأخلاق والصفات التفسية الحسن منها والقبيح 
على حد سواء . 

ونيتشه سترذل هذا الرأى ويسخر منه ويزعم أنه وايد العوز واالخصاصة الى 
عودت دارون أن يقنع بأن يعيش وألا يتطلع إلى ما فوق الآمن والكفاف . 

وعنده أن الباعث الأول إلى الفضائل الشريفة والأخلاق الرائعة الكرعة هو 
إرادة القوة . وهى المجد المادى إلى كل خخلق نبيل . والناق لكل خلق وضيع ذليل )١(‏ 

وهما تياران متعارضان فى الحقيقة . 

أحدهها يؤثر السلامة ويرى العافية فى العيثى طيقآ ا:واميس الطبيعية الى 
تنتظ الحياة الطبيعية . مع التحايل عليها الخروج من مشا كلها بأمان ويسر . 
ثانيهما : يتمرد على هذه النظم وتلك القوانين ويستخف يكل المقدسات 


ليعيش على منطق التحدى والغلب والقهر . 
فكأن الحياة أمل كل مهما ولكن مسيلة الحفاظ عليبا تختلف انحتلافاً جوهريآ 
بين كل مهما . 


فأحدهما يسير حسب هواها . والاخر يريد مها أن تسير حسب هواه هوع 
ومقتذى التوفيق أن يتلاق الأمران الختلفان ى نقطة من النقط يسلى كل منهما 
بصحا . وتكون بسبيل قوى من رأيه وهنطقه . بحيث تكون مقدمة من مقدهاته . 
أو قضية من قضاياه . 

كأن يتفقا معا على مضمون القوة اتفاقاً يحقق رأى نيتشه ويس به دارون . 
أو على مضمون إرادة الحياة اتفانآً حقق رأى دارون ولا يخالف ما يرى إليه نيتشه . 
ويحيث يعد هذا الرأى الذى يتفقان عليه مفسراً لقواعد السلوك لدى جميع الناس . 

أما الاعتراف بوجهة نظر كل مهما وبيان الظروف والأوضاع الى تحتم 


. ١١8 مطالحات عن‎ )١ ( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


همءء 


واحدا منهما والصفات النفسية البى ترضى بواحد منهما فليس إلا اعترافآ صر بحآ 
بتعارضهما ما دامت لكل مهما حقيقته الى تميزه عن قرينه . واللى تستدعيها 
ظروفه وتقرها اعتبارات اللخياة من حوله . وخلاصة ما قرره الأستاذ العقاد فى 
ذلك أن المتنى قرر أن كل إنسان يحب حياته هو . فاحبان نحبها على ما هى 
عليه من الضعف والتخاذل . والشجاع القوى ‏ يحبا على ما هى عليه من قوة 
ويطش وإن كانت الحياة لدى كل منهما مغها وهأريا . 

أرى كلنا يبغى الحياة لنفسه ١١‏ حريصاً عليها مسهاماً بها صبآ 

فحب الحبان النفس أورثه التى وحب الشحاع النف سأورده الخريا 

وق ذلك يقول العقاد : 

« والمتنبى ما رأيه قى هذا لحلاف ؟ قلنا إنه وفق توفيقآً جميلا بين دارون ونيتشه 
فلنقل الان إنه أرضى دارون ولم يغضب نيتشه لآنه قد ألف بين إيثار الحياة وإيثار 
السيادة فى وسط الطريق وأبطل التناقض وأزال الخلاف . 

لأنه قال إن كل إنسان إنما يحب ححياته هو لا كل حياة . ولا أى حياة . فحب 
النفس فى رأى المتنبى هو الحامل الشجاع على شجاعته وحب النفس كذاك هو 
الحامل ايان على حبته .2١(4‏ 

ونحن لا نجد ف ذلك الرأى توفيقا بين مذهبين بل جمعا بينهما و إقراراً باالخلف 
بين الرأيين . 

لآن المتنبى قسم الناس إلى طبقتين . طبقة تؤثر السلامة والتى وهى طبقة 
الحيناء . 

وطبقة تريد الحرب وتقوم عليها مستهينة بشأنها وهى طيقة الشجعان » وللأولين 
معايرهم اخلقية ومقاييسهم الاجماعية . وللآخرين من المعايير والمقاييس ما مخالف 
هؤلاء . 

ومن م فإنهما لا يتلاقيان فى نظر المتنبى عند نقطة واحدة خفظ هذه الحياة 
لدى كل هنهما . بل لكل مهما طريقته الى يؤثرها ومبجه الذى يسلكه . 

يسلك أحدهما طريق القوة والغلب . فيرضى نيتشه . بِيها يسلك الا خر طريق 

١١51 مطالعات ص‎ ) ١( 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م4 
التى والرضى بالميسور فيساير داروث . 

إن كلا من نيتشه ودارون -جعل فلسفته فى السلوك وتعليل بواعث الأخلاق 
قضية عامة يخضع ا الحنس البشرى على السواء . 

ولكن المتنبى قسم الناس إلى نوعين : 

١ (‏ ) فريق يميل للقوة والغلب ‏ 

(س) وفريق بميل للهدوء والمسالمة . 

فأى توفيق اذن قى هذا ؟ 

كان مقتذى التوفيق بين الرأيين أن يفسر رأى كل مهما تفسيراً يقربه من 
تفسير الآخر . ثم يأحذ هذا التعديل اللحديد للرأيين فيجعله قانونآ موحداً للسلوك 
اليشرى -جميعه . 

وأكن ذلك لم يكن . 

فالمتتى لم يوفق بيهما ‏ وإنما قرر الحقيقة اللى تساير الواقم فاعيرف بالحلف 
بينهما ليعلل الأنواع المحتلفة فى الطبيعة وما عليه إن أرضى الواقع أن يعيرف بالتناقض 
بِيئهما من الوجهة النظرية دون أن يحفل يجمعهما معا على رأى واحد . لأن الحياة 
أوسع من أن تضيق بأمثال هذه المتناقضات اليسيرة . وأعقد من أن يفسرها قانون 
واحد تندرج تتحته جميع الخلوقات برغ ما بيهما من عوامل الحلف والانفراد . 


وخعلاصة هذا الفصل - 

إن المتنبى حقآ يقرر مذهب القوة ويؤمن به ويدعو إليه . ولكنها القوة الحادفة 
الى تفيرض الخير فق طبيعة البشر وتفرض فيهم القدرة على الوصول إلى الكمال . 
ولكنه قعد عن ذلك . إما لسوء القيادة ‏ أو اهل عن رسم الحطة . أو عدم تحقق 
الحدف . فكان المتتبى صاحب هذه الرسالة ورائد هذه الفلسفة . 

وإذا كان المتتى ونيتشه يعيران عن هذه الفلسقة ويسيران بوحى مها . فقد 
كانت دواقعها ق نفس كل منهما مختلفة كنا كانت ماربها مختلفة أيضا . 

أحدهما يندفع مؤمنا بالإله مسهدقاً صلاح الناس . باليعد عن الذل والتحرر 
من أيدى الحا لين الأجانب . ففلسفته أدخل قى مجال الفلسفة السياسية من أى 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 


مجال آلخر من مجالانها الوفيرة بيما نيتشه يندفع ملحداً ثم يكفر بالإنسان ويضحى 
به ها ضحى بالله من قبل . ولا نعرف بعد ماذا اسهدف من جراء هذا التناقض 
العجيب . وإذا كانت كل الفلسغات وسيلة لكشف احياة ومعرفة نواميسها لحساب 
البشرية . وقد كانت البشرية بدورها ذبيحاً ضحى به نيتشه الحساب هدف مجهول 
هو 3 السوبرمان 6 فلمن تكون إذن الدراسة والفلسفة وكيف يضحى نيتشه بالموجود وهو 
الإنسان ليحقق مجهولا لم يستطع بيانه بعد وهو ٠‏ السوبرمان » . أما المتننبى فقد كان 
أدق منه حيها وجه الإنسان إلى أ كل ما فيه وأقصى ما يستطيعه دون أن يضحى به . 

وقد انهينا إلى أن المتنى لم يوفق بين دارون ونيتشه "ما قررالعقاد . ولكنه قرر 
أن الإنسانية تقتسمها هاتان القاعدتان من قواعد السلوك» فكأنه إقرار با حلف وجمع 
بين المذهبين لا محاولة للتوفيق بين الرأيين ولا سما أن الحياة تسمح بأن ينتظمها ى 
وقت واحد أكير من قانون . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


بيئوفسهه 


أنسهيثا من المتنى بين تقاده المحدثين . ورأيتا أنهم تناولوه بدورهم من حتلف 
الأقطار الى يكن أت يتتاولها النقد . وأنهم حاولوا بكل ما أوتوا من ذوق قبى و#مبج 
علمى أن يدرسوا المتنى دراسة تفصح عن حقيقته الأدبية وقيمته الفنية . 

وقد كانوا فى -جملهم موضوعيين . يحاولون أن يعرضوا المتنبى على ما هو 
عليه دون أن رهم إلى التعصب له أو عليه اعتيار من الاعتبارات الذاتية . يعد أن 
باعد الزمن بيهم وبين أنى الطيب وقضى علل مظنة الميل له أو عليه . 

وليس معبى ذلك أننا نقرر هنا أن نقادنا المحدثين كانوا بنجوة عن الاستجابة 
لتأثرهم الخاص . لأنا لا نستطيع مطلقآ افتراض اتسلاخ الدارس عن نفسه وبعده 
عن ذاته . . ولكن معناه أنهم -حكموا أذواقهم وأعملوا عقوم م اختلفت استجاياهم 
للشاعر تبعآ لاختلاف التتائج البى انتهوا إليها . 

وبرغ أننا خالفنا كثيراً مهم ى يعض ما قرروه مما اننهوا إليه من آراء فإنا 
نشهد أن حركة البعث العلمى والأدلى الى دبت فى عحيط الحياة العربية منذ مطاع 
: العصر الحديث حبى اليوم كانت ذات أثار بعيدة المدى قى عقلية النقاد ومناحيهم 
ق اليبحث ومن هجهم الدراسة . 

ولعل أول مظاهر ذلك فى مجال الأساليب مثلا أن النقاد لم يقفوا فى دراسهم 
للأسلوب عند دراسة موسيقاه وما به من تآلف أو تنافر أوها به من سهولة أو تعقيد 
أو ما به من وحدة النسج أو اختلافه أو غير ذلك مما يعود إلى الصياغة والتركيب . 
بل [نهم ربطوا بين الأسلوب والنفس اليشرية باعتيارها المعين الذى فاض عنه 
الأسلوب وباعتباره المرآة الى تفصح عن ممانها . وخصائصبها ودرجة انفعاا وتأثرها 
وتلك خخطوة فق النقد لم تكن واضحة لدى التقاد القدامى لها أقوى آصرة عباحث 
على التفس التحليلى الذى يتخذ من الاسلوب كا يتخذ من غيره من فنون التعبير 
وسائل تعينه على سبر أغوار النفس وكشف مكنونها ومعرقة أسرارها وخباياها . 

ويذللك نرى أنبهم لم يقفوا ى أثناء كلامهم عن تعقيد المتتى عند عرض المعقد 
من شعره يل حاولوا معرفة سبب ذلك فق نفسه وطبيعته . ومهما كان اخختلافهم 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


م 


فى الأساس النفسى الذى بنوا عليه ظاهرة التعقيد فى أسلوب المتنبى . فهو منحى 
جديد فتح الياب لدراسة عميقة تشبد لنقادنا بالبراعة والبصر والقوة فى الاستتباط . 

وما كانت معانى المتنبى فى القديم حالا لدراسات وفيرة ضافية كانت أيضأاً قى 
الحديث موضعاً لدراسات أكير عمقاً وألجدى أثراً . 

فقد تكلموا ى ظهور شخصيته فق أديه . وق تجديده ويخاصة فى مقام الرئاء 
وق عوامل خلوده وسيرورة شعره مع الزمن . 

وتلك دراسات مجدية مثمرة توقفنا على تطور مفهوم النقد وأنه تجاوز نطاق 
الحزئيات - من نظرة ىق كلمة أو تركيب أو فكرة من الأفكار ومعبى من المعاثى -- 
إلى التنظر ف الشاعر وشاعريته . ومدى ما عتاز به من قوة ووضوح وتفاعل ٠ح‏ 
الأحداث وتجاوب مع النفوس . 

وقد بينا فى معرض مناقشتنا لا راء فريق من النقاد الذين تكلموا عن نفسية 
المتنبى أنهم كانوا يقفون إلى جانب النظريات والقوانين و يحاولون جاهدين أن يطبقوها 
تطبيقا جامداً دون مراعاة لكثير من الاعتبارات الى تجعل العسلك يحرفية القانون 
ومنطوق المقياس تجنياً على النقد وإحمالا لاعتيارات ذات أثر بعيد ى تكريف 
السلوك والتعبير تكييفآ خاصاآ مع تلك الاعتبارات وإن كان فى مظهره العام غير 
سوى مستقم . 

وفى مجال الدراسات التاريخية رأينا شططأً من بعض الدراسين وإسرافاً فى التأويل 
والاستنباط وجنوحاً إلى آراء غريبة لا يقرها تاريخ المتايى ولامنحاه النفدى ولا يدل 
عليبا أديه دلالة صريحة يطمين إليها الدارس ويرذى عنها الناقد . 

وقد كانت دراسة الموازنات من أدق الدراسات الى استهدقت بيان ختصائص 
المتنبى النفسية ومميزاته الفنية من بعض أعلام الشعر العرفى القداى والمحدثين . 

وبرغم أنها لم تكن بالدراسة العامة البى تحاول أن تضع الشاعر ق موضعه الصحيح 
بالنسبة لشعراء عصره أو شعراء العربية على الإطلاق - ولكها كانت موازنات 
جزئية تستهدف بيان ميزة الشاعر على غيره من الشعراء أو ميزة غيره عليه فى التخبير 
عن التجربة الآدبية المتجانسة الى ٠رت‏ بكل منهما - إلا أنها كانت فى جملا 
دراسات منبجية صادقة الاستنياط » صادقة الحكم فما انبت إليه من نتائيج . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


46 

وقد استطاعت وخاصة فى ببان الانطباعات التفسية للشاعر أن ترينا مدى 
اعتزاز الشاعر بنفسه وثقته بشخصيته مهما تأزمت ا حياة من حوله واشتدت من حوله 
النوب الحسام . 

وى مجال الدراسات الفلسفية رأينا اتحتلافاً يصل إلى طرف النقيض بين النقاد ‏ 
غير أن هذا لحلاف الواسع بيهم لا يعمى التقيقة عن أعيننا . لآنا نستمد أسانيد 
رأينا من قول المتنبى ذاته ومن كلام المتنبى نفسه وهو سند لا يعمى عليه اتنجاه 
دارس ولا رأى باحث لآنه المصدر الذى يجب أن تستى مته كل الا راء عن المتنى . 

وسواء أكان المتنبى فيلسوفاً تتلاق فلسفته ٠ع‏ فلسفة نيتشه كما يقرر ذلك 
الأستاذ العقاد أم كان حكيا أوتى الحكمة وفصل اللحطاب . فقد رأينا ى علاج 
العقاد لفلسفة المتنى سرفا ف التأويل وتحميلا لما أكير من طاقتها لتيدو كا أراد 
لما العقاد أن تكون . لا كنا هى فى الواقع وكا أراد لما صاحبها أن تكون . 

وبعد فهده معارك النقد الى دارت حول المتنبى قَْ القديم وق الحديث ٠»‏ 
وهى معارلك تناولت كل زاوية من زواياه اللغوية والفنية والنفسية والتاريحية والعقلية . 
يما لم يتأت لغيره من شعزاء العربية على اختلاف العصور . ولا نعتقد مع ذلك أن 
الباب قد أوصد فى أوجه الباحئين» لأن معارف الناس ف تطور مستمر ومقاييس 
احمال وأسس التقد تبعآ لذلك متطورة متجددة » وعلى ضوء من هذا التجدد وذاك 
التطور بمكن أن يتجدد البحث وتنبياً أسباب الدراسة . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


 *»‏ - فهرسى المراجمح والملصاحر 
* - فهوسى الوضوحاات 





مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 





إبراهحي المازق 4ه؟ » #٠١‏ ١ام‏ 

إبراهم ناجى همك؟ 

اين أل أصييعة ”ا 

أبن جى 5١‏ 42م 2ع لام نمم عدم : 
ه 5 © 5١‏ © 77+ © لام 6ليرهة © "٠.‏ © 
4 © ١٠لا‏ © 47 © 2 © ٠*ولء‏ ك١‏ 
18 ؟ 

ابن حزم الظاهرى 74م 

اين خالويه ؟؟ » +7 © 4لالا» 4لا" »2 
86 

اين خلدون 21١59621١5١‏ “5” 

أبن درستويه ١‏ 

أن دريد ١8م‏ 

») 07١٠١ ةا )»ع‎ 59٠. » أين الدهان /الم‎ 
5١7 ©» "١7# ©» "١١ 

ابن رشيق القير وانتى ه” » 8م © لالم 6 84م» 
١‏ © *95 ع لم8١١‏ © ١ 7"5600١١5 6٠٠‏ © 
يا" ١ 2# .2 ١‏ » ه5١‏ ©7/6زا ١2‏ عمة١‏ 
م١‏ 

6 ”7”ه١مه‎ 2 "٠*2 ١9" 6) ١٠ه ابن الروج‎ 
١57” © 5١ 

ابن السراج ١8م‏ 

اين السكيت + 

أبن سلام الجمحى ١١5‏ 

أين صيده ها 

اين سينا 55؟ 

اين الشجرى ٠لا‏ 

اين شرف القير واق 5/ا١‏ 

أين عبدريه هم 

أين العميد 6ه١:+‏ ه79 >1“ ١552©‏ »لاوا 
ص**” © "6٠١‏ 


2*1 


ابن قتييةه ١59‏ 

اين القطاع 5 

أبن كيغلغ 44؟ 

أبن مالك «ايا 6 ييا © باب 

أبن المعسز ٠١لا‏ )5 ل؟ »)وه 

أبن المقفع باه١‏ 

أين النديم ١١5‏ 

اين هشام 04 

أبن وكيع هه 

أبو إمق الزجاج ١‏ 

أبو بشر مى بن يونس +77 

أبو يكر بن خفاجة ١١17‏ 

أبو بكر السراج ١١‏ 

أبو بكر الشعراق وه 

أبو بكر محمد بن دريد ١١‏ 

أبو مام كمماء 1١4‏ 56( 4 لاما ء 
١كل(ا‏ © ١56‏ © 55ل © لزا1 ١‏ »2 را 
١/٠ © 848‏ »© إل'ا١‏ غ2 كلا١؟‏ 2 باا١‏ 
للا »وال 2علام١ا‏ » كملا 2 ١44‏ 
١837615‏ . لا١٠"”‏ علرءه”# )© ١4‏ ؟ 
"١5 © 5١١ 6 "5‏ 6 ©*!؟ :6 "١١4‏ 
0 © “ل0ا؟ 6 آل ع ذه 2 وام 
4٠‏ 6 00" > /اا؟ ., 50" 6 4نم 
١ك"‏ 6 لاك" 2 © 5" .4 1" 4م نودب 
0 

أبو جعفر المتصور م7« © مه« > إوب 

أبو الحسن الأخفش ١٠١‏ 

أبو الحسن بن القرات ؟ © وم 

أبو الحسن الطرائى 4١‏ 

أيو الحسن المغرف 5“” » ١١5‏ 

أبو داود الآنطا هى وب 

أبو دلف بن كنداج 51 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5١غ‎ 


أبو زكريا يحى بن عدى 871 

أيو سعيد السكرى ١7‏ 

أبن سعيد الشرتوقٍ 7ه 

أيو سعيد محمد العميدى الم ©» ١١١ © ١١9‏ 
مهزع ب ٠١" 2 "+92 ١4‏ ؛ 5٠١2#‏ 
مه" ع 5د" )لادلا ©6 مه" © 5١١‏ 
؟ 

أبو سليات محمد بن طاهر بن مهرام 7٠‏ 

أبو طاهر الحتاق 79م » هم 

أيو العياس أحمد بن حى ثعلب ١١‏ 

١8١6 1١57 © ١١4 أيو العياس الثناى‎ 

أبو عبد اله معاذ بن [سماعيل ٠١‏ 

أبو العتاهية 9ه ١‏ © 17 59 

أيو العشائر م 6م 

أبو الملاء المعرى “١‏ 2 هلا »ذلاء 6 »© 
ولم#> ١57) ١15١» ١١‏ 2* 558+ 
مهمأ ع “ا 2 ؤزكخ ؟ ك1كك 6 58 
0“ ؟ 41" 


أبو عل الحامى بام ,ع« 6)م” 6 هماع 
مان » 54 ) ه59 556262 2)ل7اء85١‏ 
4٠‏ 6 8 ا © 5١86 ٠٠١١ 6 "٠٠‏ 
مم 4 م 2لا 2 كخم 5710٠2‏ 
15+" © 2*7" ©» #*2” © 5*5" © 555 
هلا 2 94" © 5١94+‏ 

أبو على الفارسى 8٠4 2» ١١ه © ١+‏ ه: ه” 2» 
م © ١‏ © لا!اه© لا »> ١7/8‏ 

أيو عير الراهد ١‏ 

أبو عمرو ين العلاء ملا - ١984‏ 

أبو الفضل يمقر ين القرات 1 ؟ 

أبو الفضل محمد بن الحسين ١١١‏ 

215٠.٠١ 6199 » ١9مل أيو فراس الحمداق‎ 
”١8 6 +٠١ 

أبو القاسم بن أ العفير ع 

أبو القامم عبد الله بن عيد الرحمن الآصغهاى 
١‏ 


أبو المتورد 877 

أيو محمد الحسين بن طغج 8610 

أو متصور التعالى 9٠‏ 78641و 482 
)4 »> لة ©» 944 © (٠١١ ©) ١٠١٠١٠١‏ »© 
٠64‏ »ع 6١ل‏ ءلا١١‏ ء لازأزلء ١١6‏ 
ل 0 ا 0 شل ف الر ا لشي 
١6١6 ١4هء‎ 1١54:4١51 © 4‏ 
ل ا 1 

أبو موبى الحامقص ١7‏ 

أبو نصر اليل ١١‏ 

أبو نصير ١١‏ 


أبو نواس ١8#‏ ع لام١‏ ع .7 2 7٠.54‏ » 
١‏ 7 © 0783 2 ها" 6 دالا > 1؟ 
15؟ 

أبو هلال العسكرى لم » ١و2 ٠١8694‏ 
ه ١#5 © ١١‏ © 14# 

أبو وائل تغلب بن داود ين حمدان مم 

أبو حى بن البطريق 7١7+‏ » 4م 

أبو يسف الكندى 07١1م‏ 

الدكتور أحيد أحيد ينوى ٠١‏ © 8م" © 
14 ع6 الهلا" 6ه ها؟ 

أععية الإسكندرى ١5+‏ 

الدذكتور أحمد أمين اعم ع إأم” © لالم" © 
هل" > فم" © 7 

أحمد بن محمد بن الخنفية 75م 

الد كنسور أحمد زكى أبو شادى باه © يمه“ 

أحمد الشايب 45 ع 48” 


أحمد شوق 755 2 لازم 2 و2 ولالكت 
باس 

أحمد عراف 4ه؟ 

أحمد فتحى موت 

أحمد المحروق 7ه 

الأخحطل ه١١‏ 

الأخفش ولا ء» امم 

أسطو م" ع مولا بام« ا .م ع ملسم 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


حقلت عنشات هما ب نشدت طرفي 
4 ع 541 254825456 544 
5ه" © للا » 5لا" »© الملا + "51١‏ 
ل 

إتحق بن ححمنين 8م77 

إسماعيل بن جعفر 7 .مل 

أشجع السلمى 71١١‏ 

أيو الفرج الأصفهاق مم 

١ 6. الأعثتى‎ 

أقلاطونت ١؟‏ » وس؟ . ووم 2 ووم 

أمروٌ القيس ١"ه١‏ © لاه١‏ ©» ه5١٠‏ 

أم -جتدب الطائية ١ ؟١ 2 |١هال© ١»‏ 

أوس بن حجر ١117‏ 

اليحترى ١7١ » ١*4‏ »© لاه( » ١1١١‏ »© 
16 © 5١5ل‏ ع لاا > "لاز © ١/54‏ 
5لا١‏ 2 لا/ا١‏ 62 ١95‏ © بلا9١‏ © ه١٠٠١‏ 
ال ل الى 3 برض ا رارك كلمن 
رك" م إلا .6 الا 6 5/و1”؟ 

يدر بن صمار مغ" 

يديع الزمان الممذاى /اه ١‏ 5ه6؟ 

9١86 © >. لبديعى‎ 

يشر ين أن حازم م١١‏ 

يشار ين برد لاه١|‏ © ٠١#‏ > .75 6 02؟” 

اليقدادى وممم 

يلاشير ١١‏ © لا( » ه“” )و5 


الدكتورة بنت الشاعلىء 8 © اهب 


بوفون +094" 

بولس سلامة مهو" . هوم" )..+؟ ٠5.6‏ 
1 

الحاحظ “مم . لالم١‏ + ١828‏ 2 ظاه5” »© 
١‏ 

الخحربى هب 


حربكر ١1865‏ © "1" © 25# 
جمال الدين الأفغاق ١٠14‏ 
الحاريث بن عرو لاه 


25١68 


حبيش بن امسن 778 

-حسان ين ثايت ؟ “ا ؟ 

ححسن علوات 09م 

الحسين بن حمدأت ١١‏ 

الحسين ين عيد الصمد اللمعى م١‏ 

اخطيثة "ه١١‏ 

حمدات قرمط 77م هم موسرب 

حمدوة ينت زياد لمم 

حتين بن [إتحق م7 > ١4م‏ 

الخليع ال كير م٠‏ ؟ 

الخليل ين أحم وباء» 9.مم 

الحتجر ين حر الأسدى ناب 

الحوارزى هه »© باه١‏ 

خولة ينت حمدان 514" »> مم ء. >ب«وس 

داروث ع٠١٠:‏ »)ه٠١‏ 56)6.: ©6ع)بلاء4 

الدكتور درويش المحندى 4م؟ 

دعبل ين عل الحزاعى 1١٠١7‏ 9986لا ع ...م 

ذكرويه بن مهرويه هبام 

ذو الرمة لا » غ#>ب؟ 

الزجاج كخم 

الدكتور زكى المحاسى 4١‏ ب 

الد كتور زكىمبارك 52م 

زعير ينأ سلمى77١1»‏ 57416156 2 4.م 

السادات +“'ه؟ 

السباعى بيو 07م 

١١ » ١"! © ١١ السرى الرفاء م‎ 

سعد الدولة الحمدانىق ١م١١‏ » *#_”م 

صعيفك ين عيد الله بن الحسين ١4‏ 

ضيبيو ده هد 'ية )6 “يو 

صيد ين على المرصى 7٠"‏ »© لاه” + ”9٠.١‏ 

سيف الدولة الحمدالى غ#١‏ 62 ه١‏ “+7 ع س؟ 
8*8 © هع“ )6  »”"“_"‏ ““" 6 ؟. 5# 6 وه ١‏ 
١١5١ ل١ه'+ع ٠١5 © ١٠ه »© ٠١‏ 
+٠ (5, 6 ١ 8"١ ©» ١" ٠١ ١١ 1/‏ "17١لا‏ 
/ا1 ١54 © ١"‏ 6 هلا ١١ © ١الإ١ © ١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


للح 


"7٠ © "١ ©‏ © "ا" 6 وو" 
85" © ه86" © كلم" © 4م" 6 +" 
1 54 © 85282" © 99ل © ٠ه“‏ »2 .ب 
"١4‏ © "؟9؟”"” > ا" . 55" .2 ه05” 
05" م 986" © ككل . لمر ٠»‏ ١4؟‏ 
2" 6 25*36“ © 25" 6 لاي © مرغم 
"61١ © "6٠‏ © إلا © "لا © بو1ب؟ 
م“ 2 بالى“” ) إئ “"” > وت“ :؛ “”“ ١‏ :1 


الشريف الرضى ١75‏ 

ضفيق جدرى "7941١‏ 6 .”م 

١٠١7 » ١١١ الشقندى‎ 

١١١ الشماخح‎ 

الشهرستانىن 74م 

الدكتور شوق ضيف لام7؟ > 7٠١8‏ 2 و.لء 
١‏ ا © 5ه" ٠6‏ ١ك‏ م6 511١‏ 6 7 
565 

الصاحب بن عياد ”+ ©» اع 6 5+١‏ : لاا » 
6م © كلم )6 كفلل »6 86 © 58 © 56 © 
كة © ٠١6١ © ١١» © ١١١‏ 62 لا١٠‏ 
١٠١8 6» ١٠٠١» ١١" © ١١١ © ٠‏ 
"5ل © 1543 58 ع لاه" 

صالح بن أبى حيان الخلى ١١‏ ؟ 

صالح بن يتدين الكاتب م 

صالح جودت لاه" 2 مهم 

ضبة بن يزدد العتى ٠١5‏ » و٠5‏ 

ضياء الدين بن الأتير “الم ء هلمء هاا ءع 
١55 2» ١585 © ١١75‏ ع لاكز ءهلى ]زا 
55 © ١٠/ا١‏ © ١لا١‏ 2 "8ل/ا١(‏ »2 #با١‏ 
8ه © كلا١ا‏ © م١‏ 2 :8م( © كما 
"٠١ 6 5١8 ٠» "٠١م6 ١5مل © 5٠‏ 
"١6 ٠» "١١5 ©» ١‏ 2 5١ل‏ .بام 
"٠‏ © ؟9"" 452" 2 :لام 

الطرماح بن الحكيم 4م 

الدذكور عله خسن مع > "مخ 6 ووخ ا ع 
846" © ١8"؟‏ >6 16" 2 لاي 2 وعم 


» © © ١ه"‏ 6 #ة"”” .4 غ5 6 وبعب 

عائشة بنت رشدين ها ” 6 جم )ع برباس 

عباس حسن 5لا7 6 4خ ع بود 6 هدس 

العياس بن الحسن م١‏ 

عباس العقاد ٠٠م‏ » #وم . ب#موم )ووب 
58 562و" ع لاوم ووم 
2٠2 6 5 ٠#“‏ 6همء2 6 لاء2 

عبدات السقا بام 

عيد الخواد سيد إبرأهيم 4 ١‏ ؟ 

عيد الخميد الكاتب لاه ١‏ 

ألدكور عيد ألرزاق حميدة مهم 

عيد العزدز الخرجاق لاه 6ه 54 ء؛ ١١١‏ » 
١١6 1‏ .6مااء 4١6١١9‏ 
١:١. 9056 “> ١956 ١#‏ 
61١5+ © ١‏ لا2١‏ “لم١‏ © 4*ما 
#5٠١ 6 ١5‏ .6 ال" .“لال 2 عي؟؟ 
*؟ 

وورد صاحب الوساطة قى “ماه » 5ه 6 »١‏ ع 
17 © “5 59/6 2 إل » كما 

عبد الشاهر الخرحانى 5ه ؟ 

عيد أله ين أفى اكوم 4 ”م 

عبد الله بن طاهر ١"‏ © !99لا »لمهة؟ 

عبد الله بن محمد المهلى : ١‏ 

عيد ألله بن ميمون القداح همم 

الدكتور عبد اللطيف حمزة ب . م 

عيد الوهاب حمودة ٠١897‏ 

المحاح 4ه © هوه 

العروضى هه 

الدكتور عز ألدين إسماعيل 51م 

عصام الكندية 7١‏ ؟ 

عضد الدولة بن بويه ّمل ©) ودع وللاماء6 ه48 
89 2 هب” . .وس ث ووس 

العكيرى 5» 6 لام © 8" » 5" »6 54 » 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


١١45 © )”لا 4لا »لالا » م4‎ ٠ 

١ 5 

الدكتورعل أبراهيم -حسن ٠١١‏ 

عل أدم .جم وم كءج 6 يدرب 

عل ين أن طالب 17 

على الخارم ها" ٠‏ اسم 

على بن جيلة 6١لا‏ » ١؟_‏ 

على الخحندى هم؟ »لال١م؟‏ 6م؟م 

على بن حمرة اليصرى ١١‏ ©> هلا © ”#*٠.‏ 

علمّمة ه١٠‏ » لاه١‏ ع ٠١5١‏ 

على التجدى ١٠هلا‏ 6 78١5‏ ع6 .بم 

عمر ين أنى ربيعة 407 م 

عمر ين الطاب ##م ١‏ 

عمر مكرم 7607 

عمرو بن عروة بن العيد .م١7‏ 

عمرو بن كلتوم 74١‏ 

العميدى ١48 »© |!,7؟٠+ © ١١4‏ 6 لاوا »© 
لال ع 8 74 معوء”7 ع 5١.؟‏ 
لا ع 2 ال 2 ؟ 

عيسى بن عمر القى ه ٠“‏ 

الغزالى ‏ اه لا 

فاتك يبن أى حهل الأسدى .+ 

القاراف +٠١‏ ع خم .2 امج م تم 6 
0# ا ممم ع وخ ع ملام ع امم 
أو )لون 

المح بن حاقان آيات 

المرح بن عمات رض 

الفرزدق ١584‏ » ه١١‏ 46م 

فرويد ”الم 

الفثد الزمانى ١145؟‏ 

قدأمة ين جعقر “7 ع “أ 

القفطى 4؟؟ 

كافور الإخشبدى ه6١‏ ©» 78 5569 2 25 
١16115462119 > 18‏ 7 6 5؟ 


2 


86.8" © ل91؟» 9494" 6 ١٠.وشا.»‏ .وب 
كاك . اي“ >6لمرة” 

اكعب بن زهير ١11‏ © 5ه( 

كال الدبن تاصر ١7‏ 

الكندى م١‏ » ٠6م‏ 

لبيد بن ربيعة #لا١‏ > ٠8*07‏ 

المازنى هب 

المرد ١١‏ » هلا +.هم؟ 

مبروك ناقم ٠١١‏ ع لمالا 

المتنى 
يكاد يتكرر هذا اللقب ى حميع صفحات 
الكتاب . ولذاك م نحص الصمحات الى 
ورد قبا . 

محسد ين المستى ١١‏ 

محمد بن رائق الخزرى ١١‏ 

محمد بن ستان + ؟ 

محمد ين سيار ”الااء» + ؟ 

محمد ين مساور ألروعى هه 

محمد بن موبى بن عبد العزيز المعروف يابنالحى 
4؟ 1 

الدكور محمد حسسن هيكل 7. م 

حمد عذه + © هه 

الدكور محمد عبد الرحمن شعيب ٠١‏ 

الدذكور محمد عيد العر نر الكقراوى .م 

الدكتور محمد عيد الحادى أبو ريده 1107م 

محمد عل ١517‏ 

محمد على التجار 5"” عه با>م 

ألد كتور محمد عوض محمد 77م 

الدكور محمد غلاب ٠١4‏ 

محمد محمد توفيق “917 ؟ 

مد مظهر سعيد 79 )» ه48" غ6 5ه )2 
م4 ؟ 

الدذكور محمد كامل حسس وةب7؟ 

الذكتور محمد متدور م.” ع ابم 

الدكتور محمد دوسف دجم 4 ” 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


214 


محمود ساى البارودى +غه؟ ©» 5ه( ء لاه؟ 

محمود شاكر /ا “١‏ 2 89" 2 74" 4462م 

الذكتور محمود قأمم ١5‏ 

محمود مصطى 8م 

محمود ألوراق ١٠؟‏ 

١55 المررياق‎ 

مرواد بن أنى حفصة 7ه ١‏ 

مسلم دن ألوليد ١00‏ 6 ٠ا؟‏ ع 096 ا مون” 
4 

مصطى عتاق 4١م‏ 

الدكتور مصطق فهمى ١77‏ © "17م 

عبد الله بن المعير 7١56 "١١٠‏ 20 مه؟ 

معز الدولة بن بويه ١0‏ ع لا" )8 © 794» 
ليت طرفت فرق 

المعيث بن بشر العجلى ٠١‏ 

متسور العرى ٠٠١ 6 1١19‏ ؟ إلا .م 

الذكتور مهدى علام هلا" » ١٠ل“‏ © ولملا» 
للم" )خم »+ +98 


المهلهل ؟ 


المهلى 7١‏ )م7 2 ؤا2 مه“ ٠7٠١١62‏ 
مرش لمان 

التابغه الذييانق ١» ١١١‏ » ذه 6مه! 
هم" © كمم 

تابليون هم 

المهاد ين المنذر ١١١‏ 

١ تقطويه‎ 

العر بن تولب ١7‏ 

نيتشه 996" 6 وو" ٠.6‏ 2 ١غ‏ ع لاه 
١66 4‏ 20 5ء.:؛ 6 لاءع 

الحيتم بن الأسودٍ النخعى م١9‏ » 8١94‏ 

الوأاحدى :م » 1١5‏ 2 لم١٠‏ 

ياقوت الحموى ١55‏ 

بحى بن زكريا 7م 

يزدجرد المالث ١١‏ 

يسف كرم 79 

يونس ين -حبيب التحوي هلا » 07”* 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4 


م رأجح البحث ومصأ دره 


المرجع 
الإيانة عن سرقات المتنى لفظأً وحى 
أحاث ومققاللات 
اين الأثير ومقاييسه اليلاغبة 
أبو الطيب المتنى 
أبو الطيب المتنى 
أبو الطيب المتنبى 


حا اح لج” خم © كس 


- 


أبو العايب المتننبى 


ب 


4 أبو الطيب اأتنى وه لَه ومأ عليه 
١‏ أبو العلاء المعربى 


5 أبو على الفارسى . -حماته ومكانته 


٠‏ الاخبار الطوال 
5 - الآدب العرنى فى مصرمن الفتتح 


الإسلاى إلى الفاطلميين 
هم ١‏ الآادب العرنى وتار نحه 


المؤلف 
أبو سعيد أحمد العميدى 
أحه د الشايب ط 4 
محمد عبد الرحوهن شعيب 
جوزف الحاشم 
محمد كال حلمى 
ححيقة دار العاوم عدد خاص 
السنة الثانية عحدد 5 ح ١‏ 
ححيفة دار الحاوم السنة الثالثة عدد 
خاص رقم ١‏ < 7 
عدد خاص هن كحيفة الحلال 


أول أغسطس سنة ه4١‏ 


. أبو متصبرر التعالى 


عذدد خاص عن صصحيفة الملل دونية 
سنة /*7 9 ١‏ 


0 ذكتور عيد الفتاح شالى 


السيد محمد توق البكرى ”7/ 
أباظة المكتبة الأزهرية 

أبو حنيفة الدينورى . مطبعة السعادة 
ط ١‏ سنة ١97٠‏ . 


دكتور عيد الرزاق حميدة 


اتممية ماسداق 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


2+6 


المرجع 
_ _الأدب وفئونه 
الأدب والنقك 
18 الأدب ومذاهيه 
آراء أهل المدينة الفاضلة 
الا راء الطبيعية لأرسطو 
١‏ أساس اليلاغة 


- الاستدراك لابن الأثير 

#«؟ ‏ الأسس الحمالية فى النققد العرنى 
84 - الأسس الفنية للتققد الأدنى 

- أسس التقد الأدنى عند العرب 


6 لب الإسلام والحضارة العربية 
ا الأسلوف 


أسبى المطالب شرح روض الطالب 
4 - أشبرمشاهيرالإسلامق الخرب والسياصة 
و“ أصول النقد الأحدى 

1 الأعلام 

رك أعلام الكلام 

مام أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهداء 
وم _ الأغانى 

ه" ‏ أقرب الموارد 

- الإمتاع والمؤانسة 


م الأامثال السائرة من شع رأنى الطيب المتنبى 


م” - أمثال المتنبى وحياته بين الألم والأمل 


المؤلف 


: عز الدين إمماعيل 

:| ذكتور محمد مندور 

: ذكتور محمد مندور 

: أيو نصر الفاراى 

: ترجمة قسطا بن لوقا 

: الزحشرى ( جار الله أبو القاسم محمود 


بن كمر) 


: تحقيق حفنى شرف 
: عز الدين إسماعيل 

: ذكتور عيد الحميد يوفس 
: دكتور أحمد أحمد بدوى 
. محمد كرد علل 

أحمد الشايب ط 6 


أبو يحى زكريا الأنصارى 

رفيق بلك العظلم 

أحمد الشايب 

حير الدين الزركلى 

القير وانى 

راغب الطباخ الخليي 

أبو الفرج الأصفهانى 

سعيد بن عبد الله بن ميخائيل 

أبو حيان التوحيدى 

الصاحب بن عباد 

أحمد سعيد اليغدادى 49919 المكتية 
الأزهرية 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


المرجع 
9" انتسخاب ديوان المتننى 


٠‏ - أوهام شعراء العرب فى المعاتى 
البلاغة الغتية 
7 - يلوغ الأرب ف فتون الأدب 
21 - البيان والتبيين 


5 البيان العرنى 
6 # تاج العر وس 
6 -# اسح اللخة 


205١ 
المؤلف‎ 
أبو يوسف يعقوب بين أحمد‎ 
النيسابورى 8" محطوطات الخامعة‎ 
العر بية‎ 
أحمد تيمور باشا‎ 
على الخندى‎ 
. حمود شكرى الألوبى‎ 
أبو عمرو الحاحظ‎ 
١ دكتور بدوى طبانة ط‎ 
السيد مرتضى الحسيى الواسطى‎ 
ه.‎ ١٠5 العى الزبيدى سنة‎ 
للجوهرى‎ 


: عبد الرحمن بين تخلدون 


8 - تاريخآداب اللغة العربية فى العصرالعياسى : انشبخ السكندرس 


٠ه‏ تاريخ الدب العرنى 

١‏ - تاريخ الآدب العرنى 

1ه - تاريخ أدب اللغة العربية 
4ه تاربخ الأمم الإسلامية 
هه تاريخ المربية ى الإسلام 
لاه تاريخ الشامع الآزهر 
مه تاريخ الخركة القومية 

4 تاريخ الشعر السياسى 
"٠‏ - تاريخ العرب 


- مصطقى صادق الرافعى 


أحمد حسن الزيات 

حنا الفاخورى 

جو رجى زيدان 

دكتور حسن إبراهم حسن 
الشيخ محمد التضرى بيك ط ه 
دكتور أحمد شلى 

خطاب عطية 

محمد عبد الله عئان 

عيد الرحمن الرافعى بك 
أحمد الشايب 

فيلب جورج حى ترجمة مبروك نافع 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


25 


المرجع 
1" تاريخ غزوات العرب 
5" تاريخ الفرق الاسلامية 
“> تاريخ الفلسقة العر بية 
1 تاربخ الفلسفة ق الرسلام 


> تاريخ القلسقة اليونانية 

5" تاريخ مصر ق العصور الوسطى 

لا" تاريخ النقد الآدسى عند العرب 

48> - تاريخ النقد الأدنى عند العرب 

> التحفة البية والطرفة الشهية 

٠‏ تحقيق التصوص رنشرها 

١‏ تحليل اأشخصية 

تتجارب الأم والملولك 

# تمجديد ذكرى ألى العلاء 
تراث فارس | 

5 التصريح على التوضيح 


ه/- تنبيه الأديب الغريب 


5 -- تنييه ذوى الهم على ماحد ألى الطيب * 


من الشعر والحكم 


المرلمف 
شكيب أرسلان 
على مصطى الغرانلى 
حنا الماخورى | 
ترجمة عبد المادى أبو وربدة © 
وتأليف حتاهن ع0 .3 1 
يوسف كرم 
دكتور على إيراهم حسن 
المرحوم طه إيرادهم 
دكتور بدوى طيانه 
8" ش دار الكتب المصرية 
عبد السلام هاروت 
دكتور شخليفة بركات 
لمسكو به 
دكتور طه حسين 
دكتور خى الحشاب وأخرين 
خالد بن عبد الله الأزهرى 


عبد الرحمن باكثير المكى 4ه 
خطوط دار الكتب 


أبو بكر بن عز الدين الزمزتى لالاه 
أدب محطوط دار الكتب 


لآلا تدخيص كتاب أرسطوطاليمس قَْ الشعر لأنى الوليل بن رسلله مطبعة مصر 


8 التوجحه الأحق 


9 اللتامع الكبيرق صناعة المنظوم من 


الكلام والمتثور 


ذكتور طه حسين واخحر ين 
: صباء الدين بن الأثير طبع 


الجمع العلمى العراقي "ه4١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


نفد 
المبجعم 2 . المؤلف 
الجمع بين رأنى الحكيمين : أبو نصر الفارنى 
١‏ حاشية الأمير على مغتى اللبيب 22 : للشبخ محمد الأمير 
م - حاشية الشيخ ياسين على التصريح : 


“الم حاشية الصيات على الأشموى : 
حركات الشيعة المتطرفين : ذكتور جابر العمر 
هم _. حصاد المشم . إبراهم عبد القادر المازى 


"لم _ اللدضارة الإسلامية ف القرت الرابع ا مجرى : 
2 تنوك قث ترسجمةه حبك المادى أبو ر بده 


الى اللدماسة : آأبو تمام الطانى 

م لحاعة المطاف : عللى الخارم 

8 نحرانة الأدب : عبد القادر البغدادى 
٠ه‏ خخدمسة أيام فى دمشق الفيحا : على التندى 

: ._دائرة المعارف الاسلامية‎ ١ 

5 دراسات فى علم التفس الأدنى : حاءلى عبد القادر 
*'ة ‏ دقاع عن اليلاغة : أحمد حسن الزيات 
45 - الدوافع التفسية : دكتور مصطى فهمى 


ديوان ألى تمام 

ديوات ألى نواس 

7 - ديوان أحمد شوق 

948 ديوان اليحرى 

4 - ديوات حافظ إبراهم 

ديوان العجاج ‏ 45 ش دار الكتب المصرية 

٠ ١‏ ديوان المتنى  -‏ طيعة هندية 

5 ديوان المتنى عمُطوط دار الكتب ‏ تحقيق سعيد الأفغانى 

م٠١‏ _ ديوات المتتتى ف العالم العربى وعند المستشرقين ترجمةالدكتورأحمد أحمد بدوى 


١5‏ ذكرى أى الطيب بعد أل عام 
ط ؟ دار المعارف سنة ه9١‏ عبد الوهاب عزام 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


5>” 


المرجع 


59 الرسالة السنة الرابعة ”ةا 
٠7‏ 79 الرسالة الستة السابعة ١9‏ 
٠‏ ربسالة الانتقاد 
4 7 الرسالة الخاعية 
٠‏ سسالة الغقرات 


65_ ربسالة فى قلب كافوريات ألى الطيب 


المتنبى من المدييح إلى الهجاء 


5 - بسائل البلغاء 
١١“‏ سائل الكندى الفلسفغية 
5 الرمزية فى الأدب العربى 


6 7 الروائع ‏ عدد خاص بالشاعر 


١15‏ زهر الاداب ور الألباب 
8 زيادات ديوات شعر المتنى 


م١١‏ ساعات بين الحتب 


8 السرقات الأدبية 
- السياسة الأسبوعية 


“792 الشذا الطيب فى ذ كرى أنى الطيب 


المؤلف 


أبو الحسن ألحمد بن قارس 7547 
أدب دار الحكتب 


اين شرف القيروانى 

مخطوط 7 أدب مكتية معهد دمياط 

أبو العلاء المعرى - تحقيق دكتورة 
بنت الشاطى 


عبد الرحمن حسام الدين 5١ه‏ أدب 
مخطوط دار الكحكتب 
محمد كرد على 
عبد الطادى أبو ريدة . 
دكتور درويثى اللحندى 
فواد أفرام البستئى 
أبو [إدق المدمرى القيرواى 
عبد العزيز الميهرى الراجكوتى السلفية 
رن 
عباس العقاد 
دكتور بدوى طيانه 
أعداد ١‏ ء ١8‏ مارس ع ه © 4 
أبريل » " . ٠0‏ مأيو1 ١9417"‏ 
على الخارم 
عبد اللحواد السيد إبراهم 
المطبعة الأهلية سنة ١ 9419٠‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


0 ألفية ابن مالاك 

شرح الأشمينى على ألفم 

0س شرم 0 0 
- شرح يعض بيات المتنى 


بى على ديوات المتنى 
5 شرح أبن ججبى 
: شرح البرقوق 
0 
7 - شرح التبر 


0 005 


لطس 
١ :‏ © هم 
المشكل من ديوان أنى 
- شرح 
0 المتتنى وأنى 
0 اه 1 9 ١‏ 
7 0 المعروف (يا 2 ّ' 
: سياس 
ار 
اوسا وس 
7 - الشعراثمر دسل ظل سيف الدولة 
١ 1 /‏ « 
8 الشعر العربى ف هجر 
. 8 شع أء 
ابوس 
7 - شوق ى ل 
ثمثاؤ  _‏ 
الصحاح ْ 
8 صحيفة الجامعة المصر د 
ا 
01 ص 


5*2 


املف 


القطاع 
١ 31 1‏ 0 الحتب 
3-9 3 فهرس النحودار 
00 كتب رق لال" 
محخطوط بدار الكتب رثم 
! البرقوق 0 
الرحمن : 8 8 
م ( أبو البقاء عبد 
ظ 1 عبد الله الحسين ) 58 
: على بن أحمد أ 
: ان الحسين الصمّلى 
وب 
9 اا الجامعة 7 8 5 
أبو الحسن الضرير 00 
2 حطوط ١1‏ دارا :. 9 
0 المركات الممارك 0 11 
ا الجامعة العر ب 


لكفراوى 
دكتور كيك العزيز ١‏ 
١ 1‏ هه 
مصطى ل 

5 | 2 

دكتور درويش ١‏ ظ 
محمد عبد الغى حسن 
أبن قتيبة 50 
دكتوو ألحمد أ 6 
يوسف البديعى 
الجوهرى 
مايو ١‏ 55 
السنة الرابعة يناير 


/لالالارارا 
0610©.اعع/21]91. 


ار 


المرجع 

صصحيمة دار العلوم 
١‏ - الصراع فى الوجود 
الصناعتين 
6 صور من التاريخ الإسلاى 
5 الضراثر وما يحوز للشاعر دوت النائر 
7 - الطبع والصنعة فى الشعر 
طبقاتتالشعراء الاهليين والإسلاميين 
8 طيقات الشعراء ف مدح الخلفاء 

والوزراء 
6 الطرائف الآدبية 


١١‏ ظهر الإسلام 


57 العرف الطيب ق شرح ديوات 
أنى الطيب 

٠6‏ عل, الأخلاق لأرسطو 

64 - عل, النفس ار بوى 

6 على النفس العام 

15 على هامش الأدب والنقك 

با العمدة فى صناعة الشعر ونقده 

8 عيار الشعر 

8 - عيون التواريخ 

سعيون المسائل فى المنطق وميادئ 
الفلسفة 

05 7 الغربال 


المؤللف 
السئة السادسة بيتأير ١945٠‏ 
بولس سلامة دار المعاوف ١95617‏ 
أبو هلال العسكرى 
ذكتور عبد الحميد العيادى 
السيد شكرى الألودى طبع السلفية ١1" ١‏ 
محمد الطهياوى 
أبوعبد الله محمد بن سلام الللمحى 
عبد الله بن المعتز نشره عياس 
إقيال طبع دار المعاردف 
عبد العزيز الميمبى الحنة التأليف 
والراجمة وادشمر سنة اما ١‏ 
أحمد أمين لحنة التاليف والرجمة 
سنة 811 ١‏ 


نصيف اليانجى طبع بيروت م/م 
ترجمة ألحمد لطى السيد 

ذكتور أحمدزكى صالح 

دكتور يوسف خليفة 

على أدهي طيع دار الفكر 

ابن رشيق التمير وانى 

محمد بن أحمد بن طباطيا العلوى 
ابن شاكر م#طوط دار الكتب59177 ١‏ 
أبو نصر الفارالى مطبعة المؤيد ٠١‏ 


ميخائيل تعيمة دار المعارف 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


المرجع 
7الغرضية قى السلوك 
فحول البللاغة 
5 7 _الفخرى ق الا داب السلطانية 


6 7الفرق بين المرق 
25ه_ الفصل فق المال والأهواء والتحل 


17 - فلسفة الأخلاق فى الإسلام 
64 ه- الفلسفة الشرقية 

8 فلسمة المتتى من شعره 

- فلسفة المحدثين والمعاصرين 


_ 9 الفلسفة والجتمع الإسلاى 
القن ومذاهيه ق الشعر العرنى 
“8 فن التشبيه | 
5 فن الشعر لأرسطو 

ه/ا ‏ فن الشعر لأرسطو 

5 المفهرست 

/ا/اة ‏ فوات الوفيات 

ماا| دق الأدبس الحديث 

4 ق الأدب التاهل 
1ق الأدب المقارنت 

5١‏ ىق الأدب والنقد 
اماق أصول الأدس 

١8+‏ قف اكسيئوفان لأرسطو 


يف 


المؤلف 


ِ كال الدين نايل 5 دار المعارف 


: محمد توفيق اليكرى طبع مصر 


الطقطق 


. 5 منصور عبد الفتاح البمغدادى 


الظاهرى 


: دذكتور محمد رسف موسى 

« دكتور محمد غلالاب 

: دكتور مهدى علام 

: تأليف أ . دولف ‏ ترجمة أبو العلا 


عفيى بخنة التأليف سنة ١918‏ 


. إبراههم الان الميضة سئنة ٠+*مع48١‏ 
: دكتور شوق صف 
: على ابلخندى 


ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوى 


: ترجمة إحسان عياس 

. اين النديم 

: محمد بن شاكر بن أحمد الكتتى 
9 دكتور طه حسين 

: ذكتور عيد الرزاق حميدة 

8 دكتور محمد متدور 

. ألحمد -حسن الزيات 

. ترجمة أحمد لطى السيد 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ررك 


المرجع 
5 - ق غرغياس لأرسطو 
6 - ف الفلسفة الإسلامية مهج وتطبيقه 
١8‏ سق الميزان اللحديد 
7 - ف ميسليوس لأا رسطو 
١88‏ -ق النفس 
8 - فق النفس «العقل 
فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة 
01 فيض اللخاطر 
7 القاموس الحرط 
١9#‏ قراضة الذهب قى نقد أشعار العرب 
45 - قصيدة المتنى فى مدم الحسين بن 
إسحق التنوختى 
وا _ الكائب المصرى 
5 الكاتب المصرى 
 ١41/‏ الكامل قى التاريخ 
4- الكامل فى اللغة والأدب 
4 الكتاب 
كتاب الخطابة لأرسطو 
١‏ كتاب مابعد الطبيعة ( طبع الخانجى ) 
80 كشاف مصطلحات الفنوت 
> كشغ الظنون عن أسابى الككتب والفنون 
8 الكشف عن مساي” شعر المتنىي 
الكلم الطيب على كلام أنى الطيب 


المؤلف 


1 ترجمة أحمد لطى السيد 

: دكتور إبراهم مدكور /1 ١45‏ 

: ذكتور محمد مندور 

: ترجمة أحمد لطى السيد 

: دكتور عبد الرحمن يدوى 

: ذكتور محمود قاسم 

: أبو حامد الغزالى مطبعة النرق 

: ذكتور أحمد أمين -ج 6 
الفيروزبادى 

: أبو على الحسن بن رشيق القيرواق 


طبع لْيدن 

مجلد ١‏ عدد ؟ توشبر ه928١‏ 

مجلد ١‏ عدد 5 يناير ١955‏ 

ابن الأثير 

أبو العياس ال يرد 

عدد مارس ١567‏ السنة ” دم 

ترجمة الدكتور إبراههم سللامة 

تلخيص مقالات أرسطو لابن رشد 

للمهانوى 

ملا كاتب بجلبى 

الصاحب بن عباد 

وى الدين عبد القادر بن محمد 
عطوط دار الكتب ١589‏ 


أدب 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


8 


المرجع المؤلف 
_ _الكون والفساد لأرسطو : ترحمة أحمد لطى السيد 
٠07‏ كيف تكتب بحثا أو رسالة : دكتور أحمد شلى 
٠١8‏ لسات العرب : ابن منظور | 
49 _ المحذ على شراح ديوان ألى الطيب : أبو العياس أحمد بن على ٠‏ 
المتنى . الجامعة العر بية 
ما ينبغى أن يقدم قبل تعلم فلسفة : أبو نصر الفاراتى مطبعة المؤيد 
أوسطو : سنة 141١‏ 
65_ممبادى" الفلسفة القدعة : أبو نصر القارلى مطيعة المؤيد 
سنة 2993٠‏ 
متن الكاق فى عل العروض والقواق : القناى الشافعى 
_المتنى : ذكتور زكى المحاسى 
5 المتننى : المقتطف عدد -خاص ينايبر ١975‏ 
المتنى مالى* الدنيا وشاغل الناس 2 : شفيق جيرى 
_المتنبى وشوق : عباس حسن 
7١‏ المثل السائر . ضياء الدين بن الأثير 
8 محاضرات الأدياء ومحاورات الشعراء : تخطوط دار الكتب 9/87" أدب 
واليلغاء 
6- محاضرات عن الأتخطاء اللخوية الشائعة : الأستاذ محمد على النجار 
98١‏ الحلة : العدد السابع يولية /اه4١‏ 
9 _الجلة : العدد العاشر أبريل ١465/8‏ 
7 مجلى : العدد ” مجلد م/م / ٠١‏ / بام 
776 9 محيط المخرط : بطرس البستاق ط بيروت سنة 18569 
874 الختار من الأشعار : أبو الخير مسعود بن محمود 9 ق 
مخطوط دار الكتب 
7606 _المخصص : لاين سيده 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


2 


انريم 


المؤلف 


77 المذكرات الوافية فى عل, العروضى والقافية : عبد السلام شراق 


7 - المستطرف من كل فن مستظرف 
_المصباح المتير 

4 مصر ف العصور الرسطى 

7٠‏ المفصل ق الأدب العرى 
7 مطالعات فى الكتب والحياة 


8 المطرب من أشعار أهل المغرب 
51 دمع المتنى 
ع7 معالى الشعر 


ه١٠‏ معجز أحمد المسمى اللامع العزيزى : 


اك معدم الأدياء 
4 - مغانى المعانى قى نقد الشعر 


4 _ مغوى اللييب 

9_ المقتطف لد ممه تابر ١87١‏ 
5١‏ المقتطف مجلد مره فيراير 19471١‏ 
مقدمة اين تخلدوب 

41> - الملل والتحل 

4 من التقند والأدب 

ه-_ من بحديث الشعر والندر 

>> مثار السالاك 


7 حب مناظرة أنى على الحاتمىلا ىالطيب المتنبى : فحن جمرعة رم 


بيبغداد 


" الأبشيوى شباب الدين ألحمك 
. ألحمد بن حكحملك القيدربى 


: دكتور على إبراهم حسن 


: عياس العقاد 

: تحقيق الدكتور ألحمد بدرى رآخرين 

: دذكتور طه -حدسين 

: أبو سعيد عمان بن هاررن 

طرط الجامعة العربية 6 با 

أبو العلاء المعرى 

: ياقوت الحمرى 

: ياقرت الحمرى 

: أبو محمد بن ألى بكر الرازى 78٠١‏ 
الحاهعة العربية 

: ابن هشام الأنصاريى 


: عيد الرحمن بن تخادرت 
الشورستانى ( مح.د عرد الكريم ) 
: ذكتور أحمد أحمد بدرى 

: ذكتور طه -حسين 

: محمد عيد العزيز التيجار 

6 م 

: بقلم مغربى بدار اأكتب 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


المرجع 
-- النطق الحديث ومناهج البحث 


64 - المهدى والمهدوية 
6 الموازنة بن اأشعراء 
١‏ - الموازية بين الطائين 


-- موسيى الشعر 


5 - الميزان الحديد 
6 --النبات لأرسطو 
-- النثر العرنى فى القرن الرابع المجرى 


/ا6”  -‏ يمح الطيء 

8 النفوذ الفاطمى فى بجزيرة العرب 
48 النقد الأحسى 

_ التقد الأحى 

5- نقد الشعر 

7 اللقيد المييجى عند العرب 

89 د الوذ 


15 هكذا أغى ديوان شعر 


65 الوساطة بين المتنبى وخصومه 
- الوسيط فى الدب العرنى وتاريخه 
- وفيات الأعمان 


8_ابتيمة الدهر 


6 
المؤلف 


: دكتور محمرد قاسم 
: ذكتور أحمد أمين 
: دكتور زكى ميارك 
: الأمدى ( أبو اللقاسم 


الحسن بن 
بامر بن محى ) 


دكتور إبراهم نيس 
هل  -‏ الموشح فى مآخحذ العلماء على الشعراءء : 


: حمل مندور 


المرزيائى 


: ترجمة إسحق بن حنين 

: دكتور زكى مبارك 

: أحمد المقرى 

: دكتور محوى جمال الدبن سرور 
: ألحمدك أمين لحنة التأيف باه 
: سيد قطب دار الفكر ١44‏ 

: قدأمة بن -جعفر 

: دكتور محمد متدور 

: محمد جلال دار الطباعة “!و١‏ 
: محمود حسن إسماءيل 

ه56 الحلال عدد خاص بالشاعر أول أغسطس 
: عبد العزيز ابلدرجانى 

: الشيخ السكندرى والشرخ العناق 


١ و“‎ 


ابن خلحان 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


2 


الصحف اليومية والذحلاات 


د على العدد الثالى اغيلد الثامن ١٠١/6‏ /باساة؟ 

؟ ‏ محريندة الشعب العدد 8986م السيت 5 /ره رمه ١‏ 

٠9همر/‎ ٠١/١8 بحجريدة الشعب العدد 5هلم‎  #« 

غ* .حجرينددة الشعب العدد ٠١55‏ الاربعاء “مره /رةقهة ١‏ 
ه ‏ الأشخيار العدد ا 7٠‏ لجمعة 9« /را/روه4١‏ 

>> الخمهورية العدد ١إبأابب؟‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


رود 


فهرس الموضوعات 


أرقام الصفحات 
معلمة 0 3 . . 7 . . 5 9 0 له ه١4‏ 
فى موضوع البحث وأهدافه ومهجه ومصادره ومراجعه 
تمهيك : 
الفصل الأول « المتنى )» . . 3 . 6 هو 


مولده ونشأته» شيوخهء أول عهده الشمر ع حر رسجه إل اليادية » 

موقفه من رحال الحكم ء المتنى بالشام 3 المتتبى ىق مصر 3 المنتنى 

بالكوفة » المتنبى بفارس 

القصل الثاق « نقد المتتى فى حياته » 0.0.2 . 0ر1 

مجلس المتننى ء تفسيره وترتيبه لديراته » مجلس سيف الدوئة » عجلمى 

المتنى بمصرء نقاد الممتنبى فى حياته » عبد الله بن أنى الخوعء 

اين الحجى المحروف بسيبويه المصمرى »: ابن وكيع » الجامى ع 

أبو الحسن المغرنى » ابن جبى ٠»‏ الصاحب ابن عباد . 


الكتاب الأول 
المتنى بين ناقديه ف القدم 
الياب الأول لاع ١م‏ 


تمهيد يتناول أطوار دراسات المتنبى » التقسم الى وسببه ء 
الدراسات اللغوية . مفردات المتنى » امالخذ النحوية ‏ النصب 
يأن المحذوفة » إعمال لا العاملة عمل ليس ف المعارف ء الفصل 
بين المتضايقين » العطف على الضمير المرفوع المت دون توكيده » 
منع صرف لمنصف . نداء ما فيه آل . المأخل العروضية . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


2 


الباب الثاق 
أرقام الصفيحات 
الدراسات الأدبية : 
عيين* 3 ل 7 0" 0م مالم 
الفصل الأول د الدراسة الأسلوبية , : , :. . "الم ١١”‏ 


مدارالدراسة الأسلوبية» أسلوب المتنى : استعمال امكامات الغرييةء 

حروف الصلات » ألفاظ المتصوذة » ذا الإشارية » الألفاظ غير 

الشعرية » عدم الدقة فى اختيار الكلمات » استعمال ألفاظ 

الغزلك فى أوصاف الحرب وابكاد ء اختلاف النسج » ترديد 

الألفاظ لغير علة -جمالية » التعقرىد . 

الفصل التالى «معانى المتضى و. 2 . 0 . ال .ل ل 220 # وو ”عو 

التجديد » اليكمة وضرب امثل ٠»‏ مشاركة الممدوح فى صفات 

المدح » محاطبة الممدوح ء محاطبة الصديق » الغاو وإابالغخة . 

الحروج عن رسم الشعر إلل طربق الفاسةة . 


المصل الثالث ه بناء قصيدة المتنى و. 2 . اس شاع دثنات١‏ 
آرا ء التقاد قَْ مطائع المتتوى واسبلاله وتخلصه وحدواأ انهه . 
التفصل الرايع «الموازثات الأدبية»  .‏ . ام ال 65( سءلما 


معبى كلمة الموازنات ء نطرة الموازنات » موضوعية الموازنات » 
تاريخ ال موازنات ممرج العرب ق لوازنات ع المتنى والموازنات 
الأدبية 31 رأى ااشةتدى © رأى ابن خخلدون ٠»‏ رأى الصااحب بن 
عياد موازنات اين الأآثير 


الياب الثالث 
الفصل الأول «السرقات الأدبية و . 00ل ل 0.0 إلّمو_4م» 
اهمام التماد ميحث السرقات ١‏ لادبية 6 تفقسيمهم لما إلى أنواع 6 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا 
أرقام الصفحات 
مقاييس السرقات الأدبية » الغاية من دراسة السرقات الأدبية » 
النفرة من لفظة السرقة » السرقة وتوارد الخواطر » سعة اطلاع 
المتننى وأثرها قى أفكاره » سرقات المتابى ورأبنا فيها . 
الفصل الثانى «مآخذ المتنى من أسطو  .  . 2 .  »‏ . لالالا ه84 
اللفلسفة المعاصرة للمتننبى ورجالحا . بواعث التفكير الفاسبى فى 
الإسلام » الكندى والمصطلحات الفلسفية » الفاراق عؤلقاته 
الفلسفية » أبو بشر مبى بن يونس » صاه بالفارلى ٠‏ المتنبى 
وأرسطو » الخاتمى وتتبعه للمتتبى » دواذع دراسة الحاتمى » مؤلفات 
أبسطو . الموازنة بين حك المتتنبى وحكم أسطو . 


تعقيب على الدراسة النقدية فى القديم ل ل 0" ه6>غ/4؟ 
الكتاب الثالى 

تمهيد : الفصل الأول ال ١‏ +-2ه؟ 

الفصل الثانى « التيارات الثقافية فى القد الأدرث» . هه 8# ؟ 


تمهيد : التدار العرنى ‏ دور الأدياء ‏ التيار الأجنى . 


الباب الأول 


الدراسات اللغوية . تف 
تتبع اللغويين المحدثين لبت من أبيات المتننى والرد عاييم 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


كرد 


الباب الثانى « المتتى فى رأى الأدياء » 
طبيعة الأدياء - مناحى الأدياء 


الفصل الأول «الدراسة الأسلوبية و ٠.  .  .  .‏ . 
تمهيد قى مياحث الأساليب » التعقيد فى شعر المتنى » رأى 
فى أسلوب المتننبى ء الأسلوب الرمزتى - أسلوب المتصوقة ‏ 
الأسلوب العثيل » الخلاصة . 
الفصل الثانى « معانى المتنى ؛ : ّ 1 1 
من الوجهة النفسية »> ظهور شخصيته ٠‏ الأدبية تمجديك 
المتتنى 75 عوامل .خلود المتنبى 5 خلاصة هذا الشصل ٠.‏ 
الفصل الثالث «الدراسة التاريخية ».2 . 2. 2. 2 . ا. 
تمهيد لبيان المقصود بالدراسة التاريحية : تسيهء الوطنية ق 
شعره © المرآة ق حياته » معتشّده الديى والسيابى ع٠‏ حتيقة 
الدعوة » تاريخ الفن ء شعره بالشام » شعره بمصر وأثر مصر 
ق شعره . الخللاصة . 
الفصل الرايع : 
الموازئات الأدبية 2 1 , , 
هيد : المتنى ودراسة املق رات الأدية : 
رأى الأستاة أحمد فتحى » رأى الدكتور طه -حسين »© رأأى 
الدكتور شوق ضيف ع الاستاذ عياس حسن ©» محمود 
مصطى الدكتور أحمد الحمد بدوى . 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


ا تم 1 ١‏ 
اا 7 4 ؟ 


515 4# 


؟ "اط _الاهم؟ 


“الات 9 بابحا 


الباب الثالث 


المتنى بين الفلاسقة 


تمهيد 
الفصل الأول د للتتى لمكم . 

(أى الدكتور أحمد أمين 1 رأى الدكتور مهللى علام. 
الفصل الثانى « المتنى الفيلسوف» . 

تمهيد فى بيان اتصال المتنبى بالفاسفة . 


وذ 3 : 
أرقام الصفحات 


#١‏ لبالا 
ا لامر 


ة٠١ال_ا""ة١‎ 


آراء العقاد » بين المتنى و«نيتشه » أوجه الحلف . توفيق 


المتتنى بين نيتشه ودار . 


0-7 سب 


الككس) 


فهرس المراجع 
فهرس الموضوعات 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


4٠١-48 
418-17 
407 8 
اا‎ #1 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


دي 


د 


هنقا الكامه هالقاهرة 
سملكه ع 6“ 5 ١‏ 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


المتنى بين ناقديه 


موضوح هذا الكتاب معاره النقد الى دارت حول أدب المتشى . وهى دراسة هيدف إلى 
بيات جهود النقاد العرب الذين تتاولوا المتنى بالدراسة متذ يدء حياته الفنية إلى اليوم » ويصئف 
الكعاب أوتعك التقاد فيقسمهم إلى لغريين وأدياء وفلاسفة » ُُ يعرضصض لك رهم قآدب المتنى . 
فيعتاوها يالدراسة والقحيعص والتحليل » مبيتا مدى ها وأصالها وحيويها وقوتها ومسايربها 
لأغراض الثقد ومقاييسه » ثم يعقب علها تعقيباً يوضح رأى التاقد فها وقيمبا فى ذاها كا 
يوضم ميزلها من تيارات التقد المعاصبرة . 


مكتبة الدراسات الأدبية 


ا 

١‏ - مصصادر الشعر ا لشاهل وقيمها التارخية هم ١‏ - ابن دقيق العيد 

+« - شعراء الرابطة القلمية ١‏ - القن ومذاهيه فق الثير العرى 

»© شوق شاعر العصر الحديث ٠‏ ؟ - أثققن ومذاهيه ى الشعر العرتى 
-الأدب المرى المعاصر فق مصر ” - الأمير شكيب أرسلان ححياته وإ ثأاره 
همه -فاين بِى حيداآت ++ فى الأدب الأاتدلمى 

4 - آلف ليلة وليلة 6؟ ب شبعر لحرب ق أدب العرب 

- ليل مطرات شاعر الأقطار العربية 748 الغفراد 

م - الشعراء الصعائيك فى العصر الشاهل ه”؟ ‏ التقسير البياى ظقرآت الكرم 

- منهج الزكشرى فى تفسير القرآن - ق التقد الأدي 


٠‏ ؟ - التطور والتجديد فى الشمر الأموى «ا؟ - التيل فى الآدب المصرى 
9 - دراسات فق الشعر اثعرى المعاصر م؟ ‏ افاحطظ ‏ سياته وآثاره 





؟ ١‏ - شوق وشعره الإسلامى 4 - أتساهات الشعر العر فىق القرن الثاق المجرى 
م ١ت‏ ماقط إبراهي شاعر التيل #٠‏ - الحخطاية العربية قى عصرها الذحى 
١‏ - أدب المهجر #١‏ - أين فباتة المسرى-- أمير شعراء المشرق 
١‏ -الأآدب العرى المعاسر ق سورية ١‏ ”«م . تطور الرواية العر بية الديثة 
- الآدب الروقاف القديم بوي ب القصة فى الآدب القارمى 2 81م 
١»‏ - التايغة الذيياق 4 ؟ - الدب الصوق فى مصر 2 
تدي,. ويم - المتشى بيى ناقديه ى القدم والهديث 0 
1 
4 
ه # 
١ ٠ ©‏ قرش _ج. غ. م. + + جه ١‏ فلس ق العراق والأردت ٠‏ فقرئك ق المقرب 
هوي ق . ل ٠ ٠٠‏ إ فلس ق الكويت 1١‏ ر يالا سعوديآ ' 
ه.٠«٠إ‏ ق 2 سى ٠‏ ملم فق توس ٠م‏ شلتاً )فى اليلاد 


٠٠‏ ملي فليبيا والسودان ١4٠٠‏ قرنك فى المزائر ‏ 94وم دولاراً | الأخرى 





مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا 


مام». أعع/ناح ]31 . ناننانانا